قرأت الصفحات المتوفرة قراءة سريعة من تعريف الاستشراق حتى أثر النظرية التطورية في المستشرقين، والظاهر هكذا كتاب شعبي ثقافي ادبي "غير علمي" فلذا لا ادري لم وصف الدكتور جزاه الله خيراً محتواه بالمبحث والبحث والدراسة!
لو كان "دفاعا عن القرآن: مناقشة بعض ما ينسب للمستشرقين من شبهات" لكان اجمل من غير حاجة لترجمة الاستشراق والمستشرقين لأن الكلام مثلا عن منهجهم في البحث بطريقة: ( وقع المستشرقون في تناقضات بسبب امور منها: أ. عدم الموضوعية، و ب. عدم فهم العربية، و ج. الانغلاق الفكري، و د. يجب عليهم هيت، و هـ. يجب عليهم كيت ) ص:20، كلام لا يغني ولا يسمن المكتبة العربية من جوع، يسهم في الركود ولا يقدم شيئا للنهضة، كما ان الدراسة لا يصلح فيها العودة الى المثقف او المفكر او الكاتب، بل لابد فيها من مراجع علمية هي ابحاث علمية بيد فقهاء متخصصين.
ترى المستشرق الهولندي Kees Versteegh الذي اشار اليه الدكتور، هذا الاستاذ شارك في اصدار علمي حول "تاريخ علوم اللغة \ اللسانيات" بمشاركة مجموعة من الدارسين يفوق عددهم 300 باحث، ونشر في ثلاث مجلدات.
ان الكاتب او المثقف او المفكر دوره تثوير المجال وليس التأليف فيه علميا لانه يقف على جسر يتوجه بين الفقهاء واصحاب الاهتمام ليخلق دائرة تواصلية بين الفاعلين الثلاثة وبهذا يتطور هذا المجال، خاصة في مجتمع الناس فيه لا تميز بين الصحفي والاعلامي والمراسل مثلا، او بين الداعية والواعظ والشيخ، او بين الفقيه (العالم) والامام والمفتي، فالعلم في حاجة لمن يحرسه ويضبطه كي لا يصير فوضى فتتاح الفرصة لكل من يكتب ان يدعي الدراسة في شيء لم يتفقه فيه علميا.
وهذا ايضا يحدث في الغرب لكن بنسبة اخرى وأدى ويؤدي الى فتنة، حيث لم يعد التأليف في الاسلام محصورا على الفقهاء (المستشرقون)، بل اصبح كل من هب ودب له رأي تلفيقي يكتب، ويحلل ويحكم ويزمّر. الرأي التلفيقي هو ان يجمع الكاتب مقتطفات من هنا وهناك، من كلام فقهي (استشراقي) ومن كلام اعلامي ومن كلام سياسي ومن تصريحات اسلامية ادلى بها شخصية او عامي، وفي الاخير كبسولة بعنوان "الكبسلة في الاسلام: الواقع والتحديات". كبسولة بثمن بخس طبعا لان اصدارات المستشرقين أولا هي ممنهجة مؤطرة -بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف معها- تحتاج لشيء من التأصيل كي تُستوعب، و ثانيا قضية الفلوس اذ هي اصدارات مرتفعة الثمن.
يجي مجادل غربي ينتقد الاسلام بالكبسلة واخواتها، لان الكتب العلمية بعيدة عنه كل البعد، والبعض منهم يعرف يميز بين هذا مستشرق وهذا يكتب عن الاسلام، لكن الخبيث يتحاشى النقاش بما قاله المستشرق لان كلام الفقيه كلام علمي تلزمه بوسائل وآليات ومناهج انتاج فرضيته، فيهرب الى الكلام الادبي لينتقد الاسلام، والكلام الادبي كالكلام الفني تماما كل الابواب مفتوحة امام السفسطة والخطابة.
والحل؟
قديما كانت هناك مقاهي او صالونات للنقاشات المعرفية، والآن مع انتشار النت اصبح عندنا منصات ومنتديات. يجتمع الفقهاء بالمستفسرين والقراء والمثقفين، فما سكت عنه الفقهاء المشاركون هو منزلة بين المنزلتين فلا ينشر في جريدة ولا في كتاب ولا في موقع شخصي أي يبقى في دائرة ملتقيات النقاش والتدارس، كما يفعل الان -للاسف- كثير من المسلمين تجد عنده مدونة بل ينشر مقالات في الجرائد الالكترونية والورقية تتعلق بمسائل الدين ويطلق العنان لاجوبة واحكام وفتاوي على الهواء، كأنه يشرب الماء. وما علق عليه أهل الاختصاص يؤخذ بعين الاعتبار لمواصلة البحث والنقاش. اما الذي باركوه فهذا الذي يصلح للنشر بعد عرض فكرة النشر هذه على اهل الاختصاص.
مثال: قال الدكتور ( مفهوم علم اجتماع المعرفة الدينية وأثره في المستشرقين ).
الطريقة مشابهة تماما لواحد غربي - ليس من المستشرقين - كاتب صاحب آراء تلفيقية يكتب في فصل من فصوله " مفهوم التقية وأثره على تعاملات المسلمين معنا: من ابرز التعاليم الاسلامية .. يقول كذب بن كذبان في لقاء مع واسترد في برنامج نيوفاونيت: التقية في الاسلام انه يجوز لنا.."
