اسم الكتاب : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها دراسة تربوية للآثار الإيمانية والسلوكية لأسماء الله الحسنى ، وهو الكتاب الثامن عشر من سلسلة للمؤلف وفقه الله بعنوان وقفات تربوية في ضوء القرءان الكريم .
اسم المؤلف : عبدالعزيز الجليل ، ط1 1429 ، دار طيبة ، عدد الصفحات 845 .
كتب المؤلف حفظه الله في الصفحة الأولى من الكتاب :
تمت قراءة هذا الكتاب بكامله على شيخنا عبدالرحمن البراك حفظه الله تعالى وقد أفدت منه فائدة كبيرة وذلك فيما وجه به من حذف وزياذة وتعديل فجزاه الله عني خير الجزاء. ثم قدم المؤلف بمقدمة تبين أهمية هذا الموضوع أنتقي منها مانقله عن قوام السنة الأصفهاني رحمه الله تعالى وهو قوله :
( قال بعض العلماء أول فرض فرضه الله على خلقه معرفته فإذا عرفه الناس عبدوه قال الله تعالى ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق عظمته ، ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف اسمه وكنيته واسم أبيه وجده وسأل عن صغير أمره وكبيره ، فالله الذي خلقنا ورزقنا ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها ) .
ثم قسم الكتاب على أربعة فصول : الفصل الأول وفيه مبحثان . المبحث الأول : شرح آية الأعراف ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ومافي معناها من الآيات . المبحث الثاني : شرح حديث (إن لله تسعة وتسعين اسماً ). الفصل الثاني : بيان مختصر لمنهج أهل السنة والجماعة في دراسة الأسماء والصفات . الفصل الثالث : الشرح التفصيلي لأسماء الله الحسنى وما تثمره في القلوب والجوارح من الثمار اليانعة والأحوال الطيبة . الفصل الرابع : إجمال بعد تفصيل ، ثم بعد ذلك الخاتمة .
والكتاب في جملته حافل بالفوائد ، هذا ماتيسر إيراده عن الكتاب جزى الله مؤلفه خير الجزاء ووفقنا الله وإياكم لكل مايحب ويرضى .
ولمن لم يتيسر له الكتاب أسوق جملة من فوائد الكتاب بعد أن من الله علينا بقراءته :
1 ـ قال ابن القيم رحمه الله :
وليست حاجة الأرواح قط إلى شيء أعظم منها إلى معرفة بارئها وفاطرها ومحبته وذكره والابتهاج به ، وطلب الوسيلة إليه ، والزلفى عنده ، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه ، فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف ، وله أطلب ، وإليه أقرب ، وكلما كان لها أنكر كان بالله أجهل ، وإليه أكره ، ومنه أبعد . والله ينزل العبد من نفسه حيث يُنزله العبد من نفسه . ص 12 ـ 13 . 2 ـ قال ابن القيم رحمه الله : إن الأدب مع الله تبارك وتعالى هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهراً وباطناً . ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء : معرفته بأسمائه وصفاته ، ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره ، ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علماً وعملاً وحالاً والله المستعان . ص16 . 3 ـ الأسماء الجامدة ليست من أسماء الله تعالى :
فليس من أسمائه عز وجل مثلاً : الدهر والشيء ونحو ذلك ، لأن هذه الأسماء لا تتضمن معنى يلحقها بالأسماء الحسنى فالأسماء الحسنى أعلام وأوصاف ، ولأن الله تعالى لم يتسم بها ولم يسمه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله عزوجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ) .فهذا الحديث قد يفهم منه أن ( الدهر ) اسم من أسماء الله الحسنى ، وهو ليس كذلك . فهو أولاً : اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى . ثانياً : إن اسم الدهر للوقت والزمان .أما معنى قوله تعالى : ( وأنا الدهر ) فهو كما قال الإمام الخطابي رحمه الله : ( أي : أنا صاحب الدهر ، ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر ، فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور ، عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها ، وإنما الدهر زمان جُعل ظرفاً لمواقع الأمور . ) أهـ .
