كيف نجيب على هذا الأثر الذي يستدل به أصحاب الإعجاز العددي ؟؟

إنضم
02/07/2011
المشاركات
123
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
كازاخستان
قال أبو القاسم الطبراني في "المعجم الكبير" (10|264، رقم 10618):
"حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَاصِمٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عِكْرِمَةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَأَجْمَعُوا أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُلْتُ لِعُمَرَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ وَإِنِّي لَأَظُنُّ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ، فَقَالَ عُمَرُ: وَأَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ؟ فَقُلْتُ: سَابِعَةٌ تَمْضِي، أَوْ سَابِعَةٌ تَبْقَى مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَمِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قُلْتُ: خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعَ أَرَضِينَ وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَإِنَّ الشَّهْرَ يَدُورُ فِي سَبْعٍ، وَخَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ سَبْعٍ، وَيَأْكُلُ مِنْ سَبْعٍ، وَيَسْجُدُ عَلَى سَبْعٍ، وَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ سَبْعٌ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ سَبْعٌ "، لِأَشْيَاءَ ذَكَرَهَا، فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ فَطِنْتَ لِأَمْرٍ مَا فطِنَّا لَهُ. وَكَانَ قَتَادَةُ يَزِيدُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَيَأْكُلُ مِنْ سَبْعٍ، قَالَ: هُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا} [عبس: 28] الْآيَةَ".
قال ابن كثير: "وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ قَوِيٌّ...".
هذا الأثر يستدل به أصحاب الإعجاز العددي كتأصيلٍ له، و السؤال هو:
- كيف نردُّ عليهم استدلالهم هذا ؟
- هل يمكن أن يكون هذا الأثر مجوزاً نوعاً ما للإعجاز العددي، و عليه فلا يُردّ عليهم كلَّ ما يذكرون، بل يضبط أقوالهم بضوابط يعرف من خلالها ما يقبل منها و ما لا يقبل ؟
جزاكم الله خيراً...
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
بارك الله فيك أخي الحبيب..
أريد أن أزيد إلى سؤالك السؤال عن كلام نسب إلى ابن مسعود رضي الله عنه :
قال السيوطى فى الدر المنثور :
وأخرج وكيع والثعلبي عن ابن مسعود قال : من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ليجعل الله له بكل حرف منها جنة من كل واحد )

قال الثعلبى فى تفسيره :
وأخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن،حدثنا محمد بن محمد بن الحسن،أخبرنا الحسن ابن علي بن نصر،حدثنا عبدالله بن هاشم، أخبرنا وكيع بن الجراح، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال : (من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} فإنها تسعة عشر حرفا ليجعل الله له بكل حرف منها جنة من كل واحد).

وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن قرأ حرفاً مِن كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول { الم } حرف ، ولكن ألِف حرف ، ولامٌ حرف ، وميمٌ حرف ".

فهل تم احصاء الحروف رسما ولفظا زمن النبي ؟
أم هو اجتهاد من عبد الله بن مسعود ؟
فإن كان اجتهادا هل علم من أحد من الصحابة أنكر عليه ذلك أو عارضه أو جادله في شيء منه ؟

وثمة أمر في الحديث الثالث.. هو أن الحرف يفهم منه معنى الكلمة أيضا.. وإلا لما قال ابن مسعود رضي الله عنه : لا أقول الم حرف ؟ ففصل معنى الحرف.
وهل نفهم منه أن كلمات القرآن أيضا كانت محصاة يومئذ ؟

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
إذاً نقول:
ادِّعاء الإعجاز العددي باطلٌ من أصله، وبدعة قبيحة. و ما جاء عن السلف في ذلك ينظر في صحته: فما صحَّ منه فهو من اللطائف - كما قال ابن عطية - .
و الأثر الذي أتيتَ به أخانا عمارة ينبغي أن يُتأكد من صحته، فإن صحَّ عومل معاملة المرفوع إذ لا مجال للاجتهاد فيما ورد فيه. و إن أخذتَ منه فائدة إحصائية فلا علاقة له بما يسمى بـ"الإعجاز العددي" لا من قريبٍ و لا بعيدٍ.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

إذاً نقول:
ادِّعاء الإعجاز العددي باطلٌ من أصله، و بدعة قبيحة. و ما جاء عن السلف في ذلك ينظر في صحته: فما صحَّ منه فهو من اللطائف - كما قال ابن عطية - .
و الأثر الذي أتيتَ به أخانا عمارة ينبغي أن يُتأكد من صحته، فإن صحَّ عومل معاملة المرفوع إذ لا مجال للاجتهاد فيما ورد فيه. و إن أخذتَ منه فائدة إحصائية فلا علاقة له بما يسمى بـ"الإعجاز العلمي" لا من قريبٍ و لا بعيدٍ.
أخي الحبيب..
تقول: إن جاء شيء عن السلف ينظر في صحته.. وما صح.. حتى إن صح يعتبر من اللطائف كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. عفوا كما قال ابن عطية..
والأثر الذي سألت عنه.. إن صح.. فيعامل معاملة المرفوع..
إذن فلماذا سألت من البداية مادام حكمك عليه مضبوط عندك ؟
إنما سألت والواضح أن أسئلتي لا تناسب فتجيبوني عنها..
أنا أسأل لأعرف.. فأجيبوني..
لكني أراكم تنكرون عن مؤيدي الإعجاز العددي اجتهادهم ثم إنكم تجتهدون في ما ورد عن السلف فتلوونه حتى يناسب حكمكم..
ألستم تسألون في كل بحث، وربما باستهزاء.. لماذا جمع هنا وضرب هنا.. وربما سأل أحدهم عن امكانية إيجاد علاقة مطردة بين الأعداد الممثلة للىي والسور في القرآن.. ولو كان ذلك لكان مماثلته عدديا ممكنة وسهلة على أي شخص يتقن العد.. وتتكلمون عن العدد 19 لأن فيه زنديق ادعى النبوة وخرج من دين الله بهذا العدد.. ولو نظرتم إلى هذا العدد في القرآن على أنه عدد شرفه الله تعالى فيكون في كتابه لعرفتم أن ذكره ما كان إلا لحكمة.. فكيف تعرضون عن كلام الله لأجل خطإ زنديق ؟ ولماذا تحكمون عن الآثار حتى ما صح منها بالمرفوع..
أنا أسألكم :
هل صح عن السلف رضي الله عنهم أنهم أنكروا مثل هذا ؟
وهل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حذر من مثل هذا ؟
إن كان هذا لا يفيد في شيء فلماذا لم ينكر أحد عن الحجاج عد حروف القرآن وآياته ؟
وإن كان هذا لا يفيد فلماذا أعرض النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الصحابة يسألونه وقد تماروا في سورة كم عدد آياتها ؟ ثم يجيبهم علي كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اقرؤوا كما علمتم ؟
ثم تصف الكلام عن العدد في القرآن بالبدعة ؟
فكيف وصفته بالبدعة ؟ وحكمت عليه بالبطلان ؟ ولماذا لم تحكم عليه بأنه وجه من وجوه التدبر ؟
ما أسهل التبديع..
هل البدعة أن يقول القائل أن القرآن كلام فوضوي لا يضبطه شيء.. أم قول القائل بروعة ترتيبه وإعجازه ؟
وهل البدعة أن يقول القائل أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أول عهد بالكتابة ويحكم عليهم بالخطإ مع مراجعة النبي صلى الله عليه وسلم لما يكتبون.. أم من ينزه ما أقرهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وهل البدعة أن يقول القائل بالزيادة في حروف القرآن.. أم قول القائل أن لا زيادة ولا نقص إلا في الأجر فاستبقوا الخيرات ؟

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
أخي الحبيب، عمارة سعد شنودل
خفِّف على نفسك قليلاً و لا تزعل...
الأثر الذي أوردتُه أنا في البداية علامات الاجتهاد عليه لائحة، فابن عباس قال: "إِنِّي لَأَعْلَمُ وَإِنِّي لَأَظُنُّ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ" فهو ظن ظنه رضي الله عنهما، حتى قال عمر ري الله عنه: "لَقَدْ فَطِنْتَ لِأَمْرٍ مَا فطِنَّا لَهُ"، و من تدبر القصة ظهر له ذلك.
و أما أثر ابن مسعود الذي أوردتَه أنت فإطلاق الحكم عليه بالرفع ظاهر لا يحتاج إلى كبير تأملٍّ، حيث أخبر بالجزاء الأخروي الذي لا يدرك بالرأي. أنصحك من خالص قلبي: تأكد من صحة الأثر، ثم احكم عليه بالرفع فترتاحُ كثيراً، و مع العلم بأنه لا علاقة له بما يسمى بـ"الإعجاز العددي" سوف لا تحتاجُ إلى سؤالك السابق: "فإن كان اجتهادا هل علم من أحد من الصحابة أنكر عليه ذلك أو عارضه أو جادله في شيء منه ؟".
ـــــــــــ

