كتاب بؤس التنوير نقد شبهات و أكذوبات أيلال رشيد .1

إنضم
26/10/2018
المشاركات
30
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المغرب
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
هذه فصول كتابي " بؤس التنوير " أنشرها في هذا الملتقى المبارك ، بعد مراجعة و تعديل لبعض المحتوى ، و أسأل الله أن يتقبل منا العمل و يجعله خالصا لوجهه الكريم .
أخوكم. عبد الحميد بن محمد المير
ــــــــــــــــــــــ مقدمات ـــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، و على آله و صحبه .
و بعد
لا زالت السنة النبوية محفوظة منذ نطق بها النبي الأكرم ، و سمعها الصحابة ، و وعوها حفظا و فهما ، و فقها و عملا ، ثم بلغوها إلى من جاء بعدهم من التابعين ، و بلغها التابعون الى أتباعهم و هلم جرا ..
و إشتهرت في القرن الأول صحائف و أجزاء مكتوبة ، تلا ذلك مرحلة الجمع و التدوين و التصنيف ، و ظهور الموسوعات الحديثية على أيدي كبار العلماء المحدثين ،كابن شهاب الزهري و مالك و الثوري و أحمد و طبقتهم .
ثم هيأ الله النابغة الألمعي الإمام البخاري الذي قام بمهمة جمع و انتقاء صحيح الحديث النبوي ، فألف جامعه الصحيح الذي إمتاز بحسن التبويب و الإيراد و الإنتقاء . و حدث به في بلدان كثيرة أزيد من عشرين سنة ، و فحصه خلال هذه المدة و بعدها كبار النقاد ، فلم يجدوا فيه مغمزا يغض من قيمته و شأنه إلا أحاديث قليلة ، أجاب عنها العلماء . مما زاد الجامع الصحيح قوة و صحة لتلقي علماء الأمة له بالقبول و التسليم .
و قد حاول أعداء السنة قديما تهوين حجية السنة و اسقاطها ، فطعنوا في رواتها و حملتها ، و على رأسهم إمام الطائفة و أميرها :محمد بن إسماعيل البخاري . فشنوا عليه حروبا قذرة هوجاء طعنا في شخصه و في كتابه .
لم تكن بلاد المغرب الأقصى بمعزل عن هذه الحرب ، حيث نبثت نابتة سوء ، لم يعرفوا من قبل بعلم و لا بحث و لا مشاركة ، و ليس لهم في العلم الشرعي نصيب . قدموا أنفسهم كأصحاب الفكر المستنير الحداثي العقلاني .
و من هؤلاء صحفي مغمور جمع مادة كتابه من الأنترنيت كحاطب ليل ، فملأ صفحاته طعنا في البخاري و صحيحه . متبجحا أنه " أسقط أسطورة البخاري من برجها العالي الذي و ضعه فيه الشيوخ حتى يتسنى لهم إختراع و تأليف الأحاديث ثم نسبتها للنبي " . و تجاسر بالحكم بالكذب على أحاديث الصحيح بدعوى مخالفتها للقرآن و العلم و إساءتها للنبي .
ثم خلص أن كتاب " الجامع الصحيح " ليس من تأليف البخاري ، و أنه كتاب لقيط !..
و أمام هذه الهجمة العلمانية ، هب جمع من العلماء و الأساتذة الأفاضل للدفاع عن البخاري و جامعه ، و رد شبهات و أكذوبات أيلال ، و كتبوا جملة من الردود العلمية يكمل بعضها بعضا . و في هذا السياق جاء كتابنا ليسد بعض الثغرات ، و ينسف شبه أيلال ، و يكشف جهالاته الفاضحات .
و الله من وراء القصد .


عبد الحميد بن محمد المير



ـــــــــــــــ بين العقل و النص

قال أيلال : " يعيش العالم الإسلامي اليوم ، حركة غير مسبوقة في انتقاد التراث الديني ، تناولت جميع المرويات المنسوبة للرسول الكريم ، بالمناقشة والتمحيص ، على أوسع نطاق . لما حملته هاته المرويات من تناقضات ، وخرافات ، ومعارضة لمقتضيات المنطق والعقل ، ومعارضتها أيضا لصريح النصوص القرآنية ، في الكثير من المضامين . بل إن النقاش انتقل من الوسط الفكري ، الذي يضم العديد من المثقفين و الباحثين ، إلى الوسط الديني أيضا داخل بعض المؤسسات ذات الطابع الديني . حيث تخرج من هاته المؤسسات فقهاء ومحدثون -من الأزهر مثلا- بدأوا يناقشون هاته المرويات و يمحصونها، و يأخذون منها و يدعون و ينتقدون ، فتم التعامل مع هاته النصوص ، على أساس انها نصوص ىتاريخية ، لا قدسية لها، و شرع هؤلاء في تمحيصها بنفس الأليات العلمية و العقلانية التي يتم بها مناقشة و تمحيص النصوص التاريخية .
و مما ساعد على هاته الحركة الفكرية بخصوص انتقاد التراث الديني، ما يعيشه العالم اليوم من ثورة علمية غير مسبوقة أيضا، جعلت العقل البشري يتبوأ مكانة السيادة والريادة في جميع المجالات، فاتحا مستقبل البشرية جمعاء ،على آفاق واسعة من التقدم المذهل في شتى ميادين الحياة ،بل إن تقدم الوسائل والوسائط والتكنولوجيا العلمية مكنت البشرية من التعرف على الماضي في كلياته، وحتى السحيق منه، وكأنها تعيش تلك العصور البائدة، كما ساعدت تلك الوسائل على التحقق من مصداقية الروايات التاريخية، و الأعمال المنجزة في هذا الصدد قبل قرون.
ومن الكتب التراثية التي لقيت انتقادا كبيرا منذ تأليفها كتاب «الجامع المسند الصحيح المختصر من أمُور رسول الله سلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه »الشهير بالجامع الصحيح أو صحيح البخاري ،حيث أنُجزت العديد من الدراسات والبحوث والتحقيقات التي تناولته بالانتقاد، لإبراز الأحاديث والآثار الواردة فيه ،سيما الأحاديث المناقضة للعقل والعلم والقرآن، والأحاديث المنحولة والماأخوذة من الإسرائيليات، وغيرها من البحوث التي سار معها« صحيح البخاري» من أكثر الكتب إثارة للجدل على مرّ التاريخ الإسلامي ". [SUP][SUP][1][/SUP][/SUP]
سلك أيلال مسلك المتبجِّح بسلطة العقل على النقل، إذ " العقل " عنده " الحكَم الفصْل " في فهم الحديث النبوي، فما خالف " العقل " من الحديث ولم يفهمه فهو " خرافةٌ " و" أسطورة " و" أكذوبة " و" إسرائيلية " .. و غالى ناشر كتاب الأسطورة في ص12 فزعم أن كتاب صحيح البخاري نهاية الأسطورة كتاب العقل!!!
العقل المفصول:
وأحب أن أقول، قبل مناقشة هذه المسالك في الطعن، أن ما أحس به هؤلاء الطاعنون عند التعرف على أحاديث صحيحة مشكلة في الفهم، من حيرة وتعارض، ليس خاصا بهم فقط، بل أحس بذلك غير الطاعنين أيضا، لكنهم لم يطعنوا، فما السر في ذلك؟
هل يكون السبب هو قوة عقول الطاعنين وضعفها عند غيرهم؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل يعني أن قوة العقل تقاس باكتشاف التعارض فقط، فيكونغير الطاعن إذن، أحد شخصين: إما عاجز عن إدراك التعارض، وإما مدرك له ولكنه ساكت
عنه على مضض. والافتراض الثاني باطل - أي سكوته على مضض- لأن واقع غير الطاعنين، شاهد بأنهم لم يسكتوا عنه، بل خاضوا فيه وأجابوا عنه بما يرفعه.
إذن، فليست قوة العقل خاصة بالطاعن، فما السر إذن؟
هل يكون السبب هو أن عقل غير الطاعن متهافت، أي يقبل الشيء وما يعارضه، وإذا كان الأمر كذلك، فهل يعني أن دعوى القدرة على الجمع بين المتعارضين في آن واحد، ضيق في العقل وتلبس بالوهم، فيكون الطاعن إذن، أحد شخصين: إما عاجز عن تصور إمكانات الجمع بين المتعارضين ظاهرا، وإما مستقيم العقل واسعه. والافتراض الثاني باطل، أي كونه واسع العقل، لأن واقع الطاعنين، شاهد بأنهم أضيق خاطرا وأعجل تفكيرا، من فتح إمكانات التأمل إلى مداها، حتى يأتلف في العقل ما يوحي ظاهره بالاختلاف.
نحن إذن بين أطروحتين: فما الأدلُّ على قوة العقل واستقامته؟ هل قدرته على النفي أو على الإثبات، عند تشابك الحقائق؟ أي هل يكون أقوى، حينما يقف حكما بين أمرين، فيقضي لأحدهما على الآخر، فيكون نفيُ المقضي عليه، هو نفسَ التعقل . أو هل يكون أقوى، حينما يقضي لكل الأمرين بما يستحقه كل منهما، فيكون إثباتُهما معا، هو نفسَ تعقله؟ وبمعنى آخر، هل فعل التعقل ألصق بالنفي الذي يشبه الهدم، أو ألصق بالإثبات الذي يشبه البناء؟
حينما نراجع الكتب المصنفة في مشكل القرءان ومختلف الحديث، وقد بدأ التصنيف فيها منذ أكثر من اثني عشر قرنا، نقف على القدرة البنائية الهائلة، في التوفيق بين ما يبدو متعارضا من النصوص، أو متعارضا مع دعوى العقل، بما يدل على أن أوْلَى الأطروحتين بالاعتبار عند المسلمين، هي الأطروحة الثانية، أي تتبع سائر الإمكانات العقلية في اعتبار المعارف والحقائق، بما يضع كل حقيقة في موضعها، فلا يُنفى منها إلا ما لا سبيل لإثباته مطلقا، وهو المستحيل الحقيقي كما هو معلوم في المنطق.
وهذه الأطروحة ذاتها، هي التي كانت حافزا لتطوير سائر العلوم. ألم يستقر في المنطق الأرسطي مبدأ الثالث المرفوع ومبدأ التناقض، حتى كان القبول بأحد المبدأين، قبولا بالحمق والجنون، إلى أن أتيح للعقل أن يوسع من مداركه، ويخرج من قبضة هذا المنطق، فصار القول بإثبات الثالث المرفوع، وبافتراض أن الكل ليس أكبر من الجزء، في حيز عقلي أرحب من حيز العقل الأرسطي، أولى بالتعقل ممن لا يزال يجذب الثورة العلمية إلى الوراء، وينتصر للمنطق الأرسطي العقيم. أو كما فعل بنو إسرائيل حين قالوا لموسى عليه السلام: (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً)، فحصروا الموجود في المحسوس، وأراحوا أنفسهم من تعب التفكير.
فإذا علمنا أن المسلمين حركوا المنطق إلى الأمام، وابتكروا فيه أبحاثا غير مسبوقة، وقل مثل ذلك عن الرياضيات والطب والفلك وغيرها، فإن ذلك راجع إلى تبني الأطروحة الأمثل في تصور قدرات العقل الممكنة، وليس هذا التبني، إلا ثمرة من ثمرات الممارسة العقلية، في فك التعارض الظاهر بين نصوص الوحي المعصوم.
ولهذا فإن قيل: لم ورد في الوحي ما يوهم التعارض بين أجزائه؟ قلنا: أقل ما في ذلك من الحكمة، بيان فضل العلماء على العامة، وتمرين العقل على استثمار كل إمكاناته المخلوقة فيه.ولئن سلمنا للطاعنين في الحديث الصحيح، كونَ بعضه مخالفا للعقل أو للقرءان، فما قولهم في متشابه القرءان نفسه؟ هل نزيله من القرءان أو
ماذا ؟ فإن قيل لا نقول بإزالته، بل نفهمه في سياق محكمه. قلنا: وكذلك نقول في السنة، لا نطعن في متشابهها، بل نفهمه في سياق محكمها.[SUP][SUP][2][/SUP][/SUP]
ما هو العقل الصريح الذي يريده الحداثيون ؟ وما حدوده، وما مدى الاتفاق عليه؟
قد أجاب العلامة السباعي عن هذا التساؤل في معرض مناقشته لشبه و دعاوى أبي رية ، و ننقله لنفاسته ، قال رحمه الله : " لئن كان يريد من العقل الصريح ما يقبله العقل من بدهيات الأمور، فهذا أمر واقع في تاريخ السنة، فقد وضع أئمة النقد من علماء الحديث علامات لمعرفة الحديث الموضوع، منها: «أن يكون متنه مخالفا لبداهة العقول وللمقطوع به من الدين أو التاريخ أو الطب أو غير ذلك» وعلى هذا نفوا آلافا من الأحاديث وحكموا عليها بالوضع.
ولئن كان يريد غير هذا مما يستغربه «العقل»، فإن «استغراب» العقل شيئا أمر نسبي يتبع الثقافة والبيئة وغير ذلك مما لا يضبطه ضابط ولا يحدده مقياس. وكثيرا ما يكون الشيء مستغربا عند إنسان، طبيعيا عند إنسان آخر ولا يزال الذين سمعوا بالسيارة في بلادنا، واستغربوها قبل أن يروها، لأنها تسير من غير خيول تقودها، في حين كانت عند الغربيين أمرا مألوفا عاديا. والبدوي في الصحراء كان «يستغرب» ما يقولونه عن المذياع «الراديو» في المدن، ويعده كذبة من أكاذيب الحضريين. فلما سمع الراديو لأول مرة ظن أن «الشيطان» هو الذي يتكلم فيه، كما يظن الطفل أن الذي يتكلم إنسان ثاو فيه.
ومن المقرر في الإسلام أنه ليس فيه «ما يرفضه» العقل ويحكم باستحالته، ولكن فيه - كما في كل دين سماوي - أمور قد «يستغربها» العقل ولا يستطيع أن يتصورها، كأمور النبوات والحشر والنشر، والجنة والنار. وشأن المسلم إذا سمع خبرا ما، أن يرفض ما يرفضه العقل، ويتأنى فيما «يستغربه» حتى يتيقن من صدقه أو كذبه.
وطريق التيقن (أو العلم) في الإسلام أحد أمور ثلاثة:
1 - إما الخبر الصادق الذي يتيقن السامع من صدق مخبره، كأخبار الله في كتبه وأخبار الأنبياء.
2 - وإما التجربة والمشاهدة بعد التأكد من سلامة التجربة فيما يقع تحت التجربة والاختبار.
3 - وإما حكم العقل فيما ليس فيه خبر صحيح ولا تجربة مشاهدة.
ومن إعجاز القرآن أنه وضع هذه القواعد الثلاثة لتحقق «العلم» أو اليقين، في هذه الآية الكريمة: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}. و من تمام الإعجاز في هذه الآية أنها جاءت مرتبة هكذا: الخبر الصادق (السمع) ثم التجربة (البصر) ثم المحاكمة العقلية (الفؤاد) على أنها هي (العناصر) الثلاثة التي ينشأ عنها كل علم، ولن تجد في الحياة «علما» لا ينشأ من عنصر هذه العناصر. والقرآن يعتبر أن ما يقوم على غير هذه العناصر، لا يسمى «علما» بل هو إما الظن «غلبة احتمال الشيء»، وإما الوهم والخيال.ونصوص الشريعة، ما كان منها من أصول العقيدة فلا بد فيها من العلم وهو «التيقن الجازم المطابق للواقع عن دليل» كالإيمان بالله وصفاته، والنبوات والأنبياء، والملائكة، والجنة والنار.
وما كان منها، من فروع الشريعة (الأحكام العملية) فيكفي فيها الظن، لأن اشتراط العلم فيها غير متحقق في كثير منها، وهذا مسلم به لدى الدارسين للشريعة وعلومها. والأحاديث التي صححها علماؤنا - رحمهم الله - ليس فيها ما يرفضه العقل أو يحيله لأنها إما أن تتعلق بأمور العقيدة، وهذه يجب أن تتفق مع القرآن، وقد قلنا بأننا نقطع أن ليس في القرآن شيء يحكم العقل بفساده أو بطلانه أو استحالته، وإما أن تتعلق بالأحكام الشرعية من عبادات ومعاملات وآداب وغيرها، وليس في حديث من هذه الأحاديث التي صححها علماؤنا ما يرفضه العقل أو يحكم باستحالته، وإما أن تكون أخبارا عن الأمم الماضية أو أخبارا عن عالم الغيب مما لا يقع تحت النظر كشؤون السماوات والحشر والجنة والنار، وهذه ليس فيها ما يحكم العقل ببطلانه، وقد يكون فيها ما لا يدركه العقل فيستغربه. فإذا جاءت عن طريق ثابت يفيد القطع فيجب اعتقادها، وإن جاءت عن طريق يفيد غلبة الظن فليس من شأن المسلم أن يبادر إلى تكذيبها. وبهذا نرى أن فريقا كبيرا من الناس لا يفرقون بين ما يرفضه العقل، وبين ما يستغربه، فيساوون بينهما في سرعة الإنكار والتكذيب، مع أن حكم العقل فيما يرفضه، ناشئ من استحالته، وحكم العقل فيما يستغربه، ناشئ من «عدم القدرة على تصوره» وفرق كبير بين ما يستحيل وبين ما لا يدرك.
على أننا نرى من الاستقراء التاريخي، وتتبع التطور العلمي والفكري، أن كثيرا مما كان غامضا على العقول أصبح مفهوما واضحا، بل إن كثيرا مما كان يعتبر حقيقة من الحقائق أصبح خرافة من الخرافات، وما كان مستحيلا بالأمس أصبح اليوم واقعا. ولا تحوجنا الأمثلة لذلك، فنحن نعيش في عصر استطاع فيه الإنسان أن يكتشف القمر بصواريخه. وهو الآن يستعد للنزول فيه وفي غيره من الكواكب، ولو أن إنسانا فكر في مثل هذا في القرون الوسطى أو منذ مائة سنة لعد من المجانين.
والذين ينادون بتحكيم العقل في صحة الحديث أو كذبه، لا نراهم يفرقون بين المستحيل، وبين «المستغرب» فيبادرون إلى تكذيب كل ما يبدو غريبا في عقولهم. وهذا تهور طائش ناتج من اغترارهم بعقولهم من جهة، ومن اغترارهم بسلطان العقل، ومدى صحة حكمه فيما لا يقع تحت سلطانه من جهة أخرى.
ونحن نرى أن أكثر ما يستندون إليه في تكذيب ما صححه الجمهور، إنما هي أحاديث تتعلق، إما بأخبار الأمم الماضية، وإما بالأمور الغيبية.
وخذ لذلك مثلا مما ذكره «أبو رية»، نموذجا لبعض ما رواه أبو هريرة ليؤكد دعواه كذب أبي هريرة في الحديث، ونسبته ما أخذه من الإسرائيليات إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أخرج " مسلم " عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة».
هذا ما استغربه، بل مما ادعى «ضمنا» كذبه، لأنه من رواية أبي هريرة عن الرسول، وقد كان أبو هريرة - في زعمه - ينسب ما سمعه من كعب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولك أن تسأل أبا رية: ما وجه الغرابة في هذا الحديث؟ ألأنه ذكر أن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة؟ أليست الجنة من أمور الغيب؟ هل استطاع أن يعرف ما فيها، إلا مما عرفنا الله ورسوله إياه؟ أليس في عالم الشهادة ما استطاع العلم أن يكشف من عظمته، واتساعه ما لا يكاد يتصوره العقل؟ ألا يحدثنا علماء الفلك الآن عن كبر حجم الشمس بالنسبة إلى أرضنا أكثر من مليون مرة، والشمس إحدى ملايين الشموس التي تكبر شمسنا هذه بملايين المرات؟ ألا يحدثنا هؤلاء العلماء عن شموس في هذا الفضاء الرحيب، لم يصل إلى الأرض نورها حتى
الآن منذ مليون أو أكثر من السنوات الضوئية؟ أيصدق العقل مثل هذه الأمور العلمية التي يكشف عنها العلماء في هذا العصر، لولا أنها مما يذيعه أولئك العلماء؟ فيا عجبا كيف يصدق «أبو رية» أن يعرف العلماء سعة هذا الكون العجيب إلى حد لا يصل إليه خيال أكبر عقل إنساني على وجه الأرض؟ ثم هو لا يصدق أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - المتصل بوحي السماء، المستمد علمه من علم الله خالق هذا الكون العجيب - يقول: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة»؟. وما هي هذه السنون المائة بجانب هذه الملايين من السنين الضوئية؟!
ليست المشكلة مع «أبي رية» وأضرابه مشكلة استعمال العقل أو تركه، ولا هي مشكلة تأليه العقل المخلوق، أو عبوديته للخالق؟ إن هؤلاء «الأحرار»، «العباقرة» في الشريعة يريدون أن «يؤلهوا» عقولهم معها، وخذ لذلك مثلا آخر مما أنكره على أبي هريرة، وقد رواه " البخاري "، و" مسلم ": «تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟، قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار: فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض» . ونحن لا ندري ما وجه الاستنكار لهذا الحديث ؟
إن كان وجه الإنكار، هو أن الله يضع «رجله» ففي القرآن جاء إثبات اليد، والوجه، والعين، والمجيء وغير ذلك لله تعالى، ومذاهب العلماء معروفة في مثل هذه الألفاظ، فالسلف يقولون بها من غير تأويل مع تنزيه الله عن مشابهته للبشر في شيء ما، والخلف يذهبون إلى تأويل اليد بالقدرة مثلا، تمشيا مع مبدأ تنزيه الله عن مشابهة البشر، وهو المبدأ الذي يسلم به الجميع. فما يقال في القرآن يقال مثله في الحديث. وإن كان الاستنكار لتكلم الجنة والنار، فقد جاء في القرآن أن الله قال للسماوات والأرض: {ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين}.[3]
وإن كان وجه الإنكار، أو «الاستغراب» أن يأتي الله إلى النار، فإن القرآن أثبت المجيء، يوم القيامة بقوله: {وجاء ربك والملك صفا صفا}[4].
وفي القرآن الكريم أيضا: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}[5].
وبالجملة، فإن تحكيم العقل في مسألة الألوهية، وصفاتها من سخافة العقل نفسه، ولا تؤدي عند هؤلاء المغترين بعقولهم، إلا إلى الإلحاد غالبا، فخير للعقل أن يفكر فيما يستطيع التفكير فيه، وإذا كان العقل لا يزال عاجزا عن معرفة سر الحياة في الإنسان نفسه، وعن الإحاطة بجزء كحبة الرمل من صحراء هذا الكون العجيب، فكيف يستطيع أن يعلم حقيقة خالق هذا الكون كله؟ أترى تستطيع النملة التي تدب في سفح جبال هملايا أن تحيط بارتفاع هذه الجبال وسعتها وقطرها؟ رضي الله عن الشاعر أحمد الصافي النجفي، حين يقول فيما سمعته منه:
يعترض العقل على خالق * ... * ... * من بعض مخلوقاته العقل
وللنظر إلى المسألة من ناحية أخرى :لنفرض أن تحكيم العقل في الأحاديث هو الصواب، فنحن نسأل: أي عقل هذا الذي تريدون أن تحكموه؟
أعقل الفلاسفة؟ إنهم مختلفون، وما من متأخر منهم إلا وهو ينقض قول من سبقه.
أعقل الأدباء؟ إنه ليس من شأنهم، فإن عنايتهم - عفا الله عنهم - بالنوادر
والحكايات.
أعقل علماء الطب، أو الهندسة، أو الرياضيات؟ ما لهم ولهذا؟
أعقل المحدثين؟ إنه لم يعجبكم، بل إنكم تتهمونهم بالغباوة والبساطة.
أعقل الفقهاء؟؟ إنهم مذاهب متعددة، وعقليتهم - في رأيكم - كعقلية المحدثين.
أعقل الملحدين؟ إنهم يريدون أن إيمانكم بوجود الله، جهل منكم وخرافة.
أعقل المؤمنين بوجود الله؟ تعالوا نرى طوائفهم:
إن منهم: من يرى أن الله يحل في إنسان فيصبح إلها!
ومنهم: من يرى أن روح الله تتقمص في جسد، فيكون إلها!
ومنهم: من يرى أن الله ومخلوقاته في وحدة كاملة!
ومنهم: من يرى أن الله ذو ثلاثة أقانيم في ذات واحدة!
ومنهم: من يرى البقر والفأر والقرد يجب أن يتوجه إليها بالعبادة!
ستقولون: إننا نريد تحكيم عقل المؤمنين بإله واحد في دين الإسلام.
فنحن نسألكم: عقل أي مذهب من مذاهبهم ترتضون؟
أعقل أهل السنة والجماعة؟ هذا لا يرضي الشيعة، ولا المعتزلة.
أم عقل الشيعة؟ هذا لا يرضي أهل السنة، ولا الخوارج.
أم عقل المعتزلة؟ إنه لا يرضى جمهور طوائف المسلمين!
فأي عقل ترتضون؟
سيقول أبو رية: « إنني أرتضي عقل المعتزلة، لأنهم أصحاب العقول الصريحة » و نحن سنعرض على أبي رية مثالا لما رفضه عقل المعتزلة من حديث:
يحكي ابن قتيبة في كتابه " تأويل مختلف الحديث " أن مما رده المعتزلة حديث «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي ودرعه مرهونة عند يهودي بأصواع من شعير» فقد قالوا فيه بأنه حديث يكذبه النظر (أي النظر العقلي) ثم شرح ابن قتيبة رأيهم هذا بما تستطيع الرد عليه بأيسر الرد وأقربه إلى العقل والنظر ...
فما رأي «أبي رية» وأضرابه في إنكار عقل المعتزلة لمثل هذا الحديث؟ على أن ابن قتيبة تتبع كل ما أنكرته عقولهم من الأحاديث، وأجاب عنها بأجوبة حالفه التوفيق في أكثرها. وللأحاديث التي نرى أنه لم يوفق في الإجابة عنها أجوبة للعلماء مقبولة معقولة، وإني سأضرب للقارئ مثلا عن هذا النقاش الذي دار بين عقل ابن قتيبة «المحدث» وبين عقل فلان «المعتزلي».
قال ابن قتيبة:
قالوا (أي المعتزلة): حديث يفسد أوله آخره، رويتم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إذا قام أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده» قالوا: وهذا الحديث جائز لولا قوله: «فإنه لا يدري أين باتت يده» وما منا من أحد إلا وقد درى أن يده باتت حيث بات بدنه وحيث باتت رجله وأذنه وأنفه وسائر أعضائه، وأشد الأمور أن يكون مس بها فرجه في نومه، ولو أن رجلا مس فرجه في يقظته، لما نقض ذلك من طهارته، فكيف بأن يمسه وهو لا يعلم. والله لا يؤاخذ الناس بما لا يعلمون، فإن النائم قد يهجر (أي يهذي) في نومه فيطلق ويكفر ويفتري، ثم لا يكون بشيء من ذلك مؤاخذا في أحكام الدنيا ولا في أحكام الآخرة.
فأجاب ابن قتيبة بقوله: « و نحن نقول: إن هذا النظار علم شيئا وغابت عنه أشياء، أما علم أن كثيرا من أهل الفقه قد ذهبوا إلى أن الوضوء يجب من مس الفرج في المنام وفي اليقظة بهذا الحديث وبالحديث الآخر " من مس فرجه فليتوضأ " وإن كنا نحن لا نذهب إلى ذلك، ونرى أن الوضوء الذي أمر به من مس فرجه، غسل اليد، لأن الفروج مخارج الحدث والنجاسات. إلى أن يقول: فإذا كان الوضوء من مس الفرج هو غسل اليدين تبين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر المستيقظ من منامه أن يغسل يده قبل أن يدخلها الإناء لأنه لا يدري أين باتت يده، يقول: لعله في منامه مس بها فرجه أو دبره .. وليس يؤمن أن يصيب يده شيء من النجاسات .. وخص النائم بهذا، لأن النائم قد تقع يده على هذه المواضع وهو لا يشعر، فأما اليقظان فإنه إذا لمس شيئا من هذه المواضع فأصاب يده منه أذى علم به ولم يذهب عليه فيغسلها قبل أن يدخلها في الإناء أو يأكل أو يصافح ». اهـ. هذا مثل العقل المعتزلي «الصريح» وعقل المحدث «الضعيف».
وأزيد على ذلك أن مبادئ الصحة العامة تجعل عقل الطبيب في هذه المسألة يؤيد عقل المحدث، لا عقل المعتزلي.
وقصارى القول أن أئمة الحديث وفقهاء المسلمين لم يلغوا عقولهم عند تصحيح الأحاديث، وإنما أوقفوها عند الحد الذي يجب أن تقف عنده بحكم الشرع، وبحكم العقلاء غير «المغرورين» بعقولهم.[SUP][SUP][6][/SUP][/SUP]


