قل هو الله أحد

إنضم
17/02/2006
المشاركات
59
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الرياض
بسم1

قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤
ورد في تفسير ابن كثير في سبب نزول هذه السورة العظيمة ما يلي:-
سورة الإخلاص : " ذكر سبب نزولها وفضلها " قال الإمام أحمد حدثنا أبو سعيد محمد بن ميسر الصاغاني حدثنا أبو جعفر الرازي حدثنا الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ".
وقد يتساءل كثير من الناس: هل هناك فرق لغوي بين قولنا الله أحد وقولنا إله واحد؛ أي هل هناك فرق في المعنى بين كلمة أحد وكلمة واحد؟
ويرتبط بهذا السؤال سؤال آخر وهو: هل لمعرفة الفرق اللغوي بين الكلمتين أهمية كبيرة في العقيدة؟
يعتقد بعض المفسرين أن أحد وواحد تأتيان لنفس المعنى؛ و يعتقد آخرون أن هناك فرقا بين الكلمتين.
يرى الشيخ الشعرواي رحمه الله: أن أحد تعني أن الله أحد في ذاتيته فهو سبحانه لا يتركب من أجزاء؛ وأن ( واحد) في قولنا إله واحد تعني أنه لا فرد معه.
والواقع أن ما ذهب إليه الشيخ الشعراوي صحيح ويحتاج إلى تفصيل؛ لأننا نعرف من اللغة العربية أن زيادة المبنى تعنى زيادة في المعنى، فكلمة (واحد) تزيد في مبناها عن كلمة (أحد) بزيادة حرف (واو).
وإذا أخذنا دلالة حرف واو فإن المعنى يكون كما يلي:
قل هو الله أحد: تعني أن الله سبحانه وتعالى أحد في (ذاته) فهو لا يتركب من أجزاء بل هو أحد؛ كما ذكر ذلك الشيخ الشعراوي.
إله واحد : تعني أن الله سبحانه وتعالى واحد في أسمائه، وواحد في صفاته؛ وواحد في مخلوقاته؛ وواحد في أمره وواحد في نهيه سبحانه وتعالى؛ وهو الله في السموات وهو الله في الأرض وهو رب الملائكة وهو رب الجن وهو رب الإنس؛ أي هو واحد في كل الأحوال والأزمان.
وواحدية الله تعالى في مخلوقاته وجميع شأنه مبنية على أحديته في ذاته ، سبحانه وتعالى ولذلك كان لسورة الإخلاص شأن عظيم وهو السورة الوحيدة التي ورد فيها صفة الله أحد، ومن فضلها أنها تعدل ثلث القرآن لأنها تتضمن أحدية الله في ذاته التي تنبنى عليها واحدية الله في كونه ومخلوقاته وأمره ونهيه.
حديث في كونها تعدل ثلث القرآن " قال البخاري حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد أن رجلا سمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد " يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال النبي صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ".
والسؤال الآن هو : هل لمعرفة الفرق اللغوي بين الكلمتين أهمية كبيرة في العقيدة؟
الجواب: إن من يعتقد أن الله واحد في مخلوقاته ليس معه إله في ألوهيته لمخلوقاته ولكنه لا يعتقد أن الله (أحد) في ذاته فقد فسدت عقيدته بنقص إخلاص التوحيد لله؛ لأن الله تعالى واحد في مخلوقاته وأحد في ذاته، وبذلك يكتمل إخلاص التوحيد لله عز وجل؛ ولذلك جاءت بقية آيات سورة الإخلاص في تفصيل: قل هو الله أحد.
والله تعالى أعلم.
 
عودة
أعلى