عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
قوله تعالى
( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ) التوبة [52]
قوله « تربصون »: فيه حذف إحدى التاءين من الأصل.
قاله السيوطي.
قلت ( عبدالرحيم ): أصله تتربصون؛ لكن أذغمت إحدى التاءين في الأخرى للتخفيف.
وما جاء من حذف إحدى التاءين وإدغامها في أول المضارع؛ في القرآن كثير جدا.
وسأسوق لك جملة من الأمثلة عسى أن تكون عونا لك على فهم كلام الله؛ فمن ذلك:
*قوله تعالى ( تساقط عليك رطبا )*؛ قال الإيجي الشافعي: تتساقط النخلة.
قال نجم الدين النيسابوري: تتساقط، أدغمت التاء في السين.
*وقوله ( يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض )*: أي تتسوى. قال في مفاتيح الأغاني: والمعنى (تَتَسَوَّى ) فأدغمت التاء في السين.
*وقوله ( تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان )*: قال السمرقندي: أصله تتظاهرون، فأدغم إحدى التاءين في الظاء.
*وقوله ( وإن تظاهرا عليه )*: قال الواحدي، والبغوي، والقرطبي: أي تتظاهرا.
*وقوله ( ولا تعانوا على الإثم والعدوان )*: قال أبو السعود: وأصل لا تعاونوا لا تتعاونوا فحذف منه إحدى التاءين تخفيفا.
*وقوله ( ولا تيمموا الخبيث )*: قال في البحر المحيط: أصله: تَتَيَمَّمُوا، فأدغم التَّاء في التَّاء. قال ابن قتيبة: لا تقصدون.
*وقوله ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم )*: قال السمعاني: وأصله: تتوفاهم، فأدغمت إحدى التاءين تخفيفا.
*وقوله ( يوم لا تكلم نفس إلا بإذنه )*: قال الخطيب الشربيني: فيه حذف إحدى التاءين. قال الإيجي، والبغوي، والثعلبي، والنسفي، والقرطبي: أي لا تتكلم.
*وقوله ( إذ تلقونه بألسنتكم )*: قال سراج الدين النعماني في اللباب: والأصل: تتلقونه، فحذف إحدى التاءين.
*وقوله ( تنزل الملائكة والروح فيها )*: قال السمرقندي: يعني تتنزل الملائكة من كل سماء.
*وقوله ( أن تبدل بهن )*: قال ابن عاشور: أصله : تتبدل بتاءين حذفت إحداهما تخفيفا.
*وقوله ( لا تناصرون )*: قال صديق حسن خان: وأصل تناصرون: تتناصرون فطرحت إحدى التاءين تخفيفا. قال السمعاني، والبغوي: أي لا تتناصرون.
*وقوله ( تكاد تميز من الغيظ )*: قال ابن عاشور: أصله تتميز، أي تنفصل، أي تتجزأ أجزاءً. قال الفراء: تقطع عليهم غيظا.
*وقوله ( فأنت عنه تلهى )*: قال القرطبي، والنسفي: أصله تتلهى. قال الزجاج: أي: تتشاغل عنه.
*وقوله ( فأنذرتكم ناراً تلظى )*: قال أبو بكر السجستاني: أصله تتلظى.
*وقوله ( تنزل الملائكة والروح فيها )*: قال الثعلبي: أي تتنزل.
قال الشنقيطي في أضواء البيان: أصله تتنزل فحذفت إحدى التاءين.
وبنحوه قال ابن عاشور وزاد: اختصارا.
وكذا القول في *قوله ( على من تنزل الشياطين )*: يعني تتنزل.
*وقوله ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )*: قال محيي الدين درويش: بترك إحدى التاءين وأصله تتبرجن أي تتبخترن في مشيكن.
*وقوله ( ولا تجسسوا )*: قال إسماعيل حقي البروسوي: أصله لا تتجسسوا حذف منه احدى التاءين أي ولا تبحثوا عن عورات المسلمين وعيوبهم.
