كيف السبيل إلى رفع التعارض بين الآية والحديث ؟؟

إنضم
14/07/2017
المشاركات
129
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الجزائر
قال الله تعالى : "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (32)
* وجاء في الحديث الصحيح :
(2249) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ غُلَامِي وَجَارِيَتِي وَفَتَايَ وَفَتَاتِي»..
* لقد استعمل القرآن لفظ "العبد " و" الأمة " , وجاء الحديث بالنهي عن استعمالهما , فهل يعد هذا من باب "التعارض", واذا كان كذلك, فكيف السبيل إلى رفعه ؟؟ وبارك الله فيكم , وزادكم علما ..
 
القرآن نزل ليسمعه العرب ويفهموه ، وقد كان سوادهم الأعظم يسمون القنّٙ عبداً ، فلو خاطبهم الله بقوله : فتيانكم وفتياتكم ، لفهموا أن المقصود ابنائهم الذين من أصلابهم ولوقع لبس كثير ، لأن أكثرهم ربما يبلغه القرآن الذي هو أكثر إنتشارا من السنة ، وربما لا يبلغه من السنة الا قليل ، بل هناك من الصحابة الملازمين للرسول كابن عمر وغيره من فاته مسائل واضحه مع انه كان حاضرا وشاهدا ، لان الدين واسع ومتين

فكان لا بد من خطابهم على اللفظ المعهود لهم ليتبين لهم الحكم بلا لبس ، وقد وقع ذلك للرسول أيضا فربما سما الرجل عبدا مع انه نهى ذلك وانما سماه يالعبد فيما ارى لنفس العلة السابقة والله اعلم
 
أخي مسعود حفظك الله،
أو أستاذنا مسعود حفظكم الله؛

لا يوجد تعارض.
في الآية الموضوع النكاح، المخاطب الجماعة، المتكلم الشارع.
والموضوع في الرواية التخاطب، والمخاطب الطبقة "الغنية".
والجمع بين الآية والرواية هو أن تحرير العبيد، بالمعنى التاريخي الخاص، أو تحسين وضعية الطبقة الكادحة أو الضعيفة بالمغزى العام إنما يكون من خلال ترتيبات إجتماعية (نكاح الأيم والمملوك) وغيبية روحية (يغنهم الله) وتواصلية (التواضع وإقصاء الطبقية في اللغة) وغيرها مع قاسم مشترك يجب الإحتفاظ به دائما هو الوازع الأخلاقي.

إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

انا قلت، هنا رأيت الترتيب الغيبي الروحي، وهكذا تقرأ؟ ممكن، هذه زواية، وهناك المزيد فهي تربوية، ومتضمنة ان الغنى ممكن يحصل ماديا والمهم حصوله معنويا في القناعة؛ والمؤمن طبعا هدفه أن يكون من عباد الرحمان، أن يكونا ربانيا فيوسع على المحتاج والمستضعف (الله واسع) وهي مسؤولية الفرد والجماعة ويعلم أو يتعلم (الله عليم) ما يسهم في تحقق التضامن الإجتماعي والعدالة الإجتماعية.. الخ.

والله أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...الأستاذ الفاضل مسعود...هناك أمور إختص بها الله تعالى في القرآن فمثلا ان الله تعالى أقسم بالقرآن بمخلوقاته وفي الحديث نهى عن الحلف بغير الله تعالى حتى أوصله الى الشرك....فاحفظ هذا الامر ان الله سبحانه يتكلم بالقرآن بما يشاء ....ولكنه أوجب على عباده أموراً لم يلزم نفسه بها سبحانه....والله تعالى اعلم.
 
للشيخ العثيمين / شرح كتاب التوحيد قوله صلى الله عليه وسلم
"لا يقل": الجملة نهي. "عبدي"; أي: للغلام. و"أمتي"; أي: للجارية. والحكم في ذلك ينقسم إلى قسمين:
الأول: أن يضيفه إلى غيره، مثل أن يقول: عبد فلان أو أمة فلان; فهذا جائز،
قال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم "ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة".