ملاحظة:
قولك: "ثم يجيبهم علي كرم الله وجهه..." - قولٌ ليس له مسَوَّغ شرعي، ولا جرى به عمل أئمة الهدى، وأهل العلم المعنيين بالسنة وحراستها . و هاك فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالرياض:
السؤال الثالث من الفتوى رقم (21675)
س 3: ما حكم عبارة (كرم الله وجهه) لعلي بن أبي طالب؟
هل في ذلك تفضيل له عن الصحابة؟ وإذا قلت: (كرم الله وجوه الصحابة أجمعين) فهل في ذلك بأس؟
ج 3: تخصيص علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالدعاء له بـ: (كرم الله وجهه) - هو من صنيع الرافضة الغالين فيه، فالواجب على أهل السنة: البعد عن مشابهتهم في ذلك، وعدم تخصيص علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بهذا الدعاء دون سائر إخوانه من الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم، رضي الله عن الصحابة أجمعين.
وأما استعمال هذا الدعاء لجميع الصحابة فلا بأس به، لكنه ليس من الأدعية المأثورة، والجاري بين المسلمين الترضي عنهم، رضى الله عنهم، كما جاء في القرآن الكريم: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (1) وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
قلتُ: و قال ابن كثير في تفسيره (6|478-479): "وَقَدْ غَلَبَ هَذَا فِي عِبَارَةِ كَثِيرٍ مِنَ النُّسَّاخِ لِلْكُتُبِ، أَنْ يُفْرَدَ عَلَيٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِأَنْ يُقَالَ: "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، مِنْ دُونِ سَائِرِ الصَّحَابَةِ، أَوْ: "كَرَّمَ الله وجهه" وهذا وإن كان معناه صَحِيحًا، لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُسَاوى بَيْنَ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ؛ فَإِنَّ هَذَا مِنْ بَابِ التَّعْظِيمِ وَالتَّكْرِيمِ، فَالشَّيْخَانِ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْهُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ".
 
أما هذا الأثر وما يشبهه فقد ذكر العلماء الجواب عنها حين عدّوها من مُلَح التفسير (جمع مُلحة وهي اللطائف والفوائد المستحسنة) وليست من متين العلم الذي يُبنى عليه استنباط.
وقد سبق نقاش حول موضوع مشابه هنا: http://vb.tafsir.net/tafsir6665/
وأمر آخر وهي أن من كتب في الإعجاز العددي لا يبني قوله على مثل هذه الآثار، بل على قواعد ومنطلقات أخرى، كدراسة لأعداد الحروف والكلمات، ومواضع تكررها وغير ذلك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب، ابو ابراهيم قوانيش
قلت :

خفِّف على نفسك قليلاً و لا تزعل...
الأثر الذي أوردتُه أنا في البداية علامات الاجتهاد عليه لائحة، فابن عباس قال: "إِنِّي لَأَعْلَمُ وَإِنِّي لَأَظُنُّ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ" فهو ظن ظنه رضي الله عنهما، حتى قال عمر ري الله عنه: "لَقَدْ فَطِنْتَ لِأَمْرٍ مَا فطِنَّا لَهُ"، و من تدبر القصة ظهر له ذلك.
وهل يغضب الطالب من معلميه ؟ إن كان فعل غفر الله له..
ثم إنك أجبت ووفيت.. جزاك الله خيرا.. لكنك أجبت على سؤالك لا على أسئلتي.. وأستغرب إن كان الجواب بهذه السهولة ما الذي دفعك للسؤال عنه.. ثم أجدك تكلمت عن الظن في قول ابن عباس وأخذت أحد معانيه.. وغفلت عن العلم حين قال : إني لأعلم.. وأستغرب كيف تذهب في تفسيرك إلى الظن وقد بدأ بقوله أنه يعلم.. فالأولى أن تبدأ بما بدأ.. وإنما قلت ذلك لأني عهدت شارحي المتون يبدؤون بما ابتدأ به الناظم حتى قوله بسم الله والحمد لله يشرحونها مع معرفتنا من كثرة ترددها في الكتب.. وإني أظن أنك غفلت عن هذا فغفلت عما ابتدأ به ابن عباس رضي الله عنهما.. وإنما هو ظن وإني لا أعلم.. ثم إني أسألك ما الذي يعلمه ابن عباس ؟ ولعلك تحكم على كل الكلام بالرفع لترتاح كثيرا كما نصحتني في باقي كلامك.. ولكني فكرت في رفعه لأرتاح فاعترضني كلام الفاروق حين قال : وكيف ظننت ذلك.. عفوا كيف عرفت ذلك.. بل كيف علمت ذلك ؟ فدل كلامه أن الأمر متعلق بعلم غاب عن الصحابة غير ابن عباس رضي الله عنهما.. ودليله قول الفاروق : لَقَدْ فَطِنْتَ لِأَمْرٍ مَا فطِنَّا لَهُ.
وليس هو كما قال أخي الحبيب العبادي :
أما هذا الأثر وما يشبهه فقد ذكر العلماء الجواب عنها حين عدّوها من مُلَح التفسير (جمع مُلحة وهي اللطائف والفوائد المستحسنة) وليست من متين العلم الذي يُبنى عليه استنباط.
لأن كلام الفاروق مقدم عن كلام غيره.. فإن كان ذلك من اللطائف أو ملح التفسير لما غاب عن الفاروق رضي الله عنه وصفها كذلك..

وقلت :
و أما أثر ابن مسعود الذي أوردتَه أنت فإطلاق الحكم عليه بالرفع ظاهر لا يحتاج إلى كبير تأملٍّ، حيث أخبر بالجزاء الأخروي الذي لا يدرك بالرأي. أنصحك من خالص قلبي: تأكد من صحة الأثر، ثم احكم عليه بالرفع فترتاحُ كثيراً، و مع العلم بأنه لا علاقة له بما يسمى بـ"الإعجاز العددي" سوف لا تحتاجُ إلى سؤالك السابق: "فإن كان اجتهادا هل علم من أحد من الصحابة أنكر عليه ذلك أو عارضه أو جادله في شيء منه ؟".
أما أثر ابن مسعود رضي الله عنه : من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول { ألم } حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف. فقد ذكره الألباني في صحيح الترغيب وفي صحيح الجامع، وخلاصة حكم المحدث: صحيح.
وإن كان الأمر متعلقا بالأجر فإن ذلك الأجر متعلق بكتاب الله وما فيه.. فهل فصل ابن مسعود رضي الله عنه تلك الحروف بناء على ظن ظنه هو أيضا ؟ أم أن تفصيل الحرف إلى حروفه كان بحسب ماهو في القرآن الكريم بحسب الوحي المنزل..
فإنه إن كان بحسب اللفظ.. جاز أن يكون لفظ الهجاء في حد ذاته ثلاثة حروف كقولك : الف.. ا-ل-ف..
ولكنه تكلم عن الحرف مضموما كما هو في صورته في رسم الوحي : الم.. فدل ذلك على أن كلمة الم حرف واحد بمعنى كلمة واحدة.. ثم فصل ذلك فقال : الف حرف ولام حرف وميم حرف.. فدل ذلك على طريقة رسمها..
ولك أن تمتحن أناسا أول عهد بكتابة دون ذكر هذا التفصيل فتطلب منهم كتابة هذه الكلمة.. فلا تعدم أن تجد من بينهم ممن لم يعلم كتابتها مسبقا، يكتبها هكذا : الفلاميم..
فلما وجدت في القرآن بثلاثة حروف وهو تفصيل ابن مسعود.. دل ذلك على أن حروف الكلم في القرآن معلومة عند الصحابة.. فإذا علمت حروف الكلم علمت أن رسم المصحف لم يكن أبدا من اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم إنما كان كما تعلموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوحي.. والله اعلم.

ثم قلت :
قولك: "ثم يجيبهم علي كرم الله وجهه..." - قولٌ ليس له مسَوَّغ شرعي، ولا جرى به عمل أئمة الهدى، وأهل العلم المعنيين بالسنة وحراستها . و هاك فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالرياض...
أما لماذا أقول عن علي رضي الله عنه كرم الله وجهه.. فأول مرة أسمع بمثل هذه الفتوى.. وما كنت بحثت فيه.. غير أني سألت هذا السؤال حين كنت صغيرا لأمي، وليست هي من العالمات، فقلت : لماذا نقول علي كرم الله وجهه وعمر رضي الله عنه.. فقالت لي : نقول كذلك لأن عليا كان أول من آمن بمحمد صلى الله عليه ولم يكن سجد لصنم قط.. فترسخ ذلك في ذهني ولم أبحث في الأمر بعد ذلك.. غير أن أحد معلمي في الإبتدائية طرح علينا السؤال فأجبته فشكرني.. وتعلمت أن أبا بكر هو الصديق وعمر هو الفاروق وعثمان ذي النورين رضي الله عنهم وهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.. وإنما كان هذا نقش في ذهني منذ صغري.. ولهذا أقول كما قلت لا غلوا في علي كرم الله وجهه ولا استنقاصا من بقية صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.. والأعمال بالنيات..

