كيف نتدبر كيف نفسر لنأخذ عبرة وحكمة موسى مع الخضر عليه السلام مثلا

إنضم
22/05/2014
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
قطر
قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا(72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)
أنا الآن بين خياريين أما أن أتتبع الآيات آية آية وكلمة كلمة أو أعطي نظرة عامة وشرح عام للموضوع مع الإستدلالات
وسأحاول الدمج بينهما ما إستطعت والله الموفق ، ومهما عملت أنا أو غيري فإن كتاب الله محيط مليئ بالدرر والحكم والعبر لا يتسطيع ولن يستطيع أحد أن يحيط بكل ما فيه بل كل متدبر يصل معنى أو معاني ويأتي آخر فيصل لمعاني أكثر من التي وصل لها ألآخر وهاكذا والتوفيق و الصواب من الله عز وجل ، من البداية نجد كيف سأل موسى عليه السلام الخضر بأدب جم هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت علما فهو مع كونه نبي إلا إنه رضي بأن يكون تابعا للخضر ليتعلم منه ويكون صابرا ولا يعصي له أمرا ، ولكن الخضر حذره بأنه لن يستطيع معه صبرا وذلك لأنه سيقوم بأعمال لم يحط بها موسى خبرا ولا يعلم بأسباب فعلها ولكن موسى تعهد بالصبر فإشترط عليه الخضر عدم السؤال عن شيئ حتى يعلمه هو به ، ومن البداية هنا سنوضح الحكمة العامة لهذه القصة والحكم العبر الخاصة كل حسب تسلسله ، الحكمة العامة والرسالة التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يوصلها لنا هي إننا إذا رأينا أحداثاً ومصائب وكوارث وإبتلاءات تحدث ليس لنا فيها يد فلا نعترض على أقدار الله فالمطلوب منا فقط بأن نقوم بما يأمرنا الله به وما نراه صوابا وحقاً ولا نقول لماذا حدث هذا الزلزال مثلا او الطوفان أو الأوبئة أو الأعاصير ولماذا مات الأطفال والنساء والشيوخ لماذا لم يمنعها الله ،،، هذه أمور ليس لك فيها يد لا تعترض أقدار الله فيها بل إسأل الله العافية بأن أنجاك وقم بما تستطيع من مساعدة المنكوبين ولا تعترض على أقدار الله فأنت ناقص العلم والله تام العلم وبكل شيئ محيط والأعتراض على أقدار الله كفر والعياذ بالله ، لنرجع الآن لتسلسل الأحداث فمن أول حادثة عندما خرق الخضر السفينة التي اوصلتهم وكانت لمساكين اعترض موسى وصدق توقع الخضر أرأيتم إعترض الإنسان لأنه لا يعلم لماذا تم هذا فهو لا يرى إلا ما هو أمام عينه ولا يعلم بما وراء ذلك وأن هذا العمل الذي رأه عملا شريرا وتعديا على أملاك الغير وخاصة أنهم مساكين وأوصلوهم ويُقال بلا أجرة أيضا أستعظم ذلك ووجده جرما وشرا بينما هو في الحقيقة خير لهؤلاء المساكين الذين لو لم يخرق الخضر سفيتنهم ويعيبها لتم مصادرتها من الملك الذي يأخذ السفن بالغصب والعدوان فكان هذا الذي رآه الإنسان شرا كان خيرا لهؤلاء المساكين الذين سيصلحون سفينتهم بأقل القليل وتكون باقية لهم ينتفعون بها ، فلا تعترض على أقدار الله ، فإنطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله وهنا إعترض هذا الإنسان أيضا على قدر الله فالخضر لا يعمل ذلك من أمره بل بأمر الله ولكن الإنسان لا يرى ولا يعلم إلا بمحدودية قليلة جدا لا تقارن ولا تقاس بعلم الله وإحاطته بالشيئ ولاحظوا غلاما صغيرا لم يبلغ التكليف مما لا يدع مجالا للشك بأنه بريئ فلو كان كبيرا لقال موسى في نفسه رُبما أن هذا الإنسان مجرم أو قاتل لذلك قتله الخضر ولكن لأنه غلام صغير إعترض على هذا العمل الذي يراه هو شريرا واستنكره وقال أقتلت نفساً زكية بغير نفس ،،، بينما هو في الحقيقة لمصلحة الأبوين ومصلحة الغلام ، فالأبوين مؤمنين فمن رحمة الله بهما أن أراحهما من طغيان وشر هذا الغلام الشرير الذي إن كبر أرهقهما بذلك الشر والله سيبدلهما بخير منه عوضا عنه ، فالأبوين رابحين والغلام هذا صغير لم يبلغ التكليف وأبواه مؤمنين إذا هو سيلحق بأبويه في الآخرة وسيكون من أهل الجنة فهو رابح أيضاً ، وفي هذه الحادثة ستكون لنا وقفة لنضع بعض الإضائات لتسهيل الفهم على المهتم بالموضوع فعندما قال الله سبحانه فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا إذا الغلام من المؤكد أنه سيكون كذلك فالله لا يتوقع ولا يتنبأ بل هو الذي يحدث الأحداث ويجريها حسب ما يشاء أما نحن فإن قلنا ذلك فتوقع وظن وليس علما قاطعا ، هنا يتسآل متسآلا هل الإنسان وهو غلام لم يبلغ الحلم والتكليف قد عرف مصيره وتحدد أما أن الإبتلاء والإمتحان بعد البلوغ والتكليف ،،،، أولاً لنعلم أن هذه الحادثة إستثنائية وليست القاعدة فمثلاً موسى نفسه قضى الله أنه سيكون نبياً من يوم أن قال لإمه إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين وزكريا بشره الله بيحيى قبل أن يولد وعيسى وإسحاق ويعقوب ، هذه كلها إستثنائات ليس كل البشر رسل وليس كل البشر يخلقون بملكات شر ، القاعدة العامة هناك توازن بين الخير والشر في البشر والإنسان مختار وهذا الغلام لماذا هو إستثناء ذلك ليجعله الله مثلا وهو سيلحق بأبويه في الجنة ومن البداية كان الله سبحانه قادر على أن يخلقه صالحا بل نبياً لو شاء وليس بملكات شر وكفر قوية فالله هو الذي خلقة وحدد إتجاهه وأجرى هذه الأحداث لتكون درس للبشرية وعبرة والغلام مثل ما قلنا رابح غير خاسر ، وإلا فالأصل والقاعدة أن البشر مخيريين فالإستثنائات موجودة في كل شيئ ، فالله يقول وهو الذي أنشأكم و جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة هذه هي القاعدة ونجد أن من يولودون عميانا ومن يولدون صما ومن يولودون معاقين ذهنيا وهكذا لكل قاعدة إستثنائات ، إعذرونا للإطالة هنا قليلا لان كثير من المفاهيم حول هذه الآية خاطئة لذلك وجب الشرح ، وهنا موسى عندما لم يصبر وسأل للمرة الثانية تعهد للخضر بأنه إذا سأله عن شيء بعد ذلك فللخضر أن لا يصاحبه بعدها ولكن هل صبر الإنسان عما لا يعلم سره وتركه لله لنرى ذلك في الحادثة الثالثة، وسنتجاوز عن نقطة هنا لنذكرها مع الحادثة الثالثة لوجود الإرتباط وهي حادثة بناء الجدار ، فعندما وصلوا للقرية التي أبا أهلها أن يطعموهم ويضيفوهم وهي القرية التي سماها العلماء قرية البخلاء ، وكان في ذلك الزمن لا توجد مطاعم ولا فنادق واستراحات وكانت الأعراف الإجتماعية والتكافلية بين البشر أن يضيفوا عابري السبيل وهي عملية تكافل إجتماعي ضرورية في ذلك الزمن ولم يقم بها أهل قرية البخلاء ومع ذلك عندما وجد الخضر جدارا يوشك على السقوط أقامه ،،، فموسى تحت ضغط الجوع والغضب من أهل هذه القرية قال له لو شئت لطالبتهم بأجر يطعموننا على الأقل رُبما ،،، فهنا قال له الخضر هذا فراق بيني وبينك وأبان له الأحداث وأن الجدار أمره الله بإقامته لأنه كان ليتيمين وأكرمهما الله بأن حفظ لهما كنزهما لأن أباهما صالحا وليس لأنهما يتيمين فقط كما أكرم الأبوين الصالحين من قبل بأن أبدالهما بأبن صالح وهنا ينبهنا الله سبحانه لأمر يغفل عنه ويفجر ويخون لأجله كثير من الناس وهو بأن يقوم بالنصب والخيانة والسرقة والغش لأجل الحصول على المال لأجل أن يؤمن مستقبل عياله بفساده وجني المال الحرام والله يخبرنا أن صلاح الأباء هو وثيقة حفظ من الله للأبناء وليس بالفساد فلذلك تم حفظ المال لليتميين بصلاح أبيهم المتوفي ، وكل ذلك تم بأمر الله للخضر وليس للخضر إلا تنفيذ أمر الله فقط لاغير ،
لا شك أن هناك الكثير من العبر والحكم في هذه الحادثة غير الذي ذكرناه ولكننا نأمل أن نكون قد وضعنا بعض النقاط المضيئه في إيضاح هذه القصة العظيمة وهي تستحق كتاب قيم يألف فيها غير ما ذكرنا وبالله التوفيق .
 
السلام عليكم ورحمة أخي الكريم جزاك الله خيراً على الموضوع، لكن يوجد أيقونات الوجه بين الآيات وهذا غير ملائم.
فأرجو منك أن تزيل هذه الإبقونات
والحمد لله.
 
قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا(72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)
أنا الآن بين خياريين أما أن أتتبع الآيات آية آية وكلمة كلمة أو أعطي نظرة عامة وشرح عام للموضوع مع الإستدلالات
وسأحاول الدمج بينهما ما إستطعت والله الموفق ، ومهما عملت أنا أو غيري فإن كتاب الله محيط مليئ بالدرر والحكم والعبر لا يتسطيع ولن يستطيع أحد أن يحيط بكل ما فيه بل كل متدبر يصل معنى أو معاني ويأتي آخر فيصل لمعاني أكثر من التي وصل لها ألآخر وهاكذا والتوفيق و الصواب من الله عز وجل ، من البداية نجد كيف سأل موسى عليه السلام الخضر بأدب جم هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت علما فهو مع كونه نبي إلا إنه رضي بأن يكون تابعا للخضر ليتعلم منه ويكون صابرا ولا يعصي له أمرا ، ولكن الخضر حذره بأنه لن يستطيع معه صبرا وذلك لأنه سيقوم بأعمال لم يحط بها موسى خبرا ولا يعلم بأسباب فعلها ولكن موسى تعهد بالصبر فإشترط عليه الخضر عدم السؤال عن شيئ حتى يعلمه هو به ، ومن البداية هنا سنوضح الحكمة العامة لهذه القصة والحكم العبر الخاصة كل حسب تسلسله ، الحكمة العامة والرسالة التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يوصلها لنا هي إننا إذا رأينا أحداثاً ومصائب وكوارث وإبتلاءات تحدث ليس لنا فيها يد فلا نعترض على أقدار الله فالمطلوب منا فقط بأن نقوم بما يأمرنا الله به وما نراه صوابا وحقاً ولا