"كتابة القرآن المكي ونقله إلى المدينة": غموض؟

إنضم
18/12/2011
المشاركات
1,302
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
أنتويرب
يقول الجابري محمد عابد في مدخل إلى القرآن:
"هناك مسألة أخرى لم تهتم بها مصادرنا الإهتمام الذي تستحقه، وهي الكيفية أو الطريقة التي تم بها نقل القرآن المكي المكتوب في الصحف من مكة إلى المدينة "بعد الهجرة". يمكن القول من الناحية المبدئية إن الإعتماد في تحمل القرآن كان على الحفظ في الصدور. ومع ذلك فالروايات تنص على أن القرآن جمع في 'الصحف' كما رأينا (يقصد جمع الصحف في عهد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وجمع المصحف في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه). نعم هناك أخبار تشير إلى ترحيل هذه الصحف سرّا على مراحل، قبل فتح مكة، وأما بعد ذلك فالمسألة لم تعد مطروحة.".

وفي كتاب مدخل إلى القرآن لريتشارد بيل & مونتخومري
Bell's Introduction to the Quran
Revised by Montgomery Watt

نقرأ: "كما هو معروف أن أجزاء من القرآن كانت قد كتبت، ففي قصة إسلام عمر بن الخطاب، يقال أن حدث عندما وجد مع أخته وزوجها اللذين أسلما سورة طه مكتوبة في صحيفة [..] ، فإذا صحت هذه القصة، وهي بالتأكيد ليست صحيحة، فإنها تبين أن أجزاء من الوحي كانت قد كتبت في منتصف العهد المكي.".

It is also known that parts of the Quran had been written down. In the story of the conversion of Umar Ibn-al-Khattab, this is said to have come about when he found his sister and her husband, who were Muslims, having sura Taa Haa (nr: 20) read to them by a friend from a "saheefa" (presumably a sheet of parchment or papyrus) [..] If this story is to be trusted (which is not at all certain), it shows that some revelations had been written down by the middle of the Meccan period.

بكيفية أو بطريقة ما أرى علاقة بين القولين من ناحية الإستدلال على "تدوين" القرآن الكريم في الفترة المكيّة. هذا يتحدّث عن (جانب من) قصة عمر رضي الله عنه ويشك في صحة هذه الرواية، والآخر يتحدث عن تاريخ جمع الصحف ثم يشكك لكن بطريقته الخاصة إذ يقحم القرآن المحفوظ في الصدور بالصحف والمصحف ويتكلم عن "الأخبار" السريّة لكن مع ذلك يتساءل عن الكيفية والطريقة، وربما كما أفهم، نسي التخطيط وإعداد فريق أمني وتعبيد الطرق ليتسنى لهؤلاء "المتسللين" نقل الصحف من مكة إلى المدينة بعد و قبل الهجرة، ونقصد نقل وحفظ رؤوس أموالهم التي دفعوا من أجلها الغالي والنفيس!!

إذا كانت هناك "أخبار" وحركة سرية ومتسللين فما هي قيمة السؤال؟

فيما يخص هذا التساؤل الأخير وعلاقة كلام الجابري بكلام بيل في تدوين القرآن المكي أقول كما يقول الجابري (بعد أن يحشو كلاما مطولا يترك مئات أو آلاف من علامات الإستفهام) أترك الأمر للقارئ فقد أشرت إلى ما يمكنه من استخلاص النتيجة.

وفيما يخص تدوين القرآن المكي: أظن هناك أدلة من القرآن المقدس (وتفاسيره).
{كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ـ ـ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ـ ـ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ}
والسفرة: الكتبة أو القرّاء أو الملائكة.
{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِيْن اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}
و "اكتتب" يعني طلب أن يكتب له، لأنه كان لا يكتب. (البغوي).
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}
و {مكنون} رد على من قال: إنه مقروء في كتاب لكنه من أساطير الأولين. (تفسير الرازي).
وقيل: المراد بالكتاب المصحف الذي بأيدينا، وهو الأظهر. (القرطبي).
والمراد بالقرآن - في {لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} - المصحف. (ابن كثير).

ثم إن القرآن وُصف بالكتاب في العهد المكي.
نلاحظ أن تفاسير أخرى واردة تظهر الإختلاف لكن هذا غالبا ليس إختلاف تضاد!
وفي الأحاديث الشريفة روايات كثيرة تؤكد تدوين القرآن في مكة المكرمة.
وفي السيرة لم يرد شيء عن أمر من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يأمر فيه أصحابه بكتابة القرآن المكي المحفوظ في الصدور، ولو حدث لوصلنا ذلك، كيف لا وأدق الجزئيات في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم منقوله!؟ يعني هذا أن القرآن المكي كان مدونا وأنه كان قد نقل إلى المدينة النبوية.