ـــــــــــــــــــــــ باحث مبتدئ .. و مئات الأحاديث المنتقدة !!

قال أيلال : " وأنا كغيري من الباحثين توجهت في بداياتي إلى التنقيب في هاته الأحاديث المروية في صحيح البخاري ،فوجدت أن المئات منها تحبل بكوارث خطيرة، فمنها ما يسيء اإلى مقام الألوهية، ومنها ما يسيء إلى مقام النبوة، منها ما يسيء اإلى مقام الإنسان نفسه والمرأة على وجه الخصوص " [7].
إنه لمن المضحك أن يقتحم صحفي ميدانا ليس بميدانه ، و لا علما ليس من أهله ، دون تكوين علمي رصين ، يمكنه من الاحاطة بجميع جوانب الموضوع قيد الدراسة و البحث ، هذا أقل ما يطلب ممن يريد التحدث في مسألة علمية ما ، فكيف بالخوض في علم دقيق لا يدخل غماره الا الفحول من العلماء .
ثم إن الباحث قد زعم أنه في بدايات تنقيبه قد وقف على المئات من الأحاديث التي تحبل بالكوارث ، فمن يصدق هذه الادعاءات الباطلة .. باحث في بداياته يقف على المئات !! لم يقل خمسة أو عشرة أو عشرون ..أو مئة ، بل مئات ..!! ثم أين هذه المئات المزعومة ؟ فالواجب الشرعي و العلمي يحتم عليه نشرها تنقية لصحيح البخاري منها و تحذيرا للأمة من العمل بها . ثم عليه أن يبين لنا منهجه العلمي الذي توصل من خلاله الى معرفة هذا الكم الهائل من المرويات التي تحبل بالكوارث ! هل طبق عليها منهج علماء الحديث في دراسة اسانيد ومثون المرويات ، أم ابتكر منهجا علميا حديثا استطاع من خلاله نقد هذه المرويات ؟ و هل عرض هذا المنهج على المختصين للإبداء رأيهم في مدى علميته و نجاعة أبحاثه ؟
لا نعلم شيئا من هذا كله الا احتكامه لعقله و ذوقه و سطوه على أبحاث الغير و نسبتها لنفسه .. مع ما تخلل ذلك من سوء لسانه و فحشه مع المخالف .. و ما تخلل ذلك من شتم و إطلاق للألقاب المنفرة و المحقرة لخصومه من قبيل : نبز العلماء بأنهم جعلوا من
صحيح البحخاري : " كتاب فوق النقد ، و فوق العلم ، و فوق العقل ، بل فوق القرآن نفسه لدى معظم الشيوخ .."
[h=1] هل فعلا جهد سنوات ؟ [/h] لقد اصطدم جل من اطلع على مضامين الكتاب بهذه العبارة التي طرز بها ناشر الكتاب الغلاف : " و إن كان المؤلف لم يأت بشيء من عنده ، فإنه بذل جهدا مضنيا في البحث و التنقيب ، الذي أخذ منه سنوات من الوقت " ، الأمر الذي دفع العديد منهم الى التشكيك في مصداقية هذا الزعم .
قال الأستاذ يوسف سمرين : " صدقت بالشطر الأول من كلامهم أول ما طالعت الكتاب ، و لكن التساؤل تعلق بالشطر الثاني ، و هو الحديث عن جهد سنوات من البحث و التنقيب ، و هذا يصطدم بالمراجع المذكورة في الكتاب و طريقة التوثيق ، مما يدفع الى السؤال: هل هو جهد سنوات كما قيل في التقديم ؟ فإن كان هذا صحيحا فهذا يعني أن شبكة الأنترنيت عنده ضعيفة جدا ."[SUP][SUP][8][/SUP][/SUP]
أما الدكتور الكنبوري فقد قال : لاحظت من قبل أن أسلوب الكتاب أسلوب ضعيف جدا، وقلت إن أسلوب صاحبه “ليس أسلوب كاتب متمرس فضلا عن أن يكون أسلوب باحث”. وكتبت أيضا بأن ما سطره صاحبنا منقول من هنا وهناك وأن الأنترنت مليئ بتلك الأمور التي يمكن أن تساعدك على “تأليف” كتاب ضخم عن البخاري وليس فقط كتاب بهذا الحجم. فقد كنت على يقين بأن الكتاب مسروق.
وحين عدت اليوم للقراءة سطعت أمامي هذه العبارة:”وقد أطال النفس في ذلك وقال ما
هذه خلاصته”. فقلت في نفسي: محال أن يكون هذا التعبير الأدبي الراقي لصاحب الكتاب، وأنا أرى أن مكتوبه مليئ بالأخطاء وأن أسلوبه دون المستوى.[SUP][SUP][9][/SUP][/SUP]
و هذا شيء من مراجع و التي قد ينقل عنها صفحات كاملة و طريقة التوثيق :

