المعتزبالله محمد
New member
كم (تحفظ/تحفظي) من القرآن الكريم؟ وكيف (تقوم/تقومي) به؟
تحدثنا في ملتقى سابق حول قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}
(تدبر القرآن 1)
وكان مما قلت فيه: (ترتيل القرآن وقراءته على مكث وعلى مهل سلوك وليس علم هذا السلوك حتى تغيره تحتاج إلى صبر ومثابرة وتعب ونصب ومحاولات مرة تلو الأخرى ووقت طويل قد يصل إلى شهور وشهور، فإذا أصبحت قراءة القرآن على مكث عادة وسهلت عليك، فإنك ستكون عندئذ أقرب إلى تدبر كلام الله).
وقد شافهني كثير من أصدقائنا أن هذا الأمر صعب جدا وذلك لأننا تعودنا عند الحفظ على السرعة وعند المراجعة وتكون لنا ختمات معينة والوقت قصير فحتى لا تفوت علينا أحزابنا فإننا نسرع في قراءتها.
والحقيقة أن السرعة نتيجة العادة هذه تحتاج مجاهدة وتمرين، وكلما أسرع الإنسان استغفر وعاد إلى القراءة على السنة، وقد نهى الصحابة عن القراءة هزا كهز الشعر، وكانوا يحرصون على القراءة المسترسلة التي على مهل.
وأما قضية أن يفوتك وردك الذي داومت عليه والوقت قصير فتسرع في القراءة حتى لا يفوتك وردك، ففي صحيح البخاري سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قال: ((أدوَمُها وإن قلَّ)). وقال: ((اكلُفوا من الأعمالِ ما تُطيقون)).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نام عن حِزبِه، أو عن شيٍء منه، فقرأَه فيما بين صلاةِ الفجرِ وصلاةِ الظهرِ، كُتِبَ له كأنما قرأَه من الليلِ)). رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أَهلَ القرآنِ أوتِروا فإنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوِترَ)). صححه الألباني.
والذي أنصح به نفسي وكل أهل القرآن الذين يحفظون جزء من القرآن فأكثر أن يوتر من الليل ما تيسر له، كل حسب ظروفه، وأن يكون هذا الورد مما يقدر عليه ومما يقرأه على مكث وعلى مهل كما جاء ذلك في السنة وكما حث عليه الصحابة الكرام. فإن شُغِل عنه في ليلة قرأه قبل صلاة الظهر فكأنما قرأه من الليل. وعليه أن لا يزيد على ورده شيئا حتى يقوم به فترة طويلة، وأن يعلم ما فيهن، وأن يعمل بهن. فإن قام بما يجب عليه فيهن، له أن يزيد في ورده ما شاء، إن كان يظن أن وقته يسمح بذلك على السنة أي على مهل وبدون عجلة.
أما الذين يحفظون أجزاء كبيرة من القرآن فإني أنصحهم أن يبدؤوا من جديد، فيأخذون ما يطيقون فمثلا يأخذون البقرة وآل عمران وبعض أجزاء من المفصل، ويقومون بذلك يقرؤون جزء في قيام الليل، ويعلمون ما في هذه السور، ويعملون بها، فترة طويلة من الزمن، أما باقي محفوظهم فإنهم يقرؤونه في غير ورد الليل قراءة من يخشى الإثم على شهر مثلا أو أربعين يوما. ولا يكلف نفسه أكثر من طاقتها كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة وإن كان من أصحاب الأعذار الذين قال لهم الله: {فاقرؤوا ما تيسر منه}، وعليه بإقامة الصلاة والصدقة والاستغفار كما حثت عليه آية سورة المزمل عسى الله أن يجعل لنا مخرجا. وليحرص كل منا على الاستغفار عند السحر وهذا الاستغفار وإن كان عاما غير مخصوص إلا أنه استغفار لأننا لا نقوم بكتاب الله كله وإن قمنا فإننا لا نعلم منه إلا القليل وإن علمنا فإننا لا نعمل به كما عمل به الصالحون.
قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المزّمِّل : 20 )}.
والسؤال الآن:
كم (تحفظ/تحفظي) من القرآن الكريم؟ وكيف (تقوم/تقومي) به؟
تحدثنا في ملتقى سابق حول قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}
(تدبر القرآن 1)
وكان مما قلت فيه: (ترتيل القرآن وقراءته على مكث وعلى مهل سلوك وليس علم هذا السلوك حتى تغيره تحتاج إلى صبر ومثابرة وتعب ونصب ومحاولات مرة تلو الأخرى ووقت طويل قد يصل إلى شهور وشهور، فإذا أصبحت قراءة القرآن على مكث عادة وسهلت عليك، فإنك ستكون عندئذ أقرب إلى تدبر كلام الله).
وقد شافهني كثير من أصدقائنا أن هذا الأمر صعب جدا وذلك لأننا تعودنا عند الحفظ على السرعة وعند المراجعة وتكون لنا ختمات معينة والوقت قصير فحتى لا تفوت علينا أحزابنا فإننا نسرع في قراءتها.
والحقيقة أن السرعة نتيجة العادة هذه تحتاج مجاهدة وتمرين، وكلما أسرع الإنسان استغفر وعاد إلى القراءة على السنة، وقد نهى الصحابة عن القراءة هزا كهز الشعر، وكانوا يحرصون على القراءة المسترسلة التي على مهل.
وأما قضية أن يفوتك وردك الذي داومت عليه والوقت قصير فتسرع في القراءة حتى لا يفوتك وردك، ففي صحيح البخاري سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قال: ((أدوَمُها وإن قلَّ)). وقال: ((اكلُفوا من الأعمالِ ما تُطيقون)).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نام عن حِزبِه، أو عن شيٍء منه، فقرأَه فيما بين صلاةِ الفجرِ وصلاةِ الظهرِ، كُتِبَ له كأنما قرأَه من الليلِ)). رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أَهلَ القرآنِ أوتِروا فإنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوِترَ)). صححه الألباني.
والذي أنصح به نفسي وكل أهل القرآن الذين يحفظون جزء من القرآن فأكثر أن يوتر من الليل ما تيسر له، كل حسب ظروفه، وأن يكون هذا الورد مما يقدر عليه ومما يقرأه على مكث وعلى مهل كما جاء ذلك في السنة وكما حث عليه الصحابة الكرام. فإن شُغِل عنه في ليلة قرأه قبل صلاة الظهر فكأنما قرأه من الليل. وعليه أن لا يزيد على ورده شيئا حتى يقوم به فترة طويلة، وأن يعلم ما فيهن، وأن يعمل بهن. فإن قام بما يجب عليه فيهن، له أن يزيد في ورده ما شاء، إن كان يظن أن وقته يسمح بذلك على السنة أي على مهل وبدون عجلة.
أما الذين يحفظون أجزاء كبيرة من القرآن فإني أنصحهم أن يبدؤوا من جديد، فيأخذون ما يطيقون فمثلا يأخذون البقرة وآل عمران وبعض أجزاء من المفصل، ويقومون بذلك يقرؤون جزء في قيام الليل، ويعلمون ما في هذه السور، ويعملون بها، فترة طويلة من الزمن، أما باقي محفوظهم فإنهم يقرؤونه في غير ورد الليل قراءة من يخشى الإثم على شهر مثلا أو أربعين يوما. ولا يكلف نفسه أكثر من طاقتها كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة وإن كان من أصحاب الأعذار الذين قال لهم الله: {فاقرؤوا ما تيسر منه}، وعليه بإقامة الصلاة والصدقة والاستغفار كما حثت عليه آية سورة المزمل عسى الله أن يجعل لنا مخرجا. وليحرص كل منا على الاستغفار عند السحر وهذا الاستغفار وإن كان عاما غير مخصوص إلا أنه استغفار لأننا لا نقوم بكتاب الله كله وإن قمنا فإننا لا نعلم منه إلا القليل وإن علمنا فإننا لا نعمل به كما عمل به الصالحون.
قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المزّمِّل : 20 )}.
والسؤال الآن:
كم (تحفظ/تحفظي) من القرآن الكريم؟ وكيف (تقوم/تقومي) به؟