*وقوله ( لتعارفوا )*: قال الزحيلي: أصله لتتعارفوا، حذف منه إحدى التاءين.
*وقوله ( ولا تنابزوا بالألقاب )*: قال الرازي: ولا تنابزوا لا تتنابزوا أسقطت إحدى التاءين.
*وقوله ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم )*: تولوهم: يعني تتولوهم.
*وقوله ( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )*: قال محمد رشيد رضا: أصله فتتفرق حذفت منه إحدى التاءين.
*وقوله ( فإذا هى تلقف ما يأفكون )*: أي تتلقف: أي تبتلع_ تلتهم بسرعة. قال البيضاوي: وأصله تتلقف فحذفت إحدى التاءين.
*وقوله ( لما تخيرون )*: قال إبراهيم الأبياري في الموسوعة القرآنية: لما تتخيرون.
*وقوله ( ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون )*: أصله ولا تتلولوا.
*وقوله ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )*: أي ولا تتنازعوا.
انتهى بحمد الله المنان.
ونعود إلى تفسير الآية؛ التي نحن بصددها من سورة التوبة:
*قوله تعالى «قل هل تربصون بنا»*: أي: تنتظرون بنا.
قاله ابن جزي الغرناطي، والدين البيضاوي، والنسفي، والشوكاني، وغيرهم.
وزاد الشوكاني: هل.
قال الجرجاني: أي تنتظرون انتظارا عظيما.
قال الثعلبي، والبغوي: تنتظرون بنا أيها المنافقون.
وبنحوه قال صديق حسن خان.
قال الواحدي في الوسيط: أي قل للمنافقين هل تنتظرون أن يقع بنا.
قال القرطبي: واللفظ استفهام والمعنى توبيخ.
قال الشوكاني: ومعنى الاستفهام التقريع والتوبيخ.
قلت ( عبدالرحيم ): *قوله تعالى ( قل هل تربصون بنا )*: أي هل تنتظرون بنا؛ قال القرطبي: والتربص الانتظار. يقال: تربص بالطعام أي انتظر به إلى حين الغلاء. ا. هـ
قلت: ومنه *قوله تعالى ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )*: قال البغوي: ينتظرن.
*وقوله ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا )*: قالت كاملة الكواري: ينتظرن في العدة ويحبسن أنفسهن من الزواج، ومن المفسرين من ذهب إلى أن «بأنفسهن» توكيد زيدت فيه الباء.
*وقوله ( قل كل متربص فتربصوا )*: قال الخضيري: أي منتظر.
*وقوله ( ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم )*: وانتظرتم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين الدوائر. قال الخضيري: ترقبتم حصول النوائب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمؤمنين معه.
*وقوله ( نتربص به ريب المنون )*: ننتظر أن تنزل به - يعنون النبي صلى الله عليه وسلم - حوادث الدهر، ومصائبه.
*وقوله ( ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا ويتربص بكم الدوائر)*: يعني: ينتظر بكم الموت والقتل.
*وقوله (قل تربصوا فإني معكم من المتربصين )*: انتظروا فإني معكم من المنتظرين.
انتهى
*قوله « إلا إحدى»*: العاقبتين.
قاله السيوطي.
قال البيضاوي: إلا إحدى العاقبتين اللتين كل منهما حسنى العواقب: النصرة والشهادة.
قال ابن جزي: إلا إحدى أمرين: إما الظفر والنصر، وإما الموت في سبيل الله وكل واحد من الخصلتين حسن.
*قوله «الحسنيين»*: تثنية حسنى تأنيث أحسن: النصر أو الشهادة.
قاله السيوطي.
وبعبارة أوضح:
قال السمعاني: تثنيه الحسنى: الحسنيان، أحدهما: الظفر، والأخرى: الشهادة.
قال القرطبي: والحسنى تأنيث الأحسن. وواحد الحسنيين حسنى، والجمع الحسنى. ولا يجوز أن ينطق به إلا معرفا. لا يقال: رأيت امرأة حسنى.
