محبة القرآن
New member
قواعد التدبر
(القواعد العملية)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد :
فقد تقدم ذكر جملة من القواعد العلمية التي تمثل أساساً لقدح زناد الفكر، وإذكاء جذوة العقل، وفتح أقفال القلب، لتحصيل التدبر،الذي يورث الانتفاع بالقرآن العظيم. وإلى جانب تلكم القواعد العلمية المنشئة، هناك قواعد عملية مساعدة، تعين العقل على القيام بوظيفته، وتستجيش القلب لتفجير ينابيع الحكمة، من الذكر الحكيم. فمن ذلك:
أولاً: الترتيل، والتغني : وصفان يتعلقان بالأداء، يؤثران في التالي، والسامع. قال البغوي، رحمه الله: (ترتيل القراءة: التأني، والتمهل، وتبيين الحروف، والحركات) شرح السنة : 2/465. وقد وصف ذلك أنس، رضي الله عنه، لما سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : كان يمد مداً. ثم قرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم. رواه البخاري. وكذا صنعت أم سلمة، رضي الله عنها، لما نعتت قراءته، صلى الله عليه وسلم، فإذا هي تنعت قراءةً مفسرة، حرفاً، حرفاً) رواه الثلاثة.
وهذا اللون من الأداء، يتيح للعقل أن يستحضر المعاني، وللقلب أن يستدعي المشاعر، دون ازدحام، أو تداخل، كمن يشرب الماء بأنفاس، فيهنأ به، بخلاف من يعبه عباً، بنفس واحد، كشرب البعير.
وأما التغني فوصف تحسيني، تكميلي، يراد به: تحسين الصوت بالقرآن. وفي المتفق عليه : (ليس منا من لم يتغن بالقرآن). قال القرطبي، رحمه الله: (أي ليس منا من لم يحسن صوته بالقرآن) مقدمة الجامع لأحكام القرآن : 1/11 ، وحكى خلاف السلف في مسألة (التطريب). قال ابن القيم، رحمه الله: (وفصل النزاع أن يقال: التطريب، والتغني، على وجهين: أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف، ولا تمرين، ولا تعليم، بل إذا خلي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب، والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعته بفضل تزيين، وتحسين، كما قال أبو موسى للنبي صلى الله عليه وسلم: (لو علمت أنك تسمع، لحبرته لك تحبيراً) ... فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه، ويستمعونه، وهو التغني الممدوح، المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي، والسامع... الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعة من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصل غلا بتكلف، وتصنع، وتمرن، كما يتعلم أصوات الغناء، بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزان مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلم، والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلف، وعابوها، وذموها، ومنعوا القراءة بها، وأنكروا على من قرأ بها) زاد المعاد : 1/492-493.
ولا ريب أن التغني المحمود، مدعاة لتيقظ العقل، وحضور القلب، ونشاطهما، وتنعمهما، مما يوجب تأثراً، ويثمر تدبراً.
ثانياً: الوقوف، والتكرار : وصفان زائدان على مجرد التلاوة، والأداء، يقصد بهما إعطاء النفس قدراً أكبر، وزمناً أطول، وذوقاً أنعم، للتدبر. فيتخلل ذلك إدامة فكر، أو لهج بذكر. قال حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه: ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقرأها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها. يقرأ مترسلاً؛ إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع) رواه مسلم. وعن عوف بن مالك، رضي الله عنه، نحوه، عند أبي داود.
إن هذا التوقف، والتقطيع، يعزز التأمل، وينتج المناجاة؛ فكأن العبد في محاورة مع ربه، ومراجعة في الكلام؛ يتملقه، ويتضرع إليه، ويعمر قلبه بمعاني العبودية.
وقد لا تطيب نفس المؤمن من قراءة الآية مرةً واحدة، ولا يحس بالشبع والامتلاء منها، حتى يكررها، ويبالغ في تذوقها. فعن أبي ذر، رضي الله عنه، قال : قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح، يرددها: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) رواه أحمد وابن ماجه، وإسناده صحيح.
وجرى نحو ذلك لعدد من الصحابة؛ كتميم الداري، وابن مسعود، وأم سلمة، وغيرهم، رضي الله عنهم، ولجمع من التابعين؛ كسعيد بن جبير، والضحاك، وغيرهم. عن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذّوه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة. رواه البغوي.
