قواعد ومنطلقات في أصول الحوار (مهمة لكل أعضاء ملتقى أهل التفسير)

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
138
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com

01.png


أهداني شيخي العزيز الدكتور علي بن حسن بن ناصر الألمعي -حفظه الله - يوم السبت 15/7/1414هـ ونحن في إحدى الاستراحات بين المحاضرات في كلية الشريعة بأبها كتاباً حديث الصدور بعنوان (قواعدُ ومنطلقات في أُصولِ الحوار ورَدِّ الشبهات) للدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي الأستاذ بكلية الدعوة بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمدينة المنورة حينها، وقال : هذا كتابٌ لأحد الزملاء أرسل لي منه عدة نسخ فأحببت إهداءكم نسخة منها .
فقرأتُ الكتابَ حينها كله، وهو من توزيع دار المسلم بالرياض، وعدد صفحاته ليس بالكبير فهو يقع في ثنتين وسبعين صفحة من القطع الصغير، غير أنَّ عدم وجود مساحات واسعة للحوار في ذلك الوقت لم تُشعرني بقيمة الكتاب كما ينبغي، فلم يكن هناك مناسباتٌ يُتاحُ فيها الحوار العلمي الحقيقي إلا في النَّادرِ، وسائر الوقت أقضيه فيما يشبه العزلة التامة في مكتبتي، ولم يكن يشغلني عنها شاغلٌ من هاتفٍ ثابتٍ لصعوبة الحصول عليه حينها، أو جوال لعدم وجوده، أو قنواتٍ فضائيةٍ أو غيرها، فكانت الأوقات تَمُرُّ وهي تُشبه هُدوءَ السَّحَرْ.
5788alsh3er.jpg
ثم أعدت البارحة قراءة الكتاب في جلسة واحدة بعد مرور هذه السنوات، وبعد تغيرات كثيرة في جوانب الحياة العامة والخاصة، فوجدته كأنه كتب ليعالج كثيراً من إشكاليات الحوارات العلمية على الانترنت وغيرها، وكم من كتاب في المكتبة يحتاج إلى تكرار القراءة ، وإطالة التأمل في فوائده .
فأحببت إعادة كتابة النقاط الرئيسية في الكتاب لنشرها في الملتقى رغبةً في الإفادة منها في حوارات ملتقى أهل التفسير ، حيث إنني لمستُ في أكثر النقاط التي ذكرها ونبه عليها أننا وقعنا ونقع في أخطاء كثيرة في حواراتنا العلمية في الملتقى ، وينبغي علينا جميعاً مراجعة طريقتنا في الحوار والنقاش مع بعضنا في مسائل العلم، والحرص على تنقية الحوارات مما يشوبها ويقلل من فائدتها بقدر الاستطاعة .
وهذا ملخصٌ لأبرز نقاط هذا الكتاب جزى الله مؤلفه خيراً ، أرجو أن ينفع الله القراء بها، ونرى أثرها في حواراتنا ونقاشاتنا ... وقد جعل المؤلف كتابه في 34 فقرة ، يوردها مجملةً ثم يضرب عليها أمثلة مختصرة، أو يبين مقصوده بها بعبارات وجيزة . وقد اقتصرت على العبارات المجملة في هذه النقاط ، وهي واضحة بنفسها، ولن يعدم القارئ استحضار الكثير من الأمثلة على هذه النقاط التي يذكرها ، وقد خطر ببالي أن أن أشرح هذه النقاط بضرب أمثلة لحوارات نشرت في الملتقى حتى يكون أدل على المقصود، ولكنني خشيت أن يطول بنا الحديث ، فآثرت نشرها على هيئتها هذه .

قال المؤلف الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي وفقه الله في كتابه (قواعدُ ومنطلقات في أُصولِ الحوار ورَدِّ الشبهات) :

1- ينبغي أن يحترس الباحث من التأثر الخفي الذي قد يحصل له بكثرة ترداد آراء المخالف وشبهاته, فإن لتكرار موضوعٍ ما ومعايشتِهِ, وكثرة القراءة جول وجهة النظر المخالفة أثراً خفياً فعالاً، مهما كانت باطلة أو واهية. وكما أنه قد توثر الشبهات في نفس الباحث أو الداعي فقد تؤثر أيضاً في نفوس المخاطبين.

2- ينبغي أن يحترس المناقِش والباحث – عندما يتعرض لمجادلة المخالف – من التأثر الخفي الذي قد يعلق بالنفس من كثرة العِشرة والمخالطة والمعايشة, مما قد يجعله يتأثر ببعض شبهات القوم المجادَلين أو
المخالفين, أو يستحسن بعض مقولاتهم الباطلة, أو تصرفاتهم الخاطئة.

3- لا يغيبن عن بال المناقِش للشبهات أنه كما يلزمه الدليل على رأيه, فإنه يَلزم مخالفه أن يقيم الدليل على رأيه أيضاً, فليكن اجتهادك غير منحصر في إقامة الدليل على رأيك فقط, ولكن يشمل مطالبة مخالفك بالأدلة الصحيحة على رأيه أيضاً,ولا يكن نظرك في المسألة أو في الموضوع مقتصراً على أدلتك بل يجب أن يشمل أدلة مخالفك أيضاً, ولا يكن لِوزْن أدلةِ القولين بميزانِ عدل, ليظهر الحق من الباطل, والحقُ لا يضره البحث والتحقيق, بل ذلك من صالحه .