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
أما أثر ابن مسعود رضي الله عنه : من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول { ألم } حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف. فقد ذكره الألباني في صحيح الترغيب وفي صحيح الجامع، وخلاصة حكم المحدث: صحيح.
إنما قصدتُ هذا الأثر:
"من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ليجعل الله له بكل حرف منها جنة من كل واحد"

"أما لماذا أقول عن علي رضي الله عنه كرم الله وجهه.. فأول مرة أسمع بمثل هذه الفتوى.. وما كنت بحثت فيه.. غير أني سألت هذا السؤال حين كنت صغيرا لأمي، وليست هي من العالمات، فقلت : لماذا نقول علي كرم الله وجهه وعمر رضي الله عنه.. فقالت لي : نقول كذلك لأن عليا كان أول من آمن بمحمد صلى الله عليه ولم يكن سجد لصنم قط.. فترسخ ذلك في ذهني ولم أبحث في الأمر بعد ذلك.. غير أن أحد معلمي في الإبتدائية طرح علينا السؤال فأجبته فشكرني.. وتعلمت أن أبا بكر هو الصديق وعمر هو الفاروق وعثمان ذي النورين رضي الله عنهم وهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.. وإنما كان هذا نقش في ذهني منذ صغري.. ولهذا أقول كما قلت لا غلوا في علي كرم الله وجهه ولا استنقاصا من بقية صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.. والأعمال بالنيات.."

الحمد لله الذي جعل هذا الحوار سبباً لرفعِ ما ترسخ في ذهنك منذ صغر و بيانِ خطإ هذه العبارة.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

أما أثر ابن مسعود رضي الله عنه : من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول { ألم } حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف. فقد ذكره الألباني في صحيح الترغيب وفي صحيح الجامع، وخلاصة حكم المحدث: صحيح.
إنما قصدتُ هذا الأثر:
"من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ليجعل الله له بكل حرف منها جنة من كل واحد"
هذا قصدك تقبلناه.. فهلا قبلت قصدنا وأجبتنا على أسئلتنا بارك الله فيك وجزاك عنا خيرا ؟

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
إذاً نقول:
ادِّعاء الإعجاز العددي باطلٌ من أصله، و بدعة قبيحة. .

- الأخ الفاضل : ما الذي تعرفه عن الإعجاز العددي حتى تزعم انه بدعة قبيحة ؟ ولماذا ليست حسنة ؟
- أقولها لك ولغيرك بصراحة وبساطة :
من المؤكد أنك قرأت سورة الرحمن ، ولاحظت أن الآية " فبأي آلاء ربكما تكذبان " تكررت في السورة 31 مرة ، وأن المرة الأولى وردت في الرقم 13 ..
هل تستطيع أن تنكر ذلك ؟
هذان العددان هما المحوران الرئيسان في ترتيب سور القرآن وآياته ..
يضاف إليهما العدد 19 ، ذلك أنه وحدة البناء في العدد 114 .
- يقول سبحانه في سورة الفرقان :
[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P362]ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ[/FONT][FONT=QCF_P362]ﯸ[/FONT][FONT=QCF_P362] ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ[/FONT][FONT=QCF_P362]ﯽ[/FONT][FONT=QCF_P362] ﯾ ﯿ ﰀ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] الفرقان: ٣٢
تدبر هذه الآية جيدا ، إن الله هو من يخبرنا بأنه قد رتل القرىن ، أي رتبه ترتيبا محكما ...
هل تستطيع أن تنكر ذلك ؟
- يقول سبحانه :
[FONT=QCF_P262]ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] الحجر: ٩
لماذا تستبعد أن يكون الحفظ وفق قوانين وعلاقات رياضية ؟ هل قمت بدراسة العلاقات الرابطة بين سور القرآن وآياته وكلماته ، ووصلت إلى ما وصلت إليه ؟ ام أنك قرأت أن فلانا قال كذا فقلت مثل قوله ؟
- الآيات التي تشير إلى الإعجاز العددي في ترتيب القرآن كثيرة ، والأدلة كثيرة ... ولكنكم لا تريدون أن تعترفوا بأنكم تجهلون ما تنكرون .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب، عبد الله جلغوم..
قلت :
من المؤكد أنك قرأت سورة الرحمن ، ولاحظت أن الآية " فبأي آلاء ربكما تكذبان " تكررت في السورة 31 مرة ، وأن المرة الأولى وردت في الرقم 13 ..
هل تستطيع أن تنكر ذلك ؟
لا ينكر ذلك أحد.. هم لا ينكرون هذا.. هم ينكرون أن يكون هذا من العلم.. فعندهم أن تتكرر الآية 31 مرة تماما كما تتكرر 30 أو أربعين.. سواء ذلك عندهم.. فإذا أردت البحث في ذلك صرت مبتدعا..
غير أن الأصل في الابتداع أن يكون محدثا لقوله صلى الله عليه وسلم : كل محدثة بدعة.. أما هذا فلا جديد فيه فهو نظر في للقرآن وتدبر في شيء منه.. إلا أن يكون النظر في القرآن فيه ماهو بدعة وفيه ماهو واجب..
لكنهم وإتماما للحجة عليك وحتى لا تقع في مثل هذه البدعة القبيحة تثبت من الآثار.. وارفع ما صح منها حتى ترتاح كثيرا.. ألا تريد أن ترتاح سيدي ؟
وقلت :
هذان العددان هما المحوران الرئيسان في ترتيب سور القرآن وآياته ..
قصدك.. هما محوران رئيسيان في ترتيب سور القرآن وآياته ؟ بدون الالف واللام..

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
"الأخ الفاضل : ما الذي تعرفه عن الإعجاز العددي حتى تزعم انه بدعة قبيحة ؟ ولماذا ليست حسنة ؟":
- أعرف عنه أنه تخرص و من القول على الله بغير علم، و أن المشتغلين به أكثرهم إن لم يكن كلهم بعيدون عن العلم الشرعي و العلماء. و أن بعضهم قد جُنَّ بالدلالة الرقمية و التخمينات الرياضية حتى ذهب يلوي أعناق النصوص للإقناع برأي معين تارةً و يخرق ما قرَّره علماء العَدِّ تارةً أخرى. فهذه الطريقة عندي بدعةٌ ضلالةٌ....
ويدل هذا على مدى بعد أصحاب هذه النظرية عن أخذ العلم عن العلماء الربانيين و التربية على أيديهم.

و لستُ معاتِباً فكلٌّ منا يخطئ، و لكن غرضي هو بيان مدى البعد عن علماء أهل السنة و طلبة العلم الشرعي المؤصَّل، فليتَكما ثَنَيْتُما الركب عند العلماء الربانيين قبل أن تتكلما في دين الله بما يشهدُ الشرع على بطلانه، و أقبلتما على دراسة الشريعة بأصولها و فروعها بدلاً من الاشتغال بما يسمى بـ"الإعجاز" فإنه و ربي مضيعة للوقت و مهزلة في الحياة.

و إلى هنا أتوقف، أشعر أني لا أستفيد من المناقشة لا في ديني و لا دنياي، و بالله التوفيق.
 
أتريد أن تكون باحثا في الإعجاز العددي ؟
إن كنت ممن يحب أن يبحث في الإعجاز العددي ولا تدري كيف تبدأ ، أو كنت ممن لا يريد أن يبحث بنفسه ولكن يريد أن يطمئن إلى ما يكتبه الآخرون ، فإليك الخطوة الأولى :
خذ العدد ( 7) كتجربة أولى ، واطرح على نفسك الأسئلة التالية :
1- هل من بين سور القرآن ما جاء مؤلفا من 7 آيات ؟
2- ما عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها 7 أو مضاعفاته ؟
3- ما أقصر هذه السور وما أطولها ؟
4- ما مجموع أعداد آياتها ؟
5- ما مجموع أرقام ترتيبها ؟
6- هل من بينها سورة مميزة بظاهرة لافته للانتباه ؟
7- ما عدد سور القرآن التي عدد آيات كل منها أقل من 7 آيات ؟ ما مجموع آياتها ؟ وما مجموع تراتيبها ؟
8- أين وردت ؟ ما علاقتها بعدد آيات القرآن ؟
بعد أن تجيب على هذه الأسئلة ، سيظهر لديك ما لم تكن تعرفه من قبل ، رغم مرورك عليه مرارا وتكرارا .تأمل ما وصلت إليه ، واسأل نفسك : هل يمكن أن يكون هذا الذي أراه من علاقات قد حدث مصادفة ؟ إن لم يكن ، فماذا يكون ؟
فإن رأيت أنك بحاجة لمزيد من الاطمئنان ، فخذ الرقم (9) واطرح على نفسك الأسئلة نفسها ...
فإن رأيت أنك بحاجة لمزيد من الاطمئنان ، فخذ الرقم (13) واطرح على نفسك الأسئلة نفسها ...
وابحث عن إجاباتها . لن تحتاج إلا إل فهرس لسور القرآن ..
ولكن ، تذكر أن ما ستكتشفه هو من أبسط العلاقات وأيسرها ، وأنها الخطوة الأولى ، وستليها خطوات .
والله الموفق .
 
