نهاية الأرب
New member
- إنضم
- 15/04/2007
- المشاركات
- 25
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
هذا بحث لطيف، تُضبط من خلاله بعض طرائق التمييز بين المُعرَّب والعربي الأصيل، بَيْد أن التحقيق في كلمةٍ بعينها هل هي مُعَرَّبة؟ أو قاعدةٍ هل هي مطردةٌ أم ندَّ عنها نادّ؟ _ ليس هذا محَلُّه.
هذا وإن للعلماء فيه قواعد شتيتة، تحتاج إلى استقراء؛ فمن تتبّع الدواوين ألْفى كثيراً منها،كما قال الفاسي في شرح الاقتراح.
ويُشَار لهذه القواعد: في كتب النحو، والمعاجم، والتفاسير، وكتب المعرَّب، ككتابي الجواليقي والخفاجي، وقد أطنب في ذلك: السيوطي في المزهر1/270، والاقتراح مع شرح الفاسي1/389، وجُلُّ ماتراه مُستلٌ منهما.
وعلاقة هذا البحث بالقرآن وعلومه، تظهر جليةً في المسألة المشهورة: هل في القرآن لفظ بغير العربية؟ وفيها خلاف معروف، قلَّل ثمرته الشَّاطبي في الموافقات 2/101 . وصاحب المراقي بقوله1/143:
وذاك لا يُبنى عليه فرعُ متى أبى رجوعَ درٍّ ضَرْعُ
غير أن من يقول بوقوع المعرب في القرآن، يستدل بأدلةٍ منها هذه القواعد.
وإن في تقدُّمي بين يدي أشياخي للمشاركة، كمن يَحملُ التمرَ إلى خيبر، أوالمسك إلى ختن، لكن كما قال ابنُ طَبَا طَبَا:
لا تعْجبنْ إهداءنا لك منـطِقاً منك استفدنا حُسْنه ونِظامَهُ
فاللهُ عزَّ وجلَّ يشكرُ فعل مَنْ أهدى إليه وحيـَهُ وكلامهُ
وعلى كلٍ فهذه شذرات من تلك القواعد:
1_ أن يَنقل ذلك أحدُ أئمة اللغة.
2_ خروجه عن أوزان الأسماء العربية، نحو: إفْعيلَل، مثل: إبْريسَم (القز النيئ)، فإن مثل هذا الوزن مفقودٌ في أبنية اللسان العربي.
3_ أن يكون أوله نونٌ ثم راء، نحو: نَرْجِس.
4_ أن يكون آخره زاي بعد دال، نحو، مُهَنْدِز؛ فإن ذلك لا يكون في كلمة عربية، لذلك أبدلوا زايه سيناً.
5_ أن يجتمع فيه الجيم والصاد، نحو: الصَّوْلجَان(العصا المعوجة الرأس)، والجِص(الذي يُبنى به).
6_ أن يجتمع فيه الجيم والقاف، نحو: المَنْجنيق(آلة لرمي العدو)، والجُرْموق(الذي يلبس فوق الخف).
7_ أن يجتمع فيه الجيم والكاف، نحو: الكيْلَجَة(مكيال صغير).
ونظم القواعد الثلاث الأخيرة "النواجي" بقوله:
والجيم لا تُجمع في كِلْمةٍ أصليــةٍ للعُـرْبِ كيف اتفق
مع أحرف يجمـعها أولٌ من قولنا: قرِّبْ كريماً صدق
8_ أن يكون خماسيا أو رباعيا عاريا من حروف الذَّلاقة، وهي: الميم، والراء، والباء، والنون، والفاء، واللام. مجموعة في قولنا: مُرْ بنَفل. فإنه متى كان عربياً فلا بد أن يكون فيه شئٌ منها.نحو: سفَرْجل(ثمر معروف)، وقُذَعْمِل(الجمل الضخم)، وقِرْطَعْب(الشئ الحقير).
9_ أن يجتمع الجيم والتاء في كلمة من غير حرف ذولقي، نحو: الجبت.
10_ أن يجتمع الجيم والطاء ، نحو: الطاجن(طابق يقلى عليه).
11_ أن تأتي ذال بعد دال، قال البَطَلْيَوسي: ولذلك أبى البصريون أن يقولوا: بغداذ.
12_ أن تأتي شين بعد لام، نحو: الشذاب(البَقْْلة).
13_ لا تجتمع السين والذال في كلمة، نحو: الأستاذ.
14_ لا تجتمع الصاد والطاء، نحو: صراط، لذلك قالوا الصاد هنا مبدلة من سين، ووهّموا من ظن أنهما لغتان.
15_ لا تجتمع الطاء والتاء، نحو: طسْت.
16_ الهمز في الخماسي، نحو: إستبرق.
17_ ظهور التاء في الجمع، نحو: أستاذ وأساتيذ وأساتذة، وزنديق وزناديق وزنادقة.
وبعد:
فهذه قَطْرةٌ من يَمّ، وقِرْطَعْبٌ من جَمَّ، مما دوّنه العلماء من الفوائد، واقتنصوه من الأوابد، في ضوابط أُخَر وقواعد، تنثّرَ عِقْدُها في تفاريق الأسفار، فمن وجد منها شيئاً فليتصدق على أخيه الفقير، ويضم النظير إلى النظير؛ لينتظم العِقْد، ويفوح السُّعْد. وعلى الله نتوكل، وبه نتأيد.