  1. ورد في موقع الألوكة تعليق على القصة من طرف أحد المعلقين[SUP][SUP][10][/SUP][/SUP] .
  2. سأنقل لكم مقالا للكاتب المصري عبد الفتاح عساكر بمنتدى الواحات المصرية .[SUP][SUP][11][/SUP][/SUP]
  3. إسلام البحيري في مقالة على موقع اليوم السابع .[SUP][SUP][12][/SUP][/SUP]
  4. جاء في منتدى الأزهري نقلا عن الشيخ محمد العمراوي .[SUP][SUP][13][/SUP][/SUP]
  5. وجدت مقالة منشورة على منتدى السودان [SUP][SUP][14][/SUP][/SUP] ، و استغرق نقله للمقالة أكثر من 10 صفحات من الكتاب .[SUP][SUP][15][/SUP][/SUP]
  6. و قد يوثق من المكتبة الشاملة ، فيقول : " انتهى بنصه من مقدمة الفتح عن الموسوعة الشاملة "[SUP][SUP][16][/SUP][/SUP] ، و لا أعلم نوع المستعرض الذي عمل عليه !
  7. و يقتبس صفحتين عن " عماد الحسن رحمه الله في مقالة له نشرها على صفحته الفيسبوكية " [SUP][SUP][17][/SUP][/SUP].
  8. من الصفحة 134 إلى الصفحة 144 كلها صفحات مسروقة من هذا الموقع
    http://ahkam667.blogspot.com/2014/01/blogspost_7748.html
  9. الفصل المعنون: البخاري مجروح ومتروك الحديث. كله مسروق من موقع مركز الأبحاث العقائدية الشيعي. وهذا رابطه ويمكن مقارنة ذلك بما ورد في مكتوب صديقنا حرفا
حرفا http://www.aqaed.com/faq/3444/



  1. الفصل المعنون: بخاريات.
    كله مسروق من مواقع مختلفة، حول أحاديث تتعلق بمحاولة الرسول عليه الصلاة والسلام الانتحار، والرسول البذيئ، وهي فقرة مسروقة عن شريط سمعي لعدنان إبراهيم.
  2. الفصل المعنون: النسخة الأصلية لصحيح البخاري.
    مسروق كله، والجدول الذي فيه الفصل من الصفحة 165 إلى 168 مسروق من الموقع التالي
    http://www.ahlalhdeeth.com/…/archive/index.php/t-274745.html
    ما تبقى من الفصل مسروق من مقالة للأستاذ محمد بن عبد العزيز الدباغ منشورة بمجلة دعوة الحق عام 1991 تحت عنوان: مخطوطات صحيح البخاري بخزانة القرويين بفاس.
  3. القسم الكبير الخاص بصور المخطوطات وبياناتها، من الصفحة 169 إلى الصفحة 239، كلها مسروقة من الموقع التالي
    http://www.ahlalhdeeth.com/…/archive/index.php/t-274745.html[SUP][SUP][18][/SUP][/SUP]


ــــــــــــــــــ عقلانيون ام راونديون جدد ؟

ينتمي الكاتب الى المدرسة القرآنية العقلانية ، و التي هي ظل للمدرسة العلمانية الليبرالية المعاصرة ، التي تقدس العقل حد التأليه ، و تجعل منه وصيا و حاكما على الشرع !.
و تضم كتابا علمانيين متسترين وراء الدعوة الى التنوير و حرية التفكير التي لا تقف عند حدود بل تطال المقدس وغير المقدس، وتدعو إلى رفض النص الديني الذي كان سببا في تخلف و تأخر المسلمين عن اللحاق بقطار الحرية و التقدم و شل العقل العربي عن الإبداع و التفكير العقلاني المستنير . لذا يجب أن لا نعجب من كثرة الإشادة بالعقل في مؤلفاتهم وكأنه حكرٌ عليهم، حجر على غيرهم ، و بما أن الجهل رحم بين أهله ، فقد أكثر أيلال من الإستدلال ببعض رموز هذه المدرسة ، و الإشادة بأطروحاتهم حول السنة .
و من هؤلاء :
زكريا أوزون : مؤلف كتاب "جناية البخاري.. إنقاذ الدين من إمام المحدثين" مهندسٌ استشاري سوري مختص في دراسات الإسمنت المسلح وأعمال التدعيم الإنشائي . يُعدُّ واحدا من المفكرين العلمانيين الذي نجد بصمته الفكرية ظاهرة في كتاب: "صحيح البخاري، نهاية أسطورة" لرشيد أيلال، و لو أن هذا الأخير لم يُشر إلى مظاهر هذا التأثر ، م بالمقارنة بين كتاب "صحيح البخاري نهاية أسطورة" وبين هذا الكتاب، يتبين أن أيلال أعاد نسج الشبهات حول صحيح البخاري على طريقته ولكن مضامينها مأخوذة بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشِرة من كتاب "جناية البخاري"، سواء ما تعلق بالطعن في الروايات الواردة في صحيح البخاري أو ما تعلق بنسخه وتناقضاتها على حد زعم أيلال وزكريا أوزون، أو ما تعلق أساسا بقضية كون السنة ناسخة للقرآن، فقد تشابهت موضوعات الكتابين وإن اختلفت الصياغة، ولا بد أن أشير هنا إلى أن تأثير فكر زكريا أوزون واضح في كتاب: "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة"، لأن زكريا أوزون يعدّ من كبار الرافضين للنص الإسلامي، وله سلسلة في ذلك منها: "جناية سيبويه.. الرفض التام لما في النحو من أوهام" و"جناية الشافعي، تخليص الأمة من فقه الأئمة" بالإضافة إلى كتبه الساخرة من أركان الإسلام مثل "الصلاة.. عسكرة الرحمان" و"الزكاة إتاوة العربان" و"الإسلام.. هل هو الحل؟" و"لفق المسلمون إذ قالوا".
عمد أوزون إلى أصول الفكر الإسلامي اللغوية والفقهية والعقدية فنقضها، وركز في ذلك على نقد عمالقة هذا الفكر، فحمل على سيبويه النحوي والشافعي الفقيه، والبخاري المحدث، وذلك لما يتمتع به هؤلاء من إجماع لدى الأمة.

  • محمود أبو ريّة : كاتب مصري ولد في 15 ديسمبر 1889 م ، كتب في مجلّةِ الرسالةِ والمقتطف والعربي والأهرام والمقطم والسياسة وغيرها .كانَ مُبتدأُ أمرهِ تلخيصَ الكُتبِ واختصارها ، فاختصرَ منها جملةً ككتابِ " المثلِ السائرِ " و " ديوانِ المعاني " واختارَ نُخبةً من أخبارِ " الأغاني " وغيرِها .
أول تأليف له كتابهُ " أضواءٌ على السنّةِ المُحمّديّةِ " ، جمع فيه جميع شبه المستشرقين و طعون الروافض ، و شن حربا على أبي هريرة ، و اعتبره كذابا وضاعا للحديث . و ألصق به كل سوء . و هو في كل هذا متأثر بكتاب عبدُ الحسينِ شرفُ الدّينِ ، " أبو هريرةَ " .
كما ألف كِتابا سماه ِ : " دينُ اللهِ واحدٌ " ، والذي خلصَ فيهِ إلى دخولِ اليهودِ والنّصارى للجنّةِ مع المُسلمينَ ، وأنَّ الإيمانَ باللهِ تعالى ووجودهِ – وحسب – كافٍ في النّجاةِ من النّارِ والدخولِ إلى الجنّةِ .
وقد أحسنَ العلاّمةُ الشيخُ : مُصطفى السباعيُّ – رحمه الله – في وصفِ أبي ريّةَ وكِتابهِ الأضواء ، عندما قالَ : " .. جاهلٌ يبتغي الشُهرةَ في أوساطِ العلماءِ ، وفاجرٌ يبتغى الشهرةَ بإثارةِ أهلِ الخيرِ ، ولعمري إنَّ أشقى النّاسِ من ابتغى الشهرةَ عندَ المنحرفينَ والموتورينَ بلعنةِ اللهِ والملائكةِ والنّاسِ أجمعينَ " .
و قد كانت صلته بأقطاب الشيعة الرافضة قوية ، و بينهم مراسلات مشهورة .
ترجم له مرتضى الرضوي في كتابه " مع رجال الفكر " ( 1 / 130 – 158 ) نشر مكتبة الإرشاد للطباعة والنشر , بيروت – لندن ، فقال الرضوي : « الشيخ محمود أبو رية من الكتاب البارزين في مصر ...
أهم آثاره : " علي وما لقيه من أصحاب الرسول " مخطوط , " أضواء على السنة المحمدية " طبع ثلاث مرات ، " أبو هريرة شيخ المضيرة " طبع ثلاث مرات , " السيد البدوي " ,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عقلانيون أم راونديون جدد
كتاب " حياة القرى " , " صيحة جمال الدين الأفغاني " , " رسائل الرافعي " , " جمال الدين الأفغاني " , " دين الله واحد " , " قصة الحديث المحمدي " , وغيرها . تعرفت إليه عام 1958 م ، من علماء القاهرة المحققين .
حقق في السنة النبوية وعرَّى الأيادي التي دست فيها الوضع والاختلاق ، وأدخلت عليها الخرافات والإسرائيليات , وقد أرخ الحديث النبوي وألقى عليه أضواء كشافه . يندفع فيما يكتب إلى نصرة أهل البيت ووجهة نظرهم .
كتب مقدمة لكتاب : " أحاديث أم المؤمنين عائشة " استعرض فيها الفتنة التي قامت بها وما أثارت في المسلمين من الشقاق والصراع . أوذي في سبيل العقيدة الإسلامية إيذاء شديدا واستمر إلى آخر يوم في حياته يناضل في طريق الحق بصدق وإيمان تغمده الله برحمته الواسعة . ..الى أن قال : فجلست إلى جنب فضيلته وحييته , فرحب بي كثيرًا ، وفتحت الحديث معه وقلت : يا مولانا الشيخ : بأي مذهب من المذاهب الأربعة متمسك .
فأجاب : أنا مسلم أعمل بكتاب الله وسنة نبيه ، وأنا غير ملتزم بمذهب من هذه المذاهب الأربعة . وقال : أنا أعلم من الشافعي ، وأبي حنيفة .
فسألته عن رأيه في الصحاح . فقال : الصحاح صحاح عند أصحابها .
فقلت : ما رأي سيادتكم في بعض الرواة المكثرين للحديث . فقال : تقصد زي من , مثل من ؟
قلت : " أبو هريرة " .
فقال : أبو هريرة رجل وضاع .
قلت : قد ألف الإمام شرف الدين العاملي كتابا في حياة هذا الراوية المكثر وأسماه : " أبو هريرة " , فمد فضيلته يده إلى حقيبة كانت معه وأخرج منها كتاب : " أبو هريرة " الذي ألفه الإمام شرف الدين العاملي , وكانت الطبعة الأولى طبعة صيدا - لبنان , وقال : هذا ما أهداه لي الإمام شرف الدين . فناولني النسخة فأخذتها بيدي فرأيت الإهداء بخط الإمام شرف الدين على الكتاب وفيه ما يشعر بجهاده وعلمه ، وإكباره .
ثم أخبرته بوفاة هذا المصلح - شرف الدين - قبل أسبوع في يوم الاثنين الماضي الموافق 30 / 12 / 1957 م الموافق 8 / 6 / 1377 ه ... ثم قلت لفضيلته : السيد العسكري من كبار المؤلفين في العراق ومعروف لدى كبار علماء النجف الأشرف ويمكنكم مراسلته وأخذ ما يخص هذا الموضوع منه , فراجعه فضيلته بعد ذلك وذكر هذا في كتابه : " أضواء على السنة المحمدية " في الطبعة الثالثة التي طبعتها دار المعارف بمصر تحت إشرافه .
ثم جرى الحديث حول الخلافة الإسلامية ، والخلفاء ، وما أصيب به المسلمون من انحطاط ، واضطهاد ، وذلك لتفرقهم ، وتسلط الاستعمار الغاشم عليهم وجعلهم فرقا ، وأحزابا .
ثم تحدثت عن المذاهب الأربعة وقلت : إن هذه المذاهب : هي التي احتضنتها السياسة ، وروجتها تجاه الإمام الصادق من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وقلت : إن المستشرقين الذين طعنوا في الإسلام استندوا إلى الخرافات ، والإسرائيليات التي وجدوها في كتب أهل السنة .
فقال : أنا معك .
ثم سألته عن اتجاهه الفكري هذا وتبنيه لقضايا التمحيص في السنة النبوية التي هي أساس الإسلام , فكان يتحرق فضيلته على ما في عامة الكتب الدراسية الأزهرية ، وغيرها في الخرافات ، والإسرائيليات . وهو الأمر الذي جعله يتجه إلى تمحيص السنة النبوية ، وتعرية الأيادي التي دست فيها هذه الأباطيل التي روجتها اليهودية المتمثلة في كعب الأخبار ، وأبي هريرة ، وأضرابهما فكان كتابه هذا ثورة على الباطل ، وانتصارا للحق ، وتخطيطا للوصول إلى السنة النبوية ..." و يذكر أنه أعجب بكتاب : عبد الله بن سبأ" للسيد مرتضى العسكري و أنه كتب أثنى عليه كثيرا ومما كتبه : .. . وإني ليسرني كل السرور أن أشيد بفضل عالم محقق كبير من علماء العراق قد نهض ليؤدي ما عليه نحو الدين والعلم فأخرج للناس كتبا نفيسة كانت كالمرآة الصافية التي يرى فيها المسلمون وغير المسلمين تاريخ الإسلام على أجمل صوره في أول أدواره ، ذلكم هو الأستاذ " مرتضى العسكري " فقد أخرج لنا من قبل : كتاب " عبد الله بن سبأ " أثبت فيه بالأدلة القاطعة ، والبراهين الساطعة ، أن هذا الاسم لم
يكن له وجود وأن السياسة " لعنها الله " هي التي ابتدعت هذا الاسم لتجعله من أسباب تشويه وجه التاريخ ، وبين أن شيخ المؤرخين في نظر العلماء وهو الطبري قد جعل جل اعتماده في تاريخه ورواياته على رجل أجمع الناس على تكذيبه . . ومن الغريب أن جميع المؤرخين الذين جاؤوا بعد الطبري قد نقلوا عن ابن جرير كل رواياته بغير تمحيص ولا نقد ، وهذا الرجل الكذاب هو : سيف بن عمر التميمي . وأردف العلامة العسكري هذا الكتاب النفيس بكتاب آخر أكثر منه نفاسة هو كتاب : " أحاديث عائشة " وقد تناول في هذا الكتاب تاريخ هذه السيدة لا كما جاء من ناحية السياسة والهوى والعصبية ، ولكن من أفق الحقيقة التي لا ريب فيها ، وكتبه بقلم نزيه يرعى حرمة العلم وحق الدين لا يخشى في الله لومة لائم.. هذه لمحة خاطفة مما حواه كتاب " أحاديث عائشة " ولو نحن ذهبنا نبين ما فصله هذا العالم المحقق في كتابه هذا مما أوفى به على الغاية ، ولم نر مثله من قبل لغيره لاحتجنا إلى كتاب برأسه . ."
هذا وإني لما غادرت القاهرة وأتيت إلى سوريا ولبنان وقبل وصولي العراق عرفت فضيلة الأستاذ الشيخ محمود أبو رية على جماعة من الأساتذة والعلماء والكتاب في كل من سوريا ولبنان ، والعراق : كالأستاذ صدر الدين شرف الدين , وفضيلة الشيخ محمد جواد مغنية , وآية الله الإمام الخوئي , والعلامة الأستاذ الشيخ أحمد الوائلي , والأستاذ رشيد الصفار .
وقد تبودلت الرسائل بينه وبين السيد صدر الدين شرف الدين وطلب من الشيخ أن يراسله وأرسل له فصولا من كتابه " شيخ المضيرة " فنشر منه في عدة أعداد من مجلته " مجلة النهج " وتوثقت بينه وبين الشيخ الاتصالات ، وتبادلت بينهما الرسائل حتى استطاع الأستاذ صدر الدين أن يقوم بطبع كتابه " شيخ المضيرة " الطبعة الأولى في صور - لبنان .
وكما تبادلت الرسائل بينه وبين الشيخ محمد جواد مغنية حول طبع " شيخ المضيرة أبو هريرة " وذلك قبل أن يتم الاتفاق مع السيد صدر الدين شرف الدين كما تبادلت الرسائل بينه وبين آية الله الخوئي ، والأستاذ رشيد الصفار . وفي 12 / 10 / 1963 م تسلمت طردا من دائرة بريد النجف مرسله فضيلة الأستاذ " أبو رية " من القاهرة وفي باطنه ثلاثة نسخ من كتاب : " أبو هريرة راوية الإسلام " بقلم الحجاج الخطيب الشامي وقد صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة أعلام العرب إلى الأسواق بتاريخ 7 / 11 / 1963 وكانت النسخ مهداة لي وللسيد العسكري وللأستاذ رشيد الصفار هو لأني كنت همزة وصل وتعريف بينهم . وفي إحدى رحلاتي إلى القاهرة التقيت بالأستاذ رشيد الصفار فكان يذهب معي إلى منزل الأستاذ الشيخ محمود أبو رية . وكان آية الله الخوئي عندما تصل إليه رسائل الشيخ محمود أبو رية كان يرسل علي ويطلعني عليها أو يرسلها لي لأطلع عليها . وفي أحد الأيام جاءني السيد عماد حفيد آية الله الخوئي وقال : إن جدي يطلب حضورك ، وكان عندي جماعة وعندما انصرفوا توجهت إلى دار سماحته ولما دخلت سلمت وجلست فتوجه نحوي سماحته وقال : لقد تأخرت علينا في المجئ وأرسلت الرسالة إليك مع فضيلة السيد مرتضى الحكمي. وعند ذلك جلست زمنا يسيرا وإذا بفضيلة السيد الحكمي قد دخل علينا فتوجه إليه آية الله الخوئي وقال : لقد حضر السيد ، فأعطه رسالة الشيخ ليطلع عليها فتسلمتها وقرأتها وهذا بعضها : " عزمت على وضع كتاب باسم : " أمير المؤمنين علي وما لقي هو وبنوه من أصحاب رسول الله " . أولا : من الثالوث الأول أبو بكر وعمر وعثمان . ثانيا : من الثالوث الثاني عائشة وطلحة والزبير . وثالثة الأثافي : ما صنعه عثمان من تأسيس الدولة الأموية ثم انتهاء أمر الخلافة إلى سكير خمر عربيد ملعون هو وأبوه وجده . وإني الآن أعكف على قراءة المصادر التي تعينني على ذلك وكل ما أرجوه أن يوفقني الله إلى أداء هذا العمل على أكمل وجه . محمود أبو ريه القاهرة : 12 / 1 / 1388 ه* .
وفي 5 / 11 / 69 وصلتني رسالة من الأستاذ " أبو رية " تاريخها 26 / 10 / 1969 من القاهرة يقول فيها : " كتاب قصة الحديث المحمدي " الذي كانت وزارة الثقافة قد طلبته مني منذ عشر سنين ووقف الأزهر في سبيله حتى لا يظهر قد أراد الله أن يظهر رغم أنف الأزهر بعد ما قرأه الدكتور طه حسين وشهد بقيمته شهادة فائقة وسأرسل لك نسخة منه هدية ومعها بعض نسخ لأصدقائنا الأعزاء ومع كل نسخة بيان مطبوع منا . . . وفي 20 / 11 / 1969 جاءني البريد ويحمل ملفا فيه ثلاث نسخ من الكتاب " قصة الحديث المحمدي " أحدهما كانت باسمي ، والثانية باسم السيد العسكري ، والثالثة للأستاذ رشيد
الصفار وفي كل نسخة بيان مطبوع وإليك نصه : للحقيقة والتاريخ كان من حق هذا الكتاب ( قصة الحديث المحمدي ) أن يخرج إلى الناس مطبوعا منذ أكثر من عشر سنين ، ذلك بأن وزارة الثقافة المصرية كانت قد طلبت منا مختصرا لكتابنا : " أضواء على السنة المحمدية " عندما ظهرت طبعته الأولى في سنة 1958 م لتجعله حلقة في سلسلة مكتبتها الثقافية ، وقبل نشره عرضته على الأزهر ليبدي رأيه فيه وما كاد يقف عليه حتى أرصد له من كيده فرماه بأن فيه ما يخالف الدين وطلب عدم نشره وتداوله بين المسلمين ، ولم تستطع هذه الوزارة أن تخالف عن أمره لأنه ما يربطه على الأرض يكون مربوطا في السماء ، وظل هذا الكيد يلاحق الكتاب هذه السنين الطويلة لكي يحول دون نشره بين الناس إلى أن علم أخيرا بالأمر نصير الدين والفكر الدكتور طه حسين طلب أصول الكتاب من وزارة الثقافة ولما اطلع عليه أعاده علينا مع خطاب ، دحض فيه ما رماه الأزهر به . وصرح في جلاء أنه موافق للدين كل الموافقة لا يخالفه ولا ينبو عنه في شئ مطلقا . وأنه مفيد فائدة كبيرة جدا في علم الحديث . . . وأن في نشره الخير كل الخير ، والنفع كل النفع وبذلك انحسم الأمر ، وحصحص الحق ، واتخذ الكتاب سبيله إلى الناس مطبوعا لينتفعوا به . ولأهمية خطاب الدكتور طه حسين نشرنا صورته على غلاف الكتاب ، تبصرة لأولي الألباب . محمود أبو ريه 13 / 10 / 1969 » .


الطبيب عماد محمد بابكر حسين
طبيب سوداني ولد في مدينة عطبرة شمال السودان سنة 1962 ، درس الطب في جامعة الخرطوم و تخرج منها سنة 1988 ، ثم هاجر الى بريطانيا سنة 1991 ، تخصص في علم الميكروبات الدقيقة ، ثم الطب النفسي . و نال دبلوما في علم التنويم المغناطيسي من لندن !
بعد ذلك نال درجة الدكتوراه في فلسفة مقارنة الأديان ، ونشر عدة بحوث منها :
" أميرة مصر و ذلك النبي الغامض" . " آذان الأنعام " . " أمي كاملة عقل و دين "..
و كتابه أذان الانعام : ألفه بالاشتراك مع أخيه المهندس علاء الدين، وهو كتاب يقوم على طرح جديد في باب "أسلمة التطور" فهو يرى أن نظرية التطور مما نصّ عليه القرآن الكريم، وفي نفس الوقت الأنعام –الضأن والمعز والبقر والإبل- نزلت نزولاً مباشرًا من السماء على آدم الأول فكانت آيةً من الله، فالأنعام بناءًا على ذلك لم تدخل نسق التطور، وإذا أثبت العلم أن الأنعام بالفعل خارج شجرة التطور فستكون آية أخرى من الله في آخر الزمان ، و لذا كان اسم الكتاب "آذان الأنعام" أي: نداء الأنعام ، و كأنها نداء للدلالة على صحة الإسلام . و قد سلكا في الكتاب مسلك التأويل الباطني لنصوص الشرع الحكيم ، مما أدى إلى الانحراف بالنص خارج سياقه ودلالته ومبناه .
من أوابده :

