كلمة حق في "دار الكتب العلمية"!!

إنضم
03/02/2005
المشاركات
100
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الأحساء
كلمة حق في "دار الكتب العلمية"!!
لقد نظر كثيرٌ من الباحثين إلى مطبوعات دار الكتب العلمية بأنها ناقصة الجودة والدقة, وأنَّ فيها من السقط والتحريف ما لا في غيرها, ومن البياض في الكتاب الواحد ما قد يتفاوت العشرات من الصفحات, ناهيك عن رداءة الطباعة والورق أحياناً.

إلاَّ أنه يجب علينا أن ننظر إلى عمل هذه الدار من زاويةٍ إيجابيةٍ وهي أنها قد قدمت خدمةً جليلةً للباحثين, فكم من باحثٍ قد وَقَف على نصوصٍ هامةٍ لبحثه لم يكن قد وقف عليها لو لم تكن نسخة دار الكتب العلمية موجودة, فقد أخرجت الكثير من كتب المطوَّلات التي كانت رهينة الخزائن والأدراج ولم يُسبق لها النشر من قبل نحو تفسير الصنعاني (ت:211هـ), والواضح في تفسير القرآن لعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري (ت:308هـ), وتفسير ابن أبي حاتم (ت:327هـ)..., هذا مع التنبيه إلى كُلِّ باحثٍ بأنَّ يتحرى الدقة والتحرير في كُلِّ ما ينقل من مطبوعات هذه الدار.

ومن هذا المُنطلق فإني أقترح على هذه الدار بأن يتولوا طباعة النسخ الخطية اليتيمة والفريدة التي قد تكون ناقصةً ولم يُعثر على بقية أجزائها نحو تفسير النَّقاش (ت:351هـ) والرماني (ت:384هـ), والحاكم الجُشَمي (ت:494هـ), والاستغناء في علوم القرآن للأدفوي (ت:388هـ)..مع التعليق اليسير على ما يحتاج إلى ذلك.

كما أقترح الاهتمام بالمشاريع العلمية التي تصدر عن الجامعات فيعوق الجامعة طول هذه التحقيقات عن طباعتها مما يُؤدي إلى حرمان الكثير من الباحثين النظر فيها مثل البرهان في تفسير القرآن للحوفي (ت:430هـ), وتفسير البسيط للواحدي (ت:468هـ)...ونحو ذلك.

فلو قامت هذه الدار بطباعة هذا الرسائل مُجرَّدةً من التحقيق لكان ذلك خدمةً عظيمةً تُسجَّلُ في قائمة حسناتهم.

وأُحب أن أُنبه إلى أنَّ هذه المُقترحات ليست مُوجَّهة بالدرجة الأُولى لدار الكتب العلمية بل لأي دارٍ تجد في نفسها القدرة على تحقيق هذا الآمال التي تُشكِّل هاجساً في نفوس الباحثين.

وختاماً: فهذا مجرد رأي أتمنى أن يكون كلمة حقٍ قيلت في دار الكتب العلمية, وأن تجد هذه المُقترحات حظها من التنفيذ.

حُرِّر في ليلة الاثنين 22/3/1426هـ
 
أخي الكريم عبد العزيز
إنما ما تطرحه ينقلني إلى هاجس أكبر من ذلك ، وهو عدم عناية المكتبات والناشرين ـ إلا ما قلَّ ـ بالإخراج الفني المتميز للكتاب الإسلامي ، فكم من كتابٍ علميٍّ ذي قيمة كبيرة يُفسده الإخراج ، فالخط الذي كُتب به ، والفراغات بين السطور ، والحواشي المتلاصقة ، وغير ذلك من مفسدات الكتاب تراها كثيرة ، هذا فضلاً عما يصيبها من أخطاء في الإملاء والنحو .
وكلما كان الكتاب أسلم من هذه الأخطاء دلَّ على عناية القائمين على الكتاب من مؤلفه وناشره .
وكم هو جميل لو ألقى الإخوة بأفكارهم حول صناعة الكتاب .
4 : 4 : 1426 / تبوك
 
الإنصاف عزيز ، وأشكرك على طرح هذه الفكرة ابتداء .
وأما دار الكتب العلمية فلا شك أن لها جهوداً علمية مشكورة ، وقد نشرت كتباً ثمينة ، انفردت بنشرها محققة تحقيقاً مستوفياً ، ويحضرني من ذلك إخراجهم لشرح الخطيب التبريزي لاختيارات المفضل الضبي بتحقيق الدكتور فخر الدين قباوة في طبعته الثانية . وهذا التحقيق هو التحقيق الأجود لهذا الشرح النفيس في أربعة مجلدات. وقد سبق أن طبع الطبعة الأولى في مجمع اللغة العربية بدمشق. وهناك أمثلة كثيرة لنشرهمخ كتباً قيمة .
وهناك في الآونة الأخيرة تجاوزات حدثت من هذه الدار جعلت الباحثين والمحققين يشنعون عليها ، كما صنعوا مع تحقيق الدكتور أحمد الخراط لكتاب الدر المصون للحلبي ، وراجع المجلد الحادي عشر بتحقيق الدكتور الخراط في آخره لترى ماذا كتب عن سطوهم على تحقيقه ونشرهم له دون إشارة إليه. وقد فعلوا مثل ذلك مع بعض التفاسير الأخرى . ومهما كانت الفائدة المتحققة من وراء نشرهم لكتب اشترك في تحقيقها عدد من الباحثين بحجة أنه قل أن يتفق الباحثون على نشر مثل هذه الكتب المطولة ، وقل أن تتبنى دور النشر مثل هذه المطولات ، إلا أن هذا يعتبر إخلالاً بأصل من أصول الأمانة العلمية ، لا يمكن تبريره من قبل القائمين على دار الكتب العلمية ، وقد حاولت الدار في الآونة الأخيرة تدارك الأمر ونشر مؤلفات بعض المحققين الكبار لمحو هذه الصورة السلبية ، والقارئ الناقد يبقى هو الحاكم على منشورات دور النشر . وأذكر أن إحدى دور النشر المصرية قديماً ساءت سمعتها لدى القراء بسبب شيء من تجاوزاتها بصورة قريبة مما صنعته دار الكتب العلمية فطلبت من الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أن ينشر كتاباً من كتبه التي حققها لديها حتى تستعيد ثقة الناس بها ، واستجاب الشيخ أحمد شاكر لذلك ، وأشار إلى هذا الأمر في مقدمة كتابه ، ونسيت الكتاب الآن لكن لعل أحد الإخوة يذكرنا مشكوراً.
 
إن ما قدمته دار الكتب العلمية من حسنات لا يماري فيه أحد وذلك من خلال طبع الكتب والتي لم تطبع ، وبعض التحقيقات العلمية الجيدة ، كما أن ما أفسدته كثير وذلك واضح للعيان وذلك : بالسرقات والتحريف والسقط والأخطاء ... والتي ليس لها حصر . والميزان في ذلك أن من كَثُرت حسناته تجاوزنا عن سيئاته . ولكن أين دار الكتب العلمية من ذلك ؟!
 
جزاكم الله خيرا


يمكن تقسم كتبهم إلى خمسة أقسام :

1_ المصورات ؛ فقد صورت الدار عددا كبيرا من الكتب المفيدة عن الطبعات المعتمدة مثل : التاريخ الكبير للبخاري ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ، وبهجة المجالس لابن عبد البر ، والأمالي للقالي ، وغيرها كثير .
2- كتب لم تطبع من قبل بل تفردوا بطبعها مثل : مستخرج أبي نعيم على مسلم ، وأطراف الغرائب والأفراد الدارقطني ، وتفسير ابن عادل الحنبلي اللباب .. فهذه كما قيل: فما حيلة المضطر إلا ركوبها .
3- كتب طبعاتهم فاقت الطبعة السابقة لها ، ويمكن التمثيل : بالكامل لابن عدي .
4 - كتب حاجتك لها قليلة ، وليست من فنك الذي تميل له ، وتكثر الرجوع له .. ، وطبعاتها الأخرى كبيرة الحجم غالية الثمن ، فهنا يمكن الاستفادة من كتبهم في هذه الحالة بحذر .
5- كتب مهمة يكثر الرجوع لها ، وهي متوفرة بطبعات كثيرة معتمدة فهذه أقول : فر منها فرارك من الأسد.

ومما ينبغي التنبيه له أن الدار كغيرها من الدور قد تطبع كتابا تعب عليه محققه ، وحرر العمل فيه غاية التحرير ، فهنا الشكر له ، لا لها .
وأنما زبدة الكلام على الكتب الكثيرة جدا التي تصدرها الدار من غير مقدمات ، ولا اعتماد على مخطوطات ، (وقد طبعت من قبل بتحقيقات معتمدة متقنة ) و التي سجل على طرتها (حققه فلان ، وفلان ..) ، والذين بلغت تحقيقات بعضهم (!) في سنين أكثر مما حقق جماعة من كبار المحققين على مر السنين !!
 
عودة
أعلى