فريد البيدق
New member
قال الشيخ نصر الهوريني في كتابه "المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية" بتحقيق الدكتور عبد الوهاب محمود الكحلة الذي أضاف "قواعد الإملاء" قبل العنوان السابق- مؤسسة الرسالة- ط1 1422هـ- 2001م- ص45-46:
إذا قيل لك: ما مسمى الجيم من "جعفر"؟ فتقول: جَهْ. أو ما مسمى العين من "عُمَر" فتقول: "عُهْ" بضم العين وزيادة الهاء؛ لبيان الحركة وعدم الوقف على المتحرك. أو قيل: ما مسمى الراء من هذين الاسمين؟ فتقول: "إِرْ".
قال سيدي علي الأجهوري في شرح منظومته: واعلم أن مسمى الحرف إن كان ساكنا أُدْخِل عليه همزة الوصل ونُطِقَ به، وإن كان متحركا زيد فيه هاء السكت مع الإتيان به متحركا بحركته. فإذا أريد النطق بالباء من "اضربْ" قيل: إِبْ، وكذا الضاد منه. وإذا أريد النطق بالراء منه قيل: رِهْ بكسر الراء.
قال المبرد في المقتضب (1/32- تحديد المحقق): قال سيبويه (3/320- تحديد المحقق): خرج الخليل يوما على أصحابه فقال: كيف تلفظون بالباء من "اضْرِبْ" والدال من "قدْ" وما أشبه ذلك من السواكن؟ فقالوا: باء ودال. فقال: إنما لفظتم باسم الحرف، ولم تلفظوا به. فرجعوا في ذلك إليه، فقال: إذا أردت التلفظ به أزيد ألف الوصل فأقول: إِبْ وإِدْ؛ لأن العرب إذا أرادت الابتداء الساكن زادت ألف وصل.
وقال: كيف تلفظون بالباء من "ضَرَبَ" والضاد من "ضُحى"؟ فأجابوا بنحو جوابهم السابق، فقال: أرى أنه إذا لفظ بالمتحرك يزاد هاء لبيان الحركة كما قالوا: ارمهْ، فأقول به: ضَهْ. وهذا ما لا يجوز في القياس غيره. انتهى كلام الأجهوري.
أقول: وأما الحروف المقطعة في كتب اللغة والصرف كما يقال مثلا: أصل مادة الاستعمار "ع م ر"- فكذلك لا ينطق بأسمائها بل بمسمياتها؛ لأنه يشار بها إلى المادة بقطع النظر عن كونها فعلا أو اسما وعن تعيين حركاتها كما نص الشنواني في تعليقه على الشافية وشرحها لشيخ الإسلام.
وعليه فينطق في مثل هذه الحروف بالعين مفتوحة؛ لأن الفتح أخف الحركات، وكذا بالميم والراء مفتوحتين من غير إلحاق هاء؛ لتقوي الحروف ببعضها. أو بسكون الراء، فلا تنطق بالضم ولا بالكسر ولا بالسكون مسبوقا بهمزة وصل مكسورة لا في الأول ولا غيره؛ لأن ذلك إنما يكون عند إرادة بيان مخرج الحرف.
إذا قيل لك: ما مسمى الجيم من "جعفر"؟ فتقول: جَهْ. أو ما مسمى العين من "عُمَر" فتقول: "عُهْ" بضم العين وزيادة الهاء؛ لبيان الحركة وعدم الوقف على المتحرك. أو قيل: ما مسمى الراء من هذين الاسمين؟ فتقول: "إِرْ".
قال سيدي علي الأجهوري في شرح منظومته: واعلم أن مسمى الحرف إن كان ساكنا أُدْخِل عليه همزة الوصل ونُطِقَ به، وإن كان متحركا زيد فيه هاء السكت مع الإتيان به متحركا بحركته. فإذا أريد النطق بالباء من "اضربْ" قيل: إِبْ، وكذا الضاد منه. وإذا أريد النطق بالراء منه قيل: رِهْ بكسر الراء.
قال المبرد في المقتضب (1/32- تحديد المحقق): قال سيبويه (3/320- تحديد المحقق): خرج الخليل يوما على أصحابه فقال: كيف تلفظون بالباء من "اضْرِبْ" والدال من "قدْ" وما أشبه ذلك من السواكن؟ فقالوا: باء ودال. فقال: إنما لفظتم باسم الحرف، ولم تلفظوا به. فرجعوا في ذلك إليه، فقال: إذا أردت التلفظ به أزيد ألف الوصل فأقول: إِبْ وإِدْ؛ لأن العرب إذا أرادت الابتداء الساكن زادت ألف وصل.
وقال: كيف تلفظون بالباء من "ضَرَبَ" والضاد من "ضُحى"؟ فأجابوا بنحو جوابهم السابق، فقال: أرى أنه إذا لفظ بالمتحرك يزاد هاء لبيان الحركة كما قالوا: ارمهْ، فأقول به: ضَهْ. وهذا ما لا يجوز في القياس غيره. انتهى كلام الأجهوري.
أقول: وأما الحروف المقطعة في كتب اللغة والصرف كما يقال مثلا: أصل مادة الاستعمار "ع م ر"- فكذلك لا ينطق بأسمائها بل بمسمياتها؛ لأنه يشار بها إلى المادة بقطع النظر عن كونها فعلا أو اسما وعن تعيين حركاتها كما نص الشنواني في تعليقه على الشافية وشرحها لشيخ الإسلام.
وعليه فينطق في مثل هذه الحروف بالعين مفتوحة؛ لأن الفتح أخف الحركات، وكذا بالميم والراء مفتوحتين من غير إلحاق هاء؛ لتقوي الحروف ببعضها. أو بسكون الراء، فلا تنطق بالضم ولا بالكسر ولا بالسكون مسبوقا بهمزة وصل مكسورة لا في الأول ولا غيره؛ لأن ذلك إنما يكون عند إرادة بيان مخرج الحرف.