هذا وإن للعلماء فيه قواعد شتيتة، تحتاج إلى استقراء؛ فمن تتبّع الدواوين ألْفى كثيراً منها،كما قال الفاسي في شرح الاقتراح.
ويُشَار لهذه القواعد: في كتب النحو، والمعاجم، والتفاسير، وكتب المعرَّب، ككتابي الجواليقي والخفاجي، وقد أطنب في ذلك: السيوطي في المزهر1/270، والاقتراح مع شرح الفاسي1/389، وجُلُّ ماتراه مُستلٌ منهما.
وعلاقة هذا البحث بالقرآن وعلومه، تظهر جليةً في المسألة المشهورة: هل في القرآن لفظ بغير العربية؟ وفيها خلاف معروف، قلَّل ثمرته الشَّاطبي في الموافقات 2/101 . وصاحب المراقي بقوله1/143:
وذاك لا يُبنى عليه فرعُ متى أبى رجوعَ درٍّ ضَرْعُ
غير أن من يقول بوقوع المعرب في القرآن، يستدل بأدلةٍ منها هذه القواعد.
وإن في تقدُّمي بين يدي أشياخي للمشاركة، كمن يَحملُ التمرَ إلى خيبر، أوالمسك إلى ختن، لكن كما قال ابنُ طَبَا طَبَا:
لا تعْجبنْ إهداءنا لك منـطِقاً منك استفدنا حُسْنه ونِظامَهُ
فاللهُ عزَّ وجلَّ يشكرُ فعل مَنْ أهدى إليه وحيـَهُ وكلامهُ
وعلى كلٍ فهذه شذرات من تلك القواعد:
1_ أن يَنقل ذلك أحدُ أئمة اللغة.
2_ خروجه عن أوزان الأسماء العربية، نحو: إفْعيلَل، مثل: إبْريسَم (القز النيئ)، فإن مثل هذا الوزن مفقودٌ في أبنية اللسان العربي.
3_ أن يكون أوله نونٌ ثم راء، نحو: نَرْجِس.
4_ أن يكون آخره زاي بعد دال، نحو، مُهَنْدِز؛ فإن ذلك لا يكون في كلمة عربية، لذلك أبدلوا زايه سيناً.
5_ أن يجتمع فيه الجيم والصاد، نحو: الصَّوْلجَان(العصا المعوجة الرأس)، والجِص(الذي يُبنى به).
6_ أن يجتمع فيه الجيم والقاف، نحو: المَنْجنيق(آلة لرمي العدو)، والجُرْموق(الذي يلبس فوق الخف).
7_ أن يجتمع فيه الجيم والكاف، نحو: الكيْلَجَة(مكيال صغير).
ونظم القواعد الثلاث الأخيرة "النواجي" بقوله:
والجيم لا تُجمع في كِلْمةٍ أصليــةٍ للعُـرْبِ كيف اتفق
مع أحرف يجمـعها أولٌ من قولنا: قرِّبْ كريماً صدق
8_ أن يكون خماسيا أو رباعيا عاريا من حروف الذَّلاقة، وهي: الميم، والراء، والباء، والنون، والفاء، واللام. مجموعة في قولنا: مُرْ بنَفل. فإنه متى كان عربياً فلا بد أن يكون فيه شئٌ منها.نحو: سفَرْجل(ثمر معروف)، وقُذَعْمِل(الجمل الضخم)، وقِرْطَعْب(الشئ الحقير).
9_ أن يجتمع الجيم والتاء في كلمة من غير حرف ذولقي، نحو: الجبت.
10_ أن يجتمع الجيم والطاء ، نحو: الطاجن(طابق يقلى عليه).
11_ أن تأتي ذال بعد دال، قال البَطَلْيَوسي: ولذلك أبى البصريون أن يقولوا: بغداذ.
12_ أن تأتي شين بعد لام، نحو: الشذاب(البَقْْلة).
13_ لا تجتمع السين والذال في كلمة، نحو: الأستاذ.
14_ لا تجتمع الصاد والطاء، نحو: صراط، لذلك قالوا الصاد هنا مبدلة من سين، ووهّموا من ظن أنهما لغتان.
15_ لا تجتمع الطاء والتاء، نحو: طسْت.
16_ الهمز في الخماسي، نحو: إستبرق.
17_ ظهور التاء في الجمع، نحو: أستاذ وأساتيذ وأساتذة، وزنديق وزناديق وزنادقة.
وبعد:
فهذه قَطْرةٌ من يَمّ، وقِرْطَعْبٌ من جَمَّ، مما دوّنه العلماء من الفوائد، واقتنصوه من الأوابد، في ضوابط أُخَر وقواعد، تنثّرَ عِقْدُها في تفاريق الأسفار، فمن وجد منها شيئاً فليتصدق على أخيه الفقير، ويضم النظير إلى النظير؛ لينتظم العِقْد، ويفوح السُّعْد. وعلى الله نتوكل، وبه نتأيد.