أما هذا الأثر وما يشبهه فقد ذكر العلماء الجواب عنها حين عدّوها من مُلَح التفسير (جمع مُلحة وهي اللطائف والفوائد المستحسنة) وليست من متين العلم الذي يُبنى عليه استنباط.
وقد سبق نقاش حول موضوع مشابه هنا: http://vb.tafsir.net/tafsir6665/
وأمر آخر وهي أن من كتب في الإعجاز العددي لا يبني قوله على مثل هذه الآثار، بل على قواعد ومنطلقات أخرى، كدراسة لأعداد الحروف والكلمات، ومواضع تكررها وغير ذلك.

لا أعلم والله لماذا نذهب للتنقيب عن رواية أو حادثة أو قول في بطون الكتب ، والقرآن معنا ، نتلوه ليل نهار ؟
لماذا لا نبدأ من القرآن نفسه ؟
المسألة بسيطة جدا .
تصوروا أن القرآن لم ينزل بعد .
نحن الآن نعيش في القرن الحادي والعشرين ، طالب المرحلة الأساسية يعرف أن :
-العدد 114 هو عبارة عن 19 × 6 ، ويعرف أن 19 - 6 = 13 ، ويعرف أن 19 = 13+6 .
- ويعرف أنه مؤلف من 57 عددا فرديا + 57 عددا زوجيا .
-ويعرف أن النصف الأول مؤلف من مجموعتين من الأعداد هما 29 و 28 ، وكذلك النصف الثاني .
- ويعرف أن مجموع الأعداد من 1-114 هو 6555 .
-ويعرف أن من الأعداد ما هو فردي وما هو زوجي ( قانون الزوجية ) .
- ويعرف شيئا عن الأعداد الأولية .......

ولنتصور أن القرآن نزل اليوم وعلى النحو الذي هو عليه ..
وحين تأملناه ، وجدنا أنه محكم الترتيب ، وأن كل ذلك وفق العلاقات الطبيعية المجردة في العدد 114 الذي هو عدد سوره ..والمعروفة لدينا .
فماذا سنقول ؟
 
-
يقول سبحانه في سورة الفرقان :
[FONT=QCF_BSML]چ [/FONT][FONT=QCF_P362]ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ[/FONT][FONT=QCF_P362]ﯸ[/FONT][FONT=QCF_P362] ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ[/FONT][FONT=QCF_P362]ﯽ[/FONT][FONT=QCF_P362] ﯾ ﯿ ﰀ [/FONT][FONT=QCF_BSML]چ[/FONT] الفرقان: 32
تدبر هذه الآية جيدا ، إن الله هو من يخبرنا بأنه قد رتل القرآن ، أي رتبه ترتيبا محكما ...
هل تستطيع أن تنكر ذلك ؟

- الآيات التي تشير إلى الإعجاز العددي في ترتيب القرآن كثيرة ، والأدلة كثيرة ... ولكنكم لا تريدون أن تعترفوا بأنكم تجهلون ما تنكرون .

يبدو لي أنَّ فرقاً واضحاً بينَ الترتيب والترتيل , فالترتيب: الثباتُ والانتصابُ والإقامة , وتفسير معنى: (رتَّلناهُ) بـ (رتَّبنَـاه) لا يوافقُ أصل دلالة الكلمة في اللغة , وإن كان لدى شيخنا الحبيب/ عبد الله جلغوم برهانٌ على ذلك فليتفضل به علينا.
والذي عليه المفسرون (ابن عباس - السدي - الحسن - ابن جريج - النخعي - قتادة - مجاهد - مقاتل - الطبري - البغوي - أبو حيان - الرازي - الزمخشري .... الخ) هو تفسير الترتيل بـ: (الترسُّل , والتثبُّت , والتفسير , والتفريق ..) , يقول الزبيدي رحمه الله : (قال الرَّاغِبُ : التَّرْتِيلُ : إرْسالُ الكلمةِ من الْفَمِ بِسُهُولَةٍ واسْتِقامَةٍ , قلتُ : هذا هو المعنى اللَّغَوِيُّ وعُرْفاً).
فهل في المفسرين واللغويين من حمل الترتيلَ على الترتيب.؟
 
أحبتي الكرام ، ليتنا نتريث قبل كتابة أي كلمة ونشرها للنظر ما الغرض منها وما الأثر المترتب عليها؟ فنحن مجتمعون على مائدة القرآن التي لا يليق بها إلا أحسن الأساليب، وأنتم لها أهل ولا شك.
قمت بحذف بعض الجمل التي قد يكون الغضب سببا في خروجها أو عدم وصول الفكرة صحيحة، مع يقيني من علم أصحابها وخلقهم وطيب نفوسهم.

بالنسبة لقول أخي الحبيب عمارة:

والأثر الذي سألت عنه.. إن صح.. فيعامل معاملة المرفوع..
إذن فلماذا سألت من البداية مادام حكمك عليه مضبوط عندك ؟
ولماذا تحكمون عن الآثار حتى ما صح منها بالمرفوع..

ولعلك تحكم على كل الكلام بالرفع لترتاح كثيرا كما نصحتني في باقي كلامك.. ولكني فكرت في رفعه لأرتاح فاعترضني كلام الفاروق ...

لكنهم وإتماما للحجة عليك وحتى لا تقع في مثل هذه البدعة القبيحة تثبت من الآثار.. وارفع ما صح منها حتى ترتاح كثيرا.. ألا تريد أن ترتاح سيدي ؟

المرفوع أخي الحبيب عند علماء الحديث هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، فهذا يسمى (مرفوعا) ويقابله (الموقوف) وهو ما أضيف إلى الصحابي و(المقطوع) وهو ما أضيف إلى التابعي.
فإذا قلنا عن قول للصحابي إن له حكم الرفع، يعني إنه بمثابة قول النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن من الأقوال ما لا يمكن أن يكون قالها الصحابي بنفسه (كأمور الغيب) فيكون إنما أخذها من الرسول صلى الله عليه وسلم، ويصبح (الموقوف/قول الصحابي) في هذه الحالة بحكم (المرفوع/ قول رسول الله صلى الله عليه سلم).

ولي عودة بإذن الله إلى الموضوع.
 
يبدو لي أنَّ فرقاً واضحاً بينَ الترتيب والترتيل , فالترتيب: الثباتُ والانتصابُ والإقامة , وتفسير معنى: (رتَّلناهُ) بـ (رتَّبنَـاه) لا يوافقُ أصل دلالة الكلمة في اللغة , وإن كان لدى شيخنا الحبيب/ عبد الله جلغوم برهانٌ على ذلك فليتفضل به علينا.
فهل في المفسرين واللغويين من حمل الترتيلَ على الترتيب.؟
الأخ الحبيب محمود :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- الترتيل مصدر " رتل " والراء والتاء واللام في لغة العرب جذر لغوي يدل على التنسيق والترتيب ، وعلى حسن الأداء إذا حمل على الكلام .فالأصل في معنى الترتيل هو الترتيب . قالت العرب : ثغر رتل أي مفلج الأسنان منتظمها ، بين كل سن وسن فواصل دقيقة لكنها ملحوظة على نسق ونظام مرتبين .

- ( فسر بعضهم قوله تعالى [ ورتل القرءان ترتيلا ] أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير . صبحي الصالح : : مباحث في علوم القرآن ص 70 نقلا عن الزركشي : البرهان 1/259 ) .

- لسان العرب : باب الراء ص 1578
الرتل : حسن تناسق الشيء ، وثغر رتل : حسن التنضيد ، وقيل : المفلج ، وقيل بين أسنانه فروج لا يركب بعضها بعضا ...................

- وفي المعجم الوسيط 1/327 – مجمع اللغة العربية – القاهرة 1972 .
رَتَل : استوى وانتظم وحسن تأليفه . ويقال : رتّلَ : الشي : نسقه ونظمه ، ورتل الكلام : أحسن تأليفه . ورتَّل : جوّد تلاوته ، وفي التنزيل العزيز " ورتل القرآن ترتيلا " .
ويقال : ثغرٌ مرتّل : منضد مستوى الأسنان .
الرّتَل : جماعة من الخيل أو السيارات يتبع بعضها بأثر بعض ، والجمع : أرتال .

فهذا هو الأصل في الوضع اللغوي ، معنى الترتيل هو : الترتيب والتنسيق . ومنه استعيرت بقية الصور في الكلام ، ومنها التجويد وتحسين التلاوة في القرآن . ولا يخفى أن الفعل ( رتل ) كان موجودا قبل نزول القرآن ، ولم يكن التجويد والترتيل معروفا كمصطلح مختص بالقرآن .

