وليد الغشم
New member
لكي نستطيع التفريق بين الكائنات التي تعتبر حية او جماد في مفاهيمنا ومفاهيم الخالق العظيم يجب أولاً المرور على تعريف ومفهوم كلاً منهما عند البشر، وهي على النحو التالي:
1- الكائنات الحية
يعرف موقع ويكيبيديا الكائنات الحية بانها " كل ما يمتلك صفات الحياة، مثل النمو، والتغذية، والتكاثر، والحركة، والتنفس، والاستجابة للمؤثرات الخارجية. بمعنى آخر، هو أي شيء حيّ قادر على أداء الوظائف الحيوية بشكل مستقل" هذا المفهوم يعرفه جميع البشر وحتى كثير من الكائنات الحية الأخرى وعلى ضوء ذلك سيكون لدينا عدد م الكائنات الحية على الأرض التي يمكن حصرها وهي ( الحيوانات مضاف اليها الكائنات الدقيقةـ النبات، البشر) وبالرجوع الى القرآن الكريم سنجد انه تحدث عن كائنات حية أخرى مثل الجن والملائكة وما يتواجد في الجنة مثل حور العين وكذلك ما يتواجد في النار مثل شجرة الزقوم.
رغم وجود فوارق في الكائنات التي ذكرت سابقاً مثل الملائكة عليهم السلام الذين لا يتكاثرون الا انها تشترك في كثير من الصفات التي تميزهم عن كائنات الجماد.
2- الجماد:
تعرف بعض القواميس الجماد على انه " مصطلح يشير إلى الأشياء التي لا تظهر عليها علامات الحياة ولا تنمو، مثل الصخور، والأحجار، والمعادن، والأشياء المصنوعة من مواد غير حية، والبعض يعرفها على انها المواد الغير عضوية، هذه المفاهيم والمصطلحات يتفق الكثير في تعريفها.
يمكن القول ان الفرق بين الكائنات الحية والجماد هو " ان الكائنات الحية تشترك في جميع او بعض الصفات مثل (التنفس، النمو، التكاثر، التغذية، الاستجابة للمؤثرات الخارجية، بينما الجمادات لا تفعل أي من هذه الأشياء"
3- الكائنات الجماد الحية في القرآن
من خلال ما سبق استطعنا تمييز الكائنات الحية والجماد في مفاهيمنا كبشر، ولكن مفهوم الجماد في القرآن الكريم يتعدى ما يستوعبه البشر حيث يخبرنا الخالق العظيم الخالق العظيم عن كائنات حية تعد في مفاهيمنا كائنات جماد لكنها في الأصل كائنات حية، ومن امثلتها الاتي:-
-- الأرض: كائن حي عاقل يفكر ولديه حرية في اختيار القرار ولديها روح، قادرة على الكلام ولديها جسم محدد، وتتصف بالحركة حول نفسها وحول الشمس وتجري مع الشمس حول المجرة، ويحدث داخلها عمليات حيوية مثل البراكين والزلازل ولديها جاذبية .. الخ، أيضا تحتوي على كائنات جماد في مفاهيمنا لكنها حية مثل الجبال ودليل ذلك قوله تعالى
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)).
وقوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11))
هذه الآيات تبين ان الأرض كائن حي رغم اعتبار البشر له بانه جماد ونجد ان الأرض رفضت تحمل الأمانة في الآية الأولى أي انها تفكر وقادرة على اتخاذ القرار وفي الآية الثانية
-- السماوات: كائنات حية عاقله تفكر ولديها حرية في اختيار القرار ولديها روح واجسام وشكل محدد، وتحتوي على اجسام مثل النجوم والكواكب والمجرات أيضا هذه بدورها تتصف بانها كائنات حية، فيها عمليات حيوية مثل بالجريان والسير في افلاك، دورانها حول نفسها، التحرك في مجموعات، كما ان السماوات تتمدد، .. الخ، ليس غريب بان تكون هناك كائنات حية فالإنسان لديه كريات الدم البيضاء والحمراء تعمل على خدمة الانسان وهيه بالأصل مستقله عن جسمه وتجري داخل شرايينه. ودليل ما سبق
قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)).
وقوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11))
-- الجبال: كائنات حية تفكر ولديها تفكير وقادرة على اتخاذ القرار، ورغم انها ثابته، الا انه لديها اروح، ومنها من قام بالتسبيح (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)) ومنها ما يهبط من خشية الله لقوله تعالى (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74))، أيضا الجبال قادرة على التفكير واتخاذ القرار لقوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)).