نقول لماذا حدث هذا الزلزال مثلا او الطوفان أو الأوبئة أو الأعاصير ولماذا مات الأطفال والنساء والشيوخ لماذا لم يمنعها الله ،،، هذه أمور ليس لك فيها يد لا تعترض أقدار الله فيها بل إسأل الله العافية بأن أنجاك وقم بما تستطيع من مساعدة المنكوبين ولا تعترض على أقدار الله فأنت ناقص العلم والله تام العلم وبكل شيئ محيط والأعتراض على أقدار الله كفر والعياذ بالله ، لنرجع الآن لتسلسل الأحداث فمن أول حادثة عندما خرق الخضر السفينة التي اوصلتهم وكانت لمساكين اعترض موسى وصدق توقع الخضر أرأيتم إعترض الإنسان لأنه لا يعلم لماذا تم هذا فهو لا يرى إلا ما هو أمام عينه ولا يعلم بما وراء ذلك وأن هذا العمل الذي رأه عملا شريرا وتعديا على أملاك الغير وخاصة أنهم مساكين وأوصلوهم ويُقال بلا أجرة أيضا أستعظم ذلك ووجده جرما وشرا بينما هو في الحقيقة خير لهؤلاء المساكين الذين لو لم يخرق الخضر سفيتنهم ويعيبها لتم مصادرتها من الملك الذي يأخذ السفن بالغصب والعدوان فكان هذا الذي رآه الإنسان شرا كان خيرا لهؤلاء المساكين الذين سيصلحون سفينتهم بأقل القليل وتكون باقية لهم ينتفعون بها ، فلا تعترض على أقدار الله ، فإنطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله وهنا إعترض هذا الإنسان أيضا على قدر الله فالخضر لا يعمل ذلك من أمره بل بأمر الله ولكن الإنسان لا يرى ولا يعلم إلا بمحدودية قليلة جدا لا تقارن ولا تقاس بعلم الله وإحاطته بالشيئ ولاحظوا غلاما صغيرا لم يبلغ التكليف مما لا يدع مجالا للشك بأنه بريئ فلو كان كبيرا لقال موسى في نفسه رُبما أن هذا الإنسان مجرم أو قاتل لذلك قتله الخضر ولكن لأنه غلام صغير إعترض على هذا العمل الذي يراه هو شريرا واستنكره وقال أقتلت نفساً زكية بغير نفس ،،، بينما هو في الحقيقة لمصلحة الأبوين ومصلحة الغلام ، فالأبوين مؤمنين فمن رحمة الله بهما أن أراحهما من طغيان وشر هذا الغلام الشرير الذي إن كبر أرهقهما بذلك الشر والله سيبدلهما بخير منه عوضا عنه ، فالأبوين رابحين والغلام هذا صغير لم يبلغ التكليف وأبواه مؤمنين إذا هو سيلحق بأبويه في الآخرة وسيكون من أهل الجنة فهو رابح أيضاً ، وفي هذه الحادثة ستكون لنا وقفة لنضع بعض الإضائات لتسهيل الفهم على المهتم بالموضوع فعندما قال الله سبحانه فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا إذا الغلام من المؤكد أنه سيكون كذلك فالله لا يتوقع ولا يتنبأ بل هو الذي يحدث الأحداث ويجريها حسب ما يشاء أما نحن فإن قلنا ذلك فتوقع وظن وليس علما قاطعا ، هنا يتسآل متسآلا هل الإنسان وهو غلام لم يبلغ الحلم والتكليف قد عرف مصيره وتحدد أما أن الإبتلاء والإمتحان بعد البلوغ والتكليف ،،،، أولاً لنعلم أن هذه الحادثة إستثنائية وليست القاعدة فمثلاً موسى نفسه قضى الله أنه سيكون نبياً من يوم أن قال لإمه إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين وزكريا بشره الله بيحيى قبل أن يولد وعيسى وإسحاق ويعقوب ، هذه كلها إستثنائات ليس كل البشر رسل