قولان تفسير " قم الليل إلا قليلا" لدى الإمام أبو بكر الإدفوى رحمه الله:

[محمد فتحى الإدفــوى]

جاء فى تفسير سورة المزمل للإمام النحوى المفسر أبى بكر الإدفوى أقوال عديدة وذلك من
كتاب: عمدة القاري فى شرح صحيح البخاري:
لمؤلفه: أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينىرحمه الله (المتوفى: 855هـ)وناشره: دار إحياء التراث العربي – بيروت،(7/189 صـــ189 من الجزء السابع:
قَوْله: {قُم اللَّيْل إلاَّ قَلِيلا}آية 2 المزمل :أَي: مِنْهُ، قَالَ الإمام أَبُو بكر الأدفويرحمه الله: للْعُلَمَاء فِيهِ أَقْوَال: الأول: أَنه لَيْسَ بِفَرْض، يدل على ذَلِك أَن بعده: {نصفه أَو انقص مِنْهُ قَلِيلا أَو زد عَلَيْهِ} (3) المزمل ،وَلَيْسَ كَذَلِك يكون الْفَرْض، وَإِنَّمَا هُوَ ندب.
وَالثَّانِي: أَنه هُوَ حتم.
وَالثَّالِث: أَنه فرض على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَحده، وَرُوِيَ ذَلِك عَن ابْن عَبَّاس، رضي الله عنهما، قَالَ: "وَقَالَ الْحسن وَابْن سِيرِينرحمهم الله: صَلَاة اللَّيْل فَرِيضَة على كل مُسلم، وَلَو بقدر حلب شَاة.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاقرحمه الله: قَالَا ذَلِك لقَوْله تَعَالَى: {فاقرأوا مَا تيَسّر مِنْهُ}المزمل آية 20.

 

[المعتزبالله محمد]

بارك الله فيك
جاء في صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من حديث طويل: ((...قالت : ألستَ تقرأُ : يا أيها المزمِّلُ ؟ قلتُ : بلى . قالت : فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ افترض قيامَ الليلِ في أولِ هذه السورةِ . فقام نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه حَولًا . وأمسك اللهُ خاتمتَها اثني عشرَ شهرًا في السماءِ . حتى أنزل اللهُ ، في آخر هذه السورةِ ، التَّخفيفَ . فصار قيامُ الليلِ تطوُّعًا بعد فريضةٍ...))

 

[محمد فتحى الإدفــوى]

التفسير واضح بعاليه ولا يحتاج لتأويل:"أَنه فرض على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَحده، وَرُوِيَ ذَلِك عَن ابْن عَبَّاس، رضي الله عنهما، قَالَ: "وَقَالَ الْحسن وَابْن سِيرِينرحمهم الله: صَلَاة اللَّيْل فَرِيضَة على كل مُسلم، وَلَو بقدر حلب شاة"، أى بركعتين والله أعلم ،وهذه آخر السورة":

إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ."​

وهذا قول ابن عباس ؛ أنه قال : إن قيام الليل لم ينسخه إلا آية إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل الآية ، ولا أن يختلف في أن فرض الصلوات الخمس لم ينسخ فرض القيام على النبي - صلى الله عليه وسلم - سوى أنه نسخ استيعاب نصف الليل أو دونه بقليل فنسخه" فاقرءوا ما تيسر من القرآن" .