كتاب (تفسير غريب القرآن العظيم) لمحمد بن أبي بكر الرازي (ت666هـ) بين تحقيقين .

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
136
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
بسم الله الرحمن الرحيم

صنف أبو عبدالله محمد بن أبي بكر الرازي اصحب كتاب (مختار الصحاح) المتوفى سنة 666هـ وقيل 668هـ كتاباً في غريب القرآن الكريم سماه :
[align=center]تفسير غريب القرآن العظيم[/align]

ومنهج المؤلف في هذا الكتاب منهج فريد لم يسبقه فيه أحد ممن صنَّف في غريب القرآن ولم يقلده فيه أحد بعده . وهو منهج الفارابي اللغوي في كتابه ديوان الأدب ، والجوهري صاحب الصحاح ، وهو ترتيب الباب والفصل . والرازي له خبرة بكتاب الصحاح للجوهري فقد قام باختصاره في كتاب (مختار الصحاح) ، وقد نظر الرازي إلى أصل ألفاظ الغريب مجردة من الزيادة ، وبدأ بالكلمات التي آخرها همزة أصلية وسار معها في القرآن الكريم كله، ثم الكلمات التي آخرها الباء ، ثم الكلمات التي آخرها التاء الأصلية، ثم الثاء فالجيم فالحاء فالخاء... إلى الياء ، وأطلق على كل حرف مصطلح(باب) فهذا الألف بعده باب الباء ، وبعده باب التاء فالثاء وهكذا .
وقد رتب كل باب ترتيباً هجائياً داخلياً يحتوي على ألفاظ الغريب المبدوءة بحرف الألف فالباء ... وأطلق على كل حرف من هذه الحروف مصطلح (فصل) مع إسقاط الفصول - بل والأبواب - التي لم يجد فيها ألفاظا غريبة فبدأ بباب الهمزة فصل الباء، ثم باب الهمزة فصل الجيم ... وهكذا .
وقد حرص على التبويب لكل فصل من فصول الكتاب، والتزم الترتيب الدقيق لمادة الكتاب ، فالباب للحرف الأخير ، والفصل للحرف الأول ، ثم ترتيب المواد فيها وفقاً لحروف وسطها فالجيم قبل الواو ، ويذكر في الفصل المواد الثلاثية والرباعية وغير ذلك ، وكلها ترد في الأبواب متجاورة ولم يخرج عن هذا الترتيب إلا في الباب الأخير إذ جمع فيه الألفظ المنتهية بالواو والياء معاً ولم يفرق بينهما .
مثال :
[align=center]باب الهمزة ، فصل الباء [/align]
بدأ : بدأ الخلق ، وأبدأهم : خلقهم ، فهو المبدئ . قرئ مشهوراً (بادئ الرأي) يعني ابتدائه وأوله .

ثم أتبعه بمادة برأ ، ثم بطأ ، ثم بوأ .
ثم جاء بعده فصل الجيم ، وهكذا .

نص مقدمة الرازي لكتابه :
الحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه ، وصلواته على نبيه المبعوث بجوامع أحكامه ولوامع حكمه ، وعلى آله وصحبه المهتدين بأخلاقه وشيمه .
قال العبد الفقير إلى رحمة ربه محمد بن أبي بكر الرازي رحمه الله : سألني بعض إخواني من طلبة العلم وحملة القرآن العظيم أن أجمع لهم تفسير غريب القرآن جمعاً يشتمل على حسن الترتيب وسهولته، وعلى استيعاب كل الألفاظ الغريبة التي في الكتاب العزيز، ويعرى عن تكرار تفسير الألفاظ وإعادتها ، فأجبتهم إلى ذلك، وجمعت هذا المختصر متميزاً عن كل ما صنف في هذا الفن بهذه الفوائد الثلاث .
وجميع ما أودعته فيه إنما نقلته عن الأئمة المجمع على درايتهم وصحة روايتهم كالزجاج والفراء والأزهري والجوهري والزمخشري والعزيزي والهروي ومن شابههم ، وضممت في بعض المواضع إلى تفسير اللغة شيئاً من فوائد الإعراب والمعاني ؛ لئلا يكون حافظه جامداً على مجرد الألفاظ .
وحيث قلت : وقرئ مشهوراً ، أو القراءة المشهورة ، فالقارئ من السبعة . وحيث أطلقت قولي : قرئ ، فهو خارج عن السبعة . وإذا اجتمع في الكلمة قراءتان مشهورتان ، أو أكثر وذكرتهما مفترقتين فإني أقدم في الذكر ما عليه الأكثر من السبعة ، ثم الذي تليه في الكثرة ، إلا إذا تساوى العدد فأبدأ بأيهما اتفق .
ولم آل جهداً في إبداعه - مع صغر حجمه - ما وسعه طوقي من الإيضاح ، والتبيان والتحقيق والإتقان . نفعني الله وإياكم به ، وجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم إنه هو البر الرحيم .


