عمر جمال النشيواتي
New member
- إنضم
- 29/05/2010
- المشاركات
- 16
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الإقامة
- السعودية-جدة
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
سأنقل هنا مثالين اثنين فقط وردت في مشاركة سابقة في هذا المنتدى المبارك , لكني سأوردها في سياق مغاير , هذين المثالين لرجل من أهل القران , بلغ مع كتاب الله تعالى مبلغاً عظيماً , وأخرج لنا من كنوزه ودرره مما لم يسبقه إليه أحد , لأقف على شيء من منهجه في التعامل مع كتاب الله تعالى وتدبره وتفهمه , مستحثا بذلك نفسي وإخواني لأن نحذو حذوه , ونقتفي أثره , ونسلك هذا المنهج في تعاملنا مع كتاب الله تعالى .
ذلكم الفذ الملهم, الذي تشرب دمه ولحمه وعظمه كتاب الله تعالى , والذي عقمت أرحام النساء أن تلد مثله هو المفسر الكبير, والرجل العظيم , سيد قطب رحمه الله تعالى , ونور عليه قبره كما أنار لنا الدنيا والآخرة , فقد كان عليه رحمة الله ورضوانه إذا خانه الفهم والفكر في الوصول إلى حقيقة معنى الآية و تعلقها بما قبلها ومابعدها, توقف عندها مليا سائلا من المولى عزّ وجلّ أن يهديه للتوصل إلى معناها, فإن لم يهتدي إليه توقف وطلب مساعدة القراء على أن يعود إلى ذات الموضع في طبعة أخرى إن وصل فيه إلى شيء , فإن بقي عاجزا على أن يقدم تفسيرا مقنعا أعلن عجزه وامتنع عن الإدلاء فيه بشيء.
فانظر مثلا إلى تفسير قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين...}[البقرة 238ـ 239] حيث جاءت هذه الآية في سياق الحديث عن العدة والطلاق والنكاح والأسرة.. فيقول في طبعة الظلال الأولى: "أشهد أني وقفت أمام هذه النقلة طويلا , لايفتح عليَّ في سرّها , ولا أريد أنا أن أتحمل لها , ولا أقنَع كل القناعة بما جاءفي بعض التفاسير عنها : من أنّ إدخال الحديث عن الصلاة في جو الحديث عن الأسرة إشارة إلى الاهتمام بأمرها , والتذكير بها حتى لا تُنسى ... لقد بقيتُ ستة أشهر أوتزيد لا أجاوز هذه النقلة , ولا أمضي وراءها , لأنّ سرها لم يكشف لي كشفا يستريح ضميري إليه , وأشهد أنه لم يسترح بعد لما اهتديت حتى اللحظة إليه ....." .
ثم بعدإيراده للتفسير الذي اهتدى إليه رغم عدم قناعته به يقول : ".... ولكنني ـ كما قلت مخلصا ـ لا أستريح الراحة الكافية لما اهتديت إليه , فإذا هُديتُ إلى شيء آخر , فسأبينه في الطبعة التالية , وإذا هدى الله أحداً من القراء فليتفضل فيبلغني مشكورا بما هداه الله ..." .
وفي الطبعة التالية بعد طول تأمل وإمعان نظر دام السنينالطوال عاود الوقوف عند هذه الآية فذكر مراسلات القراء واستجابتهم لدعوته ثم بيّن أنه لم يطمئن لشيء ممّا ذكروه ولا لشيء ممّا قرأه حتى فتح الله عليه بما كتبه في الطبعة المنقحة من الظلال حين لاحظ أنّ مراد السياق هو تبيين مجالات العبادة وأنه لافرق بين الصلاة وبين أحكام الأسرة [ولا غيرها من أحكام السياسة والاقتصاد ] من حيث أنها كلها عبادة لله يجب فيها الإخلاص كما يجب فيها الإتباع والله أعلم .
يقول عليه رحمة الله : "... وتندمج عبادة الصلاة في عبادات الحياة , الاندماج الذي ينبثق من طبيعة الإسلام, ومن غاية الوجود الإنساني في التصور الإسلامي , ويبدوالسياق موحيا هذا الإيحاء اللطيف ... إنّ هذه عبادات .. وطاعة لله فيها من جنس طاعته في الصلاة ..والحياة وِحْدة .. والطاعات فيها جملة ... والأمر كله لله ... وهو منهج الله للحياة...".
مثال آخر وشاهد آخر يبدو فيه توقف سيد رحمه الله , وذلك عند تعرضه لتفسير قوله تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات .......والله يحب المحسنين} [المائدة 93] يقول الأستاذ عبد الفتاح الخالدي: "والذي استوقفه في الآية هو تركيبهاودلالته, حيث كررت التقوى مع الإيمان والعمل الصالح مرة ومع الإيمان مرة ومع الإحسان مرة , اطّلع على تعليلات المفسرين , فلم يجد فيها ما تستريح إليه نفسه .. وأثبت في الطبعة الأولى من الظلال تعليلا لم يرتح إليه , وتراجع عنه في الطبعة المنقحة ..وأحسن تعليلٍ وجده عند إمام المفسرين أبي جعفر ابن جرير الطبري , ولكنه ليس مقنعا ولا شافيا , ولم يرتح له الارتياح الكامل... وبعد تفكير طويل استمر مايقارب عشر سنوات أعلن عجزه عن تفسير مقنع شافٍ مريح , لأنّ الله لم يفتح عليه فيذلك .. فقال :"وأنا اللحظة لا أجد في هذا القول (قول الطبعة الأولى) ما يريح أيضا ... ولكنه لم يفتح عليّ بشيء آخر .. والله المستعان "
وهنا أقول: تستوقفنا بعض الكلمات , والمواقف والأحداث , وربما تفكرنا فيها زمنا طويلا محاولين فهمها واستيعابها والتأمل في معناها خاصة عند صدورها من عزيز أو صديق حميم , لكن! كم قسمنا من تفكيرنا وجهدنا وأوقاتنا لفهم بعض آيات كتاب الله تعالى , واستيعابها ومراجعة ما كتب فيها أهل التفسير والفهم , وأمعنا النظر فيها مرارا وتكرارا فرادى وجماعات, وسألنا فيها أهل الفن والخبرة , وتحاورنا حولها , واستنفرنا من حولنا ليشاركونا جهدهم وأوقاتهم حتى يُفتح علينا فيها ,,, وكل آية في كتاب الله بلا شك جديرة بهذا وأكثر , كيف وهو رسالة الله إلينا, وحجته علينا, وسنسأل عنه حرفا حرفا, وآية آية , وياضيعة الأعمار تضيع في غير هذا , والمغبون حقا من غبن عن كتاب الله تعالى وتفهمه , عافانا الله وسلمنا ..
ذلكم الفذ الملهم, الذي تشرب دمه ولحمه وعظمه كتاب الله تعالى , والذي عقمت أرحام النساء أن تلد مثله هو المفسر الكبير, والرجل العظيم , سيد قطب رحمه الله تعالى , ونور عليه قبره كما أنار لنا الدنيا والآخرة , فقد كان عليه رحمة الله ورضوانه إذا خانه الفهم والفكر في الوصول إلى حقيقة معنى الآية و تعلقها بما قبلها ومابعدها, توقف عندها مليا سائلا من المولى عزّ وجلّ أن يهديه للتوصل إلى معناها, فإن لم يهتدي إليه توقف وطلب مساعدة القراء على أن يعود إلى ذات الموضع في طبعة أخرى إن وصل فيه إلى شيء , فإن بقي عاجزا على أن يقدم تفسيرا مقنعا أعلن عجزه وامتنع عن الإدلاء فيه بشيء.
فانظر مثلا إلى تفسير قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين...}[البقرة 238ـ 239] حيث جاءت هذه الآية في سياق الحديث عن العدة والطلاق والنكاح والأسرة.. فيقول في طبعة الظلال الأولى: "أشهد أني وقفت أمام هذه النقلة طويلا , لايفتح عليَّ في سرّها , ولا أريد أنا أن أتحمل لها , ولا أقنَع كل القناعة بما جاءفي بعض التفاسير عنها : من أنّ إدخال الحديث عن الصلاة في جو الحديث عن الأسرة إشارة إلى الاهتمام بأمرها , والتذكير بها حتى لا تُنسى ... لقد بقيتُ ستة أشهر أوتزيد لا أجاوز هذه النقلة , ولا أمضي وراءها , لأنّ سرها لم يكشف لي كشفا يستريح ضميري إليه , وأشهد أنه لم يسترح بعد لما اهتديت حتى اللحظة إليه ....." .
ثم بعدإيراده للتفسير الذي اهتدى إليه رغم عدم قناعته به يقول : ".... ولكنني ـ كما قلت مخلصا ـ لا أستريح الراحة الكافية لما اهتديت إليه , فإذا هُديتُ إلى شيء آخر , فسأبينه في الطبعة التالية , وإذا هدى الله أحداً من القراء فليتفضل فيبلغني مشكورا بما هداه الله ..." .
وفي الطبعة التالية بعد طول تأمل وإمعان نظر دام السنينالطوال عاود الوقوف عند هذه الآية فذكر مراسلات القراء واستجابتهم لدعوته ثم بيّن أنه لم يطمئن لشيء ممّا ذكروه ولا لشيء ممّا قرأه حتى فتح الله عليه بما كتبه في الطبعة المنقحة من الظلال حين لاحظ أنّ مراد السياق هو تبيين مجالات العبادة وأنه لافرق بين الصلاة وبين أحكام الأسرة [ولا غيرها من أحكام السياسة والاقتصاد ] من حيث أنها كلها عبادة لله يجب فيها الإخلاص كما يجب فيها الإتباع والله أعلم .
يقول عليه رحمة الله : "... وتندمج عبادة الصلاة في عبادات الحياة , الاندماج الذي ينبثق من طبيعة الإسلام, ومن غاية الوجود الإنساني في التصور الإسلامي , ويبدوالسياق موحيا هذا الإيحاء اللطيف ... إنّ هذه عبادات .. وطاعة لله فيها من جنس طاعته في الصلاة ..والحياة وِحْدة .. والطاعات فيها جملة ... والأمر كله لله ... وهو منهج الله للحياة...".
مثال آخر وشاهد آخر يبدو فيه توقف سيد رحمه الله , وذلك عند تعرضه لتفسير قوله تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات .......والله يحب المحسنين} [المائدة 93] يقول الأستاذ عبد الفتاح الخالدي: "والذي استوقفه في الآية هو تركيبهاودلالته, حيث كررت التقوى مع الإيمان والعمل الصالح مرة ومع الإيمان مرة ومع الإحسان مرة , اطّلع على تعليلات المفسرين , فلم يجد فيها ما تستريح إليه نفسه .. وأثبت في الطبعة الأولى من الظلال تعليلا لم يرتح إليه , وتراجع عنه في الطبعة المنقحة ..وأحسن تعليلٍ وجده عند إمام المفسرين أبي جعفر ابن جرير الطبري , ولكنه ليس مقنعا ولا شافيا , ولم يرتح له الارتياح الكامل... وبعد تفكير طويل استمر مايقارب عشر سنوات أعلن عجزه عن تفسير مقنع شافٍ مريح , لأنّ الله لم يفتح عليه فيذلك .. فقال :"وأنا اللحظة لا أجد في هذا القول (قول الطبعة الأولى) ما يريح أيضا ... ولكنه لم يفتح عليّ بشيء آخر .. والله المستعان "
وهنا أقول: تستوقفنا بعض الكلمات , والمواقف والأحداث , وربما تفكرنا فيها زمنا طويلا محاولين فهمها واستيعابها والتأمل في معناها خاصة عند صدورها من عزيز أو صديق حميم , لكن! كم قسمنا من تفكيرنا وجهدنا وأوقاتنا لفهم بعض آيات كتاب الله تعالى , واستيعابها ومراجعة ما كتب فيها أهل التفسير والفهم , وأمعنا النظر فيها مرارا وتكرارا فرادى وجماعات, وسألنا فيها أهل الفن والخبرة , وتحاورنا حولها , واستنفرنا من حولنا ليشاركونا جهدهم وأوقاتهم حتى يُفتح علينا فيها ,,, وكل آية في كتاب الله بلا شك جديرة بهذا وأكثر , كيف وهو رسالة الله إلينا, وحجته علينا, وسنسأل عنه حرفا حرفا, وآية آية , وياضيعة الأعمار تضيع في غير هذا , والمغبون حقا من غبن عن كتاب الله تعالى وتفهمه , عافانا الله وسلمنا ..
التعديل الأخير: