مولاي عمر
New member
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]قواعد التفسير من خلال بدع التفاسير
لعبد الله محمد بن الصديق الغماري
1328هـ -1413م
1910م – 1993م[/align]
مدخل :
هذه محاولة متواضعة للإحالة على أحد أهم مظان قواعد التفسير الكثيرة والتي تناولها العلماء تحت عناوين مختلفة وضمنوها كتبا متعددة . فهذا كتاب بدع التفاسير لعبد الله محمد بن الصديق الغماري رحمه الله فيه مجموعة غير يسيرة من قواعد التفسير أشرت هنا إلى بعضها وقد كان البحث في أصله مساهمة في ندوة علمية نظمت بكلية الآداب بالجديدة جامعة شعيب الدكالي بالمملكة المغربية أرجو أن يكون مساهمة في التعريف بتراث علماء الغرب الإسلامي المعاصرين في الدراسات القرآنية
تعريف بالمؤلف :
هو عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني الغماري الطنجي محدث المغرب لعصره ولد بطنجة سنة 1328 هـ 1910م وحفظ القرآن الكريم برواية ورش ثم حفص وأتقن رسمه رحل إلى فاس فالتحق بالقرويين فلما برع رجع إلى طنجة . ثم قصد مصر سنة 1349 هـ 1930م وحصل على عالمية الغرباء ثم عالمية الأزهر فاشتغل بالتدريس فيه وتفوق ثم عين مفتشا على الدروس وأجاز له كبار علماء عصره عمل بالسياسة فلم يوفق، واتهم في مصر بالتجسس واعتقل مدة ... فلما أفرج عنه عاد إلى مسقط رأسه. له مؤلفات عديدة جاوزت الستين وتوفي رحمه الله في طنجة بتاريخ 19 شعبان 1413 هـ 12 فبراير 1993 م.
تعريف بالكتاب :
استهل المؤلف كتابه بأبيات شعرية بين فيها أهمية الكتاب العلمية ، ثم فصل مضمون تلك الأبيات في ما يمكن اعتباره مدخلا للكتاب بعد ذلك وضع مقدمة قال عنها انها :" تشتمل على مسائل هامة تنفع الناظر في هذا الكتاب خاصة وفي كتب التفسير والحديث عامة" وهذا مما يكاد ينفرد به حين يجمع بين القرآن والحديث وإن كان الغالب على الكتاب تفسير القرآن.
بعدها انتقل إلى التفسير و وقف عند تفسير بعض الآيات من سور القرآن الكريم مثل " البقرة ، آل عمران ، النساء ،المائدة … "حتى بلغ ثمانية و أربعين سورة.
وبدأ بسورة البقرة ووقف عند تفسير أربعة عشر آية مختارة منها ، ثم ثنى بسورة آل عمران فوقف مع تفسير ثلاث آيات …وهكذا مع كل سورة تناولها .وهو في ذلك ليس غرضه الاستقصاء بل التمثيل كما صرح بذلك قائلا :"ولم أقصد بهذا المؤلف استيعاب التفاسير المخطئة والخاطئة فإن ذلك غير متيسر لي الآن . وإنما قصدت ذكر مُثُل تكون نموذجا لما لم يذكر" وقال في موضع آخر "وله من هذه التفسير البدعية كثير ، ليس غرضنا استقصاءها ،وإنما ذكرنا هذين المثالين ليستدل بهما على غيرهما" .
وطريقته غي العرض أن يذكر عند كل آية ما يختاره في تفسيرها ،ثم يعقب بما يراه من بدع التفاسير فيها وهذا الغالب وإن كان قد يقتصر أحيانا على ما في الآية من بدع التفاسير ولعل ذلك حين لا تكون الآية في حاجة إلى تفسير.ولذلك وجدناه يقول عند قوله تعالى:"واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان" :"هذا تفسير هذه الآية تفسيرا يلائم سياقها ويقتضيه نظمها من غير تكليف وقيل فيها وجوه من التأويل تعتبر من بدع التفاسير ونحن نبه عليها بحول الله"
وقد بتولى الرد على القول المبتدع في التفسير وقد يستعير ذلك من غيره ويتبناه كما فعل مع قوله تعالى :" ولقد همت به"فقد اكتفى بما نقله عن الرازي والزمخشري حين قال:" هذه الأقاويل من بدع التفاسير وقد أحسن ردها الزمخشري…" ثم قال "ويعجبني قول الإمام الرازي في هذا المقام"
وهوامش الكتاب غنية بالإضافات أنظر مثلا هامش الصفحة 64 و 65 و 68 و 81 و85
وختم البحث بخاتمة و وقفة مع التفسير الإشاري ثم نبذة جامعة عن التفاسير المشهورة.
