كتاب أجوبة المسائل المشكلات في علم القراءات للعلامة أحمد الأسقاطي محققا

إنضم
20/08/2003
المشاركات
611
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
المدينة النبوية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فمن فضل الله علي أن قمت بتحقيق كتاب أجوبة المسائل المشكلات في علم القراءات للعلامة أحمد بن عمر الأسقاطي ت(1159ه)،وقد حكمته في الجامعة الإسلامية وجاوز التحكيم وهو بحاجة لمن يتولى طبعه ،
ومن المناسب التقديم بأن هذا الكتاب أحد أهم كتب التحريرات في القراءات السبع،
وأحد أهم الكتب التي رجعت إلى النشر واصوله في تحرير ثلاثة واربعين مسألة من مسائل القراءات،
والكتاب حافل بالشواهد من الشاطبية والطيبة،
وحافل بشيوخ الأسقاطي وتراجمهم،
وأخيرا فالكتاب مفيد لطلبة القراءات السبع ،ومرجع لايستغنى عنه في تقرير التحريرات المعروفة في كتب التحريرات اليوم.
وبالمناسبة فأحمد الله على أن سندي في القراءات السبع متصل بهذا الإمام الكبير الأسقاطي وبتحريراته التي تلقيتها عن شيخنا الشيخ سيد لاسين حفظه الله عنه.والله أعلم.
 
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الطيب المبارك في خدمة علم التحريرات ، ومرحبا بهذا السفر المبارك في تحرير الشاطبية لينضم إلى القافلة المباركة :
إتحاف البرية للحسيني ، وشرحه (بلوغ الأمنية) للضباع.
كنز المعاني للجمزوري.
سفينة القراء لعثمان مراد.
وغيرها من الكتب التي اعتمدت النصوص النشرية ، والتفحيصات الإزميرية ، ولم يألوا جهدا في خدمة القرآن العظيم ، وتنزيهه عن الأوجه الضعيفة ، والاختيارات الشاذة.
فرحم الله علماء التحريرات ، وأسبغ عليهم شآبيب رحمته ، وحرر الله رقابنا ورقابهم من النار .
 
وفقكم الله يا دكتور أمين على قيامكم بخدمة هذا الكتاب وتحقيقه ، وأعرض عليكم أن ترسلوا البحث - إن رأيتم - للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه لنشره ضمن سلسلة البحوث العلمية المحكمة في أقرب فرصة ترونها بارك الله فيكم ونفع بكم .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد تضمن تحقيقي لكتاب العلامة أحمد الأسقاطي تمهيدا، تناولت فيه تعريف التحريرات،وأهميتها،وأقوال العلماء في حكم الأخذ بها، وبعض المؤلفات فيها وذلك كالتالي:

- تعريف التَّحْرِيرَات لغةً واصطلاحاً.
التّحرير لغة: يُطلق على معان منها: التّقويم، والتّدقيق، والإحكام، يقال: تحرير الكتاب تَقْويمه، وحرّر الوزن إذا أَحْكَمه.(القاموس المحيط للفيروزآبادي 1/479).
واصطلاحاً: ((إتقان القراءة من أيّ خطأٍ، أو خللٍ ،كالتّركيب، والتّلفيق)).( تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة للشيخ عبد الرّازق على موسى/9).
وبعضهم عرفه بأنه : علم يُعنى بعزو أوجه طرق القراءات المختلف فيها إلى من وراها من أصحاب الطرق، وأمهات مصادر القراءات ،ويهتم بتمييز الطرق، وتنقيحها، وبيان الجائز منها، والممنوع، ومايترتب عليها من الأوجه. ( معجم المصطلحات في علمي التجويد، والقراءات،للدكتور إبراهيم الدّوسري /مصطلح التحريرات).
توضيح هذا المعنى الاصطلاحي كالتّالي: قد اصطلح القُرّاء على تسْمية مَنْ جاء بعد الرّواة العشرين...طرقاً؛ المراد بطرق القراءات : كل ماينسب للآخذ عن الراوي؛ فهو طريق .(النّشر لابن الجزري2/199).
فإذا اتّفقت الطّرق عن الرّاوي، أُطلِق عليها أَوْجه، مثال ذلك:السّكت لحفص في (السّاكن قبل الهمز)، طريق الأَشْنَانِي عن عُبيد عن حفص عن عاصم، والإِدْراج: هو عدم السّكت، طريق الفِيل عن عمرو عن حفص عن عاصم، وفي الوقف على العالمين (الفاتحة/2)، ثلاثة أوجه: المدّ، والتّوسّط، والقصر، لاتّفاق الطّرق؛ فالطّرق يجب الالتزام بها، ويَحْرم الخَلْط بينها، أمّا في غير مقام الرّواية؛ فيجوز الخَلْط.(الإمام المتولّي وجهوده في علم القراءات،للدكتور إبراهيم الدّوسري/333،334).
-أهمية التَّحْرِيرَات.
كثُر الاهتمام بعلم التّحريرات من قِبَلِ علماء القراءات؛ فألّفوا فيه لكونه يحتوي على مزايا عديدة:
فهُو يهتمّ بقارئ القرآن عامّة، وقارئ القراءات خاصّة، باعتبار أنّ التَّحْرِيرَات وسيلة لحفظ القرآن الكريم، في ظلّ وجود طائفة متخصّصة، يُرجع إليهم عند الحاجة إلى معرفة الصّحيح من القراءات القرآنية من غيرها، وباعتبار أنّ التَّحْرِيرَات أيضاً بمثابة علم مصطلح الحديث عند أهل الحديث؛ فيحتاجها القارئ بالقراءات العشر لما فيها من التّمكّن في الإِقْرَاء، والقدرة على التّحرير للطّرق، ومنع التّركيب، والتّلفيق،وتفْصيل مُجْمل متن الشّاطبية، والدّرة، والطّيبة،إذْ لابدّ عند القّراء لكلّ من قرأ بمضمّن كتابٍ أن يَعرف طُرقه؛ ليَسلم من التّركيب، الذي هو خَطَأ مكروه، كما قرّره العلماء رحمهم الله. (غيث النفع للصفاقسي/ 12)،(تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة للشيخ عبد الرّازق على موسى/20). ،وألّفوا فيه كذلك لأنّه يُعتبر من أصْعب أنواع علوم القراءات،وقد شغل أذهان العلماء دهراً، واحتارت فيه عُقولهم؛ فألّفوا فيه لينتفع به المشتغلون بالقراءة، ، نظراً لأنّه لا سَبيل إلى رواية القراءات العشر من الشّاطبية، والدّرة، والطّيبة بطريقة صحيحة إلا به. (الإمام المتولّي، وجهوده في علم القراءات،للدكتور إبراهيم الدّوسري/ 337).
وقد حظي هذا العلم باهتمام العلماء رحمهم الله منذ عصر المحقّق ابن الجزري، وإلى اليوم، وكان من أكثر المهتمين به الإمام المحقّق ابن الجزري نفسه، وقد بيّن سبب ذلك في كتابه القيّم النّشر في القراءات العشر بقوله: (( ..وفائدة ماعيّناه، وفصّلناه من الطّرق ،وذكرنا من الكتب هو عدم التّركيب .. فإنهّا إذا مُيِّزت، وبُيِّنت ارْتفع ذلك أي: التّركيب …)) ، (النّشر لابن الجزري/193).
وكان من المهتمين به كذلك كلّ من جاؤوا بعده، لا يُعْرَف لهم مُخالف في الأخذ بها، كالعلامة الشّيخ سلطان الذي أجمل سبب ذلك الاهتمام بقوله في رسالته : ((الذي ينبغي ذكره في هذا المحلّ تحرير الطّرق،حسب ماذكره في النّشر لأنّه المعوّل عليه في تحريرها)) ، (رسالة سلطان المزّاحي/20).
وكذلك غيره من علماء القراءات ممّن أجادوا، وأفادوا، وألّفوا في علم التحريرات كتباً كثيرةً. (الإمام المتولّي وجهوده في علم القراءات،للدكتور إبراهيم الدّوسري/ 337).
-أقوال العلماء في حكم الأخذ بالتَّحْرِيرَات.
قال السّخاوي في كتابه جمال القراء: ((خَلْط هذه القراءات بعضها ببعضٍ خطأ )) ،لم أقف عليه في جمال القرّاء، وقد نقل كلامه هذا صاحب النّشر،وكذلك البنّاء صاحب إتحاف فضلاء البشر (1/105).
وقال ابن الجزري : (( وأجازه أكثر الأئمّة مطلقاً، وجعلوا خطأَ مانعي ذلك محقّقاً،والصّواب عنْدنا في ذلك التّفصيل، والعُدول بالتّوسط إلى سواء السّبيل؛ فنقول: إن كانت إحدى القراءتين مترتّبة على الأخرى؛ فالمنع من ذلك منع تحريم،كمن يقرأ (فتلقى آدم من ربه كلمات) بالرّفع فيهما، أو بالنّصب ..وشبهه ممّا يُركّب بما لا تُجيزه العربيّة، ولا يصحّ في اللّغة، وأمّا ما لم يكن كذلك فإنّا نفرّق فيه بين مقام الرّواية، وغيرها؛ فإن قَرأ بذلك على سبيل الرّواية؛ فإنّه لايجوز أيضاً، من حيث إنّه كذب في الرّواية... ،وإن لم يكن على سبيل النّقل، والرّواية بل على سبيل القراءة، والتّلاوة؛ فإنّه جائز صحيح مقبول، لامنع منه، ولاحظر، وإن كنّا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الرّوايات من وجْه تَسَاوِي العلماء بالعوامّ لا من وجه أنّ ذلك مكروه، أو حرام..)) ، (النّشر في القراءات العشر لابن الجزري1/18 ،19).
وقال الإزميري : (( الترّكيب حَرام في القرآن على سبيل الرّواية، ومَكْروه كَراهة تَحريم على ما حقّقه أهل الدِّراية )) (عمدة العرفان للإزميري /2).
بناءً على هذا، وغيره؛ فليست التَّحْرِيرَات -أي تمييز الطّرق، وترتيب الرّوايات بحيث لا يحصل تركيب قراءة على أخرى- مِنْ اخْتِيَارَات- (الاختيار معناه باختصار : اختيار بعض المروي دون بعض عند الإقراء، والتلقي.(الإبانة عن معاني القراءات لمكّي/16،17)،(تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة للشيخ عبد الرّازق على موسى/26)- المصنّفِين؛ فينْـبَنِي عليها أنّه لا يلزم التزامها،أوإلزام الغير بها؛
فهذا القول يردّه أخْذ ابن الجزري بها، وقوله في النشر في أثناء تحريره لأحد مسائله:(( فخذ تحريرات هذه المسألة بجميع أوجهها، وطُرقها، وتقديراتها)) ، (النّشر لابن الجزري 1/358).
أضف إلى ذلك أنّ علماء كثيرين، ومنهم العلامة المتولّي، وغيره ذهبوا إلى الأخذ بالتَّحْرِيرَات، (تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة للشيخ عبد الرّازق على موسى/40).
واعتبروا أنّ الـخُلف بين القرّاء المحرّرين يَسِيرٌ، وليس هو نتيجة لأهواء مصنّفي التَّحْرِيرَات، أو نتيجة لوجهاتِ نَظرِهم فيها، ورَأوا أنّ دورهم أن يَجتَهِد بعضهم، ويفسّر ما في كتاب النّشر لابن الجزري، إمّا على ما يُفيد الظّاهر،أو بما تُفيده أُصوله من كتب القراءات؛ فخلافهم اختلاف لا يؤدّي إلى التّناقض، والاضطراب، وإنمّا هو اختلاف رواية، وحفظ. (المصدر السابق).
- بعض المؤلّفات في التَّحْرِيرَات.
في المكتبة الإسلامية مؤلفات عديدة في (أجوبة المسائل المشكلات)، منها:
- كتاب(أربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات،وأجوبتها) لابن الجزري مخطوط(الفهرس الشامل للتّراث العربي، والإسلامي المخطوط1/328،331).، وله أيضاً كتاب (مسائل في القراءات)مخطوط، (فهرس مؤلفات ابن الجزري، ومن ترجم له، لمحمد مطيع الحافظ /324).
وله كذلك نظم (الألغاز الجزريّة)، مطبوع ،وله كذلك (العقد الثمين في ألغاز القراءة)،مخطوط، (فهرس مؤلفات ابن الجزري، ومن ترجم له، لمحمد مطيع الحافظ /316).وهو شرح لهمزيته في الألغاز.
وله أيضاً(أرجوزة تشتمل على أربعين سؤالا في مشكلات القرآن) مخطوط. (معجم الدّراسات القرآنية لابتسام الصّفّار /493).
- (أجوبة الأربعين مسألة من المسائل المشكلة في القراءات) لأحمد بن أحمد بن إبراهيم الطِّيبي (ت974 هـ) (فهرس القراءات القرآنية، الجامعة الإسلامية /22).،مخطوط،
وله أيضاً (الألغاز الجزريّة والأجوبة عليها)،وهو شرح لألغاز ابن الجزري مخطوط. (الفهرس الشامل للتّراث العربي، والإسلامي المخطوط 1/328،331).
-(الأجوبة السِّرِّيَّة عن الألغازالجزريّة) لبرهان الدّين أبو إسحاق، إبراهيم البِقَاعِي (ت885هـ) ، مطبوع.