4- و انطلاقاً من القاعدة السابقة ينبغي لك إذا أوردت أدلتك في موضوع ما ثم رأيت أن مخالفك لا يقيم وزناً لأدلتك, رغم أنها قوية واضحة, فلا يُحَيرْك ذلك, لأنه قد يُنكِر الأدلة كالشمس غير المنصف, ومن لا يريد الحق, وقد يورد عليها شبهات كثيرة جداً, وهذا ممكن جداً – لِعِدة اعتبارات يدركها الفَطِن – وعندما يحصل مثلُ هذا فسيكون له تأثيرٌ في نفس مخالفِهِ, فعليك أن لا تَسْتَسْلم للأثر الخفي لمثل هذا الموقف, بل تخطو الخطوة الأخرى, وهي النظر في أدلة المخالِف ووزْنها عِلميا, أو مطالبته بإيراد أدلته على ما ذهب إليه, لأنه لا يكفيه لإثبات رأيه أن يذكر رأيه أو شبهته فقط, بل لا بد أن يقيم عليها الدليل, ولا يكفيه أيضاً إقامةً لحجته أن يورد الاحتمالات على أدلتك, وليس بهذا وحده يقيم الدليل على نقيضها.

5- لا تنس التأدب والرفق مع مخالِفك ومجادِلِك, مهما اشتدت مخالفته لك, وليكن غضبك متعلقاً بخطئه لا بشخصه, ولتكن قسوتك على خطئه وما بِهِ من شر, لا على شخصه هو, فلعله حريص على الحق الذي أنت حريص عليه, ولكن أخطأ الطريق, وإنما يحتاج إلى هادٍ ومرشدٍ, وليس إلى مقرعٍ ومؤنب!
وإذا كانت المحاورة شفوية, فإياك والصراخ ورفع الصوت, فإن الحبال الصوتية لا تنوب عن الحجة القوية – كما يقال - !!.
وما أقرب القلوب في حال التعامل معها بالرفق والأدب, وما أبعدها في حال التعامل معها بالشدة والغِلظة ومجانبة الأدب مهما كان الحق واضحاً في ذلك الجانب.

5- سبُّك أو شتمك للمخالف لا خير فيه, لأنه لا ينفعك ولا ينفعه بل يضرك ويضره, وخَيْرٌ مِنْ شتْمه وأبلغ أن تقيم الحجة عليه بالدليل وتفحمه به بطريقة سهلة محببة للنفس, وإذعان المخالف للحق لا يتأتى بالمغالبة والمحاجة الفظة وشدة الخصومة, مهما كانت الأدلة واضحة, لأن تلك المغالبة من جانب الداعي للخير والحق, تَصرف كثيراً من الناس عن الحق والخير, إلا قلة من الناس تتجاوز العوارضَ الصارفةَ عن اتباع الحق, فإياك أن تتحمل وزِرْ مَنْ تدعوهم وتجادلهم بسبب صَرْفِك لهم عن الحق بأسلوبك الفظ.

6- عندما تجُادِل مَنْ تراه مجانباً للحق والصواب, فإياك أن تتحمس لجزئية في منهجك, وتغلو فيها, فتتجاوز بها الدرجة التي يُحددُها لها منهجُك, الذي تحمستَ لها من أجله, فتقع – بسبب ذلك- في خطأٍ منهجي لا يقرُك عليه منهجُك الذي تحمست لها من أجله. ولك أن تدرك خطأ هذا المسلك من خلال الأمثلة المتعددة التي تَعْرِض لك في تصرفات بعض الداعين إلى الحق والمجادلين عنه.

7- عليك أن تبدأ في مجادلة الخصم بالأمور الكبيرة, وبالأصول, وأما الفروع فهي تبع لها, فلا تشتغل بها, ولا سيما في أول الأمر, ويخطئ من يشتغل بترقيع الفروع مع الخصم المخالف في حين أن الأصول لديه لم تَسْلَمْ بعد! .

8- ( التخْلِية قبل التحْلِية ) – كما يقولون – فما لم تُفند ما عند المخالف من أوهام يظنها حججاً, فلا تطمع كثيراً في إقناعه بما لديك من حق تدعوه إليه وتجادله في إقناعه, لأنه- ما لم تَخْط معه تلك الخطوة – فمهما اجتهدت في بيان أدلتك على صواب ما تدعوه إليه, أو على أنه حق, فقد لا يتَوَصل بذلك إلى بطلان ما عنده. لكن ليس من اللازم أن تسلك معه هذا المسلك ابتداء,بل لعل من المناسب أو الواجب في بعض الأحيان أن تتجنب ذلك, لأن نفوس الناس مجبولة على النفْرة ممن يجرحها ويقابلها لأول وهلة بالتخطئة والنقد, فينبغي للداعي للحق والمجادِل عنه أن يقدم لذلك بمقدمة حسنة, والله الموفق.

9- لا تتجاوزِ الحق إذا جاءَك على لسان المخالف بحجة أن دعواه في جملتها باطلة, بل اعترفْ بالحق, وأَنْكِر الباطل, فلن يضرك الاعتراف بالحق,ولا يضر رأيك, ولا يُبطل حجتَك, بل إنه مما يقويْك, ويعظمك في نظر الآخرين بما فيهم المخالف.

10- تفنيدُ دليلٍ واحد من أدلتك أو إبطالُه من جانِب المخالف لا يعني أنه هو المنتصر, وان رأيه هو الراجح، لأن ذلك لا يكفي حتى يسري البطلان على سائر أدلتك, بل الحجة ليست منحصرة في دليل واحد من الأدلة, بل الحجة في مجموع تلك الأدلة, بل من الخير لك أن لا تتمسك بالدليل الضعيف, فإنك بهذا قد تضعف الثقة بدليلك القوي. فلا يفت في عَضُدِك أن يُفَندَ دليل من أدلتك, فإن هذا قد يضعف ثقة المرء ببقية أدلته – ولو من طرف خفي – وإنما عليك ان تشمل الأدلة كلها بنظرك, فليست الحجة منحصرة في ذلك الدليل فقط .

11- ينبغي لطالب الحق – إن عرضتْ له محنة – أن لا يتطير مِنْ طَلبِ الحق, فيكون من الذين يعبدون الله على حرف ... بل يجب عليه أن يصبر ويستبشر بفضل الله سبحانه، وأن يعلم أن للطريق هذا علامات : منها الابتلاء والاختبار بالمحن وغيرها، نسأل الله السلامة والسداد .

12- احذر أيها الداعي للحق والمجادل من أجله أن تصرف الناس عن الحق, بسلوكك وأخلاقك الخاطئة, مع انتسابك للشريعة أو العلم أو الدعوة, فما أكثر اقتداء الناس بالعالم في أخطائه - لموافقتها أهواءهم – دون صوابه, وما أكثر ما يحتجون بذلك.

13- ينبغي أن تحترس مما قد يَدخُل على نفسك من شعور خفي – وأنت تجادل المخالِف – من رغبة في انتصارك عليه حمية لنفسك لا للحق, فيلتبس عليك الأمر, لما تخدعك به نفسك من التظاهر باستصحابِ أصل النيةِ المخلصة التي حملتْك على المجادلةِ, فإنك إذا انخدعت بذلك تحولَتْ نيتُك لغير الله, وأصبحتَ تجادل عن نفسك لا عن الحق – وإن لم تشعر – فما أحراك بالهزيمة, وما أحرى عملك أن يُرَد عليك ولو انتصرت, نعوذ بالله من الخذلان في الدنيا ومن الخزي في الآخرة.

14- عندما تتصدى للرد على المخالف أو على الشبهات, قد يستولي عليك شعور خفيٌ بضرورة التخلص مما يَعيبُهُ الخصم, قبل أن تتحقق من صدق دعواه بأن ذلك أمر يُعاب, فإياك أن تستلم لمثل هذا الشعور, وإلا تكن قد استخدمْتَ عقل المخالف, بل ربما هواه, مقياساً للنظر في دينك أو منهجك من حيث لا تشعر!

15- تدعو الرغبة في تفنيد أوهام المخالف أو أخطائه إلى الاطلاع أولاً على مصادره والتعرف على أدلته, فإن تقصيرك في هذا قد يبدو كأنه قصور في أدلتك على ما تدعو إليه من حقٍ, فعليك أن تدرك هذه الحقيقة, وأن تَعْلم أنه عندما يكون المخالِف أعلم منك بتخصصه – الذي يَلْزمك الاطلاع عليه كي ترد قوله من خلاله – فإنه سينكشف له ضعف اطلاعك على تخصصه, ولعله – بعد ذلك – أن ينخدع بهذا, فيقيس ضعفَك هذا على ضعفٍ منك يتخيلُهُ في إدراكك صوابَ ما تدعو إليه, فتكون أنت فتنةً له.

16- يجب أن تَتبعَ في المسائل الخلافية وغيرها قاعدة : ( إيثار الحق على الخَلْق ), فتتجاوز كل الأسباب والعوائق المانعة من تطبيق هذه القاعدة. وينبغي أن يكون الإنسان باحثاً عن الحق بصدق ونزاهة, فيسلك طريق الوصول إليه, ويحْتكم إلى الأدلة والقواعد الصحيحة, ويبتعد عن كل ما يصده عن الحق, وإن كان ممن يُحِبُ أو من يربطه به نسب, أو أي علاقة أخرى, وعليه أن يُمحص رغبته في طلب الحق, صارفاً النظر عن إرضاء من لا يرضيه الحق. ولا ينبغي أن يكون هدفه إرضاء الصديق أو الموافق, فيكون كمن قال فيه أحد الفضلاء . شأنهُ شأن المحامين في المَحَاكِم, معيار الحق عند أحدهم مصلحة موكله!

17- ينبغي لمن يجادل غيره دعوةً للحق أن يتعرف على الأسباب الصارفة للإنسان عن إدراك الحق أو اتباعه ليبتعد هو عنها ويسعى في إبعاد غيره عنها.

18- ينبغي لمن يجادِل غيره أن يَعْلم ان الفرق قد يكون كبيراً - موضوعياً ومنهجياَ – بين قناعة الإنسان النفسية في أمرٍ ما, وبين دلالة الدليل على تلك القناعة. ومن الأخطاء التي يقع فيها كثير من الباحثين الخلْطُ بين قناعته بوجهة نظر معينة, وبين دلالة الدليل على ذلك الرأي.

19- عليك أن تعلم يا صاحب الحق أن من أهم عدتك في المحاجة العلمية للمخالفين الالتزام بالمنهج العلمي السليم في استدلالك ونقدك, لأن المنهج العلمي السديد من شأنه ان يؤيد الحق والصواب لا الباطل, والتزامك به يساعد في إظهار ما لديك من الحق وإيضاحه.

20- ينبغي أن تَعْلم أن الحق لا يضره البحث والتحقيق, بل ذلك من صالحه, لأنه يجليه ويزيده وضوحاً, ولا يُظهر فيه عيباً أو خللاً طالما أنه حق, ولهذا لا ينبغي أن يخاف صاحب الحق من البحث والمناظرة أو من تحقيق الآخرين أو تثبتهم, لكن عليه أن لا يضر الحق بضعفه بسبب تفكيره, أو خطئه أو جهله, أو عدم تمكنه من معرفة الحق. إن المتضرر الوحيد من البحث والتحقيق هو الباطل وكذلك صاحب الباطل إذا كان متعصباً له غير راغبٍ في الحق.

21- ينبغي أن يَعْلم صاحب الحق المُجادِل عنه بأَنَّه قد تُواجِهه شبهةٌ واهيةٌ متدنيةٌ في السخف يَرُدُّ بها صاحبُها الحقَّ, ومع ذلك فقد تؤثر نوع تأثير في نفس صاحب الحق, لأنه عندما يَنْظر في هذه الشبهة من حيث هي يجدها تنقض دعواه, وعندما يَنْظر فيها للرد عليها لا يسعفه الرد لتدنيها في السخف, ولا شك أن مثل هذا يصعب الرد عليه بأسلوب علمي, لأن للعلم والأدلة العلمية مجالاً وللتخرصات والأوهام مجالاً.

22- ينبغي لصاحب الحق إذا واجهتْهُ شبهة واهية يصعب ردها – لتدنيها في السخف – ان يَعْلم أن تلك الشبهة ليست دليلاً لرد الحق أو لتركه, ومن أسباب ذلك أنه ليس كل إيراد يَرِدُ, ولا كل إيراد يستحق الرد, وليس مثل تلك الإيرادات مُحْتَكَماً, إنما المُحْتكَم في هذا نصوص الوحي, والعقل المتزن.

23- ينبغي لصاحب الحق أن يَعْلم أنه ليس كل شبهة يلزم الرد عليها بأسلوب آخر غير الأسلوب العلمي.

24- لا يوقعنك حماس الرد على المخالِف أو صاحبِ الشبهة في إنكار شيء ثابت من دينك, فكثيراً ما يوقع الحماس في مثل هذا, من حيث يشعر المرء أو لا يشعر .

25- ينبغي أن تَعْرِف الرجال بالحق, لا أن تَعْرف الحق بالرجال, لأن الرجال يخطئون أو لا يَثْبتون دائماً, ولأن الرجال يموتون, ولكن الحق ثابت لا تعتريه تلك العوارض.

26- لا يصرفْك صلاح الرجل عن التحقيق في صحة منهجه كما أنه ينبغي أن لا يصرفك صحة منهج الرجل عن النظر إلى مدى صلاحه وإخلاصه, إذ إنه لا بد من الأمرين معاً :صلاح النية ، وصحة المنهج .

27- النفي والإثبات لا يصحان إلا بدليل, ولا دليل إلا ما يَثْبتُ به العلم, سواء بالنسبة لنفي الأشياء أو الأحكام وإثباتها, وسواء كانا متعلقَيْن بأمور الدنيا أم بأمور الدين, وسواء كانا نفياً أو إثباتاً متعلقين بالنقل أم بالعقل. فلا بد من أن يكون نفي النافي بدليل يصح سواء أكان بدليل النقل الصحيح أم بدليل العقل الصحيح, ولا بد أن يحكون إثبات المثبت بدليل يصح.

27- مما ينبغي أن يتنبه له المناقِش للشهبات ومن يجادل المخالفين – بعد ثبوت دليل المخالف – التعرف على الغرض من الاستدلال بالدليل الصحيح, وهل هو استدلال صحيح؟ أو هل المخالِف ساق الدليل الصحيح لغرضٍ صحيح؟ إن كثيراً من الناس لا يحسنون التعامل مع الأدلة الصحيحة في ذاتها من حيث هي نصوص أو روايات ونقْل، إن من الناس من لا يفهم الدليل الصحيح في ذاته فهماً صحيحاً, فيستدل به على ما لا يدل عليه! ومنهم من يستغل الدليل الصحيح في ذاته استغلالاً سيئاً, فيسعى إلى تمرير شبهته أو رأيه الخاطئ عن طريق ذلك الاستغلال السيئ للدليل!.