وقد أشار في خاتمته أنه كتب الكتاب في ظروف خاصة فقال :"لا سيما وقد كتبناه في ظروف توالت علينا بالهموم و الأكدار"
جدة الكتاب وطرافته :
يعد كتاب الشيخ الغماري واحدا من الكتب الطريفة وقد تنبه المؤلف إلى جدة كتابه في ثلاثة مواضع منه : أولها في الأبيات التي استهله بها فقال:
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هَذَا كِتَابٌ مَا سُبِقـتُ بمثله =جَمُّ الفوائد نَاضِجُ الثمرات
مَهَّدت فيه مَسَائِلًا وَ قَواعِدًا = تنفي عن التفسير بعضَ هِنَات
جليت فيه حقائقًا لا يَنبَغِي = جَهلٌ بها لمفسِّرِ الآيات
سميته بِدَعَ التفاسـير التي = جاءت من الأقوام بالعثَراتِ
أرجو من الله الكريم نَوَالُهُ = محوَ الذُّنُوبِ ومنحَ فَضلِ هِبَاتِ [/poem]
و ثانيها عند قوله :"أما بعد فهذا مؤلف عجيب ليس له في بابه ضريب " وثالثها في خاتمة الكتاب حين قال:"… فضلا عن تأليف كتاب مستقل في موضوع مبتكرلم يوجد منه إلا أمثلة" . ومعنى السبق لا يمكن حمله إلا على هذا الجانب من التقعيد للتفسير الذي تبقى المؤلفات فيه قليلة.
أما اشتغال الغماري بالتفسير فقد كان موضوع أطروحة نوقشت بكلية الآداب بالرباط أعدتها الباحثة نسيبة الغلبزوري تحت عنوان "الشيخ عبد الله بن الصديق وجهوده في علوم القرآن والتفسير"
الإشارة إلى القواعد :
جاءت الإشارة إلى القواعد في الكتاب في أكثر من موضع :أولا في الأبيات التي استهل بها كتابه حين قال:
"مَهَّدت فيه مَسَائِلًا وَ قَواعِدًا * تنفي عن التفسير بعضَ هِنَات"
وكذلك عند قوله في المقدمة وهو يحدد مصادر الخطأ الموجود في بعض كتب التفسير بقوله: "لنبو لفظه عنها أو مخالفتها للقواعد المأخوذة من الكتاب والسنة" على أن أصرح عبارة وجدناها المؤلف رحمه الله هي قوله :"أغلب البدع الموجودة في تفاسير المعاصرين منشأها الجهل بأصول علم التفسير وقواعده"
ومن أهم ما قاله في الموضوع "ولهذه المناسبة ننبه إلى قاعدة هامة ، غفل عنها المفسرون قاطبة فيما أعلم إذ لم أجد من منهم فطن إليها أو نبه إليها وبسبب غفلتهم عنها وقع كثير منهم في تفسيرات مخطئة" وقال:" فشد يدك على هذه القاعدة التي لا تجدها في غير هذا الكتاب"
قواعد في التفسير :
1. ألفاظ القرآن في العقيدة والأحكام والقصص يمتنع حملها على المجاز .
2. تجمل الألفاظ على الحقيقة الشرعية ثم على الحقيقة اللغوية قال :"فإن لم يكن لها حقيقة شرعية حملت على الحقيقة اللغوية" .
3. آيات الصفات يمتنع حملها على الحقيقة .
شروط التفسير
1. التجرد من الآراء المذهبية
2. عدم التمحل في تأويل الآية
3. اجتناب الوجوه البعيدة في الإعراب
4. حمل الآية على ما يتفق مع سياقها
5. حمل الآية على ما يتفق مع سبب نزولها
ما يجب على المفسر:
1. لا يجوز مخالفة ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير آية.
2. تفسير الصحابي والتابعي إن كان يستند إلى ذكر أسباب النزول فيجب اتباعه لأنه في حكم المرفوع
3. تفسير الآيات بالمعاني التي كانت معروفة للعرب وقت نزوله حقائق كانت أو مجازات
4. يجب فهم القرآن في حدود قواعد اللغة العربية وأساليبها المعهودة لهم
5. لا يجوز تفسير القرآن بمعان مستجدة حدثت بعد التنزيل
6. من فسر القرآن بمعان مستجدة فقد زعم أن القرآن قد خاطب العرب بما لم يفهموه.
7. لا يجوز تفسير القرآن بالألفاظ الغريبة لأن ذلك ينافي فصاحته
8. لا يجوز تخريج إعراب القرآن على الوجوه الضعيفة أو الشاذة لأن ذلك ينافي فصاحته
القواعد المستمدة من كتب بدع التفاسير :
1. تغيير معنى الآية والعدول عن ظاهرها لتتمشى مع مذهب المفسر وعقيدته
ذكر هذا في مواضع منه رده على المرتضى أن قوله تعالى :"قل الروح من أمر ربي " يعن إن القرآن ن أمري ومن فعلي فقال الشيخ الغماري :"ليس في الآية دلالة بالمطابقة ولا بالتضمن ولا بالإشارة على إن القرآن من فعل الله… فما ذكره في هذا الوجه من بدع التفاسير لأنه حل الآينة ما لا تحتمل هو استخرج منها بطريق التعمد الخاطئ الإفادة بخلق القرآن وهو القول الذي خالف به المعتزلة ومن وافقهم من الإمامية إجماع المسلمين"
ورد به على الزمخشري في تفسيره إن شاء الله في الكهف على أن معناها التأبيد النهي وهو إنما فعل ذلك مبي على مذهبه في الاعتزال و ذكر أوجها أخرى كلها اعتزالية
2. الأصل في الإسناد الحقيقة
أي لما تضافرت أدلة الكتاب والسنة على إسناد الختم والطبع إلى الله في قوله تعالى:"ختم على قلوبهم " فلا يصرف إلى جهة أخرى.
