شايب زاوشثتي
New member
يقول الجابري محمد عابد في مدخل إلى القرآن:
"هناك مسألة أخرى لم تهتم بها مصادرنا الإهتمام الذي تستحقه، وهي الكيفية أو الطريقة التي تم بها نقل القرآن المكي المكتوب في الصحف من مكة إلى المدينة "بعد الهجرة". يمكن القول من الناحية المبدئية إن الإعتماد في تحمل القرآن كان على الحفظ في الصدور. ومع ذلك فالروايات تنص على أن القرآن جمع في 'الصحف' كما رأينا (يقصد جمع الصحف في عهد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وجمع المصحف في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه). نعم هناك أخبار تشير إلى ترحيل هذه الصحف سرّا على مراحل، قبل فتح مكة، وأما بعد ذلك فالمسألة لم تعد مطروحة.".
وفي كتاب مدخل إلى القرآن لريتشارد بيل & مونتخومري
Bell's Introduction to the Quran
Revised by Montgomery Watt
نقرأ: "كما هو معروف أن أجزاء من القرآن كانت قد كتبت، ففي قصة إسلام عمر بن الخطاب، يقال أن حدث عندما وجد مع أخته وزوجها اللذين أسلما سورة طه مكتوبة في صحيفة [..] ، فإذا صحت هذه القصة، وهي بالتأكيد ليست صحيحة، فإنها تبين أن أجزاء من الوحي كانت قد كتبت في منتصف العهد المكي.".
بكيفية أو بطريقة ما أرى علاقة بين القولين من ناحية الإستدلال على "تدوين" القرآن الكريم في الفترة المكيّة. هذا يتحدّث عن (جانب من) قصة عمر رضي الله عنه ويشك في صحة هذه الرواية، والآخر يتحدث عن تاريخ جمع الصحف ثم يشكك لكن بطريقته الخاصة إذ يقحم القرآن المحفوظ في الصدور بالصحف والمصحف ويتكلم عن "الأخبار" السريّة لكن مع ذلك يتساءل عن الكيفية والطريقة، وربما كما أفهم، نسي التخطيط وإعداد فريق أمني وتعبيد الطرق ليتسنى لهؤلاء "المتسللين" نقل الصحف من مكة إلى المدينة بعد و قبل الهجرة، ونقصد نقل وحفظ رؤوس أموالهم التي دفعوا من أجلها الغالي والنفيس!!
إذا كانت هناك "أخبار" وحركة سرية ومتسللين فما هي قيمة السؤال؟
فيما يخص هذا التساؤل الأخير وعلاقة كلام الجابري بكلام بيل في تدوين القرآن المكي أقول كما يقول الجابري (بعد أن يحشو كلاما مطولا يترك مئات أو آلاف من علامات الإستفهام) أترك الأمر للقارئ فقد أشرت إلى ما يمكنه من استخلاص النتيجة.
وفيما يخص تدوين القرآن المكي: أظن هناك أدلة من القرآن المقدس (وتفاسيره).
{كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ـ ـ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ـ ـ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ}
والسفرة: الكتبة أو القرّاء أو الملائكة.
{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِيْن اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}
و "اكتتب" يعني طلب أن يكتب له، لأنه كان لا يكتب. (البغوي).
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}
و {مكنون} رد على من قال: إنه مقروء في كتاب لكنه من أساطير الأولين. (تفسير الرازي).
وقيل: المراد بالكتاب المصحف الذي بأيدينا، وهو الأظهر. (القرطبي).
والمراد بالقرآن - في {لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} - المصحف. (ابن كثير).
ثم إن القرآن وُصف بالكتاب في العهد المكي.
نلاحظ أن تفاسير أخرى واردة تظهر الإختلاف لكن هذا غالبا ليس إختلاف تضاد!
وفي الأحاديث الشريفة روايات كثيرة تؤكد تدوين القرآن في مكة المكرمة.
وفي السيرة لم يرد شيء عن أمر من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يأمر فيه أصحابه بكتابة القرآن المكي المحفوظ في الصدور، ولو حدث لوصلنا ذلك، كيف لا وأدق الجزئيات في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم منقوله!؟ يعني هذا أن القرآن المكي كان مدونا وأنه كان قد نقل إلى المدينة النبوية.
ولم يرد شيء، على ما أظن، يشير إلى تدنيس مشركي قريش لحرمة "الأشياء" التي دونت عليها كلمات القرآن بعد الهجرة إن افترضنا ان تلك "الصحف" بقيت في مكة وهو أمر غير مفترض لكل من عقل سيرة المهاجرين! وفي صلح الحديبة حيث وصل الأمر إلى "التساهل" (السياسي الدبلوماسي) -إن صح التعبير- في المسلمين الجدد الذين يهاجرون من قريش، ولم تسجل المعاهدة أي طلب من المسلمين يخص هذه المسألة لو افترضنا بقاء تلك الصحف في مكة المكرمة.!!
وكذا أستحضر رافع بن مالك رضي الله عنه أول من قدم المدينة بسورة يوسف، لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة أعطاه ما أنزل عليه في العشر سنين التي خلت فرجع بها رافع إلى المدينة ليجمع قومه يقرأ ويتلو عليهم.
المهم هذا موضوع يستحق الإنتباه لإثراءه بما يظهر مسألة تدوين، جمع ونقل "الصحف" المكية.
