كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا

إنضم
12/01/2006
المشاركات
372
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المدينة النبوية
كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا .
رواية مسدد بن مسرهد
روى القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن خلف الفراء في الطبقات والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وذكر القاضي برهان الدين إبراهيم بن مفلح في كتابه المقصد الأرشد أن أبا بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي قال لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة يعني في القول بخلق القرآن وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل أن أكتب إلي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ورد الكتاب على أحمد بن حنبل بكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون يزعم هذا البصري أنه قد انفق على العلم مالا عظيما وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى وينهونه عن الردى ويحيون بكتاب الله الموتى وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن آثارهم على الناس ينفون عن دين الله عز وجل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع وأطلقوا عنان الفتنة مخالفين في الكتاب يقولون على الله وفي الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا في كتابه بغير علم فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما ،
أما بعد وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه رضاه وطاعته وجنبنا وإياكم ما فيه سخطه واستعملنا وإياكم عمل الخاشعين له العارفين به الخائفين منه فإنه المسؤول ذلك .
وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم ولزوم السنة والجماعة فقد علمتم ما حل بمن خالفها وما جاء فيمن اتبعها فإنه بلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال إن الله ليدخل العبد الجنة بالسنة يتمسك بها ، وآمركم أن لا تؤثروا على القرآن شيئا فإنه كلام الله وما تكلم الله به فليس بمخلوق وما أخبر به عن القرون الماضية فليس بمخلوق وما في اللوح المحفوظ وما في المصحف وتلاوة الناس وكيفما وصف فهو كلام الله غير مخلوق فمن قال مخلوق فهو كافر بالله العظيم ومن لم يكفره فهو كافر ثم من بعد كتاب الله سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والحديث عنه وعن المهديين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين من بعدهم والتصديق بما جاءت به الرسل وابتاع السنة نجاة وهي التي نقلها أهل العلم كابرا عن كابر .
واحذروا رأي جهم فإنه صاحب رأي وكلام وخصومات .
وأما الجهمية فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا إن الجهمية افترقت ثلاث فرق فقالت طائفة منهم القرآن كلام الله وهو مخلوق وقالت طائفة القرآن كلام الله وسكتت وهي الواقفة الملعونة وقالت طائفة منهم ألفاظنا بالقرآن مخلوقة فهؤلاء كلهم جهمية كفار يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا .
وأجمع من أدركنا من أهل العلم على أن من هذه مقالته إن لم يتب لم يناكح ولا يجوز قضاؤه ولا تؤكل ذبيحته .
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص زيادته إذا أحسنت ونقصانه إذا أسأت .
ويخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام فإن تاب رجع إلى الإيمان ولا يخرجه من الإسلام إلا الشرك بالله العظيم أو برد فريضة من فرائض الله جاحدا لها فإن تركها كسلا أو تهاونا بها كان في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه .
وأما المعتزلة فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم يكفرون بالذنب ومن كان منهم كذلك فقد زعم أن آدم كان كافرا وأن إخوة يوسف حين كذبوا أباهم عليه السلام كانوا كفارا .
وأجمعت المعتزلة على أن من سرق حبة فهو كافر وفي لفظ في النار تبين منه امرأته ويستأنف الحج إن كان حج فهؤلاء الذين يقولون بهذه المقالة كفار وحكمهم ألا يكلموا ولا يناكحوا ولا تؤكل ذبائحهم ولا تقبل شهادتهم حتى يتوبوا .
وأما الرافضة فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا إن علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر الصديق وإن إسلام علي كان أقدم من إسلام أبي بكر فمن زعم أن عليا بن أبي طالب أفضل من أبي بكر فقد رد الكتاب والسنة يقول الله تعالى محمد رسول الله والذين معه الآية فقدم الله أبا بكر بعد النبي ولم يقدم عليا وقال النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن الله قد اتخذ صاحبكم خليلا يعني نفسه ولا نبي بعدي .
ومن زعم أن إسلام علي كان أقدم من إسلام أبي بكر فقد أخطأ لأن أبا بكر أسلم وهو يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة وعلي يومئذ ابن سبع سنين لم تجر عليه الأحكام والحدود والفرائض .
ونؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله وأن الله خلق الجنة قبل خلق الخلق وخلق لها أهلا ونعيمها دائم فمن زعم أنه يبيد من الجنة شيء فهو كافر وخلق النار قبل خلق الخلق وخلق لها أهلا وعذابها دائم وأن الله يخرج أقوما من النار بشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
وأن أهل الجنة يرون ربهم بأبصارهم لا محالة .
وأن الله كلم موسى تكليما واتخذ إبراهيم خليلا .
والميزان حق والصراط حق والأنبياء حق وعيسى ابن مريم عبد الله ورسوله وكلمته
والايمان بالحوض والشفاعة والايمان بالعرض والكرسي والايمان بملك الموت وأنه يقبض الأرواح ثم ترد إلى الأجساد في القبور ويسألون عن الإيمان والتوحيد والرسل
والإيمان بمنكر ونكير وعذاب القبر والإيمان بالنفخ في الصور والصور قرن ينفخ فيه اسرافيل .
وأن القبر الذي هو بالمدينة قبر النبي صلى الله عليه وسلم معه أبو بكر وعمر وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل والدجال خارج في هذه الأمة لا محالة وينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض فيقتله بباب لد وما أنكرته العلماء من أهل السنة من الشبهة فهو منكر .
واحذروا البدع كلها ولا عين تطرف بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من أبي بكر ولا عين تطرف بعد أبي بكر أفضل من عمر ولا بعد عمر عين تطرف أفضل من عثمان ولا بعد عثمان بن عفان عين تطرف أفضل من علي ابن أبي طالب
قال أحمد كنا نقول أبو بكر وعمر وعثمان ونسكت عن علي حتى صح لنا حديث ابن عمر بالتفضيل
قال أحمد هم والله الخلفاء الراشدون المهديون
وأن نشهد للعشرة أنهم في الجنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح فمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها
ورفع اليدين في الصلاة زيادة في الحسنات والجهر ب آمين عند قول الإمام ولا الضالين والصلاة على من مات من أهل هذه القبلة وحسابهم على الله عز وجل والخروج مع كل إمام خرج في غزوة وحجة والصلاة خلف كل بر وفاجر صلاة الجمعة والعيدين والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح ولا نخرج عليهم بالسيف ولا نقاتل في الفتنة ولا نتألى على أحد من المسلمين أن يقول فلان في الجنة وفلان في النار إلا العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة
والكف عن مساوىء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثوا بفضائلهم وأمسكوا عما شجر بينهم
ولا تشاور أهل البدع في دينك ولا ترافق أحدا منهم في سفرك وصفوا الله بما وصف به نفسه وانفوا عن الله ما نفاه عن نفسه واحذروا الجدال مع أصحاب الأهواء
ولا نكاح إلا بولي وخاطب وشاهدي عدل والمتعة حرام إلى يوم القيامة والتكبير على الجنائز أربع فإن كبر الإمام خمسا فكبر معه كفعل علي بن أبي طالب قال عبد الله بن مسعود كبر ما كبر إمامك قال أحمد خالفني الشافعي فقال إن زاد على أربع تكبيرات تعاد الصلاة واحتج علي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على جنازة فكبر أربعا وفي رواية صلى على النجاشي فكبر أربعا
والمسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة وصلاة الليل والنهار مثنى مثنى ولا صلاة قبل العيد وإذا دخلت المسجد فلا تجلس حتى تصلي ركعتين تحية المسجد والوتر ركعة والاقامة فرادى أحبوا أهل السنة على ما كان منهم
أماتنا الله وإياكم على الإسلام والسنة ورزقنا وإياكم العلم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .
هذا آخر ما اتصل بنا مما كتبه الإمام إلى مسدد رحمهما الله تعالى .
رواية محمد بن حميد الأندراني :
روى الحافظ ابن الجوزي والقاضي ابو يعلى في طبقاته وبرهان الدين مفلح في المقصد الأرشد عن محمد بن حميد الأندراني عن الإمام أحمد أنه قال :
صفة المؤمن من أهل السنة والجماعة من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأقر بجميع ما أتت به الأنبياء والرسل وعقد قلبه على ما أظهر لسانه ولم يشك في إيمانه ولم يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب وأرجأ ما غاب عنه من الأمور إلى الله عز وجل وفوض أمره إلى الله ولم يقطع بالذنوب العصمة من عند الله وعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره والخير والشر جميعا ورجا لمحسن أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتخوف على مسيئتهم ولم ينزل أحدا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجنة بالإحسان ولا النار بذنب اكتسبه حتى يكون الله الذي ينزل خلقه كيف يشاء وعرف حق السلف الذين اختارهم الله لصحبه نبيه وقدم أبا بكر وعمر وعثمان وعرف حق علي بن أبي طالب وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن وعوف وسعد بن أبي وقاص وسعد بن زيد بن عمرو ابن نفيل على سائر الصحابة فإن هؤلاء التسعة الذين كانو مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء فقال النبي صلى الله عليه وسلم اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد والنبي صلى الله عليه وسلم عاشرهم وترحم على جميع أصحاب محمد صغيرهم وكبيرهم وحدث بفضائلهم وأمسك عما شجر بينهم .
وصلاة العيدين والخسوف والجمعة والجماعات مع كل أمير بر أو فاجر والمسح على الخفين في السفر والحضر والقصر في السفر .
والقرآن كلام الله وتنزيله وليس بمخلوق .
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص والجهاد ماض منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى آخر عصابة يقاتلون الدجال لا يضرهم جور جائر .
والشراء والبيع حلال إلى يوم القيامة على حكم الكتاب والنسة .
والتكبير على الجنائز أربع .
والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح ولا تخرج عليهم بسيفك ولا تقاتل في فتنة والزم بيتك .
والإيمان بعذاب القبر والإيمان بمنكر ونكير والإيمان بالحوض والشفاعة والإيمان بأن أهل الجنة يرون ربهم تبارك وتعالى والإيمان بأن الموحدين يخرجون من النار بعدما امتحشوا كما جاءت الأحاديث في هذه الأشياء عن النبي صلى الله عليه وسلم نؤمن بتصديقها ولا نضرب لها الأمثال .
هذا ما اجتمع عليه العلماء في جميع الآفاق انتهت رواية الأندراني .
رواية عبدوس بن مالك العطار :
هو عبدوس بن مالك العطار أبو محمد
ذكره أبو بكر الخلال فقال كانت له عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل منزلة في هدايا وغير ذلك وله به انس شديد وكان يقدمه وقد روى عن أبي عبد الله مسائل لم يروها غيره ولم تقع إلينا كلها مات ولم تخرج عنه .
مراجع ترجمته
تاريخ بغداد 11115 2 طبقات الحنابلة لأبن أبي يعلى الترجمة 338
المنهج الأحمد لتراجم أصحاب الإمام أحمد 1435 436
رواية الحسن بن اسماعيل الربعي
هو الحسن بن إسماعيل الربعي روى عن إمامنا أشياء منها هذه الرسالة ومنها :
قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل وأنا أسمع كم يكفي الرجل من الحديث حتى يمكنه أن يفتي يكفيه مائة ألف قال لا قيل أربعمائة ألف قال لا قيل خمسمائة ألف قال أرجو .
مراجع ترجمته :
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ترجمة 160
المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد 1386 387
أخرج أبو يعلى في الطبقات والحافظ ابن الجوزي في المناقب وذكر البرهان ابن مفلح في الطبقات عن الحسن بن إسماعيل الربعي أنه قال قال لي أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والصابر لله عز وجل تحت المحنة .
أجمع تسعون رجلا من التابعين وأئمة المسلمين وأئمة السلف وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أولها الرضى بقضاء الله تعالى والتسليم لأمره والصبر تحت حكمة والأخذ بما أمر الله به والنهي عما نها الله عنه وإخلاص العمل لله والإيمان بالقدر خيره وشره وترك المراء والجدال والخصومات في الدين والمسح على الخفين والجهاد مع كل خليفة بر وفاجر والصلاة على من تاب من أهل القبلة والإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والقرآن كلام الله منزل على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم غير مخلوق من حيث تلي والصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور ولا نخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا ولا تكفر أحدا من أهل التوحيد وإن عملوا بالكبائر والكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ابن عم رسول الله والترحم على جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأولاده وأصهاره رضوان الله عليهم أجمعين فهذه هي السنة الزموها تسلموا أخذها بركة وتركها ضلالة .
رواية أحمد بن جعفر بن يعقوب الاصطخري
هو أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله أبو العباس الاصطخري
مراجع ترجمته
طبقات الحنابلة ترجمة 9 2 المنهج الأحمد 1352
وروى أبو يعلى في ترجمته أحمد بن جعفر بن يعقوب الفارسي الأصطخري عنه رسالة مطولة عن الإمام أحمد ونحن ننقلها هنا وإن كان فيها تكرير لما مضى فإن المكرر أحلى .
قال الاصطخري قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل
هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق .
فكان قولهم إن الإيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة والإيمان يزيد وينقص ويستثنى في الإيمان غير أن لا يكون الإستثناء شكا إنما هي سنة عند العلماء ماضية
قال وإذا سئل الرجل أمؤمن أنت فإنه يقول أنا مؤمن إن شاء الله أو مؤمن أرجو أو يقول آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله .
ومن زعم أن الإيمان قول بلا عمل فهو مرجىء ومن زعم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص فقد قال بقول المرجئة ومن لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجىء ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل والملائكة فهو مرجىء قال ومن زعم أن المعرفة تنفع في القلب لا يتكلم بها فهو مرجىء قال والقدر خيره وشره قليلة وكثيرة وظاهره وباطنه وحلوه ومره ومحبوبه ومكروهه وحسنه وقبيحه وأوله وآخره من الله قضاء خطاه وقدرا قدرهم عليهم لا يعدو أحد منهم مشيئة الله عز وجل ولا يجاوزه قضاءه بل كلهم صائرون إلى ما خلقهم له واقفون فيما قدر عليهم لأفعاله وهو عدل منه عز وجل .
والزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس وأكل المال الحرام والشرك بالله والمعاصي كلها بقضاء و قدر من غير أن يكون لأحد من الخلق على الله حجة بل الله الحجة البالغة على خلقه لا يسال عما يفعل وهم يسألون وعلم الله تعالى ماض في خلقه بمشيئة منه قد علم من إبليس ومن غير وممن عصاه من لدن أن عصي تبارك وتعالى إلى أن تقوم الساعة المعصية وخلقهم لها وعلم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها وكل يعمل لما خلق له وصائر إلى ما قضى عليه وعلم منه لا يعدو أحد منهم قدر الله ومشيئته والله الفاعل لما يريد الفعال لما يشاء ومن زعم أن الله شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعات وأن العباد شاؤوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم فقد زعم أن مشيئة العباد وأغلظ من مشيئة الله تبارك وتعالى فأي افتراء أكبر على الله عز وجل من هذا .
ومن زعم أن الزنا ليس بقدره قيل له أرأيت هذه المرأة إن حملت من الزنا وجاءت بولد هل شاء الله أن يخلق هذا الولد وهل مضى في سابق علمه فإن قال لا فقد زعم أن مع الله خالقا وهذا هو الشرك صراحا .
ومن زعم أن السرقة وشرب الخمر وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل رزق غيره وهذا اصراح قول المجوسية بل أكل رزقه وقضى الله أن يأكله من الوجه الذي أكله .
ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله عز وجل فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله وأي كفر أوضح من هذا بل ذلك بقضاء الله عز وجل وذلك بمشيئته في خلقه وتدبيره فيهم وما جرى من سابق علمه فيهم وهو العدل الحق الذي يفعل ما يريد ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدرة والمشيئة على الصغر والظمأ .
ولا نشهد على أحد من أهل القبلة أنه في النار لذنب عمله ولا لكبيرة أتاها إلا أن يكون في ذلك حديث كما جاء على ما روي نصدقه ونعلم أنه كما جاء ولا تنصر الشهادة والخلافة في قريش ما بقي من الناس إثنان ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها ولا يخرج عليهم ولا يقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة .
والجهاد ماض قائم مع الأئمة بروا أو فجروا لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل .
والجمعة والعيدان والحج مع السلطان وإن لم يكونوا بررة ولا أتقياء ولا عدولا ودفع الصدقات والخراج والأعشار والفيء والغنائم إلى الأمراء عدلوا فيها أم جاروا والإنقياد إلى من ولاه الله أمركم لا تنزعوا يدا من طاعته ولا تخرج عليه بسيفك حتى يجعل الله لك خرجا ومخرجا ولا تخرج على السلطان وتسمع وتطيع ولا تنكث بيعة فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للجماعة وإن أمرك السلطان بأمر هو لله معصية فليس لك أن تطيعه البتة وليس لك أن تخرج عليه ولا تمنعه حقه .
والإمساك في الفتنة سنة ماضية واجب لزومها فإن ابتليت فقدم نفسك دون دينك ولا تعن على الفتنة ولو بلسان ولكن اكفف يدك ولسانك وهواك والله المعين .
والكف عن أهل القبلة ولا تكفر أحدا منهم بذنب ولا تخرجه من الإسلام بعمل إلا أن يكون في ذلك فيروي الحديث كما جاء وكما روي ونصدقه ونقبله ونعلم أنه كما روي نحو ترك الصلاة وشرب الخمر وما أشبه ذلك أو يبتدع بدعة ينسب صاحبها إلى الكفر والخروج من الإسلام فاتبع الأثر في ذلك ولا تجاوزه .
والأعور الدجال خارج لا شك في ذلك ولا ارتياب وهو أكذب الكاذبين .
وعذاب القبر حق يسأل العبد عن دينه وعن ربه وعن الجنة وعن النار ومنكر ونكير حق وهما فتانا القبر فنسأل الله الثبات .
وحوض محمد صلى الله عليه وسلم حق ترده أمته وله انية يشربون بها منه .
والصراط حق وضع على سواء جهنم ويمر الناس عليه والجنة من وراء ذلك نسأل الله السلامة
والميزان حق توزن به الحسنات والسيئات كما شاء الله أن توزن والصور حق ينفخ فيه إسرافيل فيموت الخلق ثم ينفخ فيه الأخرى فيقومون لرب العالمين .
والحساب والقضاء والثواب والعقاب والجنة والنار واللوح المحفوظ تستنسخ فيه أعمال العباد لما سبق فيه من المقادير والقضاء والقلم حق كتب الله به مقادير كل شيء وأحصاه في الذكر تبارك وتعالى .
والشفاعة يوم القيامة حق يشفع قوم في قوم فلا يصيرون إلى النار ويخرج قوم من النار بعد ما دخلوها بشفاعة الشافعين ويخرج قوم من النار بعدما دخلوها ولبثوا فيها ما شاء الله ثم يخرجهم من النار وقوم يخلدون فيها أبدا أبدا وهم أهل الشرك والتكذيب والجحود والكفر بالله عز وجل ويذبح الموت يوم القيامة بين الجنة والنار وقد خلقت الجنة وما فيها والنار وما فيها خلقهما الله عز وجل وخلق الخلق لهما ولا يفنيان ولا يفني ما فيهما أبدا فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول الله عز وجل كل شيء هالك إلا وجهه ونحو هذا من متشابه القرآن قيل له كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من الآخرة لا من الدنيا .
والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدا لأن الله عز وجل خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن أطوت فمن قال خلاف هذا فهو مبتدع وقد ظل عن سواء السبيل وخلق سبع سماوات بعضها فوق بعض وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمس مئة عام وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمس مئة عام والماء فوق السماء العليا السابعة وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء والله عز وجل على العرش والكرسي موضع قدميه وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما وما تحت الثرى وما في قعر البحار ومنبت كل شعرة وشجرة وكل زرع وكل نبات ومسقط كل ورقة وعدد كل كلمة وعدد الحصى والرمل والتراب ومثاقيل الجبال وأعمال العباد وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم ويعلم كل شيء لا يخفى عليه من ذلك شيء وهو على العرش فوق السماء السابعة ودونه حجب من نار ونور وظلمة وما هو أعلم بها .
فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل وهو معكم أينما كنتم وبقوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ونحو هذا من متشابه القرآن فعل إنما يعني بذلك العلم لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا يعلم ذلك كله وهو بائن في خلقه لا يخلو من علمه مكان ولله عز وجل عرش وللعرش حملة يحملونه والله عز وجل على عرشه وليس له حد والله أعلم بحده والله عز وجل سميع لا يشك بصير لا يرتات عليهم لا يجهل جواد ولا يبخل حليم لا يعجل حفيظ لا ينسى يقظان لا يسهو قريب لا يغفل يتحرك ويتكلم وينظر ويبسط ويضحك ويفرح ويحب ويكره ويبغض ويرضى ويغضب ويسخط ويرحم ويعفو ويعطي ويمنع ونبذل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف يشاء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقلوب العباد بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ويوعيها ما أراد وخلق آدم بيده على صورته والسماوات والأرض يوم القيامة في كفه ويضع قدمه في النار فتزوي ويخرج قوما من النار بيده .
وينظر إلى وجهه أهل الجنة يرونه فيكرمهم ويتجلى لهم فيعطيهم وتعرض عليه العباد يوم القيامة ويتولى حسابهم بنفسه ولا يلي ذلك غيره عز وجل .
والقرآن كلام الله تكلم به ليس بمخلوق ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم وكلم الله موسى تكليما من فيه وناوله التوراة من يده إلى يده ولم يزل الله عز وجل متكلما فتبارك الله أحسن الخالقين والرؤيا من الله عز وجل وهي حق وإذا رأى صاحبها شيئا في منامه ما ليس هو ضغث فقصها على عالم وصدق فيها وأولها العالم على أصل تأويلها الصحيح ولم يحرف أن لرؤيا تأويلها حينئذ حق وقد كانت الرؤيا من الأنبياء عليهم السلام وحيا فأي جاهل أجهل ممن لطعن في الرؤيا ويزعم أنها ليست بشيء وبلغني أن من قال هذا القول لا يرى الاغتسال من الاحتلام وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن رؤيا المؤمن كلام لكل الرب عبده وقال إن الرؤيا من الله عز وجل وبالله التوفيق .
ومن الحجة الواضحة الثابتة البينة المعروفة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين ولكن عن ذكر مساويهم التي شجرت بينهم فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحدا منهم أو تنقص أو طعن عليهم أو عرض بعيبهم أو عاب واحدا منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا بل حبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة وخير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر بعد أبي بكر وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان ووقف قوم على عثمان وهم خلفاء راشدون مهديون ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بغيب ولا بنقض فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستثيبه فإن تاب قبل منه وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده في الحبس حتى يموت أو يراجع .
ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم فإن حبهم إيمان وبغضهم نفاق .
ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون لها فضل فإن لهم بدعة ونفاقا وخلافا .
ومن حرم من المكاسب والتجارات وطيب المال من وجهه فقد جهل وأخطأ وخالف بل المكاسب من وجهها حلال قد أحلها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم والرجل ينبغي له أن يسعى على نفسه وعياله من فضل ربه فإن ترك ذلك على أنه لا يرى الكسب فهو مخالف وكل أحد أحق بماله الذي ورثه واستفادة أو أوصى به أو كسبه لا كما يقول المتكلمون المخالفون .
والدين إنما هو كتاب الله عز وجل وآثار وسنن وروايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة القوية المعروفة يصدق بعضها بعضا حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم والتابعين وتابع التابعين أو عن بعدهم من الأئمة المعروفين المقتدى بهم المتمسكين بالسنة والمعلقين بالآثار لا يعرفون بدعة ولا يطعن فيهم بكذب ولا يرمون بخلاف وليسوا أصحاب قياس ولا رأي لأن القياس في الدين باطل والرأي كذلك أبطل منه وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة ظلال إلا أن يكون في ذلك أثر عمن سلف من الأئمة الثقات ومن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا فهو قول فاسق عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنما يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف وهذه المذاهب والأقاويل التي وضعت مذاهب أهل السنة والجماعة والآثار وأصحاب الروايات وحملة العلم الذين أدركناهم وأخذنا عنهم الحديث وتعلمنا منهم السنن وكانوا أئمة معروفين ثقات أصحاب صدق يقتدى بهم ويؤخذ عنهم ولم يكونوا أصحاب بدعة ولا خلاف ولا تخليط وهو قول أئمتهم وكلمائهم الذين كانوا قبلهم فتمسكوا بذلك رحمكم الله وتعلموه وبالله التوفيق .
بسم الله الرحمن الرحيم

