كنت اذا سمعت حديثا طلبت مصداقه في كتاب الله

إنضم
06/10/2014
المشاركات
315
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
37
الإقامة
المغرب
الموقع الالكتروني
vb.tafsir.net
بسم1
من طرق تدبر كتاب الله، ما اشار اليه الصحابي الجليل ابو موسى الاشعريرضي الله عنه في قوله: كنت اذا سمعت حديثا طلبت مصداقه في كتاب الله.
ومثاله ما جاء في الحديث عن النبيصلى الله عليه وسلم: ما من احد يسمع بي من هذه الامة ولا من اليهود والنصارى ثم لا يؤمن بي الا دخل النار.
فاين مصداق هذا من كتاب الله؟
جاعلين هذا الحديث فاتحة لهذا المشاركة والمسابقة، بشرط الالتزام في الاجوبة بالاثر المنقول و النظر المعقول، وتفعيل محرك العقل لا محرك البحث والنقل.
ولمن اجاب واصاب اعجاب وجزاه الله خير الثواب
 
{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } (سورة آل عمران 85)
 
جزاك الله خيرا.
ماذا ترى في قوله تعالى:
لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة، رسول من الله يتلو صحفا مطهرة.؟
 
هو كذلك يدخل في عموم الاية، لكن هناك اية مطابقة لمصداق الحديث فيها الاشارة لاهل الكتابين والتنصيص على ايعادهم بالنار
 
{ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) } (سورة البينة 1 - 8)

فخل ماأعطيتني من اعجاب ، واعطي الامين حقه -:)
 
اية البينة محل الشاهد معناها مترتب بحسب تقدير عن ماذا لم يكونوا منفكين اي منفصلين متفرقين
فقيل وهو الاظهر وله نظائره في التنزيل: لم يكونوا منفكين عن معرفة الرسول حتى جاءتهم البينة، ومثله ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقا لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم
وعليه يترتب معنى كفرهم في الاية التي ذكر الاخ احمد ان الذين كفروا من اهل الكتاب
وتاتي مطابقة للحديث في سماعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وحصول البينة لهم وخلودهم في النار.
وبعد فليست هي الاية التي اشار لها ابو موسى الاشعري
 
الآية فيها ذِكْر اهل الكتاب وانهم لن يزالوا في غيهم وضلالهم حتى يأتيهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم القرآن.
بقي جزء واحد لعلك تسأل عنه وهو دخول النار، أين هو؟ اقول هو في لازم قوله لم يكونوا منفكين. لان الكافر جزاؤه النار، ثم بينت الآية التالية التي ذكرها الاخ عمر مشكورا بيان جزائهم صريحاً.
ولا اقول إن موافقة الآية للحديث هي قطعية ولكن اجتهاد.
وسأنظر في آيات اخرى عسى ان اجد الآية التي وجدها ابو موسى رضي الله عنه.

 
اخي الامين جزاك الله خيرا
فلفظ الاية لايعطي انهم لن يزالوا، بل الذي يعطيه انهم لم يزالوا.
ويتخرج المعنى الذي ذكرت على قول مجاهد في ان: تاتيهم البينة هو من ايقاع المستقبل موقع الماضي؛ فهم مازالوا كذلك حتى جاءتهم البينة فاستحقوا النار.
 
بسم1
اخي نبيل جزاك الله خيرا،
اما الاية المستشهد بها فسياقها في المنافقين من المتخلفين من الاعراب، وقول المفسرين انهم هم من توعدوا بالعذاب هنا، وان كنا نعلم من غير الاية ان الذين كفروا من اهل الكتاب لهم مثل الوعيد، ولعل الاية تصدق على الجزء الاول من الحديث: ما من احد يسمع بي من هذه الامة... ثم لم يومن بي الا دخل النار؛ على القول بدخولهم في الخطاب بالامة.
والله اعلم
 
جزاك الله خيرا أخى مخلص .
الآية هى :
أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍۢ مِّن رَّبِّهِۦ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌۭ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِۦ كِتَـٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامًۭا وَرَحْمَةً ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِۦ مِنَ ٱلْأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُۥ ۚ فَلَا تَكُ فِى مِرْيَةٍۢ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧﴾
لأن من كان على بينة من ربه يصح أن تعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن {الأحزاب} جمعت الملل كلها على ما جاء فى تفسير ابن كثير .
 
في الحديث مجاز والله أعلم

في الحديث مجاز والله أعلم

أخبر الله تعالى في محكم كتابه العزيز

(قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء ) الآية

فقوله تعالى : عذابي أصيب به من أشاء متعلقة بالارادة ، والارادة لا تتعلق بالقديم
لأن العذاب من صفات الفعل فعلقه بالمشيئة ( من أشاء) وهذا يعني أن العذاب معلق بمشيئة الله
وفيه اشارة أن أفعاله غير معللة بأكساب الخلق ، ولم يقل سبحانه عذابي أصيب به العصاة
بل قال سبحانه : (من أشاء ) ، وفي ذلك اشارة الى جواز الغفران لمن أراد ، فأحكامه سبحانه
ليست معللة بأكساب الخلق ، وعندما انتهى الى الرحمة قال سبحانه وتعالى
( ورحمتي وسعت كل شيء ) فلم يعلق رحمته بالمشيئة لأن الرحمة من صفات الذات (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) الآية ، فمن دلالات هذين الاسمين العظيمين أنه من يتداركهما بعلم فيتخلق بهما ففي ذلك فوز عظيم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للامام علي رضي الله عنه : ان أردت أن تسبق المقربين فصل رحمك واعف عمن ظلمك . ولقد قرن الله تعالى المغفرة بالرحمة ( وكان الله غفورا رحيما ) الآية ،فكيف يكون اذن سعي العبد الى الفوز بالجنة ومعرفته بربه قاصرة ، لذا فالجنة والنار في حد ذاتهما ليستا غايتين من العبادة رغم أنهما مخلوقتان فالغاية اذن معرفة قدره سبحانه ، والرسول صلى الله عليه وسلم مبعوث الرحمة للعالمين ما أخبر عنه صحيح ونور ومجاز هذا الحديث عذاب وضنك ونار في الحياة الدنيا والله أعلم ولقد أول ابن عباس رضي الله عنه قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) الآية ، أي أدبوهم وعلموهم ، فمن واجب المعرفة علينا أن نحب للمؤمن الصالح الثبات في التقوى ونعفو عمن أساء طالبين الهداية للعبد والخلق أجمعين بدين الرحمة للعالمين فيبقى نور الدعوة يغطي الآفاق حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
 
فما أصبرهم على النار

فما أصبرهم على النار

ولقد كنت قرأت قول الله تعالى في محكم كتابه العزيز :


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }


ونظرت في تفاسير عدة لعلي أبلغ المرام وتهت بين تعارضاتها وتبين لي أن أكثر أهل التفسير يسعون الى تحصيل المعنى الحق في تبيان قول الحق وهم مأجورون على اجتهادهم ، لكن عندما يصبح الاجتهاد ينقل صورة أقل ايضاحا عن المعنى الحق فهذا يبعد المتأمل والمتدبر لكلام الله عز وجل عن جادة الصواب ، وتجده حائرا في تحصيل المعاني الحقة من كلام الله عز وجل الذي أنزل كتابه بالعلم وأمر عباده بالتدبر والحكمة لتحصيل الفهم الذي يقربنا من علم لا يتناهى فسبحان الله ..