29- تحرير محل النزاع ومحل البحث والنظر في باب المجادلة والحوار والنقاش من أهم القواعد التي يجب اتباعها, لأنه لا يصح أن يكون الجدال فيما ليس فيه خلاف في الحقيقة بين الطرفين! كما لا يصح أن يجري الجدال والنقاش أو الحوار بين الطرفين في مسألتين مختلفتين كل منهما يقصد بجداله إحداهما في آن واحد! ولا يُنْقِذ من هذه المضحكات إلا قاعدة تحرير محل النزاع أو البحث والنظر .

30- ناقشْ نفسك قبل مناقشة الآخرين, فإن هذا من علامات التجرد للحق. فابدأ أولاً بسؤالك نفسك عن أدلة رأيك, لترى هل عندك أدلة تُثْبتُ بها ما تذهب إليه أم لا؟ فإن بدتْ لك أدلة ناقشْ فيها نفسك لترى هل يصح لك الاستدلال بها أم لا؟.

31- من المتعين على المرء المسلم الرجوع إلى الكتاب والسنة والصدور عن حكمهما وترسم هديهما في كل شيء, ومن هنا فإن عليه في هذا الباب أن يعود إلى نصوص الكتاب والسنة وما ورد فيها من محاورات وجدل ومسالك استنباط واستدلال, فيراعي ذلك ويطبقه عملياً. ولكن هذا متوقف – بعد الإيمان – على التدبر ومنهج الفهم .

32- الرجوع إلى قواعد أصول الفقه ومنهج الاستنباط وقواعد اللغة وأساليبها ودلالاتها على المعاني ومراعاة ذلك كله والإفادة منه في باب الحوار والجدل أمر له أهميته, فينبغي للباحث والمشتغل بهذا المجال أن يُعْنى به نظريا وعملياً .

33- ينبغي لطالب الحق والداعي إليه الحذر من الخطأ الشائع الذي يقع فيه كثير من المتحاورين, وهو الالتقاء ليرد كلٌ منهم على الآخر, وليس ليتعرفا على الصائب من الرأيين! و مِثْلُ هذا الخطأ لا يصح أن يكون هدفاً دائماً، بل هو سبب اشتداد الخلاف بين المتحاورين وعدم توصلهما إلى نتيجة .

34- إذا جادلت وجاهدت فانتصر الحق على يديك فإياك والغرور والرضا بمدح الناس لك ثمناً أو أجراً ورؤيتك عملك, فإن ذلك محبِطٌ له, ورضاك بذلك ثمناً لجهدك خسارة لك في الدنيا وفي الآخرة, والشيطان حريص عليك منذ أن بدأت العمل, فإذا لم يظفر بك في كل أحوال العمل, فإنه حريص ويرضى منك في الوقت نفسه بمثل هذه النهاية!! فإياك أن ترضى بما يسخطه الرحمن ويرضاه لك الشيطان, والله المستعان !.
8/12/1431هـ .
 
بارك الله فيك على هذه الفوائد
التي نسأل الله أن ننتفع بها في هذا الملتقى
إن الحق قد يكون أقرب شيء من طرف الثمام
ولكن فساد منهج الحوار قد يجعله أبعد مما بين المشرقين
 
نفع الله تعالى بجهدكم أبا عبد الله

كم يحتاج المحاور إلى وضع مثل هذه المنطلقات في جدول تقييم

وعرض أساليبه عليها .. حتى يقترب من تحقيق المرجو من الحوار

ومع ذلك فبعضها يحتاج إلى نظر وتفصيل وضوابط أرجو أن نرى تحريرها من أهل الاختصاص !
 
إن الحق قد يكون أقرب شيء من طرف الثمام

ولكن فساد منهج الحوار قد يجعله أبعد مما بين المشرقين
هذا صحيح، ولو شئت أن أمثل لك على عدد من الحوارات في الملتقى خرجت عن مسارها بسبب الخطأ في منهجية الحوار وعدم التزام مثل هذه الضوابط .


نفع الله تعالى بجهدكم أبا عبد الله
كم يحتاج المحاور إلى وضع مثل هذه المنطلقات في جدول تقييم
وعرض أساليبه عليها .. حتى يقترب من تحقيق المرجو من الحوار
فكرة رائعة حقاً يا أبا تيماء، ليتك تتكرم بوضع اللبنة الأولى لها وترسلها لي على بريدي للنقاش حولها حتى تكون في شكلها النهائي ثم نضعها في الملتقى للجميع لتكون أشبه ما تكون باختبار ذاتي في مدى التزام أحدنا بآداب الحوار وأساليبه فإن هذا يرتقي بطريقة الحوار إن شاء الله .


ومع ذلك فبعضها يحتاج إلى نظر وتفصيل وضوابط أرجو أن نرى تحريرها من أهل الاختصاص !
ولذلك فالمؤلف ذكر أن هذه الضوابط في حاجة إلى إضافة وتقويم ولكنه خشي أن يكون الانتظار مفضياً إلى بقائها دون نشر فبادر إلى نشرها بدلاً من الانتظار لغيب لا يدري ما الله صانعٌ فيه . وأرى أن ضم مثل هذه الضوابط لما سبق طرحه في كتب آداب الحوار في عدة كتب سيخرج لنا كتاباً نافعاً في ذلك . وقد رأيتُ نشرها لأنني رأيتها ذات صلة بما نحن فيه في الملتقى من حوارات علمية مُمتازة قد تخرج عن مسارها لأسباب كثيرة رأيته نبَّه عليها . والحوار العلمي المؤدب في مسائل العلم يزيد في العقل والعلم، ويفتح للقارئ والباحث والمحاور أبواباً للعلم ما كان ليهتدي إليها لولا الحوار والجدل ، فكان لزاماً علينا أن نرعى مثل هذه الحوارات بتطلب سبل تطويرها والارتقاء بها وبأهلها حتى تكون هذه الحوارات مثمرة أحسن الثمار .
 
لو سألنا سؤالاً واسعاً وقلنا: من منا يقع في تلك الأفات التي أشار اليها الكاتب؟ فهل يظن ان أحداً سيجيب بنعم؟؟؟ الحوارات التي خاضها الأعضاء موجودة والسباب والشتائم موجودة وافتقار سبل الحوار الناجح في بعضها لا يحتاج الى دليل. ولست بصدد وضع امثلة على كل منها. ولكني اؤكد أن أحداً لم ينج منها . وانا أولكم . طبعاً لا اقول ذلك تواضعاً ولكن ذلك حقاً وصدقاً . يا حبذا وأقول ذلك والله من كل قلبي أن يكون منهجنا في الحوار هو الوصول الى الحق لا الجدال والمراء وتسجيل الانتصارات الوهميّة التي تنفخ الشيطان. وحذاري أن يدعي أحد أنه في الجانب السليم من هذه الفاقاعات التي تحدث في هذا الملتقى. عندها سأضطر الى بث ما في كنانتي من سهام صائبة هو الذي قام بتسديدها على خصمه وليكن بعدها ما يكون.
أنا أقول : لتكن هذه المحاذير اللبنة الأولى ليس في إعادة صياغتها بل في الصدق والإخلاص والعمل الجاد النافع في الوصول اليها . وليكن حوارنا لأجل أن نوصل الحق لمن يرقبوه ويبحثوا عنه بين دفات هذا الملتقى. وليكن أيضاً هدفنا في الحوار هو رضى الله تعالى وإثراء طلاب العلم لما ينشدونه من مطالب.
وأقول أيضاً : أننا لا يجمعنا إلا الأثير والحواسيب .وبما أننا لا نرى وجوه بعضنا كفاحاً وربما الى نهاية أعمارنا التي كتبها الله لنا. ففيم الجدال والخصام والصياح والهيشات؟؟.
وأقترح أيضاً أن تكون تلك المحاذير والأصول التي تفضل بها الكاتب ميثاق شرف نتعاهد على الوفاء به فيخصص مشاركة خاصة لذلك نوقع عليها جميعاً . فإن حاد أحدنا عن التذكرة ذكرناه. وإن غالى وذهب به الشطط منحاه صوّبناه . فما رأيكم دام فضلكم؟؟ وجزاكم الله تعالى الجنة.
 
... عندها سأضطر الى بث ما في كنانتي من سهام صائبة هو الذي قام بتسديدها على خصمه وليكن بعدها ما يكون.
بل في الصدق والإخلاص والعمل الجاد النافع في الوصول اليها . وليكن حوارنا لأجل أن نوصل الحق لمن يرقبوه ويبحثوا عنه بين دفات هذا الملتقى....

أربِع على نفسك يا أبا الأُنس .. ( وما أنا عليكم بحفيظ )

أما الأهداف فمتفقون عليها ، ولا حاجة إلى ميثاق ولا يحزنون

وأنا بصدد رسم جدول التقييم الذاتي .. تلبية لمن غدا قطعة من قلبي .....
icon7.gif


ليستعرضها تذكرةً كلُّ من دخل حواراً أو راقبه ، ويطابق أسلوبه عليها .. وكل امرئ حسيب نفسه

أما الجانب السليم ، فلن تراه إلاّ في مقعد صدق عند ربٍ رحيم

ونحن هنا نتعلم ونتنافس ونستفيد من الفروق الفردية

ولولا اشتعال النار فيما جاورت ** ما كان يعرف طيب عرف العودِ
 
أتمنى أن يثبت هذا الموضوع
لإضافة الفوائد والحكم والأمثال والأشعار التي تخدم الهدف من نشر هذه الأفكار
يقولون :
أفضل كتاب يعلم الحوار هو القرآن الكريم
فما أجدر هذا الملتقى أن يحيي هذا المنهج القرآني
وللإثراء​
هذه أسماء لبعض الكتب التي تتكلم في موضوع الحوار وأدب المجادلة ، وأغلبها موجود على الشبكة :
الأضواء الأثرية في بيان إنكار السلف بعضهم على بعض في المسائل الخلافية الفقهية - فوزي بن عبد الله بن محمد الأثري أبو عبد الرحمن
لا إنكار في مسائل الاجتهاد رؤية منهجية تحليلية - قطب مصطفى سانو
إنكار التكبير الجماعي وغيره - حمود بن عبد الله التويجري
أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة - محمد بن إبراهيم الحمد
أدب الاختلاف في الإسلام - طه جابر العلوي
الحكمة والحوار علاقة تبادلية - عباس محجوب
أدب الحوار في الإسلام - سيف الدين شاهين
الإسلام وقضايا الحوار - محمود حمدى زقزوق
الحوار آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة - يحي بن محمد حسن بن أحمد زمزمي
الحوار أصوله المنهجية وآدابه السلوكية - أحمد بن عبد الرحمن الصويان
الحوار أصوله وآدابه - موسى بن يحي الفيفي أبو معاذ
الحوار في الإسلام - عبد الله بن حسين الموجان
أدب الحوار في الإسلام - محمد سيد طنطاوي
الحوار وآدابه - علي جريشة
أدب الاختلاف - عقيل بن محمد المقطري
أصول الحوار وآدابه في الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد
الحوار القرآني في ضوء سورة الأنعام - أحمد الشرقاوي
أدب الاختلاف - صالح بن عبد الله حميد
أدب الحوار - سعد بن ناصر الشتري
الإنكار في مسائل الخلاف - الطريقي
فقه الخلاف بين المسلمين - برهامي
أدب الاختلاف - باشنفر
أدب التخاطب - العدوي
أدب الحوار - سلمان العودة
أدب الحوار - عائض القرني
 
فائدة من كتاب "أصول الحوار وآدابه في الإسلام"
لصالح بن عبد الله بن حميد
" إن من الخطأ البيِّن في هذا الباب أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت .
ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا "​
 
فائدة من كتاب "أصول الحوار وآدابه في الإسلام"
.............................................................................. إلخ


نعم .. هكذا يا شيخ عصام ، اعرضوها علينا حبة حبة ..

أما الكتب فقد تشبّعنا من جمعها وتحميلها وتنزيلها ، ولا ندري متى نختمها أو نستوعبها لنعمل بما فيها

[ يارب لا تجعلنا من أولئك المثل ]

والمنتدى يدندن حول هذا الموضوع من سنين حتى صار شعاراً له _ ونعم الشعار _

بل تأثر به سلوكي وأثّر على طبعي الثقيل تأثيراً خفيّاً ولمّا يتحوّل ويخف بعد ...
icon10.gif


بعدما كنت أوصم بالمصادمة والدَّف [ بالفتح ] والكَرش [ بالفتح أيضاً ]

فجزاكم الله عني كلكم جميعاً

.
 
بارك الله فيكم،شيخنا المفضال المشرف العام والإخوة الكرام المشاركين في هذا التحاور عن آداب التحاور.
ويبدو لي أن العبرة بالعمل والتطبيق العملي والالتزام الشخصي لكل منا في نفسه وإلا فالجانب النظري يكاد يكون كالشمس في وضح النهار،ومع ذلك لا بأس من التذكير بمثل هذه المهمات من حين لآخر،بل من المهم أداء ذلك من كل قادر عليه من باب النصح لكل مسلم والذكرى تنفع المؤمنين.
والله يوفقنا جميعا ويعيننا ويحفظنا.
 
كم نحن في حاجه ماسه إلى تعلم فنون الحوار وأصوله..ليصبح حوارنا حواراً هادفاً بنّاء نخرج منه بفائده ونصل به إلى نتيجة راقيه
لاذلك الحوار الذي يكون "بهذيان" أو "بقلم حاد ويد متشنّجه" ينتظر رد مخالفه بعين حمراء وكأنه عدوه الذي يتربص به,, يجرّه سوء ظنه ودخوله في نية مخالفه والنتيجه جدل عقيم لافائده من ورائه ولا منفعه,,
إن المحاور الناجح هوالذي يهمه ظهور الحق وبيانه لا ذلك الذي يعجبه إبداء رأيه والإنتصار له مع تسفيه أقوال الآخرين,,وإن كان محاوره على خطأ بيّن فإن التلطف وحسن الرد والمحاوره ولين الجانب تكشف للجاهل عن جهله وتعينه على ظهور الحق له وإدراكه مما أعتقده من الخطأ,كما أن الحوار يكشف اللثام عن أخلاق المحاور لاسيما وإن كان "طالب علم" يعلم أنه لاانفكاك بين العلم والأخلاق..وهذا في كل المواقف والمواقع التي يكون فيها الحوار,سواءاً في البيت أو العمل أو المجالس أو أي مكان كان,
وأخص بالذكر الحوار في هذا الملتقى العلمي الهادف الذي قد ارتقى بإسمه وجمع طلاب العلم في منداياته ليدلوا كل منهم بدلوه ويستقي كل واحدٍ من معين أخيه ويدرك مافاته ولم يحصل عليه وتقوى بصيرته في العلم ويزداد رِفعةً به وتواضعاً ويرد على أخوانه السائلين بأدب جم ويشارك من طرح فيهم موضوعاً يريد به البحث والنقاش ويبصّر المخطيء الذي ربما توهم,دون الدخول في النيات وسوء الظن بالأخوان,,وأن يحسب حساب أثر الكلمه في النفس وماتتركه في صفحات الملتقى,,ويكون الكلام كلاماً علميا" لاشخصيّاً ينتفع به كل قاريء عضواً كان أو زائر..
لاشك أن الكلام في هذا الموضوع يطول ولست بأعلم ممن كتب فيه ,,وما هي إلا كلمات يسيرات أسأل المولى أن ينفع بها ويقرب بها قلوب الأخوان,مع كل الشكر والإمتنان لشيخنا الفاضل عبدالرحمن الذي طرح هذا الموضوع وأفاد فيه وأجاد حرصاً منه على نفع الأعضاء وإرشادهم خير إرشاد,سددكم الله شيخنا وأعانكم على قول الحق والعمل به..
 
