عبدالله جلغوم
New member
وهذا كاتب يدعى مصطفى فهمي يزعم أن القرآن غير محفوظ ، وأن معناه ليس بالمعنى الدارج المشهور .
وفيما يلي كلامه حرفيّا :
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر}
الخلاصة
و مما سبق من آيات نتبين حقيقة قرآنية هى أن الذكر أسم يصف ما أنزل من الله تذكرة للناس بواسطة الرسل بما فيهم الرسول محمد، و هذا بالإضافة إلى الحقيقة الواقعية أن هذه الرسالات لم تحفظ بنصها بين الناس بدليل اندثار نصوص رسالات ذكرت فى القرآن، أو تغيير كثير من مما أرسل للناس من الله بواسطة هؤلاء الرسل، ... و بالتالى (1) لا يمكن تخصيص كلمة "الذكر" أو محتواه على ما أنزل على الرسول محمد فقط حيث أنزل على غيره من الرسل، (2) و كذلك أن الحفظ لم يكن حفظا لنص حيث اندثرت نصوص أو تغيرت بتدخل البشر، ... و عليه نرى أن "حفظ الذكر" ليس بالمعنى الدارج المشهور الذى هو حفظ "النص" القرآنى من التبديل أو الزيادة أو النقص، بل يتسع لمعنى أرحب هو أن "محتوى و مفهوم" كل الرسالات التى أنزلت على رسله بأمره و مراده، محفوظ من التبدل أى محفوظ بثبات كليات محتواها و مفهومها، أى أن الأمر و المراد الإلهى واحد لكل الأمم و هذا المراد هو المحفوظ و لا يتغير، و ما الرسالات التى أنزلت على الرسل قد سميت ذكرا إلا لأنها تذكير دائم للناس بوجود الله و مراده، و تعهد الله بالحفظ له يعنى عدم اختلاف مراده و ثباته فى مضمونه الكلى و لن يُنسى أو يندثر أو يختفى من علم الناس و يظل "مذكورا" حتى يرث الله الأرض و من عليها
هذا قولنا و فهمنا فى زماننا و مكاننا و حسب علمنا و يجب أن يأتى من بعدنا من يفعل مثلنا.
والله أعلم
مصطفى فهمى
ويقول في رده على أحدهم :
فأنا أعلم أن تلك القضية صادمة لأغلب الناس لأنهم يقدسون الشكل و الورق و الطباعة و لا يهتمون بالفحوى و المراد، ... و ما قلَته "وكما ان القرآن هوالنور الخاتم الذي يجب أن يستمر إلى يوم القيامة فكان من الطبيعي والمنطقي ان يحفظهبنصه ومتنه وحروف كلمه.. حتى لا يكون للناس على الله حجة من بعد الرسل وختم نزولالكتب"
فهذا كلامـ مع اعتذارى ـ يجانبه الصواب لواقع الأمر و الحال، و إن كان لكما العذر فى ذلك حيثأن هذا هو المشهور و المنقول فى ذلك الموضوع
و إجابتى عليك تكون (لا) فالحفظ لا يعنى الحفظ بكل ما يعنى من صور بما فيه - أو على رأسه - الحفظ بالكتابةوحتى رسم الكتابة أو يحفظه بنصه ومتنه وحروف كلمه ، وهناك من الأدلة على ذلك فىالمصاحف المتداولة حاليا، ... و إنما الحفظ هو ما عنيناه بوضوح فى مقالنا و بهذايتسق الفهم مع الواقع
حيث إن المصاحف المكتوبة و المتداولة تحت يدينا الآن وخطها و عدد حروفها و عدد آياتها و ترقيم آياتها ليس متطابقا كما هو مشهور، و هناكفروق فى الواقع بين مصحفين شهيرين مطبوعين من نفس المصدر و هو "مجمع خادم الحرمينالشريفين الملك فهد لطباعة المصحف الشريف – المدينة المنورة" وهما المصحف المكتوب والمطبوع و المضبوط على ما يوافق رواية "حفص" بن سليمان بن المغيرة الأسدى الكوفى وهو المصحف المتداول و المعروف المشهور بيننا خطا و قراءة، و بين المصحف المكتوب والمطبوع و المضبوط على ما يوافق رواية أبى سعيد عثمان بن سعيد المصرى الملقب "بورش" و هو مصحف معروف و مشهور و لكن أقل تداولا خطا و قراءة
