كيف الجمع بين الآيتين 41 و 122 من سورة التوبة ؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الآية 41 من سورة التوبة :
(انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

والآية 122 من سورة التوبة :
(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
 
جاء في تفسير الجلالين :
ولما وبِّخوا على التخلف وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية نفروا جميعا فنزل «وما كان المؤمنون لينفروا» إلى الغزو «كافة فلولا» فهلا «نفر من كلِّّّّ فرقة» قبيلة «منهم طائفة» جماعة، ومكث الباقون «ليتفقَّهوا» أي الماكثون «في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم» من الغزو بتعليمهم ما تعلموه من الأحكام «لعلهم يحذرون» عقاب الله بامتثال أمره ونهيه، قال ابن عباس فهذه مخصوصة بالسرايا، والتي قبلها بالنهي عن تخلُّف واحد فيما إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما وبِّخوا على التخلف وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية نفروا جميعا فنزل «وما كان المؤمنون لينفروا» إلى الغزو «كافة فلولا» فهلا «نفر من كلِّّّّ فرقة» قبيلة «منهم طائفة» جماعة، ومكث الباقون «ليتفقَّهوا» أي الماكثون «في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم» من الغزو بتعليمهم ما تعلموه من الأحكام «لعلهم يحذرون» عقاب الله بامتثال أمره ونهيه، قال ابن عباس فهذه مخصوصة بالسرايا، والتي قبلها بالنهي عن تخلُّف واحد فيما إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم.
انتهى .
ولكن يرد على هذا القول :
أن الآيات التي جاءت قبل الآية 122 حذرت المسلمين من التخلف عن رسول الله إذا خرج للغزو (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ....)
فلا يستقيم أن يكون الصحابة خرجوا بعد ذلك جميعا وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة كما جاء هنا.
والله أعلم .
فما قول المشايخ والأساتذة الكرام ؟
 
كما أن مضمون الآية لا يؤيد هذا الوجه من التفسير ذلك أنهم لما نهوا عن النفر جميعا جاء عقبها قوله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) فبين أن النفر أي الخروج للجهاد إنما يكون لطائفة دون سائر الفرق وهذه الطائفة هي التي ستنفر وتتفقه في الدين وتنذر قومها إذا رجعوا إليهم فمن أين سيتفقهوا إذا لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم معهم؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم


يُمكن أن يكون المعنى انفروا خفافاً وثقالاً أي بهذه الهيئة ، ولن يمكن أن ينفر المؤمنون جميعاً .. فلتنفر طائفة منهم على الهيئة السابقة.

كما أن الجهاد كلفظ ليس مخصوصاً بالقتال:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
فجهاد المنافقين لا يكون بقتالهم ، لأنه لا يمكن معرفتهم.
وفي المعجم: جهَد الشَّخْصُ : جَدّ وبذل غاية وسعه.
وفي الحديث: أَيُّ الصدقة أَفضل ؟ قال : جُهْدُ المُقِلِّ.

فالجهاد والشهادة تدخلان في مناحي الحياة والإيمان كلها:
وانظر إلى قوله تعالى: (لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ)
وقوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
وفي الشهادة:(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاءُ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
ويقول تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

فإذا كان الجهاد في مناحي الحياة كلها ، والله تعالى يقول: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
فلا عجب أن يعقبه هدى و فِقه في الآية التي ذكرتها..
والجهاد بمعنى القتال دفاعاً عن دين الله داخل في هذا وجزء منه فقط ، في مقابل الدفاع عن الدين والإيمان عموماً فهؤلاء يعطيهم الله هدى وفقهاً يتمكنون به من حفظ الدين والإيمان الذي دافعوا عنه أولاً وابتداءً ؛ وهذا من كرم الله وفضله ..

معنى كلمة جهد في معجم المعاني الجامع والمعجم الوسيط - معجم عربي عربي - صفحة 1

والله تعالى أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
 
هون عليك اخي محمد ...
واريد أن اسالك سؤال حول ، الآية 41 من سورة التوبة :وقوله تعالى (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
هل يمكن أن يدخلها تخصيص أو تقيد او استثناء ام لايدخلها شي وهي على ظاهرها وعمومها ويجب النفير على الجميع .
إن قلت لايدخلها شي فهذا شأن أخر، وإن قلت نعم يمكن الاستثناء منها تكن قد جاوبت على سؤالك الاول (سؤال المشاركة )

وبناء على ماسبق- أقول والله اعلم
يكون الاستثناء او التقييد في شطر الاية الاول ، وقوله تعالى { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً } ، والشطر الثاني وقوله تعالى { فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) يخص الفرقة المجاهدة ، التي تم اختيارها قبليا للنفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقتال معه ، فالتفقه في الدين ليس هو القعود بل هو النفير ومصاحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وصحابته رضوان الله عليهم جميعا من بعده .

مع ملاحظة أن الجهاد (القتال ) عبادة لها تفاصيل كثيرة وامور تنظيمية دقيقه ، منوطه بالحاكم او الامير وقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) } (سورة النساء 59)


والله اعلم
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى