كانت آية موسى عليه السلام العصا فلم جاء السحرة بالحبال ؟؟؟!!!!

إنضم
07/07/2010
المشاركات
207
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
بالمدينة المنورة
إلى أعضاء الملتقى​


في قوله تعالى ( قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ) سورة الشعراء
ما علاقة الحبال بالتحدي ؟
فإن موسى تحداهم بعصاه التي تنقلب ثعبانا وبيده التي تخرج بيضاء من غير سوء
فلم تركوا مواجهة اليد البيضاء ولم أحضروا حبالهم معهم.
و هل يؤخذ من هذا أن الساحر لا يستطيع أن يجعل اليد السمراء بيضاء ؟
أمور بحثت عنها في كتب التفسير ولم أظفر لها بجواب
أسعفونا جزيتم خيرا
وحبذا ذكر المصدر إن كان هناك من نقل
 
قرأت في بعض التفاسير ولا يستحضرني أين . أن السحرة أحضروا العصي مع الحبال لأجل المخادعة في السحر. فقد كانوا يصبون الزئبق في العصي المجوفة ويلفون الحبال عليها فتتحرك. فيُخيّل للرائي أنها حيات تتحرك. أي أن سحرهم كان يعتمد على الخداع البصري والغش والكذب. ولذلك فإنهم حينما شاهدوا عصى موسى تلقف ما يأفكون خروا لله سجداً لعلمهم اليقيني أن ذلك الذي يرونه ليس سحراً . ولكنه معجزة.
فإذا وصلنا الى اتفاق أن الساحر هو عبارة عن مخادع يحترف خفة اليد والغش في سحره فإنه لا يستطيع بالفعل أن يحوّل اليد السوداء الى بيضاء .والله تعالى أعلم.
 
أحسنت فيما سطرت ولكن
أخي تيسير ألا ترى أن قولك مخالف لهذه الآية قال تعالى (سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم)
فهل الغش والخداع البصري والكذب يوصف بما جاء في الآية؟

وقولك:فإذا وصلنا الى اتفاق أن الساحر هو عبارة عن مخادع يحترف خفة اليد والغش في سحره فإنه لا يستطيع بالفعل أن يحوّل اليد السوداء الى بيضاء
هل هذه هي العلة أو أن السحرة ما استطاعوا إخراج أيديهم بيضاء كبياض يد موسى حين أخرجها من جيبه؟
فآثروا عدم مواجهة هذه الآية والاقتصار على آية العصا.
وهل يؤخذ من ذلك أن آية اليد أعظم من آية العصا؟
وشكر الله لكم
 
إلى أعضاء الملتقى​



في قوله تعالى ( قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ) سورة الشعراء
ما علاقة الحبال بالتحدي ؟
فإن موسى تحداهم بعصاه التي تنقلب ثعبانا وبيده التي تخرج بيضاء من غير سوء
فلم تركوا مواجهة اليد البيضاء ولم أحضروا حبالهم معهم.
و هل يؤخذ من هذا أن الساحر لا يستطيع أن يجعل اليد السمراء بيضاء ؟
أمور بحثت عنها في كتب التفسير ولم أظفر لها بجواب
أسعفونا جزيتم خيرا

وحبذا ذكر المصدر إن كان هناك من نقل

أعتقد أنه لا محل لمثل هذا السؤال لأن موسى عليه السلام لم يتحد السحرة بشيء ولم يكن بينه وبينهم لقاء قبل يوم الزينة.
موسى عليه الصلاة والسلام أظهر يده وألقى عصاه حين طالبه فرعون ببينة على صدق رسالته ، ولكن فرعون لم يقبل البينة وزعم أن موسى ساحر ومن ثم تحداه بجمع السحرة وقبل موسى التحدي وجمع فرعون السحرة فلما حضروا خيروا موسى بأن يلقوا سحرهم أو يلقي موسى على أنه ساحر حسب ظنهم ، ولما كان موسى عليه السلام ليس كذلك قال لهم "ألقوا" ، وهنا فعلوا ما يقدرون عليه من التخييل بسعي الحبال والعصي ، ولما كان موسى عليه السلام ليس بساحر لم يبادلهم تخييل بتخييل ، بل لم يدر ما كان عليه فعله ،وإنما كان ينتظر الوحي وحينها أوحى الله إليه أن يلقي عصاه لتبتلع سحر السحرة " حبالهم وعصيهم " حقيقة لا تخييلا ، وهنا أدرك السحرة الحقيقة التي لم يدركها غيرهم لأنهم كانوا على علم بالسحر وخدعه.
 
ألا ترى أن قولك مخالف لهذه الآية قال تعالى (سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم)
فهل الغش والخداع البصري والكذب يوصف بما جاء في الآية؟
الم يقل الله تعالى في موضع آخر: { يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } [طه: 66]
وقال تعالى : { إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } .
أما قوله تعالى { وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ }فلا يعني ذلك أن السحر الذي أتوا به هو العظيم. ولكنهم ألقوا حبالاً وعصياً عظيمة العدد ملئت المكان .
قال البغوي في تفسيره: وذلك أنهم ألقوا حبالا غلاظا وخشبا طوالا فإذا هي حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضا. وفي القصة أن الأرض كانت ميلا في ميل صارت حيات وأفاعي في أعين الناس.والله أعلم.
 

أعتقد أنه لا محل لمثل هذا السؤال لأن موسى عليه السلام لم يتحد السحرة بشيء ولم يكن بينه وبينهم لقاء قبل يوم الزينة.
موسى عليه الصلاة والسلام أظهر يده وألقى عصاه حين طالبه فرعون ببينة على صدق رسالته ، ولكن فرعون لم يقبل البينة وزعم أن موسى ساحر ومن ثم تحداه بجمع السحرة وقبل موسى التحدي وجمع فرعون السحرة فلما حضروا خيروا موسى بأن يلقوا سحرهم أو يلقي موسى على أنه ساحر حسب ظنهم ، ولما كان موسى عليه السلام ليس كذلك قال لهم "ألقوا" ، وهنا فعلوا ما يقدرون عليه من التخييل بسعي الحبال والعصي ، ولما كان موسى عليه السلام ليس بساحر لم يبادلهم تخييل بتخييل ، بل لم يدر ما كان عليه فعله ،وإنما كان ينتظر الوحي وحينها أوحى الله إليه أن يلقي عصاه لتبتلع سحر السحرة " حبالهم وعصيهم " حقيقة لا تخييلا ، وهنا أدرك السحرة الحقيقة التي لم يدركها غيرهم لأنهم كانوا على علم بالسحر وخدعه.
أحسنتم على ما أبديتم ،.،.
ولكني فهمت من ما أوردتم أن السحرة لم يكونوا على علم بآيتي موسى عليه السلام
ولا أتصور ذلك بل الأظهر أنهم علموها فلم يكن ليخفى عليهم أمرها مع انتشار أمر موسى بين المجتمع المصري
فهل سيأتون لمواجهة موسى عليه السلام دون معرفة سابقة بما لديه؟
أمر مستبعد.
والله أعلم
 
الم يقل الله تعالى في موضع آخر: { يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } [طه: 66]
وقال تعالى : { إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } .
أما قوله تعالى { وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ }فلا يعني ذلك أن السحر الذي أتوا به هو العظيم. ولكنهم ألقوا حبالاً وعصياً عظيمة العدد ملئت المكان .
قال البغوي في تفسيره: وذلك أنهم ألقوا حبالا غلاظا وخشبا طوالا فإذا هي حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضا. وفي القصة أن الأرض كانت ميلا في ميل صارت حيات وأفاعي في أعين الناس.والله أعلم.
ظاهر قوله تعالى(وجاءوا بسحر عظيم)
أن السحر الذي أتوا به هو العظيم
وأما أنهم ألقوا حبالا عظيمة العدد فلا يبدو من ظاهر الآية
فالله جل وعلا قال (بسحر عظيم) ولم يقل بسحر كثير
والله أعلم.
 
ظاهر قوله تعالى(وجاءوا بسحر عظيم)
أن السحر الذي أتوا به هو العظيم
وأما أنهم ألقوا حبالا عظيمة العدد فلا يبدو من ظاهر الآية
فالله جل وعلا قال (بسحر عظيم) ولم يقل بسحر كثير
والله أعلم.
إذا كنت من أهل اللغة وتعرف ظاهرها من باطنها فما معنى كلمة سواد عظيم برأيك. ؟؟؟
 
كم هو عدد السحرة

قد اختلف في عدد السحرة الذين جاء بهم فرعون لمقابلة موسى عليه السلام، فذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنه قال: كانوا ثمانين ألفا.
قاله محمد بن كعب، وقيل سبعين ألفا قاله القاسم بن أبي بردة، وقال السدي بضعة وثلاثين ألفا، وعن أبي أمامة تسعة عشر ألفا، وقال محمد بن إسحاق خمسة عشر ألفا، وقال كعب الأحبار كانوا اثني عشر ألفا، وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس كانوا سبعين رجلا .اهـ وقال السيوطي في الدر المنثور : أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : كانت السحرة سبعين رجلا أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء . وفي لفظ : كانوا سحرة في أول النهار وشهداء آخر النهار حين قتلوا ، وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن كعب قال : كان سحرة فرعون اثني عشر ألفا ، وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن إسحق قال : جمع له خمسة عشر ألف ساحر، وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي ثمامة قال : سحرة فرعون سبعة عشر ألفا . وفي لفظ : تسعة عشر ألفا . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي قال : كان السحرة بضعة وثلاثين ألفا ليس منهم رجل إلا معه حبل أو عصا ، فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم، وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن القاسم بن أبي بزة قال : سحرة فرعون كانوا سبعين ألف ساحر ، فألقوا سبعين ألف حبل وسبعين ألف عصا حتى جعل موسى يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ، فأوحى الله إليه : يا موسى ألق عصاك . فألقى عصاه فإذا هي ثعبان فاغر فاه فابتلع حبالهم وعصيهم ، فألقي السحرة عند ذلك سجدا، فما رفعوا رؤوسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلها، وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال : كانت السحرة الذين توفاهم الله مسلمين ثمانين ألفا، وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال : السحرة ثلاثمائة من قرم ، ثلاثمائة من العريش ، ويشكون في ثلاثمائة من الإسكندرية.
ما رأيك أليس العدد عظيم أيضاً؟؟؟؟
 
جميل ما تفضلت به يا أخ تيسير ولكن
أرجو أن أكون من أهل اللغة الذين يعرفون ظاهرها من باطنها
حسب فهمي المتواضع أن التخييلات مهما بلغت لا توصف بالعظم
وأما عن عدد أولئك السحرة فأغلبها روايات إسرائيلية والاختلاف بينها ظاهر لا يمكن معه الجمع
والله أعلم بمراد كلامه.
 
جميل ما تفضلت به يا أخ تيسير ولكن
أرجو أن أكون من أهل اللغة الذين يعرفون ظاهرها من باطنها
حسب فهمي المتواضع أن التخييلات مهما بلغت لا توصف بالعظم
وأما عن عدد أولئك السحرة فأغلبها روايات إسرائيلية والاختلاف بينها ظاهر لا يمكن معه الجمع
والله أعلم بمراد كلامه.
ولكن يا حبيبي أنا نقلت لك ما قاله الأولون. وأنت تستمزج المعنى على ظاهره دون الرجوع الى من سبقوك من أهل اللغة وهذا لا يستقيم:
قال الطبري{بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} بِتَخْيِيلٍ عَظِيمٍ كَثِيرٍ ، مِنَ التَّخْيِيلِ وَالْخِدَاعِ.
وفي تفسير المنار أيضاً قال: وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ أَيْ : مَظْهَرُهُ كَبِيرٌ
وفي الكشف والبيان: (وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) وذلك أنّهم ألقوا حبالا وعظاما وخشبا طوالا فإذا هي حيّات كالجبال قد ملأت الوادي [يأكل ] بعضهم بعضا.
وفي أضواء البيان: وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ فوَصْفَ سِحْرِهِمْ بِالْعِظَمِ لأَنَّهُمْ أَخَذُوا كَثِيرًا مِنَ الْحِبَالِ ، وَالْعِصِيِّ ، وَخَيَّلُوا بِسِحْرِهِمْ لِأَعْيُنِ النَّاسِ أَنَّ الْحِبَالَ ، وَالْعِصِيَّ تَسْعَى وَهِيَ كَثِيرَةٌ . فَظَنَّ النَّاظِرُونَ أَنَّ الْأَرْضَ مُلِئَتْ حَيَّاتٍ تَسْعَى ، لِكَثْرَةِ مَا أَلْقَوْا مِنَ الْحِبَالِ ، وَالْعِصِيِّ فَخَافُوا مِنْ كَثْرَتِهَا.
 
