سأحتاج لقراءة المقال بصورة أدق، لكن مبدئيا لي تعليق على موضوع السكينة/شخيناه.
يبدو أن المقال يعترض على الربط بين سكينة التابوت التوراتية وبين لفظة السكينة القرآنية التي وردت في سياق قصص بني إسرائيل.
لكن سأقتبس هنا من مسودة كتابي: خلاصات يهودية (لم ينشر)
[في القرآن والحديث تأتي كلمة "السكينة" بمعنى الطمأنينة.. إلا أنها وردت أيضا بمعنى ذلك المخلوق الملائكي الذي ينزل أحيانا من السماء للأرض.
فعندما اعترض اليهود على اختيار طالوت ملكا عليهم "قال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة"
وقد رآها أحد الصحابة أيضا. إذ ورد في صحيح البخاري:
"قرأ رجل الكهف، وفي الدار الدابة، فجعلت تنفر. فسلم، فإذا ضبابة أو سحابة غشيته. فذكره للنبي ﷺ، فقال: اقرأ فلان، فإنها السكينة نزلت للقرآن، أو تنزلت للقرآن"
وفي رواية أخرى للحديث نعرف أن هذه السكينة إما أنها من الملائكة أو أن الملائكة تصاحبها عندما تنزل.
"عن أسيد بن حضير، قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس. فسكت، فسكتت. فقرأ، فجالت الفرس، فسكت وسكتت الفرس. ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه. فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء، حتى ما يراها.
فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير.
قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفتُ إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها.
قال: وتدري ما ذاك؟، قال: لا.
قال: تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأتَ لأصبحَتْ ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم"
أي أن الصحابي كان واقفا في بيته ليلا، يصلي، ويقرأ في صلاته بالسور الطويلة، فسمع فرسه يتحرك في قلق، فتوقف عن القراءة لفترة لكن لم يقطع الصلاة.
ثم استمر في القراءة مرة أخرى فتكرر نفس الصوت.
ولما سمع الرسول هذا الجزء من القصة أخبر الصحابي أنه كان عليه الاستمرار وألا يتوقف.
لكن في المرة الثالثة اضطر الصحابي أن يقطع الصلاة والقراءة، لخوفه من أن تضطرب الفرس بشدة فتصيب ابنه الصغير.
فلما خرج ليستطلع الأمر وجد شيئا مثل السحابة المظللة يرتفع في السماء، وفيه أنوار كالمصابيح.
ولما سمع الرسول هذه الحادثة أخبره أنها كانت ملائكة، اقتربت من بيته لتستمع لقراءته للقرآن في الصلاة.. فلما توقف عن القراءة ابتعدت.
ولو لم يتوقف لظلت موجودة إلى أن يأتي الفجر، فيراها باقي الصحابة بأنفسهم.
وهذا حدث نادر، وكرامة لهذا الصحابي.
* * *
وقد كان الصحابة يمدحون عمر بن الخطاب ويقولون عنه: ما كنا نستبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر.
(ورد هذا عن ابن الأثير في كتابه: النهاية في غريب الحديث. وفي رواية أخرى عن الذهبي في سير أعلام النبلاء: "كنا نتحدث أن عمر ينطق على لسان مَلَك")
* * *
أما اليهود فيظنون أن السكينة معهم إلى الآن.. وأنه بعد تدمير الهيكل حلت السكينة داخل كل بني إسرائيل.
ولأنهم يعتبرونها جزءا من الإله فقد قالوا أن الإله قد حل في شعب إسرائيل.
وهذه العقيدة "الحلولية" توسع د/المسيري جدا في دراستها، وهي أحد الموضوعات الرئيسة لموسوعته عن اليهود واليهودية والصهيونية]