والحسنيان: النصر والشهادة.
قاله الزجاج، والفراء، والبغوي، وابن الجوزي، والإيجي، وأبو السعود، والشوكاني وغيرهم.
إلا أن الفراء قال: الظفر أو الشهادة.
وزاد البغوي: والغنيمة والمغفرة.
وقال مكي في المشكل: والحسنيان: الشهادة والغنيمة.
وبه قال السمرقندي.
قال الثعلبي: إما النصر والفتح مع الأجر الكبير، وأما القتل والشهادة وفيه الفوز الكبير.
وبنحوه قال مقاتل بن سليمان.
*قوله «ونحن نتربص بكم»*: ننتظر بكم إحدى السوأتين؛ الأولى: عذاب من عنده؛ كصاعقة من السماء؛ كما *قال تعالى ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود )*؛ وإن كانت الآية نزلت في المشركين؛ قبل ظهور النفاق؛ فالعبرة بعموم اللفظ.
والثانية: أسر وقتل بأيدينا. وسيأتي مزيد بيان.
قال السمعاني، وغيره: ننتظر بكم.
قال البغوي: إحدى السوأتين.
*قوله «أن يصيبكم الله بعذاب من عنده»*: أي عقوبة تهلككم كما أصاب الأمم الخالية من قبلكم.
قاله القرطبي، وبنحوه قال البغوي، وغيرهم.
قال الجرجاني: أي لا تسبب لنا فيه كما أهلك القرون الأولى بصائر للناس.
قال السمعاني: العذاب من عنده هو القارعة تنزل من السماء، والعذاب بأيدي المؤمنين هو العذاب بالسيف.
قال الشوكاني: أي قارعة نازلة من السماء فيسحتكم بعذابه.
قال النسفي: وهو قارعة من السماء كما نزلت على عاد وثمود.
قال الإيجي: بقارعة وبلاء من السماء.
قال ابن جزي: المصائب وما ينزل من السماء أو عذاب الآخرة.
قال ابن عباس: يعني الصواعق،
قال ابن جريج: يعني الموت.
حكاه الثعلبي، وابن الجوزي.
*قوله «أو»*: بعذاب.
قاله النسفي، وأبو السعود.
*قوله «بأيدينا»*: أي القتل.
قاله ابن جزي، والنسفي، وأبو السعود.
وزاد النسفي، وأبو السعود: على الكفر.
قال السيوطي: بأن يؤذن لنا في قتالكم.
قال البغوي: أي بأيدي المؤمنين إن أظهرتم ما في قلوبكم.
قال الزجاج: فأنتم تربصون بنا إحدى الحسنيين، ونحن نتربص بكم إحدى الشرتين. فبين ما تنتظرونه وننتظره فرق عظيم.
*قوله «فتربصوا»*: فانتظروا بنا ذلك.
قال السمرقندي: يعني: انتظروا بنا الهلاك.
قال الشوكاني: والأمر للتهديد.
وبه قال ابن جزي الغرناطي.
قال القرطبي: تهديد ووعيد. أي انتظروا مواعد الشيطان إنا منتظرون مواعد الله.
قال الحسن: فتربصوا مواعيد الشيطان إنا متربصون مواعيد الله من إظهار دينه واستئصال من خالفه.
حكاه البغوي، وبه قال في الوسيط.
قلت ( عبدالرحيم ): وهذا مصداقا لقوله عن إبليس ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا )، وقوله (وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ).
*قوله «إنا معكم متربِّصون»*: ما هو عاقبتكم فإذا لقي كل منا ومنكم ما يتربصه لا تشاهدون إلا ما يسرنا ولا نشاهد إلا ما يسوؤكم.
قاله أبو السعود.