  • قال تحت عنوان : تعدد آباء الإنسانية ، ص 285 :
من الملاحظات اللافتة للنظر في آیة نزول الأنعام أنَّ لله حدَّد باللفظ عددَ الأنعام التي نزلت :{وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الآنْعَامِ ثَمَانِیَةَ أَزْوَاجٍ }، من غیر أن یوضِّح في أيِّ موضعٍ لماذا كانت ثمانیة ولم تكن سبعة أزواج أو تسعة مثلا ، ولماذا حدَّد الرقم؟ إذ كان من الممكن أن یشیر إلى أنّه أنزل الأنعام من غیر تحدید للعدد، إلا إذا كان في هذا الرقم حكمةٌ تفید الإنسان في زمن من الأزمان. ما یزید الأمرَ غرابةً أنَّ القرآن یستعمل الأرقامَ الفردیةَ للإشارات الرمزیة وللمبالغة في التعبیر، و أنَّ السنة ارتبطت بالأرقام الفردیة في كثیر من أوجهها ، و ما تحدیدُ عدد أزواج الأنعام بثمانیة إلا استثناء ناذر . إذا افترضنا أنَّ الأنعام حینما نزلت كان لها قیمةٌ غذائیةٌ وتعبُّدیَّةٌ، فإنَّ العدد الذي نزل لا بُدَّ وأن یكون مكافئاً من حیثُ الفائدةُ وإحداثُ الاكتفاء العادل بین كلِّ مجموعة آدمَ الأولى، رغم وجودِ فرق كبیر بین أحجام الأنعام و فوائدها باختلاف أنواعها.[SUP][SUP][19][/SUP][/SUP]
فآدم عليه السلام من وجهة نظر الكاتب ليس شخصا وإنما هو تجمع بشري عبارة عن 32 نسمة! . لكن لماذا بالتحديد العدد 32 شخص؟
يقرر الكاتب أن حساب عدد الأشخاص الذين هم آدم جاء بناءا أن الأنعام التي نزلت ثمانية أزاوج، اثنين من الإبل واثنين من الضأن واثنين من البقر واثنين من الماعز.
وبما أن الإبل تكفي لسبعة في الهدي أثناء الحج، والبقر يكفي لسبعة، والماعز واحد والضأن –الخراف- واحد، إذن يكون المجموع 32 وبالتالي عدد آدم كان 32 .
ويقول الكاتب تأكيدًا على صحة ما ذهب اليه : " لما عرضنا رأینا على أهل العلم ذهلنا من أنَّ علماء هندسة الجینات قد وصلوا إلى أن هذا العدد هو العددُ الأدنى الذي یمكن أن یبدأ به مجتمعٌ إنسانيٌّ معافىً . فالمعروف أنَّ التزاوج من الأقرباء یؤدي إلى تراكم الجینات، و ظهور الأمراض الوراثیة في الذریة ، وقد نصح الرسول - صلى لله عليه و سلم- بزواج الغرباء ، بقوله : "اغتربوا تصحوا".
ففي البحوث التي نُشرت على "الإنترنت"، أشار العلماءُ إلى أنَّ أصغرَ عددٍ یمكه أن یحافظ على تكاثرٍ معافىً للجنس الإنساني، لا بُدَّ أن یبدأ بتزاوج أبناءِ مجموعةٍ بین خمسةٍ وعشرین إلى ستةٍ وثلاثین زوجاً؛ حتى تستقرَّ الصفاتُ الحسنةُ و تطغى على الصفات المستودعة غیرِ المرغوب فيها في الأجِنَّة. وقد سُمِّي هذا الرقم ب "رقم دنبار" نسبة للعالم البریطاني " روبین دنبار" الذي توصل إلیها ،(Dunbar Number). و بناءً علیه فإنَّ العلماءَ یفترضون أنَّ الجنسَ البشريَّ لا بُدَّ وقد ابتدأ بعد التطور من مجموعةٍ تقع بین الرقمین، و إلَّا لكان الإنسانُ العاقلُ قد انقرض منذ آلاف السنین، ویمكن مراجعةُ بحوثِ "دنبار" تحت اسمه على الشبكة العنكبوتیة." [20]
سكن آدم في الجنة :
قال : بعد أن سُخّرَت مكوناتُ الأرضِ لعقل الإنسان (سجود الملائكة) ورفض إبلیسُ السجود، تقلَّد آدمُ - العنصر الملائم للتغییر- منصبَ خلیفة لله في الأرض كما أُریدَ له أن یكون، وربط الشیطانُ قدَرَهُ به كما أقسم أمام لله . ولما كان آدمُ أصلا قد خُلق من ترابِ الأرض ،ونبت منها نباتاً بصریح اللفظ ، و لما كان قد خلق ليكون خليفة في الأرض ، فليس من المعقول أن یُرفعَ الخلیفة بعد تولِّيه منصببه وسُخّرت له قوانینها ومخلوقاتها، أنْ یُرفع لیسكنَ في جَنَة السماء. فسفیرُ السودان إلى بریطانیا مثلا، لا یُعقل أن یسكن في البرازیل بعد تسلّمه أوراقَ اعتماده، وكذلك فلیس هناك منطقٌ أن یسكنَ خلیفة لله في الأرض بعد تسخیرِ مخلوقاتها له، في جَنّة السماءِ التي لا تكلیفَ ولا عصیانَ فيها ،وإنّما نعیمٌ مقیم دائم . أضف إلى ذلك أنَّ إبلیسَ كان من الجنِّ، وأنَّ الجنَّ - أصلا - مخلوقاتٌ سكنت الأرضَ قبل الإنسان، فلا یُعقلُ أن یصعدَ إبلیسُ من الأرض ویدخلَ جَنّة السماء بعد أن طُرد من رحمة لله لیوسوس لآدم هناك. إذنْ فالافتراضُ أنَّ الجنة التي سكنها آدمُ كانت في السماء لیس إلا لَبْسَاً لا أصلَ له ، لا في المنطق ولا تسلسل الأحداث ولا حتى في اللغة، و هو لیس إلا من "فضائل" بني إسرائیل علینا. أمّا في القرآن فقد ورد استعمالُ كلمة جَنّة في أكثر من مكان لتعنيَ البستان والحدیقة ذات الأشجار الكثیفة، كقوله : { و اضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب و خففناهما بنخل و جعلنا بينهما زرعا }32 الكهف .
بحثنا في آراء السلف فلم نجد دلیلاً یُنسبُ لمن لا تجوزُ معارضته یدلُّ على أنَّ "الجنة" المقصودة هنا كانت في السماء، إذ إنَّ كلَّ الآراء الواردة لیست إلا اجتهاداتٍ اعتمدت على
أنَّ اللفظَ جاء مُعرَّفاً بالألف واللام، و هذا في تقدیر بعضهم یدل على أنها جَنّةٌ واحدةٌ هي جنة السماء، وما هذه الاجتهاداتُ والاختلافاتُ في الرأي إلا نتاجُ غموضِ القصةِ كلها و التأثر بالإسرائیلیات. والأحداث التالیة - ونحن نمشى على خُطى الإنسانِ الأول - ستقدمُ الكثیرَ من الأدلةِ على أنَّ كلَّ شيءٍ تمَّ في الأرض.[21]
و يقول : " أنَّ آدمَ وزوجه " الجنس" قبل السكن في الجنة كانوا في حالةِ حركةٍ واضطراب. الحركة من أجل البحث عن الرزق، والاضطراب في صراعاتهم المختلفة مع بقیة الحیوانات قبل أن یُمنحوا سلطانَ العقل والقدرة على التحكم فيها وفي قوانین الطبیعة.هذه الحالة من الحركة والاضطراب ربَّما تكون سببَ فسادهم في الأرض وسفكهم للدماء قبل أن یُنقلوا إلى إنسان عاقل ، و رغم أن الله أتاهم العقل ، فالله يعلم أن العقل الذي یفتقرُ الخبرةَ في الحیاة یحتاجُ إلى عونٍ كبیر في أول أیامه ؛ لذلك وفَّر لهم سكناً آمنا تتوافر فيه كلُّ احتیاجاتِ الإنسانِ ، ودلّلَ على ذلك قول لله - عز وجل : { أن لك ألا تجوع فيها و لا تعرى } 118 طه . توافر الأكل و السترة ، و قوله تعالى : { و أنك لا تظمؤا فيها تضحى } 119 طه . توافر الماء و الظل وقد وصف ذلك المكان بالجنة إشارة إلى حدیقة أو غابة معروفة لديهم.
یجب أن ننتبه هنا إلى أنَّ لفظ "لا تعرى" لا یعني أن تكون عاریاً من الملابس؛لأنَّ آدم أصلاً كان عاری اً، وإنَّما تعني أنْ "لا تكون مكشوفاً في العراء لأخطار الطبیعة".[22]
خطيئة آدم
قال : سكن الإنسانُ العاقلُ داخلَ الجنة ذُكراناً وإناثا، و سمح لله لهم أن یعیشوا كیفما یشاءون داخلها ویأكلون من حیثُ شاءوا ،ولكنَّه نهاهم عن فعلِ شيءٍ واحدٍ هو { ولا تقربا هذه الشجرة } البقرة 35 . وجاء الخطاب هنا بلفظ المثنى ، وكأنَّ اللهَ ینبهم إلى تساوي المسؤولیة بین الإناثِ والذكورِ في عدم الاقتراب من الشجرة، أو كأنَّ الاقترابَ منها فعلٌ مشتركٌ لا یمكن أن یقوم به ذكرٌ دون أنثى. هذا الخطابُ المزدوجُ یجعل الوصفَ القرآني مختلفاً تماماً عن الوصف التوراتي حیث وجه الخطاب في النهي لآدم فقط ، وفهم اليهودُ أنَّ آدم هذا كان ذَكَرا ً، ثمَّ كان إغراءُ الشیطان للأنثى التي أكلت أولا ثم أعطت زوجها لیأكل، وما ذلك إلا لأنَّ بني إسرائیل أوَّلوا الشجرة إلى شجرة تفاح، وبالتالي ضاع قدرٌ مهم جداً من أصل القصة. ومن هذا التحریف نتجت لعنة اليهود على المرأة التي انتقلت إلى التقالید الإسلامیة و العربیة ، وأصبحنا نردد أنَّ المرأة هي التي أخرجتنا من الجنة من غیر أن نفكِّرَ لحظة في أننا إنَّما نردد تأویلاً شاطحاً من تأویلات الإسرائیلیات لا علاقة له بنصِّ القصة في القرآن. قلنا إنَّ الله وفّر لآدمَ كلَّ احتیاجاته الحیوانیة في الجنة حتى یتفرغ لاستعمال العقل في التدبر... ولكنْ بقیت حاجةٌ حیوانیةٌ واحدةٌ تمّ تحذیرُه من الاقتراب منها...تلك هي شجرة الخلد[23]...
الى أن قال : أنَّ الشیطان إنَّما فَتَنَ مجموعة من البشر ، ولیس رجلاً وامرأة فقط كما هو مفهوم من غیر دلیل. وأیضاً یتضحُ لنا من حذف كلمة "شجرة" أنَّ الشجرة إنَّما هي وصفٌ مجسمٌ أو حركيٌّ للمعصیة التي استدرج لها الشیطانُ ذكور مجموعة آدم و إناثها، ولكنها لیست شجرةَ تفاحٍ كما فسَّرت الإسرائیلیات، وتبعها في ذلك المسلمون من غیر تدبُّر . نحن نعلم أنَّ هذا التوضیحَ لأمر واضحٍ جداً في ألفاظ الآیة له وقعُ الصاعقة على كثیر من الناس، ولكنَّ من المهم جداً أن نتذكر أنَّ هذا التفسیر الذي ستؤكِّده دلائلُ أخرى ، لا یتناقض مع ما عُلِمَ من الدین بالضرورة ، ولا یعارضُ تفسیراً صریحاً من النبيِّ صلى لله عليه وسلم للآیة ، و كذا لا یعارض اتفاقاً عاماً بین علماء المسلمین على هوِیَّة الشجرة. كلُّ ما یعارضه هو التأویل المتوارث الذي أصبح من المسلَّمات كالعقیدة ، وإنْ كان أصله من الإسرائیلیات . هذه الألفاظُ لا تمهدُ إلا لأنْ نكتشفَ أنَّ أول معصیة ارتكبتها مجموعة آدم هي ممارسةٌ جنسیة قبل أن یشرِّع لله لهم العلاقاتِ الزوجیة .[24]
و قال عن استعمال لفظ الشجرة : فإنَّ استعمالَ لفظ "شجرة" هنا یكون وصفاً للمداخلة بین الإناث والذكور والتي كانت مفهومة لآدمَ من سابق تَجْرِبة ، وإنْ لم یكن لديه بعدُ مصطلحاتٌ اجتماعیةٌ أو فلسفیةٌ أو خُلُقیةٌ یفهمها بها.
الشیطانُ - كما قلنا- مخلوقٌ ماكرٌ وداهیة، ولذلك نفترض أنّه كان عالماً بما یدور في خَلَدِ آدم في تلك اللحظة من وجودهم في الجَنّة بعد أن رُفِعوا إلى مستوى خلافةِ الله في الأرض، وربَّما استمع إليهم من حیث لا یرونه كما وصف الله . ولیس جدیداً أنَّ غریزة حبِّ البقاء والاستمراریة في الأرض غریزةٌ في كلِّ الحیوانات تشبعها بالتناسل من غیر تفكیر، ولكنَّ آدمَ الآن أصبح مخلوقاً عاقلاً یمكنه أن یَدخلَ في حوار ویستدرجَ في إشباع غرائزه وتحقیق طموحاته ، إلا أنّه حُظر عليه الاقترابُ من سلوكٍ واحدٍ وصفه الله له بصفته الحركیة ، و هو حالة التداخل بین الإناث والذكور من غیر أن یعرف السِّرَّ في ذلك ، غیرَ أنه لو اقترب منه فسیكون من الظالمین . و هنا نلاحظُ أنَّ الشیطانَ ربط له هذه الشجرةَ الممنوعةَ بالخلود أو اتساع ملكه وبقائه . هذا الوصفُ من شأنه أن یُحرِّكَ فيه غریزةَ البقاء والشعورَ بالأمان ، الذي كان أحوجَ ما یكون إليه في هذا العالم الجدید المرعب. وتجدر الإشارةُ هنا إلى أنَّ لفظ "مَلَكَیْنِ " لا تعني أن یصبحا من الملائكة ، ولكنّها تعني امتلاكهم للملك كما في آیة سورة طه: {وَمُلْكٍ لا یَبْلَى}. أي أنَّ الاقترابَ من هذه الشجرة سیقودهم إلى استمراریةٍ في الوجود وإلى اتساع ملكهم .[25]
فالشجرة عند الكاتب هي الجماع، حيث أن الشجرة من الشجْر والشجر هو التداخل والتلاحم. كما يقول في صفحة 96.
لكن ما لم يذكره الكاتب أن الشجر ليس من معانيه في اللغة الجماع! ولم يذكر ذلك أحد! وكلمة شجرة في كتاب الله اسم لذات ولم ترد كفعل! وكتاب الله تعالى نزل بلسانٍ عربيٍ مبين { لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} ﴿١٠٣﴾ سورة النحل.
موت داروین على الفطرة السلیمة:
لیس غریبًا - إذنْ - أنَّ السوادَ الأعظمَ من المسلمین، علماء وعامة، ممَّن یحلو لهم وصف دراوین بالإلحاد ، لا یعرفون من هو داروین وماذا قال . فلیس غریبًا أبدًا أن تجد من لا یستطیعُ التمییزَ بین داروین عالم الأحیاء البریطاني المسیحي، ولینین وستالین وغیرهما من أقطاب العقیدة الإلحادیة الشیوعیة السوفیتیة . ولعلَّ من العوامل الأساسیة التي خلقت نفورًا عامًا لدى المسلمین ممَّا طرحه داروین ، وبالتالي أدى إلى جهلٍ وسذاجة في التعامل مع نظريته ، هو أنَّ فكرة أنَّ الإنسان أصله قرد فكرةٌ منفرةٌ لمن یظنُّ أنَّ الإنسان خُلق بقدرة الله إنسانًا عاقلًا من أول یوم في شخص آدم ، وبذلك فإنَّ الفكرة ترفض جملةً وتفصیلًا من غیر دراسة ، ومن ثَمَّ یوصف صاحبها بالإلحاد . على أنَّ المسلمین أنفسهم لو تدبروا القرآن لوجدوا أنَّ أصل الإنسان في القرآن "طین"، و هذا أمرٌ لا یدعو للتقزز وإنَّما للتدبُّر، بید أنَّ القرد بوصفه مخلوقًا له مستوى من الذكاء و كثیر من القدرات أرقى بمراحلَ كثیرةٍ من مجرد طین . و أخیرً ا و لیس آخرًا ؛ فإنَّ داروین - أصلا- ما زعم أنَّ أصل الإنسان قرد ، ولا حتى ادَّعى أنه وصل إلى اكتشاف أصل الإنسان ، بالإضافة إلى أنَّ غیر المسلم لا یكفر مرتین ، و داروین -أصلا- لم یكن مسلمًا بالمعنى المفهوم لا قبل نظریته و لا بعدها، وإنَّما كان مسیحیًّا قبلها .
و لا یشكُّ أحدٌ أنّه مات موحدًا على الفطرة السلیمة بعد أنْ رفض كلَّ تناقضات الكتاب المقدس علنًا، و وجّه وجهه للذي فطر السماوات والأرض. هذا الرفض للكنیسة وعقیدة الثالوث هو الذي جعل الكنیسة تكفِّره ، و كان الأجدر بالمسلمین أن ینظروا إلى ذلك بمعیار مختلف ، آخذین في الحُسبان أنَّ القرآن ذكر في مواقعَ كثیرةٍ أنَّ الله یُري آیاته للذین كفروا ، كما في آیة "إنَّ السموات والأرض كانتا رتقا" الشيء الذي لا یقللُ من قدر آیات لله الكونیة وإنْ كان مكتشفها غیر مسلم." [26]
فهذه بعض معتقدات و أفكار عماد حسن . و هي نموذج واضح لباقي أفكاره التي بثها في كتبه الأخرى . و هذا هو الكتاب الذي احتفى به الناشر ووصفه بكتاب العصر .