الثاني: أن يضيفه إلى نفسه، وله صورتان:
الأولى: أن يكون بصيغة الخبر، مثل: أطعمت عبدي، كسوت عبدي، أعتقت عبدي، فإن قاله في غيبة العبد أو الأمة; فلا بأس به، وإن قاله في حضرة العبد أو الأمة; فإن ترتب عليه مفسدة تتعلق بالعبد أو السيد منع، وإلا; فلا، لأن قائل ذلك لا يقصد العبودية التي هي الذل، وإنما يقصد أنه مملوك.
الثانية: أن يكون بصيغة النداء، فيقول السيد: يا عبدي! هات كذا; فهذا منهي عنه. وقد اختلف العلماء في النهي: هل هو للكراهة أو التحريم; والراجح التفصيل في ذلك، وأقل أحواله الكراهة. " ا.هـ
 
إخوتي الأســــــاتذة الأفاضل : عبد الإله بن ابراهيم,وشايب زاوشثتي ,والبهيجي, وعبد الله الأحمد , جزاكم الله خيرا على ماقدمتوه لي من توضيحات , بعضها كان أقرب إلى مقصدي من السؤال من بعض, فقط تمنيت لو أن احد الإخوة يتدخل ليبين مباشرة كيف يمكننا الجمع بين الآية والحديث, بمعنى أن يحدد لنا قاعدة أو قواعد الجمع بينهما , سواء بما فتح الله عليه من نقول أهل التفسير , والمحدثين , أو مما فتح الله به عليه من فهم..اعود فأكرر لأخوتي تشكراتي , وتحياتي..
 
أخي الكريم مسعود؛
الكل يعلم أن اشتراكية النظام في فنزويلا مجرد شعارات، وأن كاثوليكية الشعب مجرد فلكلوريات وخطابات مع بعض الخرجات الكنسية الرسمية التي تصلي بشعور وبلا شعور من أجل الزعيم المفدى، بالمقابل وبدون مقابل، أما الواقع فتناقضات مريرة مدمرة نتيجة غطرسة النفاق الاجتماعي السياسي الثقافي في البلد.. حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه في الآونة الأخيرة، ولدى الشعب مزيد، وما خفي أعظم.

أنت مسلم على قد حالك تعيش هناك، تقيم هناك، وتعلم جيدا بوعيك الواسع والشمولي أن الوضع مراد، وأن وراء التنويم المغناطيسي سياسيا وفكريا ثقافيا واجتماعيا ما وراءه من الكبار واللوبيات، في مؤسسة بلعم بن باعورا للدراسات والتوجيه والاعلام والاتصال والمعلومات. وتتألم نتيجة ما يحدث بعد وقبل وأثناء المظاهرات والاعتصامات والوقفات والاضرابات.

وطبعا تعلم التحديات فالمغفلون استخفهم النظام فاطاعوه، بل هم جزء من النظام؛ لا شك. الأسقف معروف ينادي مع المطبلين الاعلاميين نفس الشيء: الزعيم المفدى نصره الله! ماذا؟ نصره الله على مين؟ طبعا هو النظام يغني أغنية عالمية من ألبوم "حماية الوطن.. والملة" اسم الاغنية "المناعة" فيوحي النظام الى الشعب زخرف القول غرورا أنها الامبريالية والغطرسة الامريكية وأن القصة كلها حول سيادة فنزويلا، ثم يتلو النظام عليهم كلمات هوغو تشافيز، وهو منهم بريء الى حد بعيد، لكن بما انهم يوظفون ما هو اهم من هوغو (الاشتراكية والوطنية والأمن والاستقرار والكاثوليكية الرسمية) فلا تتعجب. إذن، ينصره الله على مين؟ على الشعب، يا مغفل.


ثم صادفت فرصة للتعليق على منبر اعلامي، والمشاركة الفعالة الايجابية؛ او ربما التقيت برجل يُسمع صوته داخل السلطة الحاكمة والمتحكمة، فرأيت في نفسك أنه لابد من قول شيء ما، لكن للأسف معلوماتك القرآنية والحديثية تقف عند حدود ما سألت عنه، فماذا ستقول علما ان الذي ستوجه إليه الخطاب غير مسلم؟

ستقول وبكل سهولة:
وَأَنْكِحُوا: عقد اجتماعي، وثيقة مدنية لتأسيس دولة الحق والمؤسسات والقانون مع فصل تام بين السلطات.
الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ: الطبقة االوسطى التي لا تستفيد من حقوقها وستستفيد بمجرد ربط المسؤولية بالمحاسبة، ثم الطبقة الكادحة والفقيرة.
إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ: لأن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. امر بالعدالة، ونهي عن الاستبداد، وكل منكر وفحش متمثل في التلاعب بالمال العام ونهب الممتلكات العامة، وتوسيع الهوة بين النظام وحاشيته وخدامه من جهة والشعب من جهة ثانية.
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ: يتسع صدرهم على المقترحات المقدمة، وتتسع آذانهم لتسمع ما تهتف به الجماهير، وما يهتف به المحللون والاجتماعيون والاقتصاديون.. فهي دعوة الى فتح حوار اجتماعي شامل. ثم اعادة برمجة التعليم والتثقيف في كل صغيرة وكبيرة، حتى يحصل التوازن والاتساق بين التعليم وتكوين الاطر من جهة والمطالب الحقوقية الاجتماعية السياسية من جهة اخرى.

