ناصر عبد الغفور
Member
كيف التوفيق بين قوله تعالى:" وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا" وقوله عليه السلام:" "إن للموت سكرات"
بسم1
يقول الحافظ رحمه الله تعالى:" { وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا } الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعُنف فَتُغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حَلَّته من نشاط، وهو قوله: { وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا } قاله ابن عباس."-تفسير ابن كثير:8/312-.
يقول العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى:"وقيل الناشطات لأرواح المؤمنين والنازعات لأرواح الكافرين لأنها تجذب روح المؤمن برفق وتجذب روح الكافر بعنف".-فتح القدير:5/524-.
وهذا المعنى هو ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وهو حديث صحيح طويل فاتحته قوله صلى الله عليه وسلم:"إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة و حنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله و رضوان فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء..."
فدل على خروج روح المؤمن بيسر ورفق دون ألم أو أذى كما تسيل قطرة الماء من في السقاء وكما تخرج الشعرة من العجين.
لكن ورد ما يعارض هذا فعن عائشة رضي الله عنها قالت :( كان بين يديه ( يعني النبي صلى الله عليه و سلم ) ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول : لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول : " في الرفيق الأعلى " . حتى قبض ومالت يده .." -رواه البخاري-.
وفي صحيح الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها أيضا:" ما أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم."، وفي رواية:"فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم."-رواه البخاري- .
فدل على أن النزع يكون فيه معاناة وشدة للمحتضر ولا بد.
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: "لتشديد الموت على الأنبياء فائدتان:
- إحداهما تكميل فضائلهم ورفع درجاتهم وليس ذلك نقصا ولا عذابا بل هو كما جاء أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.
- والثانية أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت وأنه باطن وقد يطلع الإنسان على بعض الموتى فلا يرى عليه حركة ولا قلقا ويرى سهولة خروج روحه فيظن سهولة أمر الموت ولا يعرف ما الميت فيه فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم شدة ألمه مع كرامتهم على الله تعالى قطع الخلق بشدة الموت الذي يقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه." اهــ.
فكيف التوفيق إذا بين الآية وما يشهد للتأويل المختار في أن النزع يكون برفق وبين أحاديث عائشة رضي الله عنها في شدة النزع عند الموت؟
بسم1
كيف التوفيق بين قوله تعالى:" وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا" وقوله عليه السلام:" "إن للموت سكرات"؟
قال الله تعالى:" وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا" وقد اختلفت أقوال المفسرين في تأويل هذه الآية ومن أشهر الأقوال فيها أن المقصود الملائكة المكلفين بنزع الروح، فهم يخرجون أرواح المؤمنين بسهولة ويسلونها برفق.
يقول الحافظ رحمه الله تعالى:" { وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا } الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعُنف فَتُغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حَلَّته من نشاط، وهو قوله: { وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا } قاله ابن عباس."-تفسير ابن كثير:8/312-.
يقول العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى:"وقيل الناشطات لأرواح المؤمنين والنازعات لأرواح الكافرين لأنها تجذب روح المؤمن برفق وتجذب روح الكافر بعنف".-فتح القدير:5/524-.
وهذا المعنى هو ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وهو حديث صحيح طويل فاتحته قوله صلى الله عليه وسلم:"إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة و حنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله و رضوان فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء..."
فدل على خروج روح المؤمن بيسر ورفق دون ألم أو أذى كما تسيل قطرة الماء من في السقاء وكما تخرج الشعرة من العجين.
لكن ورد ما يعارض هذا فعن عائشة رضي الله عنها قالت :( كان بين يديه ( يعني النبي صلى الله عليه و سلم ) ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول : لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول : " في الرفيق الأعلى " . حتى قبض ومالت يده .." -رواه البخاري-.
وفي صحيح الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها أيضا:" ما أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم."، وفي رواية:"فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم."-رواه البخاري- .
فدل على أن النزع يكون فيه معاناة وشدة للمحتضر ولا بد.
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: "لتشديد الموت على الأنبياء فائدتان:
- إحداهما تكميل فضائلهم ورفع درجاتهم وليس ذلك نقصا ولا عذابا بل هو كما جاء أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.
- والثانية أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت وأنه باطن وقد يطلع الإنسان على بعض الموتى فلا يرى عليه حركة ولا قلقا ويرى سهولة خروج روحه فيظن سهولة أمر الموت ولا يعرف ما الميت فيه فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم شدة ألمه مع كرامتهم على الله تعالى قطع الخلق بشدة الموت الذي يقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه." اهــ.
فكيف التوفيق إذا بين الآية وما يشهد للتأويل المختار في أن النزع يكون برفق وبين أحاديث عائشة رضي الله عنها في شدة النزع عند الموت؟