وليس كل البشر يخلقون بملكات شر ، القاعدة العامة هناك توازن بين الخير والشر في البشر والإنسان مختار وهذا الغلام لماذا هو إستثناء ذلك ليجعله الله مثلا وهو سيلحق بأبويه في الجنة ومن البداية كان الله سبحانه قادر على أن يخلقه صالحا بل نبياً لو شاء وليس بملكات شر وكفر قوية فالله هو الذي خلقة وحدد إتجاهه وأجرى هذه الأحداث لتكون درس للبشرية وعبرة والغلام مثل ما قلنا رابح غير خاسر ، وإلا فالأصل والقاعدة أن البشر مخيريين فالإستثنائات موجودة في كل شيئ ، فالله يقول وهو الذي أنشأكم و جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة هذه هي القاعدة ونجد أن من يولودون عميانا ومن يولدون صما ومن يولودون معاقين ذهنيا وهكذا لكل قاعدة إستثنائات ، إعذرونا للإطالة هنا قليلا لان كثير من المفاهيم حول هذه الآية خاطئة لذلك وجب الشرح ، وهنا موسى عندما لم يصبر وسأل للمرة الثانية تعهد للخضر بأنه إذا سأله عن شيء بعد ذلك فللخضر أن لا يصاحبه بعدها ولكن هل صبر الإنسان عما لا يعلم سره وتركه لله لنرى ذلك في الحادثة الثالثة، وسنتجاوز عن نقطة هنا لنذكرها مع الحادثة الثالثة لوجود الإرتباط وهي حادثة بناء الجدار ، فعندما وصلوا للقرية التي أبا أهلها أن يطعموهم ويضيفوهم وهي القرية التي سماها العلماء قرية البخلاء ، وكان في ذلك الزمن لا توجد مطاعم ولا فنادق واستراحات وكانت الأعراف الإجتماعية والتكافلية بين البشر أن يضيفوا عابري السبيل وهي عملية تكافل إجتماعي ضرورية في ذلك الزمن ولم يقم بها أهل قرية البخلاء ومع ذلك عندما وجد الخضر جدارا يوشك على السقوط أقامه ،،، فموسى تحت ضغط الجوع والغضب من أهل هذه القرية قال له لو شئت لطالبتهم بأجر يطعموننا على الأقل رُبما ،،، فهنا قال له الخضر هذا فراق بيني وبينك وأبان له الأحداث وأن الجدار أمره الله بإقامته لأنه كان ليتيمين وأكرمهما الله بأن حفظ لهما كنزهما لأن أباهما صالحا وليس لأنهما يتيمين فقط كما أكرم الأبوين الصالحين من قبل بأن أبدالهما بأبن صالح وهنا ينبهنا الله سبحانه لأمر يغفل عنه ويفجر ويخون لأجله كثير من الناس وهو بأن يقوم بالنصب والخيانة والسرقة والغش لأجل الحصول على المال لأجل أن يؤمن مستقبل عياله بفساده وجني المال الحرام والله يخبرنا أن صلاح الأباء هو وثيقة حفظ من الله للأبناء وليس بالفساد فلذلك تم حفظ المال لليتميين بصلاح أبيهم المتوفي ، وكل ذلك تم بأمر الله للخضر وليس للخضر إلا تنفيذ أمر الله فقط لاغير ،
لا شك أن هناك الكثير من العبر والحكم في هذه الحادثة غير الذي ذكرناه ولكننا نأمل أن نكون قد وضعنا بعض النقاط المضيئه في إيضاح هذه القصة العظيمة وهي تستحق كتاب قيم يألف فيها غير ما ذكرنا وبالله التوفيق .

حاولت ان ترقع الامر لكن لم تستطع
ولماذا لم يفضل الله على فرعون ويرسل له من يقتله صغيرا حتى يربح ويكون بالجنة
لماذا لم يستثني فرعون
اليس الله يفعل الاصلح لعباده وذلك بقوله ( كتب على نفسه الرحمة )

انا جاوبت عن هذا التساؤول في موضوعك الثاني
 
عودة
أعلى