وفي رد آخر يقول :
فإن كنت تعتقد أن الحفظ على تلك الصورة هو على رأس معنى الحفظ فنقول لك بمنتهى الحرص و الدقة أن مقولتك غير صحيحة حرفيا و كذلك بالمعنى، و نسوق عليك بعض منها
1ـ فى وجود حروف زائدة
(أ) وجود حروف زائدة فى المصحف المكتوب و المطبوع على قراءة "ورش" و ذلك واضح فى (سورة الشمس) كمثال لذلك بمقارنتها بمثيلتها فى المصحف المكتوب و المطبوع على قراءة "حفص" فحرف (الياء) الملون بالأحمر هو حرف زائد فى تلك القراءة "ورش" و كذلك حرف (الألف) فى الآية (13) منها
{وَالشَّمْسِ وَضُحَيهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَيهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّيهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَيهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَيهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَيهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّيهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَيهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّيهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّيهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَيهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَيهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّيهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَهَا (15) الشمس}
(ب) وكذلك فى (سورة البقرة) كتابة كلمة (إبراهيم)، فإنها بحرف (الياء) فى المصحف بقراءة "ورش" بخلاف المصحف المكتوب و المطبوع بقراءة "حفص" فإنها بدون حرف (الياء) (إبرهم)
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) البقرة}
2ـ فى عدد الآيات و ترقيمها
و جاءت تلك الفروق من أن قراءة "حفص" رقمت حروف فواتح الصور برقم الآية (1) مثال (الم) فى البقرة و (المص) فى الأعراف و غيرها من تلك الحروف فى بدايات الآيات، أما قراءة "ورش" فلم ترقم تلك الحروف و أدمجتها فى الآية التى تليها و الذى نتج عن ذلك (مثال)
(أ) ـ عدد آيات سورة البقرة فى "حفص" 286 آية / و فى "ورش" 285 آية
(ب) ـ اختلاف ترقيم الآيات (مثال من سورة الأعراف) فإن ترقيم الآيات فى "حفص" تزيد عن ترقيم "ورش" (بواحد) حتى يلتقيان عند الآية رقم (137) و ذلك على الوجه التالى
رواية حفص
فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الأعراف}
رواية ورش
{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (135) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (136) بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الأعراف}
3ـ اختلاف الحروف وتغير المعنى مع بقاء الصورة
مثل قوله تعالى: (ننشزها) في سورة البقرة ، وننشرها بالراء مكان الزاي في القراءة الأولى.
