كيف أميز بين الجامد والمشتق في القرآن الكريم..؟

لطيفة

New member
إنضم
15/07/2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
ثمة أسماء في القرآن الكريم أحار أهي جامدة أم مشتقة ، منها :
يوم ـ عربي ـ رسول ـ صديق ـ طفل ـ أخرى ـ فلك ـ دبر
ملة ـ قِبلة ـ مسكين ـ إمام ـ قدم ـ أعمى ـ بصير ـ نفس

فكيف أميز هذه الأسماء وما هو على شاكلتها ..؟
فأنا في حاجة قصوى لمعرفة ذلك ..
ولكم خاالص الشكر
 
كلمة (مشتق) لها معنى عند النحويين، ولها معنى عند علماء الاشتقاق.

فالمشتق عند النحويين هو ما أخذ من مصدره للدلالة على معنى وصاحبه كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة.

وأما المشتق في علم الاشتقاق فهو أعم من ذلك؛ قال في المراقي:
والاشتقاق ردك اللفظ إلى ...... لفظ وأطلق في الذي تأصلا

فعلى التعريف الثاني تكون كل هذه الألفاظ مشتقة، وعلى تعريف النحويين فبعضها مشتق وبعضها جامد.

والمشتق منها:
رسول ـ صديق ـ أخرى - مسكين ـ إمام ـ أعمى ـ بصير

والباقي جوامد، ولكن بعض الجوامد قد يؤول بالمشتق؛ كالمنسوب.

والله أعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - هل هناك طبعة لكتاب -الفتوحات الالهية على تفسير الجلالين- وبارك الله فيكم جميعا
 
أولاً :من المسلمات أنه في أحيان كثيرة تكون العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية لا تعلل،وهذه سمة من سمات اللغة.

فلا علاقة بين شجرة ومدلولها، ولا علاقة بين قطة مثلا ومدلولها، فالعلاقة بينهما اعتباطية .ومع ذلك فأنا أقول أن الله تعالى علّم آدم الاسماء كلها وقد كان لكل اسم مرادفه في المعنى فمعنى آدم من أدم لأنه خلق من أديم الارض أي وجهها ومعنى حواء من حياة لانها خُلقت من حيّ وهو آدم عليه السلام الذي خلقت منه وهكذا وبعد مرور العصور والدهور خفي علينا بعض أصول الاسماء وبقي كثير منها له مدلول يتقمصه ومنها ما خفي علينا مدلوله لإختلاف العصور وتطور اللغة ومفاهيمها من جيل الى جيل . ولكن الاصل أن كل أسم ملاصق في أصله لمعناه.
ومع ذلك فإن كثير من الاسماء لها تعليل رغم اعتباطها مثل البقرة الثور والنعجة والخروف والعصا والسيف أسماء لا علاقة لها بجذرها في المعنى.

فالبقرة من بقر الأرض للحراثة

والثور تسمي به العرب ما فيه ثوران فالشفق لثوران حمرته سمي ثورا وكذا الثور لثورانه.

والسيف جاء في مقاييس اللغة : "السين والياء والفاء أصلٌ يدلُّ على امتدادٍ في شيء وطول. من ذلك السَّيف، سمِّيَ بذلك لامتداده."

وأما العصا فجاء فيها : "فالأوَّل العصا، سمِّيت بذلك لاشتمالِ يدِ مُمْسِكِها عليها، ثم قيس ذلك فقيل للجماعة عَصاً. يقال: العَصَا: جماعةُ الإسلام، فمن خالَفَهم فقد شقَّ عصا المسلمين."

وفي الخروف وقال بعضُ أهلِ اللغة: "إن الخَروفَ يسمَّى خَروفاً لأنّه يَخْرُف مِن هاهنا وهاهنا" ويخرف في اللغة : يجني

وفي النعجة : "النون والعين والجيم: أصلٌ صحيح يدلُّ على لونٍ من الألوان. منه النَّعَج: البياضُ الخالص."
وإني على يقين أن لغة مثل العربيّة لا بد أن يكون فيها من الاسرار المكنونة ما ليس في لغة أخرى لأنها اختيار الله تعالى لنا في الدنيا وفي الاخرة لأنها ستكون لغة أهل الجنة . فلا غرابة أن يكون فيها لكل أسم من أسمائها مدلوله الخاص به . هذا من جهة أما من جهة الاصوات . نعم هناك علاقة وثيقة بين الصوت ومدلول الكلمة فمثلاً كلمة ها أنا فإن الهاء هنا دلّت على صوت هوائي له مدّ تصلح لنداء القريب وهي من الاحرف الهوائية . أما حرف النداء البعيد(يا) فلا بد لها من مد طويل للتتناسب مع البعد فننادي بياء النداء الطويلة التي تمد في القرآن الكريم ما بين أربع الى ست حركات وجوباً وهكذا. وكلمة نار فيها مد طبيعي مقداره حركتين لتنبيه السامع أنها محرقة وأحياناً تمد في القرآن الكريم مقدار ست حركات . أما الجنة فليس فيها مد ولكن أحرفها فيها إذلاق وإصمات واستفال وبعيدة عن التفخيم أو القرع أو الاستعلاء لأن ذلك لا يتناسب مع معناها الهاديء الظليل ؟ أما كلمة حاقة فلا بد من مدها ست حركات وجوباً لتنبيه السامع وتحذيره وكذلك الطامة والصاخّة وهكذا دواليك . علماء الصوت والتجويد رتبوا أحرف اللغة العربيّة وقسموها الى أقسام كثيرة ووجدوا أن هناك علاقة حميمة بين صوت الحرف والمعنى في غالب الاحيان . أما إذا وجد كلمات لا ينطبق عليها هذا الاصل فتكون قد بدلت وتغيرت مدلولاتها بتعاقب الامم والحضارات. وأخيراً فإني أحمده تعالى على ما قد ساقه الله تعالى إليّ من كلام أرجو أن يكون فيه الفائدة لكل القراء. والحمد لله رب العالمين
 
بين علمي النحو و الصرف علاقة وثيقة لذلك كان يطلق على علم الصرف علم النحو فكان الصرف بابا من أبواب النحو, ولم يكن منفصلا عنه لذلك علماء النحو هم علماء الصرف فكل النحاة جعلوا في كتبهم بابا للصرف.

فالمشتق عندهم: هو الاسم الذي اشتق من أصل دل على حدث أي:كل اسم اشتق من فعل , لان المشتق يعمل عمل فعله الذي اشتق منه بشروط مثل اسم الفاعل والمفعول ... والمصادر مع وجود الخلاف بينهم أمشتقة من الفعل أم الفعل مشتقة منها. قال الله تعالى: "إني جاعل في الأرض خليفة"
خليفة: مفعول به منصوب لاسم الفاعل.

لكن اللغويين توسعوا في الاشتقاق لأن اهتمامهم بدلالة الألفاظ و معانيها فهم يرجعون كل كلمة إلى أصلها ويبينون علاقة الكلمة بأصلها.

و اللغويون هم أصحاب المعاجم و كتب أصول اللغة مثل ابن جني في كتابة الخصائص فقد توسع في تعريف الاشتقاق يقول:"وذلك أن الاشتقاق عندي على ضر بين كبير وصغير......
فالصغير ما في أيدي الناس و كتبهم كأن تأخذ أصلا من الأصول فتقراه فتجمع بين معانية وان اختلفت صيغه ومبانيه و ذلك كتركيب (س ل م) فانك تأخذ منة معنى السلامة في تصرفه نحو سلم وسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم.....

وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد علية وعلى تقاليبه الستة معنى واحد أتجمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه وإن تباعد شيء من ذلك رد بلطف الصنعة والتأويل إليه كما يفعل الاشتقاقيون في ذلك في التركيب الواحد .........
ك ل م/ك م ك /م ك ل/م ل ك/ل ك م/ل م ك"


لذلك النحاة لم يتوسعوا في الاشتقاق إنما المشتق عندهم ما اشتق من الفعل لأنه يعمل عمل ذلك الفعل للعلاقة بينهما.
ولكن اللغويين توسعوا لأنهم اهتموا بدلالة الألفاظ ومعانيها
وهذا مثال للتوضيح : كلمة " الشجرة "
فهي عند النحويين اسم جامد دل على عين "شجرة" لأنه لا يدل على حدث .
ولكن اللغويين لأنهم اهتموا بدلالة الألفاظ نجدهم توسعوا في ذلك
يقول ابن فارس-رحمه الله-:" الشين والجيم والراء أصلان متداخلان يقرب بعضها من بعض ولا يخلو معناهما من تداخل الشيء بعضه في بعض ومن علو في شيء وارتفاع ........فالشجر معروف الواحدة شجرة وهي لا تخلو من ارتفاع وتداخل أغصان ..."
 
عودة
أعلى