كلام للحرالي(ت638هـ) في بيان القرآن يكتب بماء الذهب.

نزار حمادي

New member
إنضم
25/06/2008
المشاركات
270
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
تونس
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه آخر مشاركة في "ملتقى أهل التفسير"، أختمها بهذا الكلام الذي يحق أن يكتب بماء الذهب، قاله الشيخ ابو الحسن الحرالي في رسالته "مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل" سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يفتح علينا فتوح العارفين به، وبه سبحانه وحده التوفيق.

اعْلَمْ أَنَّ بَلاَغَةَ البَيَانِ تَعْلُو عَلَى قَدْرِ عُلُوِّ المُبِينِ ، فَعُلُوُّ بَيَانِ اللهِ عَلَى بَيَانِ خَلْقِهِ بِقَدْرِ عُلُوِّ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ ، فَبَيَانُ كُلِّ مُبِينٍ عَلَى قَدْرِ إِحَاطَةِ عِلْمِهِ، فَإِذَا أَبَانَ الإِنْسَانُ عَنِ الكَائِنِ أَبَانَ بِقَدْرِ مَا يُدْرِكُ مِنْهُ، وَهُوَ لاَ يُحِيطُ بِهِ عِلْمُهُ، فَلاَ يَصِلُ إِلَى غَايَةِ البَلاَغَةِ فِيهِ بَيَانُهُ، وَإِذَا أَنْبَأَ عَنِ المَاضِي فَبِقَدْرِ مَا بَقِيَ مِنْ نَاقِصِ عِلْمِهِ بِهِ كَائِناً فِي ذِكْرِهِ؛ لِمَا لَزِمَ الإِنْسَانَ مِنْ نِسْيَانِهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُنْبِئَ عَنِ الآتِي أَعْوَزَهُ البَيَانُ كُلُّهُ، إِلاَّ مَا يُقَدِّرُهُ أَوْ يُزَوِّرُهُ، فَبَيَانُهُ فِي الكَائِنِ نَاقِصٌ، وَبَيَانُهُ فِي المَاضِي أَنْقَصُ، وَبَيَانُهُ فِي الآتِي سَاقِطٌ؛ (يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ)[القيامة: 5] وَبَيَانُ اللهِ ــ سُبْحَانَهُ ــ عَنِ الكَائِنِ بَالِغٌ إِلَى غَايَةِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ؛ (قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ)[الملك:26]، وَعَنِ المُنْقَطِعِ كَوْنُهُ بِحَسَبِ إِحَاطَتِهِ بِالكَائِنِ، وَسُبْحَانَهُ مِنَ النِّسْيَانِ؛ (لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى) [طه:52]، وَعَنِ الآتِي بِمَا هُوَ الحَقُّ الوَاقِعُ؛ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ [الأعراف:6، 7]. اهـ.
 
هل هي المشاركة الأخيرة بهذا المعرف ، وتنوي العودة بمعرف جديد كما فعلت في المرة السابقة أم أنها الأخيرة على الإطلاق ؟
 
ولماذا أخي الكريم نزار تفارقنا ونحن إخوانك رعاك الله ، وليس فيما يدور من النقاشات ما يعكر صفو الود بيننا إن شاء الله ، فلا تهجرنا فوق ثلاث وفقك الله ونفع بك .
وأما أنت يا أبا الحسنات فما أحراك أن تكون أحسنت القول لأخيك وأنت تكني نفسك بأبي الحسنات، والأمر في النقاش والجدال -ولو احتد فيما بيننا أحياناً - لا يبلغ بنا أن نستعمل مثل هذا الأسلوب في هذا الموضع ، فأرجو قبول عتبي لك في هذا القول جزاك الله خيراً ، فما هذا لنا ولا لك بِخُلُقٍ مع أحبابنا وإخواننا . (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) .
وأنتما موضع قدوة وأهل علم ، فما يجوز في حقكما إلا كمال الأدب ، جعلنا الله من المتحابين فيه .
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ". صحيح البخاري - كتاب الأدب، باب الهجرة.
فلا يسعني إلا أن أقول: السمع والطاعة يا رسول الله، صلى الله عليك وسلم.
وقد أحسنتم يا شيخ عبد الرحمن في موعظتي بهذا الحديث الشريف، فقد أحسنتم الموعظة، ولا يسعني إلا أن أقبل دعوتكم، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يجعلني ومن خالفني من أهل ملتي ممن قال في حقهم سبحانه: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ)[الأعراف: 43]
 
أحسن الله إليك يا د. عبد الرحمن على هذا التذكير النبوي.
وأحسن الله إليك أخي نزار على هذا الأدب في الانقياد إلى التذكير النبوي.

وأرجو ألا تجد في اعتراض من يعترضون على آرائك حرجا في طرح ما تعتقد صوابه.

وبصرف النظر عن بعض المناوشات :) منك ومن غيرك، (والتي وددت أن لو تم تجنبها) فقد قرأت أكثر مداخلاتك باهتمام.
 
الدكتور عبد الرحمن بارك الله فيك :
" مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا ، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ . وَقَالَ : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } وَقَالَ : { إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ } { كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي } وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ " .مجموع الفتاوى (3/ 232) .

ولتعلم بغيه على السنة وأهلها انظر في مشاركاته هنا واحكم من المسيء فينا :
حرر من قبل المشرف
والأولى في من ينشر شبهات المبتدعة ويذب عنها أن لا يكون له مكان في ملتقى لأهل السنة ، لا أن يرحب به ، سيما وقد جربناه فلم نجد منه إلا إثارة الفوضى والمشاكل .
 
ما أحلتم عليه أخي أبا الحسنات معلوم عندي، ولكن هذا المكان غير ذاك وفقك الله . ونحن مسؤلون عن ضبط موقعنا فحسبُ ، ومن التزم بشروط هذا الموقع فحياه الله وبياه، والانترنت أوسع من أن نضيق فيها الأمر . أرجو أن يقدر أن لك مقام مقالاً وفقكم الله جميعاً لكل خير .
 
لكن الذي يقدح ويطعن هناك هو نفسه الذي يدعو للحوار العلمي الهادىء هنا ! .
فكيف يُغفل مثل هذا ؟ .
 
عودة
أعلى