ولم يرد شيء، على ما أظن، يشير إلى تدنيس مشركي قريش لحرمة "الأشياء" التي دونت عليها كلمات القرآن بعد الهجرة إن افترضنا ان تلك "الصحف" بقيت في مكة وهو أمر غير مفترض لكل من عقل سيرة المهاجرين! وفي صلح الحديبة حيث وصل الأمر إلى "التساهل" (السياسي الدبلوماسي) -إن صح التعبير- في المسلمين الجدد الذين يهاجرون من قريش، ولم تسجل المعاهدة أي طلب من المسلمين يخص هذه المسألة لو افترضنا بقاء تلك الصحف في مكة المكرمة.!!

وكذا أستحضر رافع بن مالك رضي الله عنه أول من قدم المدينة بسورة يوسف، لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة أعطاه ما أنزل عليه في العشر سنين التي خلت فرجع بها رافع إلى المدينة ليجمع قومه يقرأ ويتلو عليهم.

المهم هذا موضوع يستحق الإنتباه لإثراءه بما يظهر مسألة تدوين، جمع ونقل "الصحف" المكية.
 
من أحسن ما كتب في موضوع: "كتابة القرآن في العهد المكي" كتاب الأستاذ عبد الرحمن اسبينداري، وقد تطرق إلى هذا الإشكال في أحد مباحث الكتاب فقال:
"الفصل الخامس : أدوات الكتابة ومصير القرآن المكي المكتوب​
المبحث الأول : مصير القرآن المكي المكتوب
المبحث الثاني : أدوات الكتابة في العهد المكي

