عمر احمد
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
قول تعالى ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)(سورة الأَعلى)
المرعى : العشب وما تاكله الانعام
غثاء احوى : ما آل إليه المرعى (طعام الانعام ) بعد المضغ والهضم (بدلالة مفردة احوى التي تصف الغثاء وتحدد مكانه )
( فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى) (الأعلى : 5) ، قوله تعالى : { فجعله غثاء }
عن ابن عباس في قوله : { فجعله غثاء } قال : هشيما { أحوى } قال : متغيرا (انتهى) .اثر ابن عباس هذا وصله الطبري رحمه الله في تفسيره.
اولا : في معنى هشيم العلف (الغثاء) ، الجعل (لمفعولين )وقع على المرعي وتحول هذا المرعى لهشيم ، مع ملاحظة الفرق بين الغثاء والزبد (اتعرض لهذا الفرق لاحقا )
معنى مفردة غثاء ومن مقاييس اللغة:
(غثي) الغين والثاء والحرف المعتل كلمةٌ تدلُّ على ارتفاعِ شيء دَنِيٍّ فوق شيء. من ذلك الغُثَاء: غُثَاء السَّيْل. يقال: غثا الوادِي(2) يغثو، وأغثى يُغْثِي أيضاً. ومن الباب: غَثَتْ نَفسُه تَغْثِي، كأنَّهَا جاشت بشيء مؤذٍ.(انتهى ) .
مما سبق نتبين امرين
1- الغثاء خفيف الوزن ولاتكون هذه الخفة إلا بوجود غازات أو تجاويف تجعله كذلك (يطفو) ، وهذا يمكن معرفته بالرائحة (الغاز ) ويظهرذلك عند فتح كرشه الحيوانات المجترة كالاغنام والبقر والجمال .
2- وهناك أمر أخر تدل عليه مفردة (غثا ) ،في تاج العروس ومر بنا سابقا ذكر هذا الاصل عند ابن فارس ، غثت ( النفس ) تغثى ( غثيا ) بالفتح ( وغثيانا ) بالتحريك إذا ( خبثت ) وجاشت أو اضطربت حتى تكاد تتقيأ من خلط ينصب الى فم المعدة وقال بعضهم الغثيان هو تحلب الفم فربما كان منه القئ
وهذا ما تفعله الحيوانات المجترة ، وفائدة غاز الميثان (الذي يتكون في المعدة الاولى ) ومع عضلات المعدة دفع الطعام الي الفم ليتم مضع الطعام مرة اخرى وتكسيره والتخلص كذلك من هذا الغاز .
ثانيا : مفردة احوى ومن تفسير القران بالقران :
قال ابن عباس رضى الله عنهما متغير(يعني غثاء متغير) ، والسؤال الان اين تم هذا التغير ، نعرف أن (احوى) هنا صفة او نعت للغثاء وهي على وزن " أفعل " اسم فاعل مبالغة من " حَوَى – يَحْوِي ، تصف الغثاء بكثرة ماوقع عليه من تغير وهي ايضا اشارة لمرور هذا المرعى او العلف في اكثر من حجرة هضميه، فحوى بينت لنا المكان وهو الكرشه واظهرت لنا كذلك تتابع العمليات وكثرتها على الغثاء قوله تعالى { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) } (سورة الأَنعام )
ختاما هذه المشاركة ايضا للرد على احد ملحدي الفيسبوك على الرابط
يقول في طعنه (ماالفائدة من هذه الآية وما الشيء الباهر في اخرج المرعى ثم جعله غثاء؟؟ لماذا لم يفعل شيئا افضل؟؟ اختلف اهل التأويل. كتاب الغاز ووكلمات غامضة لا يعلم تأويله إلا الله لكنه يقول عنه كتاب مبين فصلت آياته)
ولإخوتى في الملتقى ،
الاية فيها ، إعجاز بين ، فالعلم حتى الان لايميز دور غاز الميثان في ارجاع الطعام الي فم المجترات ولكنهم يعرفوا حاجة الارض لهذه الغاز الذي يطلق اكثر من 95 بالمئه منه عند المضغة الثانية ، وتعديد لنعم الله سبحانه وتعالى علينا ، وماسخره لنا وقوله تعالى { خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) } (سورة النحل )
الغثاء ، من معانيه ما يحمله السيل من اجسام لخفتها ، والزبد هو الرغوة البيضاء التى تظهر في السيل او عند غليان بعض المواد .
والله اعلم
قول تعالى ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)(سورة الأَعلى)
المرعى : العشب وما تاكله الانعام
غثاء احوى : ما آل إليه المرعى (طعام الانعام ) بعد المضغ والهضم (بدلالة مفردة احوى التي تصف الغثاء وتحدد مكانه )
الشرح ...
من تفسير ابن أبي حاتم (ت 327هـ).
( فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى) (الأعلى : 5) ، قوله تعالى : { فجعله غثاء }
عن ابن عباس في قوله : { فجعله غثاء } قال : هشيما { أحوى } قال : متغيرا (انتهى) .اثر ابن عباس هذا وصله الطبري رحمه الله في تفسيره.
اولا : في معنى هشيم العلف (الغثاء) ، الجعل (لمفعولين )وقع على المرعي وتحول هذا المرعى لهشيم ، مع ملاحظة الفرق بين الغثاء والزبد (اتعرض لهذا الفرق لاحقا )
معنى مفردة غثاء ومن مقاييس اللغة:
(غثي) الغين والثاء والحرف المعتل كلمةٌ تدلُّ على ارتفاعِ شيء دَنِيٍّ فوق شيء. من ذلك الغُثَاء: غُثَاء السَّيْل. يقال: غثا الوادِي(2) يغثو، وأغثى يُغْثِي أيضاً. ومن الباب: غَثَتْ نَفسُه تَغْثِي، كأنَّهَا جاشت بشيء مؤذٍ.(انتهى ) .
مما سبق نتبين امرين
1- الغثاء خفيف الوزن ولاتكون هذه الخفة إلا بوجود غازات أو تجاويف تجعله كذلك (يطفو) ، وهذا يمكن معرفته بالرائحة (الغاز ) ويظهرذلك عند فتح كرشه الحيوانات المجترة كالاغنام والبقر والجمال .
2- وهناك أمر أخر تدل عليه مفردة (غثا ) ،في تاج العروس ومر بنا سابقا ذكر هذا الاصل عند ابن فارس ، غثت ( النفس ) تغثى ( غثيا ) بالفتح ( وغثيانا ) بالتحريك إذا ( خبثت ) وجاشت أو اضطربت حتى تكاد تتقيأ من خلط ينصب الى فم المعدة وقال بعضهم الغثيان هو تحلب الفم فربما كان منه القئ
وهذا ما تفعله الحيوانات المجترة ، وفائدة غاز الميثان (الذي يتكون في المعدة الاولى ) ومع عضلات المعدة دفع الطعام الي الفم ليتم مضع الطعام مرة اخرى وتكسيره والتخلص كذلك من هذا الغاز .
ثانيا : مفردة احوى ومن تفسير القران بالقران :
قال ابن عباس رضى الله عنهما متغير(يعني غثاء متغير) ، والسؤال الان اين تم هذا التغير ، نعرف أن (احوى) هنا صفة او نعت للغثاء وهي على وزن " أفعل " اسم فاعل مبالغة من " حَوَى – يَحْوِي ، تصف الغثاء بكثرة ماوقع عليه من تغير وهي ايضا اشارة لمرور هذا المرعى او العلف في اكثر من حجرة هضميه، فحوى بينت لنا المكان وهو الكرشه واظهرت لنا كذلك تتابع العمليات وكثرتها على الغثاء قوله تعالى { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) } (سورة الأَنعام )
ختاما هذه المشاركة ايضا للرد على احد ملحدي الفيسبوك على الرابط
يقول في طعنه (ماالفائدة من هذه الآية وما الشيء الباهر في اخرج المرعى ثم جعله غثاء؟؟ لماذا لم يفعل شيئا افضل؟؟ اختلف اهل التأويل. كتاب الغاز ووكلمات غامضة لا يعلم تأويله إلا الله لكنه يقول عنه كتاب مبين فصلت آياته)
ولإخوتى في الملتقى ،
الاية فيها ، إعجاز بين ، فالعلم حتى الان لايميز دور غاز الميثان في ارجاع الطعام الي فم المجترات ولكنهم يعرفوا حاجة الارض لهذه الغاز الذي يطلق اكثر من 95 بالمئه منه عند المضغة الثانية ، وتعديد لنعم الله سبحانه وتعالى علينا ، وماسخره لنا وقوله تعالى { خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) } (سورة النحل )
الغثاء ، من معانيه ما يحمله السيل من اجسام لخفتها ، والزبد هو الرغوة البيضاء التى تظهر في السيل او عند غليان بعض المواد .
والله اعلم