-(أجوبة للألغاز الجزريّة)لشهاب الدّين أحمد بن حسين، أبو العباس الرّمْلي(ت844هـ) ، مخطوط، (الفهرس الشامل 1/328،331)،(معجم الدّراسات القرآنية لابتسام الصّفّار /493).
- (الجواهر المـُكلّلة لمن رام الطّرق المكمّلة في النّشر) (للعَوْفِي)(ت1050هـ) ،مخطوط.
- (تحرير الطّرق، والرّوايات من طريق طيّبة النّشر في القراءات العشر)للمَنْصُوري (ت1134هـ) ،مخطوط.
-(بدائع الـبُرهان في تحرير القراءات العشر)، و(عُمْدَة العِرْفَان في وجوه القرآن)كلاهما للإِزْمِيري(ت1155هـ) ، مطبوعان.
– (تحرير الطّيبة) لهاشم الـمَـغْرَبي،(كان حيا عام 1179هـ) ، مخطوط.
- (التّحارير المنتخبة علىمتن الطّيبة)للعُبَيْدي، (من علماء القرن الثاني عشر الهجري) ،مخطوط.
- (فتح الكريم الرّحمن في تحرير بعض أوجه القرآن) للميِهِي، (ت1229هـ) ، مخطوط.
- (رسالة في أجوبة المسائل العِشرين) لسلطان المزَّاحِي،(ت1075هـ) ،مطبوع .
- (الأجوبة عن المسائل التي وردت من الوزير عبد الله باشا الكُوُبِرْلِي، إلى الشّيخ عبد الله بن محمّد- يوسف أفندي زاده-، (ت1167هـ)،وهي في (وجوه القرآن) مخطوط. (معجم الدّراسات القرآنية لابتسام الصفار/548).
- (مشكلات في القراءات) لأحمد بن السّماح،كان حيّاً سنة (1140هـ) مخطوط. (معجم الدّراسات القرآنية /548، خط تيمورية /199 مجاميع).
- (الفتح الرّحْمَانِي شرح كنز المعاني في القراءات السّبع)،و(كنز المعاني)لسليمان الْجَمْزُوُرِي، (كان حيّاً عام ( 1198)هـ)، مطبوع.
- (فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن الكريم)،مطبوع، و(الرّوض النضير في أوجه الكتاب المنير) كلاهما للمُتَوَلِّي (ت1313هـ) ،مطبوع.
-(حلّ المشكلات، وتوضيح التَّحْرِيرَات في القراءات) للخَلِيِجِي، كان حياًسنة (1333هـ) ،مطبوع، وغير ذلك من المصنفات في هذا العلم.
ومن كتب التَّحْرِيرَات في جميع القرآن: (المكرّر فيما تواتر من القراءات السّبع، وتحرّر) لعمرو بن قاسم النَّشَّار من علماء القرن التاسع، مطبوع.
أرجو أن يكون في هذا التمهيد مايميط اللثام عن التحريرات الواردة عن الأئمة الأعلام من لدن ابن الجزري الذي رتبها معتمدا على أصوله المعتبرة، والتي نص عليها في النشر، حيث رتبها بحسبها في مؤلفاته.
ملاحظة : هناك نوع اختلاف بسيط قد لايدركه القارئ العادي وهو أنّ علم التحريرات: منه مسائل معروفة ضمن كتب القراءات المتواترة(الشاملة) لأصول القراءة وفرشها ككتاب النشر وغيره كالمكرر للنشار، وغيث النفع للصفاقسي وغيرهم.
ومنه: مسائل (معدودة) جمعها بعض العلماء فأوصلها ابن الجزري إلى أربعين كما هو كتابه المخطوط(أربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات،وأجوبتها)،
وزاد عليه الأسقاطي فأوصلها إلى ثلاث وأربعين في كتابه أجوبة المشكلات الذي بين أيدينا فصار بذلك أوسع من جمع المسائل المشكلات. والله الموفق.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد: فهذا عرض موجز للتحريرات، التي جمعها العلامة الأسقاطي رحمه الله، في كتابه أجوبة المسائل المشكلات في علم القراءات ص(50، 51) ،
قمت بعرضه باختصار على التوالي، دون الحواشي التي تحتوي على الفروق بين النسخ والإحالات وغيرها، وقد أضفت إليه إحالة اسم السورة ورقم الآية لأهميتهما.
قال الشيخ العلامة الأسقاطي:
(1)سورة البقرة(إمالة كلمة الناس)
المسألة الأولى: قوله تعالى: (ومن الناس من يقول ءامنا بالله ) (البقرة/ 8).
هل يصحّ الفتح، والإمالة للدوري عن أبي عمرو، أمْ الإمالة فقط من طريق الشّاطبيّة ؟
الجواب: ليس للدوري عن أبي عمرو في (الناس) المجرور إلاّ الإمالة المحضة، وهي رواية أبي الزَّعْرَاء عنه، وهو الذي في التّيسير، وبه كان يأخذ الشّاطبيّ عنه وجهاً واحدًا،كما
نقله السّخاوي عنه، وهو الذي قرأت به، وإنْ أطلق الخلاف فيه في الشّاطبيّة حيث قال: (( وَخُلْفُهُمُ فِي النَّاسِ فِي الجَرِّ حُصَّلاَ ))، ونبّه الْـجَعْـبَريّ على أنّ أباعمرو لم يُمل كُبرى مع غير (الرّاء) إلاّ (الناس) المجرور،و(ومن كان في هذه أعمى) (الإسراء/ 72) .،و(الهاء) من فاتحتي مريم، و(طه) ،ولم يُمِل صغرى مع (الرّاء) إلا يا( يـبشرى) (يوسف/ 19) .في وجهه الثّاني.
 
قال العلامة أحمد الأسقاطي:
(2) (إمالة ماقبل هاء التأنيث)
المسألة الثّانية: قوله تعالى: (وقودها الناس والحجارة) (البقرة/ 24).،ومـاأشبه ذلك، ممّـا وقع فيه قبل (الهـا)حرف من حروف (أَكْـهَـرْ)، ولم يكن قبله (يـاء) ساكنة، ولاكسرة.
كيف يُوقَف للكسائي بالفتح فقط، أم بالفتح، والإمـالة جميعاًمن الطّريق المذكورة؟الجواب:للكسائي في(الحجارة) و(السيارة) (يوسف/10) ونحوهما، من كلّ موضعٍ وقع فيه [قبل] هاء التأنيث حرف من حروف (أَكْهَرْ)، ولم يكن قبل ذلك الحرف ياءٌ ساكنةٌ، ولاكسرةٌ متّصلةٌ به، أومنفصلةٌ بساكن، وجهان:
الأوّل : الفتح، وهو مذهب الجمهور عنه، وهو المفهـوم من قول الشّاطبيّ:
(( وَأَكْهَرْ بَعَدَ.))، والثّاني: الإمالة من قوله: (( وَبَعْضُهُمْ *سِوَى أَلِفٍٍ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ مَيَّلاَ)).
وهو مذهب الخَاقَـانِي، وفـارس بن أحمد، وبه قرأ الـدّاني عليه (التيسير للداني/55)، والمختار الأوّل، وعليه العمل، وبه الأخذ كما في النّشر(النّشر لابن الجزري2/84،85). لكنّي قرأت له بالوجهين على الأستاذ أبي السُّعُود أبي النُّور رحمه الله تعالى.
(3)(ياء – بدل)
المسألة الثّالثة: قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات). (البقرة/ 37).
بكم وجه يصحّ أن يُقرأ لورش من الطّريق المذكورة؟
الجــواب: فيه أربعـة أوجــه :
الأوّل: قصر البـدل مع الفتح، طريق وجيز (/97). الأَهْوَازِي، وأحد طريقي تلخيص العبارات (/46،26)، واخـتـاره الشّاطبيّ.الثّـاني: المـدّ المشبـع مع الفتح، من كـافي (/17). ابـن شُـرَيح، وهـــدايةالْمَهْدَوِي شرح الهداية للمهدوي 1/30)، وتجريد ابن الفحّام (/137). وتبصرة مكي(/258). الثّالث: التّوسّط مع التّقليل، من التّيسير (/31).، وبه قرأ الدّاني على ابن خاقان، وأبي الفتح. الرّابع: المدّ المشبع مع التّقليل طريق الْعُنْوَان.(العنوان/44). وأما التّوسّط مع الفتح؛ فمنعه شيخ مشايخنا العلاّمة سُلْطَان، من طريق الشّاطبيّة، مُعلّلاً لذلك بأنّ من رواه ليس من طرقهما، وأيّد ذلك بما نقل عن العلاّمة [عثمان] النّاشري، قال أنشدني لنفسه شيخنا العلاّمة الْجَزَرِي:
((كآتي لــورشٍ افتحْ بمـدٍّ وقصـرِه * وقلل مع التّوسيط والمدِّ مُكمِلا))
((لحرز وفي التّلخيص فافتح ووسّطن * وقـصر مع التّقليل لم يـك للملا))،
وقوله: (( وقصر مع التّقليل))، تصريح بامتناع الوجه السّادس، وهو قصر البدل مع التّقليل؛فلايصحّ من طرق الشّاطبيّة، ولا من طريق الطّيبة(1)، لأنّ من روى القصر في البدل لم يرو التّقليل،[ولم يتقدّم البدل على كلمة الإمالة؛ فالقصر على الفتح، والتّوسّط على الإمالة، والطّويل عليه الفتح، والإمالة].
