بين علمي النحو و الصرف علاقة وثيقة لذلك كان يطلق على علم الصرف علم النحو فكان الصرف بابا من أبواب النحو, ولم يكن منفصلا عنه لذلك علماء النحو هم علماء الصرف فكل النحاة جعلوا في كتبهم بابا للصرف.
فالمشتق عندهم: هو الاسم الذي اشتق من أصل دل على حدث أي:كل اسم اشتق من فعل , لان المشتق يعمل عمل فعله الذي اشتق منه بشروط مثل اسم الفاعل والمفعول ... والمصادر مع وجود الخلاف بينهم أمشتقة من الفعل أم الفعل مشتقة منها. قال الله تعالى: "إني جاعل في الأرض خليفة"
خليفة: مفعول به منصوب لاسم الفاعل.
لكن اللغويين توسعوا في الاشتقاق لأن اهتمامهم بدلالة الألفاظ و معانيها فهم يرجعون كل كلمة إلى أصلها ويبينون علاقة الكلمة بأصلها.
و اللغويون هم أصحاب المعاجم و كتب أصول اللغة مثل ابن جني في كتابة الخصائص فقد توسع في تعريف الاشتقاق يقول:"وذلك أن الاشتقاق عندي على ضر بين كبير وصغير......
فالصغير ما في أيدي الناس و كتبهم كأن تأخذ أصلا من الأصول فتقراه فتجمع بين معانية وان اختلفت صيغه ومبانيه و ذلك كتركيب (س ل م) فانك تأخذ منة معنى السلامة في تصرفه نحو سلم وسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم.....
وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد علية وعلى تقاليبه الستة معنى واحد أتجمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه وإن تباعد شيء من ذلك رد بلطف الصنعة والتأويل إليه كما يفعل الاشتقاقيون في ذلك في التركيب الواحد .........
ك ل م/ك م ك /م ك ل/م ل ك/ل ك م/ل م ك"
لذلك النحاة لم يتوسعوا في الاشتقاق إنما المشتق عندهم ما اشتق من الفعل لأنه يعمل عمل ذلك الفعل للعلاقة بينهما.
ولكن اللغويين توسعوا لأنهم اهتموا بدلالة الألفاظ ومعانيها
وهذا مثال للتوضيح : كلمة " الشجرة "
فهي عند النحويين اسم جامد دل على عين "شجرة" لأنه لا يدل على حدث .
ولكن اللغويين لأنهم اهتموا بدلالة الألفاظ نجدهم توسعوا في ذلك
يقول ابن فارس-رحمه الله-:" الشين والجيم والراء أصلان متداخلان يقرب بعضها من بعض ولا يخلو معناهما من تداخل الشيء بعضه في بعض ومن علو في شيء وارتفاع ........فالشجر معروف الواحدة شجرة وهي لا تخلو من ارتفاع وتداخل أغصان ..."