{ نص اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل }
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو محمد المبارك بن علي بن الحسين بن عبد الله بن محمد المعروف بابن الطباخ البغدادي رحمه الله في الدنيا والآخرة إجازة قال حدثنا شيخنا الإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن الناصر بن محمد بن محمد بن علي البغدادي بها قال أخبرنا الإمام جمال الإسلام أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال أخبرنا عمي أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي بجميع هذا الاعتقاد وقال جملة اعتقاد أحمد بن حنبل رضي الله عنه والذي كان يذهب إليه .
مجمل الاعتقاد
إن الله عز وجل واحد لا من عدد لا يجوز عليه التجزؤ ولا القسمة وهو واحد من كل جهة وما سواه واحد من وجه دون وجه وأنه موصوف بما أوجبه السمع والاجماع وذلك دليل إثباته وأنه موجود .
قال احمد بن حنبل رضي الله عنه من قال إن الله عز وجل لم يكن موصوفا حتى وصفه الواصفون فهو بذلك خارج عن الدين .
توحيد الله
وبيان ذلك أن يلزمه أن لا يكون واحدا حتى وحده الموحدون وذلك فاسد .
الله قادر حي عالم
وعنده أنه قد ثبت أن الله تعالى قادر حي عالم وقرأ هو الحي لا إله إلا هو وكان الله على كل شيء مقتدرا وكان الله بكل شيء عليما .
صفته تعالى السميع العليم
قال وفي صفات الله تعالى ما لا سبيل إلى معرفته إلا بالسمع مثل قوله تعالى وهو السميع البصير فبان بإخباره عن نفسه ما اعتقدته العقول فيه وأن قولنا سميع بصير صفة من لا يشتبه عليه شيء كما قال في كتابه الكريم ولا تكون رؤية إلا ببصر يعني من المبصرات بغير صفة من لا يغيب عليه ولا عنه شيء وليس ذلك بمعنى العلم كما يقوله المخالفون ألا ترى إلى قوله تعالى لموسى إنني معكما أسمع وأرى قال وقوله تعالى وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم يدل على أن معنى السميع غير معنى العليم وقال قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وقال عليه السلام سبحان من وسع سمعه الأصوات ومعنى ذلك من قوله أنه لو جاز أن يسمع بغير سمع جازها أن يعلم بغير علم وذلك محال فهو عالم بعلم سميع بسمع .
وجه الله تعالى
ومذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه أن لله عز وجل وجها لا كالصور المصورة والأعيان المخططة بل وجهة وصفه بقوله { كل شيء هالك إلا وجهه } ومن غير معناه فقد ألحد عنه وذلك عنده وجه في الحقيقة دون المجاز ووجه الله باق لا يبلى وصفة له لا تفنى ومن ادعى أن وجهه نفسه فقد ألحد ومن غير معناه فقد كفر وليس معنى وجه معنى جسد عنده ولا صورة ولا تخطيط ومن قال ذلك فقد ابتدع .
اليدان
وكان يقول إن لله تعالى يدان وهما صفة له في ذاته ليستا بجارحتين وليستا بمركبتين ولا جسم ولا جنس من الأجسام ولا من جنس المحدود والتركيب والأبعاض والجوارح ولا يقاس على ذلك لا مرفق ولا عضد ولا فيما يقتضي ذلك من إطلاق قولهم يد إلا ما نطق القرآن به أو صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة فيه قال الله تعالى بل يداه مبسوطتان وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلتا يديه يمين وقال الله عز وجل ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي وقال والسماوات مطويات بيمينه ويفسد أن تكون يده القوة والنعمة والتفضل لأن جمع يد أيد وجمع تلك أياد ولو كانت اليد عنده القوة لسقطت فضيلة آدم وثبتت حجة إبليس .
علم الله
وكان يقول إن لله تعالى علما وهو عالم بعلم لقوله تعالى وهو بكل شيء عليم وبقوله ولا يحيطون بشيء من علمه وذلك في القرآن كثير وقد بينه الله عز وجل بيانا شافيا بقوله عز وجل لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه وقال فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا انما أنزل بعلم الله وقال فلنقصن عليهم بعلم وهذا يدل على أنه عالم بعلم وأن علمه بخلاف العلوم المحدثة التي يشوبها الجهل ويدخلها التغير ويلحقها النسيان ومسكنها القلوب وتحفظها الضمائر ويقومها الفكر وتقويها المذاكرة .
وعلم الله تعالى بخلاف ذلك كله صفة له لا تلحقها آفة ولا فساد ولا إبطال وليس بقلب ولا ضمير وإعتقاد ومسكن ولا علمه متغاير ولا هو غير العالم بل هو صفة من صفاته ومن خالف ذلك جعل العلم لقبا لله عز وجل ليس تحته معنى محقق وهذا عند أحمد رضي الله عنه 52 ب خروج عن الملة .
قدرة الله

وكان يقول إن لله تعالى قدرة وهي صفة في ذاته وأنه ليس بعاجز ولا ضعيف لقوله عز وجل وهو على كل شيء قدير وقوله تعالى قل هو القادر على أن يبعث عليكم وبقوله فقدرنا فنعم القادرون وبقوله تعالى أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وبقوله تعالى ذو القوة المتين فهو قدير وقادر وعليم وعالم ولا يجوز أن يكون قديرا ولا قدرة له ولا يجوز أن يكون عليما ولا علم له .
إرادة الله
وكان يقول إن الله تعالى لم يزل مريدا والإرادة صفة له في ذاته خالف بها من لا إرادة له والإرادة صفة مدح وثناء لأن كل ذات لا تريد ما تعلم أنه كائن فهي منقوصة والله تعالى مريد لكل ما علم أنه كائن وليست كإرادات الخلق وقد أثبت ذلك لنفسه فقال إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون وقال تعالى إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فلو كانت إرادته مخلوقة كانت مرادة بإرادة أخرى وهذا ما لا يتناهى وذلك في القرآن كثير وقد دلت العبرة على أن من لا إرادة له فهو مكره .
كلام الله
وكان يقول إن لله عز وجل كلاما هو به متكلم وذلك صفة له في ذاته خالف بها الخرس والبكم والسكوت وامتدح بها نفسه فقال عز وجل في الذين اتخذوا العجل ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين فعابهم لما عبدوا إلها لا يتكلم ولا كلام له فلو كان إلهنا لا يتكلم ولا كلام له رجع العيب عليه وسقطت حجته على الذين اتخذوا العجل من الوجه الذي احتج عليهم به ويزيد ذلك أن إبراهيم عليه السلام أنب أباه بقوله يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا .
كلام الله
وحكي عن ابن مسعود وابن عباس أنهما فسرا قوله عز وجل قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون قالا غير مخلوق .
وكان يقول إن القرآن كيف تصرف غير مخلوق وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف
وكان يبطل الحكاية ويضلل القائل بذلك وعلى مذهبه أن من قال إن القرآن عبارة عن كلام الله عز وجل فقد جهل وغلط وأن الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل دون العبارة عنه ودون الحكاية له وتبطل الحكاية عنده بقوله عز وجل وكلم الله موسى تكليما وتكليما مصدر تكلم يتكلم فهو متكلم وذلك يفسد الحكاية ولم ينقل عن احد من أئمة المسلمين من المتقدمين من أصحاب رسول ا لله صلى الله عليه وسلم والتابعين عليهم السلام القول بالحكاية والعبارة فدل على أن ذلك من البدع المحدثة .