3. وجوب مراعاة النسق في الآية
قال ذلك في تفسير قوله تعالى :" وآتينا موسى الكتب والفرقان" وقوله تعالى :" وآتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا" أي الكتاب الجامع بين كونه فرقانا ضياء وذكرا . فالنسق في الآيتين لجمع الصفات."
4. المجاز لا يدخل فيما يحكيه القرآن عن الأمم السابقة
رد بها تفسير المرتضى قوله تعالى :"فاقتلوا أنفسكم" أن معناه اجتهدوا في التوبة مما أقدمتم عليه..
استدل ب:" عدو لي وعدوا له" على تأكيد كون فرعون مات كافرا
رد بها على من تأول "مجمع البحرين" على أنهما موسى والخضر وقال :"وقد قدمنا أن ما يحكيه القرآن عن السابقين من الأنبياء وغيرهم يجب حمله على الحقيقة"
5. البعد عن التكلف في التفسير المثال قابل للتوظيف في باب السياق
رد به على المرتضى الذي حمل قوله تعالى :"استجيبوا لله " الآية على أن المراد بها هو إن الاستجابة تجنب صاحبها أن يقتل..لأنها خطاب للمومنين…
6. ليس كل استدلال بآية على تفسير أخرى مما يصح
رد به على المرتضى الذي استدل بآية :"من دخله كان آمنا " فبين أنها في سياق آخر
7. رد كل ما يتعارض مع سياق الآية
رد بها من فسر "يحول بين المرء وقلبه" على أن المراد به إزالة العقل
و رد بنفس القاعدة تفسير المرتضى لقوله تعالى :"ما كانوا يستطيعون السمع " الآية وقال:"وهو ضعيف لا يفيده سياق الآية."
ورد به قول أبي مسلم الأصفهاني معنى مختلفين في قوله تعالى :"و لا يزالون مختلفين "أن خلف هؤلاء الكفار يخلف سلفهم في الكفر…" فقال الشيخ الغماري:"إن صح أن اختلفوا بمعنى خلف بعضهم بعضا ، فالسياق لا يساعد عليه ولا يناسبه"
رد به على من قال أن معنى "فلما رأينه أكبرنه " حضن ،فقال هذا تفسير بعيد من السياق"
وزكى من فسر :"وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به"أي هذا جوابنا لكم ليس عندنا غيره، إقناطا لهم من التصديق بهم،قال :"وهذا التأويل واضح قوي يتفق مع سياق الآية ونظمها" ور د غيره من الوجوه قائلا "وسياق الآية لا يناسب الوجهين" وقوله أيضا "وهذا ينافي سياق الآية"
رد به على من خصص المشيئة في قوله تعالى إلا أن يشاء الله
8. تفسير الآيات بما يناسب مقام النبوة
قال ذلك في تفسير :"عفا الله عنك" الآية
وقاله أيضا عند تفسير :"قال يا نوح إنه ليس من أهلك"إذ رد على من تأولها بأن المراد أنه ابن زنا فقال :"وهذا قول شنيع يدل على جهل بمقام النبوة
ورد بها على من قال في وهم به أنه هم بضربها فقال وهو قول سخيف وكيف يضربها وهو خادم عندها غريب في بيتها بل قوله لها :"معاذ الله" الآية يدل على أنه كان يخاطبها بأسلوب مهذب وهذا هو اللائق بمقامه"
ور د بها على من قال في خانتاهما " أن معناها الزنا فقال :" وليست الخيانة هنا إلا المخالفة في العقيدة" ثم بين ذلك بيانا شافيا
9. كل معنى متعارض مع صريح القرآن وصحيح السنة فهو باطل
رد بها عل ابن عربي في دعواه أن فرعون قبل إيمانه
ورد بها عند تفسير :"قال يا نوح إنه ليس من أهلك"على من تأولها أنه ابن زنا فقال :"وهذا قول شنيع يدل على جهل بمقام النبوة ، ثم هو مردود بنص القرآن فإن الله تعالى قال قبل هذه الآية ونادى نوح ابنه فنسب الابن إليه وهذا دليل قاطع على أنه ابنه لصلبه ، إذ من المستحيل أن يكون ابن زنا وينسبه الله إليه " وفي هامش الصفحة أورد قولا طريفا مستمد من قوله تعالى : "إنه ليس من أهلك"وه أن الله تعالى أقر بنوته ونفى أنه من أهله الناجين ولو لم يكن ابنه لقال له إنه ليس ابنك وليس من أهلك
ورد بها على من جعل الضمير في" أنساه الشيطان" يعود على يوسف فقال:"وهذا باطل لأن الله تعالى أخبر عن يوسف في أول السورة بأنه من عباده المخلصين فكيف يخبر عنه هنا بأن الشيطان تمكن منه و أنساه ذكر ربه تعالى؟! هذا تناقض يتنزه عنه القرآن …"
ومن ذلك تبنيه استدلال ابن تيمية بقوله تعالى "إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" للرد على من قال روحنا في قوله تعالى :"فأرسلنا إليها روحنا " أنه عيسى
10. الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته
ذكر ذلك عند تفسير قوله تعالى:"فان كنت في شك"
11. التفسير الذي يتعارض مع العربية مردود
رد بها على المرتضى و الزمخشري فقال :"وغفل المرتضى والزمخشري عن أن تعقيب النفي بالأمر لا يحسن في اللغة العربية.