هذا ممكن ينشر لكن ترجع الى فقهاء الاجتماعيات من المتخصصين في سوسيولوجيا المعرفة، تقول رأيك فيه وتزعم بادلتك انه من ابرز المنهجيات الاجتماعية التي كذا وكذا، في منصة حوارية كالمنتدى والمجموعة، او من خلال مراسلات. سكتوا؟ علقوا؟ باركوا؟
نفترض باركوا. وترجع الى فقهاء الاستشراق تقول رأيك ان علم اجتماع المعرفة الدينية اثر في الدراسات الاستشراقية عند فلان وعلانة ففلان مثلا اخذ عن دركايم تعريفا لم يفهمه وطبقه في دراسته لان كذا وكذا، وعلانة اخذت من الاسلاميات ما يصلح لتقريبه بهذا العلم وهذا بعيد عن الصواب لان ان. سكتوا؟ علقوا؟ باركوا؟
نفترض باركوا. خذ الان حصيلة بحثك الى فقيه اسلاميات ان كان في البحث تطبيقا علميا اسلاميا حاولت به نقد المستشرق الذي تناول مسائل اسلامية بذاك الفن السوسيولوجي. ممكن الفقيه يقول هذا المستشرق لم يكذب في هذه، وانت فهمك نشأ عن توهم ما. بعدها ممكن النشر، لحماية المكتبة العربية ضد الفوضى والبضاعة المزجاة، ومن لا شيخ له فشيخه الشيطان.
لأن كتاب الدكتور غير متوفر للتحميل، اليكم اخوتي واخواتي فهرست الكتاب: الفصل الأول: إختص بمفهوم الاستشراق والإعجاز القرآني، ويتكون من مبحثين: المبحث الأول: اهتم بمفهوم الإستشراق، وذلك من خلال: (أولا:- تعريف الإستشراق لغة واصطلاحا، ثانيا:- منهج المستشرقين في البحث، ثالثا:- نشأة حركة «الاستشراق»، رابعا:- أهداف الاستشراق، خامسا:- أهم إنجازات المستشرقين في اللغة العربية وآدابها، سادسا:- الخلفية الدينية والفكرية للمستشرقين في دراستهم للإسلام).
المبحث الثاني:- يتناول إعجاز القرآن الكريم وذلك من خلال المحاور: (أولا:- تعريف القرآن لغة واصطلاحاً، ثانيا:- مفهوم الوحي، ثالثا:- نزول القرآن، رابعا:- مراحل جمع القرآن وترتيبه، خامسا:- إعجاز القرآن). الفصل الثاني: تناولنا فيه شبهات حول القران الكريم، وذلك من خلال مبحثين: المبحث الأول: آثرنا فيه شبهات المستشرقين حول النص القرآني، وذلك من خلال المحاور: (أولا:- شبهات حول سور القرآن العظيم، والرد عليها، ثانيا:- شبهات حول الآيات القرآنية والرد عليها، ثالثا:- شبهات حول البسملة ، رابعا- شبهات حول فواتح السور، خامسا:- الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن الكريم، سادسا- الأخطاء المعنوبة المزعومة في القرآن الكريم، سابعا- التناقضات المزعومة في القرآن الكريم). المبحث الثاني: إهتم بدراسة تنزيه القرآن الكريم من دعاوى المبطلين، وذلك من خلال المحاور الآتية: (أولا:- الأباطيل المتعلقة بذات الله وصفاته وأفعاله، ثانيا:= الأباطيل المتعلقة بما في القرآن عن أنبياء الله تعالى، ثالثا:- الأباطيل المتعلقة بشخص النبي ﷺ). الخاتمة: وفيها استظهرنا أهم النتائج التي توصلت إليها البحث. الفصل الأول: إختص بمفهوم الاستشراق والإعجاز القرآني، ويتكون من مبحثين: المبحث الأول: اهتم بمفهوم الإستشراق، وذلك من خلال: (أولا:- تعريف الإستشراق لغة واصطلاحا، ثانيا:- منهج المستشرقين في البحث، ثالثا:- نشأة حركة «الاستشراق»، رابعا:- أهداف الاستشراق، خامسا:- أهم إنجازات المستشرقين في اللغة العربية وآدابها، سادسا:- الخلفية الدينية والفكرية للمستشرقين في دراستهم للإسلام).
المبحث الثاني:- يتناول إعجاز القرآن الكريم وذلك من خلال المحاور: (أولا:- تعريف القرآن لغة واصطلاحاً، ثانيا:- مفهوم الوحي، ثالثا:- نزول القرآن، رابعا:- مراحل جمع القرآن وترتيبه، خامسا:- إعجاز القرآن). الفصل الثاني: تناولنا فيه شبهات حول القران الكريم، وذلك من خلال مبحثين: المبحث الأول: آثرنا فيه شبهات المستشرقين حول النص القرآني، وذلك من خلال المحاور: (أولا:- شبهات حول سور القرآن العظيم، والرد عليها، ثانيا:- شبهات حول الآيات القرآنية والرد عليها، ثالثا:- شبهات حول البسملة ، رابعا- شبهات حول فواتح السور، خامسا:- الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن الكريم، سادسا- الأخطاء المعنوبة المزعومة في القرآن الكريم، سابعا- التناقضات المزعومة في القرآن الكريم). المبحث الثاني: إهتم بدراسة تنزيه القرآن الكريم من دعاوى المبطلين، وذلك من خلال المحاور الآتية: (أولا:- الأباطيل المتعلقة بذات الله وصفاته وأفعاله، ثانيا:= الأباطيل المتعلقة بما في القرآن عن أنبياء الله تعالى، ثالثا:- الأباطيل المتعلقة بشخص النبي ﷺ). الخاتمة: وفيها استظهرنا أهم النتائج التي توصلت إليها البحث.