*استطراد*:
قلت ( عبدالرحيم ): *قوله تعالى ( فتربصوا إنا معكم متربصون )*: أي فانتظروا هلاكنا على زعمكم، ونحن ننتظر هلاككم بوعد الله الذي لا خلف لمواعيده؛
فهذا النوع من الحوار في القرآن كثير؛ البالغ الغاية في الحجة، ووضوح المعتقد، مع وفرة العقل، وحفظ اللسان من الفحش، وما لا ينبغي؛ مهما بلغت حجة المخالف من ضعف العقل، وركاكة الكلمات؛ بقطع النظر عما قيل فيها من النسخ، أو فيمن نزلت؛ فلن يكن- صلوات الله وسلامه عليه - فاحشا أو متفحشا قبل أن يؤمر بقتالهم، ولا بعد أن أُمر بقتالهم؛
فمن ذلك:
*قوله تعالى ( فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين )*: تهديد، ووعيد. قال الطبري: فانتظروا عقابَ الله إياكم ، ونـزول سخطه بكم، إني من المنتظرين هلاككم وبوارَكم بالعقوبة التي تحلُّ بكم من الله،
*وقوله ( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون )*: قال ابن كثير: هذا تهديد شديد، ووعيد أكيد، أي: استمروا على طريقكم وناحيتكم إن كنتم تظنون أنكم على هدى ، فأنا مستمر على طريقتي ومنهجي، *كما قال تعالى: ( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون )*.
*ودواليك*:
*كقوله تعالى ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )*: معناه التبري منهم ، أي : لستم منا ولا نحن منكم ، بل ندعوكم إلى الله وإلى توحيده وإفراد العبادة له، فإن أجبتم فأنتم منا ونحن منكم ، وإن كذبتم فنحن برآء منكم وأنتم برآء منا. قاله ابن كثير.
*وقوله (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين )*: فقد قطع أطماعهم في استمالته - صلى الله عليه وسلم - إلى دينهم؛ بحجته وصراحته، بدون فحش أو نحوه.
*وقوله ( ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب )*: قال الطبري: يقول: إني أيضًا ذو رقبة لذلك العذاب معكم، وناظر إليه بمن هو نازل منا ومنكم؟.
*وقوله ( قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي )*: وحاشاه أن يضل بعدما هداه ربه؛ ( ووجدك ضالا فهدى ). قال الشيخ السعدي: لكن على سبيل التنزل في المجادلة - فإنما يضل على نفسه، أي: ضلاله قاصر على نفسه، غير متعد إلى غيره.
*وقوله ( وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون )*،
*وقوله ( قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون)*.
فإلى المسلمين عامة، وأولئك الذين يحاورون، ويناظرون أهل الكفر والبدع؛ خاصة
أقول:
أقيموا حجة الله على الخلق؛ بخلق هذا القرآن العظيم، بإظهار عقيدة الإسلام؛ بدون مداهنة؛ وإياكم والسباب، والفحش؛ فبه تخالفون أمر الله حين قال *( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم )*: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه. متفق عليه من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
فمن تسبب في قذف وسب أمه فهو في الواقع؛ من سبها؛ فكذا من تسبب في سب ربه، أو دينه، أو نبيه.
فليتق الله هؤلاء ولا يكونوا سببا في مسبة الله جل شأنه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
________________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، معاني القرآن وإعرابه للزجاج، معاني القرآن للفراء، ايجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، تفسير مقاتل بن سليمان، تفسير السمرقندي، الكشف والبيان للثعلبي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، جامع البيان للإيجي الشافعي، تفسير السمعاني، تفسير البغوي، تفسير القرطبي، أنوار التنزيل للبيضاوي، تفسير النسفي، التفسير الكبير للرازي، تفسير ابن جزي الغرناطي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير أبي السعود، فتح القدير للشوكاني، تفسير الجلالين، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني لأبي العلاء الحنفي، تفسير الطبري، تفسير ابن كثير، التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، إعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين درويش، روح البيان لإسماعيل حقي، التفسير المنير للزحيلي، المنار لرشيد رضا، تفسير السعدي، أضواء البيان للشنقيطي، الموسوعة القرآنية للأبياري، تفسير غريب القرآن لكاملة الكواري، السراج في بيان غريب القرآن للخضيري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ) التوبة [52]
قوله « تربصون »: فيه حذف إحدى التاءين من الأصل.