كم نحن في حاجه ماسه إلى تعلم فنون الحوار وأصوله..ليصبح حوارنا حواراً هادفاً بنّاء نخرج منه بفائده ونصل به إلى نتيجة راقيه
لاذلك الحوار الذي يكون "بهذيان" أو "بقلم حاد ويد متشنّجه" ينتظر رد مخالفه بعين حمراء وكأنه عدوه الذي يتربص به,, يجرّه سوء ظنه ودخوله في نية مخالفه والنتيجه جدل عقيم لافائده من ورائه ولا منفعه,,
إن المحاور الناجح هوالذي يهمه ظهور الحق وبيانه لا ذلك الذي يعجبه إبداء رأيه والإنتصار له مع تسفيه أقوال الآخرين,,وإن كان محاوره على خطأ بيّن فإن التلطف وحسن الرد والمحاوره ولين الجانب تكشف للجاهل عن جهله وتعينه على ظهور الحق له وإدراكه مما أعتقده من الخطأ,كما أن الحوار يكشف اللثام عن أخلاق المحاور لاسيما وإن كان "طالب علم" يعلم أنه لاانفكاك بين العلم والأخلاق..وهذا في كل المواقف والمواقع التي يكون فيها الحوار,سواءاً في البيت أو العمل أو المجالس أو أي مكان كان,
وأخص بالذكر الحوار في هذا الملتقى العلمي الهادف الذي قد ارتقى بإسمه وجمع طلاب العلم في منداياته ليدلوا كل منهم بدلوه ويستقي كل واحدٍ من معين أخيه ويدرك مافاته ولم يحصل عليه وتقوى بصيرته في العلم ويزداد رِفعةً به وتواضعاً ويرد على أخوانه السائلين بأدب جم ويشارك من طرح فيهم موضوعاً يريد به البحث والنقاش ويبصّر المخطيء الذي ربما توهم,دون الدخول في النيات وسوء الظن بالأخوان,,وأن يحسب حساب أثر الكلمه في النفس وماتتركه في صفحات الملتقى,,ويكون الكلام كلاماً علميا" لاشخصيّاً ينتفع به كل قاريء عضواً كان أو زائر..
لاشك أن الكلام في هذا الموضوع يطول ولست بأعلم ممن كتب فيه ,,وما هي إلا كلمات يسيرات أسأل المولى أن ينفع بها ويقرب بها قلوب الأخوان,مع كل الشكر والإمتنان لشيخنا الفاضل عبدالرحمن الذي طرح هذا الموضوع وأفاد فيه وأجاد حرصاً منه على نفع الأعضاء وإرشادهم خير إرشاد,سددكم الله شيخنا وأعانكم على قول الحق والعمل به..
كلام جميل اختي الفاضلة . بارك الله بك.
 
شكراً لأخي العزيز عصام على هذه الروابط المفيدة جداً .
وشكراً لأخي أبي تيماء الذي يعكف على بناء هذا النموذج في التقويم الذاتي لمهارات الحوار وما قد يفيد في تطوير هذه المهارة لدينا وأنا متأكد من أنه سوف يخرج لنا بنموذج مميز إن شاء الله .
إن أي خطوة نخطوها في تطوير حوارنا في الملتقى هي لبنةٌ تُضاف إلى بنائنا العلمي والفكري، وتربينا على سعة الأفق والصدر، والتدرب على فَحْصِ الحُجَجِ واختبارِها والتركيز على الأدلَّةِ وغير ذلك من جوانب نشعر بقصورنا فيها .
 
أوائل حوارية
من "آداب الحوار وقواعد الاختلاف" للدكتور عمر عبدالله كامل.
أول أصول الحوار : الوصول إلى الحق ...
وأول آداب الحوار : تهيئة الجو للحوار ...
وأول آدابه اللفظية : الكلمة الطيبة والقول الحسن ...
وأول قواعد الاختلاف : تمييز محموده من مذمومه ...
...
 
عودة
أعلى