ــــ
( 1) الروض النضير للمتولي(/93)،قلت: جاء في فريدة الدهر: أن الأزرق بالطول، وفتح اليائي،وقصر البدل، ثم بتوسط ومد البدل ،ثم بالتقليل وثلاثة البدل.(1/62)، وعلى هذا فإن المؤلف قد تابع ابن الجزري في المنع للقصر مع التقليل لورش، وذكر بأن ذلك طريق الطيبة، وهذا غير صحيح من طريق الطيبة، والصواب أن له الوجهين.
ملاحظة: قد أضفت إلى نص المؤلف تصرفا مني خارج نص الكتاب ( إحالات المراجع لأهميتها).
 
جزاكم الله خيرا على اتحافنا بهذا الكنز نفع الله بكم وبعملكم زجعله خالصا لوجهه سبحانه وتعالى سماحة الدكتور هلا أتحفتنا بترجمة المؤلف رحمه الله وجزاك الله خيرا مقدما
 
أخي الكريم أبو الجود حفظه الله،
أشكرك على كلماتك الطيبة، وإليك أخي الكريم ورواد هذا الملتقى الطيب ،
ترجمة العلامة أحمد بن عمرالأسقاطي ت 1159 هـ رحمه الله.
اسمـه، ونسبه: أحمد بن عمر(سلك الدرر للمرادي1/ 149) .، (لم أجد له غير اسمه، واسم أبيه).
كنيتـه: أبو السُّعُود(تاريخ الجبرتي/وفيات 1159هـ).، وأبو الفتح(أعلام الدّراسات القرآنية في خمسة عشر قرنا، لمصطفى الصاوي/296)..
لقبه، وشهرته: الأَسْقَاطِي نسبة إلى بيع السّقط (الكَبِد والكِرَش)، جاء ذلك في ترجمة ابنه.، المِصْري، الحَنَفي، القَاهِري (سلك الدرر للمرادي 1/ 149) ..
ولادتـه: لم أقِفْ على تاريخ وِلادته.
وفاتـه: توفّي سنـة (1159هـ). ‏
مراجع ترجمة الأَسْقَاطِي بالتفصيل: معجم المؤلفين لرضا كحالة( 2 /29)، وفي البغدادي هدية العارفين( 1/174)،وفي المرادي سلك الدرر (1/149)،وفي فهرس الخديوية(1/98)، المكتبة البلدية فهرس النحو(/3)، وفهرس البلاغة(/7)،وفي فهرس التيمورية(1/ 198).وفي بروكلمان(11/327،328،455).
نشأته.
تحدّثت بعض المصادر عن نشأة المؤلف، لكنها لم تذكر أكثر من أنّه منذ نعومة أظفاره نشأ نشأةً علميّةً، أزْهرِيّة، وأنّه من أهل القاهرة نشأ وترَعْرع فيها الأعلام للزركلي (1/188).، ثمّ إنّه درس بالأزهر حتى مهّر في العلوم، ودرّس به، وتصدّر لإلْقَاء الدّروس الفقهية، والمعقولية، وأفاد، وأفتى، وألّف، وأجاد، وانتفع النّاس بتآليفه، ولم يَزل يُملِي، ويُفِيد حتى توفّي رحمه الله (تاريخ الجبرتي/وفيات 1159هـ)..
مكانته العلمية.
اكتسب المؤلف شهرةً كبيرةً؛ فعُرف بالإمام العلامة، والعمدة الفهّامة، مفتي المسلمــين، والشّيــخ العــالم، والفـقيه، الْـمُـفنِّن سلك الدرر (1/ 149).، والنّحوي، والمقرئ، والمشارك بالتّأليف في العلوم(هدية العارفين للبغدادي 1/174).، هذه الشهرة التي عُرِف بها، تدلّ على اعتراف علماء، وأمراء عصره بغزارة علمه، ولعلّ كتابنا هذا، وما تضمّنه من أسئلة تزيد على الأربعين في تحريرات القراءات، طرحها عليه عالم عصره في القراءات الوزير عبد الله مصطفى باشا الكُوُبِرْلِي من الأمور التي تدلّ على رجاحة علمه،وتفوُّقِه في علوم كثيرة، أشهرها علم القراءات الّذي بلغ فيه درجة التّأليف، والفتوى به لغيره، ويدلّ على شهرته الواسعة كذلك تأليفه في النّحو،والبلاغة، والفقه،والتّجويد.