- قال الفيروز أبادي في البصائر:

والرَّتَل: اتِّساق الشىءِ وانتظامه على استقامة. يقال: رجل رتِل الأَسنان، وهو حُسْن تناسقها وبياضُها وكثرة مائها. والرَّتَل والرَّتِل: الطَّيِّب من كلِّ شىءٍ. ورتَّل الكلام ترتيلا: أَحسن تأليفه. وترتَّل فيه: ترَّسل.

- قال ابن عاشور في التحرير والتنوير ما يلي :
والترتيل: جعل الشيء مرتَّلاً، أي مفرقاً، وأصله من قولهم: ثَغْر مرتَّل، وهو المفلج الأسنان، أي المفرق بين أسنانه تفرقاً قليلاً بحيث لا تكون النواجذ متلاصقة.
- فتح القدير للإمام الشوكاني :
وذهب الحسن، وابن سيرين إلى أن صلاة الليل فريضة على كل مسلم ولو قدر حلب شاة { وَرَتّلِ ٱلْقُرْءانَ تَرْتِيلاً } أي: اقرأه على مهل مع تدبر. قال الضحاك: اقرأه حرفاً حرفاً. قال الزجاج: هو أن يبيّن جميع الحروف، ويوفي حقها من الإشباع. وأصل الترتيل التنضيد، والتنسيق، وحسن النظام، ...

- ما معنى الترتيل: الترتيل مصدر مادة رتّل، والراء والتاء واللام في لغة العرب جذر لغوي يدل على التنسيق والترتيب، وعلى حسن الأداء إذا حُمِلَ على الكلام لأن الأصل حين أطلقته العرب قالت ثغرٌ رَتَل أي ثغر مفلج الأسنان منتظمها بَيِّنه، يعني بين كل سن وسن فواصل دقيقة، لكن ملحوظة على نسق ونظام مرتبين، فهذا هو الأصل في الوضع اللغوي ومنه استعيرت بقية الصور في الكلام.
http://www.odabasham.net/show.php?sid=2859
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
ترددت كثيرا قبل أن أتكلم هذه المرة..
أولا.. لقول أخي الحبيب أبو ابراهيم :
و لستُ معاتِباً فكلٌّ منا يخطئ، و لكن غرضي هو بيان مدى البعد عن علماء أهل السنة و طلبة العلم الشرعي المؤصَّل، فليتَكما ثَنَيْتُما الركب عند العلماء الربانيين قبل أن تتكلما في دين الله بما يشهدُ الشرع على بطلانه، و أقبلتما على دراسة الشريعة بأصولها و فروعها بدلاً من الاشتغال بما يسمى بـ"الإعجاز" فإنه و ربي مضيعة للوقت و مهزلة في الحياة.
و إلى هنا أتوقف، أشعر أني لا أستفيد من المناقشة لا في ديني و لا دنياي، و بالله التوفيق.
فخشيت أن أكون كذلك.. فساءلت نفسي.. وإلى من ثنيت الركب في هذا الملتقى ؟
أليس من واجبي على نفسي أن أسأل ؟ ومن حقي عليكم أن تجيبوني بما علمتم ؟
ثم ماذا ؟ إن كان ابراهيم عليه السلام سأل ربه أن يريه كيف يحي الموتى ليطمئن قلبه.. أيكون عيبا أن أسأل عن شيء دونه ؟
بل قد سأل موسى عليه السلام ربه أن يراه فما عاب عليه ذلك..
هل وجدني الشيخ أسأل أهل الكفر والإلحاد عن مثل هذا ؟ كلا فبالقرآن أقارعهم منذ كنت صغيرا..
فإن كانت أبواب العلم قد غلقت دوننا لسنوات إلا ما كنا نجده على شبكة النت فلا عيب أن أقف لاسألكم.. ويعتب عليكم إن عتبتم علي في ذلك..
أما إني شاكر لك على طرح الموضوع.. وكل ما أستفيده أنا منه فثوابه راجع إلى ميزان حسناتك..
فكيف تقول أيها الشيخ أنك تشعر أنك لا تستفيد من المناقشة لا في دينك و لا دنياك.. أمثلك يقول هذا أم مثلنا ؟
فلا تبتعد فرب كلمة ترجع الجاهل إلى رشده..
وإني لا أعلمك.. ولكن أذكرك ما تعلمت منكم ومن غيركم.. فابق معنا.. أو قل خلنا عندك واصبر علينا..
ولي عودة بإذن الله إلى الموضوع.
ونحن في انتظار عودتك لنستفيد..
يبدو لي أنَّ فرقاً واضحاً بينَ الترتيب والترتيل , فالترتيب: الثباتُ والانتصابُ والإقامة , وتفسير معنى: (رتَّلناهُ) بـ (رتَّبنَـاه) لا يوافقُ أصل دلالة الكلمة في اللغة , وإن كان لدى شيخنا الحبيب/ عبد الله جلغوم برهانٌ على ذلك فليتفضل به علينا.
والذي عليه المفسرون (ابن عباس - السدي - الحسن - ابن جريج - النخعي - قتادة - مجاهد - مقاتل - الطبري - البغوي - أبو حيان - الرازي - الزمخشري .... الخ) هو تفسير الترتيل بـ: (الترسُّل , والتثبُّت , والتفسير , والتفريق ..) , يقول الزبيدي رحمه الله : (قال الرَّاغِبُ : التَّرْتِيلُ : إرْسالُ الكلمةِ من الْفَمِ بِسُهُولَةٍ واسْتِقامَةٍ , قلتُ : هذا هو المعنى اللَّغَوِيُّ وعُرْفاً).
فهل في المفسرين واللغويين من حمل الترتيلَ على الترتيب.؟
فلي تعقيب..
قال الزمخشري في تفسيره الكشاف :
{ وَرَتَّلْنَاهُ } معطوف على الفعل الذي تعلق به كذلك، كأنه قال: كذلك فرّقناه ورتلناه. ومعنى ترتيله: أن قدره آية بعد آية، ووقفه عقيب وقفه، ويجوز أن يكون المعنى: وأمرنا بترتيل قراءته، وذلك قوله: { وَرَتّلِ ٱلْقُرْءانَ تَرْتِيلاً }..
أفلا يفهم معنى الترتيب من قوله : قدره آية بعد آية ؟

قال الفخر الرازي في التفسير الكبير لما بدأ تفسير الآية :
اعلم أن هذا هو الشبهة الخامسة لمنكري نبوة محمد صلى الله عليه وسلم..
فالقول فيها متعلق بإنكار النبوة.. وما سيأتي بعدها هو رد عليهم..
ثم قال : وأجاب الله بقوله: { كَذَلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } وبيان هذا الجواب من وجوه:
وبدأ بذكر تلك الوجوه فقال : ... وخامسها: أنه لما تم شرط الإعجاز فيه مع كونه منجماً ثبت كونه معجزاً، فإنه لو كان ذلك في مقدور البشر لوجب أن يأتوا بمثله منجماً مفرقاً...
ثم قال : وسابعها: أن القرآن لما نزل منجماً مفرقاً وهو عليه السلام كان يتحداهم من أول الأمر فكأنه تحداهم بكل واحد من نجوم القرآن فلما عجزوا عنه كان عجزهم عن معارضة الكل أولى فبهذا الطريق ثبت في فؤاده أن القوم عاجزون عن المعارضة لا محالة...
ثم قال : أما قوله تعالى: { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } فمعنى الترتيل في الكلام أن يأتي بعضه على أثر بعض على تؤدة وتمهل وأصل الترتيل في الأسنان وهو تفلجها يقال ثغر رتل وهو ضد المتراص..
انظر قوله : وأصل الترتيل في الأسنان وهو تفلجها يقال ثغر رتل وهو ضد المتراص.. وهو ضد ماذا ؟ ضد المتراص.. يعني مرتب شيء بعد شيء.. أو ماذا يكون ؟

وقال الطبري في تفسيره جامع البيان :
يقول تعالى ذكره: { وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا } بـالله { لَوْلا نَزّلَ عَلَـيْهِ القُرآنُ } يقول: هلا نزّل علـى مـحمد صلى الله عليه وسلم القرآن { جُمْلَةً وَاحِدَةً } كما أنزلت التوراة علـى موسى جملة واحدة؟، قال الله: { كَذلكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } تنزيـله علـيك الآية بعد الآية، والشيء بعد الشيء، لنثبت به فؤادك نزلناه.
ثم قال : حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس { وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزّلَ عَلَـيْهِ القُرآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذلكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْناه تَرْتِـيلاً } قال: كان الله ينزل علـيه الآية، فإذا علـمها نبـيّ الله نزلت آية أخرى، لـيعلـمه الكتاب عن ظهر قلب، ويثبت به فؤاده.
ويفهم من هذا أن الترتيل كان في النزول وهذا صحيح.. لكن ما موجب أن يكون ترتيلا بهذه الصغة ؟
ثم قال : وقوله { وَرَتَّلْناهُ تَرْتِـيلاً } يقول: وشيئاً بعد شيء علـمناكَهُ حتـى تـحفظنه. والترتـيـل فـي القراءة: الترسل والتثبت.
انظر قوله شيئا بعد شيء..

