كتب المعاني والتفسير وفرق ما بينهما ؟

البسام

New member
إنضم
27/06/2007
المشاركات
165
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
في أثناء قراءاتي لإحدى الرسائل العلمية المطبوعة لفتني حديث مؤلفها في مقدمته عن المصادر التي أفاد منها في بحثه ، وأورد جملة من كتب المعاني المعروفة ، ولكنه سماها تفاسير ، فقال : تفسير الفراء ، وتفسير الزجاج ... إلخ ، وهو ظاهر صنيع مؤلف الكتاب النفيس جدًا (النحو وكتب التفسير ) ، حيث أسلك في التفسير كتب معاني القرآن الكريم .
وسؤالي هنا : هل يصح عند المتخصصين في التفسير وعلومه أن تُسمى كتب المعاني تفاسير ، وهل ثمة ما يميز أحدها عن الآخر ؟ .
 
أخي البسام حياك الله
لقد نظرت في هذه المسألة أثناء كتابتي لرسالة الدكتوراة ( التفسير اللغوي ) ، وخرجت بأن كتب المعاني مغايرة لكتب التفسير ، ويمكن ملاحظة الفرق من الوجوه الآتية :
1 ـ المادة العلمية التي في كتب المعاني مصدرها علوم العربية ، أما كتب التفسير فتضيف مصادر نقلية أخرى كالقرآن والسنة وأسباب النزول وأقوال السلف .
2 ـ كتب المعاني تُعنى ببيان الوجه العربي لمجموع الآيات التي تنعرض لها ؛ لذا قد تفترض الوجوه العربية الصحيحة ؛ كقولهم : ولو قيل كذا لجاز ، أما كتب التفسير فتعنى ببيان المعنى المراد بالآية في سياقها دون النظر إلى مثل هذه المحتملات اللغوية .
3 ـ لا يوجد كتاب في معاني القرآن قد شمل القرآن آية آية ، بخلاف كتب التفسير ، فقد كان من أوائل ما ظهر ـ وهو مطبوع ـ تفسير مقاتل بن سليمان ، وهو تفسير شامل للقرآن آية آية .
 
[align=center]وثمة أمر آخر ياأخي الكريم
إن كتب المعاني غايتها توضيح المعنى
في الآيات الكريمة ، وتقليبها من الناحية اللغوية
فهي أقرب إلى التصنيف المعجمي ، وخاصة
عندما كان في بداياته
ولايخفى عليك أن أغلب المؤلفين فيها
من اللغويين والنحويين
وشكرا لك
وأخي العالم الدكتور مساعد
ودمتم سالمين[/align]
 
زيادة وتفصيل

زيادة وتفصيل


( حيث أسلك في التفسير كتب معاني القرآن الكريم . )

سلك و أسلك : لغتان ،

من الأولى قول ربنا عز وجل :

( فسلكه ينابيع في الأرض )

وقوله :

( ما سلككم في سقر )

ومن الثانية قول ساعدة بن العجلان :

وهم منعوا الطريق وأسلكوهم
على شمّاءَ مهواها بعيد

فالأستاذ البسام اختار لغة ( أسلك ) وهي صحيحة جيدة .
 
وثمة سؤال موصول الأسباب بما سبق ، وهو أنني لاحظت عددا من الباحثين لايضمون إلى كتب المعاني كتاب مجاز القرآن الكريم لأبي عبيدة ، على الرغم أنه لايكاد يختلف عنها في كثير من الأمور ، فهو يشتمل على بيان المعنى والإعراب وتوجيه القراءات وغير ذلك مما تتضمنه كتب المعاني الأخرى ، وإن كان لايبلغ مُدَّها .
فهل ثمة تفسير لذلك ؟
 
المفسرون الذين يحيلون إلى كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة يحيلون إليه ضمن كتاب (معاني القرآن) ، ففي البسيط للواحدي وغيره تجدهم يقولون مثلاً : وهذا رأي (أهل المعاني) كأبي عبيدة والفراء ، ثم تجد القول في كتاب (مجاز القرآن) . فمجاز القرآن في الواقع من كتب معاني القرآن ، ولكن الغالب عليه العناية بالغريب لا بالنحو ، ولذلك لو رجعت إلى كتاب الدكتور نهاد الموسى عن نحو أبي عبيدة لوجدت شحاً ظاهراً في مسائل النحو عنده من خلال كتاب المجاز بخلاف الغريب . وإلا فهو في الجملة يدرج ضمن كتب المعاني بحسب إحالات معظم المفسرين الذين وقفت على كتبهم كالطبري والواحدي وغيرهما والله أعلم .
 