السلام عليكم
تكاد تكون قصة موسى عليه السلام مع فرعون التي وردت في سورة الأعراف كأنها تتكرر حرفيا في سورة الشعراء إلا أنه توجد فوارق .
في سورة الأعراف:
يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ.
في سورة الشعراء
يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ .
في سورة الأعراف:
قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ.
في سورة الشعراء :
قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ
في سورة الأعراف:
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ.
في سورة الشعراء :
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ.
في سورة الأعراف:
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ.
في سورة الشعراء :
قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ.
في سورة الأعراف:
لم يقسم السحرة بعزة فرعون.
في سورة الشعراء :
وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ .
في سورة الأعراف:
وصف السحر ب (بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)
في سورة الشعراء :
لم يقيم سحر السحرة بالعظمة.
في سورة الأعراف:
إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ.
في سورة الشعراء :
إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ .
في سورة الأعراف:
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ.
في سورة الشعراء :
إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ.
هذه اختلافات حكيمة ندركها بقوة التدبر والملاحظة، من أدرك الحكمة من هذه الاختلافات فليفسر كيف تبين له ذلك.
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله الطيبين، وبعد:-
قصة موسى عليه السلام من القصص العجيبة وتحتاج إلى قراءة خاصة (جديدة)؛ ذلك أن موسى قد جاء إلى فرعون بآيتين؛ الآية الأولى آية عامة لفرعون وأهل مصر الذين انتشر بينهم السحر و برعوا فيه، وهذه هي آية العصا. الآية الثانية هي لفرعون خاصة وهي آية اليد وهي ليست تحدي للسحر ولكنها تحدى لشيء آخر برع فيه الخاصة من أهل مصر( ومن هؤلاء الخاصة فرعون ) وهو علم الطب.
الآية الأولى وهي آية العصا كانت لتحدي السحرة؛ ذلك أن السحر يقوم على التخييل و قلب الصورة الظاهرة للأعين؛ فتظهر العصا وكأنها ثعبان، ولكن موسى حين ألقى العصا أمام فرعون انقلبت إلى حية تسعى أي تتحرك حركة حقيقية؛ وهذا مما زاد في صعوبة التحدي أمام السحرة ؛ ولذلك استخدم السحرة الحبال و المعروف أن الحبل حين يلقى إلى الأرض يتلوى ويتموج وهذه الحركة تساعد السحرة كثيرا في تخييل الحبال للرائي وكأنها في حركة مستمرة.ولكن العجيب في القصة هو أمر أعظم من قضية حركة عصا موسى بعد أن انقلبت إلى ثعبان؛ لأن ثعبان موسى تلقف كل الحبال والعصي، وأكل الثعبان للحبال والعصي من الأمور التي لا تحدث مطلقا ومن يعرف عن حياة الثعابين يدرك أن الثعبان لا يأكل إلا اللحوم، ولا يأكل الحبال والعصي؛ إذاَ كان ثعبان موسى خارقا لجميع النواميس المعروفة عن الثعابين؛ ولذلك ألقي السحرة ساجدين؛ لأن هذا أمر يتجاوز السحر ويتجاوز نواميس الكون متى ما شاء الله.وهكذا هو أمر رب العالمين تبارك وتعالي .
ما ذا عن الآية الثانية وهي آية اليد والتي تخص فرعون؟
يجب أن نعرف بعض الحقائق عن فرعون حتى ندرك خصوصية هذه الآية، ذلك أن فرعون كما ورد في بعض الكتب كان أحد الكهنة الذين برعوا في الطب ويعرف أسرار التحنيط وأسرار المواد الكيماوية وكيف تعمل على حفظ الجسم ومعالجة آثار الحروق والعطوب التي تلحق بالجلد، وقد نال إعجاب المصريين في ذلك حتى تربع على عرش مصر، ويظهر والله أعلم أن فرعون كان "أسود" البشرة وقد ورد في كتب التاريخ ذكر لبعض الفراعنة ذوي البشرة السوداء دون أن يصل العلماء إلى حقيقة هذا الأمر ، ومن ينظر إلى جثة من يظن أنه فرعون موسى في المتحف يرى أن بشرته سوداء، وقد ظن بعض العلماء أن سواد بشرة تلك الجثة هو بفعل تأثير مياه البحر بعد غرقه في اليم، ولكن يظهر والله أعلم أن السواد كان اللون الأصلي لتلك الجثة؛ وقد أراد فرعون أن يجد من العقاقير الطبية بما لديه من علم بهذا المجال ما يجعله يقلب لون بشرته إلى اللون الأبيض فلم يستطع، وكما هو معروف يمكن للبشرة السوداء أن تقلب إلى بيضاء في حالة " البرص" وهو مرض أو في حالة الاحتراق وهو يشبه البرص ، وهو مرض أيضا للجلد، ولذلك حين ضم موسى يده إلى جناحه وخرجت بيضاء من غير سوء ( برص أو حرق)؛ ذهل فرعون، وهو يعرف أن هذا لا يستطيعه السحر ولا يستطيعه الطب؛ وهو أمر يتجاوز النواميس ،ومن العجيب أن لون موسى عليه السلام يقرب من لون بشرة فرعون، وقد يكون هذا من أسباب قبول فرعون تبني موسى حين كان طفلا ، تعاطفا مع لونه الذي يشبهه، لكن فرعون لم يؤمن لتلك الآية العظيمة التي هي اليد السمراء التي انقلبت إلى بيضاء من غير سوء، وهو يدرك أن ذلك الفعل لو كان من فعل البشر؛ لكان فرعون أعرف به من غيره، و إذا كان فرعون قد بلغ به العلم أن يدعي أنه هو الاله ومع ذلك لم يستطع تغيير لونه؛ فإن الذي أرسل موسى هو الاله وهو الرب الحقيقي وهو رب العالمين الذي هو على كل شيئ قدير؛لأنه أظهر هذه المعجزة لفرعون وهي آية خاصة لفرعون حتى يؤمن؛ ولو آمن فرعون برب موسى ورب العالمين وطلب من الله أن ينعم عليه بالبشرة البيضاء من غير سوء؛ لأنعم عليه بالبشرة البيضاء ، فالله على كل شيء قدير. والله تعالى أعلم.
 
عودة
أعلى