بشير عبدالعال
Member
قوله تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) }
قال ابنُ كثيرٍ رَحمَه اللهُ ...............
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظي وَغَيْرِهِ قَالُوا: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: مَا أَرَى قُرّاءنا هَؤُلَاءِ إِلَّا أَرْغَبَنَا بُطُونًا، وَأَكْذَبَنَا أَلْسِنَةً، وَأَجْبَنَنَا عِنْدَ اللِّقَاءِ. فرُفع ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَقَدِ ارْتَحَلَ وَرَكِبَ نَاقَتَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ. فَقَالَ: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} إِلَى قَوْلِهِ: {مُجْرِمِينَ} وَإِنَّ رِجْلَيْهِ لَتَنْسِفَانِ الْحِجَارَةَ وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِنِسْعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ في غزوة تبوك في مجلس مَا رَأَيْتُ مِثْلَ قُرائنا هَؤُلَاءِ، أرغبَ بُطُونًا، وَلَا أكذبَ أَلْسُنًا، وَلَا أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاءِ. فَقَالَ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ: كذبتَ، وَلَكِنَّكَ مُنَافِقٌ. لَأُخْبِرَنَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَزَلَ الْقُرْآنُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: وَأَنَا رَأَيْتُهُ مُتَعَلِّقًا بحَقَب نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنكُبُه الْحِجَارَةُ وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ. وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} .وَقَدْ رَوَاهُ اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا .
قال السّعدي رحمه الله .............
وفي هذه الآيات دليلٌ على أن مَن أسرَّ سريرةً خصوصا السَّريرة التي يَمكر فيها بِدينه ويَستهزئ به وبآياته وَرَسُولِهِ- فإن اللّه تعالى يُظهرها ويفضحُ صاحبَها ويُعاقبه أشدَّ العُقُوبةِ..وأن من استهزأ بشيء من كِتابِ اللّهِ أو سنة رسوله الثابتة عنه أو سخر بذلك أو تنقصه أو استهزأ بالرَّسول أو تَنقَّصَه فإنه كافرٌ باللّه العظيم- وأن التَّوبةَ مقبولةٌ من كل ذنب وإن كان عظيما .
قال في محاسنِ التّأويلِ ..............
قال في " الإكليل " : قال إلكيا : فيه دلالة على أن اللاعبَ والجادّ في إظهار كَلَمة الكُفر سواء ، وأن الإستِهزاءَ بآياتِ اللهِ كفرٌ - انتهى - .
قال الرَّازي : لأن الإستهزاءَ يَدلُ على الاستخفافَ ، والعُمدةُ الكُبرى في الإيمان تعظيمُ اللهِ تعَالَى بأقصَى الإمَكانِ ، والجَمعُ بينهما مُحالٌ .
وقال الإمامُ ابنُ حزمٍ في " المِللِ " : كلُّ ما فيه كُفرٌ بالبَارئ تعاَلى ، واستخفافٌ به ، أو بنبيّ مِن أنبيائه ، أو بمَلك مِن مَلائكته ، أو بآية مِن آياته عزَّ وجلَّ ، فلا يحلُّ سماعُه ، ولا النُّطق به ، ولا يَحلّ الجلوسُ حيثُ يُلفظُ به . ثم سَاقَ الآية .
قَالَ البَغوي رَحمَه اللهُ في تَفسيرِه...................
فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ قَالَ: أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ وَهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ؟ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَظْهَرْتُمُ الكفر بعد ما أَظْهَرْتُمُ الْإِيمَانَ.
قال في تَفسيرِ اللبابِ ................
وَالِاسْتِهْزَاءُ بِاللَّهِ: هو الاستهزاءُ بتكاليفِ الله، والاستهزاءُ بذكر الله، فإنَّ أسماءَ الله قد يَستهزىءُ بها الكافرُ، كما أنَّ المؤمنَ يُعظمها. والمرادُ بالاستهزاء ب «آيَاتِهِ» هو القرآنُ، وسائر ما يدلُّ على الدين، والرسول معلوم.
قال في التَّحريرِ والتَّنويرِ ..................
وَالِاسْتِهْزَاءُ بِاللَّهِ وَبِآيَاتِهِ إِلْزَامٌ لَهُم: لأنّهم استهزأوا بِرَسُولِهِ وَبِدِينِهِ، فَلَزِمَهُمُ الِاسْتِهْزَاءُ بِالَّذِي أَرْسَلَهُ بِآيَاتِ صِدْقِهِ.
وَقَدْ أَنْبَأَ عَنْ ذَلِكَ إِضَافَةُ الْإِيمَانِ إِلَى ضَمِيرِهِمْ دُونَ تَعْرِيفِ الْإِيمَانِ بِاللَّامِ الْمُفِيدَةِ لِلْحَقِيقَةِ، أَيْ بَعْدَ إِيمَانٍ هُوَ مِنْ شَأْنِكُمْ، وَهَذَا تَعْرِيضٌ بِأَنَّهُ الْإِيمَانُ الصُّورِيُّ غَيْرُ الْحَقِّ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى الْآتِي:{ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ }[التَّوْبَة: 74] وَهَذَا مِنْ لَطَائِفِ الْقُرْآن.