مؤلفاته:
1-(تنوير الحوالك على منهج السالك للِأُشْمُونِي، على ألفية ابن مالك في النحو)، (مخطوط) (هدية العارفين للبغدادي 1/174).(الأعلام للزركلي1/188)، وقال: (( في دمشق،والقاهرة،وتونس جزءان))،(معجم المؤلفين لرضا كحالة 2 /29).وقد حقّق كرسالة علمية في مصر،ولم أقف على أي معلومة عنها..
2- (منهج السالكين إلى شرح منلا مسكين في الفروع)، (الأعلام للزركلي1/188)،(معجم المؤلفين لرضا كحالة12/312). (مخطوط) (هدية العارفين للبغدادي 1/174)..
3- (القول الجميل على شرح ابن عقيل)، (مخطوط) (الأعلام للزركلي1/188)، مخطوط في الأزهرية، (معجم المؤلفين لرضا كحالة 2 /29)..
4- (حلّ المشكلات في القراءات) (معجم المؤلفين لرضا كحالة 2 /29).، مُصنّف في الأسئلة في علم القراءات، وهو الكتاب الذي بين أيدينا.
5-حاشية على شرح القاضي للجزريّة، (مخطوط) في التّجويد وهوفي العبدلية، (الأعلام للزركلي1/188)،وفي كتاب: أعلام الدّراسات القرآنية في خمسة عشر قرناً، (حاشية في علم التجويد على الدقائق المحكمة في شرح التجويد)لزكريا الأنصاري،نسخة في مجلد مكتوبة بقلم عادي في عام (1246هـ)،(/296)..
شيوخه: في الفقه تتلمذ على:
1- الشّيخ عبدِ الحي الشّرنبلالي ت 1117هـ(تاريخ الجبرتي/‏ وفيات أربعين، ومائة، وألف)..
2-الشّيخ محمّدٍ أبي السّعود ت 1155هـ. (معجم المؤلفين 10/4).
3-الشّهاب أحمد الْخَلِِيفِي ت 1140هـ(تاريخ الجبرتي/ في وفيات (1140هـ)..
4-الشّيخ محمّدٍ الزُّرْقَاني ت 1122 هـ(معجم المؤلفين10/124)..
5-الشّيخ منصور الـمَنُوفِي(معجم المؤلفين لرضا كحالة13/16).
ومن شيوخ المؤلف الذين تفقّه عليهم -غير ماذكرنا-: الشّيخ علي العقدي، الحنفي، البصير، حضر عليه (المنار)، وشرحه لابن فرشته، وغيره، والشّيخ أحمد النّفراوي، المالكي، والشّيخ أحمد بن عبد الرّزاق الرّوحي، الدّمياطي، الشّناوي، والشّيخ أحمد، الشّهير بالبنّاء،والشّيخ أحمد بن محمد المنفلوطي، الشّافعي، الشهير بابن الفقيه، والشّيخ عبد الرؤوف البشبيشي،والشّيخ عبد ربه الدّيوي، ومحمد بن صلاح الدين الدّنجيهي، والشّيخ صالح البهوتي. (سلك الدررللمرادي 1/ 149)،(تاريخ الجبرتي /وفيات 1159هـ).‏.
وفي القراءات تتلمذ على:
1- الشّيخ عبد الرحمن بن حسن الأجْهُوري ت 1198 هـ. (الأعلام للزركلي3/304).(سلك الدرر للمرادي1/ 149).(تاريخ الجبرتي وفيات/1189هـ).
2-الشّيخ أبي السّعود بن أبي النّورت 1117هـ، (تاريخ الجبرتي/ وفيات (1127هـ) (فهرس الفهارس والأثبات لعبد الحي الكتّاني1/453)،
3-الشّيخ شمس الدّين الْمَنُوفِي،(فهرس الفهارس والأثبات لعبد الحي الكتّاني1/453)،(تاريخ الجبرتي/ وفيات 1135هـ)‏،قلت: سبق قريباً في شيوخ المؤلف في الفقه من اسمه: منصور المنوفي؛ فلعلّه هو نفسه شمس الدّين هذا.