ومما يدل على قول الإمام الخطابي رحمه الله أنه تعالى قال في الحديث القدسي : ( أقلب الليل والنهار ) والليل والنهار هما الدهر ، فلا يمكن أن يكون المقلب ( بكسر اللام ) هو المقلب بفتحها . ص 30 ـ 31 . 4 ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ومن أسمائه التي ليست في التسعة والتسعين : اسمه السبوح وكذلك أسماوه المضافة مثل : أرحم الراحمين ، وخير الغافرين ، ورب العالمين ، ومالك يوم الدين ، وأحسن الخالقين ، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه ، ومقلب القلوب ، وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة ، وثبت الدعاء بها بإجماع المسلمين . ص 36 . 5 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) . وفي شرح هذا الحديث عدة وقفات :
1 ـ جاء في بعض روايات هذا الحديث تفصيل في ذكر هذه الأسماء التسعة والتسعين كما عند الترمذي وغيره ولكن أغلب العلماء ضعفوا هذه الرواية وردوها . وإنما الرواية الصحيحة هي التي عند البخاري ومسلم ، وغيرهما مما لم يذكر فيها تفصيل لهذه الأسماء .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( إن التسعة والتسعين اسماً لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة . وحفاظ أهل الحديث يقولون : هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث .
2 ـ ليس في الرواية الصحيحة لهذا الحديث ما يدل على حصر أسماء الله عزوجل بالعدد المذكور . وفي ذلك يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى : ( اتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه سبحانه وتعالى فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة ، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء .
وقال الخطابي : ( فجملة ( من أحصاها ) مكملة للجملة الأولى وليست استثنائية منفصلة ، ونظير هذا قول العرب : إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة ، وكقولك إن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه . وهذا لا يدل على أنه ليس عنده من الدراهم أكثر من ألف درهم ، ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب ، وإنما دلالته أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم ، وأن الذي أرصده عمرو من الثياب للخلع مائة ثوب ) .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بعد نقله لكلام الخطابي :
وأيضاً فقوله : ( إن لله تسعة وتسعين ) تقيده بهذا العدد بمنزلة قوله تعالى : ( تسعة عشر ) فلما استقلوهم قال : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) ، فأن لا يعلم أسماءه إلا هو أولى .
ومن أقوى الأدلة على أن أسماء الله عز وجل ليست محصورة في ( تسعة وتسعين اسماً ) ما رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ، وابن عبدك وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرءان العظيم ربيع قلبي ، ونوري صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله حزنه وهمه ، وأبدل مكانه فرحاً ) .
ففي هذا الحديث دلالة على أن لله عزوجل أسماء لم ينزلها في كتاب ولم يعلمها لأحد من خلقه بل استأثر بها في علمه سبحانه وحجبها عن خلقه ولم يظهرها لهم . ص41 ـ 43 .
6 ـ يبين الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : مراتب إحصاء أسمائه سبحانه التي من أحصاها دخل الجنة فيقول : المرتبة الأولى : إحصاء ألفاظها وعددها .
المرتبة الثانية : فهم معانيها ومدلولها . المرتبة الثالثة : دعاؤه بها كما قال تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) .
وهو مرتبتان : إحداهما : دعاء ثناء وعبادة ، والثانية : دعاء طلب ومسألة فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ، وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال : يا موجود ، ياذات ، يا شيء اغفر لي وارحمني ، بل يُسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم فيقول : يا غفار اغفر لي فإنك أنت الغفور الرحيم ، يارزاق ارزقني إنك أنت الرزاق الكريم وهكذا .
قال ابن بطال رحمه الله : ( الإحصاء يقع بالقول ، ويقع بالعمل ، فالإحصاء القولي : يحصل بجمعها وحفظها ، والسؤال بها ، ولو شارك المؤمن غيره في العد و الحفظ ، فإن المؤمن يمتاز عنه بالإيمان والعمل بها .
والإحصاء بالعمل : أن لله أسماء يختص بها كالأحد ، والقدير ، فيجب الإقرار بها والخضوع عندها ، وله أسماء يستحب الاقتداء بها في معانيها ، كالكريم ، والعفو ، فيستحب للعبد أن يتحلى بمعانيها ليؤدي حق العمل بها فبهذا يحصل الإحصاء العملي ) . ص 46 ـ 47 .
7 ـ التعبد بأسماء الله تعالى وصفاته سبب رئيس لسلامة القلب من آفات الحسد والكبر يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : ( لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال ، وعرف نفسه بالنقائص والآفات لم يتكبر ولم يحسد أحداً على ما آتاه الله ) . ص 64 . 8 ـ ( اسم الله ) هو الجامع لجميع معاني أسماء الله الحسنى ، والمتضمن لسائر صفات الله تعالى ، وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : ( ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم ) . وقد ذكر اسم ( الله ) في القرءان في ( 2724 ) مرة . ص 70 ـ 71 . 9 ـ للشيخ السعدي رحمه الله تعالى رأي في حقيقة الاسم الأعظم لله حيث يقول : ( بعض الناس يظن أن الاسم الأعظم من أسماء الله الحسنى لا يعرفه إلا من خصه الله بكرامة خارقة للعادة ، وهذا ظن خطأ فإن الله تبارك وتعالى حثنا على معرفة أسمائه وصفاته ، وأثنى على من عرفها ، وتفقه فيها ، ودعا الله بها دعاء عبادة وتعبد ، ودعاء مسألة ، ولا ريب أن الاسم الأعظم منها أولاها بهذا الأمر ، فإنه تعالى هو الجواد المطلق الذي لا منتهى لجوده وكرمه ، وهو يجب الجود على عباده ، ومن أعظم ما جاد به عليهم تعرفه لهم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، فالصواب أن الأسماء الحسنى كلها حسنى ، وكل واحد منها عظيم ، ولكن الاسم الأعظم منها كل اسم مفرد مقرون مع غيره إذا دل على جميع صفاته الذاتية والفعلية ، أو دل على معاني جميع الصفات مثل :
( الله ) فإنه الاسم الجامع لمعاني الألوهية كلها ، وهي جميع أوصاف الكمال ، ومثل : ( الحميد المجيد ) فإن ( الحميد ) الاسم الذي دل على جميع المحامد والكمالات لله تعالى ، و ( المجيد ) الذي دل على أوصاف العظمة والجلال ويقرب من ذلك ( الجليل الجميل الغني الكريم ) . ومثل : ( الحي القيوم ) ، فإن ( الحي ) من له الحياة الكاملة العظيمة الجامعة لجميع معاني الذات ، و ( القيوم ) الذي قام بنفسه ، واستغنى عن جميع خلقه ، وقام بجميع الموجودات ، فهو الاسم الذي تدخل فيه صفات الأفعال كلها .
ومثل : اسمه ( العظيم الكبير ) الذي له جميع معاني العظمة والكبرياء في ذاته وأسمائه وصفاته ، وله جميع معاني التعظيم من خواص خلقه .
ومثل قولك : ( يا ذا الجلال والإكرام ) فإن الجلال صفات العظمة والكبرياء ، والكمالات المتنوعة ، والإكرام استحقاقه على عباده غاية الحب ، وغاية الذل وما أشبه ذلك .
فعلم بذلك أن الاسم الأعظم اسم جنس ، وهذا هو الذي تدل عليه الأدلة الشرعية والاشتقاق ، كما في السنة أنه سمع رجلاً يقول : ( اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) ، فقال : ( والذي نفسي بيده ، لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ) .
وكذلك الحديث الآخر حين دعا الرجل ، فقال : ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت ، المنان ، بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام ، ياحي ياقيوم فقال صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى ) . رواه النسائي وصححه الألباني .
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( اسم الله الأعظم في هاتين السورتين : ( وإلهاكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) . ، ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) . رواه الترمذي وحسنه الألباني .
فمتى دعا الله العبد باسم من هذه الأسماء العظيمة بحضور قلب ورقة وانكسار لم تكد ترد له دعوة والله الموفق . ص 78 ـ 80 . 10 ـ يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : ( والرب هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم ، وأخص من هذا : تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم ، وأخلاقهم . ولهذا أكثر دعائهم له بهذا الاسم الجليل لأنهم يطلبون منه التربية الخاصة ) .ص88 ـ 89 . 11 ـ اسم الله تعالى ( الأحد ) فقد ورد مرة واحدة في القرءان وذلك في قوله تعالى : ( قل هو الله أحد ) . ص104
12 ـ قال تعالى : ( لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار ) .
لم أعثر على اسم آخر في كتاب الله عزوجل قد اقترن باسمه سبحانه ( الواحد ) غير اسمه القهار . يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : ( ووحدته تعالى وقهره متلازمان فالواحد لا يكون إلا قهاراً ، والقهار لا يكون إلا واحداً وذلك ينفي الشركة من كل وجه ) .
ويقول أيضاً : ( فإن القهر ملازم للوحدة فلا يكون اثنان قهاران متساويين في قهرهما أبداً فالذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الذي لا نظير له ، وهو الذي يستحق أن يعبد وحده كما كان قاهراً وحده ) .
كما يشير هذا الاقتران إلى معنى بديع : وهو أن الغلبة والإذلال من ملوك الدنيا إنما يكون بأعوانهم وجندهم وعُددهم ، والله تعالى يقهر كل الخلق وهو واحد أحد فرد صمد مستغن عن الظهير والمعين . فاقتران الاسمين يشير إلى كماله سبحانه في تفرده وكماله في قهره . ص 112 ـ 113 . 13 ـ قال ابن القيم رحمه الله : ( إن ( الرحمن ) دال على الصفة القائمة به سبحانه و ( الرحيم ) دال على تعلقها بالمرحوم فكان الأول للوصف ، والثاني للفعل ، فالأول دال على أن الرحمة صفته ، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته .
وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله : ( وكان بالمؤمنين رحيماً ) وقوله : ( إنه بهم رءوف رحيم ) . ولم يجيء قط ( رحمن بهم ) فعلم أن ( الرحمن ) هو الموصوف بالرحمة ، ( والرحيم ) هو الرحيم برحمته ) .
ويقول في موطن آخر : ( ولم يجيء رحمن بعباده ولا رحمن بالمؤمنين مع ما في اسم ( الرحمن ) ـ الذي هو على وزن فعلان ـ من سعة هذا الوصف وثبوت جميع معناه للموصوف به . ألا ترى أنهم يقولون : غضبان للممتلئ غضباً وندمان ، وحيران ، وسكران ، ولهفان ، لمن مُلئ بذلك ، فبناء فعلان للسعة والشمول .
ولهذا يقرن استواءه على العرش بهذا الاسم كثيراً كقوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) ، ( ثم استوى على العرش الرحمن ) . فاستوى على عرشه باسم الرحمن ، لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها ، والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم ، كما قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات ، فلذلك وسعت رحمته كل شيء .
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما قضى الله الخلق : كتب في كتاب فهو عنده موضوع على العرش : إن رحمتي تغلب غضبي ) وفي لفظ ( فهو عنده على العرش ) .
فتأمل اختصاص هذا الكتاب بذكر الرحمة ووضعه عنده على العرش ، وطابق بين ذلك وبين قوله : ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله : ( ثم استوى على العرش الرحمن فسئل به خبيرا ) . يفتح لك باباً عظيماً من معرفة الرب تبارك وتعالى إن لم يغلقه عنك التعطيل والتجهم ) . ص 120 ـ 121 . 14 ـ قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) : ( والحاصل أن من أسمائه تعالى ما يسمى به غيره ، ومنها ما لا يسمى به غيره كاسم ( الله ) ، ( الرحمن ) ، ( الخالق ) ، ( الرزاق ) ونحو ذلك ، ولهذا بدأ باسم الله الموصوف ( بالرحمن ) لأنه أخص وأعرف من ( الرحيم ) لأن التسمية أولاً إنما تكون بأشرف الأسماء ، فلهذا ابتدأ بالأخص فالأخص ) . ص 122 .
15 ـ يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : ( وتأمل قوله تعالى : ( الرحمن * علم القرءان * خلق الإنسان * علمه البيان ) .
كيف جعل الخلق والتعليم ناشئاً عن صفة الرحمة متعلقاً باسم ( الرحمن ) ، وجعل معاني السورة مرتبطة بهذا الاسم وختمها بقوله : ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ) . فالاسم الذي تبارك هو الاسم الذي افتتح به السورة ، إذ مجيء البركة كلها منه ، وبه وضعت البركة في كل مبارك فكل ما ذكر عليه بورك فيه ، وكل ما أخلي منه نزعت منه البركة . ص 132 . 16 ـ آية من كتاب الله عز وجل ظهر لي فيها معنى خفي يدل على أن ما يصيب المؤمن من ضر ومكروه إنما هو من آثار رحمة الله تعالى وموجب اسمه سبحانه ( الرحمن الرحيم ) .
قال الله تعالى عن مؤمن آل ياسين أنه قال لقومه المشركين : ( إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون ) ، فلماذا اختار هذا الرجل الصالح اسم ( الرحمن ) من بين أسماء الله تعالى ؟ وهل ( الرحمن ) يريد الضر بعباده المؤمنين ؟
إن المعنى اللطيف في هذه الآية والله أعلم أن الضر إذا أتى من ( الرحمن ) فإن هذا موجب رحمته ولطفه ويصير الأمر الذي ظاهره الضر في حقيقته رحمة ، وخيراً للمؤمن لأن الرحمن لا يصدر عنه إلا الرحمة واللطف والبر : ( فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) . ص139 . 17 ـ ومن الطرق التي تنال بها رحمة الله عز وجل تدبر القرءان والإنصات إليه ، قال الله تعالى : ( وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون ) . ص144 . 18 ـ كان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة والصوم حتى يصفر جسده فلما احتضر بكى ، فقيل له : ما هذا الجزع ؟ ، فقال : ما لي لا أجزع ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله لأهمني الحياء منه مما قد صنعت ، إن الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيياً منه . ص 146 . 19 ـ يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : ( وأقرب الخلق إلى الله تعالى أعظمهم رأفة ورحمة كما أن أبعدهم منه : من اتصف بضد صفاته ) . ص149 .
20 ـ اقترن اسم الله (الرحيم) باسمه سبحانه ( العزيز ) وجاء هذا الاقتران في ( 13 ) موضعاً من القرءان الكريم منها ( 9 ) مواضع في سورة الشعراء وذلك بالتعقيب على قصة كل نبي مع قومه بقوله تعالى : ( إن في ذلك لأية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) .
ففي سورة الشعراء لما كانت الآية هي بمثابة التعقيب على قصة كل نبي مع قومه ناسب ختمها بهذين الأسمين الكريمين ، وذلك أن ما حصل للمكذبين من عذاب وهلاك إنما هو مقتضى عزته سبحانه وقوته وغلبته وهو موجب اسمه سبحانه ( العزيز ) وما حصل من إنجاء للرسل وأتباعهم إنما مقتضى رحمته ولطفه وهو موجب اسمه سبحانه ( الرحيم ) . ص150 ـ 151 . 21 ـ أحسن التعريفات وأكملها في اسم الله تعالى ( الآخر ) ما فسره أعرف البشر بالله عز وجل وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأنت الآخر فليس بعدك شيء ) .قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ( سبق كل شيء بأوليته ، وبقي بعد كل شيء بآخريته ) . ولم يرد اسم ( الآخر ) إلا مرة واحدة في القرءان ، ومرة واحدة في السنة . ص169 . 22 ـ يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تعريف اسم الله الباطن : ( والباطن : يدل على اطلاعه على السرائر والضمائر والخبايا والخفايا ، ودقائق الأشياء ، كما يدل على كمال قربه ودنوه ، ولا يتنافى الظاهر والباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت فهو العلي في دنوه ، القريب في علوه ) . ص 175 . 23 ـ من آثار هذه الأسماء الجليلة ( الظاهر ، والباطن ) أنها علاج للوسوسة الشيطانية في كنه الذات الإلهية فعن أبي زميل قال : ( سألت ابن عباس رضي الله عنهما فقلت : ما شيء أجده في صدري ؟ قال : ماهو ؟ قال : قلت : والله لا أتكلم به . قال : فقال لي : أشيء من شك ؟ قلت : بلى فقال لي : ما نجا من ذلك أحد ، حتى أنزل الله عز وجل : ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك ) قال : فقال لي : فإذا وجدت في نفسك شيئاً فقل : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) . رواه أبو داود وحسنه الألباني . ص180 .
بارك الله في جهدك هذا أخي الأستاذ فهد وجعله في ميزان حسناتك يوم تلقاه .. فقد أفدت منه كثيرا .. ودائما ما أتتبع الكتب التي تعنى بأسماء الله الحسنى .. فشكر الله لك ..
24 ـ جاء ذكر اسمه سبحانه ( القدوس ) مرتين في القرءان الكريم قال تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام ) . وقوله تعالى : ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم ) . ص186 .
واقترن اسمه سبحانه ( القدوس) باسمه عز وجل ( الملك ) .
ولعل السر في هذا الاقتران والله أعلم أن وصف الله عز وجل لنفسه بأنه ( الملك ) وأن من صفات هذا الملك أنه قدوس إشارة إلى أنه سبحانه مع كونه ملكاً مدبراً متصرفاً في كل شيء ، فهو قدوس منزه عما يعتري الملوك من النقائص التي أشهرها الاستبداد والظلم والاسترسال مع الهوى والشهوات والمحاباة . ص198 . 25 ـ لما ذكر سبحانه علاج من يُخافُ نشوزها من الزوجات في سورة النساء ختم ذلك باسميه ( العلي ) ( الكبير ) قال تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان علياً كبيرا ) .
يقول القاسمي في محاسن التأويل عند هذه الآية : ( إن الله كان علياً كبيرا ) فاحذروه بتهديد الأزواج على ظلم النسوة من غير سبب .
فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم ، وعجزن عن الإنصاف منكم فالله سبحانه علي قاهر كبير قادر ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن ، فلا تغتروا بكونكم أعلى يداً منهن وأكبر درجة منهن ، فإن الله أعلى منكم وأقدر منكم عليهن فختم الآية بهذين الاسمين فيه تمام المناسبة . ص 260 . 26 ـ من لطف الله سبحانه وتعالى أن يقدر لعبده ويبتليه بوجود أسباب المعصية ويوفر له دواعيها وهو تعالى علم أنه لا يفعلها ، ليكون تركه لتلك المعصية التي توفرت أسباب فعلها من أكبر الطاعات .
كما لطف بيوسف عليه السلام في مراودة المرأة . وأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله رب العالمين . ص274 ـ 275 . 27 ـ قال ابن القيم رحمه الله عند قوله سبحانه : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) . :
ولم يقل ( فإنك أنت الغفور الرحيم ) وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى ، فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم ، والأمر بهم إلى النار فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة بل مقام براءة منهم . فلو قال : ( فإنك أنت الغفور الرحيم ) لأشعر باستعطافه ربه على أعدائه الذين قد اشتد غضبه عليهم . فالمقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم . فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة ، المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم . ص302 . 28 ـ من أسماء الله جل وعلا ( العليم و الخبير ) وقد يقال في معناهما : أنهما إذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا ، بمعنى أنه إذا ذكر اسمه سبحانه ( العليم ) مفرداً فإنه يشمل إحاطة علم الله عز وجل بالظواهر والبواطن ، وكذلك لو ذكر اسمه سبحانه ( الخبير ) مفرداً . أما إذا اجتمعا في آية واحدة فإن ( العليم ) يفيد الإحاطة العلمية بالعالم المشهود ، و ( الخبير ) بعالم الغيب والبواطن ، والله أعلم . ص353 . 29 ـ قال جل وعلا : ( إن تبدو خيراً أو تخفوه أو تعفو عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً ) .
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند هذه الآية : ( فإن الله كان عفواً قديرا) أي : يعفو عن زلات عباده وذنوبهم العظيمة فيسدل عليهم ستره ثم يعاملهم بعفوه التام الصادر عن قدرته .
وفي هذه الآية إرشاد إلى التدبر في معاني أسماء الله وصفاته ، وأن الخلق والأمر صادر عنها ، وهي مقتضية له . ولهذا يعلل الأحكام بالأسماء الحسنى كما في هذه الآية ، لما ذكر عمل الخير والعفو عن المسيء ، رتب على ذلك بأن أحالنا على معرفة أسمائه ، وأن ذلك يُغنينا عن ذكر ثوابها الخاص ) . ص 425 . 30 ـ من معاني اسم الله سبحانه وتعالى ( البارئ ) :
أنه الموجد والمبدع ، من برأ الله الخلق إذا خلقهم . وبهذا يكون الاسم مشابهاً ومقارناً لـ ( الخالق ) .وذكر الزمخشري معنى آخر فقال : ( البارئ هو الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ) . أي خلقهم خلقاً مستوياً ليس فيه اختلاف ولا تنافر ، ولا نقص ، ولا عيب ، ولاخلل أبرياء من ذلك كله) . ص443 .
31 ـ يقول ابن القيم رحمه الله : ( وأما الخالق والمصور فإن استعملا مطلقين غير مقيدين لم يطلقا إلا على الرب سبحانه كقوله : ( الخالق البارئ المصور ) وإن استعملا مقيدين أطلقا على العبد كما يقال لمن قدر شيئاً في نفسه : إنه خلقه ، وبهذا الاعتبار صح إطلاق خالق على العبد في قوله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) . ص 446 . 32 ـ اسمه سبحانه ( الناصر ) لم يرد في القرءان إلا مرة واحدة بصيغة التفضيل ، وذلك في قوله تعالى ( بل الله مولاكم وهو خير الناصرين ) . ص 465 . 33 ـ للإمام ابن القيم رحمه الله كلام نفيس في بيان قوله تعالى : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) . يقول رحمه الله :
( فالآية على عمومها وظاهرها ، وإنما المؤمنون يصدر منهم المعصية والمخالفة التي تضاد الإيمان ما يصير به للكافرين عليهم سبيل بحسب تلك المخالفة ، فهم الذين تسببوا إلى جعل السبيل عليهم ، كما تسببوا إليه يوم أحد بمعصية الرسول صلى الله عليه وسلم ومخالفته ، والله سبحانه لم يجعل للشيطان على العبد سلطاناً ، حتى جعل له العبد سبيلاً إليه بطاعته والشرك به ، فجعل الله حينئذ له عليه تسلطاً وقهراً ، فمن وجد خيراً فليحمد الله تعالى ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) . ص 468 .
34 ـ قال تعالى : إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ،( قال القرطبي :
إن قيل كيف قال تعالى : ( إن تنصروا الله ينصركم ) ، والنصر هو العون والله سبحانه لا يجوز عونه قولاً ولا يتصور فعلاً ؟
فالجواب من أوجه :
أحدها : إن تنصروا دين الله بالجهاد عنه ينصركم .
الثاني : إن تنصروا أولياء الله بالدعاء .
الثالث : إن تنصروا نبي الله وأضاف النصر إلى الله تشريفاً للنبي صلى الله عليه وسلم وأوليائه وللدين ، كما قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً ) فأضاف القرض إليه تسلية للفقير ) . ص 472 .
35 ـ يقول الأستاذ محمد قطب حفظه الله تعالى : ( يقول سبحانه وتعالى : ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) ، ولو أنك سألت أي إنسان في الطريق : من الذي يرزقك لقال لك على البديهة : الله ، ولكن انظر إلى هذا الإنسان إذا ضيق عليه في الرزق ، يقول : فلان يريد قطع رزقي ! فما دلالة هذه الكلمة ؟
دلالتها أن تلك البديهة ذهنية فحسب ، وبديهة تستقر في وقت السلم والأمن ، ولكنها تهتز إذا تعرضت للشدة ، لأنها ليست عميقة الجذور ، فلا يصلح لتلك الأعباء إلا شخص قد استقر في قلبه إلى درجة اليقين أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، وأن الله هو المحيي المميت ، وأن الله هو الضار النافع ، وأن الله هو المعطي والمانع ، وأن الله هو المدبر ، وأن الله هو الذي بيده كل شيء ) . ص498 ـ 499 .
جزاك الله خيرا عبى هذه الفوائد الغراء، وقد سمعت الشيخ خالد السبت - وهو من هو في العناية بهذا المبحث - في استعراضه للكتب المعنية بأسماء الله الحسنى وقد ذكر 15 كتاب يثني على هذا الكتاب و يقول عنه " كل الصيد في جوف الفرا" و هو أفضل الكتب في بابه
إخوتى فى الله وجدت الجزء الاول من الكتاب على هذا الرابط و لا أدرى ما مدى دقة النقل و لكن لتعم الفائدة عسى الله ان يقبل منا و جزى الله الاخ فهد خيرا أن عرفنا هذا الكتاب
الرابط
بوركت أخي فهد ,,
أنا أشهد أن هذا الكتاب من أفضل ما كُتِبَ في هذا الباب ، فلقد راجعت عدداً من الكتب في هذا الباب من نحو عقدين من الزمان، فلم أر كتاباً في شموله ، وجمعه ، وتحريره للمسائل في هذا الباب كهذا الكتاب ، فجزى الله الشيخ عبدالعزيز الجليل على هذا السفر النفيس ـ وفكّ الله قيده ـ ورزقنا صدق التعبد بأسماء الله وصفاته.