قُصاصةٌ في علم عدّ الآي

إنضم
30/04/2011
المشاركات
60
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المدينة النبوية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وبعد:
كنت قد كتبتُ فيما سلف على صفحتي في موقع التواصل (تويتر) تغريداتٍ عشرين في علم عدّ الآي؛ الذي هو أحد علوم القراءات النضيدة، الجميلة المفيدة
وهذه التغريدات المختصرة المنحصرة -التي جمعتها من كتب الفنّ- عَنَيْتُ بها غير المختصين؛ ليظفروا بشيء -ولو قليل- من هذا العلم الجليل!
وقد طلب منّي أكثر من أخٍ بأن أجمعَها في مكانٍ واحد؛ فأجبت سؤلهم، وصنعت نَوْلهم؛ والله الموفق، والهادي إلى سواء السبيل....


* علم عدّ الآي: فنٌّ يُبحث فيه عن سور القرآن وآياته؛ من حيث بيانُ عدد آي كل سورة، ورأسُ كل آية ومبدؤها


* لهذا العلم عدّة فوائد؛ منها:
1) يُحتاج إليه لصحة الصلاة؛ فقد قال الفقهاء فيمن لم يحفظ الفاتحة بأن يأتي بدلها بسبع آيات
2) اعتباره سبباً لنيل الأجر الموعود به على تعلّم عدد مخصوص من الآيات، أو قراءتها قبل النوم مثلاً؛ كآية الكرسي وغيرها
3) اعتباره لصحة الخطبة؛ فقد أوجبوا فيها قراءة آية كاملة
4) اعتباره في الوقف المسنون؛ إذ الوقف على رؤوس الآي سنّة؛ كما في حديث أمّ سلمة
(كان النبي يُقطّع قراءته.. الخ)
5) اعتباره في باب الإمالة؛ فإنّ من القراء من يوجب تقليل رؤوس آي السور الإحدى عشر؛ كورش وأبي عمرو
6) الاحتياج إليه في معرفة مايُسنّ قراءته بعد الفاتحة في الصلاة؛ فقد نصوا على أن من السنة قراءة ثلاث آيات قصار أو آية طويلة


* أهل العدد المعتبرون سبعة:
المدني الأول
المدني الأخير
المكي
الدمشقي
الحمصي
الكوفي
البصري


* العدّ المدني الأول: [6217 آية]
وهو ما يرويه نافع عن شيخيه أبي جعفر وشيبة بن نصاح؛ وهذا في رواية الكوفيين عنهم


* عدّ المدني الأخير: هو ما يرويه إسماعيل بن جعفر عن سليمان بن جماز عن شيبة وأبي جعفر
وعدد آي القرآن عنده [6214 آية]


* العدّ المكي: مارواه الداني بسنده إلى عبدالله بن كثير عن مجاهدبن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله
وعدد الآي فيه[6210]


* العدّ البصري: ما يرويه عطاء بن يسار وعاصم الجحدري
وهو ما ينسب بعد إلى أيوب بن المتوكل

* العد الكوفي: ما رواه حمزة الزيات وسفيان إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ وهذا يختلف عن روايتهم عن المدنيين


* العدّ الدمشقي: وهو ما أضيف إلى ابن عامر من رواية يحيى الذماري عنه عن أبي الدرداء وجملته [6227 آية]


* العد الحمصي: وهو ما رواه أبو حيوة شريح ابن يزيد الحضرمي مسنداً إلى خالد بن معدان السلمي وهو عن جماعة من الصحابة
والعدد عنده[6232آية]


* الفاصلة: هي آخر كلمة في الآية
وهي مرادفةٌ لرأس الآية
وهي بمثابة القافية في الشعر


* الآية: هي طائفة من القرآن ذات مبدأ ومقطع مستغنية عما قبلها وما بعدها تحقيقاً أو تقديراً غير مشتملة على مثلها دالةٌ على انقطاع الكلام عندها


* تُعرف رؤوس الآي بأربع طرق:
1) مساواة الآية لما قبلها وما بعدها طولاً وقِصَراً
2) مشاكلة الفاصلة لغيرها مما هو معها في السورة
3) الاتفاق على عدّ نظائرها
4) انقطاع الكلام عندها


* أنواع المشاكلة أربعة:
1) المشاكلة في الحرف الأخير؛ وهو حرف مد مثل آي سورة النساء
2) المشاكلة في الحرف الأخير؛ وهو ليس حرف مد مثل آي سورة القمر
3) المشاكلة في الحرف قبل الأخير وهو حرف مد مثل آي سورة ابراهيم
4) المشاكلة في الحرف قبل الأخير وهو ليس حرف مد مثل آي سورة محمد


* من المؤلفات في هذا العلم:
البيان للداني
وناظمة الزهر للشاطبي
وحسن المدد للجعبري
والفرائد الحسان للقاضي
وغيرها


* من الأمثلة على اختلاف أهل العدد:
(أنعمت عليهم) في سورة الفاتحة يُسقطها المكي والكوفي فلا يعدونها، لكن يعدان البسملة
والباقون يعدون (أنعمت عليهم) ويسقطون البسملة فلا يعدونها


* هذه تمام عشرين تغريدة بحمد الله في هذا الفنّ العزيز
أسأل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها
وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل

وصلى الله وسلم على نبينا محمد..
 
عودة
أعلى