أحمد صبحي منصور : زعيم القرآنيين العرب ،ولد بمصر سنة 1949. عمل أستاذا في جامعة الأزهر، لكنه فُصل في الثمانينيات بسبب أرائه في السنة النبوية و تفسيراته الشاذة للقرآن الكريم ، عمل على تأسيس و نشر أفكار القرآنيين ، و نادى بالإكتفاء بالقرآن مصدرًا وحيدًا للتشريع الإسلامي. سافر إلى الولايات المتحدة وقضى فيها بعض الوقت، ثم عاد إلى القاهرة ليعمل في مركز ابن خلدون. وبعد المشكلات القضائية التي واجهها المركز ومديره في عام 2000، هاجر الدكتور منصور إلى الولايات المتحدة، ليعمل مدرسًا في جامعة هارفارد، وفي الوقفية الوطنية للديمقراطية، ثم أنشأ مركزه الخاص تحت اسم المركز العالمي للقرآن الكريم. ينشط الدكتور منصور الآن في نشر مقالاته في بعض مواقع الإنترنت، واشتهر الدكتور منصور بموقفه المعارض لفكر الجماعات الإسلامية.
و من أفكاره الشاذة :

  • النبي محمد لم يكن أميًا، بل ملمًا بالقراءة والكتابة.
  • أبو هريرة أكبر كذاب
  • إعتباره أن كل أحاديث النبي موضوعة عليه ، يقول في مقال " إضحك مع الأحاديث الموضوعة " : نحن نؤمن أن كل الأحاديث المنسوبة للنبى محمد عليه السلام موضوعة ، أى كاذبة لم يقلها ، وقد ( وضعوها ) أى هى من (وضع ) البشر.
  • الطعن في عمر و خلافته ، يقول : " الدولة الاسلامية لا يمكن ان تكون غازية محتلة بالقوة لبلاد الاخرين .عدل عمر تمتع به المسلمون الاحرار فقط ، دون مواطني البلاد المفتوحة .دولة عمر حين أشرفت علي العالم تعاملت بمنطق العالم وقتها ، منطق الجاهلية والعصور الوسطي وليس منطق الدولة الاسلامية . كل سلبيات الامويين والعباسيين وحتي العثمانيين بدأت جذورها في دولة عمر ."
" وخلافا لحث القرأن علي عتق الرقيق فأنه لم يرد في سيرة عمر مطلقا انه اعتق عبدا " ." فاذا حاولت ان تعرف حجم الظلم الذي تعرض له اجدادانا المصريون في الدلتا والصعيد في عصر عمر والذي تجاهله الرواة ، يقال لك : اسكت .. هس " الى غير من الطعون التي إمتلأ بها مقاله ( المسكوت عنه في سيرة عمر بن الخطاب في الفكر السني ).

  • و في مقال ( عبد الله بن المبارك شيخ المحدثين ) يرى أن أئمة وشيوخ الحديث والسّنة تخصصوا في الكذب عن النبي و اختراع الأحاديث ، و بالتالي نفى عنهم صفة العلم . قال : " والخطأ الأساس لدى مؤرخى التراث إنهم كانوا يصفون أئمة وشيوخ الحديث والسّنة بأنهم علماء ، وصفة العلم أبعد ما تكون عنهم ، فقد كانوا متخصصين فى الكذب على النبى واختراع أحاديث ينسبونها له عليه السلام ـ بعد موته بقرنين وأكثر، عبر( السند ) أو سلاسل من العنعنات ، أى روى فلان عن فلان عن فلان.ولقد بحثنا هذا الإفك فى بحث ( الإسناد). ولا يمكن للكاذب الأفّاك أن يكون عالما، ثم تراهم بعد الكذب على النبى يختلفون فى تقييم الرواة الكاذبين، يعطون أحكاما مؤبدة بالكذب أو بالعصمة أو بالثقة ، ويختلفون مع بعضهم فى هذا التقييم الذى يتراوح بين ( الجرح ) أى الهجوم و( التعديل ) أى المدح . وهذا الهوى لا يؤسس علما موضوعيا ، ولكن يصلح لتأسيس دين أرضى "
  • الصلاة الوسطى هي الصلاة التي تثمر عملًا صالحًا وتحقق تقوى الله.
  • إنكاره لصيغة التشهد حيث يقول أن الشهادة لرسول الله بالرسالة أثناء الصلاة نوع من الشرك؛ لقوله أن الصلاة يجب أن تقام لذكر الله وحده، استشهادًا بالآية القرآنية: { ٍإِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }
  • إنكاره للصلاة الإبراهيمية في التشهد أثناء الصلاة، واعتبارها نوعًا من الشرك.
  • إنكاره لوجود اسم النبي في الآذان واعتباره شركًا.
  • قوله أن النبي ليس أفضل الأنبياء؛ لنهي القرآن عن التفريق بين الأنبياء، استشهادًا بالآية القرآنية القائلة: (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ).
  • الفتوحات الإسلامية عبارة عن استعمار من أجل المصالح المادية.
  • تكذيب ما يخالف القرآن من كتب السيرة والحديث والتاريخ.
  • يمكن الحج خلال الأشهر الحرم، وليس في شهر ذي الحجة فقط.
  • يعتبر زواج المسلمة من اليهودي أو المسيحي حلالً.

محمد صادق النجمي :
من علماء الشيعة الإمامية بقم ، اشتهر بكتابه " أضواء على الصحيحين " ، الذي ملأه بالطعون في السنة النبوية خصوصا الصحيحين .

عبد الفتاح عساكر
مفكر مصري من فرقة القرآنيين ، و أحد أعمدة موقع ( أهل القرآن ) الذي يديره أحمد صبحي منصور .من أرائه :

  • السنة ليست وحيا ، قال " في كتب التراث يفسر الغالبية قول الحق : {...ٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَ الحكمة...} . أ ن الكتاب هو القرآن ، و الحكمة هي{ السنة يقصدون المرويات }ٍ،ولو أخذنا بكلامهم لكانت السنة منزلة من عند الله ، يعنى وحيا ؟!. ونؤكد على أنه لا وحي إلا القرآن الكريم فقط ."
  • ينفي وجود عذاب القبر
  • " ونحن نؤمن بأن جميع المرويات التي وردت في كتب التراث والتي تتفق وكتاب الله صحيحة حتى ولو ضعف السند .!!!. ونؤمن بأن كل المروايات التي تخالف كتاب الله ليست من رسول الله حتى ولو صح السند ."[SUP][SUP][27][/SUP][/SUP]
  • قال : " أنا مسيحي ولا إسلام لي إلا بمسيحيتي وأحب جميع من يحبون السيد المسيح رسول المحبة على الأرض ولو تخليت عن مسيحيتي فلست مسلمًا"."[SUP][SUP][28][/SUP][/SUP]

اسلام البحيري
كاتب مصري، يرأس مركز الدراسات الإسلامية بمؤسسة اليوم السابع . حاصل على ماجستير في " طرائق التعامل مع التراث من جامعة ويلز ، كما يعمل مقدما لبرنامج ( مع اسلام البحيري ) على قناة القاهرة و الناس . تتمحور جميع أفكاره و أبحاثه حول البخاري و مروياته ، يروج لشبهات المستشرقين حول السنة النبوية ، كما لا يعبأ بالفقه الاسلامي و يستهزئ من علماء و أئمة المسلمين .
أدين بتهمة ازدراء الأديان و حكم عليه بخمس سنوات سجنا ، خفف الحكم الى سنة واحدة . بعد خروجه من السجن عاد الى بث شبهه و حملته المغرضة على البخاري و مروياته.





[1] صحيح البخاري نهاية أسطورة ص 7-8[2] د. محمد السائح :صحيح البخاري وبؤس الطاعنين
الإثنين, 13 تشرين2/نوفمبر 2017 . https://www.alislah.ma


[3] سورة فصلت، الآية: 11.

[4] سورة الفجر، الآية: 22.

[5] سورة ق، الآية: 30.

[6] السنة لمصطفى السباعي 34-41

[7] صحيح البخاري نهاية أسطورة ص 8

[8] بيع الوهم تهافت طرح رشيد أيلال عن صحيح البخاري . القدس 2017 ص 9

[9] مقال : هذا بيان للناس

[10] ص 104

[11] ص123

[12] ص159

[13] ص 131

[14] ص 133

[15] ص 144

[16] ص 97

[17] ص 45 . بيع الوهم ص 10-9


[18] الكنبوري . بيان للناس

[19] آذان الأنعام ص 285

[20] ص 285-286

[21] ص 91-92

[22] ص 93

[23] ص 94

[24] ص 95

[25] ص 96

[26] ص 22

[27] صفحته في موقع أهل القرآن

[28] http://www.copts-united.com/article.php?I=9&A=5155
 
عودة
أعلى