حاتم القرشي
New member
عرض لكتاب البلاغة الميسرة لـ د. عبدالعزيز الحربي
وهذا الكتاب هو لطيف ظريف صغير الحجم بلغت صفحاته 96 صفحة، وهو مطبوع في دار ابن حزم عام 1431هـ .
تناول المؤلف في هذا الكتاب علم البلاغة بشيء من التيسير والإيجاز، مع التقعيد والتمثيل، فقال في مقدمته :" وهذا الكتاب الموجزة مسائلُه، المفصَّلة قواعدُه، أقدِّمه لطالب العلم، ليكون كافياً له في معرفة البلاغة وقواعدها، ولينطلق بعد ذلك بذهنه ومَلَكَتِه كما يشاء".أهـ
هذا وقد جاء الكتاب بأحسن عبارة وأوفاها لاسيما وأن المؤلف له شأن في هذا الفن، فقد قال عن نفسه في هذا مقدمة هذا الكتاب :" قرأتُ علم البلاغة في كتب كثيرة، منظومة ومنثورة، مختصرة ومطوَّلة، ككتاب مفتاح العلوم للسكاكي ودلائل الإعجاز وأسرار البلاغة للجرجاني، وشروح التلخيص، وكثير من كتب المتأخرين. وحفظت منها كتاب التلخيص للقزويني كاملاً، ونظم الجوهر المكنون للأخضري، وقرأت شروحها".أهـ فانتقى مادة كتابه الميسرة من هذا المخزون العلمي في البلاغة .
وتكلم في أول الكتاب عن " الكلمة الفصيحة والمتكلم الفصيح " ثم " الكلام البليغ والمتكلِّم به "، ثم تناوله علوم البلاغة الثلاثة : علم المعاني، ثم علم البيان، ثم علم البديع.
وختمه المؤلف بذكر لمحات عن حالة التعليم في بداية طلبه للعلم واصفاً شيوخه بما حَسُن من الأوصاف، فقال :" وكان قد حَبَّب إلينا البلاغة وزينها في قلوبنا بفصاحتهم وذوقهم وبيانهم صفوةٌ فاضلة من أساتذة الأزهر وغيره ... لم نجد بعدهم مثلهم في جميع المراحل كانوا في البيان سَحرة، وفي الشعر مهرة، وفي حسن التربية برَرة ...".أهـ
وهذا الكتاب هو نافع لمن لم يقصد التوسع في جزيئات علم البلاغة، أو لم ترتق همته لحفظ متونها والتوسع في شروحاتها، وهو نافع أيضاً لمن جعله ضمن قائمة الكتب التي تراجع سنوياً لتكون مسائل العلوم حاضرة في الذهن. فجزى الله المؤلف خير الجزاء ونفع بعلومه .