قال ابنُ كثيرٍ رَحمَه اللهُ ...............
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظي وَغَيْرِهِ قَالُوا: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: مَا أَرَى قُرّاءنا هَؤُلَاءِ إِلَّا أَرْغَبَنَا بُطُونًا، وَأَكْذَبَنَا أَلْسِنَةً، وَأَجْبَنَنَا عِنْدَ اللِّقَاءِ. فرُفع ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَقَدِ ارْتَحَلَ وَرَكِبَ نَاقَتَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ. فَقَالَ: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} إِلَى قَوْلِهِ: {مُجْرِمِينَ} وَإِنَّ رِجْلَيْهِ لَتَنْسِفَانِ الْحِجَارَةَ وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِنِسْعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ في غزوة تبوك في مجلس مَا رَأَيْتُ مِثْلَ قُرائنا هَؤُلَاءِ، أرغبَ بُطُونًا، وَلَا أكذبَ أَلْسُنًا، وَلَا أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاءِ. فَقَالَ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ: كذبتَ، وَلَكِنَّكَ مُنَافِقٌ. لَأُخْبِرَنَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَزَلَ الْقُرْآنُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: وَأَنَا رَأَيْتُهُ مُتَعَلِّقًا بحَقَب نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنكُبُه الْحِجَارَةُ وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ. وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} .وَقَدْ رَوَاهُ اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا .
قال السّعدي رحمه الله .............
وفي هذه الآيات دليلٌ على أن مَن أسرَّ سريرةً خصوصا السَّريرة التي يَمكر فيها بِدينه ويَستهزئ به وبآياته وَرَسُولِهِ- فإن اللّه تعالى يُظهرها ويفضحُ صاحبَها ويُعاقبه أشدَّ العُقُوبةِ..وأن من استهزأ بشيء من كِتابِ اللّهِ أو سنة رسوله الثابتة عنه أو سخر بذلك أو تنقصه أو استهزأ بالرَّسول أو تَنقَّصَه فإنه كافرٌ باللّه العظيم- وأن التَّوبةَ مقبولةٌ من كل ذنب وإن كان عظيما .
قال في محاسنِ التّأويلِ ..............
قال في " الإكليل " : قال إلكيا : فيه دلالة على أن اللاعبَ والجادّ في إظهار كَلَمة الكُفر سواء ، وأن الإستِهزاءَ بآياتِ اللهِ كفرٌ - انتهى - .
قال الرَّازي : لأن الإستهزاءَ يَدلُ على الاستخفافَ ، والعُمدةُ الكُبرى في الإيمان تعظيمُ اللهِ تعَالَى بأقصَى الإمَكانِ ، والجَمعُ بينهما مُحالٌ .
وقال الإمامُ ابنُ حزمٍ في " المِللِ " : كلُّ ما فيه كُفرٌ بالبَارئ تعاَلى ، واستخفافٌ به ، أو بنبيّ مِن أنبيائه ، أو بمَلك مِن مَلائكته ، أو بآية مِن آياته عزَّ وجلَّ ، فلا يحلُّ سماعُه ، ولا النُّطق به ، ولا يَحلّ الجلوسُ حيثُ يُلفظُ به . ثم سَاقَ الآية .
قَالَ البَغوي رَحمَه اللهُ في تَفسيرِه...................
فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ قَالَ: أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ وَهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ؟ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَظْهَرْتُمُ الكفر بعد ما أَظْهَرْتُمُ الْإِيمَانَ.
قال في تَفسيرِ اللبابِ ................
وَالِاسْتِهْزَاءُ بِاللَّهِ: هو الاستهزاءُ بتكاليفِ الله، والاستهزاءُ بذكر الله، فإنَّ أسماءَ الله قد يَستهزىءُ بها الكافرُ، كما أنَّ المؤمنَ يُعظمها. والمرادُ بالاستهزاء ب «آيَاتِهِ» هو القرآنُ، وسائر ما يدلُّ على الدين، والرسول معلوم.
قال في التَّحريرِ والتَّنويرِ ..................
وَالِاسْتِهْزَاءُ بِاللَّهِ وَبِآيَاتِهِ إِلْزَامٌ لَهُم: لأنّهم استهزأوا بِرَسُولِهِ وَبِدِينِهِ، فَلَزِمَهُمُ الِاسْتِهْزَاءُ بِالَّذِي أَرْسَلَهُ بِآيَاتِ صِدْقِهِ.
وَقَدْ أَنْبَأَ عَنْ ذَلِكَ إِضَافَةُ الْإِيمَانِ إِلَى ضَمِيرِهِمْ دُونَ تَعْرِيفِ الْإِيمَانِ بِاللَّامِ الْمُفِيدَةِ لِلْحَقِيقَةِ، أَيْ بَعْدَ إِيمَانٍ هُوَ مِنْ شَأْنِكُمْ، وَهَذَا تَعْرِيضٌ بِأَنَّهُ الْإِيمَانُ الصُّورِيُّ غَيْرُ الْحَقِّ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى الْآتِي:{ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ }[التَّوْبَة: 74] وَهَذَا مِنْ لَطَائِفِ الْقُرْآن.