وقال البغوي في تفسيره معالم التنزيل :
{ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } ، قال ابن عباس بيَّنَّاه بياناً، والترتيل التبيين في ترسل وتثبت. وقال السدي: فصَّلناه تفصيلاً. وقال مجاهد: بعضه في إثر بعض. وقال النخعي والحسن وقتادة: فرقناه تفريقاً آية بعد آية.
ولعلك تنظر في قول ابن عباس ومجاهد والنخعي والحسن وقتادة فإن جميعهم تكلم على أن الترتيل هو الشيء بعد الشيء والبعض إثر البعض..

وقال أبو حيان في البحر المحيط :
وقيل: قائلو ذلك ( يعني قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } )اليهود وهذا قول لا طائل تحته لأن أمر الاحتجاج به والإعجاز لا يختلف بنزوله جملة واحدة أو مفرقاً بل الإعجاز في نزوله مفرقاً أظهر إذ يطالبون بمعارضة سورة منه، فلو نزل جملة واحدة وطولبوا بمعارضته مثل ما نزل لكانوا أعجز منهم حين طولبوا بمعارضة سورة منه فعجزوا والمشار إليه غير مذكور..
فذكر أن الأمر مرجعه الإعجاز.. والإعجاز في القرآن قائم على من آمن بالقرآن ومن لم يؤمن ومن حضر زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن جاء بعده..
ثم قال : { ورتلناه } أي فصلناه. وقيل: بيناه. وقيل: فسرناه.

وفي الجملة.. فإن المعاني التي أخذها الترتيل حسب المفسرين ليس فيها ما يظهر فرقا بين الترتيل والترتيب.. بل ثمة ما يؤكد هذا الترابط بين المعنيين.. والله أعلم

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
قصة الترتيل :
يختلف ترتيب سور القرآن وآياته في المصحف – على النحو الذي هو عليه الآن – عن ترتيب النزول اختلافا بعيدا . فمن المعلوم أن القرآن الكريم قد نزل مفرّقـا في ثلاث وعشرين سـنة حسب الأحداث والوقائع وحاجات الناس ، ثم رتّب أخيرا على نحو مغاير تماما لترتيب نزوله .
[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P293]ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]( الإسراء 17: ١٠٦)

هذه الظاهرة ، أثارت عددا من التساؤلات منذ القديم . بدأت بالسؤال الذي أثاره المشركون عن علة التنجيم ( سبب نزول القرآن مفرقا وليس جملة ) كسائر الكتب السماوية ، بقصد التشكيك بالقرآن . فرد عليهم القرآن :[FONT=QCF_BSML][/FONT]
[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P362]ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] :( سورة الفرقان 32:25)
إجابة قرآنية حسمت الموقف حسما نهائيا : لنثبت به فؤادك .
فالتثبيت هو علة التنجيم الأولى ، أي علة نزول القرآن مفرقا وليس جملة كسائر الكتب السماوية .. [1]

السؤال التالي التي أثارته ظاهرة الترتيب القرآني : ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله ؟
لقد كان ممكنا أن ينزل القرآن مفرقا حسب الوقائع والحاجات ، وأن يرتب أولا بأولويحقق التثبيت الذي تذكره الآية . إلا أن ذلك لم يكن.. لقد رٌتب القرآن على نحوغير مألوف ، ترتيب تجاهل الزمني والموضوعي .
( وهذا يعني أن ترتيل القرآن ، هو غير نزول القرآن مفرقا )

المتدبر في الآية 32 من سورة الفرقان ، يلاحظ أن الآية بعد أن تذكر نزول القرآن مفرقا ، وتبين علة نزوله على هذا النحو .. تضيف شيئا آخر هو ( [FONT=QCF_P362]ﯾ ﯿ [/FONT]) .. أي فضلا عن نزول القرآن مفرقا ( المعبر عنه باللفظ كذلك ) فهناك شيء آخر هو الترتيل ، وهو غير التؤدة والتمهل والتيسير والتدرج وغير ذلك ، فهذه المعاني يتضمنها نزول القرآن مفرقا وليس جملة ..

فما معنى الترتيل الذي تذكره الآية ؟
معناه الترتيب وليس تجويد التلاوة حصرا ، كما هو في المفهوم السائد . أعني : إن مدلول الآية يتسع إلى معنى الترتيب والتجويد معا ؟ ثم أليس التجويد وتحسين التلاوة ناتجا عن الترتيب ، ترتيب الكلمات والحروف ؟

قرأت لبعضهم ، أن الله قد نسب الترتيل إلى نفسه ([FONT=QCF_P362]ﯾ ﯿ [/FONT]) للدلالة على عظمة التجويد ! ما المانع أن يكون ذلك للدلالة على عظمة الترتيب وأنه ترتيب إلهي ؟ أليس القرآن كتاب الله الكريم ؟ فإذا كان الله قد رتب كل شيء في هذا الكون ابتداء من الذرة وانتهاء بالمجرة ، فهل يترك ترتيب كتابه لأحد من الناس يرتبه على هواه ؟ أليس من المنطق أن يتولى هو ترتيب كتابه ؟ وليكون هذا الترتيب مما يليق بالكتاب الإلهي المعجزة الخالدة ؟
هل يرتب الله كل شيء في هذا الكون ويستثني من ذلك كتابه الكريم ؟
هل عدم اكتشافنا لأسرار هذا الترتيب ، يعني أنه غير موجود ؟
لقد تعهد الله سبحانه بحفظ القرآن الكريم في قوله تعالى :
[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P262]ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] ( الحجر: 15 : 9 )
وأعتقد أن معنى الحفظ يشمل الترتيب ، أم أن الله تعهد بحفظ كتابه ، ولكن من دون ترتيب ؟
كما تعهد سبحانه بجمعه وقرآنه ، فهل هو جمع فوضوي أم جمع وفق ترتيب محدد ؟[FONT=QCF_BSML][/FONT]
[FONT=QCF_BSML] ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P577]ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] ( القيامة 75: ١٦ – ١٩ )

http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=164179#_ftnref1(1) لتنجيم القرآن حكم كثيرة منها : التثبيت ، والتدرج في تربية الأمة ، ومسايرة الحوادث والوقائع ، والإرشاد إلى مصدر القرآن .. انظر تفصيل هذه الحكم في : مناهل العرفان 1 / 60 .
 
أستاذنا عبد الله أحسن الله إليك:
الزَّعمُ بأنَّ معنى لفظِ كذا هُـو كذا لا يُقبَلُ من أحدٍ من العالمين إلا بأحد بُرهانَين: وحيٌ من الله لا يُعرف عند العرب استعماله , أو استعمالُ عربيٌّ معلُوم عليه دليلُه , أما ما عدا هذين فهو وعدمُه من حيث التسليم بتفسير الألفاظ سواءٌ.
ومادة (رتل) و (رتب) متمايزَتا الجذر والدَّلالة , ولا يعدو التوفيقُ بينهما والسعيُ إلى ترادفهما كونَـه دَعْوَى لا بُرهانَ عليها , ومن شرط التَّـرادف عندَ من يقول به: أن يكونَ اللفظَان قابلَينِ للتبادل فيما بينهما من جهة السياق والمعنى , وهذا الشَّرطُ مستحيلٌ - في نظري - أن يوجد بين الترتيل والترتيب , ثُمَّ على فرضِ الإجماعِ على ترادف الترتيب والترتيل , فمن البعيد اعتقادُ الإعجاز العدديِّ مقصوداً بذاته ومُسَلَّما بوجوده , فلا يلزمُ من الترتيبِ وحُسنه وإحكامِه انتزاعُ الإعجاز العددي وتأخُّر العلم بثمرة الترتيب الكُبرى إلى اليوم.
وكلام العرب كما قال سيبويه له قسمةٌ عقليَّـةٌ ثلاثية لا رابع لها , وهي:

اتفاق اللفظين واختلاف المعنى.
اختلاف اللفظين والمعنيين.
اختلاف اللفظين واتحاد المعنى.

