سعيد محمود أحمد
New member
بسم الله الرحمن الرحيم.
﴿ق ۚ والقرآن المجيد﴾
الجزء الأول:
ق: قاف.
قافل إلى ربك وراجع إليه، كأنه أقسم بالبعث وبالنشور، وأكد بالقسم بالقرآن، والعرب تختزل الكلمة وتنطق بالحرف منها.
وشواهد لغة الاختزال في الشعر وفي النثر كثيرة، منها البيت المشهور:
قلنا لها قِفِي قالت قافْ ** لا تَحْسَبِي أنّا نسينا الإيجاف.
قاف: قافل على لغة الاختزال، بمعنى عائد على دربه، من قفل إذا رجع من سفر، شأن من يتبع الأثر؛ ليهتدي به في طريق عودته كالقافلة؛ كيلا تضل فتهلك.
وسورة ق من أولها إلى آخرها في إثبات المعاد، والإحالة الموضعية هي: "رجع بعيد" من قوله تعالى: "أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد"، فأكذبهم الله وأنكر عليهم عدم تصديقهم بأمر البعث والنشور، وذكر دلائل ظاهرة وبراهين ساطعة على أن الحشر يسير، فكأنه أقسم للإنسان: قافل إلى ربك والقرآن المجيد.
فكما ترجع القافلة على آثارها، وكما يرجع قاف الأثر على الأثر ليهتدي إلى صاحبه، أفلا تهتدون أنتم بهذه الآيات وتصدقون بالحشر، وتعودون إلى الله!
قاف: قافل إلى ربك، وراجع إلى مولاك، عود على بدء لا محالة؛ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد.
الجزء الثاني:شواهد الاختزال:
نقلا من معاني القرآن وإعرابه للزجاج:
... قالَ أبُو إسْحاقَ: والَّذِي أخْتارُهُ مِن هَذِهِ الأقْوالِ الَّتِي قِيلَتْ في قَوْلِهِ - عَزَّ وجَلَّ -: ”الم“، بَعْضُ ما يُرْوى عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ -، وهو أنَّ المَعْنى: ”الم“: ”أنا اللَّهُ أعْلَمُ“، وأنَّ كُلَّ حَرْفٍ مِنها لَهُ تَفْسِيرُهُ، والدَّلِيلُ عَلى ذَلِكَ أنَّ العَرَبَ تَنْطِقُ بِالحَرْفِ الواحِدِ تَدُلُّ بِهِ عَلى الكَلِمَةِ الَّتِي هو مِنها، قالَ الشّاعِرُ:
قُلْنا لَها قِفِي قالَتْ قافْ ∗∗∗ لا تَحْسَبِي أنّا نَسِينا الإيجافْ
فَنُطِقَ بِقافٍ فَقَطْ، يُرِيدُ قالَتْ: ”أقِفُ“، وقالَ الشّاعِرُ أيْضًا:
نادَوْهُمُ أنْ ألْجِمُوا ألاتا ∗∗∗ قالُوا جَمِيعًا كُلُّهم ألا فا
تَفْسِيرُهُ: ”نادَوْهم أنْ ألْجِمُوا، ألا تَرْكَبُونَ؟ قالُوا جَمِيعًا: ألا فارْكَبُوا“، فَإنَّما نُطِقَ بِتاءٍ، وفاءٍ، كَما نُطِقَ الأوَّلُ بِقافِ، وأنْشَدَ بَعْضُ أهْلِ اللُّغَةِ لِلْقَيِّمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مالِكٍ:
إنْ شِئْتَ أشْرَفْنا كِلانا فَدَعا ∗∗∗ اللَّهَ رَبًّا جُهْدَهُ فَأسْمَعا
بِالخَيْرِ خَيْراتٍ وإنْ شَرًّا فَآ ∗∗∗ ولا أُرِيدُ الشَّرَّ إلّا أنْ تَآ
وَأنْشَدَ النَّحْوِيُّونَ:
بِالخَيْرِ خَيْراتٍ وإنْ شَرًّا فا ∗∗∗ ولا أُرِيدُ الشَّرَّ إلّا أنْ تا
يُرِيدُونَ: ”إنْ شَرًّا فَشَرٌّ، ولا أُرِيدُ الشَّرَّ إلّا أنْ تَشاءَ“، أنْشَدَ جَمِيعُ البَصْرِيِّينَ ذَلِكَ، فَهَذا الَّذِي أخْتارُهُ في هَذِهِ الحُرُوفِ،
واللَّهُ أعْلَمُ بِحَقِيقَتِها... أ.هـ
والله أعلم.