ولنبدأ بسرد آراء مختلفة في تأويل هذه الآيات ونعرف حقا ما يعني ويقارب قول الله عز وجل (فما أصبرهم على النار ) الآية :


فاذا قلنا: إن الكلام هو تعجب، فالتعجب هو استعظام الشيء وخفاء حصول السبب، وهذا مستحيل في حق الله تعالى ، فهو راجع لمن يصح ذلك منه، أي: هم ممن يقول فيهم من رآهم: ما أصبرهم على النار.

واختلف قائلوا التعجب:

أهو صبر يحصل لهم حقيقة إذا كانوا في النار؟

فذهب إلى ذلك الأصم، وقال: إذاقيل لهم: { ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلّمُونِ}، سكتوا وانقطع كلامهم، وصبروا على النار ليأسهم من الخلاص.

وضعف قول الأصم، بأن ظاهر التعجب، أنه من صبرهم في الحال، لا أنهم سيصبرون، وبأن أهل النار قد يقع منهم الجزع.


وقيل: الصبر مَجاز عن البقاء في النار، أي ما أبقاهم في النار.

أم هو صبر يوصفون به في الدنيا؟ وهو قول الجمهور.

واختُلِفَ،أهو حقيقة أم مجاز( يعني: لا يُقصد به حقيقة لفظه القريبة المعنى، أو أريد به الكناية عن معنى آخر بعيد)؟

والقائلون بأنه حقيقة ، قالوا: معناه ما أصبرهم على عمل يؤدّيهم إلى النار، لأنهم كانوا علماء بأن من عاند النبي صلى الله عليه وسلم صار إلى النار، قاله المؤرج.

وقيل: التقدير ما أصبرهم على عمل أهل النار،كما تقول: ما أشبه سخاءك بحاتم، أي بسخاء حاتم، فحذف المضاف: (عمل أهل) وأقام المضاف إليه مقامه، وهو قول الكسائي وقطرب، وهو قريب من قول المؤرج.

وقيل: أصبر هنا بمعنى: أجرأ، وهي لغة يمانية ، فيكون لفظ أصبر إذ ذاك مشتركاً بين معناه المتبادر إلى الذهن: من حبس النفس على الشيء المكروه، ومعنى الجراءة، أي: ما أجرأهم على العمل الذي يقرب إلى النار، قاله: الحسن وقتادة والربيع وابن جبير.

قال الفراء : أخبرني الكسائي قال: أخبرني قاضي اليمن أن خصمين اختصما إليه، فوجبت اليمين على أحدهما، فحلف له خصمه، فقال له: ما أصبرك على الله أي ما أجرأك على الله.


والقائلون بأنه مجاز ، فقيل:هو مجاز أريد به العمل، أي ما أعملهم بأعمال أهل النار قاله مجاهد.

وقيل: هو مجاز أريد به قلة الجزع، أي ما أقل جزعهم من النار.

وقيل: هو مجاز أريد به الرضا، وتقريره أن الراضي بالشيء يكون راضياً بمعلوله ولازمه، إذا علم ذلك اللزوم. فلما أقدموا على ما يوجب النار، وهم عالمون بذلك، صاروا كالراضين بعذاب الله والصابرين عليه، وهو كما يقول لمن تعرض لغضب السلطان: ما أصبرك على القيد والسجن.

وقال الزمخشري: فما أصبرهم على النار تعجب من حالهم في التباسهم بموجبات النار من غير مبالاة منهم. انتهى كلامه، وانتهى القول في أن الكلام تعجب.

القول بأن ( ما) استفهامية يراد بها التوبيخ وليس التعجب:

وذهب معمر بن المثنى والمبرد إلى أن ما استفهامية لا تعجبية ، وهو استفهام على معنى التوبيخ بهم، أي: أيّ شيءٍ صبَّرَهم على النار حتى تركوا الحق واتبعوا الباطل؟ وهو قول ابن عباس والسدي، يقال: صبَّره وأصبَره بمعنى(واحد) : أي جعله يصبر، مثل حضر؛ بمعنى: هو الذي حضر بنفسه.

وأَحضَرَ؛ بمعنى: جعله يحضر

{لا أنَّ أصبَر هنا بمعنى: حبس واضطر، فيكون أفعَلَ بمعنى: فَعَّلَ، خلافاً للمبرد، إذ زعم أن أصْبَرَ بمعنى: صبرَ، ولا نعرف ذلك في اللغة ،وإنما تكون الهمزة للنقل، أي: يجعل ذا صَبْرٍ.}


وذهب قوم إلى أن (ما) نافية، والمعنى: أن الله ما أصبرهم على النار، أي ما يجعلهم يصبرون على العذاب.

فسبحان الله ..لقد حاول المجتهدون ابراز حقيقة هذه الآية وكما قلت كلهم مأجورون على ذلك لكن هل اتضح المعنى حقا لا نعجل في استباق ما لم يقض أجله بالحق ولنتدبر أكثر لنحصل أكثر

فهؤلاء الذين وصفتهم الآية (فما أصبرهم على النار) الآية :


أي ما أقسى قلوبهم، وما أوقح محبوبهم ومطلوبهم، وما أخس قدرهم، وما أفضح لذوي الأبصار أمرهم! (ذلك بأن الله نَزَّل الكتاب بالحق) الآية ، وأمضى القضاء والحكم فيه بالصدق.

فكل من كتم علمه، ولم ينشرْه إلا في مقابلة حظ دنيوي، صَدَق عليه قولُه تعالى: { ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار }. رُوِيَ أن بعض الصحابة كان يُقرئ أهل الصُّفّة، فأَهْدَى له أحدُهم قوساً، فأتى به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: كنت أُعلِّمُ أهلَ الصفة فأهدى لي فلان قوساً، وقال: هو لله، فقال له عليه الصلاة والسلام : " لقدْ تقلدتَ قَوسْاً مِنْ نَارِ جَهنم " أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وأمره بردِّه ، ولعل هذا من باب الورع، فأراد عليه السلام أن يرفع همة ذلك الصحابي، وإلا فقد ورد في الحديث: " أَحَقُّ ما أَخَذْتُمْ علَيْهِ الأجرَ كتَابُ اللّهِ ".

فمن ملَكَتْه نفسه، وأسره الهوى، فقد اشترى الضلالة بالهدى، اشترى الضلالة عن طريق أولياء الله، بالهدى الذي كان له ملَكَ نفسه وهواه، وعذابَ القطيعة والحجاب، بالمغفرة والدخول مع الأحباب، فما أصبرهم على غم الحجاب وسوء الحساب، سبب ذلك اختلاف قلبه، وتفريق همه ولُبَّه، وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: " اقْرَءوا القُرْآنَ ما ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا " أو كما قال: وسبب تفرق القلب وعدم حضوره، حبُّ الدنيا فقد قال عليه الصلاة والسلام: " مَنْ كَانَت الدُّنيا هَمَّهُ فَرَّقَ اللّهُ عَلَيْه أمْرَه، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ولَمْ يَأتِهِ مِنَ الدُّنْيا إلا ما قُسِمَ لَهُ، ومن كَانَتِ الآخرةُ نيته، جَمَعَ اللّهُ عليه أمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ في قَلْبه، وأتتْهُ الدُنيَا وَهِيَ رَاِغِمةً ".


والقلب الذي اختلَف في فهم الكتاب وتشتَّت عنه في شقاق بعيد وصار الى التباس وأمر مريج؛ لأن عُنْوان صحة القلب: جمعُه على كلام الله (الحق) وتدبر خطابه والتلذذ بسماعه،وتدبره بعلم وحكمة وقلب حي بالايمان .

فتدبر القرآن ان رمت الهدى /// فالعلم تحت تدبر القرآن


ولعل الآية في قوله تعالى ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ تقربنا الى فهم دقيق وأعمق لفهم أشمل
ما تعنيه الآية ( فما أصبرهم على النار) الآية ونقترب الى معناها الحق بفتح من الله .


فالله تعالى هو الحق ودونه باطل ، وهو الذي أنزل كتابه بالحق ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ) الآية،

فقول الله سبحانه وتعالى ( ذلك بأن الله هو الحق ) الآية

أي الواجب لذاته، الثابت في نفسه، الواحد في صفاته وأفعاله، فإن وجوب وجوده ووحدته يقتضيان كونه مُبديًا لكل ما يوجد من الموجودات وهنا يعلم أنه وسع كل شيء رحمة وعلما ، عالمًا بكل المعلومات. وإذا ثبت أنه الحق فدينُه حق، وعبادته حق، ( وأن ما تدعون من دونه ) إلهًا ( هو الباطل ) أي: المعدوم في حد ذاته، أو الباطل ألوهيته، ( وأن الله هو العليُّ الكبيرُ ) أي: المتعالي عن مدارك العقول، وعن سمات الحدوث، أو المرتفع على كل شيء بقهريته، أو المتعالي عن الأنداد والأشباه، الكبير شأنًا وعظمةً وكبرياء ؛ إذ كل شيء يصغر دون كبريائه، فلا شيء أعلى منه شأنًا وأكبر سلطانًا؛ لأنه هو المحيط وله الوجود المطلق.

فقوله تعالى ( ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ) فيجب أن نعلمها علما يقينا واليقين هو العلم الذي لا يتحول ولا يتغير في القلب ، فنعلم يقينا أنه اذا كان الله تعالى هو الحق فلا نرجع منه إلى غيره لأن ما سواه باطل .

فسبحان الله الملك الحق المبين فكتابه حق ثم قال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ }.


أي: بالواجب ، وحيثما ذكر الحق فمعناه الواجب ، أي: ذلك فعلهم، لأن الله نزل الكتاب بالحق.

وهم في منازعة ومباعدة للحق، بعيدة مِنَ الصواب والرشد ، أولئك الذين استبدلوا { الضلالة بالهدى } أي: باعوا الهدى واشتروا به الضلالة، واستبدلوا { العذاب بالمغفرة } التي كانت لهم لو آمنوا وبيّنوا، فما أجرأهم على اقتحام النار باقتحام أسبابها، أو فما أبقاهم في النار، أو ما الذي أصبرهم على النار حتى تركوا الحق ومالوا إلى الباطل فما أصبرهم على هذه القطيعة باختيارهم وابتعدوا عن الحق وعما لا يغمر قلوبهم بأنوار الحق لأن ما سوى الحق باطل فأصبحوا في نار الحرمان والقطيعة والقطع والمبعد هو من صارت المسافة بينه وبين الحق لا تقدر بمقياس فما أصبرهم على هذا الاختيار المشين وكتابه سبحانه كتاب رحمة فيه الهدى والنور ويهدي الى الحق المبين ويقرب عباده الى نوره ، والله أعلم .

قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ

وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
 
التعديل الأخير:
اخي الدكتور عمر الريسوني
لو تفضلتم وذكرتم نوع المجاز الذي في الحديث وقرينته.
على ان ماذكرتم من ان المشيئة هي الارادة، وان الارادة لا تتعلق بالقديم، غير مستقيم
فالذي عليه اهل السنة ان الارادة قديمة لا محدثة، وان جاء في كلامهم ماذكرت من اطلاق فمحمول على متعلقها فهو الذي يتعلق به الحدوث.
 
الآية أفمن كان على بينة من ربه... ومن قبله كتاب موسى النصارى يؤمنون به. والسمع الوارد في الحديث ما يحصل به العلم = خبر + بينة. ليس الخبر فقط، و وصول الخبر إلى جانب إدراك البينة مسألة تخص المتلقي و لا يقدر إلا الله الاطلاع على القلب، النفس. يعذب من يشاء، سيدي د. عمر، نفهمها في حق المسلمين و غير المسلمين، أما الكافر فيعذب. هذا ما اظن والله تعالى أعلم.
 
بسم1
من الصحابة اللذين كانوا يتبعون قريبا من هذا المنهج ابو هريرة رضي الله عنهفي قوله بعد الحديث المروي: اقرؤوا ان شئتم، والحديث: تجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الفجر، فاين مصداقه في كتاب الله؟
 
رد على الأخ عمر الريسونى

رد على الأخ عمر الريسونى

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبى المصطفى ، وبعد

الأخ عمر الريسونى
هذه بعض التساؤلات أوجهها إليك عن مشاركتك الأولى فقط .
وعلى قدر المسئول يكون السؤال !
***قولك :
فقوله تعالى : عذابي أصيب به من أشاء متعلقة بالارادة
اسم الفاعل "متعلقة" ، فاعله ضمير مستتر تقديره "هى" ، فعلام يعود هذا الضمير؟
***قولك :
( ورحمتي وسعت كل شيء ) فلم يعلق رحمته بالمشيئة
ألم تخصص هذه الرحمة بقوله تعالى :
{فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٥٦﴾ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلْأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَـٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَـٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴿١٥٧﴾}.
أليس ذلك معناه انقطاع رجاء الكافر فى هذه الرحمة ؟ فى حين أن العاصى قد يرجو النجاة من العذاب بمشيئة الله ؟
***قولك :
فمن دلالات هذين الاسمين العظيمين أنه من يتداركهما بعلم
ما معنى يتداركهما ؟
***قولك :
فكيف يكون اذن سعي العبد الى الفوز بالجنة ومعرفته بربه قاصرة
إن كنت تقصد : كيف يطلب العبد الجنة ويسعى إليها ، ومعرفته بالله قاصرة ؟
فقد ضيقت واسعا ! فمن منا معرفته بالله غير قاصرة ؟ وقد قال سبحانه :{ ولا يحيطون به علما} ؟
***قولك :
ومجاز هذا الحديث عذاب وضنك ونار في الحياة الدنيا والله أعلم
أى حديث ؟
هل الذى ذكره الأخ مخلص فى بداية المشاركة ؟
لو كان فى هذا الحديث مجاز ؛ إذن قد ضلت اللغة العربية عنا .
***قولك :
ونعفو عمن أساء
حديث الأخ مخلص بخصوص من لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فهل تريد منا أن نعفو عن مثل هؤلاء ؟
وما ينفعهم عفونا عنهم إن كان الله قد وعدهم النار، بنص الآية التى ذكرتها سابقا :
{فَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍۢ مِّن رَّبِّهِۦ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌۭ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِۦ كِتَـٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامًۭا وَرَحْمَةً ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِۦ مِنَ ٱلْأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُۥ ۚ فَلَا تَكُ فِى مِرْيَةٍۢ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧﴾ } .
أم أن هاهنا أيضا مجازا ؟
هذه تساؤلاتى عن مشاركتك الأولى فقط ولما أذكر شيئا عن الثانية ،
وفى الختام أقول لك ما قاله المتنبى الشاعر:
هذا عتابك إلا أنه مقة قد فصل الدر إلا أنه كلم
والسلام .​
 
العلم المسترشد يسمو بالفكر الى أعلى المراتب يهذب أعماقه وكيانه ويرقى بنفسه وخلقه وروحه

العلم المسترشد يسمو بالفكر الى أعلى المراتب يهذب أعماقه وكيانه ويرقى بنفسه وخلقه وروحه

تحية حب وتقدير الى كافة الاخوة الكرام على اجاباتهم الوافية وأوجه شكري خاصة الى الأخ الكريم
مخلص البورقادي ، وكذلك الأخ الكريم شايب زاوشثتي ، والى الأخ الكريم نبيل عبد المعبود منصور محمد
، أما بخصوص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما من احد يسمع بي من هذه الامة ولا من اليهود والنصارى ثم لا يؤمن بي الا دخل النار
فاين مصداق هذا من كتاب الله ؟
فما جاء بخصوص هذا الحديث النبوي عن ذكر النار كما ذكرت هو مجاز بدليل أن رحمة الله وسعت كل شيء وأن النار المذكورة في الحديث النبوي هي نار الحجاب والقطيعة والحرمان ونسأل الله التوفيق في تبيين ذلك بالحق وأن يلهمنا رحمة المعرفة وينير لنا صفاء الفهم ، فما دار النقاش بالعلم والحكمة الا واستبينا الحق بكل فهم وتدبر واستلهمنا ما يجوز وما لا يجوز في حق الله تعالى وفي بيان كمال الصفات بين الحق صفاتا ذاتية أي نسبها لذاته ، فالراسخون في العلم يقولون آمنا به وبكل ما بين الله تعالى في كتابه العزيز من آيات بينات ، فاعلموا يرحمكم الله أن لله صفات عظيمة بجلال قدره المبارك كما بين سبحانه في آياتة البينات وهذه الصفات تتصف بكمالها وعزتها وغناها وسعات الرحمة واللطف والحكمة والعلم والاحاطة الجامعة المهيمنة والقدرة والارادة القاهرة وهي دالة بحق على كمال صفات الله تعالى وأنه لا يخرج شيء عن قيوميته ما دق وما جل حتى لحظة سكون هذا العالم المخلوق وكل شيء يتم وفق ما أراده وأن الخلق والأمر بيده وأن الله تعالى موصوف بعلا مجده وكبريائه في علياءه وبجميل ود قربه لعباده وبالغ حكمته وحلمه ولطفه ورحمته في تصريف أمره ، وأن هذا الخلق خلقه بالحق والأجل والمسمى فأسبغ عليه من نعماءه وبعث الأنبياء والمرسلين وأنزل الكتب وبين لهم سنن الهدى وأمر عباده بالتزام الحق وعدم العبث والفساد وتوعد من استهان بالحق وانحرف عن جادة الحق وأفسد في الأرض أن له عواقب الخسران وبين أن غاية الأمانة هي الاسترشاد بالحق والالتزام بأمر الله واقامة أسس العدل في الأرض من أجل خلافة راشدة ونهانا الى تتبع خطوات الشيطان الذي يعد الناس الفقر وأخبر عز وجل أن الشيطان ليس له سلطان على المؤمنين الصادقين الذي اتبعوا رضوان الله ، وضرب الله الأمثال فتكون عبرة لمن يعتبر ، وبين عز وجل كيف كان هلاك الأمم السالفة بظلمها واستبدادها وعصيان أمر الله وانحرافها عن جادة الحق لتكون عبرة للأجيال القادمة ويتناهوا عن الفساد والمكر والافساد في الأرض وليعلموا أن هذا أمر الله وأن الله
تعالى بالمرصاد للكافرين والظالمين والمفسدين ، وبين لهم بالحق والعدل ما يحب الله ويرضى وعرفهم عظيم صفاته لعلهم يرشدون ويتبعون النهج السوي وما ظلمهم الله شيئا وبين لهم بالحق أنه ما يفعل بعذابهم ان هم آمنوا وشكروا لله وقربهم اليه بوده وفتح لهم أبواب الرحمة والخير ليقربهم وينالوا من فضله ورضوانه وبين لهم بالحق أنه أرحم الراحمين وأنه خير الراحمين وبين لهم بالحق كيف يبتغون اليه الوسيلة معرفة بفضله وجلاله لمزيد من محبته وقربه ولقوم أحبهم ويحبونه دعوة الناس بحلم وحكمة الى الرشد والفلاح والفوز بعظيم محبتهم لمولاهم ومعرفة بقدره العزيز لينالوا كرامته وبشراه ، ولعل المتوقف والمتدبر العليم بكمال صفات الله لقول الله عز وجل في كتابه العزيز (ورحمتي وسعت كل شيء ) الآية ، يعرف أن رحمة الله تختلف عن رحمة المخلوقين وأنها لا تشابهها في شيء وأنها لا تعني رحمة كرحمة المخلوقين وما كان الله تعالى ليماثل خلقه وله المثل الأعلى ، وهو الموصوف بكماله بكل صفاته فهو لا يرضى لعباده الكفر ولا يحب أن يعثوا في الأرض مفسدين ويسفكوا الدماء بغير حق فذلك لا يرضيه تعالى مادام رحيما بهم يفتح لهم من أبواب فضله ورضوانه ويوفقهم الى الرشاد ويبعدهم عما يكون وبالا عليهم ومهلكة فينالون خزيه وغضبه وبأسه وانتقامه وهو العدل القائم بالقسط لا يظلمهم شيئا ، فالله تعالى خلق خلقه وهو عليم بضعف خلقه لذا استبين لهم طرق الخير والفلاح بكل الأوجه ولم ينزل عليهم العذاب دفعة واحدة بل يتبين أنه يأخذ عباده بالحلم والرحمة ولا يعجل لهم العقوبة ، لكن عناد البشر وشقاوتهم وكفرهم هو ما جعلهم يبوءون بغضب من الله ، لكن هذا لا يعني أن الرحمة ليست تشملهم ان هم تابوا وعادوا الى طريق الرشاد فتنزل عليهم رحمات الله ، ونعقل مما ذكرناه أن رحمة الله تعرف بكمالها الموصوف بالحق على الذين ظلموا أنفسهم وانحرفوا عن جادة الحق والصواب ولا يضروا الله شيئا لأنهم ظلموا أنفسهم وما ظلمهم الله شيئا ما دامت رحمته وسعت كل شيء ، واذا اعتقدنا ذلك على غير أوجهه الحقة فان ذلك قد يفضي الى توهم ونقص في جنب الله وذلك محال على الله العلي الكبير ، فهو سبحانه بين لنا بالحق أنهم بعملهم استحقوا العذاب الذي هو في جملته قطيعة وحرمان وحجاب وما ظلمهم الله شيئا فما أثبته الله لنفسه كرحمته انما يفهم ويستجلى بكماله ذاته معرفة بقدره ، فهو أرحم الراحمين الذي له العلم الأسبق على كل شيء خلقه وقدره تقديرا حتى أن الملائكة الكرام قالوا في حضرته (سبحانك لا علم لنا الا ماعلمتنا ) الآية ، بعدما قال لهم الحق ( قال اني أعلم ما لا تعلمون ) الآية ، لما قالوا ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) الآية ، فاعلموا أن رحمته سبقت غضبه وهذا من سابق علمه قبل خلق خلقه بالحق وهذا من كمال رحمته وعظيم حكمته البالغة ليسترشد عباده اليه بالحق وفق تقدير حق لعظيم قدره ويرشدوا موحدة قلوبهم وكلمتهم فيدعون الى ما يحب الله ويرضى ويرسخ ذلك في يقينهم ليعلموا أن الغاية العظمى هي في معرفة قدر الله وأن يتحقق رضاه عليهم وفي ذلك فليتنافس المتنافسون في حبه وقربه الى أسمى غايات تعرفاته عليهم بالحق فيرضى وليكون سعيهم المزكى أن اتخذوا رضوانه غاية وجاهدوا خير جهاد بالعمل والكلمة الصادقة لما يحب الله ويرضى والدعوة الى النهي عن الفساد وسفك الدماء وينشروا كلمة الحق في العالمين مصححين مدارك الناس بالحكمة المزكاة بالحلم فتسمو قلوبهم الى أعلى درجات الصفاء والتوحيد فمراد الله لعباده هواقامة خلافة راشدة تتحقق
منها كل الأسس لعمارة الأرض واعمارها بالحق والعدل بما يرضي الله
اذن فهناك أركان وأسس هيئها الله بعلمه وحكمته لبناء معرفة محركة
لكل البواعث المتجددة ، فالعلم
المسترشد يسمو بالفكر الى أعلى المراتب يهذب أعماقه وكيانه ونوازعه ويرقى
بنفسه وخلقه وروحه ، قال عز من قائل (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت
من لدن حكيم خبير ) الآية ، انه الاحكام من لدن عليم خبير الذي أقام
الحجة متوجها بخطابه الى لب العقل ليفقه بمداركه ومواهبه التي من بها الله
عليه فالمتلقي المتدبر اللبيب يشد انتباهه أنوار الحسن والجمال والكمال
ويلمس عن قرب -وبدون أي تفلسف- الذائقة البيانية أو بصيغة أخرى
الضرورة البيانية التي تشده عقله ليتقاسم شطري هذا الحسن المتجلي في
أبهى حلل الصدق بما غشى الله أنوار آياته الواصلة أنوارها الى القلوب
التي خلقها الله بعنايته ، فترق روحه بمعانيها الايحائية باستكناه حقائق
لا تتجلى للمتلقي الا بالحس الواصل الى أعماق حقيقته والذوق والقلب
وقد يقع المرء في لبس وحيف عظيم ان لم يقل بالمجاز ، فالمجاز ليس مجرد
محسنات بديعية بل يمتد الى حقائق أخرى مرتبطة بكيان الفرد فالعبارة المجازية
تحلق بسامعيها الى محراب الحقيقة وكما يرى بعض البلاغيين أن المجاز هو
علم البيان بأجمعه ، وهذه الأنوار التي تنفذ الى أعماق الفرد وكيانه تخاطب
عواطفه مستنهضة هممه وبواعثه وايمانه وتصديقه فيستقيم على طاعة الله وأمره .

 
اقامة العبودية الكاملة رهن بمعرفة المعبود

اقامة العبودية الكاملة رهن بمعرفة المعبود



انه من أصول الحكمة المتعالية أن الله تعالى في
كتابه أوضح بيانه بالحجة والعلم والبرهان ما لا يدع للشك من سبيل ولم يكتفي
بمجرد الدعوى بلا دليل ، وهذا شأن الله العلي الكبير ذو الحكمة البالغة العلي الحكيم
مع عباده المتقين الذين لولا أن تعرف عليهم بصفاته ما عرفوه وأدركوه حقا ويقينا
وهي الغاية الحكيمة من كل توجه سليم وادراك بالحق لخير السبل في معرفته سبحانه
فهو ليس كمثله شيء وليس ذو كيفية فتلحقه كيفية الانفعالات وما شابهها
وانما أمره بالحق عرفهم صفات مشيئته وأفعاله في تصريف أمره لتكون خلقا وهيئة
متمكنة في النفس فيحسنوا القصد في توجهاتهم وهو المضطلع العليم بمكنوناتهم
وصدق توجههم اليه بالاعتبار ، وهذا التصديق لا يزيدهم الا سمو في اعتقاد صحيح
بمولاهم وشأنه العلي الكبير ، وهو الذي قربهم اليه بتعرفاته وجعل الود في قلوبهم
وما يئسهم من روحه ورحمته ليخلصوا توجهاتهم الى طاعته ومرضاته ، واعلموا
أن الله تعالى بين معارفه وأصوله مدعومة بالحجج والبراهين
الجلية ، قال تعالى ( تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام ) الآية ، فصفة الجلال
ما جلت ذاته عن مشابهة الغير ، وصفة الاكرام ما تكرمت ذاته بها وتجملت
فتوصف بالكمال وتنزه بالجمال ، فنحن لما نقرأ قوله تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء ) الآية
وبعلم الله الحق فانها تصل أعماقنا وتخالجنا وندرك أسرارها وأنوارها بالحق
اذ تنفذ الى ذواتنا ومكنوناتنا وتعززمعرفتنا أكثر بالودود الرحيم ومن له صفة
سعات الرحمة ومنتهاها أرحم الراحمين ، فتغذي مكنوناتنا بالحق ونكون بذلك فقهنا
عمق الدلالات في كمال الصفات لمن تعالى قدره ، وكما قال الامام علي رضي الله عنه
( ولم يطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته ) وذلك أعتبره حقا
فالعبادة الصحيحة والكاملة لا تتيسر الا بعد أن تتحقق المعرفة
المستطاعة بالمعبود ، كما أنه يجب الابتعاد ما أمكن عن التشبيه والمقايسة
فصفاته غير متسمة بالكيف والكم وغير ذلك من لوازم المادة ومواصفات الجسمانية
كما لا يجب القول بالتعطيل عن معرفته سبحانه لأن حججه وبراهينه الساطعة
لا تمنع من التدبر بما أفاض الله على العقل من نعمة الذي يبني الاستقراءات
الصحيحة والسليمة مجتنبا افراط المشبهة وتفريط المعطلة
أوكما قال عدد من المعطلة من الذين لم يدركوا أن الغاية
هي ادراكه لتستقيم العبادة حيث قالوا ( انما أعطينا العقل لاقامة العبودية لا
لادراك الربوبية ) وهذا قول خاطئ لم يدرك بعد عمق الخطاب الجلي كالنهار
في تبيين ما يصل النفوس وادراكاتها المستجيبة للحق فاقامة العبودية الكاملة
رهن بمعرفة المعبود ، ولأنه كم من أسرار
في الكتاب تستدعي النظر والاعتبار بالحق ، قال تعالى ( عذابي أصيب به من أشاء
ورحمتي وسعت كل شيء ) الآية ، فلما ذكر الله العذاب في هذه الآية قرنه بالمشيئة
ان شاء رحم وان شاء عذب ، ولكن لما انتهى سبحانه الى الرحمة وسعها
كل شيء ، فحتى الكافر يتمنى أن يكون من ذلك الشيء لتسعه رحمة الله
فمن الصفات ما يعرف بها العبد سبل الحق فيتجنب غضبه وسخطه
ومقته ليستقيم على نهج مستقيم لينال رضاه واكرامه ، ومن التعرفات
ما تؤخذ على موضع نظر يدرك منها غاية ما يمكن الانسان أن يدركه
عن مولاه فيبقى بما حمل في جوانحه من ادراكات مستجيبة للحق
وتلكم التعرفات تحدث هيئة في النفس لتستجيب بأعماقها المصدقة
وتضفي أثرا يقينيا يصح به اليقين ويصدق به توجه العبد لمولاه
العلي الكبير في شأنه وقدره وهذا يفقهه كذلك بأصول الحكمة المتعالية لله
عز شأنه وقدره الكبير المتعال ، واسمعوها ثانية بصدق الصادقين
قولا مباركا ممن تباركت ذاته أصدق القائلين وأرحم الراحمين بعباده
(ورحمتي وسعت كل شيء)
 
بسم1
اخي الكريم الدكتور عمر الريسوني، نشكر لك سعة صدرك وخلقك، وندعوك الى مزيد من سعة الفكر والافق في اصيل بدليل، كما تدعونا الى ذلك في جديد بتاويل.
اما الاية فمنتزعة من سياقها والسياق مفسر { قال عذابي اصيب به من اشاء ورحمتي وسعت كل شىء فساكتبها للذين يتقون ويوتون الزكوة والذين هم بئايتنا يومنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل} كما سبق واشار الاخ نبيل.
اما تفسير الرحمة فمسلم انها غير رحمة المخلوقين بل رحمتهم جزء من مئة جزء يتراحم به العباد، وهو سبحانه ارحم من الام بوليدها لاتلقي به في النار، وهي للتائبين، فهذا الحد متفق عليه؛ لكن تفسير الرحمة بنفي العذاب ترده الايات { فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولايرد باسه عن القوم المجرمين}
اما القول بالمجاز في النار والعذاب والتخلص منه بالقطيعة والحجاب، افمستجير من الحر بالرمضاء، فلهو اشد العذاب والمقت والخزي والخسىء والعياذ بالله {وقضي بينهم بالحق والحمد لله رب العالمين}
 
فرحمهم الله بالعلم الذي هو في أصله رحمة

فرحمهم الله بالعلم الذي هو في أصله رحمة

بارك الله فيك أخي الكريم مخلص البورقادي ، لقد قرأت مداخلتك القيمة
وأعتز بها وما دمنا في منبر العلم فلا بد من ايفائه حقه وسأنقل لك قصة فيها كل العبرة
ذلك أن القلوب الصحيحة قلوب نقية طاهرة ما دامت حية بالمعرفة ، والقلب هو
محل نور الكشف الذي يعرف به العبد ربه ، وهو الحجاب المستور الذي لا يطلع عليه أحدا .

لقد كان لسري تلميذة ، ولها ولد عند المعلم ، فبعث به المعلم الى الرحا ، فنزل الصبي الى الماء فغرق ، فأعلم المعلم سريا بذلك ، فقال السري : قوموا بنا الى أمه ، فمضوا اليها ، وتكلم السري في علم الصبر ، تم تكلم في علم الرضا .

فقالت يا أستاذ وأي شيء تريد بهذا ؟ فقال لها : ان ابنك غرق ، فقالت : ابني ، فقال نعم ، فقالت : ان الله عز وجل ما فعل هذا ، ثم عاد السري في كلامه في الصبر والرضا ، فقالت : قوموا بنا ، فقاموا معها حتى انتهوا الى النهر ، فقالت : أين غرق ؟ فقالوا : ههنا ، فصاحت به : ابني محمد ، فأجابها :لبيك يا أماه ، فنزلت وأخدت بيده ، فمضت به الى منزلها ، فالتفت السري الى الجنيد ، وقال أي شيء هذا ؟ قال الجنيد أقول ، قال : قل ، قال: ان المرأة مراعية لما لله عز وجل عليها ، وحكم من كان مراعيا لما لله عز وجل عليه ألا يحدث عليه حادثة حتى يعلمه بذلك ، فلما لم تكن حادثة لم يعلمها بذلك ، فأنكرت ، فقالت : ان ربي عز وجل ما فعل هذا

واذا تأملت معي أخي الكريم مخلص فان ذكرالرحمة في القرآن الكريم يأتي مسبوقا على العلم (وسعت كل شيء رحمة وعلما) الآية ، فالله تعالى هو الذي له خزائن الرحمة ، وليس كل علم رحمة ، وكتاب الله العزيز كتاب فيه الهداية والرحمة ، فالذي علم القرآن الرحمن (الرحمن علم القرآن) الآية ، بأن ألبس كلماته ثياب الجلالة والرحمة لتكون رحمة وعلما وهدى وشفاءا للمتقين فالله تعالى رؤوف رحيم بالناس ومن باب التربية ومن باب الشفقة عليه والنصح له فكل ما جاء من وعيد ومن تهديد هو من باب الشفقة والنصح من الله سبحانه وتعالى أما الحقيقة فهي غير ذلك على الاطلاق ، الحقيقة مغفرة ورحمة وعطاء ونعم وفضل ، لذا كان اجتهادا مني أن قلت أن النار التي وردت في الحديث انما ذكرت مجازا وهي نار البعد والقطيعة والحرمان والحجاب فطوبى لمن عرف قدر ربه

فهؤلاء القوم أخلصوا عملهم لله تعالى فرحمهم الله بالعلم الذي هو في أصله رحمة والله أعلم

فكم استوقفتني هذه القصة ، فهذه أخي الكريم من السير العطرة التي ننهل منها العبرة ونستخلص منها خير ذكرى تنفع المؤمنين ، فهؤلاء القوم ربانيون من أهل الله تعالى ، و قلوبهم عامرة بالمعرفة والايمان ، ولو تقدم العلماء ليسطروا سيرا خيرا من سيرة القوم ما وجدوا الى ذلك سبيلا وما بلغوا مبتغاهم .. وهم في ذلك ناهجين كتاب الله وسنة نبيه خير الخلق أجمعين المصطفى مبعوث الرحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم..
فلقد هبوا بتواضع وفي قلوبهم الشفقة والرحمة لعباده لتتثبيت فؤاد المرأة وصبروا أيما صبر لما ناظرتهم بعزم وتقى نادرين ، مسلمين في ذلك أمرهم لله تعالى الذي يبصرهم بما خفي عنهم ويعلمهم .

فهذا السري الورع الزاهد كان مجلسه مجلس علم ومن نصحه لتلميذه الجنيد أن لا يدع باطن علم ينقض ظاهر حكم وكان شديد الخوف من الله تعالى ويعزو حزنه وهمه وخشيته وكثرة بكائه وتضرعه في الليل والنهار الى الخوف من الله ويصف أحوال الخائف وصف العارف المعاني ، وله في العبد الرباني ثلاث معاني فهو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه ، ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه ظاهر ، ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله.

أما الجنيد المربي فكان يعلم أصحابه أن العلم له ثمنه ، وثمنه هو وضعه عند من يحسن حمله ولا يضيعه ، فتوسموه في الحر ، والحر الحقيقي هو الذي عبوديته لله خالصة ولن تكون على الحقيقة عبدا لله وشيء من دون الله يسترقك ، والعبودية لله هي أن تخلص له الحب فتحب ما يحب الله وتكره ما يكره الله ، ومن يعرف الله لا يسرالا به والله تعالى يخلص الى القلوب من بره حسب ما تخلص له القلوب من ذكره فسألناك يا نور الكمال بأطهر المعاني خاشعين صادقين برضا الموقنين رضا نفسك فانه لا ينال فضل الا بفضلك الأطهر ولا تحقق في عبادتنا الا أن يملأ رضوانك أركان عرشك فتستكين نفوسنا برضاك فانما لطفك لأهل لطفك سابق بالاكرام وقهرك لأهل قهرك سابق في علمك فلا يكون في كونك الا ما سبق من التقدير والقضاء الحتم ، فالعابد المتحقق بمعرفتك اذا كان في جهنم فان جهنم له مأوى قهرك ، وقهرك مأوى لطفك ولطفك مأوى أنوار جودك ورحمتك التي وسعت كل شيء وجودك مأوى وجودك وشهود نعيمك ، فيا خسارة لمن لم يعرفك وأبى بغيه واستكباره وافساده وعاش معيشة ضنكا ، فلا عذاب أكبر من عذاب فراقك وامتناعك وحجبك عن مطالعة أرواح القلوب على نعت السرمدية برحمتك ولا سعادة للنفوس الا بمعرفتك والبقاء بجوارك ودعوتنا في العالمين ايقاظ مهج الأرواح التي أطلقتها في سوابق الأزل وناديتها اليك بأنوار الجمال فأجابت بما استكان في وجدها بأنواع الكمال ملبية متحققة بكمالك وعزك الأسنى مستغرقة في بحار رحمتك الواسعة الأزلية وجنات رضوانك
.

 
نقاش ممتع، بارك الله فيكم.
أخي الأستاذ مخلص: أظن الجواب أن قرآن الفجر كان مشهودا. مصداق منهجية الصحابة في التعامل مع الحديث من جهة الدراية قوله تعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون. لهذا أظن أن الحديث الذي هو من الوحي لابد انه متصل بظاهر أو مقصد الآي القرآني. وان لم نجد؟ سؤال ضمن مبحث من مباحث الدراسات السنية: السنة التشريعية و غير التشريعية (في حاجة لتأصيل و تطوير دقيق).

ما رأيك أستاذنا مخلص أن تختار سلسلة مختصرة كالأربعين النووية في هذا الموضوع؟
 
اخي الدكتور الريسوني
كاني بك تريد ما قاله السادة العارفون بالله من ان: من نظر للخلق بعين الحقيقة رحمهم ومن نظر اليهم بعين الشريعة مقتهم، فهو بهذا النظر ينظر.
لكن كلام شيخ الطريقة الجنيد: لاتدع باطن علم ينقض ظاهر حكم، وله كلام غيره في نفس المعنى وكذلك الشيخ زروق يبين المعدلة في المسالة، فهنا ان اخذنا بعين الاعتبار اتساع دلالة المصطلح الصوفي باطن العلم يناقض ليس فقط الحديث بل عمومات وظواهر القران الكريم في التعذيب بالنار.
والاشبه بما ذكرت عند المتقدمين مذهب من قال بفناء النار لا بقاء العذاب فيها على الكافرين، بدليل ان الرحمة سبقت الغضب، وان الرحمة من صفات الذات وان العذاب من صفات الفعل {نبىء عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم}
اما موارد الرحمة في التنزيل فهي مقترنة بالعلم والحكمة والحكم والعزة والمغفرة والتوبة.
{كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم}
 
اخي شايب، الجواب كما تفضلتم {ان قران الفجر كان مشهودا}
واحسنتم في التاصيل للمنهج باية النحل {لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون} وهو ما تنبهت له بعد في الاحاديث التي فيها البيان المشار اليه، باساليب متنوعة مثل تلاوة الاية عقب الحديث، ولنجعل كما ذكرت دعوة الاية للتفكر في بيان النبي صلى الله عليه وسلم للمنزل منطلقا، ولو تكرمتم ببيان موضوع السؤال الاخير وموضع التطوير.
 
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان من عباد الله عبادا ماهم بانبياء ولاشهداء، يغبطهم الانبياء والشهداء بمكانهم من الله، قالوا ومن هم يارسول الله؟ قال: قوم تحابوا بروح الله على غير
ارحام ولا اموال، ثم قرأ...؟ ما الاية التي قرا الرسولصلى الله عليه وسلم
وننبه على ان المراد بروح الله هنا: القران الكريم على اظهر التاويلات فيها ومنه: واوحينا اليك روحا من امرنا.
 
وبهذا الحب انتسبوا الى حقائق التوحيد

وبهذا الحب انتسبوا الى حقائق التوحيد

بارك الله فيك أخي الكريم مخلص البورقادي على ردك القيم والذي
ألهمنا أن نتوسع معكم في هذا الموضوع الشيق الذي سطره قلمكم في هذا
المنتدى الكريم بأهله ، وبناء على مداخلتكم القيمة الأخيرة أقول بتوفيق
من الله أن الواصل هو الموحد كما عرف الجنيد التوحيد والموحد بعبارات
تدل على الواصل الى كينونة الميثاق حيث قال : التوحيد هو افراد القدم عن
الحدث والخروج عن الأوطان ، وقطع المحاب ، وترك ما علم وجهل ، وأن
يكون الحق محل الجميع .
والدليل في ذلك قول الله عز وجل في سورة الأعراف ( واذ أخذ ربك من بني
آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ) الآية 172
حيث يقول الجنيد : أخبر جل ذكره أنه خاطبهم وهم غير موجودين الا بوجوده لهم
اذ كانوا واجدين للحق من غير وجودهم لأنفسهم ، فكان الحق بالحق في ذلك موجودا
بالمعنى الذي لا يعلمه غيره ، ولا يجده سواه ، أولئك هم الموجودون الفانون في حال
فنائهم الباقون في بقائهم ، أحاطت الأمور بهم حين أجرى عليهم مراده من حيث شاء
بصفاته المتعالية التي لا يشارك فيها ، فكان ذلك الوجود أتم الوجود .
وعلى الرغم من تعثر النص الصوفي وتحرجه من البوح بالحب الالهي الخاص لانسان
الا أنه يستند الى قوله تعالى ( يحبهم ويحبونه ) وفي هذه الآية الكريمة قدم سبحانه
حبه اياهم على حبهم اياه ، وهذا ما أشار اليه أبو يزيد البسطامي ، حين أدرك أنه
أخطأ في بداياته ، اذ ظن أنه أحب الله ابتداء وعندما وصل علم أن حب الله له سبق
حبه اياه ، واضافة الى هذه الآية الكريمة يجمع المسلمون على أن رسولهم المصطفى
صلى الله عليه وسلم هو حبيب الله .
وتأسيسا على هذا الحب الالهي الخاص يفرق الصوفية بين الجنة وبين القرب الالهي
فالجنة يبيحها الله سبحانه للعامة من الناس وللخاصة عدلا منه وفضلا ، ويمتعهم بأعمالهم
وبرحمته ، ولكنه سبحانه لا يدخل في مواطن قربه ولا يصافي من عباده الا أهل محبته
فالمحبوبون هم المقربون ، وهذا الحب وهذا التقريب هما اختصاص الهي في كون الأزل
عنده وهبهما الحق تعالى لأهل خاصته حين أوجدهم ، وبهذا الحب انتسبوا الى حقائق
التوحيد ، فهم المحبوبون وهم المقربون وهم الموحدون ، ويقول الجنيد : الحمد لله الذي
قطع العلائق عن المنقطعين اليه ، ووهب الحقائق للمتصلين به المعتمدين عليه ، حين
أوجدهم ووهب لهم حبه ، فأثبت العارفين في حزبه ، وجعلهم درجات من في مواهبه
وأراهم قوة أبداها عنه ، ووهبهم منة من فضله ، فلم تعترض عليهم الخطرات بملكها
ولم تلتق بهم الصفات المسببة للنقائص في نسبتها ، لانتسابهم الى حقائق التوحيد ، بنفاذ
التجريد فيما كانت به الدعوة ، ووجدت به أسباب الحظوة ، من بوادي الغيوب وقرب
المحبوب .

 
بسم1
أخى الكريم مخلص البورقادى
بالنسبة لسؤالك :
" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من عباد الله عبادا ماهم بأنبياء ولاشهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله، قالوا ومن هم يارسول الله؟ قال: قوم تحابوا بروح الله على غيرأرحام ولا أموال، ثم قرأ...؟ ما الآية التي قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ "
الآية هى :
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }[يونس:62]
وقد خالفت شرطت ، وأعملت محرك البحث ، حرصا منى على استمرار هذا الحوار الطيب .
كما أرجو من الأخوة الذين يشاركون فى هذا الحوار ألا يذهبوا بنا بعيدا فى مناقشات لا صلة لها بالموضوع ، وإن كان لابد فليتم عرضها فى موضوعات منفصلة .
ونحن فى انتظار أسئلة جديدة .
وجزاكم الله خيرا .
 
اخي الكريم نبيل
الجواب كما ذكرتم، وان تعذر الالتزام بالشرط فلعل البدل ان يكون التقريب بالسورة التي فيها الاستشهاد ليحصل التفكر، اما السؤال التالي فقد جاء في الحديث عن الرسولصلى الله عليه وسلم
لموضع سوط احدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ثم تلا؟
 
بسم1
لعل الآية هى :
"فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"
والآية كاملة هى :
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [آل عمران:185]
والله أعلم .
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما احل الله في كتابه فهو حلال وماحرم فهو حرام، وما سكت عنه فهي عافيته فاقبلوا من الله عافيته، فان الله لم يكن نسيا، ثم تلا؟
 
هي في أية: ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم..
 
ما قدمه الأستاذ الريسوني مهم للغاية إذ هناك أيضا حاجة إلى قراءات إحسانية للنصوص التأسيسية ما دام القصد التكامل يكمن في عدم تجاوز القراءات الإسلامية و الإيمانية، و النبي صلى الله عليه و سلم يتلو الآيات لكن أيضا يعلم الكتاب و يزكي اتباعه.. جزاكم الله خيرا.
 
أصل الفوز الظفر بالبغية

أصل الفوز الظفر بالبغية

الحمد لله وحده ،

بارك الله فيك أخي الكريم شايب زاوشثتي ولي اضافة متواضعة عما جاء في
مداخلتكم الطيبة بخصوص هذه الآية الكريمة ، فقوله تعالى في محكم ذكره العزيز :


فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ
فَقَدْ فَازَ فالفوزهو النجاة مما تكره، ولقاء ما تحب، فمجرد النجاة مما تكره نعمة، وأن تذهب بعد النجاة مما تكره إلى نعمة، فهذا فوز ونلحظ في زُحْزِحَ أن أحداً غيره قد زحزحه نعم لأنّ الله تكرّم عليه أولاً في حياته بفيض الإيمان وهو الذي زحزحه عن النار أيضاً

ويخبرالحق تعالى: وَما ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ

وفي الخبر
" أكثروا ذكر هاذم اللذات فإنه ما ذكر في كثير إلا وقلله ولا في قليل إلا وكثره " وكذا العلم بأن وراء هذه الدار داراً أخرى يتميز فيها المحسن عن المسيء ويرى كل منهما جزاء عمله، وهذه القضية الكلية لا يمكن إجراؤها على عمومها لظاهر قوله تعالى:
فَصَعِقَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ

وعندما يصف الحق سبحانه الحياة التي نعرفها بأنها " دنيا " ففي ذلك ما يشير إلى أن هناك حياة توصف بأنها " غير دنيا " وغير الدنيا هي " العليا " ، ولذلك يقول الحق في آية أخرى:
وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ


وتعني هي الحياة التي تستحق أن تُسمّى حياة ، لأن الدنيا لا يقاس زمانها ببدايتها إلى قيام الساعة، لأن تلك الحياة بالنسبة للكون كله، ولكن لكل فرد في الحياة دنيا ليس عمرها كذلك، وإنما دنيا كل فرد هي مقدار حياته فيها ومقدار حياته فيها لا يُعلم أهو لحظة أم يوم أم شهر أم قرن وقصارى الأمر أنها محدودة حداً خاصاً لكل عمر، وحداً عاماً لكل الأعمار

فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِأي بعد يومئذٍ عن نار جهنم، وأصل الزحزحة تكرير الزح ، وهو الجذب بعجلة، وقد أريد هنا المعنى اللازم وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ أي سعد ونجا قاله ابن عباس، وأصل الفوز الظفر بالبغية، وبعض الناس قدر له هنا متعلقاً أي فاز بالنجاة ونيل المراد، ويحتمل أنه حذف للعموم أي بكل ما يريد، وفي الخبر" لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية "وأخرج أحمد ومسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه "وذكر دخول الجنة بعد البعد عن النار لأنه لا يلزم من البعد عنها دخول الجنة كما هو ظاهر.
فالنفس، من حيث هي ، كلها تقبل الموت لمن قتلها وجاهدها، وإنما وقع التفريط من أربابها، فمن زحزحها عن نار الشهوات، وقتلها بسيوف المخالفات، حتى أدخلها جنات الحضرات، فقد فاز فوزاً عظيماً، وربح ربحاً كريماً.

 
الاية المشار اليها في حديث: وماسكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فان الله لم يكن نسيا ثم تلا: {وماكان ربك نسيا}
والتمس من الاخوة عدم الخروج عن الموضوع.
والسؤال التالي:عن ابن مسعود قال خط لنا الرسول صلى الله عليه وسلم يوما خطا فقال هذا سبيل الله، ثم خط عن يمين ذلك الخط وعن شماله خطوطا فقال:هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليها ثم قرأ...؟
 
بسم1
{وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام:153ٍ]
 
كيف ان هذا موضوع اخر؟ واصل الموضوع الاحاديث الموافقة لمصاديق الايات كما هو عنوانه، وشرطه وهو منصوص في اوله.
 
الأخ العزيز أستاذي مخلص: ربما إختلط علي الأمر؛ ظهر لي أن السؤال الأخير يدخل في ما يسمى بـ (التفسير النبوي)، لا في (التفسير بالسنة) وهو الموضوع الأصل. التفسير النبوي = سنة، وهو تفسير بالمأثور كما يقال. أما بحث الصحابي عن مصداق السنة في الكتاب فهو من التفسير بالرأي - بالنسبة لهم، وتفسير بالمأثور بالنسبة لنا نحن. أليس كذلك ؟
 
اخي الكريم
التفريق الذي بان لك صحيح، ولكني لم اشترطه ايضا بل ابتدات المقال في الاحاديث التي ياتي مصداقها في القران اخذا بعبارة الصحابي ابي موسى الاشعري، وان كانت الطريقة في الاصل من تعليم النبي صلى الله عليه وسلم في تعقيبه للحديث بالاية، واحسبه ايضا من التفسير النبوي لا من التفسير بالسنة، وعل كل حال فالقصد الى الاحاديث المطابقة للايات بما جاء مرفوعا او موقوفا.
 
جاء في الحديث عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: خير النساء امراة اذا نظرت اليها سرتك، واذا امرتها اطاعتك، واذا غبت عنها حفظت في مالك ونفسها؛ ثم تلا...؟ ما الاية الموافقة للمعنى؟
والحديث في سنن النسائي في عشرة النساء، وفي مستدرك الحاكم على شرط مسلم.
 
لعل الشاهد هو قوله تعالى

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) } (سورة الممتحنة )
 
جاء في الحديث عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم قرأ...؟ والحديث متفق عليه.
 
{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32) } (سورة الرعد )

{ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) } (سورة الحج )
 
بسم1
ظننت أن الآية إحدى هاتين :
{ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ } [الأنعام:47]
أو:
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } [إبراهيم:42]

ولكنى أردت أن أستوثق مما ظننت فبحثت فى موسوعة الحديث فإذا هى غير ذلك ، والحديث بتمامه :

4409 حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا أبو معاوية حدثنا بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته قال ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد

جزى الله خيرا أخانا مخلص .

 
جزى الله خيرا الاخوة الافاضل على تفاعلهم مع الموضوع
وانبه ان الاحاديث قد يكون مصداقها للاية اما بدلالة المطابقة او التضمن او اللزوم.
والحديث التالي: عن ابي امامة الباهليرضي الله عنه عن الرسولصلى الله عليه وسلم:
ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل، ثم تلا؟
والحديث اخرجه الترمذي وقال فيه حسن صحيح.
 
عودة
أعلى