كم (تحفظ/تحفظي) من القرآن الكريم؟ وكيف (تقوم/تقومي) به؟

إنضم
05/07/2014
المشاركات
305
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
57
الإقامة
مصر
كم (تحفظ/تحفظي) من القرآن الكريم؟ وكيف (تقوم/تقومي) به؟

تحدثنا في ملتقى سابق حول قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}
(تدبر القرآن 1)

وكان مما قلت فيه: (ترتيل القرآن وقراءته على مكث وعلى مهل سلوك وليس علم هذا السلوك حتى تغيره تحتاج إلى صبر ومثابرة وتعب ونصب ومحاولات مرة تلو الأخرى ووقت طويل قد يصل إلى شهور وشهور، فإذا أصبحت قراءة القرآن على مكث عادة وسهلت عليك، فإنك ستكون عندئذ أقرب إلى تدبر كلام الله).

وقد شافهني كثير من أصدقائنا أن هذا الأمر صعب جدا وذلك لأننا تعودنا عند الحفظ على السرعة وعند المراجعة وتكون لنا ختمات معينة والوقت قصير فحتى لا تفوت علينا أحزابنا فإننا نسرع في قراءتها.

والحقيقة أن السرعة نتيجة العادة هذه تحتاج مجاهدة وتمرين، وكلما أسرع الإنسان استغفر وعاد إلى القراءة على السنة، وقد نهى الصحابة عن القراءة هزا كهز الشعر، وكانوا يحرصون على القراءة المسترسلة التي على مهل.

وأما قضية أن يفوتك وردك الذي داومت عليه والوقت قصير فتسرع في القراءة حتى لا يفوتك وردك، ففي صحيح البخاري سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قال: ((أدوَمُها وإن قلَّ)). وقال: ((اكلُفوا من الأعمالِ ما تُطيقون)).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نام عن حِزبِه، أو عن شيٍء منه، فقرأَه فيما بين صلاةِ الفجرِ وصلاةِ الظهرِ، كُتِبَ له كأنما قرأَه من الليلِ)). رواه مسلم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أَهلَ القرآنِ أوتِروا فإنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوِترَ)). صححه الألباني.

والذي أنصح به نفسي وكل أهل القرآن الذين يحفظون جزء من القرآن فأكثر أن يوتر من الليل ما تيسر له، كل حسب ظروفه، وأن يكون هذا الورد مما يقدر عليه ومما يقرأه على مكث وعلى مهل كما جاء ذلك في السنة وكما حث عليه الصحابة الكرام. فإن شُغِل عنه في ليلة قرأه قبل صلاة الظهر فكأنما قرأه من الليل. وعليه أن لا يزيد على ورده شيئا حتى يقوم به فترة طويلة، وأن يعلم ما فيهن، وأن يعمل بهن. فإن قام بما يجب عليه فيهن، له أن يزيد في ورده ما شاء، إن كان يظن أن وقته يسمح بذلك على السنة أي على مهل وبدون عجلة.

أما الذين يحفظون أجزاء كبيرة من القرآن فإني أنصحهم أن يبدؤوا من جديد، فيأخذون ما يطيقون فمثلا يأخذون البقرة وآل عمران وبعض أجزاء من المفصل، ويقومون بذلك يقرؤون جزء في قيام الليل، ويعلمون ما في هذه السور، ويعملون بها، فترة طويلة من الزمن، أما باقي محفوظهم فإنهم يقرؤونه في غير ورد الليل قراءة من يخشى الإثم على شهر مثلا أو أربعين يوما. ولا يكلف نفسه أكثر من طاقتها كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة وإن كان من أصحاب الأعذار الذين قال لهم الله: {فاقرؤوا ما تيسر منه}، وعليه بإقامة الصلاة والصدقة والاستغفار كما حثت عليه آية سورة المزمل عسى الله أن يجعل لنا مخرجا. وليحرص كل منا على الاستغفار عند السحر وهذا الاستغفار وإن كان عاما غير مخصوص إلا أنه استغفار لأننا لا نقوم بكتاب الله كله وإن قمنا فإننا لا نعلم منه إلا القليل وإن علمنا فإننا لا نعمل به كما عمل به الصالحون.

قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المزّمِّل : 20 )}.

والسؤال الآن:
كم (تحفظ/تحفظي) من القرآن الكريم؟ وكيف (تقوم/تقومي) به؟
 
جزاكم الله خيرا على المرور والحضور...
حبذا لو ساهم وشارك كل منا بتجربته أو تجربة غيره ،،،
ليستفيد الجميع ،،،
 
هذه نصيحة غالية نسأل الله أن يعيننا على العمل بها ، جزاك الله خيرا .
ولقد أكد لى أحد الإخوة أن أفضل شىء أعانه على حفظ كتاب الله - رغم أنه بدأ الحفظ بعد أن تجاوز الأربعين من عمره - هو قيام الليل .
واسمح لى أن أصحح السؤال الذى عنونت به المشاركة ليكون :
كم (تحفظ /تحفظين) من القرآن الكريم ؟ وكيف (تقوم / تقومين) به ؟
ولك منى الشكر والتقدير .
 
كتبت هذه المشاركة على الملتقى منذ عامين ولم أكمل الخطة الواردة بها للأسف لضعف الهمّة وقدّر الله وما شاء فعل.

أعتذر عن الإطالة ، أولاً : أحفظ مع نفسي . ثانياً : المنهجية في القصة التالية الطويلة :
أنا الآن عمري 21 سنة وانتهيت بإذن الله من الفرقة الرابعة في كلية الحقوق جامعة القاهرة
بدأ الأمر وأنا عند 11 سنة عندما كنت سأدخل الصف الأول الإعدادي ، إذ أجبرتني والدتي على حفظ سورة الرحمن وسورة يس ، وبالفعل حفظتهم في الأجازة الصيفية - مع نفسي تحت ضغط أمي - بين الصف الخامس الإبتدائي والصف الأول الإعدادي، وعندما دخلت الصف الثاني الإعدادي بدأت أحفظ سورة البقرة مع نفسي، ولم أكن منتظم، فيوم أحفظ خمسة آيات ويوم أحفظ خمسة عشر آية ويوم لا أحفظ ويوم أراجع وهكذا حتى امتحنت الترم الأول في الصف الأول الثانوي وأنا عندي 14 سنة في يناير 2006 ، دخلت امتحان نصف العام وأنا أحفظ الجزء الأول من القرآن مع الربع الأول من الجزء الثاني ، أي ربع " سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها " ، انتهيت من حفظ هذا الربع مع الجزء الأول ، وبعد أن انتهت امتحانات نصف العام كنت المفروض أراجع ما حفظت في أجازة نصف العام ، لكن للأسف لم أراجع شئ ، وعند بداية الترم الثاني قررت أحفظ سورة طه 135 آية ، وانتهيت من حفظها كاملةً ، وبعد ذلك قررت حفظ سورة مريم 98 آية ، حفظت منها 50 آية ثم دخل شهر امتحانات آخر العام في الصف الأول الثانوي فتوقفت طبعاً عن الحفظ ، وفي الأجازة للأسف لم أراجع ما حفظته من البقرة ولا طه ولا الرحمن ولا يس ولا مريم ، لكن بدأت بحفظ سورة الكهف 110 لأنها كانت مقررة في مادة الدين التي بالطبع لا تضاف للمجموع ، حفظت منها 98 آية ، كان ذلك عندما كان عندي 15 سنة في الأجازة الصيفية قبل أن أدخل الصف الثاني الثانوي ، ومن وقتها ، أي صيف 2006 ، إلى الآن، صيف 2012 ، لم أحفظ أي شئ ولم أراجع على ما كنت أحفظ فنسيت كل شئ ما عدا سورة يس لأنني كنت أقرأها من حين لآخر ، وفي سبتمبر 2012 بدأت بمراجعة ما كنت تركت حفظه في يناير 2006 أي سورة البقرة، وراجعت إلى الآن ستة أرباع أي إلى الآية 105 ، وعندما قمت بالتسميع وجدت نفسي - في الربع الخامس والسادس بالذات - أكثر الغلط ، فأنسى آية ، وأضع آية مكان آية ، فقررت ان أتوقف عن مراجعة الربع السابع والثامن، حتى أتأكد انني أحفظ أول ستة أرباع ، وقررت أن أراجعهم عن طريق أن أقرأ كل ربع من الستة أرباع على حدى 7 مرات ، لكن غيرت رأيي وقرأت كل ربعين 7 مرات ، فقرأت الأول والثاني 7 ثم الثالث والرابع 7 ثم الخامس والسادس 7 ، أي 7 مرات ، ثم بعد ذلك قررت أن أقرأ الستة أرباع معاً 7 مرات ، وحتى الآن انتهيت من كل ذلك وقرأت الستة أرباع مرتين فقط وباقي لي خمس مرات ، وبعد أن أنتهي إن شاء الله من الخمسة وأتم قراءة الستة أرباع سبعة مرات سأقوم بتسميعها - أي الستة أرباع - وإذا أخطأت في أي صفحة سأكررها عشرة مرات وأقوم بتسميعها بالكتابة إن كانت الغلطة فادحة ، كنسيان آية أو وضع آية مكان آية ، ، أما لو كانت الغلطة ليست كبيرة ، كالغلط في تشكيل كلمة واحدة في الصفحة كلها ، فسأكتب الآية التي اخطأت فيها فقط خمسة أو عشرة مرات ، وقد يسألني سائل سؤال : كيف تقوم بالتسميع بما أنك تحفظ مع نفسك ؟؟؟ أقول : أقوم بالتلاوة غيابياً وتسجيل هذه التلاوة بالموبايل ، ثم أقوم بسماع التسجيل وأنا أنظر في المصحف ، فإذا وجدت خطأ مهما كان ، قمت بكتابة الخطأ في كراسة خاصة بذلك، بأن أكتب الصواب وبجواره الخطأ الذي وقعت فيه ، مثلاً : الصواب { أتجعلُ فيها من يُفسِدُ فيها ويسفِكُ الدماءَ } والخطأ " ويسفكُ الدماءُ " . وبعد أن أنتهي إن شاء الله من الستة أرباع ، سأقوم بفعل نفس الشئ مع الربع السابع والثامن من القرآن ، أي مراجعة الحفظ فيهما ، ثم قرأتهما معاً 7 مرات ، وأفعل معهم نفس الشئ حتى أتأكد من حفظهم ، وبعد أن أقوم بتسميع الربعين السابع والثامن دون أي خطأ ، أقرأ الجزء الأول كله 7 مرات ، ثم أقوم بتسميعه على بعضه مرة واحدة ، حتى يكون التسميع بدون أي خطأ ، ثم أنتقل للجزء الذي يليه وهكذا ، ولا أعلم ما إذا كانت هذه الخطة ، التي حققت جزء منها إلى الآن ، سيوفقني الله لتحقيقها أم ستثبط همتي ككل مرة .
 
أخي العزيز نبيل
لك أنت مني جزيل الشكر على التصحيح وعلى المشاركة المفيدة
بارك الله فيك، ونفع بك،،،
 
الأخ العزيز/ عمر محمد
بارك الله فيك وفي حفظك،،،
ذكرتنا بموضوع الحفظ، وهو موضوع متعلق بموضوع الساعة،

أولا: للحفظ طرق كثيرة جدا لا تكاد تنحصر في كتاب واحد، وأفضل طريقة أن يلتزم الراغب في حفظ كتاب الله شيخا متقنا ويلتزم طريقته.
وحبذا لو كان العلم بالسورة قبل حفظها، فقراءة أكثر من تفسير للسورة يفيد الحفظ ويثبته.

وقبل أن تحفظ الجديد عليك أن تسأل نفسك هل قمت بالحفظ الماضي كما ينبغي أم أن الحفظ الجديد سيزاحم الحفظ الماضي ولن تستطيع أن تقوم لا بهذا ولا بذاك، وهذا الذي يتعجل الحفظ ويستكثر منه نقول له: إنما هي العاجلة (الدنيا)، إنما هي العاجلة (الدنيا)، إنما هي العاجلة (الدنيا).

اختلف العلماء في حكم الوتر، والصحيح والله أعلم أنه واجب على أهل القرآن لقوله صلى الله عليه وسلم ((أوتروا يا أهل القرآن))، كما مر معنا، وإن لم يقم حفظة القرآن أو جزء منه به في قيام الليل فمن لقيام الليل.

وعلى هذا فمن حفظ سبعة أجزاء مثلا عليه أن يقوم الليل بجزء في الليلة، لأن أقل من ذلك سيتفلت غالبا، وهو يعادل ساعة من الزمن إذا التزم قراءة الترتيل على مهل ومكث وأعطى الصلاة حقها في الركوع والسجود، وعلى من يحفظ عشرة أجزاء أن يقوم بجزء ونصف تقريبا، وهكذا يزيد زمن القيام مع زيادة المحفوظ.
ثم عليه أن يتأثر بذلك فتتغير أخلاقه، ومعاملاته، ويطلب مزيدا من العلم في بعض الآيات التي يقف عندها.

عندئذ لو وجد في وقته متسعا ولاشك أنه سيجد - ببركة القيام بحق محفوظة القديم من القرآن - ، لو وجد متسعا من وقته في الليل له أن يطلب المزيد. وسيبارك الله في حفظه الماضي والجديد، ولو لم يجد متسعا فعليه أن يوقن أنه لم يقم بحق الحفظ الماضي كما يجيب.
ولذلك نجد الشكوى من حفظة القرآن كثيرة في عدم البركة وتفلت الآيات منهم مع كثرة المراجعة، لأن حفظ القرآن ليس بحفظ حروفه وإنما بحفظ حدوده، وأخلاقه والعمل به وقيام الليل به.

فيا أهل القرآن يا من تحفظ الأعلى أو الفجر أو غير ذلك من سور القرآن، من لقيام الليل؟ من لقيام الليل؟ من لقيام الليل؟
 
الأخ / وليد العاصي
جزاك الله خيرا على المشاركة ،،،
كما سبق فطرق الحفظ والمراجعة كثيرة جدا، وكل إنسان يختار المناسب له،،،
وبعد أن علمنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أوتروا يا أهل القرآن))، يحسن بنا أن نقسم محفوظنا إلى قسمين: قسم نسترجعه بسهولة ويسر وبدون مشقة، فنحزب هذا القسم على سبعة أيام تقريبا نقوم به الليل، بحيث لا يمر أسبوع تقريبا وإلا وقد ختمناه مرة.
والقسم الثاني المحفوظ حفظ غير متين أو القسم غير المحفوظ، فهذا لا نتعجل في حفظه ولكن يكفي قراءته على أربعين يوم مثلا في غير ورد الليل.
 
عودة
أعلى