المبحث الأول : مصير القرآن المكي المكتوب​
أما وقد ثبت أن كتابة القرآن المكي تمت في العهد المكي، فهنا يطرح سؤال نفسه وهو : ما مصير القرآن المكي بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ؟ أو بعبارة أخرى كيف تم نقل القرآن المكتوب من مكة إلى المدينة رغم الظروف الأمنية الصعبة التي تمت فيها الهجرة النبوية ؟
وتصعب الإجابة عن هذا السؤال إذا ما أخذنا بالفكرة الشائعة التي سيطرت على دراسات القدماء والمحدثين في علوم القرآن، ولا سيما في موضوع جمع القرآن الكريم في العهد النبوي، من أن القرآن الكريم وبدون تفرقة بين المكي منه والمدني قد كتب على وسائل بدائية جداً من قطع الأحجار والعظام والأخشاب وجريد النخل ...الخ. وعليه سيكون للباحث مع هذه الفكرة وقفة طويلة ـ في المبحث الثاني ـ محاولة منه لبيان نسبة الحقيقة فيها، مع بيان مصير القرآن المكي المكتوب، الذي يتوقف إلى حد كبير على فهم هذه المقولة سلبا وإيجابا، والتي بسببها وقع بعض الباحثين في حيرة من أمر القرآن المكي. فعلى سبيل المثال، الدكتور عبد المنعم النمر بعد ما يؤكد أن كتابة القرآن بدأت منذ نزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد أن يستشهد بقصة عبد الله بن أبي سرح في إثبات كتابة القرآن المكي في مكة يقول : (ولم أجد فيما اطلعت عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عني في هجرته بحمل القرآن المكتوب معه. إذ كان أمراً في غاية الصعوبة لا سيما في الظروف الصعبة التي تمت فيها الهجرة، حيث كان ذلك يستدعي عدداً من الإبل لحمله، وما كان ذلك أمراً سهلا ولا متيسراً في هجرة كانت تعتمد اعتماداً كلياً على السرية. وجمع الحجارة والعظام والجريد والجلود التي كتب عليها القرآن وتحميلها على الإبل، كل ذلك يستدعي جواً من الأمان ومن الوقت حتى يتم. وما كان هذا أو ذاك أمراً متوفراً. ولهذا نكاد نقطع بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحمل معه شيئاً مما كتب من القرآن، وكان اعتماده الكلي على حفظه و حفظ صحابته المهاجرين معه لما نزل، وفي المدينة تولى وتولوا تحفيظه لمن أسلم فيها. بجوار ما كان ينزل فيها...).
فهناك تناقض واضح في كلام الدكتور حيث يثبت في أول الأمر أن القرآن كان يكتب في مكة، ثم يدعي أن المكتوب لم ينقل من مكة إلى المدينة من غير أن يبين مصير المكتوب، ثم يقول كان اعتماد النبي صلى الله عليه وسلم الكلي على حفظه وحفظ من معه من المهاجرين، وفي المدينة تولوا تحفيظه لمن أسلم فيها. فإنه لم يثبت على وجه القطع في السيرة أن النبي قد قام هو ومن معه بتحفيظ ما نزل في مكة للأنصار في المدينة، وكذا لم يثبت أن القرآن المكي المكتوب قد وقع في أيدي المشركين في مكة، ولو كان صحيفة واحدة مما يدل على أنه قد أرسل إلى المدينة قبل ذلك بطريقة ما. هذا من جهة ومن جهة أخرى إذا ما سلِّمَ للدكتور ماذكره فهناك سؤال يطرح نفسه وهو:متى تمت كتابة القرآن المكي في المدينة ؟ فهـل جـمع النبـي صلى الله عليه وسلم الكـتبة فـي المدينـة وأمـرهم بكـتابة القـرآن المكـي ؟ هـذا ما لم يقل به ولم ينقله أحد من مؤرخي السيرة ولم يأت خبر واحد ولو كان ضعيفاً يدل على ذلك. فالمعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي كان القرآن كله ـ مكيه ومدنيه ـ مكتوباً، بَيدَ أنه كان في صحف مفرقة إلى أن جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
ويتضح مصير القرآن المكي المكتوب فيما ذكره ابن قدامة المقدسي والحافظ ابن حجر العسقلاني وغيرهما من حمل بعض الصحابة لأجزاء من القرآن المكي المكتوب إلى المدينة، قبل الهجرة النبوية.
يقول ابن قدامة المقدسي في كتابه "الاستبصار" : >قال الأموي : إن رافع بن مالك هو الذي حمل المصحف من مكة المدينة. وهو لاشك كلام مجمل يحتمل معنى نقل القرآن مكتوباً، ويحتمل معنى نقله محفوظاً.
وينقل لنا تفضيل هذا الخبر ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة" بقوله : روى الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عمر بن حنظلة أن مسجد بني زريق أول مسجد قرئ فيه القرآن، وأن رافع بن مالك لما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة أعطاه ما أنزل عليه في العشر سنين التي خلت فقدم به رافع المدينة، ثم جمع قومه فقرأ عليهم في موضعه قال : وعجب النبي صلى الله عليه وسلم من اعتدال قبلته ـ ربما الصحيح قلبه.
ولا يمكن حمل هذا الكلام إلا على نقل المكتوب منه لأنه معروف أن وقت بيعة العقبة كان قصيراً جداً، بحيث لا يتمكن فيه إنسان من حفظ كل ما نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في عشر سنوات مهما أوتي من قوة الذاكرة. والذي ساعد رافع بن مالك رضي الله عنه من أن يجيد ويتقن قراءة كل ما أخذه من الرسول صلى الله عليه وسلم كونه من الذين اشتهروا بمعرفة القراءة والكتابة منذ الجاهلية، وقد سبق أنه كان يعد من الكملة. وليس في كلام الحافظ هذا ما يدل على أن رافع بن مالك كان قد ذهب إلى مكة وتعلَّم فيها ما نزل من القرآن في السنوات العشر التي مضت من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما ذهب إليه الدكتور أكرم ضياء العمري مؤولاً كلام الحافظ العسقلاني في الإصابة.
ويتبين من متابعة سيرة رافع بن مالك، أنه كان يتنقل بين مكة والمدينة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بين الحين والآخر، بل كان يجلس مع الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة أحياناً. فإضافة إلى ماسبق ذكره، يقال : إنه أول من نقل عدة سور من القرآن المكي إلى المدينة، من ذلك ما حكاه ابن إسحاق : (أن رافع بن مالك أول من قدم المدينة بسورة يوسف). وما ذكره ابن الأثير من : (أن رافع بن مالك كتب سورة طه وقدم بها المدينة قبل الهجرة). وعليه يحمل ما جاء تحت باب حمل الآيات من مكة إلى المدينة على نقل المكتوب، ففي أغلب الأحيان يكون المقصود من حمل الآيات من مكان إلى آخر، سواء من مكة إلى المدينة أو بالعكس، أو من المدينة إلى الحبشة هو نقل المكتوب منه وليس المحفوظ. مثل الآيات الست من سورة آل عمران التي حملت من المدينة إلى الحبشة، والتي بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم لجعفر ليقرأها على أهل الكتاب. وكذا سورة مريم، وما حمل من مكة إلى المدينة مثل سورة الإخلاص، ومن المدينة إلى مكة مثل صدر سورة براءة وآية الربا، وغيرها.
ولم يكن رافع هو الوحيد الذي كان يتنقل بين مكة والمدينة، بل إن المراسلات بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المسلمين في المدينة كانت مستمرة، ولم يكونوا يعتمدون في نقل الأخبار فيما بينهم على السماع والمشافهة ـ كما هو مشهور بين الناس من أنهم كانوا يعتمدون في أغلب الأمور على السماع والمشافهة ـ فمع تلك الظروف المعقدة كانت المراسلات بينهم تعتمد على الكتابة، فمثلا تذكر كتب السيرة أن الأنصار لما أرادوا معلماً يفقهم في أمور الدين أرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا ولكنهم لم يكتفوا بذلك وإنما أرسلوا معه كتاباً، ففي الطبقات الكبرى: (لما فشا الإسلام في دور الأنصار أرسلت الأنصار رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكتبت إليه كتاباً. أن ابعث إلينا رجلا يفقهنا في الدين ويقرئنا القرآن...)
وكذلك كتاب مصعب المشهور إلى النبي في الاستئذان لإقامة صلاة الجمعة: (... فكتب ـ مصعب ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يستأذنه أن يجمع بهم، فأذن له وكتب إليه : انظر من اليوم الذي يجهر فيه اليهود لسبتهم فإذا زالت الشمس فازدلف إلى الله بركعتين واخطب فيهم...). وعليه فإن المراسلات بين النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين المسلمين في المدينة كانت مستمرة وذلك لما تتطلبه ظروف الدعوة الإسلامية في تلك الفترة الزمنية، حيث أصبح للمسلمين شبه قاعدة وكوَّنوا مجتمعاً صغيراً فكانوا بحاجة إلى معـرفة مـا يسـتجد من أمـور حـسب الـوحي النازل، فلا شك أن القيادة المتمثلة بالنبي صلى الله عليه وسلم في مكة كانت تمد قاعدتها في المدينة بكل ما كان يستجد، وقد تبين مما مضى أنهم كانوا يتوسلون بالكتابة في مراسلاتهم تلك. فكيف يتم الاهتمام بهذه المسائل وتتم فيها الكتابة مع وجود صحابي يحمل تلك الرسائل التي إذا قارناها مع القرآن الكريم فإنها لا تساوي شيئاً، وعليه فما نقل إلينا من أن فلاناً من الصحابة هو الذي حمل السورة الفلانية إلى المدينة ونحوها من الأخبار، فإنما يحمل ذلك على نقل المكتوب لا المحفوظ. وقد ضربت لذلك أمثلة كرافع بن مالك في حمله سورة يوسف، وسورة طه، بل والقرآن المكي كله، كما نقله ابن حجر وابن قدامة المقدسي. ولا شك أنه مع هذه المراسلات كان يتم نقل ما يستجد من أمور الـدين مـن خـلال القرآن النازل، وذلك بإرسال ما ينزل إليهم. ويجدر بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أرسل مصعب بن عمير إلى المدينة لتعليم أمور دينهم، وعملية التعليم تتطلب الأدوات والوسائل مثل الصحف ونحوه فلابد أنه كان قد أخذ معه شيئاً من القرآن المكي المكتوب حتى يتمكن من القيام بمهمته كمقرئ أو معلم. لأنه معلوم في كل زمان ومكان أن التعليم يحتاج إلى أدوات من صحف وأوراق وأقلام وغير ذلك. وعليه يرى الباحث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل جزءاً كبيراً من القرآن الكريم مع مصعب بن عمير وغيره من الذين بعثوا لتعليم الناس القرآن وأمور الدين.
ولا يستبعد والحالة هذه أن النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته قد حمل ما بقي من المكتوب حيث كان معه ثلاثة من الجمال، والذي يقوي هذا ما سبق ذكره من قصة كتاب الأمان لسراقة، حيث ثبت وبالخبر الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حمل معه كل أدوات الكتابة اللازمة لكتابة ما يحتمل نزوله من القرآن في أثناء الهجرة، فالذي يحمل معه أدوات الكتابة في تلك اللحظة الحرجة الحساسة، لا يعقل بعد ذلك أن يترك أو يهمل حمل المكتوب، أو يهمل الكتابة في مكة".

وقد كان زميلنا مدثر قد رفع الكتاب هنا.
كما كان الأستاذ أبو مجاهد العبيدي قد نقل عرض الكتاب هنا.
 
بارك الله فيك أخي الأستاذ ايت عمران،/
حقا إن بعض الكلمات تستحق أن يحق عليها القول أنها "كلمات مفتاحية" وهذه حقيقة.
(المصير) ! كلمة مفتاحية في هذه المسألة.
نعم، فقول المرحوم الجابري "وأما بعد ذلك فالمسألة لم تعد مطروحة." قد يطرح تساؤلاً حول مصير الصحف المكية، هذا وأنه يفترض هذه الصحف لما أورده هو من الإستدلال على تدوين القرآن المكي في مكة المكرّمة. والباقي كلام مبهم، لهذا إستحق هذا الموضوع أن يثير الإهتمام، فشكرا على الموضوع والكتاب.
 
عودة
أعلى