ورد بها على من جعل هم به جواب لولا مقدما عليها بأن جواب لولا لا يتقدم عليها لأنها في حكم الشرط
12. "الآيات التي يكون موضوعها الحديث عن الأمم التي تتكلم العربية… لا يجوز حملها على المجاز"
وهذا نص ثمبن قاله حين رده على من فسر "وفار التنور "أنها تعني :اشتد غضب الله عليهم أو برز النور
13. الأصل في الألفاظ أن تحمل على الحقيقة
قاله عند تفسير "وفار التنور " وحملها على أن المراد بالتنور الذي يختبز فيه ،قال وهذا هو القول الراجح لأنه الحقيقة وهي الأصل …
14. لا يحمل القرآن على المعاني الغريبة في اللغة
قاله في الرد على من فسر" أكبرنه" بمعنى حِضنَ ، قال :" هذا تفسير بعيد من السياق، بل هو من غريب اللغة الذي يجب اجتنابه في تفسير القرآن الكريم "
15. الخاص الذي يراد به الخاص لا ينبغي حمله على العموم
رد به على من استنبط من قوله :" ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " إن كل من دخل مصر آمن قال وهي لا تدل على ذلك لأنها خطاب من يوسف لأهله وإنما يستفاد الأمان من قوله تعالى عن البيت الحرام ومن دخله كان آمنا فهذه الآية تعم كل داخل للبيت الحرام كما هو ظاهر
16. القراءات يفسر بعضها بعضا
قال ذلك في تفسير "لا جرم " ورد قولين بأنهما من بدع التفاسير فقال :" والتقدير فيه تكلف ظاهر وهو يقتضي الوقف على: لا ، وليس أحد من القراء وقف عليها"
وقال ذلك أيضا في الرد على البيضاوي الذي وجه تفسير من قال إن معنى : "بإمامهم" أمهاتهم، بأن الأم تجمع على إمام فقال المغاري :" وإن صح له فكيف يفعل بقراءة الحسن "بكتابهم" ؟وهي وإن كانت شاذة تجري مجرى الآحاد في تعيين المعنى المراد حسبما تقرر في علم الأصول"
رد على من قال أن مريم كانت خنثى مستدلا بقوله تعالى :" والله أعلم بما وضعت" فرد عليه قائلا :"فأوردت قراءة حمزة " والله أعلم بما وضعت"بضم التاء من وضعت والقراءات يفسر بعضها بعضا فالجملة على القراءتين المتواترتين تفيد توجع أم مريم وتأسفها على فوات مطلوبها… فلم يجد مخلصا من هذا الإيراد"
17. رد التفاسير المضحكة
أشار إلى هذا في رده على بعض الرافضة الذين فسروا " وأوحى ربك إلى النحل "عند المهدي الخليفة إنما النحل بنو هاشم يخرج من بطونهم العلم فقال له رجل جعل الله طعامك وشرابك ما يخرج من بطونهم فضحك المهدي ..قال:"ولهم كثير من هذه التأويلات المضحكة"
18. لا تخصيص إلا بدليل
أنكر المؤلف على الجبائي ومن تابعه من المعتزلة فقال:" ومن بدع التفسير أن بجعل المفسر مذهبه دليلا على تخصيص لفظ في الآية، أو تقييده،مضافا إلى غفلته عما يفيده سياق الآية وسبب نزولها."
