كورونا مثل ضربه الله لسكان الأرض

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَستَحيي أَن يَضرِبَ مَثَلًا ما بَعوضَةً فَما فَوقَها فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَيَعلَمونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِم وَأَمَّا الَّذينَ كَفَروا فَيَقولونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثيرًا وَيَهدي بِهِ كَثيرًا وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الفاسِقينَ﴾[البقرة:26]. إن الله سبحانه وتعالى لا يستحي من ضرب الأمثال بما شاء، فيضرب المثل بالبعوضة، فما فوقها في الكِبَر أو دونها في الصِّغَر، والناس أمام هذا نوعان: مؤمنون وكافرون، فأما المؤمنون فيصدقون ويعلمون أنّ من وراء ضرب المثل بها حكمة، وأما الكافرون فيتساءلون على سبيل الاستهزاء عن سبب ضرب الله الأمثال بهذه المخلوقات الحقيرة؛ كالبعوض، والذباب، والعنكبوت، وغيرها، فيأتي الجواب من الله: إن في هذه الأمثال هداياتٍ وتوجيهاتٍ واختبارًا للناس، فمنهم من يضلُّهم الله بهذه الأمثال لإعراضهم عن تدبرها، وهم كثير، ومنهم من يهديهم بسبب اتعاظهم بها، وهم كثير، ولا يضل إلا من كان مستحقًّا للضلال، وهم الخارجون عن طاعته؛ كالمنافقين. (المختصر في التفسير)
تعليق: في هذه الظروف العصيبة التي ظهر فيها فيروس كورونا على الصعيد العالمي في كل دول المعمور، تبين لنا أنها رسالة إلهية لسكان الأرض جميعا بدون استثناء. إنه مثل ضربه الله للإنسانية، ليبين لهم مدى ضعفهم أمام هذا المخلوق المتناهي في الصغر. وكيف استطاع أن يغير حياة الناس العادية في كل مكان. فأين غرور الناس بأنهم يمتلكون أسباب القوة والسيطرة على كل شيء. لقد تبين الضعف الإنساني جليا، وتأكد للغافلين عن رب العباد أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب.
إن هذه الجائحة التي أصابت سكان الأرض لهي مثل واضح ليرجع الناس إلى الله. وإن كان الناس منقسمين إلى قسمين: {فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَيَعلَمونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِم وَأَمَّا الَّذينَ كَفَروا فَيَقولونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا}. فنسأل الله أن نكون من المهتدين.
 
من هدايات هذا المثل:

  • أصبح العالم مسرحا واحدا للأحداث، لا فرق بين المؤمنين وغير المؤمنين.
  • كل دولة لها حدود خاصة بها، حيث سقطت كل الشعارات الوحدوية السابقة للمجموعات الدولية المبنية على الدين أو العرق أو الإيديولوجيا.
  • تبين أن شعار الأمة الإسلامية شعار غير حقيقي، وغير قابل للتطبيق إلا في نطاق كل دولة على حدة. فكل دولة إسلامية تكوِّن أمة إسلامية. وهو ما أكدته وثيقة المدينة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم: "بسم الله الرحمن الرحيم. هذا الكتاب من محمد النبي الأمي، بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب، ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم، إنهم أمة من دون الناس". وأن ما يجمع المسلمين في جميع أنحاء العالم بلا استثناء هو: الأخوة الإسلامية.
  • المسلمون انشغلوا ببهرجة الحياة، ونسوا الدور الأساسي المنوط بهم وهو نشر الإسلام بالطريقة السلمية وعرضه في كل وقت وحين لجميع سكان الأرض؛ فقد تبين جليا أن الناس في أمس الحاجة إلى الإسلام، ولا أحد يمنع ذلك.
  • القوة العسكرية ومظاهر الأمن المختلفة تخص كل دولة من الدول الإسلامية، لحفظ بيضة الإسلام وحماية الحدود والحفاظ على كرامة المواطنين والمواطنات في كل دولة على حدة.
 
بين يدي الساعة:
يتبين جليا أن الأحداث أصبحت في متناول سكان الأرض جميعا مثل:
قوله تعالى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}[النساء:159].
وقوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ}[الأنبياء:96].
وقوله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}[الشعراء:4].
وقوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}[النمل:82].
 
عودة
أعلى