قاله السيوطي.
قلت ( عبدالرحيم ): أصله تتربصون؛ لكن أذغمت إحدى التاءين في الأخرى للتخفيف.
وما جاء من حذف إحدى التاءين وإدغامها في أول المضارع؛ في القرآن كثير جدا.
وسأسوق لك جملة من الأمثلة عسى أن تكون عونا لك على فهم كلام الله؛ فمن ذلك:
*قوله تعالى ( تساقط عليك رطبا )*؛ قال الإيجي الشافعي: تتساقط النخلة.
قال نجم الدين النيسابوري: تتساقط، أدغمت التاء في السين.
*وقوله ( يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض )*: أي تتسوى. قال في مفاتيح الأغاني: والمعنى (تَتَسَوَّى ) فأدغمت التاء في السين.
*وقوله ( تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان )*: قال السمرقندي: أصله تتظاهرون، فأدغم إحدى التاءين في الظاء.
*وقوله ( وإن تظاهرا عليه )*: قال الواحدي، والبغوي، والقرطبي: أي تتظاهرا.
*وقوله ( ولا تعانوا على الإثم والعدوان )*: قال أبو السعود: وأصل لا تعاونوا لا تتعاونوا فحذف منه إحدى التاءين تخفيفا.
*وقوله ( ولا تيمموا الخبيث )*: قال في البحر المحيط: أصله: تَتَيَمَّمُوا، فأدغم التَّاء في التَّاء. قال ابن قتيبة: لا تقصدون.
*وقوله ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم )*: قال السمعاني: وأصله: تتوفاهم، فأدغمت إحدى التاءين تخفيفا.
*وقوله ( يوم لا تكلم نفس إلا بإذنه )*: قال الخطيب الشربيني: فيه حذف إحدى التاءين. قال الإيجي، والبغوي، والثعلبي، والنسفي، والقرطبي: أي لا تتكلم.
*وقوله ( إذ تلقونه بألسنتكم )*: قال سراج الدين النعماني في اللباب: والأصل: تتلقونه، فحذف إحدى التاءين.
*وقوله ( تنزل الملائكة والروح فيها )*: قال السمرقندي: يعني تتنزل الملائكة من كل سماء.
*وقوله ( أن تبدل بهن )*: قال ابن عاشور: أصله : تتبدل بتاءين حذفت إحداهما تخفيفا.
*وقوله ( لا تناصرون )*: قال صديق حسن خان: وأصل تناصرون: تتناصرون فطرحت إحدى التاءين تخفيفا. قال السمعاني، والبغوي: أي لا تتناصرون.
*وقوله ( تكاد تميز من الغيظ )*: قال ابن عاشور: أصله تتميز، أي تنفصل، أي تتجزأ أجزاءً. قال الفراء: تقطع عليهم غيظا.
*وقوله ( فأنت عنه تلهى )*: قال القرطبي، والنسفي: أصله تتلهى. قال الزجاج: أي: تتشاغل عنه.
*وقوله ( فأنذرتكم ناراً تلظى )*: قال أبو بكر السجستاني: أصله تتلظى.
*وقوله ( تنزل الملائكة والروح فيها )*: قال الثعلبي: أي تتنزل.
قال الشنقيطي في أضواء البيان: أصله تتنزل فحذفت إحدى التاءين.
وبنحوه قال ابن عاشور وزاد: اختصارا.
وكذا القول في *قوله ( على من تنزل الشياطين )*: يعني تتنزل.
*وقوله ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )*: قال محيي الدين درويش: بترك إحدى التاءين وأصله تتبرجن أي تتبخترن في مشيكن.
*وقوله ( ولا تجسسوا )*: قال إسماعيل حقي البروسوي: أصله لا تتجسسوا حذف منه احدى التاءين أي ولا تبحثوا عن عورات المسلمين وعيوبهم.