﴿ق ۚ والقرآن المجيد﴾
الجزء الأول:
ق: قاف.
قافل إلى ربك وراجع إليه، كأنه أقسم بالبعث وبالنشور، وأكد بالقسم بالقرآن، والعرب تختزل الكلمة وتنطق بالحرف منها.
وشواهد لغة الاختزال في الشعر وفي النثر كثيرة، منها البيت المشهور:
قلنا لها قِفِي قالت قافْ ** لا تَحْسَبِي أنّا نسينا الإيجاف.
قاف: قافل على لغة الاختزال، بمعنى عائد على دربه، من قفل إذا رجع من سفر، شأن من يتبع الأثر؛ ليهتدي به في طريق عودته كالقافلة؛ كيلا تضل فتهلك.
وسورة ق من أولها إلى آخرها في إثبات المعاد، والإحالة الموضعية هي: "رجع بعيد" من قوله تعالى: "أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد"، فأكذبهم الله وأنكر عليهم عدم تصديقهم بأمر البعث والنشور، وذكر دلائل ظاهرة وبراهين ساطعة على أن الحشر يسير، فكأنه أقسم للإنسان: قافل إلى ربك والقرآن المجيد.
فكما ترجع القافلة على آثارها، وكما يرجع قاف الأثر على الأثر ليهتدي إلى صاحبه، أفلا تهتدون أنتم بهذه الآيات وتصدقون بالحشر، وتعودون إلى الله!
قاف: قافل إلى ربك، وراجع إلى مولاك، عود على بدء لا محالة؛ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد.
الجزء الثاني:شواهد الاختزال:
نقلا من معاني القرآن وإعرابه للزجاج:
... قالَ أبُو إسْحاقَ: والَّذِي أخْتارُهُ مِن هَذِهِ الأقْوالِ الَّتِي قِيلَتْ في قَوْلِهِ - عَزَّ وجَلَّ -: ”الم“، بَعْضُ ما يُرْوى عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ -، وهو أنَّ المَعْنى: ”الم“: ”أنا اللَّهُ أعْلَمُ“، وأنَّ كُلَّ حَرْفٍ مِنها لَهُ تَفْسِيرُهُ، والدَّلِيلُ عَلى ذَلِكَ أنَّ العَرَبَ تَنْطِقُ بِالحَرْفِ الواحِدِ تَدُلُّ بِهِ عَلى الكَلِمَةِ الَّتِي هو مِنها، قالَ الشّاعِرُ:
قُلْنا لَها قِفِي قالَتْ قافْ ∗∗∗ لا تَحْسَبِي أنّا نَسِينا الإيجافْ
فَنُطِقَ بِقافٍ فَقَطْ، يُرِيدُ قالَتْ: ”أقِفُ“، وقالَ الشّاعِرُ أيْضًا:
نادَوْهُمُ أنْ ألْجِمُوا ألاتا ∗∗∗ قالُوا جَمِيعًا كُلُّهم ألا فا
تَفْسِيرُهُ: ”نادَوْهم أنْ ألْجِمُوا، ألا تَرْكَبُونَ؟ قالُوا جَمِيعًا: ألا فارْكَبُوا“، فَإنَّما نُطِقَ بِتاءٍ، وفاءٍ، كَما نُطِقَ الأوَّلُ بِقافِ، وأنْشَدَ بَعْضُ أهْلِ اللُّغَةِ لِلْقَيِّمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مالِكٍ:
إنْ شِئْتَ أشْرَفْنا كِلانا فَدَعا ∗∗∗ اللَّهَ رَبًّا جُهْدَهُ فَأسْمَعا
بِالخَيْرِ خَيْراتٍ وإنْ شَرًّا فَآ ∗∗∗ ولا أُرِيدُ الشَّرَّ إلّا أنْ تَآ
وَأنْشَدَ النَّحْوِيُّونَ:
بِالخَيْرِ خَيْراتٍ وإنْ شَرًّا فا ∗∗∗ ولا أُرِيدُ الشَّرَّ إلّا أنْ تا
يُرِيدُونَ: ”إنْ شَرًّا فَشَرٌّ، ولا أُرِيدُ الشَّرَّ إلّا أنْ تَشاءَ“، أنْشَدَ جَمِيعُ البَصْرِيِّينَ ذَلِكَ، فَهَذا الَّذِي أخْتارُهُ في هَذِهِ الحُرُوفِ،
واللَّهُ أعْلَمُ بِحَقِيقَتِها... أ.هـ
والله أعلم.