وقوله (لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي) بمعنى انت ايها الزعيم المفدى مع حاشيتك، من تكون لتخاطبني بياء الملكية، في قولك "شعبي.."؟ اسمع او اطلع برا، انا مو ملكك، انا وانت اخوة، اكلفك من خلال الاقتراع بالمسؤولية واحاكمك خلال رئاستك بالبرلمان، فالبرلمان انا من يختاره، انا الشعب.. فاذا كان هذا البرلمان مجرد شعار مثل الباقي فلابد ان نتحول فينزويلا من جمهورية رئاسية الى جمهورية برلمانية، وهذا هو الحل. أما "شعبي .. المناضل" فهل نحن نعيش في القرن قبل نشوء جزر اليابان؟
 
أخي المحترم : شايب زاوشثتي:
أشكرك على هذا التعقيب الذي حللت فيه الأوضاع السياسية وعلاقتها بالجانب الأيديولوجي, والديني, في دول العالم الثالث, ولعلك إخترت فنزويلا , لتكون عينة واقعية لإسقاط مفردات تحليلاتك عليها .ولعلي فهمت من سياق كلامك لهجة الرفض لكل التناقضات التي تغطيها علاقة السلطة السياسية بالدين.
لكن الذي لم أستوعبه - ربما لمحدودية ثقافتي القرآنية -اذ تقف عند حدود ما سألت عنه , كما أفدت في تعقيبك, الذي لم استوعبه هو : مالعلاقة بين ماسألت عنه من رفع التعارض بين الآية والحديث, وبين هذا الكم من الإسقاطات السياسية للآية والحديث ؟؟
بصراحة, إن سؤالي لم يستفد شيئا من هذه الإسقاطات , فهو لايزال - في نظري - معلقا ينتظر جوابا علميا , شافيا , كافيا , يشبع الحاجة العلمية , ويثلج الصدر من كل تساؤل..
لست أدري ماهو حكم حمل الآية على هذه المحامل السياسية , وهل تصلح أن تكون بيانا جازما لمراد الله عز وجل من الآية , أو كشفا لمراد الرسول صلى الله عليه وسلم من الحديث. وإلى أي مدى يتوافق هذا التفسير السياسي مع ما فهمه علماء السلف والخلف من أمة الإسلام منهمــــا ؟؟
واذا كان الأمر هو مجرد صرف نصوص القرآن والسنة الى محامل نقدر نحن أنها هي مراد الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم , فما الحاجة إذن لصرف الجهد , وحرق أيام العمر في تحصيل علوم القرآن الكريم , وعلوم الحديث الشريف ..
وإذا كانت المسألة تتعلق فقط بتضمين آيات القرآن قضايا نحشرها نحن فيها لمجرد التوافق في الألفاظ , فما فائدة تعلم علم التفسير : أصوله , وقواعده, ومناهجه, واتجاهاته, وقواعد الترجيح فيه ؟؟ ولماذا نجتهد أيضا في تحصيل علوم حديثية مثل "مختلف الحديث " و"العلل" و"قواعد الترجيح"..
جزاك الله خيرا ..فقط أرجو أن تعذرني, فانا طالب علم صغير , ومحدود , وضعيف, طرحت هذا الإشكال على اخوتي لكي استفيد علميا مما آتاهم الله من علم ..
 
من جواب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
يتبين أن الحديث لا ينهى عن هذه الألفاظ بإطلاق ، بل النهي مقيّد بصيغة معينة.
وبهذا يزول الإشكال الذي عندك إن شاء الله.
 
أيها المسعود، أسعد الله أوقاتك،،

لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تظن أن كلامي في التفسير، وإلا فكلامي تلاعب بالقرآن والعياذ بالله.

إن سيد قطب رحمه الله في تناوله لتلك الآية تحدث عن (الضمانات الواقية) و (النظام الإسلامي) وأشياء أخرى، فيقول مثلا:

ينبغي أن نضع في حسابنا - مع هذا - أن الإسلام، بوصفه نظاما متكاملا، يعالج الأوضاع الاقتصادية؛ علاجا أساسيا; فيجعل الأفراد الأسوياء قادرين على الكسب، وتحصيل الرزق، وعدم الحاجة إلى مساعدة بيت المال، ولكنه في الأحوال الاستثنائية يلزم بيت المال ببعض الإعانات. فالأصل في النظام الاقتصادي الإسلامي أن يستغني كل فرد بدخله، وهو يجعل تيسير العمل وكفاية الأجر حقا على الدولة واجبا للأفراد، أما الإعانة من بيت المال فهي حالة استثنائية لا يقوم عليها النظام الاقتصادي في الإسلام.

