كيف قال السدي والضحاك ذلك؟

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف قال السدي والضحاك ذلك؟


من الأقوال التي ذكرها الإمام الطبري في تأويل قوله تعالى من سورة الضحى ( وَوَجَدَكَ ضَالا ) ما نسبه للإمام السدي: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن السديّ( وَوَجَدَكَ ضَالا ) قال: كان على أمر قومه أربعين عاما.
وفي تأويل قوله جل في علاه من سورة الشرح ( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ) يقول الإمام ابن جرير: حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله:( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ) يعني: الشرك الذي كان فيه.
وقد استغربت من هذين القولين لهذين الإمامين: كيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم على أمر قومه من الشرك والوثنية كل حياته قبل نبوته، وهو الذي طهر الله قلبه من حظ الشيطان منه منذ صغره صلى الله عليه وسلم كما في قصة شق الصدر، وكيف يكون ذلك وهو الذي نزه الله سمعه عن مجرد سماع القينات؟
يقول الشيخ المباركفوري في رحيقه:"فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيدًا ولا احتفالًا، بل كان من أول نشأته نافرا من هذه المعبودات الباطلة، حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها، وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى."اهــــ.
فالصحيح أن قوله تعالى (ضالا) ليس من الضلال الذي هو بمعنى الكفر والشرك، وإنما المراد الضلال عن النبوة التي أكرمه الله بها فيما بعد. كما قال تعالى:" مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ" ولعل هذه الآية من أحسن ما يفسر به ذلك الضلال.

والله أعلم وأحكم.
 
أحسنت. وهو قول وسط معتدل بين المتطرفين لأحد الطرفين: طرف زاعمي إسلامه قبل الوحي، وطرف زاعمي وثنيته قبل الوحي.
أفضل ما نصف به الرسول قبل البعثة هو ما وصفه الله به: لم يكن يدري الإيمان.
وكان يتحنث، لكن دون أن يدري كيف عليه أن يعبد الله، ودون أن يدري أسس العقيدة الصحيحة.

أما العاطفيون - من المتصوفة وغيرهم - فلم يكتفوا بزعم إسلامه، بل أرادوا أن يمنحوا هذه الصفة لأبويه أيضا! حتى مع علمهم بقوله صلى الله عليه وسلمأن أباه في النار.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد فإن قول السدي غير صحيح فلم يكن على أمر أربعين سنة ، بل
ثبت في النقل الصحيح : أنه لم يسجد لصنم ، ولم يدعو الأوثان ، فحاله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم وأفعاله قريبة ممن كانوا يُسمون بالاحناف وهم قوم على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ،
...أما قول الضحاك فيرى العبد الفقير أنه صحيح ولكن لا نعلم فحواه يعني لا نعلم ما هو وزره أي
ذنبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم والله تعالى أعلم .
 
(Untitled)

السلام عليكم. اخي البهيجي لقد نقل الإمام ابن جرير تفسير الإمام الضحاك كما رأيت انفا. وقد فسر هذا الأخير الوزر بالشرك. فكيف تصحح هذا القول وتصوبه مع ظهور بطلانه؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد الاستاذ الكريم ناصر عبد الغفور ...ربما المقصود هو الشرك الأصغر
وهذا نستشفه من قوله تعالى(
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19) ) سورة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ...والله تعالى اعلم .
 
الملة المقبولة هي ملة ابراهيم و الدين عند الله هو الإسلام، فقد يكون كان ضالا، لأنه لا يعرف كيف يعبد ربه رغم كونه حنيفا، و هي ضلالة ليست حجة عليه،( لأن لولا القرآن الكريم فكيف سيعرف يصلي و كيف سيعرف كم يوم يصوم، و ماذا يحل له أن يأكل و الأحكام و سائر العبادات.....)، و كل هذه العبادات فيها امتثال لأوامر الله أي من الإسلام وَقَوْلُهُ: ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ تَنْبِيهٌ لَهُمْ عَلَى مَا أنْعَم بِهِ عَلَيْهِمْ، مِنَ الْهِدَايَةِ وَالْبَيَانِ وَالْإِرْشَادِ إِلَى مَشَاعِرَ الْحَجِّ، عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ

فيكون المرء الذي ملته ليست ملة إبراهيم عليه السلام ضالا، و أيضا إن لم يكن دينه هو الإسلام فهو ضالا و لكن يكون ضالا و ضلالته حجة عليه، إن كان يعرف الكتاب و لكن لا يعمل به و يكون ضالا ليس حجة عليه إن لم يكن بعد أنزل الله الكتاب...


و الله أعلم
 
عودة
أعلى