4-أحمد البنَّاء الدِّمْيَاطِي.ت 1117هـ، (تاريخ الجبرتي/ وفيات (1117)، (الأعلام للزركلي 1/240)، (معجم المؤلفين لرضا عمر كحالة2/71).ملاحظة: ينقل المؤلّف عن أبي السّعود، وشمس الدّين، وأحمد البنّاء كلهم عن الشّيخ سلطان المزّاحي، بأسانيده المعروفة في أثبات المصرييّن، والتّونسيين، قال الكتّاني: (( وإثبات الواسطة بين الأَسْقَاطِي، والمزّاحي، كما ذكرنا هو المنصوص عليه في إجازة البيّومي له، وفي إجازة الشّيخ صالح الزجاجي، للشيخ سليمان بن مصطفى البياني التي وقفت عليها بمكتبة الشّيخ الدردير بمصر، خلافا لما في ثبت التّرمسي المذكور من إسقاطهما؛ فهو غلط)).
(فهرس الفهارس والأثبات لعبد الحي الكتّاني1/453).
5-يوسف أَفَنْدِي زَاده: عبد الله حلمي. ت1167هـ، (هدية العارفين للبغدادي1/482)، (الأعلام للزركلي4/129، 130)، (معجم المؤلفين 6/145).
*شيوخ شيوخه في القراءات:
1- محمّد الوَفْرَاني.ت 1139هـ، معجم المؤلفين لرضا عمر كحالة (12/ 95). وقد ورد أيضاً اسمه ضمن تلاميذ سلطان المزّاحي.(الإمام المتولّي وجهوده في علم القراءات،للدكتور إبراهيم الدّوسري/110).
2- سلطان المزَّاحِي، ت(1075هـ). (الأعلام للزركلي3/108). وغيرهما.
تلاميذه:
أخذ عنه القراءات:
1-المسند نور الدّين علي بن مصطفى، المِيِقَاتِي، الحـَلَبي، الشّافعي، أجاز له في ختام رجب سنة 1132هـ، (سلك الدرر للمرادي 1/ 149)، (معجم المؤلفين 7/242).
2- عبد الله بن مصطفى بن محمّد الكُوُبِرْلِي.- وإلى الكُوُبِرْلِي تنتسب المكتبة المشهورة في تركيا- الرومي، الحنفي، كان من الوزراء، في بعض الحروب مع الفرس، أخذ عن علي المَنْصُوري،وأحمد الأَسْقَاطِي،وأحمد البقري، من آثاره:
1-إرشاد المريد إلى معرفة الأسانيد،(إيضاح المكنون 1/63 ،97)، (هدية العارفين للبغدادي 1/481).
2- وله كتاب الإفادة المقنعة في قراءات الأئمة الأربعة،وقد قام بتحقيقه عدد من طلاب كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة.
2- محمّد بن أحمد بن عمر الأَسْقَاطِي، ابن المؤلف، كان من المشتغلين بالحديث،مصري، أزهري،من الأحناف، نسبته إلى بيع (الكِرَشِ والْكَبِد )له :كفاية الطالب القنوع لبدائع عوالي الإسناد المرفوع، (مخطوط في الأزهرية)، كان جلّ تحصيله على والده في الأزهر، حصل بينه، وبين أبيه نزاع؛فخرج إلى بلاد الشام، ونزل في إدلب، وتوفي بها قبل وفاة أبيه بنحو عشرين عاماً. (الأعلام للزركلي6/13).(تاريخ الجبرتي وفيات 1139هـ).‏
وغيرهم.
والله أعلم.
 
بارك الله فيك زجزاك الله خيرا على ما قدمت من ترجمة وما قدمت من علم في هذا الكتاب أسأل الله لك التوفيق وأن يخرج هذا الكتاب لنا قريبا
 
رحم الله والديكم، استفدت من سؤال الشيخ أبي الجود ومن جواب الشيخ أمين فبارك الله فيكم جميعا
 
معذرة

معذرة

ونبّه الْـجَعْـبَريّ على أنّ أباعمرو لم يُمل كُبرى مع غير (الرّاء) إلاّ (الناس) المجرور،و(ومن كان في هذه أعمى) (الإسراء/ 72) .،و(الهاء) من فاتحتي مريم، و(طه) ،ولم يُمِل صغرى مع (الرّاء) إلا يا( يـبشرى) (يوسف/ 19) .في وجهه الثّاني.
قال محمد الحسن بوصو: يضاف إلى ما ذٌكرَ هنا: ياء {كهيعص}، في أكثر طرق أبي عمرو، وكذا لفظ {الدنيا} في أقل طرق الدوري عنه
 
عودة
أعلى