فإذا وجد في المجتمع الإسلامي - بعد ذلك - أيامى فقراء وفقيرات، تعجز مواردهم الخاصة عن الزواج، فعلى الجماعة أن تزوجهم، وكذلك العبيد والإماء، غير أن هؤلاء يلتزم أولياؤهم بأمرهم ما داموا قادرين.

ولما كان وجود الرقيق في الجماعة من شأنه أن يساعد على هبوط المستوى الخلقي، وأن يعين على الترخص والإباحية بحكم ضعف حساسية الرقيق بالكرامة الإنسانية، وكان وجود الرقيق ضرورة إذ ذاك لمقابلة أعداء الإسلام بمثل ما يعاملون به أسرى المسلمين، لما كان الأمر كذلك عمل الإسلام على التخلص من الأرقاء كلما واتت الفرصة، حتى تتهيأ الأحوال العالمية لإلغاء نظام الرق كله، فأوجب إجابة الرقيق إلى طلب المكاتبة على حريته، وذلك في مقابل مبلغ من المال يؤديه فينال حريته:

{والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم. إن علمتم فيهم خيرا ..}

وآراء الفقهاء مختلفة في هذا الوجوب، ونحن نراه الأولى; فهو يتمشى مع خط الإسلام الرئيسي في الحرية وفي كرامة الإنسانية..


فهو عمل بالتفسير ثم انتقل الى التأويل وهو يتعامل مع تلك الآية لا كوحدة مستقلة تعني ما تعنيه في حدودها المتعلقة بالنكاح، بل في إطار شامل متكامل يضم مقاصد القرءان ومقاصد الشرع بشكل عام.

ولكن أنا تكلمت بالإشارة أي إعتمدت على التفسير أولا ثم التأويل ثانيا ثم القراءة التكاملية للآية ثالثا، فانطلقت من نتيجة أو خلاصة الهمتني وزودتني بشيء عبرت عنه بالإشارة. إذا أردت الرد أو التعليق، فلا تناقش صحة التفسير الاشاري لتلك الآية، بل تناقش قيمة الإلهام في ظل: 1) علاقة الآية بكل الآيات التي تناولت الجوانب السوسيواقتصادية، 2) علاقة الآية بمقاصد القرآن، 3) فالواقع.

هذا عندما تريد أن تعيش مع تلك الآية في واقعك الآن، وعندما تريد أن تجعلها كائنا حيا.. لأن البديل في هذه الحالة هو التاريخانية، وبالتالي العَلمانية أي فصل النص القرآني عن الهموم الإجتماعية الإقتصادية السياسية الراهنة، بحجة أن النص تناول قضية إجتماعية تاريخية إنتهت. أليس كذلك ؟؟!

أما سؤالك فقد أجبت عليه مباشرة أنه لا تناقض بين الآية والحديث، وبدون ان اشرح لك لماذا لان شروط تحقق التعارض معروفة، ثم استعملت الجمع بمعنى (العلاقة)؛ والا فوجود التعارض معناه الغاء الحديث وتضعيفه حتى لو جاء في كل الصحاح، عملا بقاعدة عرض الرواية على القرآن. وانا اتكلم معك بلغة فكرية ثقافية، لا باللغة العلمية الشرعية المذهبية.

لا يوجد تعارض بين "الشعب الفنزويلي" وقول الزعيم المفدى "شعبي المناضل" بشرط تحول الزعيم إلى مجرد مسؤول، أي أن الشعب حينها سيد نفسه، هو من اختار المسؤول وهو من سيحاكمه، وحينها تصبح ياء الملكية مجازية.

وجميل جدا أنك تستمر في البحث عن أجوبة أخرى ..
 