19. حمل ألفاظ الكتاب والسنة على معان تنافي مدلولها اللغوي
رد به على من قال في تفسير "بسلطان " أي بعلم و أن الآية تشير إلى سفن الفضاء … فقال:"وهذا تحريف للآية يوقع في الإثم وذاك المفسر لا يفهم لجهله بقواعد اللغة العربية أن عبارة" إن استطعتم " تفيد التحدي والتعجيز"
20. حمل ألفاظ الكتاب والسنة على معان تباين السياق الذي سيقت له الآية أو الحديث
[align=center]قواعد التفسير من خلال بدع التفاسير
لعبد الله محمد بن الصديق الغماري
1328هـ -1413م
1910م – 1993م[/align]
مدخل :
هذه محاولة متواضعة للإحالة على أحد أهم مظان قواعد التفسير الكثيرة والتي تناولها العلماء تحت عناوين مختلفة وضمنوها كتبا متعددة . فهذا كتاب بدع التفاسير لعبد الله محمد بن الصديق الغماري رحمه الله فيه مجموعة غير يسيرة من قواعد التفسير أشرت هنا إلى بعضها وقد كان البحث في أصله مساهمة في ندوة علمية نظمت بكلية الآداب بالجديدة جامعة شعيب الدكالي بالمملكة المغربية أرجو أن يكون مساهمة في التعريف بتراث علماء الغرب الإسلامي المعاصرين في الدراسات القرآنية
تعريف بالمؤلف :
هو عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني الغماري الطنجي محدث المغرب لعصره ولد بطنجة سنة 1328 هـ 1910م وحفظ القرآن الكريم برواية ورش ثم حفص وأتقن رسمه رحل إلى فاس فالتحق بالقرويين فلما برع رجع إلى طنجة . ثم قصد مصر سنة 1349 هـ 1930م وحصل على عالمية الغرباء ثم عالمية الأزهر فاشتغل بالتدريس فيه وتفوق ثم عين مفتشا على الدروس وأجاز له كبار علماء عصره عمل بالسياسة فلم يوفق، واتهم في مصر بالتجسس واعتقل مدة ... فلما أفرج عنه عاد إلى مسقط رأسه. له مؤلفات عديدة جاوزت الستين وتوفي رحمه الله في طنجة بتاريخ 19 شعبان 1413 هـ 12 فبراير 1993 م.
تعريف بالكتاب :
استهل المؤلف كتابه بأبيات شعرية بين فيها أهمية الكتاب العلمية ، ثم فصل مضمون تلك الأبيات في ما يمكن اعتباره مدخلا للكتاب بعد ذلك وضع مقدمة قال عنها انها :" تشتمل على مسائل هامة تنفع الناظر في هذا الكتاب خاصة وفي كتب التفسير والحديث عامة" وهذا مما يكاد ينفرد به حين يجمع بين القرآن والحديث وإن كان الغالب على الكتاب تفسير القرآن.
بعدها انتقل إلى التفسير و وقف عند تفسير بعض الآيات من سور القرآن الكريم مثل " البقرة ، آل عمران ، النساء ،المائدة … "حتى بلغ ثمانية و أربعين سورة.
وبدأ بسورة البقرة ووقف عند تفسير أربعة عشر آية مختارة منها ، ثم ثنى بسورة آل عمران فوقف مع تفسير ثلاث آيات …وهكذا مع كل سورة تناولها .وهو في ذلك ليس غرضه الاستقصاء بل التمثيل كما صرح بذلك قائلا :"ولم أقصد بهذا المؤلف استيعاب التفاسير المخطئة والخاطئة فإن ذلك غير متيسر لي الآن . وإنما قصدت ذكر مُثُل تكون نموذجا لما لم يذكر" وقال في موضع آخر "وله من هذه التفسير البدعية كثير ، ليس غرضنا استقصاءها ،وإنما ذكرنا هذين المثالين ليستدل بهما على غيرهما" .
وطريقته غي العرض أن يذكر عند كل آية ما يختاره في تفسيرها ،ثم يعقب بما يراه من بدع التفاسير فيها وهذا الغالب وإن كان قد يقتصر أحيانا على ما في الآية من بدع التفاسير ولعل ذلك حين لا تكون الآية في حاجة إلى تفسير.ولذلك وجدناه يقول عند قوله تعالى:"واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان" :"هذا تفسير هذه الآية تفسيرا يلائم سياقها ويقتضيه نظمها من غير تكليف وقيل فيها وجوه من التأويل تعتبر من بدع التفاسير ونحن نبه عليها بحول الله"
وقد بتولى الرد على القول المبتدع في التفسير وقد يستعير ذلك من غيره ويتبناه كما فعل مع قوله تعالى :" ولقد همت به"فقد اكتفى بما نقله عن الرازي والزمخشري حين قال:" هذه الأقاويل من بدع التفاسير وقد أحسن ردها الزمخشري…" ثم قال "ويعجبني قول الإمام الرازي في هذا المقام"
وهوامش الكتاب غنية بالإضافات أنظر مثلا هامش الصفحة 64 و 65 و 68 و 81 و85
وختم البحث بخاتمة و وقفة مع التفسير الإشاري ثم نبذة جامعة عن التفاسير المشهورة.
