د محمد الجبالي
Well-known member
هل استبعد عُزَيْر عليه السلام قدرة الله على إحياء الموتى فقال:
{أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}؟!
ما دلالة الاستفهام في قول عُزَيْر: { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا؟} [البقرة: 259]
إن عُزَيْرا عليه السلام لم يستبعد ذلك، بل إنه يعلم ويوقن بقدرة الله عز وجل على إحيائها وبعثها من جديد.
والسؤال هنا: بم تفسر الاستبعاد الذي يفهم من سؤال عُزَيْر: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}؟!
إن استفهام عُزَيْر هنا ليس استبعادا للقدرة على البعث والإحياء، بل إنه يوقن بذلك، إنما هو تعجب من قدرة الله على بعث هذه القرية الميتة الخاوية على عروشها.
وكأنه قد وقع في قلب عُزَيْر وتمنى لو رأى كيف يحييها الله؛ فبعد أن كشف الله عز وجل لعُزَيْر عن قدرته على الإحياء، وبعد أن عايَنَ عُزَيْر تلك القدرة، اسمع له يقول في خاتمة الآية: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
إن عُزَيْرا عليه السلام يعلم أن الله قادر على ذلك، ويؤمن به، ويوقن، ولكنه أراد أن يعاين، مَثَلُهُ في ذلك مثل إبراهيم عليه السلام حين سأل الله عز وجل: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}.
قال الزمخشري: "أراد أن يعاين إحياء الموتى ليزداد بصيرة كما طلبه إبراهيم عليه السلام"
وقال ابن عجيبة: "أي: متى يقع هذا؟ اعترافاً بالقصور عن معرفة طريق الإحياء، واستعظاماً لقدرة المحيي"
والله أعلم
د. محمد الجبالي
{أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}؟!
ما دلالة الاستفهام في قول عُزَيْر: { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا؟} [البقرة: 259]
إن عُزَيْرا عليه السلام لم يستبعد ذلك، بل إنه يعلم ويوقن بقدرة الله عز وجل على إحيائها وبعثها من جديد.
والسؤال هنا: بم تفسر الاستبعاد الذي يفهم من سؤال عُزَيْر: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}؟!
إن استفهام عُزَيْر هنا ليس استبعادا للقدرة على البعث والإحياء، بل إنه يوقن بذلك، إنما هو تعجب من قدرة الله على بعث هذه القرية الميتة الخاوية على عروشها.
وكأنه قد وقع في قلب عُزَيْر وتمنى لو رأى كيف يحييها الله؛ فبعد أن كشف الله عز وجل لعُزَيْر عن قدرته على الإحياء، وبعد أن عايَنَ عُزَيْر تلك القدرة، اسمع له يقول في خاتمة الآية: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
إن عُزَيْرا عليه السلام يعلم أن الله قادر على ذلك، ويؤمن به، ويوقن، ولكنه أراد أن يعاين، مَثَلُهُ في ذلك مثل إبراهيم عليه السلام حين سأل الله عز وجل: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}.
قال الزمخشري: "أراد أن يعاين إحياء الموتى ليزداد بصيرة كما طلبه إبراهيم عليه السلام"
وقال ابن عجيبة: "أي: متى يقع هذا؟ اعترافاً بالقصور عن معرفة طريق الإحياء، واستعظاماً لقدرة المحيي"
والله أعلم
د. محمد الجبالي