*وقوله ( لتعارفوا )*: قال الزحيلي: أصله لتتعارفوا، حذف منه إحدى التاءين.
*وقوله ( ولا تنابزوا بالألقاب )*: قال الرازي: ولا تنابزوا لا تتنابزوا أسقطت إحدى التاءين.
*وقوله ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم )*: تولوهم: يعني تتولوهم.
*وقوله ( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )*: قال محمد رشيد رضا: أصله فتتفرق حذفت منه إحدى التاءين.
*وقوله ( فإذا هى تلقف ما يأفكون )*: أي تتلقف: أي تبتلع_ تلتهم بسرعة. قال البيضاوي: وأصله تتلقف فحذفت إحدى التاءين.
*وقوله ( لما تخيرون )*: قال إبراهيم الأبياري في الموسوعة القرآنية: لما تتخيرون.
*وقوله ( ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون )*: أصله ولا تتلولوا.
*وقوله ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )*: أي ولا تتنازعوا.
انتهى بحمد الله المنان.
ونعود إلى تفسير الآية؛ التي نحن بصددها من سورة التوبة:
*قوله تعالى «قل هل تربصون بنا»*: أي: تنتظرون بنا.
قاله ابن جزي الغرناطي، والدين البيضاوي، والنسفي، والشوكاني، وغيرهم.
وزاد الشوكاني: هل.
قال الجرجاني: أي تنتظرون انتظارا عظيما.
قال الثعلبي، والبغوي: تنتظرون بنا أيها المنافقون.
وبنحوه قال صديق حسن خان.
قال الواحدي في الوسيط: أي قل للمنافقين هل تنتظرون أن يقع بنا.
قال القرطبي: واللفظ استفهام والمعنى توبيخ.
قال الشوكاني: ومعنى الاستفهام التقريع والتوبيخ.
قلت ( عبدالرحيم ): *قوله تعالى ( قل هل تربصون بنا )*: أي هل تنتظرون بنا؛ قال القرطبي: والتربص الانتظار. يقال: تربص بالطعام أي انتظر به إلى حين الغلاء. ا. هـ
قلت: ومنه *قوله تعالى ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )*: قال البغوي: ينتظرن.
*وقوله ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا )*: قالت كاملة الكواري: ينتظرن في العدة ويحبسن أنفسهن من الزواج، ومن المفسرين من ذهب إلى أن «بأنفسهن» توكيد زيدت فيه الباء.
*وقوله ( قل كل متربص فتربصوا )*: قال الخضيري: أي منتظر.
*وقوله ( ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم )*: وانتظرتم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين الدوائر. قال الخضيري: ترقبتم حصول النوائب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمؤمنين معه.
*وقوله ( نتربص به ريب المنون )*: ننتظر أن تنزل به - يعنون النبي صلى الله عليه وسلم - حوادث الدهر، ومصائبه.
*وقوله ( ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا ويتربص بكم الدوائر)*: يعني: ينتظر بكم الموت والقتل.
*وقوله (قل تربصوا فإني معكم من المتربصين )*: انتظروا فإني معكم من المنتظرين.
انتهى
*قوله « إلا إحدى»*: العاقبتين.
قاله السيوطي.
قال البيضاوي: إلا إحدى العاقبتين اللتين كل منهما حسنى العواقب: النصرة والشهادة.
قال ابن جزي: إلا إحدى أمرين: إما الظفر والنصر، وإما الموت في سبيل الله وكل واحد من الخصلتين حسن.
*قوله «الحسنيين»*: تثنية حسنى تأنيث أحسن: النصر أو الشهادة.
قاله السيوطي.
وبعبارة أوضح:
قال السمعاني: تثنيه الحسنى: الحسنيان، أحدهما: الظفر، والأخرى: الشهادة.
قال القرطبي: والحسنى تأنيث الأحسن. وواحد الحسنيين حسنى، والجمع الحسنى. ولا يجوز أن ينطق به إلا معرفا. لا يقال: رأيت امرأة حسنى.
والحسنيان: النصر والشهادة.