ولا أظن الترتيب والترتيل إلا من باب اختلاف اللفظين والمعنيين لسبب استحالة قابليَّة التَّبادُل بينهما , فلو جئنا لقوله صلى الله عليه وسلم {رَتَّبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ.... الخ} لاستحال علينا التعبيرُ عن معناهُ بقولنا (رَتَّل رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ..) , بينما لو قُمنا بذات العملية بين لفظَين مُترادفَين حقاً لما حال دون ذلك أدنى عائقٍ , كما في قوله صلى الله عليه وسلم { إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لاَ يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَد ... الخ} فقد جاء برواية صحيحة كأختها { إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَد ... الخ} , فهذا هو التَّرادف الحقيقي أما غيرهُ (كالتَّرتيب والتَّرتيل) فالدَّعوَى لا غير.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب محمود الشنقيطي،
قلت :
أستاذنا عبد الله أحسن الله إليك:
الزَّعمُ بأنَّ معنى لفظِ كذا هُـو كذا لا يُقبَلُ من أحدٍ من العالمين إلا بأحد بُرهانَين: وحيٌ من الله لا يُعرف عند العرب استعماله , أو استعمالُ عربيٌّ معلُوم عليه دليلُه , أما ما عدا هذين فهو وعدمُه من حيث التسليم بتفسير الألفاظ سواءٌ.
ولو نظرت في جواب الأستاذ جلغوم.. لعلمت أنه اعتمد استعمالا عربيا معلوم عليه دليله.. ودليله ما جاء في لسان العرب والبصائر والتحرير وفتح القدير والمعجم...

وقلت :
ومادة (رتل) و (رتب) متمايزَتا الجذر والدَّلالة , ولا يعدو التوفيقُ بينهما والسعيُ إلى ترادفهما كونَـه دَعْوَى لا بُرهانَ عليها , ومن شرط التَّـرادف عندَ من يقول به: أن يكونَ اللفظَان قابلَينِ للتبادل فيما بينهما من جهة السياق والمعنى , وهذا الشَّرطُ مستحيلٌ - في نظري - أن يوجد بين الترتيل والترتيب , ثُمَّ على فرضِ الإجماعِ على ترادف الترتيب والترتيل , فمن البعيد اعتقادُ الإعجاز العدديِّ مقصوداً بذاته ومُسَلَّما بوجوده , فلا يلزمُ من الترتيبِ وحُسنه وإحكامِه انتزاعُ الإعجاز العددي وتأخُّر العلم بثمرة الترتيب الكُبرى إلى اليوم.
وإني أجدك تخرج بنا عن الموضوع الذي ابتدأنا به إلى موضوع اختلف العلماء فيه وهو موضوع الترادف.. والحق الذي لا ينبغي لأحد أن يماري فيه.. هو أن المترادفات في العربية، عند القائلين بها، نادرة جدا.. ثم إنك اخترت من بين أنواع الترادف الترادف التام الذي يقضي بقابلية التبادل فيما بين اللفظين من جهة السياق والمعنى.. وهذا بالكاد تجده.. ولا تجده أبدا مع ألفاظ القرآن الكريم.. كما ذكر ابن عطية من أنك لو قلبت كلام العربية في أن تجد لفظة أحسن مما اختاره الله في موضع معين..فلن تظفر..

ثم قلت :
وكلام العرب كما قال سيبويه له قسمةٌ عقليَّـةٌ ثلاثية لا رابع لها , وهي:
اتفاق اللفظين واختلاف المعنى.
اختلاف اللفظين والمعنيين.
اختلاف اللفظين واتحاد المعنى.
وهذا صحيح لا يعدم أحد أن يفهمه.. لكن لا ينبغي أن يفهم من كلمة المعنى، المعنى على إطلاقه.. فإن ذلك لا يستقيم.. لأن في كل لفظ من المعاني ما يميزه عن غيره وإن تشابهوا في بعض المعنى وتكافؤوا فيه.. وبمثل هذا قال ابن تيمية حين سمى ما ذهبت إليه أنت ومن قال بالترادف، تكافؤا.. والتكافؤ هو أن تشترك الألفاظ في الدلالة على الذات وتختلف في الدلالة على ما تحمله من معان دقيقة وصفات.
والتالي فعدم قابلية التبادل في المعنى بين لفظين وفق سياق معين، لا يحكم بها على أن اللفظين يختلفان في كل المعنى..

ثم قلت :
ولا أظن الترتيب والترتيل إلا من باب اختلاف اللفظين والمعنيين لسبب استحالة قابليَّة التَّبادُل بينهما , فلو جئنا لقوله صلى الله عليه وسلم {رَتَّبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ.... الخ} لاستحال علينا التعبيرُ عن معناهُ بقولنا (رَتَّل رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ..) , بينما لو قُمنا بذات العملية بين لفظَين مُترادفَين حقاً لما حال دون ذلك أدنى عائقٍ , كما في قوله صلى الله عليه وسلم { إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لاَ يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَد ... الخ} فقد جاء برواية صحيحة كأختها { إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَد ... الخ} , فهذا هو التَّرادف الحقيقي أما غيرهُ (كالتَّرتيب والتَّرتيل) فالدَّعوَى لا غير.
فحكمت على أنه لا إمكان أن يحمل الترتيل معنى الترتيب.. ثم دللت على ذلك بأن أتيت بسياق لا يصح فيه التبادل.. وهذا ما لا يستقيم.. لأنك كنت قلت :
والذي عليه المفسرون (ابن عباس - السدي - الحسن - ابن جريج - النخعي - قتادة - مجاهد - مقاتل - الطبري - البغوي - أبو حيان - الرازي - الزمخشري .... الخ) هو تفسير الترتيل بـ: (الترسُّل , والتثبُّت , والتفسير , والتفريق ..)
.
والتالي فالترسل والترتيل مترادفان بحسب ما قلت.. فهل يجوز التبادل إذا قلنا : ترسل في الركوب.. ومعناه بسط رجلَيه على الدَّابَّة حتى يُرْخِيَ ثيابَه على رجليه. أو إذا قلنا : ترسل في القعود.. ومعناه تربّع وأَرْخى ثيابه على رجليه حوله. فنقول : رَتَّل في الركوب.. أو رَتَّل في القعود ؟
فهذا دليل لا أرى أنه يستقيم.. والله تعالى أعلم.

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
الأخ الكريم عمَّـار: أحسن الله إليك ورحمَك:

أنا لم يتبيَّن لي وجه الخُروج بكم عن الموضوع , اللهم إن كنتَ تقصد عدم الترحيب والتسليم المطلق فنعَم , وقولك - رعاك الله - (وبالتالي فالترسل والترتيل مترادفان بحسب ما قلت) بعيدٌ غير مقصود , وأنت أخذته من مُشاركة أردت بها أن تفسير الترتيب بالترتيل أو العكس لم يتكلفه من المفسرين أحدٌ , ولا يعني ذلك ترادفَ كل ما فسروا به الترتيل , ولو كان لي أن أصحح هذه الجملة من كلامك لقلتُ: (وبالتالي فالترسل والترتيل مترادفان بحسب ما فهم الأستاذ عمَّار فقط).

وقولك حفظك الله (ولو نظرت في جواب الأستاذ جلغوم.. لعلمت أنه اعتمد استعمالا عربيا معلوم عليه دليله.. ودليله ما جاء في لسان العرب والبصائر والتحرير وفتح القدير والمعجم) في نظري أنَّه دَعوى مُركَّبةٌ على أختها ولا برهان على اثنتيهما , لأن أستاذنا الكريم عبد الله جلغوم ينقل كلام أولئك في معنى الترتيل وسيرد تفسيراتهم له (الاتساق - التنظيم - التنضيد - الائتلاف - حسن النظام - التفريق) ثم يحشُر فهمَه لمُؤدَّى تلك المعاني ويلتزمُ ويُلزم بدلالتها على الترتيب , ولم ينقل تفسير الترتيب بالترتيل إلا عن صبحي الصالح , وهذا كعدمه لاستحالة الاحتجاج بتفسيره ما لم يقم على أثارة من قول أقحاح العرب ومتقدميهم , ولو سلمنا للدكتور صبحي الصالح بأن الترتيل هو الترتيب فيلزم التسليم للأستاذ/ جلغوم بذلك.

قلت حفظك الله (عدم قابلية التبادل في المعنى بين لفظين وفق سياق معين، لا يحكم بها على أن اللفظين يختلفان في كل المعنى)
وحاصل ذلك إثباتُ اختلافهما في جُزء من المعنى وسأتنازل جدلاً وأسلم بذلك , وأسألك:
هل يصلحُ إذا أن نفسر لفظاً بلفظ آخرَ يخالفه في جُزء أو أجزاء من المعنى بلا بُرهان قاطع أو استعمال عربي سابق, ونعتقد أنَّا بيَّنَّا بذلك مراد الله للعالمين.؟

ولمَ نعدلُ عن لفظ يتَّفقُّ واللفظَ المُفسَّر في كُل المعنى (الترتيل = التجويد) أو أغلبه (حتى لا يزعل مانعوا الترادف) إلى المعنى الذي يختلفُ واللفظ المُفسَّر في جُزء أو أجزاء أو كل المعنى لمجرد إثبات الإعجاز العددي (الترتيل = الترتيب).
 