4ـ تغير الصورة مع بقاء المعنى
كما في قوله تعالى: (كالعهن المنفوش) في سورة القارعة ، والصوف المنفوش بدل العهن
و تلك أمثلة بسيطة عن فروق سببها اختلاف القراءات و لا غير و إن كانت لا تؤثر فى المعنى و المضمون القرآنى
ويجب علينا أن نعلم أن تداول القرآن قراءة و كتابة و نقط و ضبط تشكيل و تنجيم و ترقيم آياته، منذ أن خرج من صدر الرسول أصبح تداوله و حمايته عمل بشرى – وإلا ما كان هذا الاختلاف الشكلى-، و يصبح علينا البحث لتصحيح المفهوم من (حفظ الذكر) الذى يعتقد الكثيرون فى أن المقصود به هو حفظ رسم الحروف و عددها فى الكلمات و تشكيلها و تنجيم آياته على صفحات المصاحف، حيث أن الواقع يفيد بغير ذلك
وفيما يلي كلامه حرفيّا :
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر}
الخلاصة
و مما سبق من آيات نتبين حقيقة قرآنية هى أن الذكر أسم يصف ما أنزل من الله تذكرة للناس بواسطة الرسل بما فيهم الرسول محمد، و هذا بالإضافة إلى الحقيقة الواقعية أن هذه الرسالات لم تحفظ بنصها بين الناس بدليل اندثار نصوص رسالات ذكرت فى القرآن، أو تغيير كثير من مما أرسل للناس من الله بواسطة هؤلاء الرسل، ... و بالتالى (1) لا يمكن تخصيص كلمة "الذكر" أو محتواه على ما أنزل على الرسول محمد فقط حيث أنزل على غيره من الرسل، (2) و كذلك أن الحفظ لم يكن حفظا لنص حيث اندثرت نصوص أو تغيرت بتدخل البشر، ... و عليه نرى أن "حفظ الذكر" ليس بالمعنى الدارج المشهور الذى هو حفظ "النص" القرآنى من التبديل أو الزيادة أو النقص، بل يتسع لمعنى أرحب هو أن "محتوى و مفهوم" كل الرسالات التى أنزلت على رسله بأمره و مراده، محفوظ من التبدل أى محفوظ بثبات كليات محتواها و مفهومها، أى أن الأمر و المراد الإلهى واحد لكل الأمم و هذا المراد هو المحفوظ و لا يتغير، و ما الرسالات التى أنزلت على الرسل قد سميت ذكرا إلا لأنها تذكير دائم للناس بوجود الله و مراده، و تعهد الله بالحفظ له يعنى عدم اختلاف مراده و ثباته فى مضمونه الكلى و لن يُنسى أو يندثر أو يختفى من علم الناس و يظل "مذكورا" حتى يرث الله الأرض و من عليها
هذا قولنا و فهمنا فى زماننا و مكاننا و حسب علمنا و يجب أن يأتى من بعدنا من يفعل مثلنا.
والله أعلم
مصطفى فهمى
ويقول في رده على أحدهم :
فأنا أعلم أن تلك القضية صادمة لأغلب الناس لأنهم يقدسون الشكل و الورق و الطباعة و لا يهتمون بالفحوى و المراد، ... و ما قلَته "وكما ان القرآن هوالنور الخاتم الذي يجب أن يستمر إلى يوم القيامة فكان من الطبيعي والمنطقي ان يحفظهبنصه ومتنه وحروف كلمه.. حتى لا يكون للناس على الله حجة من بعد الرسل وختم نزولالكتب"
فهذا كلامـ مع اعتذارى ـ يجانبه الصواب لواقع الأمر و الحال، و إن كان لكما العذر فى ذلك حيثأن هذا هو المشهور و المنقول فى ذلك الموضوع
و إجابتى عليك تكون (لا) فالحفظ لا يعنى الحفظ بكل ما يعنى من صور بما فيه - أو على رأسه - الحفظ بالكتابةوحتى رسم الكتابة أو يحفظه بنصه ومتنه وحروف كلمه ، وهناك من الأدلة على ذلك فىالمصاحف المتداولة حاليا، ... و إنما الحفظ هو ما عنيناه بوضوح فى مقالنا و بهذايتسق الفهم مع الواقع
حيث إن المصاحف المكتوبة و المتداولة تحت يدينا الآن وخطها و عدد حروفها و عدد آياتها و ترقيم آياتها ليس متطابقا كما هو مشهور، و هناكفروق فى الواقع بين مصحفين شهيرين مطبوعين من نفس المصدر و هو "مجمع خادم الحرمينالشريفين الملك فهد لطباعة المصحف الشريف – المدينة المنورة" وهما المصحف المكتوب والمطبوع و المضبوط على ما يوافق رواية "حفص" بن سليمان بن المغيرة الأسدى الكوفى وهو المصحف المتداول و المعروف المشهور بيننا خطا و قراءة، و بين المصحف المكتوب والمطبوع و المضبوط على ما يوافق رواية أبى سعيد عثمان بن سعيد المصرى الملقب "بورش" و هو مصحف معروف و مشهور و لكن أقل تداولا خطا و قراءة
