محمد محمود إبراهيم عطية
Member
من الفطرة التي فطر الله الناس عليها فطرة الأبوة والأمومة .. التي تعني الشفقة والرحمة والحب والحنان والإحاطة والرعاية والتربية والتأديب .
فما بالنا في هذا العصر نراها نادرة بمفهومها الصحيح عند كثير من الناس ؟!! لقد أصبحت التربية على منهج الله عزيزة في المجتمعات التي لا تعرف لله حقًّا ولا ترجو لله وقارًا ؛ قد طغت فيها الماديات ، وشاعت فيها الشهوات ، وعم فيها الفساد ، وضاعت فيها الحقوق والآداب .
إن الإسلام هو المنهج العظيم الذي فيه النجاة والسعادة لمن يريدهما ؛ ومن النجاة والسعادة القيام بحق الأبناء وتربيتهم وتأديبهم ؛ قال الله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [ [ التحريم : 6 ] .
إنها رسالة متوارثة لا بد أن يوصلها الآباء للأبناء ، ليستقيم الجميع في الدنيا على الهدى ، ويلتقوا في الآخرة على سرر متقابلين ؛ ] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [ ( الطور : 21 ) .
وللإسلام عناية عظيمة بالأبناء تبدأ من قبل أن يأتي هذا الولد إلى الحياة ، وتمتد في الدنيا حتى يفرق الموت بين الآباء والأبناء .. ليلتقوا في الجنة إن هم عاشوا على الإيمان وماتوا عليه .. إنها وشيجة لا تنفصل ، وصلة لا تستأصل .. وإنما هو فراق بعده لقيا .
ومن أنواع التربية في الإسلام ( التربية بالقدوة ) ، وكم لها من أثر فعَّال في تربية النشئ ، فالصغير يبحث عن من يقتدي به ، والمتابع لمراحل العمر يجد أن الصغير يحاكي أبويه في القول والفعل ، وتستمر معه هذه المحاكاة حتى ما بعد سن المراهقة ، وربما يساق إليه في هذه الأثناء معلم خير من أساتذته فيكون له قدوة ، أو يكون العكس فتنتكس فطرته ، عياذا بالله تعالى .
ومن هنا يجب على الأبوين أن يحرصا على أن يرى منهما الولد قدوة خير ، ولا يلحظ عليهما مخالفة في قول أو فعل فيقلدهما فيها ، وإن لم يباشر الوالدان المتابعة ، وتكرر الفعل من الصغير ، ودرج عليه ، صعب تغييره ، وقد قال الشاعر :
مَشَى الطاووسُ يومًا في اختيالِ فَقَلَدَ شَكْلَ مِشْيَتِهِ بنوهُ
فقال عَلامَ تَخْتَالُونَ؟ قالوا بَدَأْتَ بِهِ ونحنُ مُقَلِّدُوهُ
فخَالِفْ سَيْرَكَ الْمُعَوجَّ واعدلْ فإنَّا إنْ عَدَلْتَ مُعَدِلُوهُ
أَمَا تَدْرِي أبَانا كلُ فرعٍ يُجَاري بالخطا مَنْ أَدَّبُوهُ
ويَنْشَـأُ نـاشِئُ الفتيانِ مـِنَّا على ما كانَ عوَّدهُ أبوهُ
إن الولد يقلد أباه في كل ما يراه منه أو يسمعه ؛ خاصة في سني عمره التي تتبع سن الرضاعة ، فهو في مرحلة عمرية يحاكي فيها من يراه ، فيقلده فيما يرى منه من أفعال ، وهكذا يبدأ هذا معه في أول سن الإدراك ، ويستمر إلى مرحلة التمييز وبعدها ، فيترسخ في ذهنه تلك الأعمال أو الأقوال التي رآها وسمعها .. فلذلك يجب أن لا يرى ولدك منك إلا كل خير ، ولا يسمع إلا كل طيب ، لتنمو نفسه على هذا الخير ، وينمو فكره على هذا الطيب ؛ ومن الحكمة في صلاة الرجل النافلة في بيته ، أن يراه أهل البيت فيقتدون به ؛ ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e : " إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا " ؛ وكم رأينا صغيرا في أول سن الإدراك يحاكي أباه وهو يصلي ، فيكون ذلك أول تعلقه بالصلاة .
