كلام شيخ الإسلام في بيان أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبعة.

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1
كلام شيخ الإسلام في بيان أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبعة:
لا شك أن الأحرف السبعة هي غير القراءات السبعة خلافا لما يظنه البعض بسبب الموافقة في العدد، وقد بين ذلك كثير من الأئمة، منهم الشرف المرسي الذي نقل عنه السيوطي قوله:" و قد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبع، و هو جهل قبيح"-اهـ-
و هذا نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذه المسألة، يقول رحمه الله:" لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التي ذكر النبي صلى الله عليه و سلم أن القرآن أنزل عليها ليست هي قراءات القراء السبعة المشهورة، بل أول من جمع قراءات هؤلاء هو الإمام أبو بكر بن مجاهد، و كان على رأس المائة الثالثة ببغداد، فإنه أحب أن يجمع المشهور من قراءات الحرمين و العراقين و الشام، إذ هذه الأمصار الخمسة هي التي خرج منها علم النبوة من القرآن و تفسيره و الحديث و الفقه من الأعمال الباطنة و الظاهرة و سائر العلوم الدينية، فلما أراد ذلك جمع قراءات سبعة مشاهير من أئمة قراء هذه الأمصار ليكون ذلك موافقا لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن، لا لاعتقاده أو اعتقاد غيره من العلماء أن القراءات السبعة هي الحروف السبعة أو أن هؤلاء السبعة المعنيين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم.
و لهذا قال من قال من أئمة القراء: لو أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع البصرة و إمام قراء البصرة في زمانه في رأس المائتين"-مجموع الفتاوى-
 
ومن قَبلِ شيخ الإسلام نبّه على ذلك أو أشار إليه:
أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم (ت 349) تلميذ ابن مجاهد، وأبو محمد إسماعيل بن إبراهيم الهروي (ت 414)، ومكي بن أبي طالب القيْسي (ت 437 )، وأبو العباس أحمد بن عمار المهدوي المقرئ (ت 440)، وأبو الفضل الرازي (ت 454)، وابن العربي المالكي (ت 543)، وعلم الدين السخاوي (ت 643)، وشرف الدين المرسي (ت 655)، وأبو شامة المقدسي (ت 665). وكذلك إبراهيم الجعبري (ت 732)؛ الذي قال في قصيدته (نهج الدماثة):
[poem=]وأعْضَلَ ذُو التَّسْبِيعِ مُبْهِمَ قَصْدِهِ = فَزَلَّ بِهِ الْجَمُّ الغَفِيرُ فَجُهِّلا
ونَاقَضَه فِيهِ ، وَلَوْ صَحَّ لاقْتَدَى = وَكَمْ حَاذِقٍ قَالَ : المُسَبِّعُ أخْطَلاَ[/poem]
وشرحَه فقال : " أتى ابنُ مجاهد بأمرٍ مشكِلٍ ؛ حيثُ لم يُصَرِّحْ بِقَصْدِه ، فغلطَ أكثرُ الناسِ ، فنُسِبَ إلى الجهْلِ " .
وقال : " مَن حصرَ الأحرفَ السبعةَ في الأئمةِ السبعةِ مُقَلِّدًا لابنِ مجاهدٍ لم يثْبُتْ على متابعتِه ، بل خالفَه ؛ وهذا معنى قوله (ولو صح) أي تقليدُه (لاقتدى) به مطلَقًا . ومخالفتُهم جاءت في الرواة والمسائل " ، ثم قال : " بعضُ المصنفين الحذاق قال : أخطأ الذي ابتدأ بجمع سبعة ؛ لِمَا تقدَّم " ، ثم نقل كلام المهدوي الذي حمل فيه على ابن مجاهد.
ونبّه على ذلك أيضا ابن تيمية (ت 728) ، وابن وهبان (ت 768)، وابن الجزري (ت 833) ، وغيرهم من الأئمة رحمهم الله.
 
لكن كما يفهم من كلام شيخ الإسلام، فإن ابن مجاهد لم يقصد من السبعة: الأحرف و إنما قصد سبع قراء من كبار القراء في ذلك الزمن، فكيف يقال "حصر الأحرف السبعة في القراء السبعة تقليدا لابن مجاهد"؟
 
عودة
أعلى