كيف تحصل الملكة في التفسير؟

العنزي

New member
إنضم
27/05/2006
المشاركات
29
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
كيف تحصل الملكة في التفسير؟
 
تحصيل المَلَكاتِ في العلوم المختلفة يحتاج إلى صبر طويل ، ومعايشة تامة ، وعشق حقيقي للعلم والتخصص ، وهنا في التفسير لا بد له من أمور :
1- الدراسة المتأنية المتدرجة لتفسير القرآن الكريم ، حتى يأتي على آخر كتب التفسير وأوسعها ، وهي معروفة ، وفي الملتقى مشاركات كثيرة عنها .
2- التدرب على يد العلماء في هذا ، حتى يكتسب الطالب المعرفة والخبرة في التعامل مع التفسير ، وتتهيأ له هذه الهيئة الراسخة وهي الملكة في العلم .
3- طول زمان يتيح للطالب الفهم ، والإدراك للعلم ، حتى وإن كان ذكياً ، فالعقل ينمو مع الوقت ، فيدرك الكبير ما لا يدركه المبتدئ . وتأمل : (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة). وكم وقع المبتدؤن في أخطاء أوقعهم فيها التعجل في التصدر قبل الأوان .
4- العناية بمناهج المفسرين وأصحاب علوم القرآن وغيرهم من الدراسات القرآنية ، والتدبر لمناهجهم وكيف يتناولون تفسير القرآن ، وما هي الأصول التي بنوا عليها التفسير ، ثم التدرب على مراعاتها عند التفسير ، ومعرفة كيفية تطبيقها عملياً ، حتى تكتسب هذه الملكة شيئاً فشيئاً . ثم يبقى جزء كبير بعد ذلك فتح من الله للعبد ، يوفق بعض عباده لأمور ومسائل صحيحة نافعة ، والله واسع عليم .

هذه مجرد أفكار عجلى ، أردت المشاركة بها حول هذا السؤال الكبير .
 
تمام الملكة يُضعِف الانتباه, ويزيد الفعل, ولا يكون هذا إلا بإدمان النظر والتكرار لكتب التفسير, ثم التنبه لتطبيقات المفسرين لقواعد التفسير في أثناء تلك الدراسة المستوعبة, ومن ثم يصبح لديك قدرة تلقائية (عملية) على تطبيق تلك القواعد على الآيات من تلقاء نفسك, في ضوء قاعدة معرفية عريضة اكتسبتها من دوام مطالعتك للتفاسير.
ويقل في المقابل توقفك عند خطوات التفسير التي توصلك إلى معاني الآيات (الانتباه) لاعتيادك عليها ورسوخها في نفسك.

انظر للساعاتي المتمرس في هذه الصنعة, تجده يطرق زجاجة الساعة بحسه قبل بيده, وبدون تركيز وانتباه المتعلم فيها, وكذا قائد السيارة المتمرس يقودها بلا تركيز وانتباه لمفردات القيادة وترتيبها ونحو ذلك مما يعانيه المتعلم, فعند هؤلاء يضعف التركيز (الانتباه) ويزيد الجانب العملي (الفعل).

وفقك الله وأعانك.
 
كأن الأستاذ أبو بيان يشير إلى ما يسمونه بالمهارة التي تترسخ في العقل الباطن ، حتى لا يتنبه لها العقل الواعي ، كقيادة السيارة مثلاً . وقد كنت قرأت حول هذه المسألة في موضوعات البرمجة العصبية تقريباً ، فليته يزيد الأمر إيضاحاً ، ويذكر لنا مصادر للتوسع فيها حيث جاء الجواب شديد الاقتضاب . وشكراً مقدماً .
 
إضافةً لما ذكره الإخوة , هناك أمر مهم
هو
المداومة على تلاوة كتاب الله عز وجل مع التدبر التام
التدبر التدبر التدبر
ثم يأتي التطبيق العملي لما دلت عليه آيات الكتاب الكريم من أمر ونهي ووعظ...
إذن
أولاً : التلاوة الدائمة
ثانياً : التدبر الأمثل
ثالثاً : العمل بالعلم

وبعد ذلك لعل الله يشرح الصدر بالفهم وينير القلب بنور العلم
مع ما ذكره الإخوة من التدرب والتعلم والصبر.
 
بارك الله فيك أخي الكشاف, ولا مزيد لدي على ما ذكرتَ, ونحن إلى قليل من العمل أحوج منا إلى كثير من القول.
 
قال الجرجاني في التعريفات : ( التعريفات - (1 / 296)
الملكة هي صفة راسخة في النفس وتحقيقه أنه تحصل للنفس هيئة بسبب فعل من الأفعال ويقال لتلك الهيئة كيفية نفسانية وتسمى حالة ما دامت سريعة الزوال فإذا تكررت ومارستها النفس حتى رسخت تلك الكيفية فيها وصارت بطيئة الزوال فتصير ملكة وبالقياس إلى ذلك الفعل عادة وخلقا )
وعلى هذا فهذه الحالة المذكورة يصعب تحصيلها إلا بالصبر وقوة الجلد في الصبر ، ومن أهم ما يوصل إلى ذلك ما يلي :
1 - كما قال الأخ وائل كثرة تلاوة كتاب الله تعالى وتدبره ..
ولا أقول تلاوة كتاب الله تعالى بل كثرة تلاوته ..
2 - كثرة القراءة في كتب التفسير وخاصة كتب علماء السلف المشهود لهم بالخير وتجنب القراءة في تفاسير أهل البدع على الأقل في بداية الطلب .
3 - التزام طاعة الله تعالى والعمل في نفع المسلمين بما علمه الله تعالى فبث العلم في صدور الرجال وعلى صفحات الكتب من أفضل القربات .
4 - اتخاذ شيخ ورع تقي ينير للطالب الطريق ويعلمه ما أشكل عليه ويحكم له ما تشابه عليه ..
5 - لو يجد طالب العلم طلابا يحاورهم ويتدارس معهم فذلك أمر مهم يرسخ العلم في الذاكرة ، ويجعلها تحتفظ به فترة طويلة.
والله تعالى أعلم.
 
إنَّما يُراد تعلم التفسيرِ للوصول إلى تحصيل المَلَكَة فيه ، وما أحوجنا إلى سلوك سبيل تحصيل هذه المَلَكة في دراستنا وتدريسنا ، وترسيخ المنهجية الصحيحة للوصول إلى هذه الغاية . غير أن الأنظار تتفاوت في التعبير عن ذلك بحسب الخبرة والمعرفة وغير ذلك من العوامل .
وللدكتور حاتم الشريف محاولة مشكورة في هذا الباب بعنوان (تكوين ملكة التفسير) سبق له نشرها في العدد الثالث من مجلة معهد الإمام الشاطبي ثم أفردت بالطباعة بعد ذلك في مصر وهي متداولة ، وفي المرفقات نسخة منها للاطلاع .
وهذا الموضوع جدير بأن يكون موضوعاً ليوم علمي ينظمه مركز تفسير أو الجمعية العلمية للقرآن وعلومه أو غيرها من الجهات ذات الصلة بخدمة القرآن وأهله .
 
عودة
أعلى