قاله الزجاج، والفراء، والبغوي، وابن الجوزي، والإيجي، وأبو السعود، والشوكاني وغيرهم.
إلا أن الفراء قال: الظفر أو الشهادة.
وزاد البغوي: والغنيمة والمغفرة.
وقال مكي في المشكل: والحسنيان: الشهادة والغنيمة.
وبه قال السمرقندي.
قال الثعلبي: إما النصر والفتح مع الأجر الكبير، وأما القتل والشهادة وفيه الفوز الكبير.
وبنحوه قال مقاتل بن سليمان.
*قوله «ونحن نتربص بكم»*: ننتظر بكم إحدى السوأتين؛ الأولى: عذاب من عنده؛ كصاعقة من السماء؛ كما *قال تعالى ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود )*؛ وإن كانت الآية نزلت في المشركين؛ قبل ظهور النفاق؛ فالعبرة بعموم اللفظ.
والثانية: أسر وقتل بأيدينا. وسيأتي مزيد بيان.
قال السمعاني، وغيره: ننتظر بكم.
قال البغوي: إحدى السوأتين.
*قوله «أن يصيبكم الله بعذاب من عنده»*: أي عقوبة تهلككم كما أصاب الأمم الخالية من قبلكم.
قاله القرطبي، وبنحوه قال البغوي، وغيرهم.
قال الجرجاني: أي لا تسبب لنا فيه كما أهلك القرون الأولى بصائر للناس.
قال السمعاني: العذاب من عنده هو القارعة تنزل من السماء، والعذاب بأيدي المؤمنين هو العذاب بالسيف.
قال الشوكاني: أي قارعة نازلة من السماء فيسحتكم بعذابه.
قال النسفي: وهو قارعة من السماء كما نزلت على عاد وثمود.
قال الإيجي: بقارعة وبلاء من السماء.
قال ابن جزي: المصائب وما ينزل من السماء أو عذاب الآخرة.
قال ابن عباس: يعني الصواعق،
قال ابن جريج: يعني الموت.
حكاه الثعلبي، وابن الجوزي.
*قوله «أو»*: بعذاب.
قاله النسفي، وأبو السعود.
*قوله «بأيدينا»*: أي القتل.
قاله ابن جزي، والنسفي، وأبو السعود.
وزاد النسفي، وأبو السعود: على الكفر.
قال السيوطي: بأن يؤذن لنا في قتالكم.
قال البغوي: أي بأيدي المؤمنين إن أظهرتم ما في قلوبكم.
قال الزجاج: فأنتم تربصون بنا إحدى الحسنيين، ونحن نتربص بكم إحدى الشرتين. فبين ما تنتظرونه وننتظره فرق عظيم.
*قوله «فتربصوا»*: فانتظروا بنا ذلك.
قال السمرقندي: يعني: انتظروا بنا الهلاك.
قال الشوكاني: والأمر للتهديد.
وبه قال ابن جزي الغرناطي.
قال القرطبي: تهديد ووعيد. أي انتظروا مواعد الشيطان إنا منتظرون مواعد الله.
قال الحسن: فتربصوا مواعيد الشيطان إنا متربصون مواعيد الله من إظهار دينه واستئصال من خالفه.
حكاه البغوي، وبه قال في الوسيط.
قلت ( عبدالرحيم ): وهذا مصداقا لقوله عن إبليس ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا )، وقوله (وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ).
*قوله «إنا معكم متربِّصون»*: ما هو عاقبتكم فإذا لقي كل منا ومنكم ما يتربصه لا تشاهدون إلا ما يسرنا ولا نشاهد إلا ما يسوؤكم.
قاله أبو السعود.
*استطراد*:
قلت ( عبدالرحيم ): *قوله تعالى ( فتربصوا إنا معكم متربصون )*: أي فانتظروا هلاكنا على زعمكم، ونحن ننتظر هلاككم بوعد الله الذي لا خلف لمواعيده؛
فهذا النوع من الحوار في القرآن كثير؛ البالغ الغاية في الحجة، ووضوح المعتقد، مع وفرة العقل، وحفظ اللسان من الفحش، وما لا ينبغي؛ مهما بلغت حجة المخالف من ضعف العقل، وركاكة الكلمات؛ بقطع النظر عما قيل فيها من النسخ، أو فيمن نزلت؛ فلن يكن- صلوات الله وسلامه عليه - فاحشا أو متفحشا قبل أن يؤمر بقتالهم، ولا بعد أن أُمر بقتالهم؛
فمن ذلك:
*قوله تعالى ( فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين )*: تهديد، ووعيد. قال الطبري: فانتظروا عقابَ الله إياكم ، ونـزول سخطه بكم، إني من المنتظرين هلاككم وبوارَكم بالعقوبة التي تحلُّ بكم من الله،
*وقوله ( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون )*: قال ابن كثير: هذا تهديد شديد، ووعيد أكيد، أي: استمروا على طريقكم وناحيتكم إن كنتم تظنون أنكم على هدى ، فأنا مستمر على طريقتي ومنهجي، *كما قال تعالى: ( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون )*.
*ودواليك*:
*كقوله تعالى ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )*: معناه التبري منهم ، أي : لستم منا ولا نحن منكم ، بل ندعوكم إلى الله وإلى توحيده وإفراد العبادة له، فإن أجبتم فأنتم منا ونحن منكم ، وإن كذبتم فنحن برآء منكم وأنتم برآء منا. قاله ابن كثير.
*وقوله (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين )*: فقد قطع أطماعهم في استمالته - صلى الله عليه وسلم - إلى دينهم؛ بحجته وصراحته، بدون فحش أو نحوه.
*وقوله ( ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب )*: قال الطبري: يقول: إني أيضًا ذو رقبة لذلك العذاب معكم، وناظر إليه بمن هو نازل منا ومنكم؟.
*وقوله ( قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي )*: وحاشاه أن يضل بعدما هداه ربه؛ ( ووجدك ضالا فهدى ). قال الشيخ السعدي: لكن على سبيل التنزل في المجادلة - فإنما يضل على نفسه، أي: ضلاله قاصر على نفسه، غير متعد إلى غيره.
*وقوله ( وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون )*،
*وقوله ( قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون)*.
فإلى المسلمين عامة، وأولئك الذين يحاورون، ويناظرون أهل الكفر والبدع؛ خاصة
أقول:
أقيموا حجة الله على الخلق؛ بخلق هذا القرآن العظيم، بإظهار عقيدة الإسلام؛ بدون مداهنة؛ وإياكم والسباب، والفحش؛ فبه تخالفون أمر الله حين قال *( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم )*: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه. متفق عليه من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
فمن تسبب في قذف وسب أمه فهو في الواقع؛ من سبها؛ فكذا من تسبب في سب ربه، أو دينه، أو نبيه.
فليتق الله هؤلاء ولا يكونوا سببا في مسبة الله جل شأنه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
________________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، معاني القرآن وإعرابه للزجاج، معاني القرآن للفراء، ايجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، تفسير مقاتل بن سليمان، تفسير السمرقندي، الكشف والبيان للثعلبي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، جامع البيان للإيجي الشافعي، تفسير السمعاني، تفسير البغوي، تفسير القرطبي، أنوار التنزيل للبيضاوي، تفسير النسفي، التفسير الكبير للرازي، تفسير ابن جزي الغرناطي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير أبي السعود، فتح القدير للشوكاني، تفسير الجلالين، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني لأبي العلاء الحنفي، تفسير الطبري، تفسير ابن كثير، التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، إعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين درويش، روح البيان لإسماعيل حقي، التفسير المنير للزحيلي، المنار لرشيد رضا، تفسير السعدي، أضواء البيان للشنقيطي، الموسوعة القرآنية للأبياري، تفسير غريب القرآن لكاملة الكواري، السراج في بيان غريب القرآن للخضيري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424