فهو حرص أن يتصف كتابه بثلاث خصائص :
1- حسن الترتيب وسهولته .
2- لستيعاب غريب القرآن الوارد في جميع آيات القرآن الكريم .
3- عدم تكرار تفسير الألفاظ في أكثر من موضع .

وقد قام بتحقيق هذا الكتاب باحثان كريمان لا أدري أيهما أسبق فلم يشر أحد منهما لصاحبه :

أولهما :الدكتور حسين ألمالي الأستاذ المساعد في اللغة العربية وآدابها في كلية الإلهيات بجامعة طقوز أيلول بمدينة إزمير بتركيا ، وهو باحث تركي قام بتحقيقه لنيل درجة الدكتوراه .
وقد طبع هذا التحقيق الطبعة الأولى بمطابع مديرية النشر والطباعة والتجارة التابعة لوقف الديانة التركي بأنقرة عام 1417هـ الموافق 1997م .
[align=center]
647c8404f0f456.jpg
[/align]
وقد أجاد في تحقيقه للكتاب ، غير أنه مليئ بالأخطاء الطباعية التي عكرت جماله ، مع إنه اعتمد على نسخة بخط المؤلف برقم 124 بمكتبة داماد إبراهيم باشا وأربع نسخ مساعدة بخطوط أخرى إحداها منقولة من النسخة التي بخط المؤلف وهي نسخة مكتبة أحمد الثالث رقم 104 .



ثانيهما : الدكتور عبدالله محمد عبدالرحمن أحمد ، وقد تقدم بتحقيقه للكتاب لنيل درجة الدكتوراه بإشراف الأستاذ الدكتور محمود علي مكي بمصر . وقد طبع هذا التحقيق للمرة الأولى عام 1421هـ ، وقد نشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت في مجلدين ، وقد قدم الباحث لتحقيقه بمقدمة دراسية عن علم غريب القرآن ونشأته وتطوره والمؤلفات فيه ، ودراسة قيمة عن الكتاب ومنهج مؤلفه فيه استغرقت كلها 224 صفحة من المجلد الأول . وهذه النسخة أجود طباعياً وتحقيقاً من النسخة الأولى مع إنه اعتمد في تحقيقه على نسخة فريدة وهي نسخة مكتبة أحمد الثالث رقم 104 كتبت عام 736هـ وهي ثاني نسخة من حيث الجودة كما ذكر الدكتور حسين ألمالي بعد نسخة المؤلف التي جعلها أصلاً لتحقيقه .
[align=center]
647c83f6089e0c.jpg
[/align]
وقد أهداني هذه الطبعة الأخ الكريم محمد الفرحان وفقه الله وشكر سعيه ، حيث لم أرها من قبل تباع في المكتبات، فلا أدري عن طريقة توزيع وزارة الأوقاف الكويتية لهذا الكتاب .