وقد أشار في خاتمته أنه كتب الكتاب في ظروف خاصة فقال :"لا سيما وقد كتبناه في ظروف توالت علينا بالهموم و الأكدار"
جدة الكتاب وطرافته :
يعد كتاب الشيخ الغماري واحدا من الكتب الطريفة وقد تنبه المؤلف إلى جدة كتابه في ثلاثة مواضع منه : أولها في الأبيات التي استهله بها فقال:
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هَذَا كِتَابٌ مَا سُبِقـتُ بمثله =جَمُّ الفوائد نَاضِجُ الثمرات
مَهَّدت فيه مَسَائِلًا وَ قَواعِدًا = تنفي عن التفسير بعضَ هِنَات
جليت فيه حقائقًا لا يَنبَغِي = جَهلٌ بها لمفسِّرِ الآيات
سميته بِدَعَ التفاسـير التي = جاءت من الأقوام بالعثَراتِ
أرجو من الله الكريم نَوَالُهُ = محوَ الذُّنُوبِ ومنحَ فَضلِ هِبَاتِ [/poem]
و ثانيها عند قوله :"أما بعد فهذا مؤلف عجيب ليس له في بابه ضريب " وثالثها في خاتمة الكتاب حين قال:"… فضلا عن تأليف كتاب مستقل في موضوع مبتكرلم يوجد منه إلا أمثلة" . ومعنى السبق لا يمكن حمله إلا على هذا الجانب من التقعيد للتفسير الذي تبقى المؤلفات فيه قليلة.
أما اشتغال الغماري بالتفسير فقد كان موضوع أطروحة نوقشت بكلية الآداب بالرباط أعدتها الباحثة نسيبة الغلبزوري تحت عنوان "الشيخ عبد الله بن الصديق وجهوده في علوم القرآن والتفسير"
الإشارة إلى القواعد :
جاءت الإشارة إلى القواعد في الكتاب في أكثر من موضع :أولا في الأبيات التي استهل بها كتابه حين قال:
"مَهَّدت فيه مَسَائِلًا وَ قَواعِدًا * تنفي عن التفسير بعضَ هِنَات"
وكذلك عند قوله في المقدمة وهو يحدد مصادر الخطأ الموجود في بعض كتب التفسير بقوله: "لنبو لفظه عنها أو مخالفتها للقواعد المأخوذة من الكتاب والسنة" على أن أصرح عبارة وجدناها المؤلف رحمه الله هي قوله :"أغلب البدع الموجودة في تفاسير المعاصرين منشأها الجهل بأصول علم التفسير وقواعده"
ومن أهم ما قاله في الموضوع "ولهذه المناسبة ننبه إلى قاعدة هامة ، غفل عنها المفسرون قاطبة فيما أعلم إذ لم أجد من منهم فطن إليها أو نبه إليها وبسبب غفلتهم عنها وقع كثير منهم في تفسيرات مخطئة" وقال:" فشد يدك على هذه القاعدة التي لا تجدها في غير هذا الكتاب"
قواعد في التفسير :
1. ألفاظ القرآن في العقيدة والأحكام والقصص يمتنع حملها على المجاز .
2. تجمل الألفاظ على الحقيقة الشرعية ثم على الحقيقة اللغوية قال :"فإن لم يكن لها حقيقة شرعية حملت على الحقيقة اللغوية" .
3. آيات الصفات يمتنع حملها على الحقيقة .
شروط التفسير
1. التجرد من الآراء المذهبية
2. عدم التمحل في تأويل الآية
3. اجتناب الوجوه البعيدة في الإعراب
4. حمل الآية على ما يتفق مع سياقها
5. حمل الآية على ما يتفق مع سبب نزولها
ما يجب على المفسر:
1. لا يجوز مخالفة ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير آية.
2. تفسير الصحابي والتابعي إن كان يستند إلى ذكر أسباب النزول فيجب اتباعه لأنه في حكم المرفوع
3. تفسير الآيات بالمعاني التي كانت معروفة للعرب وقت نزوله حقائق كانت أو مجازات
4. يجب فهم القرآن في حدود قواعد اللغة العربية وأساليبها المعهودة لهم
5. لا يجوز تفسير القرآن بمعان مستجدة حدثت بعد التنزيل
6. من فسر القرآن بمعان مستجدة فقد زعم أن القرآن قد خاطب العرب بما لم يفهموه.
7. لا يجوز تفسير القرآن بالألفاظ الغريبة لأن ذلك ينافي فصاحته
8. لا يجوز تخريج إعراب القرآن على الوجوه الضعيفة أو الشاذة لأن ذلك ينافي فصاحته
القواعد المستمدة من كتب بدع التفاسير :
1. تغيير معنى الآية والعدول عن ظاهرها لتتمشى مع مذهب المفسر وعقيدته
ذكر هذا في مواضع منه رده على المرتضى أن قوله تعالى :"قل الروح من أمر ربي " يعن إن القرآن ن أمري ومن فعلي فقال الشيخ الغماري :"ليس في الآية دلالة بالمطابقة ولا بالتضمن ولا بالإشارة على إن القرآن من فعل الله… فما ذكره في هذا الوجه من بدع التفاسير لأنه حل الآينة ما لا تحتمل هو استخرج منها بطريق التعمد الخاطئ الإفادة بخلق القرآن وهو القول الذي خالف به المعتزلة ومن وافقهم من الإمامية إجماع المسلمين"
ورد به على الزمخشري في تفسيره إن شاء الله في الكهف على أن معناها التأبيد النهي وهو إنما فعل ذلك مبي على مذهبه في الاعتزال و ذكر أوجها أخرى كلها اعتزالية
2. الأصل في الإسناد الحقيقة
أي لما تضافرت أدلة الكتاب والسنة على إسناد الختم والطبع إلى الله في قوله تعالى:"ختم على قلوبهم " فلا يصرف إلى جهة أخرى.
