كيف التوفيق بين قوله تعالى:" وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا" وقوله عليه السلام:" "إن للموت سكرات"

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
كيف التوفيق بين قوله تعالى:" وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا" وقوله عليه السلام:" "إن للموت سكرات"

بسم1

كيف التوفيق بين قوله تعالى:" وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا" وقوله عليه السلام:" "إن للموت سكرات"؟

قال الله تعالى:" وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا" وقد اختلفت أقوال المفسرين في تأويل هذه الآية ومن أشهر الأقوال فيها أن المقصود الملائكة المكلفين بنزع الروح، فهم يخرجون أرواح المؤمنين بسهولة ويسلونها برفق.
يقول الحافظ رحمه الله تعالى:" { وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا } الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعُنف فَتُغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حَلَّته من نشاط، وهو قوله: { وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا } قاله ابن عباس."-تفسير ابن كثير:8/312-.
يقول العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى:"وقيل الناشطات لأرواح المؤمنين والنازعات لأرواح الكافرين لأنها تجذب روح المؤمن برفق وتجذب روح الكافر بعنف".-فتح القدير:5/524-.
وهذا المعنى هو ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وهو حديث صحيح طويل فاتحته قوله صلى الله عليه وسلم:"إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة و حنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله و رضوان فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء..."
فدل على خروج روح المؤمن بيسر ورفق دون ألم أو أذى كما تسيل قطرة الماء من في السقاء وكما تخرج الشعرة من العجين.

لكن ورد ما يعارض هذا فعن عائشة رضي الله عنها قالت :( كان بين يديه ( يعني النبي صلى الله عليه و سلم ) ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول : لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول : " في الرفيق الأعلى " . حتى قبض ومالت يده .." -رواه البخاري-.
وفي صحيح الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها أيضا:" ما أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم."، وفي رواية:"فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم."-رواه البخاري- .
فدل على أن النزع يكون فيه معاناة وشدة للمحتضر ولا بد.

قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: "لتشديد الموت على الأنبياء فائدتان:
- إحداهما تكميل فضائلهم ورفع درجاتهم وليس ذلك نقصا ولا عذابا بل هو كما جاء أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.
- والثانية أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت وأنه باطن وقد يطلع الإنسان على بعض الموتى فلا يرى عليه حركة ولا قلقا ويرى سهولة خروج روحه فيظن سهولة أمر الموت ولا يعرف ما الميت فيه فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم شدة ألمه مع كرامتهم على الله تعالى قطع الخلق بشدة الموت الذي يقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه." اهــ.

فكيف التوفيق إذا بين الآية وما يشهد للتأويل المختار في أن النزع يكون برفق وبين أحاديث عائشة رضي الله عنها في شدة النزع عند الموت؟
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سؤال دقيق جدا لكن لاحظ معي أخي الكريم بارك الله تعالى فيك "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها" هذه الآية تشير إلى أن الروح تفارق الجسد أثناء النوم فهل منا من شعر بألم خروج روحه من جسده أثناء المفارقة !!!!؟
فهنا يمكن لنا الربط في أن المؤمن كالنائم تفارق روحه جسده كما تفارقه في نومه
وأما النبي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم فلعله حالة خاصة لا يعلمها الا الله تعالى ولست أعلم كيف أوفق بينهما "أعني لماذا اصابت النبي شدة الموت" هذه أسكت عنها فلا علم لي بها
بالنسبة للكافر فالله تعالى أعلم ليس أن الروح تقبض وهو ليس نائما كالمؤمن فتكون فيها شدة وألم
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي باسل، لكن رغم أن الروح تفارق الجسد في النوم كما تفارقه في الموت، فهناك فرق كبير بين الأمرين، من ذلك أن المفارقة عند النوم لا تطول بخلاف المفارقة عند الموت فإنها تدوم إلى قيام الساعة طبعا ما عدى لحظة الفتنة في القبر وسؤال الملكين فهنا كما صحت الأخبار تعود الروح إلى الميت.
كما أن النائم بمجرد تنبيهه ينتبه بخلاف من فارقته عند وفاته. إلى غير ذلك من الفروق.
لذا فلا أرى أن المجال تصح فيه المقارنة.
فهل رأيت نائما لا ينام حتى يعرق جبينه؟ فالمؤمن قد يموت بعرق الجبين وهذا عده العلماء من علامات حسن الخاتمة.
وتأمل أخي مرة أخرى كلام الإمام القرطبي رحمه الله تعالى:"والثانية أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت وأنه باطن وقد يطلع الإنسان على بعض الموتى فلا يرى عليه حركة ولا قلقا ويرى سهولة خروج روحه فيظن سهولة أمر الموت ولا يعرف ما الميت فيه فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم شدة ألمه مع كرامتهم على الله تعالى قطع الخلق بشدة الموت الذي يقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه."اهــ.