وأنصح باقتناء التحقيق الثاني إن أمكن فهو - عندي بحسب موازنة سريعة - أجود تحقيقاً وطباعة ودراسة وأما النص المختار فيحتاج موازنة دقيقة ، والله الموفق .
 
[align=center]وعندي طبعة أخرى ؛ ولعلها مسروقة (أو مزورة)
عن الطبعة التركية التي أشرت إليها يا شيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن
(تفسير غريب القرآن العظيم ؛
لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي
وهي بتحقيق:
الدكتور حسين ألمالي
وهي بجزء واحد / 692 صفحة ،
نشر: دار الكتب العلمية) .

وجزاكم الله خيرا
[/align]
 
جزيت خيرا على هذا العرض وجعله الله في موازين أعمالك
 
عندي الطبعتان
وقد كنت زورت في نفسي أن الطبعة التركية أجود بناء على مقارنة بعض النصوص بين الطبعتين
فلعل شيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري يعيد النظر في الحكم ، فالحكم على الطبعات يحتاج لمزيد من التأمل إذا كانت الطبعات متقاربة كما هو الحال في كتابنا هذا ، والله أعلم .
وبالمناسبة أشيد بهذه الفكرة
ولعلها تكون أحد مشاريع الملتقى
كتاب .... بين طبعتين
وتكون الكتب المعروضة مما له تعلق بالقرآن وعلومه
ولامانع أن يكون العنوان : كتاب ......بين ثلاث طبعات ، أو حتى أربع .
وفقك الله ياشيخنا عبد الرحمن
 
للمقارنة

للمقارنة

هذه صفحات من النسختين للمقارنة
وهي أول صفحة فتحتها ولم أتعمد البحث
دقق النظر وستجد الفرق
علما أن النسخة التركية هي التي بأسفلها أرقام صفحات
وفق الله الجميع
 
هذه صفحات من النسختين للمقارنة
وهي أول صفحة فتحتها ولم أتعمد البحث
دقق النظر وستجد الفرق
علما أن النسخة التركية هي التي بأسفلها أرقام صفحات
وفق الله الجميع

[align=center]
أولا = جزاك الله خيرا أخانا الكريم المنصور
على ما تفضلت به مشكورا
بتصوير هذه الصفحات من النسختين للمقارنة


ثانيا = ولأن طبعتي الكتاب ليستا أمامي الآن
ولكنني أستطيع الحكم على الطبعتين حكما سريعا ؛
ولعلي أعود إليهما ، بمشيئة الله ، مبينا ما فيهما من هنات !!!


ولكني بالنظرة السريعة إلى الصفحات المصورة
أجد أن الكتاب لم يأخذ حقه من التحقيق والتخريج ،
وبما أنه كتاب في اللغة وغريبها ؛
كان يجب أن تضرب جميع مواده على كتب اللغة والغريب
وهذا ما لم أجده في الصفحات المصورة هاهنا


وأمر آخر تبدى لي سريعا في التحقيق والتخريج
حيث ذكر المؤلف هذين البيتين ، ومرّ عليها محقق إحدى النسختين
مرورا كريما ، دون أن يكلف نفسه عناء البحث عنهما ، ونسبة القائل لهما
ومن ثمة تخريجهما من ديوانه ، وهما :

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فَما أُمُّ الرُدَينِ وَإِن أَدَلَّت = بِعالِمَةٍ بِأَخلاقِ الكِرامِ
إِذا الشَيطانُ قَصَّعَ في قَفاها = تَنَفَّقناهُ بِالحَبلِ التُؤامِ[/poem]

وهما من البحر الوافر ، وقائلهما الشاعر :
أوس بن حَجَر بن مالك التميمي أبو شريح.
95 - 2 ق. هـ / 530 - 620 م

وهو شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم
الشاعر زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند
عمرو بن هند في الحيرة. عمّر طويلاً ولم يدرك الإسلام.
في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب.
وكان غزلاً مغرماً بالنساء.
وهما في ديوانه / 375


وشكرا لك
[/align]
 
عودة
أعلى