أخي : شايب زاوشثتي المحترم , أدام الله سعادتك في العاجل والآجل..
أحسبني حاولت أن أشعرك بأنك كنت تسقط تعاليم الآيات على الواقع المعيش , وكررت عمدا لفظة "الإسقاط" , حتى أشعرك بذلك , ولم يحملني على القول بالتلازم بين ألإسقاط والتفسير إلا إيغالا في التنبيه على ذلك.. ولم ألجا إلى استعمال إستنباط "الإشارة " من الآية , لما أعرف من أن ذلك مسلك خاص بالمفسرين من أهل السلوك أو من يتأثر بهم , مثلما هو صنيع الشيخ "ابن عجيبة الحسني" المغربي , في تفسيره "البحر المديد" الذي ينتقل فيه من التفسيرالتحليلي "بالمأثورات" ,من قرآن وسنة وآثار السلف ومعهود العرب في الكلام , الى التفسير بالإشارة , فيستنبط إشارة جديدة لمعنى جديد توحي به ظلال الآية " ولك أن تنزله وتقرأ فيه أمثلة لذلك ".
والحق ياأستاذ "شايب", فإنني لاأبحث من خلال طرحي لهذا التساؤل على معرفة التفسير المأثور للآية , ولا عن المسار الحركي الذي تتجه فيه , ولا عن الظلال المختلفة التي توحي بها , ولكنني أنتظر أن أصل إلى القاعدة المستعملة لرفع مثل هذا التعرض "الظاهري" , اللفظي, الشكلي, الذي أتوهمه بعجزي وضعف زادي , بين استعمال الفاظ في آية , وبين النهي عنها في حديث في الصحيح..فقط هذا كل شيء ببساطة..
ولاتحسبن انني أقف مكتوف الأيدي , اتكل فقط على جهود اخوتي في البحث , فأنا أيضا اتعب نفسي معكم , وأبشرك أنني وقفت على كلام رائع لأحد علماء التفسير المعتبرين في هذه المسالة , سوف أعرضه عليكم لاحقا, حتى تعطوا رأيكم في مدى فهمي لكلام هذا العالم الجليل..
حفظك الله أخي "شايب"و وزادك فتحا , وعلماو وفهما في كتابه , وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..وإني لشاكر لك جهودك التي تبذلها في توضيح أبعاد الآية المختلفة , وأسأل الله أن يجازيك على ذلك خيرا..
 
بارك الله فيك أخي : عبد الله الأحمد , وزادك علما , وفهما, وفتحا, وفضلا .
ورحم الله الإمام ابن عثيمين ونفعنا بعلمه .
أخي الكريم : أردت فقط ان أعرف كيف تعامل المفسرون مع هذه المسالة عندما عرضوا لهذه الآية , هل اكتفوا فقط بالقول أن النهي مقيد غير مطلق ؟؟ أم أن لهم طرق أخرى جمعوا بها بين معنى الآية ومعنى الحديث ؟؟..
لازلت أرى أن المسالة لم تشبع بحثا علميا شافيا, وافيا ..
جزاك الله خيرا وحفظك..وأسعدك..وأكرمك..
 
لقد وقفت على كلام االقاضي أبو بكر بن العربي, المالكي ,صاحب " أحكام القرآن " في تفسيره هذا, يتكلم فيه عن هذا الإشكال ثم يقرر رفع تعارضه بالترجيح. - مسألة " عبدي وأمتي : قال أبوبكر بن العربي في أحكام القرآن :1/366
المسألة الخامسة من معالجة الآية 10 من سورة آل عمران. قال رحمه الله : "...وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ رَبِّي وَلْيَقُلْ سَيِّدِي». وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ يُوسُفَ: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] وَقَالَ: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: 32] وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ» فَتَعَارَضَتْ.
فَلَوْ تَحَقَّقْنَا التَّارِيخَ لَكَانَ الْآخَرُ رَافِعًا لِلْأَوَّلِ أَوْ مُبَيِّنًا لَهُ عَلَى اخْتِلَافِ النَّاسِ فِي النَّسْخِ. وَإِذَا جَهِلْنَا التَّارِيخَ وَجَبَ النَّظَرُ فِي دَلَالَةِ التَّرْجِيحِ. وَقَدْ مَهَّدْنَا ذَلِكَ فِي شَرْحِ الْحَدِيثِ بِمَا الْكَافِي مِنْهُ الْآنَ لَكُمْ تَرْجِيحُ الْجَوَازِ؛ لِأَنَّ النَّهْيَ إنَّمَا كَانَ لِتَخْلِيصِ الِاعْتِقَادِ مِنْ أَنْ يَعْتَقِدَ لِغَيْرِ اللَّهِ عُبُودِيَّةً أَوْ فِي سِوَاهُ رُبُوبِيَّةً، فَلَمَّا حَصَلَتْ الْعَقَائِدُ كَانَ الْجَوَازُ.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..وصلى الله على محمد وآله وسلم
 
عودة
أعلى