فالأمر يحتاج إلى مزيد تدبر.
والله الموفق.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي باسل، لكن رغم أن الروح تفارق الجسد في النوم كما تفارقه في الموت، فهناك فرق كبير بين الأمرين، من ذلك أن المفارقة عند النوم لا تطول بخلاف المفارقة عند الموت فإنها تدوم إلى قيام الساعة طبعا ما عدى لحظة الفتنة في القبر وسؤال الملكين فهنا كما صحت الأخبار تعود الروح إلى الميت.
كما أن النائم بمجرد تنبيهه ينتبه بخلاف من فارقته عند وفاته. إلى غير ذلك من الفروق.
لذا فلا أرى أن المجال تصح فيه المقارنة.
فهل رأيت نائما لا ينام حتى يعرق جبينه؟ فالمؤمن قد يموت بعرق الجبين وهذا عده العلماء من علامات حسن الخاتمة.
وتأمل أخي مرة أخرى كلام الإمام القرطبي رحمه الله تعالى:"والثانية أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت وأنه باطن وقد يطلع الإنسان على بعض الموتى فلا يرى عليه حركة ولا قلقا ويرى سهولة خروج روحه فيظن سهولة أمر الموت ولا يعرف ما الميت فيه فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم شدة ألمه مع كرامتهم على الله تعالى قطع الخلق بشدة الموت الذي يقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه."اهــ.

فالأمر يحتاج إلى مزيد تدبر.
والله الموفق.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
صدقتم أخي الكريم ولذا أترك الإجابة لمن هو أعلم مني وأفهم -والله تعالى أعلى وأعلم- ,فإني والله تعالى لا أعلم غير هذا فتح الله تعالى علينا وعليكم
دمتم سالمين
 
أولاً لا يصح رواية هذا التفسير في معنى النازعات والناشطات
بل على العكس هذا التفسير يخالف آيات كثيرة ويخالف أحاديث صحيحة عن النبي
فالنبي قد عانى من سكرات الموت
قال رسول الله ( إن للموت لسكرات )
ولمعرفة تفسير ارجع لتفسير الدكتور بسام جرار في تفسير سورة النازعات



وأما الحديث المذكور
فتخرج تسيل كما تسيل القطر من السقاء
فهذا حال خروج الروح
وسكرات الموت هي حالة الإنسان عند النزع والاحتضار فمعاناة الإنسان عند النزع لا علاقة له بسهولة خروج الروح عند الموت
والمؤمن تخرج روحه بسهولة أما الكافر
وقال تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ {الأنعام: 93}.

أما بالنسبة لمعاناة النبي عند النزع فهذا لا علاقة له بحال المؤمن وإنما هو بلاء
وقال في تحفة الأحوذي :.. لما رأيت شدة وفاته علمت أن ذلك ليس من المنذرات الدالة على سوء عاقبة المتوفى وأن هون الموت وسهولته ليس من المكرمات. اهـ.
وقال الحافظ : وفي الحديث أن شدة الموت لا تدل على نقص في المرتبة بل هي للمؤمن إما زيادة في حسناته وإما تكفير لسيئاته. اهـ.

وفي رواية عن عائشة في الصحيح أنها كانت تقول:
فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم

عَنْ سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ , ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ , فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ , فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ , وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ , فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ . صححه الألباني


 
عودة
أعلى