"هناك مسألة أخرى لم تهتم بها مصادرنا الإهتمام الذي تستحقه، وهي الكيفية أو الطريقة التي تم بها نقل القرآن المكي المكتوب في الصحف من مكة إلى المدينة "بعد الهجرة". يمكن القول من الناحية المبدئية إن الإعتماد في تحمل القرآن كان على الحفظ في الصدور. ومع ذلك فالروايات تنص على أن القرآن جمع في 'الصحف' كما رأينا (يقصد جمع الصحف في عهد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وجمع المصحف في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه). نعم هناك أخبار تشير إلى ترحيل هذه الصحف سرّا على مراحل، قبل فتح مكة، وأما بعد ذلك فالمسألة لم تعد مطروحة.".
وفي كتاب مدخل إلى القرآن لريتشارد بيل & مونتخومري
Bell's Introduction to the Quran
Revised by Montgomery Watt
نقرأ: "كما هو معروف أن أجزاء من القرآن كانت قد كتبت، ففي قصة إسلام عمر بن الخطاب، يقال أن حدث عندما وجد مع أخته وزوجها اللذين أسلما سورة طه مكتوبة في صحيفة [..] ، فإذا صحت هذه القصة، وهي بالتأكيد ليست صحيحة، فإنها تبين أن أجزاء من الوحي كانت قد كتبت في منتصف العهد المكي.".
It is also known that parts of the Quran had been written down. In the story of the conversion of Umar Ibn-al-Khattab, this is said to have come about when he found his sister and her husband, who were Muslims, having sura Taa Haa (nr: 20) read to them by a friend from a "saheefa" (presumably a sheet of parchment or papyrus) [..] If this story is to be trusted (which is not at all certain), it shows that some revelations had been written down by the middle of the Meccan period.
بكيفية أو بطريقة ما أرى علاقة بين القولين من ناحية الإستدلال على "تدوين" القرآن الكريم في الفترة المكيّة. هذا يتحدّث عن (جانب من) قصة عمر رضي الله عنه ويشك في صحة هذه الرواية، والآخر يتحدث عن تاريخ جمع الصحف ثم يشكك لكن بطريقته الخاصة إذ يقحم القرآن المحفوظ في الصدور بالصحف والمصحف ويتكلم عن "الأخبار" السريّة لكن مع ذلك يتساءل عن الكيفية والطريقة، وربما كما أفهم، نسي التخطيط وإعداد فريق أمني وتعبيد الطرق ليتسنى لهؤلاء "المتسللين" نقل الصحف من مكة إلى المدينة بعد و قبل الهجرة، ونقصد نقل وحفظ رؤوس أموالهم التي دفعوا من أجلها الغالي والنفيس!!
إذا كانت هناك "أخبار" وحركة سرية ومتسللين فما هي قيمة السؤال؟
فيما يخص هذا التساؤل الأخير وعلاقة كلام الجابري بكلام بيل في تدوين القرآن المكي أقول كما يقول الجابري (بعد أن يحشو كلاما مطولا يترك مئات أو آلاف من علامات الإستفهام) أترك الأمر للقارئ فقد أشرت إلى ما يمكنه من استخلاص النتيجة.
وفيما يخص تدوين القرآن المكي: أظن هناك أدلة من القرآن المقدس (وتفاسيره).
{كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ـ ـ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ـ ـ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ}
والسفرة: الكتبة أو القرّاء أو الملائكة.
{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِيْن اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}
و "اكتتب" يعني طلب أن يكتب له، لأنه كان لا يكتب. (البغوي).
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}
و {مكنون} رد على من قال: إنه مقروء في كتاب لكنه من أساطير الأولين. (تفسير الرازي).
وقيل: المراد بالكتاب المصحف الذي بأيدينا، وهو الأظهر. (القرطبي).
والمراد بالقرآن - في {لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} - المصحف. (ابن كثير).
ثم إن القرآن وُصف بالكتاب في العهد المكي.
نلاحظ أن تفاسير أخرى واردة تظهر الإختلاف لكن هذا غالبا ليس إختلاف تضاد!
وفي الأحاديث الشريفة روايات كثيرة تؤكد تدوين القرآن في مكة المكرمة.
وفي السيرة لم يرد شيء عن أمر من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يأمر فيه أصحابه بكتابة القرآن المكي المحفوظ في الصدور، ولو حدث لوصلنا ذلك، كيف لا وأدق الجزئيات في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم منقوله!؟ يعني هذا أن القرآن المكي كان مدونا وأنه كان قد نقل إلى المدينة النبوية.
ولم يرد شيء، على ما أظن، يشير إلى تدنيس مشركي قريش لحرمة "الأشياء" التي دونت عليها كلمات القرآن بعد الهجرة إن افترضنا ان تلك "الصحف" بقيت في مكة وهو أمر غير مفترض لكل من عقل سيرة المهاجرين! وفي صلح الحديبة حيث وصل الأمر إلى "التساهل" (السياسي الدبلوماسي) -إن صح التعبير- في المسلمين الجدد الذين يهاجرون من قريش، ولم تسجل المعاهدة أي طلب من المسلمين يخص هذه المسألة لو افترضنا بقاء تلك الصحف في مكة المكرمة.!!
وكذا أستحضر رافع بن مالك رضي الله عنه أول من قدم المدينة بسورة يوسف، لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة أعطاه ما أنزل عليه في العشر سنين التي خلت فرجع بها رافع إلى المدينة ليجمع قومه يقرأ ويتلو عليهم.
المهم هذا موضوع يستحق الإنتباه لإثراءه بما يظهر مسألة تدوين، جمع ونقل "الصحف" المكية.