كلام نفيس لابن القيم رحمه الله في تفسير قوله تعالى :(إلا ماحرم إسرائيل على نفسه)

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
كلام نفيس لابن القيم في تفسير قوله تعالى : ( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ماحرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين )
قال رحمه الله : ومن تلاعب الشيطان بهذه الأمة (اليهود) أن ألقى إليهم : أن الرب تعالى محجور عليه في نسخ الشرائع ، فحجروا عليه أن يفعل مايشاء ويحكم مايريد ، وجعلوا هذه الشبهة الشيطانية ترسا لهم في جحد نبوة محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم . وقرروا ذلك بأن النسخ يستلزم البداء وهو على الله محال .
ومعلوم أن بني إسرائيل كانوا على شريعة أبيهم إسرائيل وملته ، وأن الذي كان لهم حلالا؛إنما هو بإحلال الله تعالى له على لسان إسرائيل والأنبياء بعده إلى حين نزول التوراة ، ثم جاءت التوراة بتحريم كثير من من المآكل عليهم ، التي كانت حلالا لبني إسرائيل . وهذا محض النسخ .
ثم قال تعالى : ( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ) هل تجدون فيها أن إسرائيل حرم على نفسه ماحرمته التوراة عليكم ؟ أم تجدون فيها تحريم ماخصه بالتحريم ؟ وهي لحوم الإبل وألبانها خاصة . وإذا كان إنما حرم هذا وحده ، وكان ماسواه حلالا له ولبنيه ، وقد حرمت التوراة كثيرا منه ، ظهر كذبكم وإفترائكم في إنكار نسخ الشرائع والحجر على الله تعالى في نسخها .
فتأمل هذا الموضع الشريف الذي حام حوله أكثر المفسرين ، وماوردوه .
وهذا أولى من احتجاج كثير من أهل الكلام عليهم : بأن التوراة حرمت أشياء كثيرة من المناكح ، والذبائح ، والأفعال ، والأقوال . وذلك نسخ لحكم البراءة الأصلية ، فإن هذه المناظرة ضعيفة جدا ....
 
من المجلد الثاني صفحة ٨٦ من كتاب الضوء المنير على التفسير الذي جمع فيه علي الحمد الصافي كلام ابن القيم في تفسيره لبعض الآيات .
 
عودة
أعلى