كيف تمت نجاة المؤمنين من أقوام عاد وثمود ومدين؟

[الزيتونة]

السلام عليكم،

ذكر القرآن الكريم هلاك الأقوام الكافرين السابقين،

وذكر كيف تمت نجاة المؤمنين من قوم نوح بركوبهم فى الفلك،
ونجاة لوط عليه السلام وأهله بخروجهم من القرية قبل نزول العقاب،

وذكر أنه تمت نجاة المؤمنين من عاد وثمود ومدين، ولكن لم يذكر لنا كيف تمت نجاتهم،

هل جرى لهم تنبيه بالخروج مسبقا من القرى قبل نزول العذاب كما حدث مع لوط عليه السلام وأهله ؟

أم أن الريح الصرصر وعذاب الظلة تفادتهم؟

عاد :

فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ(57) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ(58)

ثمود:

فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ(66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ(67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ(68) (هود)

مدين :

وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ(93)وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ(94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ(95) (هود)

صدق الله العظيم

 

[ابو العزايم عبد الحميد]

ردت روايات عديدة في كيفية نجاة هودعليه السلام ومن معه من المؤمنين منها ان هود ومن آمن معه لجأوا إلى حضيرة في مكة، مايصيبهم إلاّ ماتلين عليه الجلود وتلذ به الأنفس، وايا ماكان من صحة الروايات او عدمها فلا نريد ان نقف عندها طويلا لنلوذ بالنص االقراني فالنص القراني اثبت نجاتهم عند حلول العذاب كما عرضت اختنا الكريمة وقد اورد القران نجاة المؤمنين عند هلاك الكفار باعتباره قانونا عاما "فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ ۚ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (102)ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ)103)يونس وهذا القانون يفسر لنا ما اجمله القران عن كيفية نجاة المؤمنين في قوم عاد وثمود وهو ان العذاب يحيق بالكفار بعد تمايز الفريقين وخروج المؤمنين من وسطهم سواء باخراجهم جبرا من وسطهم بفعل الكفار او بخروجهم بعد الاذن لهم بالهجرة وهو مايستفاد من قول صالح عليه السلام " فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) الاعراف ولقد كان خروج النبي صلي الله عليه وسلم من وسط قريش ايذانا ببدء العذاب لهم وفي اول جولة من العذاب في بدر جاء التعقيب القراني علي ما حاق بقريش وقد كانو كما السابقين يستعجلون بالعذاب قال ان المانع من نزول العذاب عليهم في السابق كان هو بقاء النبي صلي الله عليه وسلم في وسطهم فلما خرج نزل عليهم العذاب قوله تعالي وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32)وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(33)الانفال ولذلك اميل طالما لم يعرض القران عن كيفية النجاة كما فعل مع قوم نوح فانها تكون بخروجهم من بين الكفار