منهج الهلالي -رحمه الله- في كتابه
منهج الهلالي -رحمه الله- في كتابه
قال الشيخ الهلالي رحمه الله (1/131-132)طبعة شيخنا مشهور:
"أما بعد، فيقول العبد الفقير إلى رحمة ربه الكبير المتعالي محمد تقي الدين بن عبدالقادر الهلالي عفا الله عنه ووفقه للعمل الصالح المتوالي: خطر ببالي منذ مدة أن أؤلف كتاباً لنفسي ولمن شاء الله بعدي، أشرح فيه أنواع التوحيد الأربعة[أنواع التوحيد في الحقيقة ثلاثة؛ لأن الثالث وهو الاتباع داخل في الثاني، ولكنني جعلته قسماً لكثرة خلاف المقلدين لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم(منه)]
التي أولها: توحيد الربوبية، وثانيها: توحيد العبادة، وثالثها: توحيد الاتباع، ورابعها: توحيد الأسماء والصفات، ثم رأيت أن آيات توحيد الربوبية في كتاب الله كثيرة لو استوعبتها مع ما يتعلق بها من الأحاديث النبوية وكلام علماء السلف، لعظم حجم الكتاب جداً لكثرتها، فجعلت الأقسام ثلاثة: الأول: توحيد العبادة ممزوجاً بما يحتاج إليه من آيات توحيد الربوبية. والقسم الثاني: يشتمل: على آيات توحيد الاتباع -أعني اتباع الكتاب والسنة-، والقسم الثالث: يشتمل على آيات توحيد الأسماء والصفات وهي الآيات التي وصف الله بها نفسه سبحانه وما يتعلق بها من الأحاديث النبوية وأقوال أئمة السلف،...... -ثم قال-:
واعتمدت على تفسير الحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة (774هـ) رحمة الله عليه؛ لأني ما رأيت أحداً من المفسرين يعتني بالتوحيد مثله، وقد أشير (بالكاف) إلى تفسير ابن كثير، و(بالجيم) إلى تفسير ابن جرير، و(بالقاف) إلى ما اتفق عليه البخاري ومسلم من الحديث، و(بالخاء) إلى ما انفرد به البخاري، و(بالميم) إلى ما انفرد به مسلم، و(بالدال) إلى سنن أبي داود، و(بالتاء) إلى جامع الترمذي، و(بالنون) إلى سنن النسائي، و(بالحاء والميم) أو (الألف المهموزة) إلى مسند الإمام أحمد"اهـ
ثم شرع رحمه الله يمر على السور التي ذكر فيها التوحيد سورة سورة، مستدلاً لكل قسم من الأقسام الثلاثة على حده، من أول القرآن إلى آخره.
وبين الشيخ الهلالي -رحمه الله- الغرض من تأليف الكتاب ومنهجه فيه؛ فقال (3/144-145): "لما كان الغرض من تأليف هذا الكتاب إقامة البراهين على وجوب اتباع الكتاب والسنة وترك التفرق والتحزب بشكل مذاهب أو طرائق أو أحزاب لم أرد أن أتوسع فيما يرد أثناء البحث من المسائل الأخرى".