قالوا في تفسير قوله تعالى " ورتلناه ترتيلا " :
في ظلال القرآن : سيد قطب

......ويتتابع على مراحل الطريق رتلا بعد رتل , وجزءا بعد جزء:
(كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا). .
والترتيلهنا هو التتابع والتوالي وفق حكمة الله وعلمه بحاجات تلك القلوبواستعدادهاللتلقي . .
(ما معنى رتلا بعد رتل ؟ وما معنى التتابع ؟ أليس الترتيب ؟
السعدي :
( وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) أي: مهلناه ودرجناك فيه تدريجا.
( ما معنى التدرج ؟ : الترتيب . )
الجلالين :
وقال الذين كفروا لولا) هلا (نزل عليه القرآن جملة واحدة) كالتوراة والإنجيل والزبور قال تعالى نزلناه (كذلك) متفرقا (لنثبت به فؤادك) نقوي قلبك (ورتلناه ترتيلا) أتينا به شيئا فشيئا بتمهل وتؤدة لتيسير فهمه وحفظه
ما معنى شيئا فشيئا ؟ الترتيب .
وبعد ، أتريد يا حبيبنا محمود أن نتنكر لكل هذا ونأخذ بقولك :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود الشنقيطي
يبدو لي أنَّ فرقاً واضحاً بينَ الترتيب والترتيل , فالترتيب: الثباتُ والانتصابُ والإقامة ,
أتراه دليلا على الإعجاز العددي ، فاخترعت له معنى لم يخطر ببال أحد من قبل ؟ إذا كنت ترفض ما جاء في لسان العرب ، وما جاء في المعاجم الأخرى ، فهل تتوقع أن نقبل بما جئت به .
وعلى أي حال ، اعلم أن لدي أدلة على الإعجاز العددي غاية في الإحكام ، لم تنشر من قبل . ولن أفرّط بها .. إلى أن تظهر في كتاب مطبوع .
شكرا لكل ما تبذله في محاربة إعجاز القرآن العددي ، الوجه الذي ادخره القرآن لهذا العصر ، ولأبناء هذا العصر .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب محمود،
الأخ الكريم عمَّـار: أحسن الله إليك ورحمَك:
رضي الله عنا وعنك وأحسن إليك..
قلت :
أنا لم يتبيَّن لي وجه الخُروج بكم عن الموضوع , اللهم إن كنتَ تقصد عدم الترحيب والتسليم المطلق فنعَم , وقولك - رعاك الله - (وبالتالي فالترسل والترتيل مترادفان بحسب ما قلت) بعيدٌ غير مقصود , وأنت أخذته من مُشاركة أردت بها أن تفسير الترتيب بالترتيل أو العكس لم يتكلفه من المفسرين أحدٌ , ولا يعني ذلك ترادفَ كل ما فسروا به الترتيل , ولو كان لي أن أصحح هذه الجملة من كلامك لقلتُ: (وبالتالي فالترسل والترتيل مترادفان بحسب ما فهم الأستاذ عمَّار فقط).
قد أحسنت.. وقد أحسنت مرتين لو قلت بحسب ما فهم الطالب عمارة.. لأن لفظي الطالب والأستاذ ليسا مترادفين حسب ظني، وأنا على الصفة الأولى لا الثانية..
ثم أن الذي نذهب إليه هو تفسير الترتيل بالترتيب لا عكس ذلك.. وتفسير الترتيل بالترتيب هو إظافة معنى الترتيب إلى الترتيل لا تخصيصه بذلك.. وقد أخطأنا لو كان ذلك قولنا، لكننا لم نقل بذلك ولا يجوز..
فالترتيب هو عندنا أحد معاني الترتيل لا المعنى الوحيد للترتيل..
وإنما ذكرت أن الترسل والترتيل مترادفين قياسا ونتيجة لما قلت أنا.. لا حكما حكمت به أنا على اللفظين.. لأني أعلم أنهما ليسا مترادفين.. إنما الترسل هو من بعض معنى الترتيل..
والذي قلته بين لو تمعنت فيه.. فإنك لما أنكرت معنى الترتيب أن يكون من بعض معاني الترتيل دللت عليه بأن اللفظين ليسا مترادفين.. ومبتغى ذلك أنه لا يجوز إظافة معنى الترتيب إلى الترتيل للدليل ذاته.. ولو أخذت قياسا على دليلك الذي حاولت ضرب رأينا به ما وافقت على تفسير للترتيل إلا الترتيل ذاته.. وإلا كان منك ضربا من الإنتقاء لا دليل عليه.. ولونا من التحيز لا برهان له..
ولعلك تكون اضطربت في ترتيب ما تريده علينا..
وسأقوم بنقل ما قلت بالحرف :
ولا أظن الترتيب والترتيل إلا من باب اختلاف اللفظين والمعنيين لسبب استحالة قابليَّة التَّبادُل بينهما , فلو جئنا لقوله رَتَّبَ رَسُولُ اللَّهِ الزَّكَاةَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ.... الخ لاستحال علينا التعبيرُ عن معناهُ بقولنا (رَتَّل رَسُولُ اللَّهِ الزَّكَاةَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ..)
فكيف تكون استحالة قابلية التبادل بين لفظين علة لتحكم على اللفظين أنهما من باب اختلاف اللفظين والمعنيين ؟
فإن كان ذلك صحيحا.. سار الحكم على جميع ما ذكرت من التفسيرات لكلمة الترتيل.. وقد دللنا على ذلك بمثال عن كلمة ترسل.. موازيا في ذلك مع ما ضربته أنت من أمثلة إمعانا منك في الحجة علينا.. ولو نظرت فيما كتبته لأيقنت أنه الحجة على ما قلت والبرهان لما نقول..
ولعلك تلاحظ أنك قد خلطت في كلامك.. فمرة تتكلم عن أقسام الكلام الثلاثة كما هي عند سيبويه.. ثم تقفز بنا إلى الكلام عن الترادف.. حتى يختلط عند القارئ الأمر فيخيل إليه أن كل ما لم يترادف لا يتفق في معنى من المعاني وأن الاتفاق في معنى للفظين لا يصح إلا لما ترادف منها.. وهذا لم يقل به أحد.. إلا الأستاذ محمود إن كان فهمي عنه صحيحا.. وحق لي أن أقول الأستاذ محمود.. وأنا هنا قد أحسنت مرتين وإن كان فهمي صحيحا سأكون أحسنت ثلاثا..

ولعلك تنظر في كلامك.. فإنك في كلامك الأخير تخالف ما كنت قلته في السابق.. ولا أظنك إلا تعجلت في الجواب..
ومع أن كل كلامك صحيح في الأصل إلا أن الاستدلال به هو الخاطئ.. لأنك بنيت الإستدلال على نتيجة تريد الوصول إليها محكوم عليها عندك حكم اليقين وهي إنكار معنى الترتيب عن الترتيل.. فإن وقفت بالدليل على غيرها دفعك أن تلوي الكلام وتطوعه حتى تصل إلى ما ترى..

ثم قلت :
وحاصل ذلك إثباتُ اختلافهما في جُزء من المعنى وسأتنازل جدلاً وأسلم بذلك , وأسألك:
هل يصلحُ إذا أن نفسر لفظاً بلفظ آخرَ يخالفه في جُزء أو أجزاء من المعنى بلا بُرهان قاطع أو استعمال عربي سابق, ونعتقد أنَّا بيَّنَّا بذلك مراد الله للعالمين.؟
ولمَ نعدلُ عن لفظ يتَّفقُّ واللفظَ المُفسَّر في كُل المعنى (الترتيل = التجويد) أو أغلبه (حتى لا يزعل مانعوا الترادف) إلى المعنى الذي يختلفُ واللفظ المُفسَّر في جُزء أو أجزاء أو كل المعنى لمجرد إثبات الإعجاز العددي
الترتيل = الترتيب
وليس التنازل هنا تنازل جدل.. إنما هو تنازل إدراك للحق..
وجوابا على سؤالك أسأل : هل يصلح أن ننكر على لفظ أحد معانيه ؟ وهل وجدت لفظين يتفقان في المعنى جملة ؟
وهل سئل أحد الصحابة عن القرآن وترتيبه فقال أن الله أنزله بلا ترتيب وتركه النبي بلا ترتيب وأي عقل رتب القرآن على النحو الذي نراه ؟ وكيف اتفق الصحابة على ترتيبه هكذا ؟ وهل أنهم اتفقوا جميعا أم فيهم من عارض ؟ ولماذا لا يجوز مخالفة هذا الترتيب إن لم يكن الترتيب في أصل الوحي ؟
لكن الخطأ بين فيما كتبت في آخر كلامك وهو أن الترتيب والترتيل متساويين.. وهذا أكبر من حكمك على اللفظين بالترادف.. فالتساوي أشد من الترادف.. فإن كان هذا ما فهمته مني فلعلي لم أجد إيصال ما أريد إليك.. إذ لا يصح لعاقل أن يجد لفظا يساوي آخر في القرآن.. والقول عندي هو ما ذكرته آنفا أن الترتيب هو بعض معاني الترتيل وليس كل معانيه ولا أحد يمكنه حصر معاني ألفاظ القرآن الكريم إلا منزل القرآن..
هذا والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
عودة
أعلى