هل الشمس الكروية أصلاً - في الدنيا - سوف تكوَّر في الآخرة ؟
جواب السؤال في العبارة المذكورة أعلاه: كـ " تكوير العمامة ".
وهنا سيظهر سؤال آخر: ما وجه الشبه بين تكوير الرجل لعمامته وتكوير الشمس يوم القيامة؟
وجوابه في معرفة عادات العرب زمن التنزيل؛ فتلك المعرفة من أهم أسس التفسير الصحيح كما تم بيانه في هذا البحث
http://vb.tafsir.net/tafsir36472/#.V-I_EygrJ1s
ولنعد إلى موضوعنا
العربي يلبس عمامته إذا خرج خارج بيته؛ لحمايته من الشمس والغبار، وللتجمُّل فهي تزيد من طوله وزينته.
لكنه حين يعود إلى بيته لا يرتديها لانتفاء أسباب ارتدائها، بل يحتفظ بها في صندوق ليبعدها عن عبث الصبيان والغبار ودواب الأرض وحيوانات الداجن التي تكون معه في البيت.
وحتى تحافظ العمامة على قوامها المتماسك (حيث لم يكن كي الملابس متيسراً كما هو الآن)، كان يلفها على اسطوانة خشبية أو حديدية قبل أن يضعها في الصندوق.
وعملية لف العمامة حول الأسطوانة ووضعها في صندوق لحفظها إلى حين الحاجة إليها تسمى: (تكوير العمامة).
فحين يقول لخادمه: " كوِّر العمامة "، سيفهم منه ما يريد.
* لماذا تكوَّر الشمس فقط؟
لأن باقي الكواكب لا حاجة لها، فالكواكب خلقت تكريماً للناس وتسهيل حياتهم وتزيينها، فلا داعي لوجودها بعد فناء الناس؛ لذا فكل الكواكب ستتناثر وستتساقط إلا الشمس.
الشمس سيتم الاحتفاظ بها في مكان خاص (تكوَّر كتكوير العمامة)؛ لأن لها وظيفة بعد النفخة الثانية في مرحلة العرض حين تقترب من الناس بمقدار ميل.
وبهذا يصبح معنى تكوير الشمس = كتكوير العمامة = الاحتفاظ بها لاستخدامها دون أن تتساقط وتتناثر كباقي الكواكب.
والله أعلم