ثالثاً: الخلوة : قطع الشواغل والمؤثرات الخارجية، يصفي الذهن، ويجمع الهم. لكن العزلة المطلقة ضرب من الرهبنة المذمومة، تفوت بها مصالح شخصية كثيرة، وتهدر بها مقاصد شرعية عامة. لذلك كان (المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم) رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجة، وصححه الألباني. وجمعاً بين المصالح ينبغي للمؤمن اللبيب أن يفرغ شيئاً من يومه أو ليلته، للنظر، والتفكر، والتأمل. وأعظم ما أجال فيه النظر كتاب الله؛ فإنه يفتح عليه في أوقات الصفاء، والفراغ من الشواغل، ما لا يفتح عليه في حالات الحركة، والضجيج. جاء في حديث بدء الوحي : (ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاَءُ ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ) رواه البخاري
ومن عجيب ما يساق في فضل الخلوة في القرآن، ما قاله شيخ الإسلام، ابن تيمية، رحمه الله، حين سجن في قلعة دمشق : (قد فتح الله علي في هذا الحصن، في هذه المرة، من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء، كان كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن) ذيل طبقات الحنابلة : 1 / 344
رابعاً: القيام به ناشئة الليل : قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل : 6]. قال ابن كثير، رحمه الله : (والمقصود أن قيام الليل، هو أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع على التلاوة؛ ولهذا قال: { هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا } أي: أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس ولَغَط الأصوات وأوقات المعاش) تفسير القرآن العظيم
لم يزل التهجد شعار الصالحين الذين (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) [السجدة : 16]. وفي تلك المناسبة الحبيبة إلى قلوبهم ، وقد صفوا أقدامهم في محاريبهم، وصوبوا أبصارهم إلى مواضع سجودهم، وقاموا مقام العبودية، يفيض الله عليهم من فتوحاته، وإلهاماته، ما لم يكن لهم بحسبان، وما لم يخطر من قبل بالأذهان.
ألا ما أحوجنا إلى القرآن العظيم، لنتدبره، ونتعظ به، ونستشفي به، ونستنبط منه الهدى، والرشاد، في أمورنا الخاصة، وهمومنا العامة.(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء : 9]. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(القواعد العملية)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد :
فقد تقدم ذكر جملة من القواعد العلمية التي تمثل أساساً لقدح زناد الفكر، وإذكاء جذوة العقل، وفتح أقفال القلب، لتحصيل التدبر،الذي يورث الانتفاع بالقرآن العظيم. وإلى جانب تلكم القواعد العلمية المنشئة، هناك قواعد عملية مساعدة، تعين العقل على القيام بوظيفته، وتستجيش القلب لتفجير ينابيع الحكمة، من الذكر الحكيم. فمن ذلك:
أولاً: الترتيل، والتغني : وصفان يتعلقان بالأداء، يؤثران في التالي، والسامع. قال البغوي، رحمه الله: (ترتيل القراءة: التأني، والتمهل، وتبيين الحروف، والحركات) شرح السنة : 2/465. وقد وصف ذلك أنس، رضي الله عنه، لما سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : كان يمد مداً. ثم قرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم. رواه البخاري. وكذا صنعت أم سلمة، رضي الله عنها، لما نعتت قراءته، صلى الله عليه وسلم، فإذا هي تنعت قراءةً مفسرة، حرفاً، حرفاً) رواه الثلاثة.
وهذا اللون من الأداء، يتيح للعقل أن يستحضر المعاني، وللقلب أن يستدعي المشاعر، دون ازدحام، أو تداخل، كمن يشرب الماء بأنفاس، فيهنأ به، بخلاف من يعبه عباً، بنفس واحد، كشرب البعير.
وأما التغني فوصف تحسيني، تكميلي، يراد به: تحسين الصوت بالقرآن. وفي المتفق عليه : (ليس منا من لم يتغن بالقرآن). قال القرطبي، رحمه الله: (أي ليس منا من لم يحسن صوته بالقرآن) مقدمة الجامع لأحكام القرآن : 1/11 ، وحكى خلاف السلف في مسألة (التطريب). قال ابن القيم، رحمه الله: (وفصل النزاع أن يقال: التطريب، والتغني، على وجهين: أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف، ولا تمرين، ولا تعليم، بل إذا خلي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب، والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعته بفضل تزيين، وتحسين، كما قال أبو موسى للنبي صلى الله عليه وسلم: (لو علمت أنك تسمع، لحبرته لك تحبيراً) ... فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه، ويستمعونه، وهو التغني الممدوح، المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي، والسامع... الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعة من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصل غلا بتكلف، وتصنع، وتمرن، كما يتعلم أصوات الغناء، بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزان مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلم، والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلف، وعابوها، وذموها، ومنعوا القراءة بها، وأنكروا على من قرأ بها) زاد المعاد : 1/492-493.
