كيف أصحّح أخطاء التلاوة للعجائز والأعجميات؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع أم يوسف
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

أم يوسف

New member
إنضم
18/11/2010
المشاركات
220
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الجزائر العاصمة
مما لايخفى على أهل الإختصاص أن أخطاء التلاوة منها الخفي ومنها الجلي،وأن الأخطاء الجلية لا يجوز تجاوزها،والأمر بالنسبة لمعلم القرآن مفروغ منه في تلقينه الناس كلام ربهم وسماعه منهم،غير أنني أقع في حرج كبير مع فئتين من الناس:
الفئة الأولى: فئة العجائز اللاتي لا يفقهن مخرجا ولا صفة ولا طمع في فهمهما مستقبلا،لا تفرق الواحدة منهن بين التاء والثاء،وبين الدال والذال،أما الضاد والظاء فحدث ولا حرج،خاصة أن الكلام العامي في الجزائر يجعل الثاء تاء،والذال دالا،والظاء ضادا،بل دالا مفخما،مع إهمال للمدود الطبيعية،وأكثر العجائز صعوبة في التلقين اللاتي هن من أصل أمازيغي،فإن وقفت معهن عند كل خطإ لا تكاد الواحدة منهن تجاوز السورة الواحدة،وقد يحملهن ذلك على ترك التعلم كلية،لأنهن حريصات على التقدم،وإن تجاوزت عن بعض الأخطاء خشيت الله،وكم تحدثني نفسي في ترك تعليمهن...فلما أرى حرصهن وإعراض كثير من المعلمات عنهن أستمر.
الفئة الثانية:فئة الأعجميات،سواء الفرنسيات من أصل جزائري أو المتحولات إلى الإسلام،وقد شهدت الجزائر موجة نزوح لهؤلاء بعد تضييق فرنسا الخناق على المحجبات،وهذا النوع من النساء،أخطاؤهن محدودة،تكاد تنحصر في جعل القاف كافا مفخما،والطاء تاء مفخما،والهاء حرفا بينه وبين الحاء،ولا يقدرن على غير ذلك مهما حاولن.
أرجو أن أسمع من أهل الإقراء في المنتدى رأيهم،وإني لأرجو أن يطلع الشيخ "محمد يحيى شريف" على سؤالي فيجيبني،فهو يعي ماأقصده باللكنة الأمازيغية،ويدرك معنى الفرنكفونية وفعلتها التي فعلت في اللسان الجزائري.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد​

كلّما كانت المشقّة والمعاناة في تعليم القرءان كان الثواب والأجر أعظم. إنّ الهدف الذي ينبغي لمعلّم القرءان الكريم أن يضعه نُصب عينيه هو تحقيق قول النبيّ عليه الصلاة والسلام : خيركم من تعلّم القرءان وعلّمه. بغضّ النظر عن النتائج. كالأنبياء الذين كلّفهم الله تعالى بالدعوة إليه دون أن يحاسبهم على نتائج دعوتهم. إذ من السهل أن نُعلّم من حسُن نطقه بداية لتكون النتيجة جليّة في أقرب وقت وهذا لا يرجع إلى مهارة المعلّم وحنكته بل إلى نوعيّة المتعلّم ، خلافاً للمعلّم المتميّز الذي قد يصل إلى نفس النتيجة أو على الأقل تحسين مستوى المتعلّم ولو كان أعجمياً أو عجوزاً وهذا كلّه لا يكون إلاً مع الصبر واحتساب الأجر.​
فينبغي للمعلّم أن يركّز في البداية على تحسين النطق بالحروف مع المواصلة الدائمة والصبر والاحتساب ، وإذا ما استطاع المتعلّم أن ينطق بحرف بعد التكرار والمداومة فلا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها ، وينبغي حينئذ الانتقال إلى حرف آخر لعلّه سيجيده وهكذا. قال ابن الجزري : أمّا من كان لا يُطاوعه لسانه أو لا يجد من يهديه إلى الصواب فإنّ الله لا يُكلّف نفساً إلاّ وسعها. انتهى كلامه.
ثمّ الانتقال إلى المدود والتركيز على المدود الطبيعيّة بعدم حذف شيء منها ثمّ أحكام النون الساكنة والتنوين وهكذا بالتدرّج وإيّاك أن تُلزميهم بحميع أحكام التجويد في أوّل مهلة فيملّوا وينصرفوا من الحلقة.

وأنا متيقّن بإذن الله تعالى أنّ مع المواصلة والصبر والاحتساب والتدرّج ستكون النتيجة جليّة ولو طالت المدّة.
 
جزاك الله خيرا أختي أم يوسف على طرح هذا الموضوع المهم للغاية وبارك الله في شيخنا الفاضل.
وددت أن أساهم في هذا الموضوع من باب تقديم النصح لله ورسوله؛ من خلال تجربتي مع هذه الفئة أحببت أن أنبه على ضرورة تعويد المتعلم على السماع للقرآن الكريم والترديد مع القارئ؛ فلله الحمد قد من الله علينا بالتسجيل الصوتي للقرآن الكريم ولأئمة متقنين أمثال الإمام الحصري رحمه الله،فهويقرأ بمرتبة التحقيق وهذا مناسب جدا للمبتدئين فلو وضعت التسجيل أولا وأمرتيهن بالتدبر ومتابعة الإمام وذلك كواجب منزلي يومي خاصة قبل النوم في الخلوات والسكينة ولو لربع ساعة يوميا؛وصدقا له أثر عجيب في سرعة التجاوب والتصويب فالأذن تتدرب وليس الفك وحده..
ومن خلال تجربتي تأتيني طالبات متقنات ولم يدرسن التجويد النظري لما أسألها عن مشايخها الذين تلقت عنهم أتفاجأ أنها حفظت القرآن بالسماع فقط .
ولابد أيضا من مراعاة الفروق الفردية بين الطالبات والاهتمام بهن حسب حاجتهن وكل واحدة يتم تكليفهابواجبها المنزلي حسب قدرتها على الاستعاب والتجاوب مع التصويب،وبخصوص التجويد النظري لا تحدثيهن عنه في هذه المرحلة الأولية وإنما كل مرة اذكري لهن مصطلحا حسب جزئية القرآن التي يتم تحفيظها في تلك الحلقة وحسب ما تستدعيه الضرورة كالتفريق بين المتصل والمنفصل وعند التطبيق تعاملي معهن حسب ما يفهمنه وإن وجدت منهن عدم تجاوب توقفي واشغليهن بنشاط آخر لا يخرج عن موضوع الجلسة وحدثيهن عن فضل تعلم القرآن وضرورة الاستعانة بالله عزوجل لاتقان القرآن وحثهن على تدبره وعامليهن على أنهن سيصبحن معلمات خير في يوم ما حتى لا تفتر هممهن ويقتصرن على هدف محدود؛ وكلما أصابت طالبة شجعيها بالثناء -ممتازة،رائعة،لديك نباهة ومهارة ..ووو حتى يسترجعن الثقة بأنفسهن ولا يشعرن أنهن وصلن لمرحلة اليأس وأنهن غير أهل لأن يكن متقنات ماهرات.
ومن بين العوامل المهمة التي تساعد المعلم على تبليغ رسالته أن يتمتع بمقومات شخصية ومعرفية، كالمهارة في فهم مختلف النفسيات التي تتمتع بها الطالبات وكيفية التعامل مع الفروق الفردية لديهن، وتقوية الدافع للتعلم والرفق بهن ؛
ولمزيد التأصل في هذا الجانب أختي أنصحك بكتاب طرق تدريس القرآن للدكتور محمد السيد الزعبلاوي
والله أعلم .
 
أولا : جزاك الله خيرا على ما تقومين به من تعليم القرآن للعجزة والأعاجم وجعل هذا في ميزان حسناتك . أما بنسبة بعض الأخطاء في مخارج الحروف أو صفاتها ، فكلنا قاسينا هذا مع بعض الطلبة واسأل الله أن يثيبنا إنه جواد كريم ، وقد لا حظت في تحفيظ القرآن لبعض الطلبة سرورهم عندما أمدح أحدهم إذا نطق بالحرف نطقا صحيحا ، فأرجو أن لا تخفين إعجابك إذا نطق أحدهم الحرف جيدا وإن لم يكن بالطريقة التي تروق المحفظ ، هذا يجعل الطلبة مستريحين نفسيا . كما أرجو أن تركزي معهم على حرف واحد حتى إذا نطقوها جيدا انتقلت إلى حرف آخر وهكذا . فقد جربت ذالك مع من أحفظهم وأتت النتيجة ثمارها ، والحمدلله ، وتذكري قوله تعالى { كذالك كنتم من قبل فمن الله عليكم }
 
عودة
أعلى