إستواؤه جل شأنه :
وكان يقول إن الله عز وجل مستو على العرش المجيد وحكى جماعة عنه ان الاستواء من صفات الفعل .
وحكى جماعة عنه أنه كان يقول إن الاستواء من صفات الذات .
وكان يقول في معنى الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله تعالى عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شيء والعالي على كل شيء وإنما خص الله العرش لمعنى فيه مخالف لسائر الأشياء والعرش أفضل الأشياء وأرفعها فامتدح الله نفسه بأنه على العرش 53 ب أستوى أي عليه علا ولا يجوز أن يقال أستوى بمماسة ولا بملاقاة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والله تعالى لم يلحقه تغير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش .
وكان ينكر على من يقول إن الله في كل مكان بذاته لأن الأمكنة كلها محدودة وحكي عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك أن الله تعالى مستو على عرشه المجيد كما أخبر وأن علمه في كل مكان ولا يخلوا شيء من علمه وعظم عليه الكلام في هذا واستبشعه .
بائن من خلفه :
فهو سبحانه عالم بالأشياء مدبر لها من غير مخالطة ولا موالجة بل هو العالي عليها منفرد عنها وقرأ أحمد بن حنبل قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده وقرأ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقرأ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون وقرأ إني متوفيك ورافعك إلي وقرأ يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون .
وذهب أحمد بن حنبل رضي الله عنه إلى أن الله عز وجل يغضب ويرضى وأن له غضب ورضى وقرأ أحمد قوله عز وجل ولا تطغو فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى فأضاف الغضب إلى نفسه وقال عز وجل فلما آسفونا انتقمنا منهم قال ابن عباس يعني أغضبونا وقوله أيضا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه ومثل ذلك في القرآن كثير .

والغضب والرضى صفتان له من صفات نفسه لم يزل الله تعالى غاضبا على ما سبق في علمه أنه يكون ممن يعصيه ولم يزل راضيا على ما سبق في علمه أنه يكون مما يرضيه .
وأنكر أصحابه على من يقول إن الرضى والغضب مخلوقان .
أ قالوا من قال ذلك لزمه أن غضب الله عز وجل على الكافرين يفنى وكذلك رضاه على الأنبياء والمؤمنين حتى لا يكون راضيا على أوليائه ولا ساخطا على أعدائه وسمي ما كان عن الصفة باسم الصفة مجازا في بعض الأشياء وسمى عذاب الله تعالى وعقابه غضبا وسخطا لأنهما عن الغضب كانا .
وقد أجمع المسلمون لا يتناكرون بينهم إذا رأوا الزلازل والأمطار العظيمة أنهم يقولون هذه قدرة الله تعالى والمعنى أنها عن قدرة كانت وقد يقول الإنسان في دعائه اللهم إغفر لنا علمك فينا وإنما يريد معلومك الذي كلمته فيسمى المعلوم باسم العلم وكذلك سمي المرتضى باسم الرضى وسمي المغضوب باسم الغضب .
إن لله نفسا
مسألة وذهب إلى أن لله نفسا وقرأ أحمد بن حنبل ويحذركم الله نفسه وقال عز وجل كتب ربكم على نفسه الرحمة وقال واصطنعتك لنفسي وليست كنفس العباد التي هي متحركة متصعدة مترددة في أبدانهم بل هي صفة له في ذاته خالف بها النفوس المنفوسة المجعولة ففارق الأموات وحكى في تفسيره عن إبن عباس في قوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك قال تعلم ما في النفس المخلوقة ولا أعلم ما في نفسك الملكوتية إنك أنت علام الغيوب .
لا يجوز أن يسمى جسما :
وأنكر على من يقول بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة بالشريعة واللغة وأهل اللغة وضعوا هذا الأسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجىء في الشريعة ذلك فبطل .
وكان يذهب إلى أن الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار وقرأ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ولو لم يرد النظر بالعين ما قرنه بالوجه وأنكر نظر التعطف والرحمة لأن الخلق لا يتعطفون على الله تعالى ولا يرحمونه وأنكر الانتظار من أجل ذكر الوجه ومن أجل أنه تبعيض وتكرير ولأنه أدخل فيه إلى وإذا دخلت إلى فسد الانتظار قال الله تعالى ما ينظرون إلا صيحة واحدة وقال عز وجل فناظرة بم يرجع المرسلون فلما أراد الانتظار لم يدخل إلى وروى الحديث المشهور في قوله ترون ربكم إلى الله قديم بصفاته .
مسألة وكان يقول إن الله تعالى قديم بصفاته التي هي مضافة إليه في نفسه :
وقد سئل هل الموصوف القديم وصفته قديمان فقال هذا سؤال خطأ لا يجوز أن ينفرد الحق عن صفاته ومعنى ما قاله من ذلك أن المحدث محدث بجميع صفاته على غير تفصيل وكذلك القديم تعالى بجميع صفاته .
الإسم والمسمى :
مسألة وعظم عليه الكلام في الإسم والمسمى وتكلم أصحابه في ذلك فمنهم من قال الإسم للمسمى ومنهم من قال الاسم هو المسمى والقول الأول قول جعفر بن محمد والقول الثاني قول جماعة من متكلمي أصحاب الحديث والذين طلبوا السلامة أمسكوا وقالوا لا نعلم .
أفعال العباد مخلوقة :
وكان يذهب إلى أن أفعال العباد مخلوقة لله عز وجل ولا يجوز أن 55 أ يخرج شيء من أفعالهم عن خلقه لقوله عز وجل خالق كل شيء ثم لو كان مخصوصا لجاز مثل ذلك التخصيص في قوله لا إله إلا هو وأن يكون مخصوصا أنه إله لبعض الأشياء وقرأ وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة وقرأ عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة وقرأ وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين وروي عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن أعمال الخلق التي يستوجبون بها من الله السخط والرضا فقال هي من العباد فعلا ومن الله تعالى خلقا لا تسأل عن هذا أحدا بعدي .
الإستطاعة
وكان أحمد يذهب إلى أن الاستطاعة مع الفعل وقرأ قوله عز وجل انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا وقرأ ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا والقوم لا آفة بهم وكان موسى تاركا للصبر وقرأ ولن تستطعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فدل على عجزنا ودل ذلك على أن الخلق بهذه الصفة لا يقدرون إلا بالله ولا يصنعون إلا ما قدره الله تعالى وقد سمي الإنسان مستطيعا إذا كان سليما من الآفات .

عدل الله تعالى
مسألة وكان يقول إن الله تعالى أعدل العادلين وإنه لا يلحقه جور ولا يجوز أن يوصف به عز عن ذلك وتعالى علوا كبيرا وأنه متى كان في ملكه مالا يريده بطلت الربوبية وذلك مثل أن يكون في ملكه مالا يعلمه تعالى الله علوا كبيرا .
المشيئة لله :
قال أحمد بن حنبل ولو شاء الله أن يزيل فعل الفاعلين مما كرهه أزاله ولو شاء أن يجمع خلقه على شيء واحد لفعله إذ هو قادر على ذلك ولا يلحقه عجز ولا ضعف ولكنه كان من خلقه ما علم وأراد .
فليس بمغلوب ولا مقهور ولا سفيه ولا عاجز بريء من لواحق التقصير وقرأ قوله تعالى ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا وهو عز وجل لا يوصف إذا منع بالبخل لأن البخيل هو الذي يمنع ما وجب عليه فأما من كان متفضلا فله أن يفعل وله أن لا يفعل .
واحتج رجل من أصحابنا يعرف بأبي بكر بن أحمد بن هانىء الإسكافي الأثرم فقال جعل الله تعالى العقوبة بدلا من الجرم الذي كان من عبده وهو مريد للعقوبة على الجرم وفي ذلك دليل واضح على أنه مريد لما أوجب العقوبة لأن كل من أراد البدل من الشيء فقد أراد المبدل ليصح بدله وليس يصح إرادته للبدل حتى يصح البدل .
وأيضا فقد خلق الله من يعلم أنه يكفر ولم يكن بذلك سفيها ولا عابثا وكذلك أيضا إذا أراد سفههم لا يكون سفيها ولو جاز أن يقع من الفاعلين فعل لا يريده الله ولا يلحقه في ذلك ضعف ولا وهن ولا عجز ولا غلبة ولا قهر لأنه قادر أن يلجئهم إليه كان جائزا أن يقع منه فعل لا يريده ولا يقع منه ضعف ولا وهن ولا تقصير لأنه قادر على تكوينه وإيقاعه وإذا بطل هذا بطل أن يكون من الأفعال مالا يريده .
عدل الله تعالى
وذهب أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى إلى أن عدل الله عز وجل لا يدرك بالعقول فلأجل ذلك كان من حمله على عقله جوره .
وشرح بعض أصحابه ذلك فقال ما كان الله سبحانه وتعالى لا يتصور بالعقول ولا يتمثله التمييز وفات العقول دركه ومع ذلك فهو شيء ثابت وما تصور بالعقل فالله بخلافه وكذلك صفاته فمن حمل الربوبية وصفاتها على عقله رجع حسيرا ورام أمرا ممتنعا عسيرا والمخالفون بنوا أصولهم في التعديل والتجوير على عقولهم العاجزة عن درك الربوية ففسد عليهم النظر .
الطاعة والمعصية :
وكان أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول إن الله تعالى يكره الطاعة من العاصي كما يكره المعصية من الطائع حكاه ابن أبي داود وقرأ ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم وانبعاثهم طاعة الله والله يكرهه .
الإيمان قول وعمل
وكان أحمد بن حنبل يذهب إلى أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالقلب يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويقوى بالعلم ويضعف بالجهل وبالتوفيق يقع وأن الإيمان اسم يتناول مسميات كثيرة من أفعال وأقوال وذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق .
وعنده أن الصلاة يقع عليها اسم إيمان وقراءة القرآن يقع عليها اسم إيمان .
مسألة عن الإيمان
وسئل عن الإيمان أمخلوق أو غير مخلوق فقال من قال إن الإيمان مخلوق فقد كفر لأن في ذلك إيهاما وتعريضا بالقرآن ومن قال 56 ب إنه غير مخلوق فقد ابتدع لأن في ذلك إيهاما وتعريضا أن إماطة الأذى عن الطريق وأفعال الأركان غير مخلوقة فكأنه أنكر على الطائفتين .
وأصله الذي بنى عليه مذهبه أن القرآن إذا لم ينطق بشيء ولا روي في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء وانقرض عصر الصحابة ولم ينقل فيه عنهم قول الكلام فيه حدث في الإسلام فلأجل ذلك أمسك عن القول في خلق الإيمان وأن لا يقطع على جواب في أنه مخلوق أو غير مخلوق وفسق الطائفتين وبدعهما .
الكتب كلام الله :
وكان يذهب إلى أن التوراة والإنجيل وكل كتاب أنزله الله عز وجل غير مخلوق إذا سلم له أنه كلام الله تعالى .
القرآن معجز في نفسه :
وكان يكفر من يقول إن القرآن مقدور على مثله ولكن الله تعالى منع من قدرتهم بل هو معجز في نفسه والعجز قد شمل الخلق .

الإيمان يزيد وينقص :
وكان يقول أن الإيمان يزيد ويقرأ ويزداد الذين آمنوا إيمانا ويقرأ فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وما جاز عليه الزيادة جاز عليه النقصان .
الإيمان غير الإسلام :
وكان يقول إن الإيمان غير الإسلام .
وكان يقول إن الله سبحانه قال فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين استثناء من غير الجنس .
وفرق أصحابه بين الإيمان والإسلام فقالوا حقيقة الإيمان التصديق وحقيقة الإسلام الاستسلام فلا يفهم من معنى التصديق الاستسلام ولا يفهم من معنى الاستسلام التصديق واستدل أحمد بن حنبل بحديث الأعرابي وسؤاله عن الإسلام وسؤاله عن الإيمان وجواب 57 أ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما بجوابين مختلفين واستدل أيضا بحديث الأعرابي الآخر وقوله يا رسول الله أعطيت فلانا ومنعتني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مؤمن فقال الأعرابي وأنا مؤمن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو مسلم وبحديث وفد عبد القيس وبقوله عز وجل قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا .
لا يكفر إلا تارك الصلاة :
وكان لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صغيرا إلا بترك الصلاة فمن تركها فقد كفر وحل قتله قاله ابن حنبل ويستدل بقوله عز وجل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله فقد جمع بينهم في الإصطفاء .
مسائل شتى في الفضائل :
وكان لا يفسق الفقهاء في مسائل الخلاف .
وكان يسلم أحاديث الفضائل ولا ينصب عليها المعيار وينكر على من يقول إن هذه الفضيلة لأبي بكر باطلة وهذه الفضيلة لعلي باطلة لأن القوم أفضل من ذلك ولا يتبرأ من عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يجمع المسلمون على التبرىء منها .


الميزان
ويقول إن لله تعالى ميزانا يزن فيه الحسنات والسيئات ويرجع إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الذنوب والإستغفار والتوبة :
ويقول إن الذنوب من ورائها الاستغفار والتوبة وإن اخترمته المنية قبل الاستغفار والتوبة فأمره مرجى إلى الله عز وجل إن شاء غفر وإن شاء عاقب ويجوز عنده أن يغفر الله لمن لم يتب واستدل على ذلك بقوله وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم والتائب لا يقال له ظالم واستدل بقوله عز وجل قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله والتائب لا يقال له مسرف .
الشهداء أحياء يرزقون :
ويقول إن الشهداء بعد القتل باقون يأكلون أرزاقهم .
وكان يقول إن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون وأن الميت يعلم بزائره يوم الجمعة بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس وأن الله تعالى يعذب قوما في قبورهم ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الصراط :
وأن لله تعالى صراطا يعبر عليه الناس وأن عليه حيات تأخذ بالأقدام وأن العبور عليه على مقادير الأعمال مشاة وسعاة وركبانا وزحفا ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجيدوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط .
سؤال الملكين :
وأن لله تعالى ملكين يقال لأحدهما منكر والآخر نكير يلجان إثر الميت في قبره فإما يبشرانه وإما يحذرانه ويذهب إلى حديث عمر رضي الله عنه كيف بك إذا نزلا بك وهما فظان غليظان فأقعداك وأجلساك وسألاك فتغير عمر بن الخطاب وقال يا رسول الله وعقلي معي فقال إذن كفيتهما وذكر حديث ابن عباس في قوله عز وجل لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال عند سؤال منكر ونكير .

الإجابة :
وكان يقول إن الله تعالى يجيب دعوة الداعي المؤمن والكافر ويفاوت بينهم في السؤال
مخالفة الإجماع والتواتر .
أ وكان يقول إن من خالف الإجماع والتواتر فهو ضال مضل ويفسق من خالف خبر الواحد مع التمكن من استعماله .
خير الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم :
وكان يقول إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وإن عليا عليه السلام رابعهم في الخلافة والتفضيل ويتبرأ ممن ضللهم وكفرهم .
لا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم :
وكان يقول إنه لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله وسائر الأمة يجوز عليهم الخطأ .
الإجماع :
وكان يقول إن الإجماع إجماع الصحابة .
وكان يقول إن صح إجماع بعد الصحابة في عصر من الأعصار قلت به .
القدر خيره وشره من الله تعالى :
وكان يقول لو لم يجز أن يفعل الله تعالى الشر لما حسنت الرغبة إليه في كشفه .
الملائكة الحفظة :
وأن للعبد ملائكة يحفظونه بأمر الله وأن القضاء والقدر يوجبان التسليم .
واجب الغزو :
وأن الغزو مع الأئمة واجب وإن جاروا الامامة .

وقال احمد بن حنبل رضي الله عنه وأرى الصلاة خلف كل بر وفاجر وقد صلى ابن عمر خلف الحجاج يعني الجمعة والعيدين وأن الفيء يقسمه الإمام فإن تناصف المسلمون وقسموه بينهم فلا بأس به وأنه إن بطل أمر الإمام لم يبطل الغزو والحج .
والإمامة لا تجوز إلا بشروطها النسب والإسلام والحماية والبيت والمحتد وحفظ الشريعة وعلم الأحكام وصحة التنفيذ والتقوى وإتيان الطاعة وضبط أموال المسلمين فإن شهد له بذلك أهل الحل والعقد من علماء المسلمين وثقاتهم أو أخذ هو 58 ب ذلك لنفسه ثم رضيه المسلمون جاز له ذلك .
وأنه لا يجوز الخروج على إمام ومن خرج على إمام قتل الثاني ويجوز الإمامة عنده لمن اجتمعت فيه هذه الخصال وإن كان غيره أعلم منه .
وكان يقول إن الخلافة في قريش ما أقاموا الصلاة :
وكان يقول لا طاعة لهم في معصية الله تعالى .
وكان يقول من دعا منهم إلى بدعة فلا تجيبوه ولا كرامة وإن قدرتم على خلعه فافعلوا .
مسائل شتى :
وكان يقول الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك فهي دار كفر .
وكان يقول الداعية إلى البدعة لا توبة له فأما من ليس بداعية فتوبته مقبولة .
وكان يقول إن الإيمان منوط بالإحسان والتوبة رأس مال المتقين .
وكان يقول إن الفقر أشرف من الغنى وإن الصبر أعظم مرارة وانزعاجه أعظم حالا من الشكر .
وكان يقول الخير فيمن لا يرى لنفسه خيرا .
وكان يقول على العبد أن يقبل الرزق بعد اليأس ولا يقبله إذا تقدمه طمع .
وكان يحب التقلل طلبا لخفة الحساب .

وكان يقول إن الله تعالى يرزق الحلال والحرام ويستدل بقوله عز وجل كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا يعني ممنوعا .
وكان يقول إن الرزق مقسوم لا زيادة فيه ولا نقصان وإن وجه الزيادة أن يلهمه الله تعالى إنفاقه في طاعة فيكون ذلك زيادة ونماء وكذلك الأجل لا يزاد فيه ولا ينقص منه ووجه الزيادة في الأجل أن 59 أ يلهمه الطاعة فيكون مطيعا في عمره فبالطاعة يزيد وبالمعاصي ينقص وأما المدة عنده فلا تزيد ولا تنقص وقرأ لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .
كرامات الأولياء :
وكان يذهب إلى جواز الكرامات للأولياء ويفرق بينها وبين المعجزة وذلك أن المعجزة توجب التحري إلى صدق من جرت على يده فإن جرت على يدي ولي كتمها وأسرها وهذه الكرامة وتلك المعجزة وينكر على من رد الكرامات ويضلله .
وكان يأمر بالكسب لمن لا قوت له ويأمر من له قوت بالصبر ويجعله فريضة عليه .
التفاضل بين الأنبياء :
وكان يقول إن بعض النبيين أفضل من بعض ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم والملائكة أيضا بعضهم أفضل من بعض وإن بني آدم أفضل من الملائكة ويخطىء من يفضل الملائكة على بني آدم .
الوصية
ويقول إن الوصية قبل الموت أخذ بالحزم للقاء الله عز وجل .
ويقول إن التائب من الذنوب كمن لا ذنب له .
الأذكار
ويقول من كان له ورد فقطعه خفت عليه أن يسلب حلاوة العبادة .
قال إبراهيم الحربي سمعت أحمد بن حنبل يقول إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحب فدم له على ما يحب .
الأخلاق :

وكان يقول أهل الصفة أعيان الصحابة .
وكان يقول الصبر على الفقر مرتبة لا ينالها إلا الأكابر .
وسأله رجل طلبت العلم لله فقال هذا شرط شديد ولكن حبب إلي شيء فجمعته .
وسئل قبل موته بيوم عن أحاديث الصفات فقال تمر كما جاءت ويؤمن بها ولا يرد منها شيء إذا كانت بأسانيد صحاح ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومن تكلم في معناهما ابتدع .
وكان يقول أصحاب الحديث أمراء العلم :
وكان يقول إذا ذكر الحديث فمالك بن أنس هو النجم .
وكان يقول سفيان الثوري جمع الحالين العلم والهدى .
وكان يقول سفيان بن عيينة حفظ على الناس ما لولاه لضاع .
وكان يقول الشافعي من أحباب قلبي .
وكان يقول هل رأت عيناك مثل وكيع .
وكان يقول أنا أحب موافقة أهل المدينة .
وكان يحب قراءة نافع لأنها أكثر اتباعا .
فهذا وما شاكله محفوظ عنه وما خالف ذلك فكذب عليه وزور وكان دعاؤه في سجوده اللهم من كان من هذه الأمة على غير الحق وهو يظن أنه على الحق فرده إلى الحق ليكون من أهل الحق .
وكان يقول اللهم إن قبلت عن عصاة أمة محمد صلى الله عليه وسلم فداء فاجعلني فداهم .
تم الاعتقاد بحمد الله ومنه وحسن توفيقه .
وفرغ من نسخه العبد المعترف بذنبه الفقير إلى ربه عبد القوي بن عبد الله ابن رحال بن عبد الله بن أبي القاسم بن أبي الهادر القرشي الشافعي حامدا لله وحده مصليا على محمد وآله وصحبه ومسلما تسليما .

وذلك في ليلة الثلاثاء الرابع من ربيع الأول سنة ست وسبعين وخمسمائة .
وكان تمام نسخه على يد حامد بن محمد أديب التقي في 13 رمضان سنة 1342 ه من نسخة قديمة في المكتبة العمومية الظاهرية بدمشق من كتاب الأمر بالمعروف للخلال رقم 245 حديث .
ثم جرت مقابلته مرة ثانية على مخطوط المكتبة الظاهرية المذكور أعلاه من قبل الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان والسيدة ابتسام محمد جميل ميرخان في يوم الجمعة 10 ذي الحجة سنة 1406 .
والحمد لله رب العالمين .
 
من هنا يبدأ العلم!!

من هنا يبدأ العلم!!

[line]ادعى زيدٌ أنه قرأ كتاباً من تأليف أحمد بن حنبل العَلم الذي نال احترام الأجيال من أهل السنة، وما صحّ لدينا من مؤلفاته ومسائله خير دليل على تورعه وتثبته وتقواه. لكن قد نقلت عنه نقول وحكيت أقوال لا تلائم ما عُهد عنه من ورع وتثبت. فماذا يفعل المسلم المعاصر من أهل السنة إزاءها؟.
هل يخضع للدعاية ويصدّق ما عزي الى أحمد بن حنبل ويعدّ صاحب القول المعزوّ اليه هو الأصل في التصديق كما تفعل الروافض، فكل حديث يروى من طريق علي أو سلمان أو المقداد فهو عندهم صحيح الا اذا ناقض أصولهم بأن مدح أو برّأ من لعنوه!! وكل حديث في سنده أبو هريرة أو من يكرهون من الصحابة فهو عندهم مردود ولا يحتجون به الا اذا نصر عواطفهم ونفس عن أحقادهم ضد شخص ما. ومعلوم أن هذه الطريقة ليست من العلم في شيء بل هي عين الجهل.
وأنا العبد لله قد وقعت عيني على كثيرين الآن وفي التاريخ يميلون مع هواهم ويخضعون لأصل من عزي اليه القول. نسوا قول ابن سيرين وابن المبارك: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
ولم يقتدوا بقول الإمام مالك : لقد رأيت سبعين عند هذه الأساطين [أي عُمُد المسجد وبها سمي العلماء أساطين لأنهم كانوا يسندون ظهورهم إلى أساطين المسجد] كلهم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخذت عنه شيئاً!!!!
وكلهم لو ائتمن على بيت مال لكان أمينا! غير أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن!
وقال الشافعي :كان مالك إذا شكّ في شيء من الحديث طرحه كله![الكفاية ص234]
قال عبدالرحمن بن مهدي:"خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظنّ الحكم والحديث"[الكفاية في علم الرواية ص233]
وقال الخطيب:"ويجب على صاحب الكتاب أن يحتفظ بكتابه الذي سمع فيه فإن خرج عن يده وعاد إليه فقد توقف بعض العلماء عن جواز الحديث منه"قال "والذي عندي في هذا أنه متى غاب كتابه عنه ثم عاد إليه ولم ير فيه أثر تغيير حادث من زيادة أو نقصان أو تبديل وسكنت نفسه إلى سلامته جاز له أن يروي منه "236. وقال" سألتُ القاضي أبا الطيب طاهر بن عبدالله عن رجل وجد سماعه في كتاب عن شيخ قد سمي ونسب في الكتاب غير أنه لا يعرفه فقال: لا يجوز له رواية ذلك الكتاب"ص 237. قال الخطيب:"ويجب أن يكون الكتاب الذي يُحدث منه قد قوبل بأصل الشيخ الذي يروي عنه"
وتأملوا بالله عليكم هذه القصة: الخطيب يقول أخبرنا ابن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن عليّ الأبار قال سمعتُ بن المبارك يقول سمعتُ مع عبدالرحمن بن مهدي من حماد بن زيد فقلتُ يا أبا سعيد أعطني النسخة! فقال يا صبي أنا أدفع إليك كتابي؟؟؟ قال فاستشفعتُ عليه بإمام الحيّ فجاء فجلس حتى نسختُه وأخذه.


وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حدث عني بحديث يُرى (يظن) أنه كذب فهو أحد الكاذبين.
ولذلك أقول إن في ما ورد عن أحمد في هذا المقال ما لا يليق أن يصدر عن رجل بضاعته في العلم مزجاة. وإني لأسأل أهل العلم والإخوة في المنتدى: أيُعقل أن يتورّع رجل أن يقول شيئاً في مسألة بسيطة في الأحكام ، وهذه مسائل ابن هانئ له ممتلئة من قوله(لا أجرؤ عليه) ثم يخوض في الأمور الكبيرة من تكفير المسلمين هذا الخوض؟!!!!!!
ولذلك فمن هنا يبدأ العلم والتحدي.
كيف نثبت أو ننفي أن هذا الكلام الوارد هنا المعزوّ الى مؤلف عاش بين القرنين الثاني والثالث(164-241) اسمه أحمد بن حنبل صحيح أو منحول؟
ماذا فعلنا إذا طبقنا منهج المحدثين على أقوال الرسول وضربنا عنها صفحاً مع أقوال كبار العلماء، ولأقوالهم سطوة على فهوم الناس وتصوراتهم! ألسنا مُلزمين مع هؤلاء بالتحري والتثبت والالتزام بمنهج المحدثين في كلِّ قول نرويه.؟
بالتأكيد أننا إذا طبقنا قول عبدالرحمن بن مهدي:"من شرط صحة الرواية من الكتاب أن يكون سماع الراوي ثابتاً وكتابه متقناً-الكفاية233" فسيصعب إثبات شيء من ذلك !!!
لا شكّ أن بين الإخوة في المنتدى من طلبة العلم من يعرفون ومن سمعوا بعلم كيفية إثبات صحة الكتاب الى مؤلفه، وهو جزء من علم تحقيق النصوص يدرسه طلبة الدراسات العليا ولا يمارسه إلا خواصّ المحققين. فهل بين الإخوة من يعلن عن نفسه فيستطيع أن يثبت لنا أو ينفي صحة صدور مثل هذه الأقوال أو بعضها عن أحمد بن حنبل!!!؟

من هنا يبدأ العلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أول ما أبدأ به تعليقي هذا بعد البسملة هو أن أطلب من الأخوة الكرام - إن حق للأخ أن يطلب من أخيه - ألا يذهبوا ب (نكهة ) هذا الملتقي التفسيري ،بإدخال أمور - حسب فهمي المتواضع - لا علاقة لها بالتفسير ،وهذا مثل هذا الموضوع الذي طرحه أخي أبوعبدالله ، وأقول مخاطباً له ولمن يرى رأيه : كان الأولى -وإن كان لابد من إقحام العقيدة-أن تذكر " عقيدة المصطفى صلى الله عليه وسلم الداعية إلى عدم التكفير وكثير من (الأشياء المنكرة ) كما في هذه العقيدة المكذوبة والمنسوبة للإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله نعالى 0
لاأريد أن أطيل في المداخلة ،بل أقتصر على نقطتين فقط بخصوص رواية الأصطخري :
الأولى : إن هذه الرواية ضمت في ثناياها ألفاظاً منكرة أجزم جزماً تاماً أن الإمام مبرء منها ،وذلك عبارة "وكلم الله موسىتكليماً من فيه " من أين لك هذه الزيادة (من فيه ) حاشا للإمام أن يتعدي ما في كتاب الله ، وأيضاً انظر إلى العبارة الأخرى "وناوله التوراة من يده إلى يده ) أيصل الجهل والغفلة بإمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله أن يعرض عن تقرير العقيدة الصافية التي جاء بها القرآن كقوله تعالى ( وآتيناه التوراة ) بقوله بدلها " وناوله " ألا يعلم الإمام الفرق بين الإيتاء والمناولة ، وأيضاً ياليته اقتصر على هذه الغفلة ،بل زاد الغفلة غفلة والتعدي تعدياً عندما قال وكأنه كان حاضراً " من يده إلى يده "0
الثانية :إن هذه الرواية -رواية الأصطخري - ذكر بعضها وأشار إليها مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي رحمه الله وحكم عليها بقوله : "000إلى أن ذكر أشياء من هذا الأنموذج المنكر ولأشياء التي والله ما قالها الإمام ،فقاتل الله واضعها ،ومن أسمج ما فيها قوله :ومن زعم أنه لايرى التقليد ولا يقلد دينه أحداً فهذا قول فاسق عدو لله ،فانظر إلى جهل المحدثين كيف يروون هذه الخرافة ويسكتون عنها 0انظر :سير أعلام النبلاء: 11/303
 
تتميم للمداخلة السابقة :نقل الإمام الذهبي رحمه الله رسالة عن الإمام أحمد ،ثم علق عليها بقوله :"فهذه الرسالة إسنادها كالشمس ،فانظر إلى هذا النفس النوراني لا كرسالة الإصطخري،ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبى عبد الله ‘فإن الرجل كان تقياً ورعاً لايتفوه بمثل ذلك ،ولعله قاله 0انتهى
سير أعلام النبلاء :11/286
 
نلاحظ في الكتاب تطرّق الى مسائل فقهية رغم ان عنوان الكتاب هو " كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا" !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
الأخ الدكتور السالم الشنقيطي الجكني المدني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يخفاك أن التثبت وعدم التسرع صفة حميدة للعلماء وطلاب العلم وخاصة المدنيين فقد روى ابن عبد البر عن سليمان بن موسى قال : إذا كان فقه الرجل حجازياً وأدبه عراقياً فقد كمل . التمهيد لابن عبد البر1 / 79 .
وتجنباً للإطالة فسأعلق هنا على ثلاثة مسائل : الأولى : دعوتك إلى اقتصار ملتقى التفسير على علوم التفسير فقط دون غيره من العلوم .
الثانية قولك : هذه العقيدة المكذوبة والمنسوبة للإمام المبجل أحمد بن حنبل .
الثالثة نقلك عن الذهبي : بأن كتاب الرد على الجهمية موضوع .
أما الأولى : دعوتك إلى اقتصار ملتقى التفسير على علوم التفسير فقط دون غيره من العلوم أليس قد حجرت واسعاً بهذه الدعوة ؟ فكونه ملتقى التفسير ألا يدخل تحته جميع المباحث الإسلامية ؟ لأن ( كتاب الله ) كلية شاملة كاملة يدخل تحتها جميع جزئياتها من جميع التعاليم الإسلامية ، لأن جميع الأحكام الشرعية أصلها الأول كتاب الله ، والثاني سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبقية مصادر التشريع تابعة لهذين الأصلين العظيمين كما لا يخفاك ذلك ، وأيضاً القائمون على الملتقى جزاهم الله خيراً قسموه إلى خمسة أقسام :
1 – الملقى العلمي للتفسير
2 – ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
3 – الملتقى المفتوح والتقني
4 – ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
5 – ملتقى الاقتراحات والملحوظات .
فهذه الأقسام شاملة وصالحة بأن يدخل تحتها جميع التعاليم الشرعية كما هو الشأن في بقية المواقع الإسلامية .
وأما الثانية : قولك : هذه العقيدة المكذوبة والمنسوبة للإمام المبجل أحمد بن حنبل وقلت : إن هذه الرواية ضمت في ثناياها ألفاظاً منكرة أجزم جزماً تاماً أن الإمام مبرأ منها " قلت : فوجود بعض الأخطاء أو الملاحظات الجزئية الفردية لا يدل على عدم إثبات الكتاب لمؤلفه ، فقد يبرأ الكتاب من تلك الأخطاء بالرجوع إلى أصله ، وقد يكون أخطأ فيها بعض النساخ وأضاف تلك العبارات فقد يكون يراها من باب الشرح والتوضيح والتقريب عنده ، مع أنه لا شك أن الأسماء والصفات لا مجال فيها للرأي والواجب فيها الوقوف عند النص ، وقد يكون ذلك من الإمام نفسه لأنه بشر يخطئ ويصيب وليس معصوماً من الخطإ ، مع الاعتراف بفضله وعلمه عند الجميع ، والكتاب أيضاً ضم في ثناياه علماً عظيماً صحيحاً مجمع عليه ، فلم لا نقارن بين الكتاب في مجمله وفوائده العظيمة المجمع عليها وبين الجزئيات الفردية التي عليها ملاحظات ؟؟ فكتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ذكر في مقدمته ما يثبت نسبته إلى مؤلفه فقال : رواية مسدد بن مسرهد ، روى القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن خلف الفراء في الطبقات والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وذكر القاضي برهان الدين إبراهيم بن مفلح في كتابه المقصد الأرشد أن أبا بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي قال لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة يعني في القول بخلق القرآن وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل أن أكتب إلي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ورد الكتاب على أحمد بن حنبل بكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون يزعم هذا البصري أنه قد انفق على العلم مالا عظيما وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى وينهونه عن الردى ويحيون بكتاب الله الموتى وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن آثارهم على الناس ينفون عن دين الله عز وجل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع وأطلقوا عنان الفتنة مخالفين في الكتاب يقولون على الله وفي الله تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً في كتابه بغير علم فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليماً ، إلى آخر الكتاب ، وفي آخر الكتاب قال الناسخ : فرغ من نسخه العبد المعترف بذنبه الفقير إلى ربه عبد القوي بن عبد الله ابن رحال بن عبد الله بن أبي القاسم بن أبي الهادر القرشي الشافعي حامداً لله وحده مصليا على محمد وآله وصحبه ومسلماً تسليماً ، وذلك في ليلة الثلاثاء الرابع من ربيع الأول سنة ست وسبعين وخمسمائة ، وهو مطبوع وحققه عبد العزيز السيروان طبع عام 1988 م ، الناشر دار قتيبة ، بيروت . وذكر في خاتمته أنه قابله على نسخة قديمة فقال : وكان تمام نسخه على يد حامد بن محمد أديب التقي في 13 رمضان سنة 1342 ه من نسخة قديمة في المكتبة العمومية الظاهرية بدمشق من كتاب الأمر بالمعروف للخلال رقم 245 حديث ، ثم جرت مقابلته مرة ثانية على مخطوط المكتبة الظاهرية المذكور أعلاه من قبل الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان والسيدة ابتسام محمد جميل ميرخان في يوم الجمعة 10 ذي الحجة سنة 1406 .
وأما الثالثة : نقلك عن الذهبي : بأن كتاب الرد على الجهمية موضوع .
فكتاب الرد على الجهمية ثابت للإمام أحمد بن حنبل ذكره الخلال والقاضي أبو يعلى أيضاً
طبع عدة طبعات منها طبعة دار قتيبة عام 1990 م تحقيق أحمد بكير محمود .
ويعزوا إليه جمع كبير من العلماء منهم الذهبي نفسه في تاريخ الإسلام 18 / 410 ، 18 / 88 ، وفي سير أعلام النبلاء 8 / 101، 402 ، وفي المنتقى من منهاج الاعتدال ص89 ، وأبو يعلى في طبقات الحنابلة 2 / 55 ، والحافظ ابن حجر في فتح الباري 13 / 493 ، 7 / 88 – 89 ، وابن القيم في طريق الهجرتين 1 / 523، وفي اجتماع الجيوش الإسلامية ص124، وفي الصواعق المرسلة 1/ 178، 3 / 927، وابن تيمية في الجواب الصحيح 2 / 16 ، 4 / 66 ، وفي بيان تلبيس الجهمية ص569 ، وفي دقائق التفسير 1 / 326 ، 2 / 31 ، وفي منهاج السنة النبوية 2 / 568 ، 2 / 484 ، وفي مجموع الفتاوى 15 / 284 ، 16 / 213 ، 17 / 300 ، 8 / 385 وفي درء التعارض 1 / 249 ، 2 / 75 ، 3 / 23 وقال : قال الإمام أحمد في خطبة كتابه الرد على الجهمية والزنادقة الحمد لله الذي جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل الى الهدي و يصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنوره أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة ، وابن كثير في التفسير 3 / 229 ، والشيخ محمد الأمين في أضواء البيان 5 / 280 قال : ونص عليه أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية ، وابن النديم في الفهرست ص320 ، وابن جماعة في إيضاح الدليل ص10 ، وابن عيسى في شرح قصيدة ابن القيم 1 / 98 ، 290 ، 295 ، 349 ، 444 ، 2 / 307 .
 
أخي الشيخ أبو عبدالله حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
قرأت تعليقكم على المداخلة التي كتبتها حول بحثكم عن (عقيدة الإمام أحمد رحمه الله ) واستفدت منها مسائل مهمة ، ولكن لي - إن سمحتم - توضيح حول النقاط الثلاثة التي ذكرتموها كالتالي :
1- لازلت أطالب بخصوصية هذا الملتقي (للتفسير) وما يتعلق به من أبحاث،بعيداً عن (العقيدة ) وما يتعلق بها من أبحاث ، فقولكم حفظكم الله :"أليس قد حجرتم واسعاً بهذه الدعوة ؟" جوابه : في رأيي المتواضع :لا والله ، بل أرى أني أحافظ على كثير من وقتي ووقت من يشاطرني الرأي بأن للعقيدة وأمورها (مواقع ) أخرى كثيرة أشد فرحة بهذه الموضوعات من الأم بولدها ومن المريض بالبرء بعد السقم 0
2- لا أختلف معك في أن (كتاب الله تعالى ) (كلية شاملة) ولكن أين هذه (النصوص العقدية ) في كتاب الله ،وفي أي سورة ؟ وأين هي في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهذا - يعلم الله ليس تهكماً - وإنما هو تنبيه على أن هذه الأمور نحن في غنى عنها يكفينا ما هو في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، عن (عقيدة ) مشكوك في صحة نسبتها لمن نسبت إليه 0
3- تضمن كلامكم يا أخي أشياء هي في حد ذاتها تكفي لرد هذه العقيدة لو كانت صيحة النسبة للإمام دون شك ، وذلك مثل قولكم :"وقد يكون أخطأ فيها بعض النساخ وأضاف تلك العبارات 00الخ " وقولكم :"وقد يكون من الإمام نفسه لأنه بشر يخطىء ويصيب وليس معصوما ً من الخطأ 00" وقولكم :" والكتاب أيضاً ضم في ثناياه علماً عظيماً صحيحاً (مجمع ) عليه "
فانظر يا أخي إلى هذا الكلام فواحد منه يكفي لرد الكتاب ، إذ ما يدرينا عن الشيء الذي كتبه مؤلفه من الذي أضافه الناسخ ، وهل مكانة الناسخ وفهمه هي نفسها مكانة وفهم المؤلف ؟
وأيضاً : كيف نحمل الأمة على عقيدة (بشر يخطىء ويصيب وغير معصوم ) ولا ندعوهم إلى عقيدة (المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم )
وأما قولك أخيراً إن الكتاب ضم في ثناياه علماً مجمع عليه ،فأي مسألة غير لا إله إلا الله محمد رسول الله وأصول الإسلام مجمع عليها عند المسلمين ، إلا إذا كنت تقصد بالإجماع إجماع من يوافق على ما ذكرت فهذا شيء آخر يحتاج إلى دراسته وهل علمياً يسمى (مجمع عليه )
وأخيراً لست من شكك في نسبة كتاب (الجهمية ) للإمام ،لكني اتبعت قول إمام معتبر في مذهب الإمام وهو الإمام الذهبي 0
والله من وراء القصد
 
التعديل الأخير:
جزاك الله خيراً قولك : أين هذه (النصوص العقدية ) في كتاب الله ،وفي أي سورة ؟ وأين هي في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هذا سؤال غريب فهل تريد أن تكون هذه النصوص العقدية كلها من نص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالحرف ؟ وأسألك هل هذه النصوص العقدية تخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكما تعلم كتاب الله تعالى فيه نصوص كثيرة مجملة وجاءت السنة وبيت ذلك الإجمال ، وفصلوا العلماء تلك النصوص من عام وخاص ومطلق ومقيد كما هو معروف في محله ، في كتاب الله أقيموا الصلاة وليس في كتاب الله عدد ركعات كل صلاة ، وفيه وآتوا الزكاة وليس فيه مقدار النصاب ولا مقدار ما يؤخذ منه فجاءت السنة وفصلت ذلك أحسن تفصيل ، وقولك : كيف نحمل الأمة على عقيدة (بشر يخطىء ويصيب وغير معصوم ) ولا ندعوهم إلى عقيدة (المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ) أسألك هل إذا تركنا كتب السلف بدعوى أن فيها بعض الأخطاء أو أنها من غير معصوم على حد قولك فمن أين نأخذ عقيدة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي تدعو إليها ؟؟ هذا كلام غير لائق لا عقلاً ولا شرعاً ، اعلم يا أخي أننا لا ندعو ولا نحمل أحداً إلا على عقيدة توافق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكون الكتاب مؤلفه بشر يخطئ ويصيب لا ينافي أن يكون موافقاً لعقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو فُرض أن فيه بعض الأخطاء لا يقدح ذلك في الكتاب ولا في مكانته بل هو مأجور في قصده وجهده ومعذور فيما وقع من الخطإ الغير مقصود وكما سبق توجيه ذلك بأنه قد يكون من الناسخ أو من غيره ولا يقدح ذلك في الكتاب ، ومثل هذه الأخطاء لا يسلم منها أي كتاب بعد كتاب الله عز وجل ، ولو فتحنا هذا الباب بترك كل كتاب فيه بعض الأخطاء لتركنا عامة الكتب غير كتاب الله ، وأما قولك فأي مسألة غير لا إله إلا الله محمد رسول الله وأصول الإسلام مجمع عليها عند المسلمين ، فما ذا تقصد هل تنكر المسائل التي أجمعت عليها الأمة غير الشهادتين وأصول الإسلام ؟؟ أجمعت الأمة على مسائل كثيرة من أصول الدين وفروعه وألفت فيه المجلدات بل الموسوعات : ابن المنذر ألف كتابه الإجماع ، وابن حزم ألف كتابه مراتب الإجماع ، وابن عبد البر ألف كتابه الإجماع وموسوعة الإجماع لسعد جيب وغيرهم ، وإليك الإجماعت من كتاب الصلاة من كتاب الإجماع لابن المنذر فقال ابن المنذر :
كتاب الصَّلاة
أجمعوا على أن وقت الظهر: زوال الشمس.
وأجمعوا على أن صلاة المغرب: تجب إذا غربت الشمس.
وأجمعوا على أن وقت صلاة الصبح: طلوع الفجر.
وأجمعوا على أن من صلى الصبح بعد طلوع الفجر قبل طلوع الشمس؛ أنه يصليها في وقتها.
8وأجمعوا على الجمع بين الصلاتين الظهر والعصر بعرفة، وبين المغرب والعشاء ليلة النحر.
وأجمعوا على أن من السنة أن تستقبل القبلة بالأذان.
وأجمعوا على أن من السنة أن يؤذن المؤذن قائماً، وانفرد أبو ثور فقال: يؤذن جالساً من غير علة.
وأجمعوا على أن من السنة: أن يؤذن للصلاة بعد دخول وقتها إلا الصبح.
وأجمعوا على أن الصلاة لا تجزىء إلا بالنية.
وأجمعوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة.
وأجمعوا على أن من أحرم للصلاة بالتكبير، أنه عاقد لها داخل فيها.
وأجمعوا على أن صلاة من اقتصر على تسليمة واحدة جائزة.
وأجمعوا على أن من تكلم في صلاته عامداً، وهو لا يريد إصلاح شيء من أمرها، أن صلاته فاسدة.
وأجمعوا على أن المصلي ممنوع من الأكل والشرب.
وأجمعوا على أن من أكل وشرب في صلاته الفرض عامداً أن عليه الإعادة.
وأجمعوا على أن الضحك يفسد الصلاة.
وأجمعوا على أن ليس على من سها خلف الإمام سجود وانفرد مكحول وقال: عليه.
وأجمعوا على أن المأموم إذا سها إمامه أن يسجد معه.
وأجمعوا على أن ليس على الصبي جمعة
وأجمعوا على أن لا جمعة على النساء.
وأجمعوا على أنهن إن حضرن الإمام فصلين معه أن ذلك يجزىء عنهن.
وأجمعوا على أن الجمعة واجبة على الأحرار البالغين المقيمين الذين لا عذر لهم.
وأجمعوا على أن صلاة الجمعة ركعتان.
وأجمعوا على أن من فاتته الجمعة من المقيمين أن يصلوا أربعاً.
وأجمعوا على أن إمامة الأعمى كإمامة الصحيح، ومنع من ذلك أنس بن مالك، وابن عباس، رواية ثابتة.
وأجمعوا على أن لمن سافر سفراً تقصر في مثله الصلاة مثل: حج أو جهاد أو عمرة أن يقصر الظهر والعصر والعشاء، يصلي كل واحدة منها ركعتين ركعتين.
وأجمعوا على أن عليه إذا سافر إلى مكة من مثل المدينة أن له أن يقصر الصلاة إذا كان خروجه في مثل ما تقدم وصفاً له
وأجمعوا على أن للذي يريد السفر أن يقصر الصلاة إذا خرج عن جميع البيوت من القرية التي خرج منها.
وأجمعوا على أن لمن خرج بعد الزوال أن يقصر الصلاة.
وأجمعوا على أن المقيم إذا ائتم بالمسافر وسلم الإمام من ركعتين أن على المقيم إتمام الصلاة.
وأجمعوا على أن فرض من لا يطيق القيام أن يصلي جالساً.
وأجمعوا على أن القادر لا تجزئه الصلاة إلا أن يركع أو يسجد.
وأجمعوا على أن الحائض لا صلاة عليها في أيام حيضتها فليس عليها القضاء.
وأجمعوا على أن عليها قضاء الصوم الذي تفطره في أيام حيضتها في شهر رمضان.
وأجمعوا على أن المرأة إذا حاضت وجبت عليها الفرائض.
وأجمعوا على أن من نسي صلاة في حضر؛ فذكرها في السفر، أن عليه صلاة الحضر إلا ما اختلف فيه الحسن البصري.
وأجمعوا على أن السكران يقضي الصلاة.
وأجمعوا على أن المطلوب أن يصلي على دابته.
وأما فيما يخص ما نقله الإمام أحمد في كتابه العقيدة فهو معظمه مسائل مجمع عليها أيضاً لا خلاف معتبر في شيء منها ، وهي مسائل كثيرة مبثوثة في الكتاب وإليك بعضها : قال احمد بن حنبل رضي الله عنه من قال إن الله عز وجل لم يكن موصوفا حتى وصفه الواصفون فهو بذلك خارج عن الدين .
توحيد الله
وبيان ذلك أن يلزمه أن لا يكون واحدا حتى وحده الموحدون وذلك فاسد .
الله قادر حي عالم
وعنده أنه قد ثبت أن الله تعالى قادر حي عالم وقرأ هو الحي لا إله إلا هو وكان الله على كل شيء مقتدرا وكان الله بكل شيء عليما .
صفته تعالى السميع العليم
قال وفي صفات الله تعالى ما لا سبيل إلى معرفته إلا بالسمع مثل قوله تعالى وهو السميع البصير فبان بإخباره عن نفسه ما اعتقدته العقول فيه وأن قولنا سميع بصير صفة من لا يشتبه عليه شيء كما قال في كتابه الكريم ولا تكون رؤية إلا ببصر يعني من المبصرات بغير صفة من لا يغيب عليه ولا عنه شيء وليس ذلك بمعنى العلم كما يقوله المخالفون ألا ترى إلى قوله تعالى لموسى إنني معكما أسمع وأرى قال وقوله تعالى وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم يدل على أن معنى السميع غير معنى العليم وقال قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وقال عليه السلام سبحان من وسع سمعه الأصوات ومعنى ذلك من قوله أنه لو جاز أن يسمع بغير سمع جازها أن يعلم بغير علم وذلك محال فهو عالم بعلم سميع بسمع ، وقال في باب الإيمان يزيد وينقص :
وكان يقول أن الإيمان يزيد ويقرأ ويزداد الذين آمنوا إيمانا ويقرأ فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وما جاز عليه الزيادة جاز عليه النقصان .
الإيمان غير الإسلام :
وكان يقول إن الإيمان غير الإسلام .
وكان يقول إن الله سبحانه قال فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين استثناء من غير الجنس .
وفرق أصحابه بين الإيمان والإسلام فقالوا حقيقة الإيمان التصديق وحقيقة الإسلام الاستسلام فلا يفهم من معنى التصديق الاستسلام ولا يفهم من معنى الاستسلام التصديق واستدل أحمد بن حنبل بحديث الأعرابي وسؤاله عن الإسلام وسؤاله عن الإيمان وجواب 57 أ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما بجوابين مختلفين واستدل أيضا بحديث الأعرابي الآخر وقوله يا رسول الله أعطيت فلانا ومنعتني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مؤمن فقال الأعرابي وأنا مؤمن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو مسلم وبحديث وفد عبد القيس وبقوله عز وجل قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا .
لا يكفر إلا تارك الصلاة :
وكان لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صغيرا إلا بترك الصلاة فمن تركها فقد كفر وحل قتله قاله ابن حنبل ويستدل بقوله عز وجل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله فقد جمع بينهم في الإصطفاء .
مسائل شتى في الفضائل :
وكان لا يفسق الفقهاء في مسائل الخلاف .
وكان يسلم أحاديث الفضائل ولا ينصب عليها المعيار وينكر على من يقول إن هذه الفضيلة لأبي بكر باطلة وهذه الفضيلة لعلي باطلة لأن القوم أفضل من ذلك ولا يتبرأ من عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يجمع المسلمون على التبرىء منها .
الميزان
ويقول إن لله تعالى ميزانا يزن فيه الحسنات والسيئات ويرجع إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الذنوب والإستغفار والتوبة :
ويقول إن الذنوب من ورائها الاستغفار والتوبة وإن اخترمته المنية قبل الاستغفار والتوبة فأمره مرجى إلى الله عز وجل إن شاء غفر وإن شاء عاقب ويجوز عنده أن يغفر الله لمن لم يتب واستدل على ذلك بقوله وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم والتائب لا يقال له ظالم واستدل بقوله عز وجل قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله والتائب لا يقال له مسرف .
الشهداء أحياء يرزقون :
ويقول إن الشهداء بعد القتل باقون يأكلون أرزاقهم .
وكان يقول إن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون وأن الميت يعلم بزائره يوم الجمعة بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس وأن الله تعالى يعذب قوما في قبورهم ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الصراط :
وأن لله تعالى صراطا يعبر عليه الناس وأن عليه حيات تأخذ بالأقدام وأن العبور عليه على مقادير الأعمال مشاة وسعاة وركبانا وزحفا ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجيدوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط .
سؤال الملكين :
وأن لله تعالى ملكين يقال لأحدهما منكر والآخر نكير يلجان إثر الميت في قبره فإما يبشرانه وإما يحذرانه ويذهب إلى حديث عمر رضي الله عنه كيف بك إذا نزلا بك وهما فظان غليظان فأقعداك وأجلساك وسألاك فتغير عمر بن الخطاب وقال يا رسول الله وعقلي معي فقال إذن كفيتهما وذكر حديث ابن عباس في قوله عز وجل لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال عند سؤال منكر ونكير .

الإجابة :
وكان يقول إن الله تعالى يجيب دعوة الداعي المؤمن والكافر ويفاوت بينهم في السؤال
مخالفة الإجماع والتواتر .
أ وكان يقول إن من خالف الإجماع والتواتر فهو ضال مضل ويفسق من خالف خبر الواحد مع التمكن من استعماله .
خير الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم :
وكان يقول إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وإن عليا عليه السلام رابعهم في الخلافة والتفضيل ويتبرأ ممن ضللهم وكفرهم .
لا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم :
وكان يقول إنه لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله وسائر الأمة يجوز عليهم الخطأ .
الإجماع :
وكان يقول إن الإجماع إجماع الصحابة .
وكان يقول إن صح إجماع بعد الصحابة في عصر من الأعصار قلت به .
القدر خيره وشره من الله تعالى :
وكان يقول لو لم يجز أن يفعل الله تعالى الشر لما حسنت الرغبة إليه في كشفه .
الملائكة الحفظة :
وأن للعبد ملائكة يحفظونه بأمر الله وأن القضاء والقدر يوجبان التسليم .
واجب الغزو :
وأن الغزو مع الأئمة واجب وإن جاروا الامامة .
إلى غير ذلك من المسائل الكثيرة التي ذكرها في الكتاب رحمه الله ،
وأما فيما يخص كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد فهو كتاب مشهور وقد يكون وصل إلى حد التواتر بين علماء المسلمين والكل يعزوا إليه بما فيهم الإمام الذهبي الذي أنت متعلق بكلمة فردية قالها ونقضها بالعزو إليه في مواضع كثيرة من كتبه ولم يتعقب ذلك العزو وكغيره من العلماء الذين عزوا إليه ولم يشككوا فيه وقد سبق إيضاح ذلك في التعليق السابق وإليك بعضه : فكتاب الرد على الجهمية ثابت للإمام أحمد بن حنبل ذكره الخلال والقاضي أبو يعلى أيضاً طبع عدة طبعات منها طبعة دار قتيبة عام 1990 م تحقيق أحمد بكير محمود .
ويعزوا إليه جمع كبير من العلماء منهم الذهبي في تاريخ الإسلام 18 / 410 ، 18 / 88 ، وفي سير أعلام النبلاء 8 / 101، 402 ، وفي المنتقى من منهاج الاعتدال ص89 ، وأبو يعلى في طبقات الحنابلة 2 / 55 ، والحافظ ابن حجر في فتح الباري 13 / 493 ، 7 / 88 – 89 ، وابن القيم في طريق الهجرتين 1 / 523، وفي اجتماع الجيوش الإسلامية ص124، وفي الصواعق المرسلة 1/ 178، 3 / 927، وابن تيمية في الجواب الصحيح 2 / 16 ، 4 / 66 ، وفي بيان تلبيس الجهمية ص569 ، وفي دقائق التفسير 1 / 326 ، 2 / 31 ، وفي منهاج السنة النبوية 2 / 568 ، 2 / 484 ، وفي مجموع الفتاوى 15 / 284 ، 16 / 213 ، 17 / 300 ، 8 / 385 وفي درء التعارض 1 / 249 ، 2 / 75 ، 3 / 23 ، وابن كثير في التفسير 3 / 229 ، والشيخ محمد الأمين في أضواء البيان 5 / 280 وابن النديم في الفهرست ص320 ، وابن جماعة في إيضاح الدليل ص10 ، وابن عيسى في شرح قصيدة ابن القيم 1 / 98 ، 290 ، 295 ، 349 ، 444 ، 2 / 307 .
ومعذرة عن الإطالة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أبو عبد الله محمد بن محمد المصطفى المدينة النبوية
المسجد النبوي إدارة التوجيه والإرشاد
 
د.عبدالرحمن الصالح قال:
وتأملوا بالله عليكم هذه القصة: الخطيب يقول أخبرنا ابن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن عليّ الأبار قال سمعتُ بن المبارك يقول سمعتُ مع عبدالرحمن بن مهدي من حماد بن زيد فقلتُ يا أبا سعيد أعطني النسخة! فقال يا صبي أنا أدفع إليك كتابي؟؟؟ قال فاستشفعتُ عليه بإمام الحيّ فجاء فجلس حتى نسختُه وأخذه.
أخي الكريم وفقك الله.
قد دعوتَ إلى التأمل وأقسمتَ علينا في ذلك، فلما تأملت تبين لي أنه قد وقع منك اختصار أدى إلى إخلال، فإن سياقك يوهم أن الأبار سمع من الإمام ابن المبارك، إذ هو المتبادر عند الإطلاق، والأبار لم يدرك عبد الله بن المبارك، وإنما صاحب هذه القصة: عبد الرحمان بن المبارك العيشي البصري.
وأرجو من إخواننا أن يميّزوا بين كتاب الرد على الزنادقة والجهمية، والرسالة إلى مسدد بن مسرهد، فقد رأيت من خلط بينهما.
وأنصح بالرجوع إلى كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة للأستاذ عبد الإله الأحمدي، وبراءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة للشيخ عبد العزيز بن أحمد الحميدي ص94-113، ومقدمة الأخ دغش العجمي بين يدي كتاب الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد.
 
جزاك الله خيراً على هذا التحري في إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه ، ولكن هناك من الأمور التي لم تذكرها وهي تثبت بها الأملاك والنسب والولاء وغيرهم بإجماع العلماء من تلك الأمور الاستفاضة والسماع قال ابن قدامة : أجمع أهل العلم على صحة شهادة السماع في النسب والولاء وهو ما يعلم بالاستفاضة ، قال ابن المنذر : لا أعلم أحداً من أهل العلم منع شهادة السماع في النسب . المغني لابن قدامة 10 / 164 .
وقال ابن قدامة أيضاً في كتابه الكافي :تجوز الشهادة بما علمه بالاستفاضة في تسعة أشياء ، النسب والنكاح والملك المطلق والوقف ومصرفه والموت والعتق والولاية والعزل . الكافي في الفقه الحنبلي لابن قدامة 4 / 543
قال ابن عبد البر: شهادة السماع يثبت بها النسب والولاء . الكافي لابن عبد البر 1 / 467 ، والشرح الكبير للدرديري 4 / 419 .
وقال الونشريسي في كتابه المعيار : يحاز النسب بما تحاز به الأملاك . المعيار 2 / 514 ـ 515 .
ومن تلك الكتب المشهورة المستفيضة بين علماء المسلمين كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد فهو كتاب مشهور وقد يكون وصل إلى حد التواتر بين علماء المسلمين والكل يعزوا وقد سبق إيضاح ذلك في التعليق السابق وإليك بعضه : فكتاب الرد على الجهمية ثابت للإمام أحمد بن حنبل ذكره الخلال والقاضي أبو يعلى أيضاً طبع عدة طبعات منها طبعة دار قتيبة عام 1990 م تحقيق أحمد بكير محمود .
ويعزوا إليه جمع كبير من العلماء منهم الذهبي في تاريخ الإسلام 18 / 410 ، 18 / 88 ، وفي سير أعلام النبلاء 8 / 101، 402 ، وفي المنتقى من منهاج الاعتدال ص89 ، وأبو يعلى في طبقات الحنابلة 2 / 55 ، والحافظ ابن حجر في فتح الباري 13 / 493 ، 7 / 88 – 89 ، وابن القيم في طريق الهجرتين 1 / 523، وفي اجتماع الجيوش الإسلامية ص124، وفي الصواعق المرسلة 1/ 178، 3 / 927، وابن تيمية في الجواب الصحيح 2 / 16 ، 4 / 66 ، وفي بيان تلبيس الجهمية ص569 ، وفي دقائق التفسير 1 / 326 ، 2 / 31 ، وفي منهاج السنة النبوية 2 / 568 ، 2 / 484 ، وفي مجموع الفتاوى 15 / 284 ، 16 / 213 ، 17 / 300 ، 8 / 385 وفي درء التعارض 1 / 249 ، 2 / 75 ، 3 / 23 ، وابن كثير في التفسير 3 / 229 ، والشيخ محمد الأمين في أضواء البيان 5 / 280 وابن النديم في الفهرست ص320 ، وابن جماعة في إيضاح الدليل ص10 ، وابن عيسى في شرح قصيدة ابن القيم 1 / 98 ، 290 ، 295 ، 349 ، 444 ، 2 / 307 .
ومعذرة عن الإطالة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ أبو عبد الله :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
آمل أن لا تكون قد غضبت ، وإن كنت غضبت فأرجو أن يكون غضبك لله وفي الله ،حيث إني لم أرك بدأت حديثك بالسلام 0
أخي : رأيتك في حديثك أدخلت أموراً ليست من صلب ما نحن فيه ،كإقحامك المسائل (المجمع ) عليهاً (فقهياً ) وغيرها من مسائل الفقه ، ونحن كلامنا متعلق ب (العقيدة ) لاغير0
1- سألتني :"هل تريد أن تكون هذه النصوص في الكتاب والسنة ؟
الجواب : نعم وألف نعم ،وأقول بصراحة :هل الله تعالى تعبدنا بما ليس في كتابه وبما لم يأت به النبي المعصوم صلوات الله عليه ؟
فكلامك هذا أفهم منه : إما أن هذه النصوص في الكتاب والسنة وإما لا ؟؟إن كان الأول فبينه لنا ، وإن كان الثاني فالعبد الضعيف يسعه ما وسع الصحابة رضي الله عنهم 0
ولا يفهم من هذا الكلام أني أنكر موافقة بعض المسائل المذكورة للكتاب والسنة،وذلك مثل مسائل رؤية الله تعالى وكلامه عز وجل والميزان ،فهذه لا نحتاج إلى الإيمان بها وتصديقها ورودها في كتاب ( مشكوك) و(مطعون ) في بعض رواياته كرواية الأصطخري 0
وسألتني :هل هذه النصوص تخالف كتاب الله ؟
الجواب : إما أنها تخالفه فيجب رميها ،وإما أنها توافقه ففيه الغنية والكفاية 0وأضيف :إن هذه النصوص فيها ما يخالف بعضها بعضاً
كتكفير القائل بخلق القرآن مرة وأخري عدم تكفيره ، بل وتكفير من لم يكفره ،ثم القول بعد ذلك بعدم تكفير أهل القبلة بذنب ،وكذكر بعض الصفات التي تحتاج في إثباتها إلى مصدر آخر إلى وغير ذلك من أمور لا أشك في أن الكلام فيها يستغنى عنه بما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام 0
ثم يا أخي : أي علاقة بين أحكام الجنائز ولا نكاح إلا بولي والزنا والسرقة وغيرها من المسائل الفقهية بالعقيدة ،هذا يا أخي (ارتباك ) و(خلط ) في التأليف ،لا يفعله من أراد إخراج كتاب (عقيدة ) يحمل الناس عليها ويحكم بالكفر والضلال والفسق على من خالفها ،فهل هذا من صنيع الإمام المبجل إمام السنة أحمد بن حنبل ، أم من الناسخ والشارح ،الذي أميل إليه أن الإمام بريء من هذا الكلام براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام 0
وقولك :" هذا غير لائق لا عقلاً ولا شرعاً " ما ضابط هذه اللياقة ( العقلية) ،وأما عدم لياقته شرعاً فأنت ملزم بالدليل الشرعي على ذلك ،أعنى هات الدليل الشرعي على عدم لياقة ذلك شرعاً ، ولا تنس يا أخي أن الدليل الشرعي هو :"قال الله وقال رسوله " ولا أعتقد أني حجرت عليك واسعاً 0
وقولك :"لاندعو أحداً إلا على عقيدة (توافق ) كتاب الله 000" الأولى أن تدعوهم إلى عقيدة الكتاب والسنة ،لاختلاف الناس في ضابط هذا ( التوافق ) لأنه أمر اجتهادي 0
وقلت :" لو فتحنا هذا الباب بترك كل كتاب فيه بعض الأخطاء 00" الجواب : ما المانع من ترك كل الكتب التي فيها بعض أخطاء بل المانع من ترك كل الكتب ( الكلامية ) عفواً (العقدية ) واكتفينا بما قال الله ورسوله ،ألا يسعنا ما وسع أمة محمد صلي الله عليه وسلم قبل دخول ( الفلسفة ) و(الكلام) ،وفوق هذا وذاك : لماذا نحمل الناس على معلومات (عقدية ) في كتاب أقل ما يقال عنه أن في نسبته لمؤلفه شكاً؟؟؟ إن ذلك لو كان في كتاب أدب وفقه وغيرهما لكان مدعاة لرفض الكتاب ،فما بالك والكتاب في (العقيدة) 0
يا أخي : والله الذي لا إله إلا هو إني لا أحب الكلام في (العقائد ) لا جهلاً بها وبمذاهبها ، وإنما لاعتقادي الجازم بأن الخلاف فيها وتشعيبه هو من أكبر أسباب الفرقة بين المسلمين إلى يومنا هذا ،فكل فرقة تكفر الأخرى وتبدعها وتضللها ،بل وتتعبد الله تعالى بذلك بنصوص والله – حسب علمي المتواضع – ما أنزلها الله تعالى على نبيه ،بل صح عنه عليه الصلاة والسلام ما يخالفها ،والطامة الكبرى أننا ندرس هذا الخلاف وننشره ومن لم يتفق معنا فيه ألزمناه بما لا يلزمه ،وأيضاً ننشر هذا الخلاف دون دراسة للأسباب التي إذا عرفناها تغيرت النظرة وإن بشكل 0
يا أخي كانت مداخلتي الأولى هي لذكر نص عن الإمام الذهبي يتعلق برواية الأصطخري ،وجاء ذكر كتاب (الرد على الجهمية ) عرضاً ،:
فو الله الذي لا إله إلا هو لا يهمني هل الكتاب للإمام أحمد أم ليس له ،بل الذي يهمني ويهم كل مسلم أن يموت وهو يشهد ألا إله إلا الله محمد رسول الله ،هذا الذي ضمن (المعصوم صلى الله عليه وسلم) الجنة لمن مات عليه 0
والله من وراء القصد
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخبرك بأني لم أغضب بل أفرح بجميع مداخلات الإخوان ولا تغضبني أبداً لأني أستفيد منها وجزاهم الله خيراً ولكن الوقت ثمين لا يصرف إلا ما فيه فائدة ، ومن ناحية أخرى كتب الأئمة يجب احترامها مالم تخالف الكتاب والسنة ومستحيل أنهم يخالفوا الكتاب والسنة عن قصد وتعمد بل الأئمة رحمهم الله بذلوا قصارى جهدهم في خدمة الكتاب والسنة وبينوا وفصلوا ، ولم يؤلفوا الكتب إلا لبيان القصود من الكتاب والسنة وتوضيح ذلك للناس ، والمعيار لكلامهم هو الكتاب والسنة كلهم يوصي بعرض كلامه على الكتاب والسنة فإن وافق الكتاب والسنة فبها وإن خالف الكتاب والسنة فيرمى بقولهم عرض الحائط هذا معنى كلامهم ، ومن ناحية أخرى كون الكتاب فيه ذكر بعض المسائل الفقهية كأحكام الجنائز والنكاح والتكبير في العيدين وغيرهم لا يقدح فيه لأن كثير من السلف يذكر في كتب الاعتقاد مسائل فقهية كالتكبير على الجنائز والتكبير في العيدين والمسح على الخفين وغيرهم من باب أنها من شعائر الإسلام ، وقد جمعها الأخ الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف في بحث وسماه ( مسائل الفروع الواردة في العقيدة ) وغيره ، والكلام في العقائد لا إشكال فيه إن كان بالضوابط والمعايير الشرعية عند العلماء ، والعقيدة من أهم العلوم ولا تعظم بالإعراض عنها ، بل تعظم بتعلمها وتطبيقها عملياً ، وكذلك الكتاب والسنة تعظيمهما باتباعهما وليس بالإعراض عنهما كما هو معلوم لدى الجميع ، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى برد التنازع إلى الكتاب والسنة فاختلاف المسلمين وتنازعهم الواجب فيه الرد إلى الكتاب والسنة ، ولعل من أسباب الفرقة بين المسلمين الجهل بالكتاب والسنة ، ومن الخطإ البين جعل كلام العلماء مخالف للكتاب والسنة بدون برهان وأراه من التجني على الأئمة ، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
قرأت تعليقكم وأعجبنى فيه قولكم :" الوقت ثمين لايصرف إلا ما فيه فائدة " وباقيه ما فهمت المقصود منه ،كما لم أفهم قولكم :" والعقيدة من أهم العلوم 00إلى قولكم " لدى الجميع "
وأما قولكم :" ولعل من أسباب الفرقة بين المسلمين الجهل بالكتاب والسنة " فهذا يا أخي (هروب ) من الحقيقة المرة ،وهل هذا الخلاف والإختلاف إلا بين العلماء ، فإذا كان علماء المسلمين يجهلون الكتاب والسنة فمن يعلمها إذن ؟ السبب يا أخي هو عندما (نزلت ) هذه الأبحاث العويصة والدقيقة والمبنية على علوم قبلها للعامة 0وليس كل ما يعلم يقال ،ورب إشارة أبلغ من عبارة، ويظهر لي أني استكفيت مداخلتي في هذه الجزئية ،وأختمها بكلام للذهبي رحمه الله ذكره في ترجمته للإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى ،قال الذهبي :"رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي ،سمعت أبا حازم العبدوي ،سمعت زاهر بن أحمد يقول : لما قرب حضور أجل أبي الحسن في داري ببغداد دعاني فأتيته فقال :اشهد علي أني لا أكفر أحداً من أهل القبلة ،لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد ،وإنما هذا كله اختلاف العبارات 0
ثم قال الذهبي :" قلت :وبنحو هذا أدين ،وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول :أنا لا أكفر أحداً من الأمة ،ويقول :قال النبي صلى الله عليه وسلم :"لايحافظ على الوضوء إلا مؤمن " فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم 0السير :15/88
والله من وراء القصد
 
التعديل الأخير:
جزاك الله خيراً لقد خرجت عن الموضوع ؟ لا بد للكاتب من التأني وسعة الصدر والتجرد من العواطف فالمداخلة التي قلت إنك لم تفهمها فلعلك تقرأها بتأمل وتأن حتى تفهمها ، وأما قولك فهذا يا أخي (هروب ) من الحقيقة المرة فما ذا تعني بالهروب ؟؟ وأين هذا الهروب ؟؟
وأيضاً قولك : السبب يا أخي هو عندما (نزلت ) هذه الأبحاث العويصة والدقيقة والمبنية على علوم قبلها للعامة وليس كل ما يعلم يقال ،ورب إشارة أبلغ من عبارة، ما هذا الكلام ؟؟ وأي عواصة في هذه البحوث ؟؟ ولعلها عويصة على من لم يتفهمها أو يعرف المقصود منها ، وماهي علاقة كلام الذهبي نقلاً عن أبي الحسن الأشعري وابن تيمية رحمهم الله بالموضوع الذي نحن بصدده ؟؟
 
وجزاك بمثله ، أنا - وأعوذ بالله من هذه الكلمة - لم أخرج عن الموضوع ، ولكن فعلاً حاولت أن أفهم ما علاقة الذي طرحته بموضوعنا ،فلم أفهم ، وذكرت ذلك بأسلوب مختصر ،ويظهر لي أنك أيضاً لم تفهم ما أردته ، وإليك تفصيل كل ذلك :
1- لم أفهم علاقة قولك :" ومن ناحية أخرى كتب الأئمة يجب احترامها 00" بموضوعنا ، فهل هناك من تطرق لكتب العلماء بغير الاحترام ، أم أن الاحترام الذي تقصده هو (وجوب ) قبولها والاقتناع بها وبما فيها من (تناقضات ) ،الاحترام يا أخي شيء والقبول شيء و(فرض وإيجاب ) القبول شيء ،0
2- لم أفهم علاقة قولك :" الكلام في العقائد 000ضوابط ومعايير شرعية "ماهي هذه الضوابط والمعايير الشرعية عند العلماء في العقائد ؟ومن هؤلاء العلماء الذين وضعواها ؟وما مصدرهم ؟ وما حكم من لم ير الأخذ بها ؟الأمر يا أخي ليس بالسهولة التي يتصورها كل من حفظ كلمة أو كلمتين لإمام واحد من الأئمة وأخذ يحكم على المسلمين من خلال ذلك ، أو أنه اقتنع برأي وجادل عنه إن بالحق وإن بالباطل ، (ووالله لا أقصدك ) وإنما أتكلم على العموم ،حتي رأينا رأي العين من يتكلم في عقائد الناس وهو لايكاد يحفظ جزئين من كتاب الله تعالى فضلاً عن عدم معرفته لكثير من فرض العين الذي عليه ،0
3- لم أفهم قولك :" العقيدة من أهم العلوم 00الخ " وأسألك أولاً :ما تعريف (العقيدة ) وما تعريف (العلم ) فهذه مصطلحات لابد من معرفتها وتعريفها حتى نعلم حدودها وضابطها (جمعاً ومنعاً )
4- لم أفهم قولك :" الكتاب والسنة تعظيمهما باتباعهما وليس بالإعراض عنهما 00" ما دخل هذا الكلام هنا ، حتى ياأخي لقد هممت بك سوءاً وهو أن تكون تقصد أن كل من عارضك فيما تذهب إليه في هذه المسألة ،وأن كل من شك ورد ما كتبته عن (عقيدة الإمام أحمد)هذه أنه (معرض ) عن كتاب الله تعالى ، أرجو أن أكون مخطئاً فيما فهمته ،وإلا صدقني لم أجد مدخلاً لكلامك هذا غير هذا التلميح الخطير ، وإلا قل لي بربك أين في مداخلاتي ومداخلات غيري إعراض عن كتاب الله تعالى ، ووالله ما كتبت حرفاً إلا ابتغاء رضوان الله تعالى وحفاظاً على كتابه من أن يحكم عليه بكتاب (مشكوك ) و(مطعون ) في نسبته لمؤلفه ،والخوف كل الخوف يا أخي أن تجعل اتباع الكتاب والسنة مرتبط باتباع كتاب (الرد على الجهمية ) وغيره ،
5- أما (الهروب ) الذي أقصده فلا يمكن أن تعرفه إلا إذا قرأت التاريخ قراءةفاحصة محايدة 0والله من وراء القصد
 
وأما قولك :" أي عواصة في هذه البحوث 00الخ" ألا ترى أن تقرير مسألة من مسائل العقيدة الكبرى المختلف فيها بين (العقائديين ) لايمكن بسطها إلا بأسلوب منطقي جدلي0
خذ مثلاً مسألة (الكلام ) والله لن يستطيع (عقدي ) أن يشرحها ويبسطها إلا إذا تمكن من علم (الكلام ) ومعرفة مدلول (الكلام )عند المعتزلة وعند الأشاعرة وغيرهم ،ثم ما علة كل فرقة فيما ذهبت إليه ،ثم كيف يبين بطلان كل قول وهكذا
وخذ مسألة أخيرةوهي مسألة (الكسب ) عند الأشعري ، هذه المسألة التي حار فيها المتكلمون ، يا أخي :علم (الكلام ) أو (العقيدة ) لو لم يكن علماً عويصاً لما أفنى فيه الإمام ابن تيمية وغيره من كبار العلماء الذين أفنوا أعمارهم في الرد على أهله وبيان بطلانه
وأما علاقة ما ذكره الذهبي عن الأشعري فهي واضحة وضوح الشمس لمن تأمل 0
والله من وراء القصد
 
أخي الفاضل

أخي الفاضل

د.عبدالرحمن الصالح قال:
شكراً على تصحيح اسم ابن المبارك فهو فعلا غير عبدالله رحمه الله
بارك الله فيك وزادك من فضله.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قولك : ما المانع من ترك كل الكتب التي فيها بعض أخطاء بل المانع من ترك كل الكتب ( الكلامية ) عفواً ( العقدية ) واكتفينا بما قال الله ورسوله ،ألا يسعنا ما وسع أمة محمد صلي الله عليه وسلم ، وقولك : والله الذي لا إله إلا هو إني لا أحب الكلام في (العقائد ) لا جهلاً بها وبمذاهبها ، وإنما لاعتقادي الجازم بأن الخلاف فيها وتشعيبه هو من أكبر أسباب الفرقة بين المسلمين إلى يومنا هذا ، فكل فرقة تكفر الأخرى وتبدعها وتضللها .... ،
هذا كلام خطير جداً وغير لائق نشره للناس وهو الدعوة إلى ترك كتب السلف بدعوى أننا نكتفي بالكتاب والسنة ، وهل يوجد تعارض بين كتب السلف مع الكتاب والسنة حتى نتركها مع أن علماء السلف لم يؤلفوا الكتب إلا لبيان القصود من الكتاب والسنة وتوضيح ذلك للناس ، والمعيار لكلامهم هو الكتاب والسنة كلهم يوصي بعرض كلامه على الكتاب والسنة فإن وافق الكتاب والسنة فبها وإن خالف الكتاب والسنة فيرمى بقولهم عرض الحائط هذا معنى كلامهم وقد سبق التنبيه على ذلك ، ومن ناحية أخرى الحكم على المسلمين بأنهم فرق كل تكفر وتضلل وتبدع الأخرى ... هذا فيه نوع من التشنيع والتشهير والمبالغات التي لا تجوز ولا تنبغي للمسلم أن يتجرأ عليها ، وأذكرك بقول الله عز وجل ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) سورة ق . آية : (18) ، وبقوله : ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة الإسراء من الآية ( 53 ) ، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت . أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم ( 5672 ) ، ورقم ( 5784 – 5785 ) ورقم ( 6110 ) ، ومسلم رقم ( 47 – 48 ) 1 / 68 ، وقال عيسى بن مريم ( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله : فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ، فإنما الناس مبتلى ومعافى ، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية ) رواه مالك في الموطأ 2 / 986 ، وابن أبي شيبة رقم ( 34230 ) 7 / 65 ورقم ( 31879 ) 6 / 340 ، وقال ابن عباس : العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت والعاشرة اعتزالك عن الناس . مسند الفردوس رقم ( 4231 ) 3 / 82 ، وصفوة الصفوة 4 / 257 ، وتاريخ جرجان ص 250 ، وقال رجل لعمر بن عبد العزيز: ( اجعل كبير المسلمين عندك أباً ، وصغيرهم ابناً ، وأوسطهم أخاً ، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه) جامع العلوم والحكم 2 / 283 ، وقال يحي بن معاذ الرازي: ( ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره ،وإن لم تفرحه فلا تغمه ،وإن لم تمدحه فلا تذمه ) جامع العلوم والحكم 2 / 283 ، وقال ابن عمر لرجل سأله عن العلم : فقال ( إن العلم كثير ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس ،خميص البطن من أموالهم ،كاف اللسان عن أعراضهم ، لازماً لجماعتهم ، فافعل ) سير أعلام النبلاء 2 / 221 ، ولعلك نسيت الموضوع وهو ( كتاب العقيدة للإمام أحمد بن حنبل ) هل هو للإمام أحمد أم لا ؟ الذي وصفته أنت في كتاباتك بعدة أوصاف وهي قولك : ( مشكوك فيه ) ، ( ومطعون فيه ) ، ( ارتباك ) ( وخلط ) ، ( العويص ) ، ( التناقضات ) إلى غير ذلك من الأوصاف التي وصفته بها في كتاباتك ، فالكتاب مطبوع ومحقق ومقابل على أصول فالذي ينفيه عن صاحبه مطالب بإثبات دليل النفي القاطع ، أما التكهنات والتوقعات هذه لا تقدم ولا تؤخر ، وأما مسألة علم الكلام التي أدخلتها أخيراً وغيرها من المسائل هذا ليس مقام بسطها ، ولكل مقام مقال ، وفي حالة بسطها لابد من التفريق بين علم التوحيد وهو معرفة الله بأسمائه وصفاته المنصوص عليهما في الكتاب والسنة وبين علم الكلام الفلسفي المذموم الذي لا نص عليه لا من كتاب ولا من سنة ، وفيما يخص مسألة الكلام عند المعتزلة والأشاعرة التي ذكرتها وحلفت عليها بالله كما حلفت على غيرها ، وكما تعلم ما تعبدنا الله بكلام المعتزلة ولا الأشاعرة ، ولسنا بحاجة إليهم ولا إلى كلامهم فقد أغنانا الله عنهم وعن كلامهم بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبكلام علماء السلف الذين بينوا المراد من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن ناحية أخرى من باب النصيحة الحلف بالله ليس بالأمر الهين ولا ينبغي التعود عليه في كل صغيرة وكبيرة قال الله تعالى ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ، ويمكن تأكيد الكلام بدون الحلف بالله عز وجل ، إلا إذا كان من باب لغو اليمين مثل لا والله وبلى والله فهذا شيء آخر وله حكمه الذي يخصه ، وأما طلبك تعريف العلم وأقسامه كان عليك أن ترجع إلى الكتب حتى تتمكن من تلك التعاريف وإليك بعضها مجملاً لأن هذا ليس مكان بسطها ، ( العلم ) من تعريفه أنه هو : الإدراك ومعرفة المعلوم على ما هو به ، و ( العلم المكتسب ) هو ما يقع عن نظر واستدلال و ( العلم الضروري ) هو الذي لم يقع عن نظر واستدلال كالعلم الواقع بإحدى الحواس الخمس ، وإذا أردت أن تتوسع في التفريعات والأقسام فارجع إلى مظانه فستجده إن شاء الله تعالى وكذالك معرفة الضوابط والمعايير الشرعية التي بينها العلماء في العقائد هذا كله موجود في محله وهو سهل جداً لمن يريد الفائدة ، وليس بالعويص كما تقرره أنت في كتاباتك ، وليس هذا مقام بسطه ولكل مقام مقال ، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أما وقد فهمت من سؤالي الفرضي "مالمانع من ترك الكتب (الكلامية )والتي تسميها أنت (العقيدة ) والإكتفاء بكتاب الله ورسوله " الدعوة إلى ترك كتب السلف ،وخطت يمينك ما نحن في غنى عنه ، ووصفت الأمر ب (الخطورة)وغير لائق نشره بين الناس ‘وكأني بك تتحكم في ما هو لائق وغير لائق
وادعائك أن القول بأن فرق المسلمين يكفر بعضهم بعضاَهو نوع من التشهير 00الخ أقول :أما وقد أوصلت الكلام إلى هذا الحد فأرى أننا ننفخ في الهواء ونتكلم مع من في فمه ماء
وعند الله تجتمع الخصوم والله من وراء القصد
 
الأخ كاتب الموضوع

الأخ كاتب الموضوع

كنتَ ستختصر الطريق عليك وعلى المسلمين، وستكون أنفع لهم لو قلتَ: إني لا أملك دليلاً ولا أستطيع أن أثبت نسبة هذه الرسالة إلى أحمد بن حنبل، ولكني وجدتها معزوّةً إليه فنسختها لكم ، والعهدة على رواتها ونساخها وناقليها. وكفى الله المؤمنين القتال.
فالطباعة ليست توثيقاً، إنما هي نسخ جديد فقط. والتحقيق له أصوله وقواعده،وما أكثر مُدّعيه.

الأخ الجكني: لقد أتعبت الأخ يحيى شريف في قضية الضاد، فقد كنت ملزماً إما أن تغير تعريف الرخاوة أو تخطئ أحد الفريقين علماء النحو والتجويد أو القراء الذين ينطقونها شديدة.فلا محيص عن أحد هذين المهيعين لكنّك شرّقْتَ وغربت !
فسلّط الله عليك من يتعبك!
عين بعين، وكما تدين تدان
ولو سمحت لي لقلت ممازحاً:
[align=center]وما من يد إلا يد الله فوقها ولا ظالمٍ إلا سيبلى بأظلمِ[/align]
 
جزاك الله خيراً الدكتور عبد الرحمن الصالح أنا الذي قلته بأن الذي ينفي الكتاب عن مؤلفه مطالب بالدليل لأن الكتاب ذكره جمع من علماء الحنابلة ولم يطعنوا فيه وأثبتوه للإمام أحمد وهم القاضي أبو يعلى في الطبقات والحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وغيرهم ، والكتاب مطبوع وحققه عبد العزيز السيروان طبع عام 1988 م ، الناشر دار قتيبة ، بيروت ، وذكر في خاتمته أنه قابله على نسخة قديمة تم نسخها في ليلة الثلاثاء الرابع من ربيع الأول سنة ست وسبعين وخمسمائة ، 576 هـ فقال : وكان تمام نسخه على يد حامد بن محمد أديب التقي في 13 رمضان سنة 1342 هـ من نسخة قديمة في المكتبة العمومية الظاهرية بدمشق من كتاب الأمر بالمعروف للخلال رقم 245 حديث ، ثم جرت مقابلته مرة ثانية على مخطوط المكتبة الظاهرية المذكور أعلاه من قبل الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان والسيدة ابتسام محمد جميل ميرخان في يوم الجمعة 10 ذي الحجة سنة 1406 .وذكر أنه من رواية مسدد بن مسرهد ، فقال : روى القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن خلف الفراء في الطبقات والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وذكر القاضي برهان الدين إبراهيم بن مفلح في كتابه المقصد الأرشد أن أبا بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي قال لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة يعني في القول بخلق القرآن وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل أن أكتب إلي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ورد الكتاب على أحمد بن حنبل بكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون يزعم هذا البصري أنه قد انفق على العلم مالاً عظيماً وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى وينهونه عن الردى ويحيون بكتاب الله الموتى وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن آثارهم على الناس ينفون عن دين الله عز وجل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع وأطلقوا عنان الفتنة مخالفين في الكتاب يقولون على الله وفي الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا في كتابه بغير علم فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما ، أما بعد وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه رضاه وطاعته وجنبنا وإياكم ما فيه سخطه واستعملنا وإياكم عمل الخاشعين له العارفين به الخائفين منه فإنه المسؤول ... إلى آخر الكتاب ...
قلت : وكل هذه المعطيات تثبت نسبة الكتاب لمؤلفه ولا شك أن المثبت مقدم على النافي لأن المثبت علم ما لم يعلمه النافي ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ، وأيضاً النافي ليس لديه أي دليل يثبت النفي ولو قدر أنه أوجد دليل النفي فالمثبت مقدم على النافي كما هو معروف ، ووجود بعض الأخطاء أو الملاحظات الجزئية الفردية لا يدل على عدم إثبات الكتاب لمؤلفه ، فقد يبرأ الكتاب من تلك الأخطاء بالرجوع إلى أصله ، وقد يكون أخطأ فيها بعض النساخ وأضاف تلك العبارات فقد يكون يراها من باب الشرح والتوضيح والتقريب عنده ، ومثل ذلك كثير وقد سبقت تلك المسائل كاملة في المكاتبات السابقة مع الدكتور الجكني ، ومن ناحية أخرى اعتذر للإخوان عن الإطالة ، وما أرت إلا الفائدة للجميع ، ولم أرد إتعاب الأخ الجكني ، ولكني طالبته بالدليل الذي يثبت نفي الكتاب عن مؤلفه ، وأعوذ بالله أن أكون من الظالمين الذين أشرت لهم في بيتك :
وما من يد إلا يد الله فوقها ** ولا ظالمٍ إلا سيبلى بأظلمِ
ولكن لا بأس ما دمت ذكرته من باب المزح ، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الصالح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،وبعد :
العبد الضعيف لم يتعب الشيخ الفاضل محمد يحي شريف ، بل ماكان مني ومنه إلا مداولات في مسألة علمية متعلقة بحرف من كتاب الله تعالى ،ولو رجعت إلى المداخلات لوجدت ما تكرم هو بتسطيره أطول وأكثر مما كان من العبد الضعيف ،ولكن يا أخي التعب في مثل هذا محمود ومرغوب إن شاء الله 0
وأما البيت الذي أنشدته (ممازحا) فإني أبرأ إلى الله منه وكذا أنزه أخي الشيخ أبو عبد الله عنه ،فوالله لم يظلمنى كما أني لم أظلم الشيخ شريف،واسمح لى أن أبدل عجز البيت بهذه العبارة وأقصد بها أخي أبو عبد الله :
ولا (عالم )إلاسيبلى (بأعلم ) وأكرر اعتذاري لكم وللشيخين الفاضلين إن كان بدر مني مالا يليق ،فالعلم رحم بين أهله
وأذكر لأخي أبو عبد الله أني لست بصدد (نفي ) أو (إثبات ) الكتاب للإمام أحمد وإنما هي معلومة جاءت عرضاً0والله من وراء القصد
 
عنز.. ولو طارت!!

عنز.. ولو طارت!!

<قلت : وكل هذه المعطيات تثبت نسبة الكتاب لمؤلفه ولا شك أن المثبت مقدم على النافي لأن المثبت علم ما لم يعلمه النافي ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ، وأيضاً النافي ليس لديه أي دليل يثبت النفي ولو قدر أنه أوجد دليل النفي فالمثبت مقدم على النافي كما هو معروف >
استشهاد بكلمات في غير سياقها ، وإيراد لها على غير وجهها.
وعلى هذه الطريقة يكون كلُّ كذاب مقدما على مكذبيه، وناحل على مفنديه!!!
بل يمكن والله أن يُنحل كتاب على مؤلفه ومؤلف حيٌّ يُرْزق
وقد رأينا جرائد تقوِّل شيوخاً ما لم يقولوه ، وتزيد في ما قالوه كلمة أو كلمتين تُحقق بها مآرب أخرى
وبالجملة :
ليس مثل هذا الأمر مما يحتاج إلى إراقة حبر كثير فيه
وحتى لو ظنّ ابن الجوزي أو أبو يعلى صحته فلسنا ولا أحد من الأمة مُلزم باتباع ظنهما
ومجرد نشر هذا الكتاب معزوّاً إلى أحمد دون أن تشنّ عليه حملة يكشف عن حال "العلم" اليوم!
ومجرد عدّ مثل هذا التساهل، وهذه الطريقة في معاملة الكتب تحقيقاً يكشف حال التحقيق بين مدّعيه!
ومجرّد إيرادك لمثل هذه النصوص في غير محلها يكشف أن بيني وبينك شعرة معاوية قبل أن نؤذن بـ"الحرب"!

أم تراك حاملي على ما حملني سواك أن أنشد:
[align=center]لجأتُ إلى السكوت من التلاحي * كما لجأ الجبانُ إلى الفرارِ[/align]
 
كان الله في عونك يا دكتور مع الشيخ أبي عبد الله ،وهنا حق لشهرزاد أن تقول :
وكل باحث سيبلى بأبحث
(ممازحا) والله لا (متهكما)
 
شكراً أخي الجكني

شكراً أخي الجكني

الجكني قال:
كان الله في عونك يا دكتور مع الشيخ أبي عبد الله ،وهنا حق لشهرزاد أن تقول :
وكل باحث سيبلى بأبحث
(ممازحا) والله لا (متهكما)
وما أروع إيرادك لـ(العلم رحم بين أهله)!
وعسى أن يكون الأخ أبو عبدالله أكثر تشدداً في قبول العلم!
 
كلنا ..بضاعتنا مزجاة!

كلنا ..بضاعتنا مزجاة!

الجكني قال:
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الصالح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،وبعد :

وأما البيت الذي أنشدته (ممازحا) فإني أبرأ إلى الله منه وكذا أنزه أخي الشيخ أبو عبد الله عنه ،فوالله لم يظلمنى كما أني لم أظلم الشيخ شريف،واسمح لى أن أبدل عجز البيت بهذه العبارة وأقصد بها أخي أبو عبد الله :
ولا (عالم )إلاسيبلى (بأعلم ) وأكرر اعتذاري لكم وللشيخين الفاضلين إن كان بدر مني مالا يليق ،فالعلم رحم بين أهله
وأذكر لأخي أبو عبد الله أني لست بصدد (نفي ) أو (إثبات ) الكتاب للإمام أحمد وإنما هي معلومة جاءت عرضاً0والله من وراء القصد
أخي الكريم كلُّنا بضاعتنا مزجاة
والله تعالى قد علمنا أصول العلم فقال عز من قائل:"ولا تَقْفُ ما ليس لك به عِلْم"
وفي مثل هاتيك الكتب التي تتحدث في أمور مهمة جدا لا تسوغ الجرأة على الخوض فيها لكلّ من هب ودبّ! بل على المسلم أن يكون أكثر تواضُعاً، فيضع الأمور في نصابها.
اهل العلم شكّوا في نسبة كتاب (الفقه الأكبر) الى أبي حنيفة، وشكوا في نسبة (رسالة الإمام مالك الى هارون الرشيد) وفي صحة كتاب (الحيدة) وغيرها كثير.
لكن يريد بعض الإخوة أن يتساهل في قبول نسبة كتاب لا خطام له ولا زمام!!
ما فرق ما بيننا وبين الروافض إذن؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكما الله خيراً ،الموضوع ما يحتاج إلى إطالة ، الكتاب أثبتته وأقرته جماعة من علماء الحنابلة وهم القاضي أبو يعلى في الطبقات والحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد ، فأثبتوا لنا الذين نفوه حتى نقارن بين المثبت والنافي مع أن العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب فالمثبت مقدم على النافي ، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ، وأما قولك : استشهاد بكلمات في غير سياقها ، وإيراد لها على غير وجهها ، فما هو وجهها وسياقها ؟؟ ولتعلم أن هذه الكلمات ليس نصاً وحتى يحصر في سياق أو وجهة معينة بل هي قاعدة مضطردة في كل نفي وإثبات ، ونفي الكتب ليس مجال اجتهاد ولا قياس ، ومجرد شكوى اهل العلم للكتب لا تنفي ولا تثبت ، والكتب التي ذكرت أنهم شكوها لا تزال تطبع يوماً بعد يوم لأنهم لم يثبتوا النفي بدليل مقنع ، فلا بد من إقامة الحجة المقنعة على نفي الكتاب حتى يحذر منه ، وأما مجرد النفي المجرد أو الظن والتوقعات لا تدل على نفي ولا إثبات ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
عودة
أعلى