3. وجوب مراعاة النسق في الآية
قال ذلك في تفسير قوله تعالى :" وآتينا موسى الكتب والفرقان" وقوله تعالى :" وآتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا" أي الكتاب الجامع بين كونه فرقانا ضياء وذكرا . فالنسق في الآيتين لجمع الصفات."
4. المجاز لا يدخل فيما يحكيه القرآن عن الأمم السابقة
رد بها تفسير المرتضى قوله تعالى :"فاقتلوا أنفسكم" أن معناه اجتهدوا في التوبة مما أقدمتم عليه..
استدل ب:" عدو لي وعدوا له" على تأكيد كون فرعون مات كافرا
رد بها على من تأول "مجمع البحرين" على أنهما موسى والخضر وقال :"وقد قدمنا أن ما يحكيه القرآن عن السابقين من الأنبياء وغيرهم يجب حمله على الحقيقة"
5. البعد عن التكلف في التفسير المثال قابل للتوظيف في باب السياق
رد به على المرتضى الذي حمل قوله تعالى :"استجيبوا لله " الآية على أن المراد بها هو إن الاستجابة تجنب صاحبها أن يقتل..لأنها خطاب للمومنين…
6. ليس كل استدلال بآية على تفسير أخرى مما يصح
رد به على المرتضى الذي استدل بآية :"من دخله كان آمنا " فبين أنها في سياق آخر
7. رد كل ما يتعارض مع سياق الآية
رد بها من فسر "يحول بين المرء وقلبه" على أن المراد به إزالة العقل
و رد بنفس القاعدة تفسير المرتضى لقوله تعالى :"ما كانوا يستطيعون السمع " الآية وقال:"وهو ضعيف لا يفيده سياق الآية."
ورد به قول أبي مسلم الأصفهاني معنى مختلفين في قوله تعالى :"و لا يزالون مختلفين "أن خلف هؤلاء الكفار يخلف سلفهم في الكفر…" فقال الشيخ الغماري:"إن صح أن اختلفوا بمعنى خلف بعضهم بعضا ، فالسياق لا يساعد عليه ولا يناسبه"
رد به على من قال أن معنى "فلما رأينه أكبرنه " حضن ،فقال هذا تفسير بعيد من السياق"
وزكى من فسر :"وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به"أي هذا جوابنا لكم ليس عندنا غيره، إقناطا لهم من التصديق بهم،قال :"وهذا التأويل واضح قوي يتفق مع سياق الآية ونظمها" ور د غيره من الوجوه قائلا "وسياق الآية لا يناسب الوجهين" وقوله أيضا "وهذا ينافي سياق الآية"
رد به على من خصص المشيئة في قوله تعالى إلا أن يشاء الله
8. تفسير الآيات بما يناسب مقام النبوة
قال ذلك في تفسير :"عفا الله عنك" الآية
وقاله أيضا عند تفسير :"قال يا نوح إنه ليس من أهلك"إذ رد على من تأولها بأن المراد أنه ابن زنا فقال :"وهذا قول شنيع يدل على جهل بمقام النبوة
ورد بها على من قال في وهم به أنه هم بضربها فقال وهو قول سخيف وكيف يضربها وهو خادم عندها غريب في بيتها بل قوله لها :"معاذ الله" الآية يدل على أنه كان يخاطبها بأسلوب مهذب وهذا هو اللائق بمقامه"
ور د بها على من قال في خانتاهما " أن معناها الزنا فقال :" وليست الخيانة هنا إلا المخالفة في العقيدة" ثم بين ذلك بيانا شافيا
9. كل معنى متعارض مع صريح القرآن وصحيح السنة فهو باطل
رد بها عل ابن عربي في دعواه أن فرعون قبل إيمانه
ورد بها عند تفسير :"قال يا نوح إنه ليس من أهلك"على من تأولها أنه ابن زنا فقال :"وهذا قول شنيع يدل على جهل بمقام النبوة ، ثم هو مردود بنص القرآن فإن الله تعالى قال قبل هذه الآية ونادى نوح ابنه فنسب الابن إليه وهذا دليل قاطع على أنه ابنه لصلبه ، إذ من المستحيل أن يكون ابن زنا وينسبه الله إليه " وفي هامش الصفحة أورد قولا طريفا مستمد من قوله تعالى : "إنه ليس من أهلك"وه أن الله تعالى أقر بنوته ونفى أنه من أهله الناجين ولو لم يكن ابنه لقال له إنه ليس ابنك وليس من أهلك
ورد بها على من جعل الضمير في" أنساه الشيطان" يعود على يوسف فقال:"وهذا باطل لأن الله تعالى أخبر عن يوسف في أول السورة بأنه من عباده المخلصين فكيف يخبر عنه هنا بأن الشيطان تمكن منه و أنساه ذكر ربه تعالى؟! هذا تناقض يتنزه عنه القرآن …"
ومن ذلك تبنيه استدلال ابن تيمية بقوله تعالى "إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" للرد على من قال روحنا في قوله تعالى :"فأرسلنا إليها روحنا " أنه عيسى
10. الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته
ذكر ذلك عند تفسير قوله تعالى:"فان كنت في شك"
11. التفسير الذي يتعارض مع العربية مردود
رد بها على المرتضى و الزمخشري فقال :"وغفل المرتضى والزمخشري عن أن تعقيب النفي بالأمر لا يحسن في اللغة العربية.
ورد بها على من جعل هم به جواب لولا مقدما عليها بأن جواب لولا لا يتقدم عليها لأنها في حكم الشرط
12. "الآيات التي يكون موضوعها الحديث عن الأمم التي تتكلم العربية… لا يجوز حملها على المجاز"
وهذا نص ثمبن قاله حين رده على من فسر "وفار التنور "أنها تعني :اشتد غضب الله عليهم أو برز النور
13. الأصل في الألفاظ أن تحمل على الحقيقة
قاله عند تفسير "وفار التنور " وحملها على أن المراد بالتنور الذي يختبز فيه ،قال وهذا هو القول الراجح لأنه الحقيقة وهي الأصل …
14. لا يحمل القرآن على المعاني الغريبة في اللغة
قاله في الرد على من فسر" أكبرنه" بمعنى حِضنَ ، قال :" هذا تفسير بعيد من السياق، بل هو من غريب اللغة الذي يجب اجتنابه في تفسير القرآن الكريم "
15. الخاص الذي يراد به الخاص لا ينبغي حمله على العموم
رد به على من استنبط من قوله :" ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " إن كل من دخل مصر آمن قال وهي لا تدل على ذلك لأنها خطاب من يوسف لأهله وإنما يستفاد الأمان من قوله تعالى عن البيت الحرام ومن دخله كان آمنا فهذه الآية تعم كل داخل للبيت الحرام كما هو ظاهر
16. القراءات يفسر بعضها بعضا
قال ذلك في تفسير "لا جرم " ورد قولين بأنهما من بدع التفاسير فقال :" والتقدير فيه تكلف ظاهر وهو يقتضي الوقف على: لا ، وليس أحد من القراء وقف عليها"
وقال ذلك أيضا في الرد على البيضاوي الذي وجه تفسير من قال إن معنى : "بإمامهم" أمهاتهم، بأن الأم تجمع على إمام فقال المغاري :" وإن صح له فكيف يفعل بقراءة الحسن "بكتابهم" ؟وهي وإن كانت شاذة تجري مجرى الآحاد في تعيين المعنى المراد حسبما تقرر في علم الأصول"
رد على من قال أن مريم كانت خنثى مستدلا بقوله تعالى :" والله أعلم بما وضعت" فرد عليه قائلا :"فأوردت قراءة حمزة " والله أعلم بما وضعت"بضم التاء من وضعت والقراءات يفسر بعضها بعضا فالجملة على القراءتين المتواترتين تفيد توجع أم مريم وتأسفها على فوات مطلوبها… فلم يجد مخلصا من هذا الإيراد"
17. رد التفاسير المضحكة
أشار إلى هذا في رده على بعض الرافضة الذين فسروا " وأوحى ربك إلى النحل "عند المهدي الخليفة إنما النحل بنو هاشم يخرج من بطونهم العلم فقال له رجل جعل الله طعامك وشرابك ما يخرج من بطونهم فضحك المهدي ..قال:"ولهم كثير من هذه التأويلات المضحكة"
18. لا تخصيص إلا بدليل
أنكر المؤلف على الجبائي ومن تابعه من المعتزلة فقال:" ومن بدع التفسير أن بجعل المفسر مذهبه دليلا على تخصيص لفظ في الآية، أو تقييده،مضافا إلى غفلته عما يفيده سياق الآية وسبب نزولها."
19. حمل ألفاظ الكتاب والسنة على معان تنافي مدلولها اللغوي
رد به على من قال في تفسير "بسلطان " أي بعلم و أن الآية تشير إلى سفن الفضاء … فقال:"وهذا تحريف للآية يوقع في الإثم وذاك المفسر لا يفهم لجهله بقواعد اللغة العربية أن عبارة" إن استطعتم " تفيد التحدي والتعجيز"
20. حمل ألفاظ الكتاب والسنة على معان تباين السياق الذي سيقت له الآية أو الحديث