ولا ريب أن التغني المحمود، مدعاة لتيقظ العقل، وحضور القلب، ونشاطهما، وتنعمهما، مما يوجب تأثراً، ويثمر تدبراً.
ثانياً: الوقوف، والتكرار : وصفان زائدان على مجرد التلاوة، والأداء، يقصد بهما إعطاء النفس قدراً أكبر، وزمناً أطول، وذوقاً أنعم، للتدبر. فيتخلل ذلك إدامة فكر، أو لهج بذكر. قال حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه: ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقرأها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها. يقرأ مترسلاً؛ إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع) رواه مسلم. وعن عوف بن مالك، رضي الله عنه، نحوه، عند أبي داود.
إن هذا التوقف، والتقطيع، يعزز التأمل، وينتج المناجاة؛ فكأن العبد في محاورة مع ربه، ومراجعة في الكلام؛ يتملقه، ويتضرع إليه، ويعمر قلبه بمعاني العبودية.
وقد لا تطيب نفس المؤمن من قراءة الآية مرةً واحدة، ولا يحس بالشبع والامتلاء منها، حتى يكررها، ويبالغ في تذوقها. فعن أبي ذر، رضي الله عنه، قال : قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح، يرددها: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) رواه أحمد وابن ماجه، وإسناده صحيح.
وجرى نحو ذلك لعدد من الصحابة؛ كتميم الداري، وابن مسعود، وأم سلمة، وغيرهم، رضي الله عنهم، ولجمع من التابعين؛ كسعيد بن جبير، والضحاك، وغيرهم. عن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذّوه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة. رواه البغوي.
ثالثاً: الخلوة : قطع الشواغل والمؤثرات الخارجية، يصفي الذهن، ويجمع الهم. لكن العزلة المطلقة ضرب من الرهبنة المذمومة، تفوت بها مصالح شخصية كثيرة، وتهدر بها مقاصد شرعية عامة. لذلك كان (المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم) رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجة، وصححه الألباني. وجمعاً بين المصالح ينبغي للمؤمن اللبيب أن يفرغ شيئاً من يومه أو ليلته، للنظر، والتفكر، والتأمل. وأعظم ما أجال فيه النظر كتاب الله؛ فإنه يفتح عليه في أوقات الصفاء، والفراغ من الشواغل، ما لا يفتح عليه في حالات الحركة، والضجيج. جاء في حديث بدء الوحي : (ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاَءُ ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ) رواه البخاري
ومن عجيب ما يساق في فضل الخلوة في القرآن، ما قاله شيخ الإسلام، ابن تيمية، رحمه الله، حين سجن في قلعة دمشق : (قد فتح الله علي في هذا الحصن، في هذه المرة، من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء، كان كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن) ذيل طبقات الحنابلة : 1 / 344
رابعاً: القيام به ناشئة الليل : قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل : 6]. قال ابن كثير، رحمه الله : (والمقصود أن قيام الليل، هو أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع على التلاوة؛ ولهذا قال: { هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا } أي: أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس ولَغَط الأصوات وأوقات المعاش) تفسير القرآن العظيم
لم يزل التهجد شعار الصالحين الذين (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) [السجدة : 16]. وفي تلك المناسبة الحبيبة إلى قلوبهم ، وقد صفوا أقدامهم في محاريبهم، وصوبوا أبصارهم إلى مواضع سجودهم، وقاموا مقام العبودية، يفيض الله عليهم من فتوحاته، وإلهاماته، ما لم يكن لهم بحسبان، وما لم يخطر من قبل بالأذهان.
ألا ما أحوجنا إلى القرآن العظيم، لنتدبره، ونتعظ به، ونستشفي به، ونستنبط منه الهدى، والرشاد، في أمورنا الخاصة، وهمومنا العامة.(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء : 9]. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
المصدر :العقيدة والحياة