هذا ؛ والله الكريم نسأل أن يوفق الجميع لمرضاته ، وأن يرد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله .
فما بالنا في هذا العصر نراها نادرة بمفهومها الصحيح عند كثير من الناس ؟!! لقد أصبحت التربية على منهج الله عزيزة في المجتمعات التي لا تعرف لله حقًّا ولا ترجو لله وقارًا ؛ قد طغت فيها الماديات ، وشاعت فيها الشهوات ، وعم فيها الفساد ، وضاعت فيها الحقوق والآداب .
إن الإسلام هو المنهج العظيم الذي فيه النجاة والسعادة لمن يريدهما ؛ ومن النجاة والسعادة القيام بحق الأبناء وتربيتهم وتأديبهم ؛ قال الله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [ [ التحريم : 6 ] .
إنها رسالة متوارثة لا بد أن يوصلها الآباء للأبناء ، ليستقيم الجميع في الدنيا على الهدى ، ويلتقوا في الآخرة على سرر متقابلين ؛ ] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [ ( الطور : 21 ) .
وللإسلام عناية عظيمة بالأبناء تبدأ من قبل أن يأتي هذا الولد إلى الحياة ، وتمتد في الدنيا حتى يفرق الموت بين الآباء والأبناء .. ليلتقوا في الجنة إن هم عاشوا على الإيمان وماتوا عليه .. إنها وشيجة لا تنفصل ، وصلة لا تستأصل .. وإنما هو فراق بعده لقيا .
ومن أنواع التربية في الإسلام ( التربية بالقدوة ) ، وكم لها من أثر فعَّال في تربية النشئ ، فالصغير يبحث عن من يقتدي به ، والمتابع لمراحل العمر يجد أن الصغير يحاكي أبويه في القول والفعل ، وتستمر معه هذه المحاكاة حتى ما بعد سن المراهقة ، وربما يساق إليه في هذه الأثناء معلم خير من أساتذته فيكون له قدوة ، أو يكون العكس فتنتكس فطرته ، عياذا بالله تعالى .
ومن هنا يجب على الأبوين أن يحرصا على أن يرى منهما الولد قدوة خير ، ولا يلحظ عليهما مخالفة في قول أو فعل فيقلدهما فيها ، وإن لم يباشر الوالدان المتابعة ، وتكرر الفعل من الصغير ، ودرج عليه ، صعب تغييره ، وقد قال الشاعر :
مَشَى الطاووسُ يومًا في اختيالِ فَقَلَدَ شَكْلَ مِشْيَتِهِ بنوهُ
فقال عَلامَ تَخْتَالُونَ؟ قالوا بَدَأْتَ بِهِ ونحنُ مُقَلِّدُوهُ
فخَالِفْ سَيْرَكَ الْمُعَوجَّ واعدلْ فإنَّا إنْ عَدَلْتَ مُعَدِلُوهُ
أَمَا تَدْرِي أبَانا كلُ فرعٍ يُجَاري بالخطا مَنْ أَدَّبُوهُ
ويَنْشَـأُ نـاشِئُ الفتيانِ مـِنَّا على ما كانَ عوَّدهُ أبوهُ
إن الولد يقلد أباه في كل ما يراه منه أو يسمعه ؛ خاصة في سني عمره التي تتبع سن الرضاعة ، فهو في مرحلة عمرية يحاكي فيها من يراه ، فيقلده فيما يرى منه من أفعال ، وهكذا يبدأ هذا معه في أول سن الإدراك ، ويستمر إلى مرحلة التمييز وبعدها ، فيترسخ في ذهنه تلك الأعمال أو الأقوال التي رآها وسمعها .. فلذلك يجب أن لا يرى ولدك منك إلا كل خير ، ولا يسمع إلا كل طيب ، لتنمو نفسه على هذا الخير ، وينمو فكره على هذا الطيب ؛ ومن الحكمة في صلاة الرجل النافلة في بيته ، أن يراه أهل البيت فيقتدون به ؛ ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e : " إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا " ؛ وكم رأينا صغيرا في أول سن الإدراك يحاكي أباه وهو يصلي ، فيكون ذلك أول تعلقه بالصلاة .
هذا ؛ والله الكريم نسأل أن يوفق الجميع لمرضاته ، وأن يرد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله .