كتاب مفردات ألفاظ القرآن الكريم ــ تهذيب وإضافة

إنضم
18/10/2016
المشاركات
302
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعد ..،

كتاب مفردات ألفاظ القرآن الكريم ــ تهذيب وإضافة
= إن كتاب " المفردات في ألفاظ القرآن " للراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى من احسن وأجود ما صنف في بابه ، مع الحذر في جانب المعتقد وتأويل الصفات .
= تحقيق الألفاظ المفردة وإحصاء كافة مواضعها عن طريق " المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم " ، ثم الغوص في معانيها بالمقارنة بينها عن طريق التدبر والأبحاث المتخصصة السابقة يفتح لك باب عظيم لفهم كلام الله تعالى .

كتاب الألف :

أبا : الأب هو الوالد ، والأبو : الغذو ، ولهذا قيل للأب : أبٌ ؛ لأنه يغذو ولده ، ويسمى كل من كان سببا في ايجاد شيء أو إصلاحه أو ظهوره أو إيوائه أو غير ذلك من الأعمال أبا .

بين الأب والوالد :
خلاصة بحث د/ عبد العظيم المطعني رحمه اللهتعالى بين اللفظين ــ القواعد الاتية :ــ
= لم يرد في لغة القرآن كلمة "والد" للدلالة على الأب الذكر .
= تأتي "الأبوان و الأبوين" للدلالة على الأم والأب في حالة تغليب جانب الأبوة على الأمومة ( مثل مقام الإرث، الظهور، الرأي والريادة )
= تأتي " الوالدان والوالدين " للدلالة على الأم والأب في حالة تغليب الأمومة على الأبوة ( مثل مقام الاحسان والبر ، والوصية )
باستقراء مواضع لفظ الأبوين وأشباهه ولفظ الوالدين وأشباهه في القرآن الكريم تبين صحة القواعد التي استخلصها د/ عبد العظيم رحمه الله إلا في أربعة مواضع
= في سورة الكهف {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا } (80) ـــ لماذا "أبواه" وليس "والداه" ؟ مع أن الغالب أن الأم هي الجانب الأضعف والتي تتأثر بطغيان الغلام وكفره اكثر من الأب .
= في سورة النساء {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} (7) ، {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} (33)
لماذا "الوالدان" وليس " الأبوان " ؟ مع أن المقام هنا مقام إرث مثل " وورثه أبواه " .
 
أبى : الاباء : هو شدة الامتناع ، فكل إباء امتناع وليس كل امتناع إباءا
بعد الاطلاع على بعض الابحاث السابقة تبين الآتي
أبى : مرتبطة بالذات ، أصلي ، دائم
امتنع : مرتبط بالغير ، عارض ، مرحلي
وهذا يدل على شدة جحود ابليس واصراره على المعصية ... لاحظ انه لم تجتمع (أبى) و ( ما منعك ؟ ) في سياق واحد .
وتدل على شدة بخل القرية في قصة الخضر وموسى عليه السلام .
وعلى شدة امتناع السماوات والأرض والجبال عن قبول الأمانة تخييرا .
 
الأبّ : المرعى المتهيئ للرعي والجز ، وأصل مادة أبّ أي تهيأ
وردت مرة واحدة في القرآن الكريم {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} (31) سورة عبس
يقول د/ أحمد الكبيسي ( تقال كلمة الأب لفاكهة الحيوان كما تطلق فاكهة على فاكهة الإنسان ) .
بين الأبّ والمرعى
بالمقارنة بين اللفظين والتأمل في معانيهما نجد ان الأبّ أعلى رتبة من المرعى .
وأن القرآن الكريم ورد به "أخرج" مع المرعى و"أنبتنا" مع الأبّ .
 
الأبد : هو مدة الزمان الممتد الذي لا يتجزأ كما يتجزأ الزمان وليس له حد محدود ، كما أنه لا يتقيد لذلك يقال زمان كذا ولا يقال أبد كذا .
بين الأبد والأمد
الأبد هو مدة الزمان بلا حد ولا قيد
الأمد هو مدة لها حد مجهول إذا أطلق ، وقد ينحصر فيقال أمد كذا مثل زمان كذا
بين الزمان والأمد
الأمد يقال باعتبار الغاية ( النهاية ) .
الزمان عام في المبدأ والغاية ( لم ترد في القرآن الكريم لفظ زمن أو زمان ) .
الأجل
الأجل هو المدة المضروبة للشيء ( معلوم البداية والنهاية ) .
 
أبق : أَبَقَ العبد يَأْبِقُ إباقاً أي هرب
لم ترد إلا مرة واحدة في القرآن الكريم {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (140) سورة الصافات
بين أبق / فرّ / هرب / انهزم
أبق : هروب العبد من سيّده عصياناً ( قصة يونس عليه السلام ) .
فرّ : ترك المكان المخيف لمكان آمن (وفيه معنى انكشاف المكان ) ( يأتي كثيرا مع الزحف ، الموت) .
والمَفَرُّ: موضع الفرار، ووقته، والفرار نفسه، وقوله: أَيْنَ الْمَفَرُّ [القيامة/ 10] ، يحتمل ثلاثتها.
هرب: هو فرار بعنصرين السرعة والاختفاء عن عين العدو ، وردت مرة واحدة أيضا {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا} (12) سورة الجن ( لاحظ انها جاءت مع الجن ) .
انهزم: اصطدام مع العدو وانكسار ( الحروب ) .
ولّى / تولّى / أدبر / أعرض ؟
 
إبل : البعران ( جمع بعير ) الكثيرة لا واحد له من لفظه ، أصل المادة تدل على الامتناع والصبر .
وردت مرتين فقط في سورة الأنعام وسورة الغاشية .
مقارنة بين الإبل ، الجمل ، الناقة ، البعير ، البدن تجدها في هذا الكتاب https://k-tb.com/book/Quraan04613-اللزوم-الدلالي-لأسماء-الحيوان-في-القرآن-الكريم
أبابيل : متفرقة كقطعان إبل ، الواحد إبيل . وردت في سورة الفيل فقط .
 
أتى : الإتيان: مجيء بسهولة
والإتيان يقال للمجيء بالذات وبالأمر وبالتدبير، ويقال في الخير وفي الشر وفي الأعيان والأعراض
مَأْتِيًّا [مريم/ 61] مفعول من أتيته. قال بعضهم «3» : معناه: آتيا ؟!
انظر الفرق بين جاء وأتى
https://vb.tafsir.net/tafsir58257/#.XccDfNIzZD4
حضر :عندما نتدبر مواضع هذه المادة في القرءان الكريم نلاحظ أن الحضور قرين الشهود والمشاهدة ويكون في جماعة / مجلس ، لا يفيد الانتقال والحركة مثل جاء وأتى
أقبل : متضمن الموافقة / القبول / الجهة / القصد
ورد : لم تأت هذه المادة إلا للماء والنار
 
آتى ـ الإِيتاء: الإعطاء
العطية تفيد التناول والحيازة والتملك
الهبة زيادة ، نافلة ، من غير عوض ( مقرونة بالذرية والنبوة في أكثر مواضعها )
الهدية تكون لها عوض
مقارنة بين العطاء والايتاء في كتاب الله
https://vb.tafsir.net/tafsir57043/#.XchqEdIzZD5
 
أثّ : الأثاث : متاع البيت الكثير
لم يأت إلا في موضعين في القرءان الكريم
{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ } (80) سورة النحل
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} (74) سورة مريم
= بين الأثاث والمتاع
ـ عند الراغب ـ متاع : انتفاع ممتد الوقت
ـ في المعجم الاشتقاقي ـ أثاث : أشياء كثيرة : مال أو متاع فيها رخاوة حسية أو معنوية لصاحبها
متاع : الإبقاء الطويل مع وجود لوازم المعيشة أو توفرها
ـ قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: قلنا: الأقرب أن الأثاث ما يكتسي به المرء ويستعمله في الغطاء والوطاء، والمتاع ما يفرش في المنازل ويزين به.
= تدبر
ـ نلاحظ ان الأثاث أخص من المتاع ( أو هو متاع خاص ) وأرقى رتبة منه وفيه رفاهية
ـ الأثاث مقرون بالكثرة والنعومة ، أما المتاع فمقرون بالوقت الممتد ـ وهذا يؤكد ما ذهب إليه الرازي رحمه الله تعالى أن الأثاث هو لما يختص الانسان لبدنه مثل الملابس والأغطية أما المتاع لما يختص الانسان لبيته مثل الأسرّة والأرائك .. حيث لو قام أي واحد منا بمقارنة ما يخصه من أثاث شخصي (الملابس مثلا) ومتاع منزلي (الكراسي مثلا) .. لوجد أن النعومة والرخاوة والكثرة أظهر في الأثاث الشخصي .. وأن الانتفاع بالوقت الطويل ( ما يسمى العمر الافتراضي ) أظهر في المتاع المنزلي ..
والله أعلم
 
مادة : أثر
أثر الشيء : حصول ما يدل على وجوده ، ومن هذا يقال للطريق المستدل به على من تقدم : آثار
مقارنة :
الأثر : هو ما خلّفه الشيء أو ما تبقى من الشيء ، قد يكون ظاهرا وقد يكون خفيا ، ماديا أو معنويا ، الأثر جزء من الشيء نفسه أو شيء نتج عن فعله .
البقية : البقاء هو ثبات الشيء على حاله الأولى ، وهو يضاد الفناء ، وهو جزء من الشيء نفسه ( والشيء نفسه غير موجود ) .
السمة : {.. سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ .. } (29) سورة الفتح ، علامة مشاهدة في واجهة الشيء ، المتوسم ( الفراسة ) الذي ينظر في ظاهر الشيء فيستدل على باطنه .
العلامة : تكون ظاهرة الدلالة ، العلامة تكون قبل الشيء ( مكانيا أو زمانيا ) والأثر يكون بعد الشيء ( مكانيا أو زمانيا ) .
.............
آثر : من الايثار وهو اختصاص وتقديم شيء من بين أشياء ، سواء استحق ام لا ( هو مفضل وهم محرومون ) .
فضّل : من التفضيل وهو زيادة في الخير والفضل ، وتكون لمن استحق (كل المجموعة لحقها فضل ولكن هو نال زيادة ) .
اجتبى : من الجمع والضم ، جمع لمتفرق أو تقريب لبعيد ، وتهيأته بفيوض من الرحمة ليصل لمرتبة الاصطفاء .
اصطفى : الصفو خلوص الاشياء من الشوائب ، والاصطفاء تناول صفو الأشياء وترك الباقي مما كان يخالطه .
اختار : من الخير , والاختيار تناول خيار الاشياء ، تخصيص للقيام بمهام معينة كلٌ حسب الخير الذي يحمله .
يمكننا القول أن الترتيب التصاعدي هو الاجتباء ثم الاصطفاء ثم الاختيار للقيام بالمهمة .
والله أعلم .
 
مادة أثل : شجر ثابت الأصل متجذر مستقيم لا ثمر له ( يذكرني بمثل المنافق )
وردت مرة واحدة {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ } (16) سورة سبأ
 
= بسم الله الرحمن الرحيم
قد بدا لي ان ألتزم بترتيب الألفاظ حسب ورودها في القرءان الكريم :
أعوذ
مادة : عوذ
العَوْذُ : الالتجاء إلى الغير والتّعلّق به .
وكل ما في القرآن من التركيب هو بمعنى العياذ باللَّه احتماء به سبحانه، إلَّا ما في سورة الجن: ١٦ ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ﴾ فإنها استعاذة تضر ولا تنفع .
تدبر :
الاستعاذة : طلب العوذ / منع من الشر قبل وقوعه/ دفع مضرة متوقعة/ حالة عام ( لا حول إلا بالله ) .
الاستغاثة : طلب الغوث / صياح لتفريج شدة نازلة قد وقعت فعلا أو قريبة جدا / عند الاضطرار / حالة خاصة .
الاستعانة : طلب الْعَوْنُ: المُعَاوَنَةُ والمظاهرة بشكل عام / قوة على الخير/ جلب منفعة / حالة عامة ( لا قوة إلا بالله ) .
الاعتصام : طلب العصمة هي حماية مطلقة / إحاطة تامة بالمعتصم فلا يلحقه ضرر / هو أبلغ من الاحتماء .
الاستمساك : أنت تحمي غيرك وتحافظ عليه / عكس الاعتصام : غيرك يحميك .
الاستجارة : تلجأ لأقرب الناس إليك مكانا ( الجار ) من خطر محتمل .
الاستنصار : طلب النصر والاعانة ( وقت الحرب ) / الالتجاء : طلب الملجأ عند الانهزام بعد المواجهة .
الجأر : الصياح بصوت عال وقت الكرب والشدة مثل الحيوانات ( خاص بالكفار ) / هي استغاثة الكفار .
الامتناع : الاحتباس والحجز ( أتت في مواضع الصد عن الهدى ومنع الخير والعقوبة ) .
 
بالله
الله : لفظ الجلالة قيل أصله "إله" فحذفت همزته ، وأدخل عليها الألف واللام ، فخص بالباري تعالى ولتخصصه به قال تعالى " هل تعلم له سميا " .
وأله فلان يأله " إلاهة " : عبد " يعبد عبادة " ، فالإله على هذا هو المعبود
وقد روي : ويذرك وإلاهتك : أي عبادتك .
اللهم : قيل معناه يا الله ، وخص بدعاء الله تعالى .
تدبر :
من كتاب "فقه الاسماء الحسنى/عبد الرزاق ابن عبد المحسن البدر" بتصرف:
= الله : هو اسم ذكر جماعة من أهل العلم أنه اسم الله الأعظم ، الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ، ولهذا الاسم خصائص وميزات اختص بها ، فمن خصائصه :
ـ أنه الأصل لجميع أسماء الله الحسنى ، وسائر الأسماء مضافة إليه ويوصف بها ، قال الله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) الأعراف 180 .
ـ أنه لا يسقط عنه الألف والام في حالة النداء ، فيقال : يا ألله ، فصار الألف واللام فيه كالجزء الأساسي في الاسم .
ـ أنه الاسم الذي اقترنت به عامة الأذكار المأثورة .
ـ أنه أكثر أسماء الله الحسنى ورودا في القرءان الكريم ، فقد ورد هذا الاسم في القرءان أكثر من ألفين ومائتي مرة ، وقد افتتح الله جل وعلا به ثلاثا وثلاثين آية .
= وأما معنى هذا الاسم فأصله " الإله " ، وهو بمعنى المعبود ، و "الإله " اسم من أسماء الله الحسنى ، ورد في القرءان الكريم ، قال تعالى ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) البقرة 163 .
= تعريف الاسم الكريم ( الله ) : هو الإله الواحد ذو الألوهية المعبود بحق . وقد اشتمل هذا التعريف على الآتي :
ـ الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم الكريم وهو " الألوهية " التي هي وصفه الدال عليها لفظ " الله " ، كما دل على العلم اسمه " العليم " ، وكما دل على العزة اسمه " العزيز " .. فاسم " الله " متضمن لصفات الألوهية ، والألوهية تتضمن جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا كما في سورة الاخلاص وآية الكرسي .
ـ الوصف المتعلق بالعبد من هذا الاسم ، وهو العبودية ، فالعباد يعبدونه ويألهونه ، قال تعالى " وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " : أي : يألهه أهل السماء وأهل الأرض طوعا وكرها .
ـ وقد جمع الله تعالى هذين المعنيين " الألوهية والعبودية " في عدة مواضع من القرءان ، مثل قوله تعالى : " إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري " طه : 14 ، وقوله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " الأنبياء : 25 ، وقوله تعالى : " فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا " مريم " 65 .
 
الشيطان الرجيم
= الشيطان: إما النون فيه أصلية من شطن أي تباعد ، وإما النون فيه زائدة من شاط يشيط أي احترق غضبا، فالشيطان مخلوق من قوة النار كما دل عليه قوله تعالى : " وخلق الجآن من مارج من نار " ولكونه من ذلك اختص بفرط القوة الغضبية والحمية الذميمة ، وامتنع من السجود لآدم .
= الرجيم : رجم : الرجام : الحجارة ، والرجم : الرمي بالرجام . يقال : رجم فهو مرجوم ، قال تعالى " لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين " الشعراء 116 ، ويستعار الرجم للرمي بالظن ، والتوهم ، والطرد نحو قوله : " رجما بالغيب " ، والمراجمة : المسابة الشديدة ، استعارة المقاذفة ، والترجمان تفعلان من ذلك .
والشيطان الرجيم : المطرود عن الخيرات وعن منازل الملأ الأعلى .
وصفة الرجم لازمة لكل شيطان وليس لإبليس فقط ( وحفظناها من كل شيطان رجيم ) الحجر 17 .
 
بسم :
والِاسْمُ: ما يعرف به ذات الشيء، وأصله من السُّمُوِّ وهو الذي به رفع ذكر الْمُسَمَّى فيعرف به، قال الله: ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ [الفاتحة : 1] ، وقال: ﴿ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها﴾ [هود : 41] ، ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل : 30] ، ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ﴾ [البقرة : 31] ، أي: الألفاظ والمعاني مفرداتها ومركّباتها.
ـ قوله: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها﴾ البقرة : 31 تشمل الأنواع الثلاثة من الكلام ( الاسم والفعل والحرف ) وصور المسمّيات في ذواتها لأن معرفة الأسماء لا تحصل إلا بمعرفة المسمّى، وحصول صورته في الضّمير.
ـ قوله: ﴿ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها﴾ يوسف : 40 فمعناه أنّ الأسماء التي تذكرونها ليس لها مسمّيات، وإنما هي ظاهر من القول ، أسماء على غير مسمّى إذ كان حقيقة ما يعتقدون في الأصنام بحسب تلك الأسماء غير موجود فيها، وقوله: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ﴾ الرعد : 33 ، فليس المراد أن يذكروا أساميها نحو اللّات والعزّى، وإنما المعنى إظهار تحقيق ما تدعونه إلها، وأنه هل يوجد معاني تلك الأسماء فيها .
ـ قوله: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ مريم : 65 ، أي: نظيرا له يستحقّ اسمه، وموصوفا يستحقّ صفته على التّحقيق، وليس المعنى هل تجد من يتسمّى باسمه إذ كان كثير من أسمائه قد يطلق على غيره، لكن ليس معناه إذا استعمل فيه كما كان معناه إذا استعمل في غيره.
تدبر
= عند تدبر ما سبق نستنتج أن العلم حق العلم هو توفيق الأسماء لمسمياتها ، وأهمية تحقيق مفردات ألفاظ القرءان الكريم ، وعظم شأن علم الأسماء الحسنى .
= ورد لفظ " الاسماء الحسنى " في القرءان الكريم ولم يرد " الصفات العليا " ، بل ما جاءت مادة " وصف " إلا منفية ، تنبيه على أن صفاته سبحانه وتعالى ليست على حسب ما يعتقده كثير من الناس ولا يتصور عنه تمثيل أو تشبيه وتعالى الله سبحانه عما يصفون ، وأن السبيل القويم في الكلام عن الصفات هي سبيل السلف الصالح وهي إمرارها كما جاءت بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ، لاحظ أن اقتران الاسماء بالعلم في مواضع ، فالتدبر والبحث محله الاسماء وليست الصفات .
= انظر الفرق بين ( بسم الله ولم يقل بالله ) في التحرير والتنوير / تفسير البسملة أول الفاتحة ، ومنها نستنبط الفرق بين ( أعوذ بالله ولم يقل أعوذ باسم الله ) .
 
عودة
أعلى