الفرق الحقيقي المشهور بين كتب معاني القرآن و كتب التفسير أن مصنفي كتب معاني القرآن من أئمة العربية و النحو المشهورين بها و وقد سموا كتبهم باسم معاني القرآن فلذلك اشتهرت بذلك اللهم إلا كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة فلم يسم بهذا الاسم هذا مع دخوله عند كثير من المفسرين و غيرهم في مسمى كتب معاني القرآن لكنه أوجز من غيره لتقدم تصنيفه
و لكن من السمات العامة في كتب معاني القرآن عنايتها بجانب اللغة و الإعراب وإقلالها من ذكر الأحاديث و الأسانيد
و أما القول (بأنه لا يوجد كتاب في معاني القرآن قد شمل القرآن آية آية ، بخلاف كتب التفسير ، فقد كان من أوائل ما ظهر ـ وهو مطبوع ـ تفسير مقاتل بن سليمان ، وهو تفسير شامل للقرآن آية آية )اهـ.
فما ذكرتموه سعادة الأستاذ الشيخ مساعد الطيار ليس بفرق حقيقي فمثلا كتاب الزجاج فيه تفسير أشمل للآيات و أكثر مما في تفسير مقاتل
وكذلك معاني القرآن لابن النحاس .
ومن تأمل كتاب الزجاج وهو من أجل ما صنف في هذا النوع و قد اعتنى بنقل ما فيه من اللغة إمام أهل اللعة الآزهري في كتابه العظيم تهذيب اللغة و غيره .
أقول من تأمله وتأمل كتاب ابن النحاس بعد يجد أن الفرق الحقيقي إنما هو فيما ذكرته سابقاً وأما غير ذلك فسمات أغلبية فقط.
و إذا كان من كتب من النحاة في ذلك له نوع عناية بنقل خلاف السلف لعلو سنده و مشاركته في علوم الحديث و الرواية كالإمام أبي بكر محمد بن القاسم (ت: 328هـ) أو لتوفر بعض المصادر لديه كابن النحاس فستجد في كلامه اختلافا عن كلام مثل الفراء و الأخفش الأوسط و غيرهم و من له عناية ودرية في النظر الكثير في هذه الكتب يقطع بذلك . وكلام ابن الأنباري ممن يعتني بنقل نفائس منه ابن الجوزي في زاد المسير و قبل الواحدي في البسيط و القشيري و غيرهم.
 
أخي الدكتور عبد الله الميموني حفظه الله
احسنت في التنبيه ، فلقد كنت ناسيًا لكتاب النحاس في معاني القرآن ، وهو يكاد يكون في معاني القرآن آية آية .
أما كتاب الزجاج فليس يشمل كل آية ككتاب مقاتل الذي ما ترك آية إلا فسرها ، وهذا هو مرادي بالشمول .
ومن ثَمَّ ، فتصحيحكم لعبارتي في استدرككم عليَّ بكتاب (معاني القرآن ) للنحاس= في محله ، ولعلكم تنظرون في الثاني ، وهو معاني الزجاج ، فهل يأتي عليه ما أردتُ أو لا ؟
 
فضيلة أخي الدكتور : مساعد حفظه الله
نعم أيضا معاني القرآن للزجاج فيه تفسير شامل لكل ما يحتاج إلى تبيين و تفسير و بشكل أكبر وأوسع من تفسير مقاتل اللهم إلا في باب القصص ...
 
أخي الفاضل الشيخ الدكتور عبد الله الميموني
الشمول الذي أقصده هو المرور على كل آية وتفسيرها ، وهذا ليس موجودًا في معاني القرآن للزجاج ، فهو يترك آياتٍ لا يتعرض لها ، بخلاف مقاتل بن سليمان ، فهو يمر على الآيات آية آية من او الفاتحة إلى نهاية الناس ، وهذا هو مرادي بالشمول .
أما تعريفكم للشمول بأنه كل ما يحتاج إلى تبيين وتفسير ، وكونه أوسع من مقاتل فهذا صحيح لكنه ليس هو مرادي بالشمول .
 
عودة
أعلى