الشمس والنجوم والقمر: هي كائنات حية تقوم بالسجود لله لقوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18))
الخلاصة
مما سبق يتضح ان الأرض والقمر والنجوم والشمس والجبال كائنات حية بمفهوم الخالق حيث تتصف بالحركة وبنشاطات مختلفة منها الجريان في افلاك محددة والدوران حول نفسها وحول النجوم او حول مراكز المجرات. ومن هذا الامر نستنتج ان المجرات أيضاً كائنات حية لأنها محدده الشكل وتجري حول مركزها وافلاكها، أي انها نظام مستقل يتكون من كائنات مستقله، وهنا يبرز لنا سؤال مفاده هو (ما هي الطاقة التي تمتلكها المجرات او النجوم والتي تبقيها حيه؟) والجواب الأقرب هو انها تحتوي على أرواح خاصة بها، وهي أرواح تختلف عن أرواح الكائنات الحية التي نعرفها.
وعلى وزن ذلك يمكن اعتبار ذرات العناصر الكيميائية هي كائنات حية، حيث تدور الالكترونات حول النواه كدوران الكواكب حول الشمس، العناصر لا تتزود بالوقود ( بترول، وقود نووي، ديزل، الخ) ولكنها تحمل طاقة خفية تجعل الالكترونات دائمة الحركة حول النواه وهي طاقة لا تنضب، وهذا يعني ان لديها أرواح، رغم انها جماد ولذلك يمكن القول على ذرات العناصر ان لها اشكال محددة لديها حركة يتمثل في دوران الالكترونات حول النواه عبر افلاك محدده، لديها طاقة، ولذلك يمكن الجزم بانها تسبح الله، وهي كائنات حية، هذا لأمر يفسر قدرة الله على معرفة كل شيء يجري في خلقة لأنه يعرف اين تقع كل ذروة وعنصر كانت في جسد احدى اشخاص البشر او كانت في السماوات او الأرض وقد ضرب الله مثل في قوله تعالى ( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)) ولان الذرات والعناصر وما تكونه مخلوقات فان الله قادر على معرفة ادنى الأشياء مثل ما توسوس به نفس الانسان وهو اقرب اليه من حبل الوريد لقوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16))، ولذلك أقول من يمتلك العناصر والذرات وما ادنى من ذلك يمتلك الكون، أي ان من يمتلك اصغر وحده بالكون فهو يمتلك الكون وما يؤكد ذلك قوله تعالى (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61))، فكل ذره هي خلق وروح، ولذلك يتحدى الله سبحانه وتعالى الكفار الذين يعبدون أي إله من دونه بان يخلقوا حتى ذرة لقوله تعالى ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22)).
هذا الامر يحتم علينا اعاده صياغة مفهوم الجماد فلا يمكن تسمية كائنات حية تتصف بمواصفات خاصه بها انها كائنات جماد.
تفضلوا بقبول خالص التقدير
الحقوق محفوظه للكاتب
وليد احمد الغشم
1- الكائنات الحية
يعرف موقع ويكيبيديا الكائنات الحية بانها " كل ما يمتلك صفات الحياة، مثل النمو، والتغذية، والتكاثر، والحركة، والتنفس، والاستجابة للمؤثرات الخارجية. بمعنى آخر، هو أي شيء حيّ قادر على أداء الوظائف الحيوية بشكل مستقل" هذا المفهوم يعرفه جميع البشر وحتى كثير من الكائنات الحية الأخرى وعلى ضوء ذلك سيكون لدينا عدد م الكائنات الحية على الأرض التي يمكن حصرها وهي ( الحيوانات مضاف اليها الكائنات الدقيقةـ النبات، البشر) وبالرجوع الى القرآن الكريم سنجد انه تحدث عن كائنات حية أخرى مثل الجن والملائكة وما يتواجد في الجنة مثل حور العين وكذلك ما يتواجد في النار مثل شجرة الزقوم.
رغم وجود فوارق في الكائنات التي ذكرت سابقاً مثل الملائكة عليهم السلام الذين لا يتكاثرون الا انها تشترك في كثير من الصفات التي تميزهم عن كائنات الجماد.
2- الجماد:
تعرف بعض القواميس الجماد على انه " مصطلح يشير إلى الأشياء التي لا تظهر عليها علامات الحياة ولا تنمو، مثل الصخور، والأحجار، والمعادن، والأشياء المصنوعة من مواد غير حية، والبعض يعرفها على انها المواد الغير عضوية، هذه المفاهيم والمصطلحات يتفق الكثير في تعريفها.
يمكن القول ان الفرق بين الكائنات الحية والجماد هو " ان الكائنات الحية تشترك في جميع او بعض الصفات مثل (التنفس، النمو، التكاثر، التغذية، الاستجابة للمؤثرات الخارجية، بينما الجمادات لا تفعل أي من هذه الأشياء"
3- الكائنات الجماد الحية في القرآن
من خلال ما سبق استطعنا تمييز الكائنات الحية والجماد في مفاهيمنا كبشر، ولكن مفهوم الجماد في القرآن الكريم يتعدى ما يستوعبه البشر حيث يخبرنا الخالق العظيم الخالق العظيم عن كائنات حية تعد في مفاهيمنا كائنات جماد لكنها في الأصل كائنات حية، ومن امثلتها الاتي:-
-- الأرض: كائن حي عاقل يفكر ولديه حرية في اختيار القرار ولديها روح، قادرة على الكلام ولديها جسم محدد، وتتصف بالحركة حول نفسها وحول الشمس وتجري مع الشمس حول المجرة، ويحدث داخلها عمليات حيوية مثل البراكين والزلازل ولديها جاذبية .. الخ، أيضا تحتوي على كائنات جماد في مفاهيمنا لكنها حية مثل الجبال ودليل ذلك قوله تعالى
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)).
وقوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11))
هذه الآيات تبين ان الأرض كائن حي رغم اعتبار البشر له بانه جماد ونجد ان الأرض رفضت تحمل الأمانة في الآية الأولى أي انها تفكر وقادرة على اتخاذ القرار وفي الآية الثانية
-- السماوات: كائنات حية عاقله تفكر ولديها حرية في اختيار القرار ولديها روح واجسام وشكل محدد، وتحتوي على اجسام مثل النجوم والكواكب والمجرات أيضا هذه بدورها تتصف بانها كائنات حية، فيها عمليات حيوية مثل بالجريان والسير في افلاك، دورانها حول نفسها، التحرك في مجموعات، كما ان السماوات تتمدد، .. الخ، ليس غريب بان تكون هناك كائنات حية فالإنسان لديه كريات الدم البيضاء والحمراء تعمل على خدمة الانسان وهيه بالأصل مستقله عن جسمه وتجري داخل شرايينه. ودليل ما سبق
قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)).
وقوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11))
-- الجبال: كائنات حية تفكر ولديها تفكير وقادرة على اتخاذ القرار، ورغم انها ثابته، الا انه لديها اروح، ومنها من قام بالتسبيح (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)) ومنها ما يهبط من خشية الله لقوله تعالى (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74))، أيضا الجبال قادرة على التفكير واتخاذ القرار لقوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)).
الشمس والنجوم والقمر: هي كائنات حية تقوم بالسجود لله لقوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18))
الخلاصة
مما سبق يتضح ان الأرض والقمر والنجوم والشمس والجبال كائنات حية بمفهوم الخالق حيث تتصف بالحركة وبنشاطات مختلفة منها الجريان في افلاك محددة والدوران حول نفسها وحول النجوم او حول مراكز المجرات. ومن هذا الامر نستنتج ان المجرات أيضاً كائنات حية لأنها محدده الشكل وتجري حول مركزها وافلاكها، أي انها نظام مستقل يتكون من كائنات مستقله، وهنا يبرز لنا سؤال مفاده هو (ما هي الطاقة التي تمتلكها المجرات او النجوم والتي تبقيها حيه؟) والجواب الأقرب هو انها تحتوي على أرواح خاصة بها، وهي أرواح تختلف عن أرواح الكائنات الحية التي نعرفها.
وعلى وزن ذلك يمكن اعتبار ذرات العناصر الكيميائية هي كائنات حية، حيث تدور الالكترونات حول النواه كدوران الكواكب حول الشمس، العناصر لا تتزود بالوقود ( بترول، وقود نووي، ديزل، الخ) ولكنها تحمل طاقة خفية تجعل الالكترونات دائمة الحركة حول النواه وهي طاقة لا تنضب، وهذا يعني ان لديها أرواح، رغم انها جماد ولذلك يمكن القول على ذرات العناصر ان لها اشكال محددة لديها حركة يتمثل في دوران الالكترونات حول النواه عبر افلاك محدده، لديها طاقة، ولذلك يمكن الجزم بانها تسبح الله، وهي كائنات حية، هذا لأمر يفسر قدرة الله على معرفة كل شيء يجري في خلقة لأنه يعرف اين تقع كل ذروة وعنصر كانت في جسد احدى اشخاص البشر او كانت في السماوات او الأرض وقد ضرب الله مثل في قوله تعالى ( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)) ولان الذرات والعناصر وما تكونه مخلوقات فان الله قادر على معرفة ادنى الأشياء مثل ما توسوس به نفس الانسان وهو اقرب اليه من حبل الوريد لقوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16))، ولذلك أقول من يمتلك العناصر والذرات وما ادنى من ذلك يمتلك الكون، أي ان من يمتلك اصغر وحده بالكون فهو يمتلك الكون وما يؤكد ذلك قوله تعالى (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61))، فكل ذره هي خلق وروح، ولذلك يتحدى الله سبحانه وتعالى الكفار الذين يعبدون أي إله من دونه بان يخلقوا حتى ذرة لقوله تعالى ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22)).
هذا الامر يحتم علينا اعاده صياغة مفهوم الجماد فلا يمكن تسمية كائنات حية تتصف بمواصفات خاصه بها انها كائنات جماد.
تفضلوا بقبول خالص التقدير
الحقوق محفوظه للكاتب
وليد احمد الغشم