(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ) (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)؟؟

إنضم
09/09/2009
المشاركات
80
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
كيف نجمع قوله تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ) وهو يفيد أن الله شيء. مع قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)؟؟
فهذا الكلام يفيد ظاهرا أن الله شيء وأنه خلق ذلك الشيء وهو نفسه تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
فهذا باطل من باب العقيدة، لكن كيف نجمع بينهما؟ وأيهما يؤول؟
 
هذه المسألةُ وهي وصفُ الله بأنهُ شيئٌ مما وقع فيه الخلافُ بين المسلمين , وقد ذهبَ بعضُ المبتدعة إلى تكفير من يقول بذلك.

وقد فصَّـلَ الإمامُ أبو حيان إجابةَ هذا الإشكـال والجمعَ بينهُ وبين الآية الثانية , وساقَ خلافَ العُلماء في ذلك , وذكر أنَّ مذهب جمـاهيرهم جواز إطلاق ذلك على الله تعالى لأمور:

1- أنهُ تعالى شيئٌ ولكن لا يشكلُ على ذلك أنَّ مخلوقاته كلها أشيـاء , إذ لا يلزمُ من الاشتراك في الصفة مماثلةُ المشتركَـيْـن , كما أنهُ موجودٌ ومخلوقاته موجودة , فهو شيئٌ ولكـن ليس كمثله شيء.

2-أن لفظ شيء هو أعم الألفاظ ومتى صدق الخاص صدق العامّ , فمتى صدق كونه تعالى ذاتاً حقيقة وجب أن يصدُق كونه شيئاً , سيَّـما والأمرُ في الآية واضحٌ (قل الله أكبرُ شهادةً) أي أكبرُ الأشياء شهادة , وهو اندراجٌ يرادُ به العُـموم , كما قال الله (كل شيء هالك إلا وجهه) أي ذاتَـه , وهذا الاستثنـاءُ صريحٌ في دخول المستثنى وهو (وجهَـهُ) في المستثنى منهُ وهو (كل شيئ).

وذهب بعضُ أهل العلم إلى أنهُ تعالى مخصوصٌ بالدليلِ العقلي عن أن يعُـمَّ ذاتهُ العليةَ عمومُ آية (الله خالقُ كل شيءٍ)
 
بارك الله فيكم
إذن هل نفهم أن قوله تعالى (خالق كل شيء) عام مخصوص بذاته وصفاته؟
إذا كان كذلك فما هي القرينة التي أخرجت ذاته وصفاته تعالى من هذا العموم؟
 
بارك الله فيكم
إذن هل نفهم أن قوله تعالى (خالق كل شيء) عام مخصوص بذاته وصفاته؟
إذا كان كذلك فما هي القرينة التي أخرجت ذاته وصفاته تعالى من هذا العموم؟


نعم بارك الله فيك.

أمَّـا القرينةُ فهي ما قد يُسميها بعضُ من يمنعُ تخصيص العقل لعموم الأدلة كما فهمتُ من كلامك ( العام الذي أريد به الخصوص ) وعند من لا يرى بأسا في ذلك هي:

الدليلُ العقليُّ في أنَّ لفظ (كل شيءٍ) يمتنعُ صدقُـهُ على كل الأشيـاءِ فنتجَ عن ذلك إلزامُ العقل بإرادة البعضِ دون كل أفراد العموم والذي لا يقبَـلُ كون الخالقِ مخلوقاً , والتسليمُ بذلك - تعالى الله عنهُ - يلزمُ منه الكذبُ تعالى الله عن ذلك.
 
كيف نجمع قوله تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ) وهو يفيد أن الله شيء. مع قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)؟؟
فهذا الكلام يفيد ظاهرا أن الله شيء وأنه خلق ذلك الشيء وهو نفسه تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
فهذا باطل من باب العقيدة، لكن كيف نجمع بينهما؟ وأيهما يؤول؟

الآية لا تفيد أن الله شيء وهذا القول لا ينفي أن يكون لله ذات وصفات مغايرة لكل شيء ، وإذا كان الله تعالى ليس كمثله شيء وهو مغاير لكل شيء فلا يجوز إدخاله في عموم ما دلت عليه الآية.
ومعنى الآية هو أن كان هناك من تعظمون شهادته وترضونها فالله تعالى أكبر من كل ما تعظمون ويكفي شاهدا بيني وبينكم.