وفي رد آخر يقول :
فإن كنت تعتقد أن الحفظ على تلك الصورة هو على رأس معنى الحفظ فنقول لك بمنتهى الحرص و الدقة أن مقولتك غير صحيحة حرفيا و كذلك بالمعنى، و نسوق عليك بعض منها
1ـ فى وجود حروف زائدة
(أ) وجود حروف زائدة فى المصحف المكتوب و المطبوع على قراءة "ورش" و ذلك واضح فى (سورة الشمس) كمثال لذلك بمقارنتها بمثيلتها فى المصحف المكتوب و المطبوع على قراءة "حفص" فحرف (الياء) الملون بالأحمر هو حرف زائد فى تلك القراءة "ورش" و كذلك حرف (الألف) فى الآية (13) منها
{وَالشَّمْسِ وَضُحَيهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَيهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّيهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَيهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَيهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَيهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّيهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَيهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّيهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّيهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَيهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَيهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّيهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَهَا (15) الشمس}
(ب) وكذلك فى (سورة البقرة) كتابة كلمة (إبراهيم)، فإنها بحرف (الياء) فى المصحف بقراءة "ورش" بخلاف المصحف المكتوب و المطبوع بقراءة "حفص" فإنها بدون حرف (الياء) (إبرهم)
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) البقرة}
2ـ فى عدد الآيات و ترقيمها
و جاءت تلك الفروق من أن قراءة "حفص" رقمت حروف فواتح الصور برقم الآية (1) مثال (الم) فى البقرة و (المص) فى الأعراف و غيرها من تلك الحروف فى بدايات الآيات، أما قراءة "ورش" فلم ترقم تلك الحروف و أدمجتها فى الآية التى تليها و الذى نتج عن ذلك (مثال)
(أ) ـ عدد آيات سورة البقرة فى "حفص" 286 آية / و فى "ورش" 285 آية
(ب) ـ اختلاف ترقيم الآيات (مثال من سورة الأعراف) فإن ترقيم الآيات فى "حفص" تزيد عن ترقيم "ورش" (بواحد) حتى يلتقيان عند الآية رقم (137) و ذلك على الوجه التالى
رواية حفص
فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الأعراف}
رواية ورش
{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (135) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (136) بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الأعراف}
3ـ اختلاف الحروف وتغير المعنى مع بقاء الصورة
مثل قوله تعالى: (ننشزها) في سورة البقرة ، وننشرها بالراء مكان الزاي في القراءة الأولى.
4ـ تغير الصورة مع بقاء المعنى
كما في قوله تعالى: (كالعهن المنفوش) في سورة القارعة ، والصوف المنفوش بدل العهن
و تلك أمثلة بسيطة عن فروق سببها اختلاف القراءات و لا غير و إن كانت لا تؤثر فى المعنى و المضمون القرآنى
ويجب علينا أن نعلم أن تداول القرآن قراءة و كتابة و نقط و ضبط تشكيل و تنجيم و ترقيم آياته، منذ أن خرج من صدر الرسول أصبح تداوله و حمايته عمل بشرى – وإلا ما كان هذا الاختلاف الشكلى-، و يصبح علينا البحث لتصحيح المفهوم من (حفظ الذكر) الذى يعتقد الكثيرون فى أن المقصود به هو حفظ رسم الحروف و عددها فى الكلمات و تشكيلها و تنجيم آياته على صفحات المصاحف، حيث أن الواقع يفيد بغير ذلك