ق والقرآن المجيد

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع أبو علي
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

أبو علي

Member
إنضم
04/09/2003
المشاركات
382
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الحمد لله رب العالمين
في موضوع الآية الأولى من سورة ص التي وصف فيها القرآن بذي الذكر استنتجت أن الصفة التي تنتج ذكرا هي صفة الصدق ، فهو ترتيب منطقي يقوم على البحث عن الفعل الذي أعطى تلك النتيجة.
كالمعادلة الرياضية ، نعرف العنصر المجهول من خلال العنصر المعلوم
ماذا عن الآية الأولى من سورة ق وقد وصف فيها القرآن بالمجيد؟
ما هي الصفة التي بها يتحقق المجد؟
القرآن كتاب علم ، يتماشى مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالمعلم لكل مادة علمية يختبر تلاميذه في المادة التي يدرسها لهم بالتمارين التطبيقية والاختبارية ، كذلك القرآن كتاب علم يختبر المؤمنين ليتدبروا آياته
 
الحمد لله وبه نستعين
الآية الأولى من سورة ق هي معادلة قرآنية : ق = القرآن المجيد، هي مشابهة للمعادلة القرآنية في سورة ص : ص= القرآن ذو الذكر.
بدون ص لا يوصف القرآن بذي الذكر، فالصاد يجب أن يكون رمزا للصدق ، فالصدق يترتب عنه الذكر الطيب.
كذلك ق ، بدون ق لا يوصف القرآن بالمجيد، فالقرآن لإن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لا يأتون بمثله لأنه كتاب عزيز ، والعزيز هو الغالب الذي لا يغلب ولا يذل ، ولكي يكون كذلك يجب أن يكون قويا، فالإنس والجن لن يستطيعوا الإتيان بمثل القرآن لأنهم ضعفاء، فالمجد إنما يكون للقوة، فلله في كل صفة من صفاته القوة المطلقة (الكمال)، فهو المجيد في كل صفة من صفاته.
لو سلسلنا صفات الله ابتداء من اسمه المجيد فسنصل إلى اسمه القوي ، فاسم الله المجيد هو وصف للحميد : (إنه حميد مجيد)، فالحميد هو الذي يثنى عليه الثناء الحسن، والثناء لا يكون إلا للصواب من القول والفعل، إذن لا يكون حميدا إلا إذا كان حكيما (حكيم حميد) ، فالحكيم لا يوصف بهذا الوصف إلا إذا وضع الشيء في موضعه الذي يجب أن يكون عليه ، وبهذا يكون ما يقول وما يفعله هو الصواب، ولا يفعل ذلك إلا إذا كان ذا علم (عليم حكيم) ، فالحكمة هي نتاج العلم، ولكي يعتبر العليم عليما في قضية ما فيجب أن لا يغلبه أحد فيصحح له أو يعقب على حكمه أحد بحكم أصح وأصوب من حكمه، إذن فالعليم الحكيم اتصف بهذه الصفة لأنه لا غالب له في علمه ، فهو عزيز (العزيز العليم). (العزيز الحكيم)، ولا يكون العزيز عزيزا (غالبا لا يذل) إلا إذا كان قويا (القوي العزيز).
وبهذا يتبين أن المجد في كل صفة إنما يكون للقوي فيها.
 
أشكرك . بارك الله فيك.
لقد تحدى الله سبحانه وتعالى الإنس والجن على أن يأتوا بقرآن مجيد مثل القرآن المجيد ، فلو كانت لهم القوة على الإتيان بمثله لكان قرآنهم مجيدا أيضا ، لقد امتنع تحقيق المجد لعدم وجود القوة لذلك.
ا بحثت اليوم في النت عن من سبق أن ربط القوة بالمجد فوجدت أن المسيح عليه السلام قال ذلك في إحدى مواعظه لحوارييه حيث قال حسب إنجيل متى : "وَلاَتُدْخِلْنَافِيتَجْرِبَةٍ،لكِنْنَجِّنَامِنَالشِّرِّيرِ. لأَنَّلَكَالْمُلْكَ،وَالْقُوَّةَ،وَالْمَجْدَ،إِلَىالأَبَدِ. آمِينَ.
 
عودة
أعلى