وعليه فليس في الاية إشكال ولا تحتاج إلى تأويل.

والله أعلى وأعلم.
 
الأستاذ محمود جزاك الله خيرا
هل نقول نفس الكلام في قوله تعالى: (فعال لما يرد)
أي هل يتناول فعله ذاته وصفاته؟ أي يفعل في ذاته وصفاته ما يريد فعله بهما؟ أم أن قوله تعالى: (فعال لما يريد) لا يتناول إلا مخلوقاته؟
وهل الدليل على التخصيص عقلي؟ ما هو نظمه؟
 
الأستاذ محمود جزاك الله خيرا
هل نقول نفس الكلام في قوله تعالى: (فعال لما يرد)
أي هل يتناول فعله ذاته وصفاته؟ أي يفعل في ذاته وصفاته ما يريد فعله بهما؟ أم أن قوله تعالى: (فعال لما يريد) لا يتناول إلا مخلوقاته؟
وهل الدليل على التخصيص عقلي؟ ما هو نظمه؟

اسمح لي الأخ الفاضل على التطفل

لماذا لا تتدبر القول :"فعال لمايريد" أليس هذا من صفات الله تعالى؟ أليس من صفاته ما هو صفات أفعال؟
أليس فعله المتناول لخلقه صادر عن ذاته وصفاته؟
 
في كتاب (الحيدة والاعتذار في الرد علة من قال بخلق القرآن) للكناني تناول لهذه الآية يحسن الرجوع إليه، ومما قاله في الرد على بشر: ((إن الله عز وجل أجرى على كلامه ما أجراه على نفسه إذ كان كلامه من صفاته فلم يتسم بالشيء ولم يجعل الشيء اسما من أسمائه، ولكنه دل على نفسه أنه شيء وأكبر الأشياء إثباتا للوجود ونفيا للعدم، وتكذيباً منه للزنادقة، والدهرية، ومن تقدمهم ممن جحد معرفته وأنكر ربوبيته من سائر الأمم فقال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ} فدل على نفسه أنه شيء ليس كالأشياء، وأنزل في ذلك خبرا خاصا مفردا لعلمه السابق أن جهما وبشرا ومن قال بقولهما سيلحدون في أسمائه ويشبهون على خلقه، ويدخلونه وكلامه في الأسماء المخلوقة، قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ َهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فأخرج نفسه وكلامه وصفاته من الأشياء المخلوقة بهذا الخبر تكذيبا لمن ألحد في كتابه، وافترى عليه، وشبهه بخلقه، قال عز وجل: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ. وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ}. ثم عدد أسماءه في كتابه ولم يتسم بالشيء ولم يجعله أسما من أسمائه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) ثم عدها فلم نجده جعل الشيء اسما لله عز وجل...))
 
أشكرك على هذا النقل أخي يوسف. وفيه رد على أخي حجازي الذي أنكر أن الله شيء، ولو لا كالأشياء.
أخي حجازي: هل قولنا: صادر عن ذاته وصفاته. مثل قولنا: صادر للتأثير في ذاته وصفاته. إذا كان هنالم فرق فالآية لا تدل على أنه فعال في ذاته. بل فعال في مخلوقاته.
 
أشكرك على هذا النقل أخي يوسف. وفيه رد على أخي حجازي الذي أنكر أن الله شيء، ولو لا كالأشياء.
أخي حجازي: هل قولنا: صادر عن ذاته وصفاته. مثل قولنا: صادر للتأثير في ذاته وصفاته. إذا كان هنالم فرق فالآية لا تدل على أنه فعال في ذاته. بل فعال في مخلوقاته.

الأخ الفاضل علي

أتمنى أن تعيد قراءة ما كتبه الأخ يوسف.

مع تمنياتي لك بالتوفيق
 
عودة
أعلى